السبت، 28 أغسطس 2010

شيرمان جاكسون لـ الرسالة: المسلمون السود قادمون

شيرمان جاكسون لـ الرسالة: المسلمون السود قادمون
شيرمان جاكسون لـ الرسالة: المسلمون السود قادمون
حوار: محمد سيد
الداعية الأمريكي الدكتور شيرمان جاكسون أستاذ الدراسات العربية والإسلامية بجامعة ميتشجان من المسلمين السود في أمريكا وإحدى الشخصيات ذات التأثير الكبير في العمل الإسلامي داخل المجتمع الأمريكي، له العديد من الدراسات حول الإسلام والمجتمع الأمريكي لعل أهمها ما كتبه بعنوان “الاستشراق الأسود”. وفي حواره لـ“الرسالة” أوضح أن المسلمين السود قادمون، وأنهم متغلغلون داخل المجتمع الأمريكي، ويعملون على تقديم الإسلام بشكل صحيح، وبخاصة أن النظرة الأمريكية للمسلم الأسود تغيرت كثيرًا عن الماضي وأصبح التعامل معه كمواطن أمريكي خالص، وليس كمجرد مخلفات من الدول الأفريقية، مشيرًا إلى أن نجاح المسلمين الأمريكيين من السود والوافدين كمجتمع مسلم واحد في أمريكا أدى إلى فشل الاستشراق الأسود في إثارة النعرات والحساسيات سواء بين المسلمين أنفسهم في الولايات المتحدة أو بين المسلمين وغيرهم هناك مما سيمثل قوة حقيقية للإسلام والمسلمين.
وأوضح أن المسلمين اليوم يعانون من صراع الأجيال في الداخل الأمريكي بسبب اختلاف الثقافات بين الجيل الأول والثاني، الذي جاء مهاجرًا للولايات المتحدة من العالم العربي والإسلامي، وبالتالي كان محملًا بمنظومة قيمية ودينية محددة تنطلق من ثوابت الإسلام، وبين الجيل الحالي الذي نشأ وترعرع في أحضان الثقافة الأمريكية فتشبع بهذه الثقافة وانبهر بها، وفيما يلي تفاصيل الحوار...
مسلمون بين عهدين
كيف تنظر إلى الوضع الإسلامي داخل الولايات المتحدة في الوقت الحالي؟
المسلمون داخل الولايات المتحدة يعيشون اليوم بين عهدين: أحدهما تميز بالاضطهاد للمسلمين في العالم أجمع، وتراجعت في عهده القضايا الإسلامية وحقوق المسلمين داخل الولايات المتحدة وخارجها وهو عهد الرئيس السابق بوش الذي كانت سياسته واضحة للجميع، والعهد الآخر هو عهد “المهادنة”وهو عهد أوباما الذي يسعى لمهادنة المسلمين، وكسبهم في صفه وإبراز استعداده الدائم للحوار مع المسلمين داخل الولايات المتحدة خاصة، وفي العالم بشكل عام، وهذه الطريقة التي يسير بها أوباما حققت نوعًا من الهدوء النسبي للمسلمين داخل الولايات المتحدة.
دولة مؤسسات
ولكن هل يشعر المسلمون بالصدق فيما يطرحه الرئيس الأمريكي تجاه قضاياهم بالفعل أم أن الإحساس بأن ما يقال دائمًا خارج إطار التنفيذ وأنه فقط لمجرد الاستهلاك؟
بحكم وجودنا في الداخل الأمريكي فنحن قريبون من العقل الأمريكي نفسه، ومن هنا نستطيع القول أن أوباما منذ توليه مقاليد الحكم في الولايات المتحدة يسعى بالفعل للتقارب مع المسلمين داخل وخارج أمريكا، ولكنه حتى اليوم لا يستطيع أن يفي بكل ما يعد به خاصة تجاه القضايا العربية والإسلامية، وذلك ليس بسبب أن أوباما لا يريد الوفاء بوعوده للعالم الإسلامي، ولكن بسبب أن السياسة الأمريكية خاصة الخارجية تحكمها مؤسسات، وليس الرئيس الأمريكي هو صاحب القرار الوحيد في تشكيل السياسة الأمريكية، ولهذا ظهر التراجع في عدم الوفاء بالوعود نظرًا لهيمنة اللوبي الصهيوني على مؤسسات صنع القرار الأمريكي، وبالتالي فهو باستمرار يحاول إجهاض أي محاولة للتقارب الأمريكي الإسلامي ويمارس ضغوطا عنيفة لمنع هذا الأمر حتى لا يصب ذلك في صالح القضايا العربية والإسلامية على حساب إسرائيل.
ترتيب الأولويات
هل معنى ذلك أن مبادرة الرئيس أوباما للحوار مع العالم الإسلامي انتهت وضاع صداها أدراج الرياح أم أنها مازالت حية ويمكن البناء عليها؟
ليست بالمعنى الكامل؛ فدعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للحوار والتقارب مع العالم الإسلامي كانت مطلوبة بشدة، واستقبلها المفكرون سواء في أمريكا أو العالم الإسلامي بالترحاب، والكلمة التي ألقاها في القاهرة للعالم الإسلامي استقبلت استقبالًا جيدًا، لكن مع مرور الوقت يمكننا القول إنه برزت “أولويات”، ربما تكون أكثر إلحاحا على جدول الرئيس أوباما، جعلته مشغولًا بقضايا أخرى مثل الكوارث الطبيعية والشرق الأوسط والحروب في أفغانستان والعراق، وأعتقد أن الدعوة إلى الحوار لم تختف ولم تتبدد، وإنما لم تصبح من الأولويات بالنسبة للرئيس أوباما وغيره من قادة الغرب، لذا علينا نحن المسلمين واجب يجب القيام به وهو ترتيب أولوياتنا نحن الآخرين وتجهيز أنفسنا لنكون قادرين على التعامل مع الغرب والولايات المتحدة بشكل خاص، لأن المسلمين لم يسعوا لاستغلال دعوة أوباما، بل إن البعض صادرها واعتبرها من باب الاستهلاك فقط، وحتى إن كانت كذلك كان من الواجب التعامل معها بشكل أفضل واستغلالها بما يتيح فرصة لكسب أرض جديدة في العلاقات العربية والإسلامية الأمريكية للتأثير على القرار الأمريكي تجاه القضايا العربية والإسلامية، ولكن للأسف الشديد هذا الأمر لم يحدث.
النجاح الداخلي
ولكن هل هذا الأمر أيضًا موجود على الساحة الداخلية الأمريكية؟
ليس بنفس الدرجة؛ فالمسلمون في الداخل الأمريكي اليوم يعيشون حالة ديمقراطية أفضل بكثير من تلك التي كانت موجودة في عهد بوش، وما لم يستطع أوباما تحقيقه على صعيد السياسة الخارجية الأمريكية، يحاول النجاح فيه داخليًا بشكل كبير. ولقد نجح بالفعل في إقرار نوع من السلام الاجتماعي بين المسلمين والمجتمع الأمريكي في الداخل، وإن كان هناك بعض الحالات التي تعرقل هذا النجاح لكنه موجود وملموس على الأرض وبدرجة كبيرة، ونحن نحاول استغلال هذه النجاح وتلك الفترة لإقناع الشعب الأمريكي بأننا بالفعل نستحق احترامهم والتقارب معهم لأننا لا نعادي أحدًا، ونحاول تصحيح الصورة النمطية الراسخة عن الإسلام في أذهانهم، وأيضًا هناك آلاف المسلمين الحاملين للجنسية الأمريكية، الذين يعملون على ترسيخ قناعة لدى الشعب الأمريكي أننا مواطنون على الساحة الأمريكية ولسنا أعداءً للشعب الأمريكي، كما يروج البعض ولكننا ضد السياسة الأمريكية الخارجية، التي لا تقف موقف المنصف من القضايا العربية والإسلامية، ونحن ناجحون إلى حد كبير في ذلك الأمر، ولكن هذا أيضًا لا يمنع من وجود حوادث فردية ضد المسلمين، ولا نستطيع أن نقول إن هناك تيارًا رسميًا بذلك، لأن القوانين والسياسات والحكومة الأمريكية تريد أن توضح أن أهم شيء لديها “مفهوم المواطنة”، لكن على المستوى غير الرسمي نجد مسألة الهوية وتعاملات المسلم مع الآخرين في العمل، وهذا يختلف من مكان إلى آخر ومن شخص إلى آخر، وهذا ما نحاول التغلب عليه حتى نستطيع الوصول لمرحلة السلام الداخلي الكامل، ويحاول الرئيس الأمريكي أن يبذل جهودًا ملموسة في هذا الإطار.
صراع الأجيال
على صعيد المسلمين في الداخل الأمريكي، هل تعانون من صراع الأجيال خاصة مع اختلاف الثقافات بين الأجيال الماضية والجيل الحالي؟
هذا الصراع موجود بالفعل، ونحن نعاني منه في الداخل الأمريكي، بسبب اختلاف الثقافات بين الجيل الأول والثاني، الذي جاء مهاجرًا للولايات المتحدة من العالم العربي والإسلامي، وبالتالي كان محملًا بمنظومة قيمية ودينية محددة تنطلق من ثوابت الإسلام، وبين الجيل الحالي الذي نشأ وترعرع في أحضان الثقافة الأمريكية فتشبع بهذه الثقافة وانبهر بها، فأصبح متمردًا على قيم وتقاليد آبائه وأجداده، وهذا الأمر ليس خاصًا بالولايات المتحدة وحدها ولكنه موجود في الغرب بشكل عام، ونحن نحاول باستمرار مقاومة هذا التمرد بجعل الأجيال الشابة دائمًا ملتصقة بتعاليم الإسلام وغرس المبادئ الإسلامية بداخلهم، وإقناعهم بأننا لا نرفض الثقافة الإسلامية، ولكن شريطة ألا تكون سببًا في ذوباننا فيها وضياع هويتنا العربية والإسلامية.
تغيير الصورة النمطية
هل بالفعل تغيرت الصورة النمطية عن الإسلام في الداخل الأمريكي في الوقت الحالي؟
بالتأكيد تغيرت هذه الصورة إلى حد كبير، لأن صورة المسلم الإرهابي كان الساسة في عهد بوش يحاولون باستمرار ترسيخها في الذهنية الأمريكية واليوم يحاول أوباما القيام بالعكس، ونحن نعمل جاهدين على تغيير هذه الصورة وإبراز الصورة الحقيقية عن الإسلام والمسلمين، ونستطيع القول أن الفترة الحالية تشهد إقبالًا متزايدًا على الإسلام في الولايات المتحدة والغرب بسبب وسطيته وتسامحه، وأيضًا على صعيد المسلمين أنفسهم والتنسيق فيما بينهم في الوقت الحالي نجد ظاهرة بروز جيل جديد من القادة المسلمين الأمريكيين، الذين يحاولون المواءمة وإنشاء مؤسسات تتبنى قضاياهم وتدافع عنهم، مما يجعل هناك ترابط كبير بين أبناء المجتمع الإسلامي في الداخل الأمريكي.
لكن مع كل ذلك هل لا تزال هناك حالات اضطهاد للمسلمين فى الولايات المتحدة؟
الأمر لا يخلو من وجود اضطهادات تحدث للمسلمين من وقت لآخر، وهناك اعتداءات ومواقف وقعت ضد عدد من المسلمين تدل على الاضطهاد، وحدثت وقائع اعتداء وهجوم، لكن السلطات الأمريكية تحاول دائمًا إرسال رسائل تطمين إلى المسلمين والمجتمع ككل، بأن الأساس الذى تتعامل به مع الناس هو مبدأ “المواطنة” بغض النظر عن الهوية الدينية أو العرقية.
الاندماج الكامل
يتحدث الكثيرون عن ضرورة اندماج المسلمين في المجتمعات الغربية؛ فماذا يعني الاندماج الكامل في المجتمع بالنسبة للمسلمين الأمريكيين؟
الأمريكيون كافة بمن فيهم المسلمون مندمجون في النظام السياسي الاقتصادي للمجتمع الأمريكي، وطبقا للحقوق المدنية من حقنا أن نعيش كما نختار خاصة أن المجتمع الأمريكي ليس به ثقافة واحدة، فالمسألة ليست هويتين “إسلام” و“أمريكا”. وتاريخيَا استوعب الإسلام الثقافات الأصلية، فالمسلمون مندمجون في الواقع الأمريكي ويتعاملون معه كمواطنين أمريكان لهم جميع الحقوق وعليهم جميع الواجبات.
هل معنى ذلك أن المسلمين استطاعوا تضييق الفجوة بينهم والمجتمع الأمريكي والتي شهدتها السنوات الماضية؟
ليس بالمعنى الكامل، لأن ما خلفته ولايتا الرئيس الأمريكي السابق من مشكلات بين المسلمين والمجتمع الأمريكي لا يمكن أن ينتهي، بمجرد فترة قليلة من وجود رئيس جديد مثل أوباما يسعى لكسب احترام المسلمين وصهرهم بقوة داخل المجتمع الأمريكي، ولكن يمكن القول أن المسلمين في الولايات المتحدة قادرون في ظل الظروف الحالية على ردم الفجوة القائمة بين الإسلام والمجتمع الأمريكي، وإنني أفضل استخدام عبارة المسلمين الأمريكيين بدلا من عبارة المسلمين في أمريكا، لأن المسلمين في أمريكا يعني أنهم ليسوا مواطنين بالمعنى الكامل، وهذا ليس صحيحًا؛ فنحن جزء من هذه الأمة وليس جزءًا فيها، كما أننا كمسلمين لدينا ميزة معرفة العالم الإسلامي وثقافته ولغاته، وبالتالي يمكننا أن نقوم بدور حيوي في ردم الفجوة وبناء الجسور بين المجتمعات والثقافات والأمم.
هل الإعلام الأمريكي متحيزًا أو منصفًا للإسلام والمسلمين من وجهة نظرك؟
إننا تركنا الجانب الأمريكي بلا تحدٍ في بذل المزيد من الجهد لمعرفتنا، وإنه من المؤلم أن تواجه الصورة النمطية عن الإسلام والمسلمين، بمجرد شعارات دون خطوات عملية على الأرض لتوضيح صورة الإسلام الحقيقية، ودحض الأباطيل التي يبثها الإعلام الصهيوني عن الإسلام والمسلمين، خاصة أن الإعلام الأمريكي إعلام منفتح ويمكن للمسلمين استغلاله بصورة أفضل، مما هو موجود في الوقت الحالي، كما أن الشعب الأمريكي لديه الرغبة في معرفة حقائق عن الإسلام والمسلمين.
المسلمون السود قادمون
بعد تولي الرئيس أوباما مقاليد الحكم كأول رئيس أسود يعتلي عرش الرئاسة الأمريكية، كيف تنظر إلى مستقبل المسلمين السود داخل الولايات المتحدة؟
سعدنا كثيرًا بتولي الرئيس أوباما رئاسة الولايات المتحدة ليس فقط كأول رئيس أسود، ولكن أيضًا لأنه يحترم الإسلام والمسلمين ويسعى للتقريب بين المسلمين والمجتمع الأمريكي وهو ناجح في ذلك إلى حد كبير، وإن كانت يداه مكبلتين نوعًا ما في السياسة الأمريكية الخارجية تجاه القضايا العربية والإسلامية، ولكن ذلك يرجع إلى أن الولايات المتحدة دولة مؤسسات ولها سياساتها المعروفة التي لا يمكن أن تتغير بمجرد تغير رئيسها، ومن خلال تجربة أوباما يمكن القول أن المسلمين السود قادمون في أمريكا فهم متغلغلون داخل المجتمع الأمريكي ويعملون على تجسيد الإسلام بشكل صحيح، خاصة أن النظرة الأمريكية للمسلم الأسود تغيرت كثيرًا عن الماضي، وأصبح التعامل معه كمواطن أمريكي خالص وليس كمجرد مخلفات من الدول الأفريقية.
تحول السود للإسلام
يتحدث الكثيرون حول أسباب مختلفة لاعتناق المسلمين السود للإسلام، ما هي الحقيقة من وجهة نظرك؟
* ظاهرة المسلمين السود لا علاقة لها بالإسلام ولا بأفريقيا، بقدر ما كانت نِتَاجًا للسياسات العنصرية في الولايات المتحدة، ولفشل كنائس السود في الوفاء باحتياجات عمال الجنوب من السود، الذين وصلوا إلى الشمال الصناعي، وإن المسلمين السود لا يستطيعون الادعاء بأنهم أرسوا هوية إسلامية أمريكية، لأنهم كانوا بوضوح سودًا أولًا ثم مسلمين ثانيًا، إن سبب انتشار الإسلام بين الأمريكيين السود هو أن الإسلام يقدم وسيلة فعالة وإنسانية للتعامل مع ظاهرة التعصب العنصري في المجتمعات الغربية، والراصد للتاريخ القريب يجد أنه قد تحول العديد من السود إلى الإسلام خلال حقبة الدفاع عن الحقوق المدنية، عندما ساعد “مالكولم اكس” على حشد التأييد لجماعة أمة الإسلام واجتذب من بين آخرين الملاكم محمد علي كلاي، ومازال الإسلام يجتذب مشاهير السود مثل سكارفيس نجم موسيقى الراب الذي تحول إلى الإسلام في الفترة الأخيرة، وقد انتشر الإسلام بين الأمريكيين السود خلال السنوات العشر الأخيرة خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، وينتظر المسلمون السود في الولايات المتحدة مستقبلًا كبيرًا؛ إذ يبلغ عدد السود في أمريكا 40 مليونا منهم 3 ملايين أسود مسلم، وهو ما يقرب من نصف المجتمع المسلم بشكل عام داخل الولايات المتحدة.
فك أسر الأمة
من وجهة نظرك كداعية مسلم تعيش في الغرب، ما هي الآليات الصالحة لفك أسر الأمة الإسلامية من أغلال التخلف المقيدة بها في الوقت الحالي؟
الطريقة الوحيدة لكسر قيود وأغلال التخلف والعجز هي الجهاد، وقد شاع فهم خاطئ بين المسلمين بأن الجهاد هو حرب الكفار فقط، لكن الصحيح أن للجهاد مفهوما واسعا في الدين، والجهاد في الإسلام نوعان: نوع يتعلق بالعلم والاستدلال بالبراهين، ونوع يتعلق بالجهاد في ميدان العمل، وكلا النوعين مطلوب لإعلاء كلمة الله، فأما الجهاد بالعلم والاستدلال فهو إثبات أصول الدين وتعاليمه بالأدلة العقلية والعلمية الحديثة في ضوء القرآن الكريم، وهذا هو الجهاد الكبير بتعبير القرآن “ولو شئنا لبعثنا من كل قرية نذيرا، فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادً كبيرًا”، فالله سبحانه وتعالى أمر النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين أن يجاهدوا الكفار ومنكري الحق، بالقرآن الكريم، الذي فيه من الحقائق والأدلة العلمية ما يصلح لأن يكون حجة ناصعة في كل عصر، وهي اليوم الحقائق الكونية، التي تنكشف بالاكتشافات الحديثة، وهذا العلم هو الذي يجدر أن يسمى بعلم الكلام لما له من تأثير كبير في محاجة الكفار والجاحدين لله في عصرنا هذا، والحاجة ماسة إلى تدوين هذا العلم ومبادئه في ضوء القرآن العظيم والعلوم الحديثة، وفرض على العلماء أن يتفكروا في الظواهر الكونية ثم يتدبروا في كتاب الله العظيم فيستنبطون منه الأدلة العلمية التي تنكشف بمقابلة الاكتشافات الحديثة والحقائق القرآنية، التي تكون حجة قاطعة على البشر، فلا يكون لديهم مجال للإنكار، وأما الجهاد العملي فهو الجهد المتواصل في مجال النشاطات المختلفة التي تساعد الإسلام والمجتمع الإسلامي في إقامة صرح التقدم وغلبة الأمم والأديان كلها لتكون كلمة الله هي العليا، ولا يتم هذا الجهاد في العصر الراهن إلا بالنبوغ والتفوق والسبق في مجال العلوم والتكنولوجيا، ثم إن هذا الجهاد العملي يعني النشاط العملي في جميع الأعمال المدنية والاجتماعية من منظور إسلامي.

Nation of Islam beginnings :: CHICAGO SUN-TIMES :: Metro & Tri-State


Early Nation of Islam documents found in Detroit

By JEFF KAROUB (AP) – 14 hours ago

DETROIT — More than 1,000 documents, including some dating back to the beginning of the Nation of Islam, were found in the attic of a home in Detroit, the city where the secretive movement started 80 years ago, a lawyer said.

Attorney Gregory Reed unveiled some documents, letters and a booklet Thursday at a Detroit mosque, including a rare 1933 signature of Nation of Islam founder W.D. Fard. Reed said the well-preserved documents detail the early structure and teachings of the group founded on the ideals of black nationalism.

"Very few have seen the internal workings of how (the Nation of Islam) was put together," said Reed, whose Keeper of the Word Foundation oversees collections and exhibits that include the works of Malcolm X, Rosa Parks and Nelson Mandela.

He said the boxes which also included detailed literature about the early movement's educational and leadership training were recently discovered by an unidentified man whose family members were Nation of Islam "pioneers." Reed said he was contacted by the family, which owns the home, because of his work with other collections.

Reed described another piece as a "manifesto" handwritten by Fard that became required reading for Nation of Islam members through the 1950s. It was not displayed at the mosque, remaining instead with the vast majority of artifacts in a vault.

He said the material has been reviewed and appraised by several collectors and auctioneers he didn't name. A foundation set up by the family in association with Keeper of the Word controls the rights to the collection.

Reed said officials with the Chicago-based Nation of Islam are aware of the documents and Reed's plans to publicly display them at a proposed center in Detroit. He said the family is working with him on plans for the "W.D. Fard Founder's Center," which they hope to jointly announce within 60 days.

Messages left Friday by The Associated Press for top leaders of the Nation of Islam were not immediately returned.

Lawrence Mamiya, a Vassar College professor of religion and Africana studies, said the documents should be most revealing and rewarding for scholars and others outside the movement. He said the Nation of Islam has a significant collection that isn't shared with nonmembers.

"I think this trove of 1,000 documents is very important for scholarship and for the writing of the history of the Nation," he said. "It won't change much for the Nation itself, but it may change things for people like myself who have never seen these documents."

Fard attracted black Detroiters on the margins of society with a message of self-improvement and separation from whites. Fard said whites were inherently evil because of their enslavement of blacks.

The Nation of Islam was rebuilt by Farrakhan in the late 1970s after W.D. Mohammed, the son of longtime leader Elijah Mohammed, broke away and moved many followers toward mainstream Islam.

The Nation of Islam continues to be led by Farrakhan, who has haltingly moved toward mainstream Islam but maintains a separatist ideology.

Nation of Islam members traditionally have believed that God came in the form of Fard; Islam recognizes only one God.

In the past, Farrakhan's most inflammatory comments have included referring to Judaism as a "gutter religion" and calling Adolf Hitler "wickedly great." Farrakhan has over the years denied claims of anti-Semitism, arguing his remarks are often taken out of context and that criticism of Jews in any light automatically earns the "anti-Semite" label.

A longtime target of federal surveillance, the movement is highly secretive. Even researchers who follow the group closely do not know how many members or mosques it has, or how much money it makes.

(This version CORRECTS Corrects spelling of Lawrence Mamiya's last name, instead of Mumiya.)

Copyright © 2010 The Associated Press. All rights reserved.

الجمعة، 27 أغسطس 2010

As-Safir Newspaper - : المؤتمر اليهودي العالمي ينعقد الثلاثاء في القدس

As-Safir Newspaper - : المؤتمر اليهودي العالمي ينعقد الثلاثاء في القدس




المؤتمر اليهودي العالمي ينعقد الثلاثاء في القدس







ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست»، أمس، أن المؤتمر اليهودي العالمي سيعقد في مدينة القدس المحتلة يوم الثـلاثاء المقبل لمدة يومين.
وأشارت الصحيفة إلى أن المؤتمر يعقد بحضور شخصيات يهودية وإسرائيلية بارزة، من بينها الكاتب إيلي وايزل، الناجي من المحرقة النازية والحائز على جائزة نوبل، والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، خوسيه ماريا أثنار، بالإضافة إلى معظم قادة إسرائيل السياسيين.
ويشارك نحو 200 ممثل للجاليات اليهودية من جميع أنحاء العالم في المؤتمر، الذي يتضمن سلسلة من حلقات النقاش حول موضوعات عديدة، من بينها «كيفية الدفاع عن إسرائيل على شبكة الإنترنت»، ومواجهة «التشكيك في شرعية وجود إسرائيل». (أ ش أ)

الخميس، 26 أغسطس 2010

اليوم السابع | تركيا تحقق فى تزايد نفوذ جماعة دينية محظورة ( حركة فتح الله غولن ) داخل مؤسسات الدولة


تركيا تحقق فى تزايد نفوذ جماعة دينية محظورة داخل مؤسسات الدولة
الخميس، 26 أغسطس 2010 - 16:27


تركيا تحقق فى تزايد نفوذ جماعة دينية محظورة
كتبت فاطمة خليل

قالت وزارة العدل التركية، أنها فتحت تحقيقاً فى مزاعم حول تزايد نفوذ جماعة دينية محظورة بشكل غير رسمى داخل مؤسسات الدولة التى يهيمن عليها التيار العلمانى، وتسمى هذه الجماعة "حركة جولان الإسلامية".

ونقلت صحيفة "حريت" التركية عن بيان صادر من وزارة العدل، أنها فتحت تحقيقاً فى المزاعم التى أطلقها رئيس شرطة سابق عن أن حركة جولان الدينية المعروفة بانشطتها الخيرية والتعليمية ذات الطابع الدينى امتد نفوذها إلى عدد من المؤسسات من بينها الجيش والشرطة والقضاء.

وكشف رئيس الشرطة السابق حنفى اوجى، فى كتاب أصدره مؤخراً، أن نفوذ هذه الجماعة تزايد فى ظل حكومة رجب طيب أردوجان ذى الجذور الإسلامية وهو ما اعتبره خطراً يهدد النظام العلمانى للدولة.

وقال وزير العدل التركى ساد الله ايرجين فى تصريحات نقلتها قناة (ان.تى.فى) التليفزيونية، إن الوزارة باشرت إجراءاتها القانونية فى هذا الشأن للتأكد من المزاعم وأنها ستطالب المسئول السابق فى الشرطة بتقديم الأدلة بهذا الصدد.

كما فتح الادعاء العام تحقيقاً مماثلاً فى هذه المزاعم التى يرى مراقبون أنها اعتراف خطير من مسؤول امنى سابق كان على اطلاع على مدى تنامى حركة جولان فى ظل صمت من جانب حكومة أردوجان.

واعترف وزير العدل أن مسئول الشرطة السابق قد طلب موعداً معه فى يناير الماضى لكن ليس للحديث عن نفوذ الجماعة الدينية وانما للشكوى من ان اتصالاته الهاتفية تخضع للتنصت من السلطات الأمنية.

يذكر أن كتاب أوجى قد أثار ضجة على الساحة المحلية فى وقت تنفى الحكومة التركية أى صلة لها بهذه الجماعة التى أسسها الداعية والمفكر التركى محمد فتح الله جولان فى عقد الثمانينيات من العام الماضى لأغراض الدعوى الدينية ونشر التعليم الدينى، كما تثير هذه الحركة مخاوف القوى العلمانية داخل الجيش والقضاء مما دفعها الى فتح تحقيق حول أنشطة حركة جولان ونفوذها داخل المجتمع التركى.

جريدة الجريدة :: دين ودنيا :: د. خالد تقي الدين نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأئمة في البرازيل:
تجاهل مسلمي البرازيل ترك الساحة خالية للنشاطات الصهيونية والتنصيرية :: القاهرة - ياسر محمود :: 25/08/2010





د. خالد تقي الدين نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأئمة في البرازيل:
تجاهل مسلمي البرازيل ترك الساحة خالية للنشاطات الصهيونية والتنصيرية
القاهرة - ياسر محمود
د. خالد تقي الدين مدير الشؤون الإسلامية باتحاد المؤسسات الإسلامية ونائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل، من الشخصيات العربية التي هاجرت للبرازيل واستوطنت أراضيها، وانغمست في العمل الإسلامي هناك حتى أصبح أحد الشخصيات البارزة التي تسعى إلى مواجهة مشكلات المسلمين هناك.وفي حواره لـ'الجريدة' أثناء زيارته الأخيرة للقاهرة يحاول د. تقي الدين وضع الخريطة الصحيحة لمسلمي البرازيل بين أيدي القارئ العربي والإسلامي، من خلال التعرف على أهم مشكلات المجتمع المسلم في البرازيل وتطلعات هذا المجتمع في الوقت الحالي... وفي ما يلي تفاصيل الحوار.

● في البداية نود أن نعرِّف القارئ العربي بظهور الإسلام في البرازيل؟
- ظهر الإسلام في البرازيل بعد اكتشاف القارة الأميركية مباشرة، وهناك بعض المؤرخين البرازيليين الكبار مثل جواكين هيبيرو أكد أن العرب المسلمين زاروا البرازيل واكتشفوها قبل اكتشاف البرتغاليين لها عام 1500، وأن قدوم البرتغاليين إلى البرازيل كان بمساعدة البحارة المسلمين الذين كانوا اختصاصيين ومتفوقين في الملاحة وصناعة السفن، وقد وصل بعض المسلمين الأندلسيين إلى البرازيل ممن هاجر سرا هربا من اضطهاد محاكم التفتيش في إسبانيا بعد هزيمة المسلمين فيها، ولما كثرت الهجرة الإسلامية الأندلسية إلى البرازيل، أقيمت هناك محاكم تفتيش على غرار محاكم التفتيش في إسبانيا، وحددت صفات المسلم، وعمدت إلى حرق الكثيرين منهم أحياء، وتؤكد الوثائق التاريخية المحفوظة في المتاحف البرازيلية، أن أكثرية المنحدرين من الأفارقة الذين جيء بهم كعبيد إلى البرازيل هم من جذور إسلامية، وأنهم كانوا يقرأون القرآن باللغة العربية، وقد وصلت أفواج الرقيق إلى البرازيل عام 1538، ولم تمضِ 40 سنة حتى نقل إليها 14 ألف مسلم مستضعف، والسكان لا يزيدون على 57 ألفاً، وفي الوقت الحالي يشكل المسلمون في البرازيل أكثر من 1.5 في المئة من مجموع عدد السكان البالغ 160 مليون نسمة، وأكثر تجمعاتهم في ولايات ساوباولو وريو دي جانيرو وبارانا وريوغراندي دي سول، ولا توجد إحصائيات دقيقة بالنسبة إلى عددهم، إذ تقدر بعض المصادر عدد المسلمين في البرازيل بحوالي مليونين، وديانة البرازيل الرسمية هي المسيحية الكاثوليكية، بالإضافة إلى وجود ديانات أخرى يمثل الأفراد المنتمون إليها نسبا مختلفة من عدد السكان، ومن بينهم المسلمون.

● سمعنا أن هناك ضعفاً كبيراً يعانيه أبناء المسلمين في البرازيل خاصة في ما يخص الجانب التعليمي فهل هذا صحيح؟
- بالفعل هذا الأمر حادث على أرض الواقع، ضعف التعليم الديني عقبة أساسية أمام المجتمع المسلم في البرازيل، وحالة التعليم الديني واللغة العربية لا تبعث على التفاؤل في البرازيل، فلا توجد مدارس بالمعنى الكامل لتعليم الدين واللغة العربية، وإنما هي فصول محدودة تقوم بهذا العمل بإمكانات ضعيفة، ويعاني أبناء المسلمين صعوبة بالغة في الالتحاق بها بسبب البعد الشاسع وصعوبة المواصلات، وخاصة على الأطفال، أضف إلى ذلك النقص في عدد المدرسين المتخصصين، وعدم وجود الطرق الحديثة لتعليم اللغات، وعدم وجود الكتاب المشوق للأطفال، كذلك أصبح الجيل الجديد الناشئ في أرض البرازيل أقرب إلى العقلية البرازيلية منه إلى الروح الإسلامية، بمعنى أن الشاب يريد أن يختار زوجته، وكثيراً ما يختار زوجته من فتيات الوطن الجديد، والمشكلة الكبرى هنا هي عندما تتزوج المسلمة من غير المسلم، وقد كثرت هذه الظاهرة في السنين الأخيرة، وتلك عقبة أولى في تكوين أسر لها قوام إسلامي في أرض المهجر.

● بصفتك الأمين العام لاتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل نريد أن نتعرف على أهداف هذا الاتحاد، وأهم إنجازاته لخدمة الإسلام والمسلمين هناك؟
- اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل تم تأسيسه عام 1979 على يد الحاج حسين محمد الزغبي وبإشراف السفارات الإسلامية في البرازيل ومباركة رابطة العالم الإسلامي، وأهم أهدافه هي العمل على رعاية شؤون الجالية المسلمة في البرازيل وتأسيس المراكز والمساجد الإسلامية وتوفير الدعم للهيئات والمراكز الإسلامية، بالإضافة إلى نشر تعاليم الدين الإسلامي داخل البرازيل بالموعظة الحسنة، وأهم إنجازاته تشييد المساجد مثل مسجد كامبيناس ومسجد جوندائي وسان ميجيل ومسجد غوارليوس والشيخ عبودي بمارنجا ومسجد الملك فيصل بلوندرينا ومسجد كولينا ومسجد كامبو ومسجد دورادوسوسانت أماروا بساوباولو، كما عمل الاتحاد على استقدام الكثير من الدعاة والمشايخ للمساجد السالف ذكرها، بالتعاون مع وزارة الأوقاف المصرية ورابطة العالم الإسلامي ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف السعودية، وأيضا شارك الاتحاد في العديد من المؤتمرات داخل وخارج البرازيل، كما دعم بعض المراكز الدعوية بالمساعدات المالية شهريا، بالإضافة إلى تقديم الإعانات إلى بعض الجاليات الإسلامية، وإقامة بعض المؤسسات التي تعمل على إدارة الشؤون الإسلامية ورعاية الفقراء.

● تشغل أيضاً منصب نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل، فما الدور الذي يقوم به هذا المجلس على الساحة البرازيلية؟
- المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل هو أحد المحاولات لتجميع شمل العلماء والمشايخ في البرازيل، وإنشاؤه جاء بسبب حاجة المسلمين الملحة إلى توحيد الجهد الدعوي ووضع الخطط اللازمة له، وقد أسس هذا المجلس قبل عامين، وهو مازال في طور التأسيس، وقد حصلنا على ترخيصه من قبل السلطات البرازيلية خلال هذا العام وهذا كان أمرا أساسيا، والأهداف التي نسعى إليها هي توحيد الفتوى وخصوصا في الأمور المستجدة، والتعريف بدين الإسلام، والاهتمام بوضع الدعاة في البرازيل وتنمية مواهبهم، وتوحيد الأعياد ودخول الشهور العربية، ونشاطات المجلس مازالت في بدايتها، والمجلس مازال كذلك في دوره الداخلي، ولم يتواصل حتى الآن مع المؤسسات الإسلامية الخارجية.

● هل أدى ذلك المجلس إلى تنشيط الواقع الدعوي الإسلامي في البرازيل؟
- الواقع الدعوي الإسلامي في البرازيل مازال في المهد يخطو خطواته الأولى، والحمد لله الآن يوجد في البرازيل أكثر من 100 مسجد ومصلى، وتوجد أكثر من 60 مؤسسة إسلامية على امتداد البرازيل، وهذه المؤسسات تحاول تقديم الحد الأدنى من تعاليم الإسلام للمسلمين، وكذلك هناك بعض المؤسسات تحاول عمل علاقات مع غير المسلمين، ولكن نستطيع القول إن الدعوة وسط غير المسلمين مازالت ضعيفة، وهي تحتاج إلى خطط ودعم مالي، ومن العوائق الرئيسية ندرة الدعاة وخصوصا من يتحدث منهم باللغة البرتغالية، والمسلمون يتزايدون وحاجتهم تتزايد يوما بعد يوم، وبعض أبناء المسلمين يعتنق النصرانية، وذلك إما بسبب عدم اهتمام الأهل أو لعدم وجود الدعاة والمؤسسات التي تعنى بأمرهم، لذلك أرى أن المؤسسات الإسلامية في العالم الإسلامي مطالبة بإرسال المزيد من الدعاة، وبناء الكثير من المراكز وتبني بعض الطلاب البرازيليين أو من أبناء الجالية لدراسة الإسلام.

● «الطفل السعيد» مشروع مهم تم إطلاقه مؤخراً في البرازيل، فماذا عن هذا المشروع وما مدى أهميته بالنسبة إلى المسلمين هناك؟
- مشروع الطفل السعيد بمدينة جواروليوس الواقعة في ولاية ساوباولو من المشروعات المهمة التي تسعى الجالية الإسلامية في البرازيل من خلاله إلى ترسيخ وجودها، عبر تعزيز دورها الاجتماعي لخدمة المواطن البرازيلي البسيط، ولا يقتصر على المسلمين فقط، فنحن نعمل على التفاعل الجدي مع مشاكل المجتمع، مما أكسبها المزيد من الاحترام، لأن هذا المشروع أدخل الفرحة على حوالي أربعة آلاف طفل برازيلي من خلال توزيع الهدايا وتنفيذ برامج للعناية الصحية والتربوية خلال يوم كامل، وتتلمس الأقلية المسلمة من خلال هذه المشاريع ترسيخ وجودها في المجتمع البرازيلي والمشاركة بفعالية في مختلف جوانب الحياة بالبرازيل.

● هل توجد في البرازيل وسائل إعلام خاصة بالجالية المسلمة، وماذا عن وجودكم السياسي والاقتصادي على الساحة البرازيلية؟
- للأسف الشديد لا توجد وسائل إعلام تعبر عن الجالية المسلمة في البرازيل، فليس هناك جريدة أو قناة تلفزيونية أو فضائية تعبر عنهم، وتوثق الصلة بين أفراد الجالية في جميع أطراف البلاد، وهو ما نحاول مواجهته بطبع نشرات ترد على الاتهامات الموجهة إلى الإسلام والرد على الافتراءات، وهو ما يفرض تحديا على الدول الإسلامية والميسورين في العالم الإسلامي بضرورة مد مسلمي البرازيل لإطلاق قناة فضائية تتحدث عن همومهم باللغة البرتغالية، خصوصا أن الأغلبية العظمى من الجالية لا تجيد العربية، وذلك للحفاظ على الهوية المسلمة للجالية، وإيجاد نوع من التواصل الثقافي والديني بين المنطقة والجالية المسلمة، خصوصا أن هناك جهات مشبوهة تعمل على استغلال هذه المشكلة لإيجاد حالة انفصام بين الجالية وهويتها الدينية، أما على الجانب السياسي والاقتصادي فقد حقق المسلمون في السنوات الأخيرة نجاحاً كبيراً بعد اندماجهم في الحياة السياسية والاقتصادية بشكل تام، لدرجة أن جميع الولايات البرازيلية لها نواب مسلمون في البرلمان البرازيلي، فضلاً عن وجود عدد من المسلمين يشغلون منصب محافظ هذه الولايات، وقد وصلت هذه الطفرة مداها بوصول أكثر من 43 نائبا إلى البرلمان البرازيلي بنسبة 10 في المئة من النواب، وقد ترجم مسلمو البرازيل هذا النمو في بناء المساجد التي تملأ مدن كورتيبا وارانجو وكويابا ولندرينا، وتم بناء سلسلة من المساجد في برازيليا وسان ميجيل وجوندياني وبريتوس وسانتوس كمبو، بالإضافة إلى الجمعيات الإسلامية التي تكرس دورها لخدمة مسلمي البرازيل.

● هذا التجاهل العربي لمسلمي البرازيل هل ترك الساحة خالية أمام النشاط الصهيوني من ناحية والتنصيري من ناحية أخرى؟
- بالفعل التجاهل العربي والإسلامي لمسلمي البرازيل ترك الساحة البرازيلية خالية تماماً أمام النشاطات الصهيونية والتنصيرية، فهناك اهتمام صهيوني كبير بالوضع في أميركا اللاتينية عموما، والبرازيل خصوصا، ونلمس هذا الاهتمام في الدور الكبير الذي تلعبه سفارات إسرائيل في هذه القارة، في حين تكتفي السفارات العربية والإسلامية بإقامة الحفلات وتوجيه الدعوات في المناسبات الرسمية، دون أن يكون لها دور سياسي أو ديبلوماسي، أو فتح قنوات اتصال مع الجاليات الإسلامية، كما أن مؤامرات المنظمات التنصيرية لا تنتهي في البرازيل وبميزانيات مفتوحة، لدرجة أن إحدى السيدات كانت ترغب في زيارة طبيب أمراض نساء وولادة مسلم، ووجدت ضالتها في طبيب متخصص اسمه محمد فقامت بزيارته، وأكدت له أنها سعيدة لأنها وجدت طبيبا مسلما، فما كان من الطبيب إلا أن أخبرها أنه ليس مسلما، وأن اسمه «محمد» هذا قد أطلقه أهله عليه في لبنان قبل أن يتنصر في البرازيل، وتكشف هذه القضية مدى توغل الغزو التنصيري، في وقت لا تعرف نسبة كبيرة من مسلمي البرازيل شيئا عن العربية والإسلام بشكل يجعل هويتها محل تهديد كبير، خصوصا أن المدارس الإسلامية لا تقوم بتدريس العربية لضعف الكوادر والإمكانات.

Reuel Marc Gerecht Argues That Moderate Muslims Like Imam Faisal Abdul Rauf, Nor Places Like His Ground Zero Mosque,are Not Going To Help The West Defeat Islamic Terrorism. | The New Republic


The New Republic’s Jonathan Chait recently underscored a view about Islamic militancy versus the West that is widely held on both the left and right and should be challenged. To quote Mr. Chait:

It is precisely because radicalism is so pervasive and powerful within the Muslim world that it is so vital to cultivate people like [Imam Faisal Abdul] Rauf. Cultivating dissidents within Islam against murderous sectarianism is a primary task in our fight against al-Qaeda….we are fighting a war for the hearts and minds of non-radical Muslims, and the Park 51 uproar is helping drive potential allies into the arms of the enemy. It is madness.
Are religious moderates really the key to our battle against jihadists and their sympathizers? (I’ll ignore, for now, Mr. Chait’s suggestion that moderate Muslims are so fragile in their moderation that Newt Gingrich’s triumph in the “Park 51” battle would turn them into jihadist sympathizers, eager to see Americans again vaporized and burned alive.) Are our actions—at least the “cultivation” of Muslim moderates—so pivotal in this struggle? I’m not so sure.

Islamic radicalism isn’t a new phenomenon, although the militancy that we’ve seen grow in the Muslim world since World War II has a different cause—modernity’s relentless and merciless advance—than the irruptions in the past. But the galvanizing sentiments of militants today probably aren’t that different from what drove their predecessors to rebellion. The Franco-Tunisian author Abdelwahab Meddeb, who wrote an insightful and sympathetic book about the Muslim world’s travails, La Maladie de l’Islam (“The Sickness within Islam”), put it succinctly: Le monde islamique n’a cessé d’être l’inconsolé de sa destitution (“The Islamic world has remained inconsolable about its fall”).

Whether we go back to Islam’s first rebels, the Khawarij, whose most extreme foot-soldiers, the Azariqa, murdered Muslim women and children without compunction since Muslims who imperfectly practiced the faith could be lawfully killed, or to the numerous Shiite rebellions that punctuate Islamic history like volcanoes on fault lines, or to the Christian-crushing, Islamic-high-culture-pulverizing Almoravid and Almohad fundamentalist explosions in North Africa and Spain between the eleventh and thirteenth centuries, or to the Saudi-Wahhabi irruptions between the eighteenth and twentieth centuries, or to the Mahdist revolt in Sudan in the nineteenth century, or to Iran’s Islamic revolution in 1978-79 and its Sunni aftershocks, of which Al Qaeda is the most lethal, we see devout Muslims who believe their world is in an ethical free fall.

What was once pure and powerful has become dissolute and subservient. A community that was once led by the Prophet Muhammad—the best of all men—is now led by despots who neither preach nor practice virtue (or most abominably in modern times, ape infidels). The most basic question for a believer in heaven and hell—salvation—has often been behind all the violence.

Although the primary material for critical periods of Islamic history isn’t what it ideally should be, we can probably safely say that the moral suasion of “moderate Muslims,” whatever they were at any given time, did not turn back Islam’s many radical movements. The armies of establishment-loving Sunni caliphs and sultans, the bloody excesses and spiritual intensity of militant causes, and occasionally the military might of foreigners have been the critical factors in thwarting the triumph of those who felt, profoundly, the pulse of an angry God. Modern times have certainly intensified the speed and depth of the circulation of ideas and, therefore, the role of intellectuals (the Islamic world, unlike the multilingual, constantly warring states of Christendom, has always had a big, powerful pump—the annual Hajj pilgrimage—pushing ideas via the universal religious language, Arabic, through the Islamic community).

But this circulation has probably worked much more effectively for those who wanted to challenge orthodoxy than those who want to reinforce it. Moderate Muslims—hereby defined as those who just want to get on with their lives—have never been intellectually compelling, at least for those who like to read and write. It’s a good historical guess that the experience of the Hajj—a believer’s contact with a sea of faithful Muslims, stripped down to the most basic white clothing and literally walking in the footsteps of the prophet—makes fundamentalism’s powerful, fraternal critique of modernity tempting to the faithful.

Having the Saudis, whose “pristine” Wahhabi doctrine is at war with the beauty and complexity of historic Islamic culture, as the rulers of Mecca and Medina also has not helped. (Meddeb’s book is notable, for it is one of the rare books written by a Muslim who explores the catastrophic damage of Saudi influence in the Islamic world.) In the past, Sufism did heavy lifting in challenging Islam’s dispensation for righteous militancy (although Sufism, too, as the Shiite Safavid triumph in sixteenth-century Iran shows, could be enlisted into rebellion).

But Sufism then was deeply mystical and paid homage to believers’ never-ending love affair with magical men, whose guidance brings transcendence. Sufism today, as Feisal Abd Al Rauf’s Sufi-lite writings clearly reveal, has lost much of its beauty and mysticism (unless you visit a New Age Western book shop, where Sufism remains as appealing as herbal tea).

The real truth about Rauf is that—despite the best efforts of his American champions and detractors—he is irrelevant. It’s a good guess that if Rauf’s writings become better known in the Muslim world, and the controversy surrounding the proposed Ground Zero mosque propel him from obscurity to literary fame, he’ll become irrelevant and disliked. His occasional theme about an American Islam saving the Muslim world from its many maladies may make him popular among Muslim Americans, who probably didn’t need Rauf to enumerate the advantages they have in the United States, but it’s unlikely to gain friends in the Middle East, where Muslims tend to be a bit proprietary about their faith.

Rauf has redressed an idea that became popular among European intellectuals in the 1990s that a more moderate European Islam would spread from the Continent across the Mediterranean and through Turkey into the Islamic heartlands, eventually paving the way for a less troubled integration of Islam and modernity. This theory hasn’t so far panned out, and European scholars who once believed in the possibility of such a mission civilsatrice for Muslim immigrants were always careful about expressing such views at colloquies and dinner parties among Muslims over there.

Fortunately, there are powerful moderating forces within the Islamic world. Probably the three most important are:

(1) Fallen radical Muslims. Moderate Muslims may not be intellectually competitive for those who are tempted by militancy and jihad, but fallen radical Muslims are. As more and more militants renounce their former passions—and we’ve got a rivulet among the Sunnis and an ocean among the Shiites—they develop a critique that translates well across borders and languages. And the Iranian example, here, is illustrative: The United States’s principal contribution to Iran’s war of ideas, which has produced a second intellectual revolution among Iranians (the Green Movement is a political byproduct of this astonishing religious transformation), was to just stand firm against Ayatollah Ruhollah Khomeini’s Islamism and to offer refuge to Iranian dissidents. This was not an insignificant contribution to Iran’s internal tumult; lay and religious Iranians, however, did most of the heavy lifting. Iran’s fallen revolutionaries are creating a society that ruthlessly critiques itself. Although not dead for the country’s ruling elite, jihadism has vanished among most of the country’s faithful, who were once the most committed holy warriors in the region.
(ii) The spread of democratic ideas throughout the Middle East. The appeal of democracy in the greater Middle East has not diminished with the end of the Bush presidency. Among both Muslim liberals and fundamentalists, it has become the standard for challenging the status quo. Democracy among faithful Muslims is a complex and at times contradictory discussion, but the competitiveness inherent in democratic discussions has had a significant effect on how Muslims in the Middle East conceive of the idea of legitimate government. Osama bin Laden and his more intellectual sidekick, Ayman Al Zawahiri, loath democracy among Muslims. They should. Once it takes hold, once Muslims as a religious community start debating ethics and governance, their critique of the world becomes nonsensical.
And last but not least, (iii) America’s wars in the Middle East, but especially the war in Iraq. There has probably been no single event, including September 11 and the subsequent bombings in London, Madrid, and elsewhere in the Middle East, that has caused more moral indigestion in the Arab world. The horrors unleashed by Al Qaeda in Iraq and its allies, especially the slaughter of Shiite women and children, have made many Sunni Arabs reflect seriously on jihadism, which had an abstract appeal to many secular and religious Muslims when the casualties were primarily Americans and Israelis (or just Jews in general). Iraq and to a lesser extent Afghanistan (Afghanistan is geographically and culturally far away from the Arab Middle East) have made the abstract more real since Muslims, even if disreputable Iraqi Shiites, have been the main victims. Historically, it has been wars and civil strife, not elderly white-haired intellectuals having feel-good interfaith dialogues with middle-class Westerners and Arabs, that have probably done the most damage to the call of jihadists. When George W. Bush invaded Iraq he most certainly did not intend to break Al Qaeda’s back, but this war, more than anything else, has helped to neutralize the appeal of bin Ladenism, at least among the Arabs.
For a variety of reasons, it’s good to read Rauf’s books and to debate his message and the propriety of the “Park 51 mosque.” But among those reasons should not be an assumption that moderate Muslim intellectuals are an essential element in our battle against jihadism. Good men and women that they may be, they are just too far from the furnace that forged our enemies.

More Articles On: Mecca, Medina, Le Monde, Spain, Sudan, United States, Abdelwahab Meddeb, Al Rauf, al-Qaeda, Imam Faisal Abdul, Jonathan Chait, Mediterranean, Middle East, North Africa, Ruhollah Khomeini

الثلاثاء، 24 أغسطس 2010

Arab Times :: الدكتور عبدالله النفيسي عن ليز تشيني ابنة نائب الرئيس الامريكي السابق جورج بوش : هذه السحاقية تعلمنا ما ينبغي علينا

Arab Times :: الدكتور عبدالله النفيسي عن ليز تشيني ابنة نائب الرئيس الامريكي السابق جورج بوش : هذه السحاقية تعلمنا ما ينبغي علينا
الدكتور عبدالله النفيسي عن ليز تشيني ابنة نائب الرئيس الامريكي السابق جورج بوش : هذه السحاقية تعلمنا ما ينبغي علينا

February 14 2010 12:00


هاجم الدكتور عبدالله النفيسي ابرز المفكرين الكويتيين ليز تشيني ابنة ديك تشيني نائب جورج بوش السابق بمقال عنوانه ( هذه السحاقية تعلمنا ما يبغي علينا...أي مستقبل للجزيرة العربية في زمن الاحتكارات ) قال فيه : منذ فترة كانت منطقة الخليج (شريط النفط من الكويت إلى السلطنة) بكل أسف تستقبل "ليز تشيني" ابنة "ديك تشيني" وكأنها فاتح للمستقبل؟ وباب إليه؟ وتظهر في المؤتمرات الصحفية لتقول: "أنا غير متزوجة، ولن أتزوج، فأنا سحاقية.. وسأظل إلى الموت سحاقية

يستقبلها أناس عندهم لحى.. وزراء ومسئولون في دول الخليج، لتقول لهم: "يجب أن تعيدوا النظر في مناهجكم التعليمية، يجب أن لا تعلموا أولادكم هذا، ويجب أن تعلموا أولادكم هذا"، وطافت "ليز" على وزارات التربية والتعليم في دول مجلس التعاون الخليجي، والتقت بلجان المناهج، وقالت: هذا الكتاب يلغى وهذا يقرر! وأين أنتم من ثقافة المستقبل والحب والود بين الشعوب؟! وهذه الآيات في القرآن الكريم التي تتحدث عن اليهود آيات تبث الكراهية بين الشعوب، وبالتالي لا بد من إلغائها تماماً من الذاكرة العربية والإسلامية

إن تعامل الولايات المتحدة معنا بهذه الغطرسة دليل كبير على أنه كما تكونوا يول عليكم، نحن نستحق هذا، لأننا تخلينا عن حقوقنا وتخلينا عن أمور كثيرة تمس بشكل عضوي هويتنا وصيرورتنا وعقيدتنا ومستقبلنا! فأصبحت هذه السحاقية تعلمنا ما ينبغي علينا أن نحفظ ومالا نحفظ، فإلى أي درجة من الهوان التاريخي بلغنا نحن؟! هذا دليل على أننا بلغنا درجة من الهوان الذي ينبغي التنبه إليه! والآن في قطر هناك مؤسسة (راند كوربريشن) مظلة كبيرة للسي آي إيه، ومظلة كبيرة للعبث التعليمي والثقافي في شريط النفط، ولا أدل على ذلك من الدراسة التي نشرتها (راند كوربريشن) عن الإسلام الديمقراطي

وتشرح لنا الباحثة والتي هي زوجة "زلماي خليل زاد" -السفير الأمريكي في بغداد حالياً، وهي نمساوية تقيم في الدوحة- كيف يجب أن نتعامل مع الإسلام، وأن هناك حركات إسلامية يجب أن تستبعد، وحركات إسلامية يجب أن تقرب، وحركات إسلامية يجب أن تستأصل. وأصبحت ورقة (راند) لدى أجهزة الأمن في الخليج مرجعاً لكيفية العمل! وباشرت كثير من أجهزة الأمن في الخليج في أخذ توصيات الباحثة "شاريل بنار" بعين الاعتبار وللتنفيذ. هذا هو واقع النظام الدولي الذي نعيش فيه: سيطرة على التقنية العسكرية، سيطرة على الخامات، سيطرة على الشرعية الدولية، عولمة ثقافية

وقد أصدرت الولايات المتحدة في الكونجرس عدة قوانين لتأصيل هذه السيطرة، أصدرت قانون حماية الأقليات الدينية في العالم، فعلى الولايات المتحدة أن تتحرك لحماية الأقليات الدينية في العالم.. كل العالم، فرعت واشنطن مؤتمراً للأقباط المسيحيين ودعت إليه غلاة الأقباط.. مثل مايكل منير وغيره، وليس الذين لديهم اعتدال فكري، وأعطتهم المظلة ليفعلوا ما شاءوا، ليرهبوا ويرعبوا ويهددوا مصر في هذا المؤتمر! بينما الكل يعلم أن الأقباط يتمتعون في مصر بما لا يتمتع به الأقباط في دول الغرب

يوجد لدي ورقة كتبها ماروني مسيحي في لبنان اسمه "فيكتور سحاب"، لديه كراسة صغيرة لطيفة جداً تحمل عنوان (من يحمي المسيحيين العرب)، وهو الذي أهداني هذا الكتاب. يقول فيكتور سحاب بأن الذي حمى المسيحيين العرب عبر التاريخ هو الإسلام والدولة الإسلامية، وليس الغرب ولا حتى الصليبيين الذين جاءوا إلينا من الغرب. بل على العكس، كان الصليبيون الذين جاءوا من الغرب هم من أثخن في المسيحيين العرب!. فهذه حقيقة تاريخية يجب ألا يرهبونا بها

في الكويت لا يوجد كويتي مسيحي، لكن هناك مسيحيون حصلوا على الجنسية الكويتية، عددهم 192 شخصا فقط، ووفق أرشيف رسمي، فإن معظمهم من فلسطين والعراق والشام، جاءوا إلى الكويت منذ الثلاثينيات والأربعينيات، للعمل كأطباء وممرضين ومترجمين، واستوطنوا الكويت وطابت لهم الإقامة فيها، والكويتيون سلسون في العلاقات الثقافية، فأُعطوا الجنسية الكويتية. وقد شيدت 35 كنيسة، بمعدل كنيسة لكل خمسة

ألا يدعو هذا الأمر إلى التساؤل: لماذا هذه الكنائس المنتشرة مثل الزعتر البري في الكويت؟! كل هذه وسائل للتدخل، فهذه ليست أماكن للعبادة كما يراها الأمريكان، ونحن لسنا ضد المسيحيين أبداً، لكن أن تنشأ 35 كنيسة، فهذا يعني وجود غرض سياسي وليس دينيا. لقد انتقل الأمريكان في الخليج من مرحلة الاحتلال إلى مرحلة الاستيطان، من عملية الـ(occupation) إلى عملية الـ(settlement). كنا في السابق نستقبل الأمريكان في مطاراتنا، رجل ضخم.. يحمل حقيبة، أحمر اللون، أزرق العينين، يأتي إلينا ليعمل وِفق عقد وظيفي! الآن ينزلون في مطاراتنا أمريكان معهم زوجاتهم وأولادهم، في صورة استيطان! وقد فعلوا الأفاعيل لتطويع الترسانة القانونية في شريط النفط من الكويت إلى سلطنة عمان ليكون لهم حق التملك وحق الإقامة الدائمة و..و.. إلخ.. وهذا يثير تساؤلاً لدينا: إلى ما تهدف هذه الموجات البشرية القادمة إلينا من أمريكا وأوروبا الغربية للاستيطان في الخليج؟ وهنا دعوني أذكِّركم بحالتين: سنغافورة وتيمور الشرقية

سنغافورة الآن دولة، وُلدت سنة 1965م، فكيف تشكلت هذه الدولة

كانت هذه الدولة جزءاً من الفيدرالية الإسلامية الماليزية، وفي ماليزيا -كما تعلمون- يوجد عنصران قوميان (المايليه) والصينيون، فعندما أدرك الإنجليز بأنهم حتماً سيغادرون سنغافورة شجعوا العنصر الصيني للهجرة إلى سنغافورة، فهاجروا بكثافة، وكانت سنغافورة تحت الحكم البريطاني الذي فتح كل الأبواب للهجرة الصينية، وعندما تكثفت الهجرة الصينية بدأت آلية أخرى، "أنتم الآن أغلبية ومن حقكم وفق ميثاق الأمم المتحدة حق تقرير المصير"، فاتصل الإنجليز بالأمم المتحدة، وأوعزوا لها، وأتوا بها إلى ساحة ماليزيا.. لاستفتاء الأغلبية الصينية! وبالفعل قرر الصينيون الانفصال عن الفيدرالية الإسلامية، وأصبحت هناك دولة جديدة سنة 1965م اسمها سنغافورة ورئيس الوزراء (ليكوان يو) صيني الأصل، وأنا التقيت به شخصياً؛ لأنه من خريجي كلية تشرشل في كامبريدج، وأنا خريج نفس الكلية، وتداولت معه الحديث، وكانت العملية واضحة من كلامه أن الإنجليز هم الذين صنعوا هذه الدولة

أما تيمور الشرقية، فهي تقع وسط الأرخبيل الإسلامي الإندونيسي، وإندونيسيا أكبر دولة في العالم الإسلامي عموما من حيث عدد السكان، فعمل الغرب على هندسة الأمور، وحركوا الكنائس ومجلس الكنائس العالمي ومجلس الأمن، وافتعلوا أحاديث وأحداث داخل تيمور الشرقية، إلى أن صارت دولة مستقلة عن أندونيسيا وفي قلب الأرخبيل الإسلامي. وهي الآن كيان له حماية دولية

هناك الآن حالة في الخليج وفي الجزيرة العربية نحذر منها، أن الأمريكان والأوروبيين انتقلوا من حالة الاحتلال -الخليج حالياً كله محتل، إذ إن القرار الإستراتيجي بيد الأمريكان وليس بيد الخليجيين- إلى حالة الاستيطان. الآن توجد موجات استيطانية، فما الذي يمنع أن يحدث في دبي كما حدث في سنغافورة؟ خاصة وأنك إذا مشيت في شوارع دبي-وقد درّست في الإمارات لمدة ثلاث سنوات منذ عام 1981م إلى العام 1984م- ستشعر بأنك تمشي في لندن، أو بلد غير عربي، نظرا لكثرة الأجانب فيها

نعم ما الذي يمنع أن يحدث في دبي كالذي حدث في سنغافورا؟، لقد ذهبت مرة لشراء سيارة ومنذ الخطوة الأولى إلى استلام السيارة، لم ألتق بعربي واحد في عملية الشراء في مؤسسة كبيرة، فكل شيء في دبي أصبح بيد غير أهل المنطقة! ويقال بأن نسبة المواطنين في إمارة دبي لا تتعدى نسبة الخمسة أو السبعة بالمائة، وهذه مشكلة أمنية، فلو خرج الأجانب وأمسكوا أهل الإمارة باليد وليس بالسلاح لاستطاعوا القضاء عليهم، فنحن الآن إزاء سيناريو خطير! واليمن والمملكة العربية السعودية لا زالتا قلاعاً، لأن ثمة موانع ومعيقات ثقافية، تاريخية، ليس ضد التغلغل، لأن التغلغل قد حصل، ولكن ضد الصياغة الثقافية للمجتمع وصياغة العلاقات، فهذان المجتمعان لا زال فيهما تمنُّع كبير. وقد أدرك الأمريكان أنه لا بد من ابتكار وسيلة ما للاختراق الثقافي والنفسي لشعوب الجزيرة العربية، فشعوب الجزيرة العربية متدينة بالسليقة، فحتى الفاسق في الجزيرة العربية يصلي، فالدين محور حياة الفرد ومركز التحكم بأفعاله وأقواله

وأدركت الولايات المتحدة عبر (راند كوربريشن) بأن خلخلة وتفكيك التدين في الجزيرة العربية يأتي من خلال ملف المرأة، وتحريض المرأة على الدور الكبير في المجتمع ألا وهو الدور السياسي، ولذلك فجأة وبدون مقدمات نجد بعض المسئولين في الخليج -الذين يعيش بعضهم في العصر العباسي، وحولهم الجواري- يتكلم عن حقوق المرأة، ويقول في مؤتمر صحفي: "حقوق المرأة"، وهو لا يعترف بشرعية الشعب كله، فضلا عن الرجال، ومع ذلك يتكلم عن حقوق المرأة

عندنا في الكويت بمجلس الأمة —وكنت عضواً ومستشاراً سياسياً في المجلس- بدأت عملية مشبوهة، ناقشنا الأمر بتفصيل.. فدخلت الحكومة فيه بمالها ودينارها لكي تمرر مشروعاً مشبوهاً، ونحن غير موافقين عليه، ونقلت الصحافة الكويتية كثيراً من تفاصيل الرشاوى، ونحن في تاريخ البداوة والقبائل في الجزيرة، الحكم سيف ومال، فالذي من الصعب أن تطوعه بالسيف تطوعه بالمال، وهذا مطبق عندنا في دول الخليج. لقد أصبح الناس ميالين إلى الحل السلمي في هذه المرحلة، ويفضلون المال على السيف، والمال فيه مكاسب فردية، لكن على مدى بعيد فيه خسائر إستراتيجية

ونحن نحذر من هذا النمو المتسارع للأمريكان والغربيين في الجزيرة العربية/ ونتمنى أن تبرز قوى دولية أخرى، تزاحم الأمريكان وتصارعهم، فقد خسرنا بسقوط الاتحاد السوفيتي خسارة إستراتيجية في العالم العربي، والآن يطرح في روسيا كما نقرأ ونتابع فكرة صاحبها —فيما أعلم- وزير الخارجية السابق للاتحاد السوفيتي بريماكوف، هذا الرجل لديه خبرة سياسية كبيرة، ومسئول سابق عن الـ(كي بي جي)، واتصالات واسعة بالعالم العربي، وصداقات تجمعه بزعماء كان لهم شأن في العالم العربي، وعلى إطلاع واسع بشئون المنطقة، ولعل فكرته تنقذنا من هذا الكابوس الأمريكي الذي نعيشه في الجزيرة العربية، فهو يطرح: أنه لا بد من نشوء مثلث إستراتيجي في آسيا، يجمع الصين والهند وروسيا، وإذا تمكن هذا المثلث -بما يرمز إليه من طاقة اقتصادية وعسكرية وبشرية- فسوف يكون مثلثاً صادا للهجمة الأمريكية على آسيا على أقل تقدير. وبما أن روسيا والصين والهند تحاذي أفغانستان، فاحتلال الولايات المتحدة لأفغانستان في بعض أوجهه ليس من باب مكافحة ما تسميه "الإرهاب"، لكنه من باب مواجهة هذه الفكرة، لأن أفغانستان في قلب هذا المثلث

د.عبدالله النفيسي: الاتحاد لدول الخليج والعاصمة "المدينة المنورة" - جريدة الموجز الالكترونية


د.عبدالله النفيسي: الاتحاد لدول الخليج والعاصمة "المدينة المنورة"
لم يستبعد حصول تقارب أميركي - إيراني في صفقة تخدم مصالحهما.. في ندوة اقامتها الحركة السلفية بعبدالله المبارك
المصدر: الموجز - وكالات
بتاريخ : الثلاثاء 11-05-2010 03:03 صباحاً



ذكّر النائب السابق د.عبدالله النفيسي الحضور، في الندوة التي أقامتها الحركة السلفية مساء أمس الأول بديوان أمين عام الحركة بدر الشبيب في منطقة عبدالله المبارك وسط حضور حاشد، بثلاثة تواريخ مهمة مرت على الكويت، الأول عام 1974 حينما تضررت الولايات المتحدة الأميركية جراء حظر الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية البترول عنها مما دفعها للتباحث مع الكيان الصهيوني لاحتلال الشريط النفطي من الكويت إلى مسقط،


وبالفعل أقرت لجنة الأمن والدفاع بالكونغرس الأميركي خطة أطلق عليها آنذاك «آبار النفط كأهداف عسكرية» إلا أن تدخل البيت الأبيض حال دون تنفيذها، مشيرا إلى إمكانية حصول أي شخص على نسخة من هذه الخطة التي مازالت موجودة في مكتبة الكونغرس بأقل من دولارين .

شواهد التاريخ وتغير الخارطة السياسية

وأوضح النفيسي أن التاريخ الثاني يمثل سنة سوداء عاشها الكويتيون بدأت في 2/8/1990 حينما اجتاحت القوات الصدامية الكويت وشطبتها بين عشية وضحاها من الخريطة السياسية.

وثالثا أشار الى أنه في 22 يناير 1992 عقدت ندوة برعاية المجلس الأميركي للعلاقات الخارجية على مدار ثلاثة أيام في نيويورك طرحت خلالها 28 ورقة عمل قدم إحداها المحلل السياسي بالـ «سي أي ايه» أرون كاتز الذي أوضح أنه في غضون 2025 لن يبقى في الخليج والجزيرة العربية سوى 3 دول اليمن، المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، مشددا على أن باقي دول المنطقة ستختفي وعليه ستنضم الكويت للعراق، وقطر والبحرين ستنضمان للمملكة العربية السعودية، أما الإمارات فستنضم لساحل سلطنة عمان.

وشدد النفيسي على أن الشاهد من التواريخ الثلاثة هو أن مسألة اختفاء دول وتغير الخريطة السياسية وضياع مصائر الشعوب أمر مطروح عمليا، مستغربا اللغط المثار حول استقرار الكويت في الآونة الأخيرة، موضحا أن الإشكالية الكبرى ليست في استقرار الكويت ولكن في بقائها وهذا ما ينسحب على كل دول مجلس التعاون الخليجي، مشيرا إلى أننا نعاني في الكويت من خلل فكري جوهري حيث نناقش قضايانا المحلية والإقليمية بناء على معطيات فنية تافهة وبمنأى عن الإطار الإستراتيجي العالمي العام والصراع الدولي والإقليمي.

مثلث الضغط

وبين أن وضع الكويت خطير جدا ونعاني من عقلية العزلة والحصار وذلك لأننا نقع في قلب مثلث ضغط تتكون أضلاعه من إيران والعراق والمملكة العربية السعودية، موضحا أن الكويت حاولت على مدار تاريخها الموازنة بين الأضلاع الثلاثة، ومؤكدا أنه لو خير بين الأضلاع الثلاثة فإنه لا يأمن إلا المملكة العربية السعودية التي تجمعنا بها علاقات تاريخية قديمة وعريقة بالإضافة إلى أن تجاربنا مع الدولتين الاخريين غير مشجعة، لافتا إلى أن الكويت وقطر والبحرين والإمارات لن تستطيع تحقيق الحد الأدنى من أمنها القومي، ما دامت ستظل شظايا جغرافية، والحل الوحيد لتحقيق ذلك لابد أن يكون وفق صيغة وحدوية في إطار مجلس التعاون الخليجي، معربا عن مخاوفه من تحقق استقراء أرون كاتز، مبينا أن قوة دول مجلس التعاون ستكون أعظم في حال اتحدت في دولة واحدة عاصمتها المدينة المنورة حيث أن المملكة هي موطن الثقل في المنطقة والقادرة على مواجهة التحديات المقبلة.

وأعرب عن أسفه للاعتداد المبالغ فيه بقدرات الكويت، موضحا أن العالم لا يعتد بالشعارات ولكن بالمعطيات المادية، مشيرا إلى أن حزام النفط محتل بالكامل ولا توجد فيه دولة حرة لها قرار استراتيجي فقرار السلم والحرب بيد الولايات المتحدة لأننا شعوب لا تجرؤ على المعارضة، مشددا على أننا لا نعيش في فراغ ولكن في نظام دولي تتحكم فيه دول المركز الأميركان والمجموعة الأوروبية بينما كل دول العالم العربي يطلق عليها دول الأطراف.

سيطرة دول المركز

وأشار إلى أن دول المركز تسيطر على العالم من خلال 4 أدوات استراتيجية أولا: السلاح فهم من يصنعون السلاح ويزودونا به ويتحكمون في الحروب ونتائجها، ثانيا: السيطرة على الخامات مثل النفط والقمح والماء، موضحا أن مستقبل الحروب هو كيفية السيطرة على الخامات ولهذا السبب احتل الأميركان العراق في نكسة إستراتيجية للعرب والعالم الإسلامي، لافتا إلى أنه كان لابد من معاقبة صدام ولكن مع الحفاظ على مقدرات دولة لها ثقل ووزن استراتيجي في المنطقة، مستشهدا بكتاب مايكل كيلر الذي يعتبر احد أشهر الخبراء الأميركيين في شؤون الطاقة «حروب الخامات» والذي أكد فيه أن حروب المستقبل هي حروب السيطرة على الخامات التي تعتبر السبيل الوحيد لاستمرار الاقتصاديات العالمية وبسببها ستفنى شعوب بأكملها، أما الأداة الثالثة فهي الأمم المتحدة أو ما يسمى بالشرعية الدولية التي أصبحت أهم وسائل التحكم فينا، فالعراق احتل بقرار من الأمم المتحدة وقصفت ليبيا والسودان وحوصرت إيران بقرارات أخرى وذلك لأن حق الاعتراض مقصور على 5 دول فقط وعلينا ألا نؤمن بما يسمى بالشرعية الدولية، مشيرا إلى أن الأداة الرابعة هي العولمة، مستشهدا بزيارة ليز تشيني ابنة نائب الرئيس الأميركي الأسبق ديك تشيني لدول المنطقة لتطلب حذف الآيات التي تمس اليهود من المناهج الدراسية على اعتبار أنها تحرض على الكراهية وتبث الفرقة في دعوة صريحة لتنقية المناهج وفق الرؤية الجديدة للعالم.

ودعا النفيسي الى ضرورة تجاوز المعطيات المحلية وهي محاولة فهمها من خلال المعطى الإستراتيجي الاشمل، فمن يقرأ صحافتنا المحلية يصاب بالاكتئاب لأنها تركز على الشأن المحلي من خلال شخصنة الجدل وتناسي البعد الاستراتيجي للقضايا، محذرا الجميع من أن خطة احتلال الشريط النفطي جاهزة وربما يوعز الأميركان للإسرائيليين بتنفيذها، ولذلك علينا أن نحفر التواريخ الثلاثة في أذهاننا لأننا لن نستطيع تحقيق الحد الأدنى من أمننا القومي إلا في إطار وحدة حقيقية مع دول مجلس التعاون وبالأخص المملكة العربية السعودية.

الشراكة المضطربة

وأشار الى تخبط سياسات الولايات المتحدة الأميركية التي لم تنجح في العراق وأفغانستان ولكنها مازالت ناجحة في الامساك بتلابيب النظام الدولي، لافتا الى وجود خلافات كبيرة بين الأميركيين والأوروبيين ولكنهم مازالوا قادرين على الحوار، مستشهدا بما كتبه كيسنغر في كتابه «الشراكة المضطربة»، موضحا أنه بالرغم من الخلافات الأوروبية إلا أنهم هبوا لمساعدة اليونان في أزمتها الاقتصادية، مشددا على غياب فلسفة وثقافة الحوار في عالمنا العربي فاليمن على سبيل المثال يعاني من أزمات طاحنة ولم يهب احد لإنقاذه، داعيا دول مجلس التعاون الى العمل من خلال وحدة جغرافية متكاملة.

التقارب الأميركي ـ الإيراني

وردا على سؤال حول التقارب الأميركي ـ الإيراني، لفت النفيسي إلى وجود حوار إيراني ــ أميركي نشط منذ فترة مع الوضع في الاعتبار أن الإيرانيين هم سادة الشطرنج ويجيدون فنون التفاوض من خلال سياسة النفس الطويل وهذا ما نفتقده في عالمنا العربي، مستشهدا بكتاب رئيس الاستخبارات الإسرائيلية هركابي «العقل العربي» الذي وصف فيه العربي بأنه شخص ملول، صاحب نفس قصير، يحب الراحة والنوم والطعام الرهيف ولكنه شديد العداوة إذا استفز.

اتفاق غير معلن

ولم يستبعد اتفاق إيران والولايات المتحدة على صفقة تخدم مصالحهما، مشددا أن على حكومتنا أن تكون طرفا في هذا الحوار أو على الأقل على علم بتفاصيله لكي نستعد للتطورات وعلى مجلس التعاون أن يطالب الولايات المتحدة بمزيد من الشفافية وأن تكون كل القضايا على طاولة النقاش، مستشهدا بكتاب ألفه تريتا بارسي أحد رجال الأعمال الإيرانيين المقيمين بالولايات المتحدة بعنوان «التحالف الشرير» والذي كشف فيه خفايا الصراع الإعلامي الدائر بين إيران من جهة والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، مشددا على أن السياسة الإيرانية لها وجهان أحدهما معلن ظاهره العداء لأميركا وإسرائيل والأخر خفي حريص على التفاهم معهما والوصول لحل مرض، موضحا أن إيران قبل الثورة الإسلامية كانت ترتبط بعلاقات استراتيجية مع إسرائيل ولكن بعد الثورة حدث نوع من التشدد الإعلامي تجاهها ولكن واقع الأمر أن هناك عددا من التفاهمات بينهما.

الشيعة والأميركان

وأوضح النفيسي أن العالم يتعامل مع الكيانات الكبيرة فالدول الصغيرة تتعرض لمخاطر جمة، مشددا على أن مشاكل الأمن والاقتصاد الكويتي لن تحلها الخصخصة ولذلك فإن علينا أن نفكر على مستوى التحديات والإسراع في توحيد العملة والقوانين والوثائق والعمل على إنجاز السوق المشتركة.

وردا على سؤال حول ميل الأميركان للتعامل مع الشيعة أكثر من السنة، أوضح النفيسي أن حاكم العراق الأسبق برايمر كان قد عقد مؤتمرا صحافيا في بغداد بعد عام من حكمه لها فسأله صحافي سني نفس هذا السؤال فأجابه برايمر ذلك لأن الشيعة لديهم عنوان ومقر نذهب إليه للتفاوض ألا وهو المرجع أما أنتم فأين عنوانكم وأين مرجعيتكم؟ موضحا أن العرب السنة يجب أن يحلوا مشكلة المرجعية والفتوى التي أصبحت بلا قيود.

ولفت النفيسي إلى أن إيران تدعم جهات معروفة بسنيتها فهي تدعم حماس شهريا بـ 23 مليون دولار لتغطي رواتب موظفيها، موضحا أن العرب السنة باعوا حماس فتلقفتها إيران، مشددا على أننا لو أردنا تقليص الدور الإيراني في منطقتنا فعلينا ان ندعم مثل هذه الحركات ونحل مشكلة المرجعية لأن حماس اضطرت لقبول مساعدات إيران عندما خذلها العرب



وتقدم الموجز وبشكل حصري فيديو كامل للندوة وهو كالتالي :-

http://www.almogz.com/youtube/ss.php?ac4p=f076073b2082f8741a9cd07b789c77a0&id=3524&widthflv=600&heightflv=400

الأحد، 22 أغسطس 2010

نوافذ » اجتماعية » مفتي كرواتيا: أعداء الإسلام يستفزوننا كي يتهمونا بالعنف


مفتي كرواتيا: أعداء الإسلام يستفزوننا كي يتهمونا بالعنف
الخميس 09 رمضان 1431 الموافق 19 أغسطس 2010



زغرب/ عبد الباقي خليفة

يَعتقد الشيخ شوقي عمر باشيتش - مفتي كرواتيا - أن أوضاع مسلمي كرواتيا، الذين يقدر عددُهم بنحو 80 ألف شخص، أفضل بكثير من أوضاع نظرائهم في بعض الدول الأوروبية، لافتًا إلى أن مشاكل المسلمين الكبرى في كرواتيا قد حلت، إلا أنهم يسعَوْن للحصول على المزيد من الحقوق والحريات.

واعتبر الشيخ باشيتش، في حوار خصّ به شبكة "الإسلام اليوم" مطلع شهر رمضان الفضيل، أن المسلمين مطالبين بالدفاع عن دينِهم ضد الإساءات التي توجَّه إليه، لكنه شدَّد على ضرورة أن يتم ذلك بصورة عقلانية، لأن أعداء الإسلام يتعمَّدون استفزازَنا بمهاجمة ديننا الحنيف، لأجل اتهامنا بالعنف والفوْضويَّة.

وتطرَّق الشيخ باشيتش إلى الدور الفاعل الذي يلعبه المركز الإسلامي في زغرب، لافتًا إلى أنه أصبح من أنشط المراكز الإسلامية في أوروبا، حيث يفتح أبوابها لمختلف الأنشطة والفعاليات، الدينية والتعليمية والاجتماعية، كما أنه يستضيف سنويًّا المسابقة الأوروبية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم.

الحوار تطرَّق كذلك للعديد من القضايا المتعلِّقة بمسلمي كرواتيا، مثل بناء المساجد وارتداء الحجاب ومدى توفُّر مقابر خاصة بالمسلمين، وتدريس الإسلام في المدارس الحكومية، وغيرها من التفاصيل التي تجدونها في نصّ الحوار.

كيف هي أجواء رمضان هنا في كرواتيا؟

بسم الله الرحمن الرحيم, نحن المسلمون الذين نعيش خارج العالم الإسلامي نركز على الأنشطة الرمضانيَّة، ونحاول وضع البرامج الدينية التي تناسب هذا الشهر الفضيل، ونركِّز جهدنا في تعليم العربية كي نمكِّن أكبر عدد من المسلمين من قراءة القرآن الكريم، وكما تعلمون بأن المشكلة الكبرى للمسلمين من غير العرب هي عدم معرفتهم بكتابة وقراءة العربية.

كيف تصفون العلاقة بين المسلمين وباقي الكروات بشكل عام، وفي هذا الشهر الفضيل بشكلٍ خاص؟

في كرواتيا لا توجد أزمة في علاقة المسلمين بغيرهم بالشكل الذي نراها في الدول الأوروبية الأخرى، وهناك اتصالات دائمة بين الجمعيَّة الإسلامية والكنائس والجمعيَّات الدينية الأخرى، ولكن هذا لا يعني أن العلاقات بيننا وبين الجمعيات الأخرى لا نحتاج إلى تقويتها، خصوصًا أن هناك أفرادًا لا يريدون تحسين هذه العلاقات.

منارة إسلاميَّة

إلى أي مدى استفاد المسلمون من المركز الإسلامي في زغرب؟

بناء المركز الإسلامي شكَّل نقلة في نوعية النشاط الإسلامي، والسبب أن الجمعية الإسلامية في كرواتيا، وفي زغرب خاصة، خرجت من دائرة الخفاء وأصبحت الآن معروفةً في جميع الدوائر الإسلامية, وقد استفاد المسلمون استفادة كبيرةً جدًّا بأن أصبح لهم مركز شامل يقدِّم جميع الخدمات التي يحتاجونها، كما أنه أصبح فخرًا ورمزًا للمسلمين في كرواتيا، وقد لعب المركز دورًا هامًّا خلال حرب البوسنة والهرسك؛ حيث لجأ إليه آلاف المسلمين، وتحوَّل إلى مقرّ لمعظم المنظمات الخيرية الإسلامية لمساعدة البوسنة والهرسك، أما الآن فإن المركز الإسلامي أصبح منارةً لتقديم العلوم الإسلامية للمسلمين وغيرهم، ويتردَّد عليه أسبوعيًّا 1600 من أطفال المسلمين, كما تنظم فيه سنويًّا المسابقة الأوروبية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم، بالتعاون مع الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية مع فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بصقر حفظه الله.

وينظِّم المركز العديدَ من الندوات والمؤتمرات العلمية والدينية، التي يُدعى إليها علماء المسلمين من مختلف أنحاء العالم, كما توجد فيه مدرسة ثانوية إسلامية، وفي هذه الأيام تَمَّ افتتاح أول مركز تعليمي للأطفال، وذلك بمساعدة من البنك الإسلامي للتنمية بجدة, كما يوجد في المركز نادي للشباب المسلمين وفريق لكرة القدم (نور) يشارك في الدوري المحلي لمدينة زغرب, إضافةً إلى قاعة للمؤتمرات ومسرح تقدم فيه العروض المسرحية للأطفال في الأعياد والمناسبات الدينية، كذلك يوجد مطعم يقدِّم الأكل الحلال, وفي ضوْء ذلك يعتبر الكثيرون المركز الإسلامي في زغرب من أنشط المراكز في أوروبا، خصوصًا لشمولية النشاطات التي يقدمها، والتي لا تقتصرُ إقامة الصلوات، فأبواب المركز ترحِّب بالزائرين دائمًا وفي جميع الأوقات.

توجد في زغرب مدرسة إسلامية, لو تحدثونا عن نشاط المدرسة وأهدافها وإنجازاتها وعدد طلبتها وأساتذتها؟

المدرسة الإسلامية "د. أحمد إسماعيلوفيتش زغرب" افتتحت عام 1992م، وقد تخرَّج منها حتى الآن أكثر من 400 طالب وطالبة معظمهم من كرواتيا، إضافةً للعشرات من الدول الأوروبية الأخرى، وهدف المدرسة هو إعداد الأئمة والمعلِّمات للعمل في الجمعية، فمن المعلوم بحال أن الجمعية الإسلامية في كرواتيا قبل 20 سنة لم يكن لديها أئمة من كرواتيا، وكنا مضطرين لاستقدامهم من البوسنة ومقدونيا، أما الآن فمعظم الأئمة من كرواتيا، ومنذ عامين قُمنا بتأسيس الثانوية الإسلامية يدرس فيها أولاد المسلمين، وأساتذة المدرسة من كرواتيا, وعدد الطلبة 90 طالبًا وطالبة وعدد المدرسين 19 مدرِّسًا.

مدارس ومساجد

هناك أقوالٌ كثيرة عن عدد المسلمين في كرواتيا، فما هو العدد الحقيقي؟

عدد المسلمين في كرواتيا بناءًا على الإحصاء الرسمي، والذي ينظّم كل عشرة أعوام "57666" مسلمًا، لكن ربما عددهم يصل إلى "80000" لا أقل ولا أكثر.

كان هناك عملٌ لإنشاء مركز إسلامي في "رييكا"، ما الذي تَمَّ بخصوصه حتى الآن؟

في هذه الأيام انتهَيْنا من عمل الاستعدادات لبناء المركز الإسلامي في رييكا، حيث أن سلطة المدينة أصدرتْ رخصة البناء، وإن شاء الله سنضع حجر الأساس في الربيع المقبل عند إنجاز المخطَّطات الهندسية المتكاملة، وسوف يخدم هذا المركز احتياجات آلاف المسلمين في مدينة رييكا والأماكن المحيطة بها، حيث أن المسلمين الآن مضطرين لإقامة الصلوات في أربعة أماكن.

كم عددُ المساجد في كرواتيا، وهل هناك مشاكل تحول دون إقامة المزيد؟

في الوقت الحاضر يوجد 24 مسجدًا في كرواتيا وفي هذا العام استطعنا بناء مسجدين في جزيرة كرك وفي قرية على الحدود مع البوسنة اسمها بوغوفوليا, ولا توجد مشاكل تحولُ دون إقامة المساجد، خصوصًا أن هذا الأمر حقٌّ من حقوق الجمعية الإسلامية، التي لها الحرية في إقامة وإنشاء المساجد والمدارس الدينية الإسلامية، وذلك حسب الاتفاقية الموقَّعَة بين الجمعية ورئاسة الوزراء الكرواتية، وقانون الجمعيات الدينية الذي ينصُّ على حق الجمعيات الدينية في إنشاء وإقامة دور العبادة، لكن العقبةَ الوحيدة هي الدعم المادي لأجل إقامة المساجد.

ماذا عن أطفال المسلمين في المدارس الكرواتية, والبرنامج الإسلامي الذي يتلقوْنَه؟

التعليم الديني يعتبر اختياريًّا في المدارس الحكومية، وإذا اختاره ولي أمر الطالب أصبح ملزِمًا، وقد سجل في المدارس الحكومية 5479 طالب مسلم في التعليم الديني الإسلامي، وتدفع الحكومة الكرواتية لجميع المعلمين إما راتبًا شهريًّا أو مكافأة، ومن جانبها تقوم المشيخة الإسلامية بتعيين المعلِّمين والمعلِّمات ومراقبتهم، كما تقوم بوضع البرامج التعليمية وإصدار الكتب الدينية التعليمية وغيرها، ويتولى تدريس البرنامج الإسلامي 48 معلمًا ومعلمة، جميعهم يتقاضون رواتبهم من قِبل الحكومة.

كانت هناك بعض التصرُّفات السيئة للمتعصبين الكروات ضد المحجبات ولا سيما في فترة الحرب، هل تلك الاعتداءات لا تزال مستمرَّة؟

كانت هناك مشاكل للمحجبات، خصوصًا أيام الحرب في البوسنة وهذه فترة قد مضت وكان يحكمها ظروفها حينذاك، لكن الآن لا توجد هذه المشكلة.

طالبتم في وقت سابق بحق المسلمات في حمل جوازات سفر يظهرن فيها بالحجاب، فما الذي تم في هذا الخصوص؟

معظم المحافظات الكرواتية تسمح للمسلمات بحمل جوازات السفر يظهرن فيها بالحجاب، ولكن بعضها لا يسمح بذلك، وقد كتبنا إلى وزير الداخلية بهذا الخصوص، وإلى الآن لم تحلّ المشكلة.

حتميَّة الحوار

كيف تنظرون للحوار بين المسلمين وغيرهم في ظلّ اختلال موازين القوى؟

قانون الأغلبية يلعب دورًا مهمًّا في أوروبا، خاصة في منطقة البلقان، حيث إن أغلبية السكان يعتبرون أنفسهم أصحاب الدولة ويشرعون للأقليات حسب إرادتهم، والحوار يخصُّنا نحن المسلمين في هذه القارة، ولو تركنا الحوار سوف نضرُّ أنفسنا، ولكي ننتصرَ على قانون الأغلبية يجب أن نكون أقوى منهم، خصوصًا في التعليم والثقافة والعلوم.

هناك حديث عن دخول الكثير من الكروات للإسلام، ما حقيقة ذلك؟

إن الجمعية الإسلامية تركِّز جهودها نحو المسلمين، ولا زال هناك كثير من المسلمين الضالين لا يعلمون شيئًا عن دينهم, وحسب ما أعلم فإن عدد الكروات الذين أسلموا إلى الآن لم يتجاوز مائة شخص، وهذا لا يعني ضعفنا في شرح الإسلام للآخرين، بل تركيزنا على المسلمين.

كان لكم دورٌ في الردّ على الإساءات التي وصفها رئيس وزراء النرويج الأسبق "كيبل" بأنها حرب باردة ضد الإسلام, هل لديكم تعليق على ذلك؟

أقوم دائمًا بالدفاع عن الإسلام لأنه ديني، وأعتقد أنه الدين الحق وأرفع صوتي ضد كل من يقوم بالإساءة لديني، لكنني ضد الحساسيات غير العقلانية مثل إحراق أعلام الدول والمظاهرات الدامِية والتصرُّفات غير الإنسانية، فأعداء الإسلام والمسلمين يستفزوننا بمهاجمة ديننا الإسلامي لأجل اتهامنا بالعنف والفوضوية، وهذا أمرٌ مقصود.

هناك حظوظٌ كبيرة لانضمام كرواتيا للاتحاد الأوروبي, ما انعكاسات ذلك على أوضاع المسلمين؟

نعم لقد قرب انضمام كرواتيا إلى الاتحاد الأوروبي والكثيرون ينتظرون تغييرات ما جذرية في المجتمع الكرواتي، وأنا شخصيًّا لست مع هذا الرأي، وأنا أؤمن بأن مستقبلَنا في أيدينا وأوروبا تقبل من يفيدها، أما نحن المسلمون فانضمام دولتنا إلى أوروبا يضعُنا أمام مسئولية تقديم وشرح الإسلام بوجْهِه الصحيح.

مشاكل وحلول

هل لا تزالُ مشكلة عدم توافُر مقبرة خاصة بالمسلمين قائمة؟

معظم الجمعيَّات المحلية حلت مشكلة المقابر، لكن لا زال بعضها يُعاني من نقص المقابر رغم حلها قانونيًّا، وقد طلبت مقابلة المسئولين المحليين في هذا الشهر المبارك لأجل تذكيرهم بوجوب حل هذه المشكلة.

ما هي أبرز المشاكل التي يُعاني منها مسلمو كرواتيا؟

مشاكل المسلمين عديدة، ومصدر بعضها من السلطات المحلية وبعضها منا نحن، ولكنني أعتقد أن المشاكل الكبرى قد حُلَّت وأن المسلمين في كرواتيا يتمتعون بالحرية والحقوق الدينية أكثر من معظم الدول الأوروبية، ونحن نقوم ببذل جهودنا في سبيل الحصول على المزيد من الحقوق والحريَّات.

حصلت في السنوات الماضية على جائزة الرجل الحكيم في كرواتيا ما دلالة ذلك وانعكاساته على أوضاع المسلمين؟

عندما أتحدث باسم الجمعية الإسلامية في كرواتيا أحاول أن أكون على مستوى ديني الحنيف وبمسئولية تامة، وأعلم جيدًا أن تمثيل الجمعية الإسلامية من أهم واجباتي وأعمالي، ولذلك أحاول أن أكون حكيمًا، وأعلم جيدًا أن المسلمين في كرواتيا يطلبون مني الحكمة عندما أتحدث باسمهم وباسم ديننا الحنيف.

السبت، 21 أغسطس 2010

Sufis on the NYT op-ed page —again | World War 4 Report



Sufis on the NYT op-ed page —again
Submitted by Bill Weinberg on Wed, 08/18/2010 - 14:06.

We have noted before the strange phenomenon of neocons exploiting Sufis on the op-ed page of the New York Times. On Aug. 17, William Dalrymple, author of Nine Lives: In Search of the Sacred in Modern India, is the latest to weigh in with a defense of Islam's pluralistic mystics in a piece entitled "The Muslims in the Middle." We have no particular reason to believe Dalrymple is a neocon, and his strong support of the so-called "Ground Zero Mosque" (which we applaud) clearly sets him apart from most of them. However, he exhibits some elements of their thinking. He cites (without criticism) the recent RAND report advocating US encouragement of Sufism to counter jihadism in the Islamic world. Worse yet, he compares the courage of Sufis who "risk their lives for their tolerant beliefs" to that of "American troops on the ground in Baghdad and Kabul"! At the same time, he notes that Sufis such as Haji Sahib of Turangzai (in contemporary Pakistan) were persecuted by the British colonial overseers—oblivious to the irony. As we stated the last time Sufism made the op-ed page: Nothing will discredit the Sufis (and make them targets for terror) faster than making them appear as collaborators with the US and and its brutal proxy regimes—legitimizing the Wahhabi types as the "resistance." We present here the text of the editorial, with relevant or problematic passages in bold:

President Obama's eloquent endorsement on Friday of a planned Islamic cultural center near the World Trade Center, followed by his apparent retreat the next day, was just one of many paradoxes at the heart of the increasingly impassioned controversy

We have seen the Anti-Defamation League, an organization dedicated to ending "unjust and unfair discrimination," seek to discriminate against American Muslims. We have seen Newt Gingrich depict the organization behind the center—the Cordoba Initiative, which is dedicated to "improving Muslim-West relations" and interfaith dialogue—as a "deliberately insulting" and triumphalist force attempting to built a monument to Muslim victory near the site of the twin towers.

Most laughably, we have seen politicians like Rick Lazio, a Republican candidate for New York governor, question whether Imam Feisal Abdul Rauf, the principal figure behind the project, might have links to "radical organizations."

The problem with such claims goes far beyond the fate of a mosque in downtown Manhattan. They show a dangerously inadequate understanding of the many divisions, complexities and nuances within the Islamic world—a failure that hugely hampers Western efforts to fight violent Islamic extremism and to reconcile Americans with peaceful adherents of the world’s second-largest religion.

Most of us are perfectly capable of making distinctions within the Christian world. The fact that someone is a Boston Roman Catholic doesn't mean he’s in league with Irish Republican Army bomb makers, just as not all Orthodox Christians have ties to Serbian war criminals or Southern Baptists to the murderers of abortion doctors.

Yet many of our leaders have a tendency to see the Islamic world as a single, terrifying monolith. Had the George W. Bush administration been more aware of the irreconcilable differences between the Salafist jihadists of Al Qaeda and the secular Baathists of Saddam Hussein's Iraq, the United States might never have blundered into a disastrous war, and instead kept its focus on rebuilding post-Taliban Afghanistan while the hearts and minds of the Afghans were still open to persuasion.

(This of course assumes that Bush and his pals weren't lying, as it is now pretty clear they were.)

Feisal Abdul Rauf of the Cordoba Initiative is one of America’s leading thinkers of Sufism, the mystical form of Islam, which in terms of goals and outlook couldn’t be farther from the violent Wahhabism of the jihadists. His videos and sermons preach love, the remembrance of God (or "zikr") and reconciliation. His slightly New Agey rhetoric makes him sound, for better or worse, like a Muslim Deepak Chopra. But in the eyes of Osama bin Laden and the Taliban, he is an infidel-loving, grave-worshiping apostate; they no doubt regard him as a legitimate target for assassination.

For such moderate, pluralistic Sufi imams are the front line against the most violent forms of Islam. In the most radical parts of the Muslim world, Sufi leaders risk their lives for their tolerant beliefs, every bit as bravely as American troops on the ground in Baghdad and Kabul do. Sufism is the most pluralistic incarnation of Islam—accessible to the learned and the ignorant, the faithful and nonbelievers—and is thus a uniquely valuable bridge between East and West.

The great Sufi saints like the 13th-century Persian poet Rumi held that all existence and all religions were one, all manifestations of the same divine reality. What was important was not the empty ritual of the mosque, church, synagogue or temple, but the striving to understand that divinity can best be reached through the gateway of the human heart: that we all can find paradise within us, if we know where to look. In some ways Sufism, with its emphasis on love rather than judgment, represents the New Testament of Islam.

While the West remains blind to the divisions and distinctions within Islam, the challenge posed by the Sufi vision of the faith is not lost on the extremists. This was shown most violently on July 2, when the Pakistani Taliban organized a double-suicide bombing of the Data Darbar, the largest Sufi shrine in Lahore, Pakistan's second-largest city. The attack took place on a Thursday night, when the shrine was at its busiest; 42 people were killed and 175 were injured.

This was only the latest in a series of assaults against Pakistan's Sufis. In May, Peeru's Cafe in Lahore, a cultural center where I had recently performed with a troupe of Sufi musicians, was bombed in the middle of its annual festival. An important site in a tribal area of the northwest—the tomb of Haji Sahib of Turangzai, a Sufi persecuted under British colonial rule for his social work—has been forcibly turned into a Taliban headquarters. Two shrines near Peshawar, the mausoleum of Bahadar Baba and the shrine of Abu Saeed Baba, have been destroyed by rocket fire.

Symbolically, however, the most devastating Taliban attack occurred last spring at the shrine of the 17th-century poet-saint Rahman Baba, at the foot of the Khyber Pass in northwest Pakistan. For centuries, the complex has been a place for musicians and poets to gather, and Rahman Baba's Sufi verses had long made him the national poet of the Pashtuns living on both sides of the Afghanistan-Pakistan border. "I am a lover, and I deal in love," wrote the saint. "Sow flowers,/ so your surroundings become a garden./ Don’t sow thorns; for they will prick your feet./ We are all one body./ Whoever tortures another, wounds himself."

Then, about a decade ago, a Saudi-financed religious school, or madrasa, was built at the end of the path leading to the shrine. Soon its students took it upon themselves to halt what they see as the un-Islamic practices of Rahman Baba's admirers. When I last visited it in 2003, the shrine-keeper, Tila Mohammed, described how young students were coming regularly to complain that his shrine was a center of idolatry and immorality.

"My family have been singing here for generations," he told me. "But now these madrasa students come and tell us that what we do is wrong. They tell women to stay at home. This used to be a place where people came to get peace of mind. Now when they come here they just encounter more problems."

Then, one morning in early March 2009, a group of Pakistani Taliban arrived at the shrine before dawn and placed dynamite packages around the squinches supporting the shrine’s dome. In the ensuing explosion, the mausoleum was destroyed, but at least nobody was killed. The Pakistani Taliban quickly took credit, blaming the shrine’s administrators for allowing women to pray and seek healing there.

The good news is that Sufis, though mild, are also resilient. While the Wahhabis have become dominant in northern Pakistan ever since we chose to finance their fight against the Soviets in Afghanistan, things are different in Sindh Province in southern Pakistan. Sufis are putting up a strong resistance on behalf of the pluralist, composite culture that emerged in the course of a thousand years of cohabitation between Hinduism and Islam.

Last year, when I visited a shrine of the saint Lal Shahbaz Qalandar in the town of Sehwan, I was astonished by the strength and the openness of the feelings against those puritan mullahs who criticize as heresy all homage to Sufi saints.

"I feel that it is my duty to protect both the Sufi saints, just as they have protected me," one woman told me. "Today in our Pakistan there are so many of these mullahs and Wahhabis who say that to pay respect to the saints in their shrines is heresy. Those hypocrites! They sit there reading their law books and arguing about how long their beards should be, and fail to listen to the true message of the prophet."

There are many like her; indeed, until recently Sufism was the dominant form of Islam in South Asia. And her point of view shows why the West would do well to view Sufis as natural allies against the extremists. A 2007 study by the RAND Corporation found that Sufi's open, intellectual interpretation of Islam makes them ideal "partners in the effort to combat Islamist extremism."

Sufism is an entirely indigenous, deeply rooted resistance movement against violent Islamic radicalism. Whether it can be harnessed to a political end is not clear. But the least we can do is to encourage the Sufis in our own societies. Men like Imam Feisal Abdul Rauf should be embraced as vital allies, and we should have only contempt for those who, through ignorance or political calculation, attempt to conflate them with the extremists.

الأمير نايف يرعى الندوة السلفية التي تنظمها جامعة الإمام, أخبــــــار


الأمير نايف يرعى الندوة السلفية التي تنظمها جامعة الإمام

محورها «منهج شرعي ومطلب وطني»
الرياض: «الشرق الأوسط»
يرعى الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الندوة السلفية التي ستنطلق بعد نهاية حج هذا العام 1431هـ بعنوان «منهج شرعي ومطلب وطني»، والتي تنظمها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية منتصف الفصل الدراسي الأول من العام الجامعي 1431هـ - 1432هـ.

وأوضح الدكتور سليمان أبا الخيل مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن الندوة تهدف إلى توضيح حقيقة المنهج السلفي وأنه يمثل الإسلام الصحيح الذي جاء به الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، كذلك تخليص مفهوم السلفية الصحيح من المفاهيم الخاطئة والادعاءات الباطلة للسلفية المزعومة من بعض الجماعات المنحرفة فكريا التي تسعى في الأرض فسادا باسم السلفية، والسلفية الحقيقية منها براء. وأشار مدير الجامعة إلى أن الندوة تهدف أيضا إلى بيان حقيقة منهج الحكم في المملكة العربية السعودية، وأنه مستمد من الإسلام الصحيح عقيدة وعملا بوسطية لا غلو فيها ولا تفريط. كذلك بيان مدى التلاحم والتكامل الحاصل بين القيادة والعلماء في المملكة في تطبيق المنهج السلفي الصحيح علما وعملا.

وأضاف أن من أهم أهداف الندوة تصحيح المفاهيم الخاطئة عن المنهج السلفي كالغلو والتطرف والتكفير والعداء للآخر، وبيان أن واقع الحكم في المملكة يكذب ما يثار ضدها مما أشرنا إليه، ودفع الشبهات الواردة على المنهج السلفي من حيث أثره على المقررات والخطط الدراسية، وأنه أدى إلى الغلو والتطرف وما وقع من أحداث في المملكة العربية السعودية.

وقال إن من أهداف الندوة إظهار أثر المملكة العربية السعودية في السلم والأمن العالمي، وأن المنهج السلفي أثمر مواقف إنسانية نادرة تجاه العالم أجمع، وخاصة في الكوارث والأزمات.

من جانبه بين الدكتور أحمد الدريويش وكيل الجامعة لشؤون المعاهد العلمية، رئيس اللجنة التحضيرية للندوة، أن هناك 7 محاور رئيسية تتناول مصطلح السلفية؛ حقيقته وصلته بالإسلام الصحيح، والمنهج السلفي نشأته واستمداده وخصائصه، ومفاهيم خاطئة حيال المنهج السلفي، فيما تبحث الندوة أيضا المنهج السلفي في الخطاب الديني المعاصر، وسوف يركز المحور الخامس على الدولة السعودية، والمنهج السلفي نشأة وتطبيقا، وصلة المنهج السلفي بالمقررات والخطط الدراسية في المملكة العربية السعودية، إلى جانب شبهات حول تطبيق المنهج السلفي في السعودية والرد عليها.

الوطن أون لاين ::: حصة محمد آل الشيخ ::: قرار الضبط السامي للماراثون الإفتائي



قرار الضبط السامي للماراثون الإفتائي

إن أبرز مقاصد الأمر السامي التنظيمي- كما يبدو لي- هو مأسسة الفتوى وتقنين الشريعة، وحصر المرجعية الشرعية في أمور الفتيا المتعدية الأثر في جهة واحدة

تكاد المرة الأولى التي يستقبل الجميع برضا واستحسانٍ قراراً يهدف لضبط وتنظيم أمر ما، وتتطابق رغباتهم في تنفيذه عاجلاً؛ إنه القرار السامي بضبط الفتاوى؛ التي بات لها وضع استثنائي غير مسبوق، خاصة في شهر رمضان، الذي تهل بمقدمه مهرجانات الفتاوى، تتسابق عليها القنوات من كل حدب وصوب، مشكّلة ماراثوناً هوسياً يسعى لتبليد العقل بأسئلة تافهة وأخرى بليدة وثالثة خارجة عن اللياقة والأدب في شهر يفترض أنه عبادة فردانية تستهدف ترقيق جوانب الروح للإحساس بالآخر وحاجاته، ورياضة بدنية يتقوى بها الإنسان على الخير والبذل، ولحظات تجلّ لغسل الأفئدة من الشهوات والسفر في معالي الغايات والمآلات.
فرحة الجميع بالأمر الملكي التنظيمي فرحة لا شية فيها، إلا أنّها فرحة تشي باهتمامات متضاربة وافتراق يعكس الرؤى ودرجة الوعي ومناط الاهتمام، فالمتشدّدون طاروا بالخبر في آفاقهم الإلكترونية يقرؤون ويعلقون ويشرحون ويشرّحون، ظناً بأنه يخدم توجهاتهم المتشددة، فحوروا مقتضى الأمر السامي وتوجيهاته إلى غايات في نفوسهم تهفو للحجر على العقول، والتحكم في الحريات الشخصية وإغلاق منافذ الرأي الآخر، فهجموا هجمة متشدد واحد مطالبين بإسكات الرويبضة وأغيلمة الصحافة (الكتاب والصحفيون) عن الخوض في أمور الدين، خالطين في فرحتهم الحماسية بين الرأي والفتوى، بقراءة تجمع إلى جانب التشدد التخلف والاستبداد الفكري، وتعكس بنىً ذهنية مأزومة متسلطة، ترغب في تأبيد السائد، أوالبائد تاريخيا، أو الوحشي والمستهجن مما تعداه المكان والزمان واختلفت معه الأحوال، خالطة بين قدسية الفقه النصّي وبشرية الفقه الفهمي، مصورين الدين بذلك ملْكا كهنوتياً يسيّجونه ويُرمى الآخرون خارج أسواره.
فيما يأمل- في الجانب المقابل - غالبية الإعلاميين من كتاب وصحفيين ومفكرين أنه تحقيق لفلسفة الذات الفردية وتجاوبٌ مع صرخة الإنسان المعاصر إزاء التهميش والتدمير الموضوعي لذاته، وتحرير فكري من كل التراكمات المترسبة والإكراهات التي تضغط على الإنسان وتسد طريق اختياراته وحريته، ومساهمة لجعل المناخ العام أكثر قابلية للعيش، خاصة والوعي الجمعي في مسيس الحاجة لدوره التنظيمي بعد انتشار فتاوى غريبة وشاذة تنبئ عن كسل ذهني، وأدوات مفهومية عتيقة عفا عليها تراب التقليد والتبليد الدهري منذ مئات السنين.
الكل قرأ قرار الملك من وجهة نظر آماله وتطلعاته، فالمتشدد الأصولي يراه ضبطا على هواه، يتسق مع همه التحريضي، بل وأخذ يملي عليه (ينبغياته) و(يجبياته)، والليبرالي إن جازت التسمية ينظر له بعين المتفائل لإكساب مساحات الفراغ الفقهي هواءً منعشاً طازجاً يعتقه من الغلواء والتخلف، مما يجسد الصورة بين مدىً فكري مرنٍ منعتق في رحاب الإنسان وقضاياه المعاصرة، وآخر متحجر يفهم الزمن معكوساً، يطبق فقه الصحراء على زمن الإنترنت والآي باد!
يأمل المتشدد من القرار أن يمد ساحاته ليشمل الرأي، فيصبح قيدا وعبودية وضبطا لمساحات الفكر والتعدد وأطر الناس في خاصة أمورهم بالقوة على ما أريكم إلا ما أرى، وكم هي فرحته في ترديد، "أبسألك يا شيخ جزاك الله خير.."، ولك أن تتخيل السؤال مما يتردد في القنوات الفضائية!
لكن القرار السامي تعدى احترام اختلاف الرأي إلى التفريق بين العام والخاص "كما نفرق بين مسائل الدين التي تكون بين المرء وربه في عبادته ومعاملته، ليعمل فيها ـ في خاصة نفسه ـ بما يدين الله به، دون إثارة أو تشويش، وبين الشأن العام"
لا ريب في أنّ مبادئ التربية الذاتية تستثير واعظ الله في قلب كل مؤمن للمبادرة إلى فعل الطاعات وترك المنهيات، أي لتربية ذاته وتزكيتها وتقويمها، لكنها لا تنمو إلا بتربة الحرية ولا تُسقى إلا بماء الفكر العقلاني المسترشد بالحكمة والقيم الإنسانية والدينية، وما اشتعال الفقه الإعلامي اليوم وما راثون الفتاوى إلا نتيجة انعدام أجواء الذاتية، والابتعاد عن جوهر العلاقة العبودية بين الإنسان وربه، والتضييق على الناس بتشديد الوصاية على ذممهم وأخلاقهم ودينهم، مما فتح فكر الوصاية على البحري، مهملاً روح التفكر والتدبر، ومقرراً عن الفرد كافة تدابير روحه وقلبه وأخلاقه وأعماله وأقواله، بل وحراسة نواياه لو أمكنه ذلك! فأناب فقه التحريم والتحوّط وسدّ الذرائع عن فقه المباح، وانشغل الناس بالتفصيلات عن الكليات، وبالشكليات عن الروحانيات، وبالقشور عن المقاصد الكبرى.
إن أبرز مقاصد الأمر السامي التنظيمي- كما يبدو لي- هو مأسسة الفتوى وتقنين الشريعة، وحصر المرجعية الشرعية في أمور الفتيا المتعدية الأثر في جهة واحدة، ولأن ضبط الأمر متشعب وواسع، فإنه يحتاج لتعميق الوعي بأزمة فوضى الفتيا، ويتطلب تغييراً في أنماط التفكير، واستحداث أدوات مفهومية جديدة، وتفهم مسؤول من كافة المواقع ذات الاتصال المباشر بالإنسان، إن كانت مدارس تعليمية أو منابر توجيهية أو وسائل إعلامية، أو مراكز دعوية، بل ويمتد لضبط المواقع الإلكترونية التحريضية والتكفيرية، لينتج بذلك تحريض توعوي مضاد نشط، يقاوم التقليد والتبليد، ويتناول مساءلة القناعات وإدراك الواقع، وبذا ينتهي الاحتساب غير المنضبط، وتسييس الدين لحساب الأهداف، وفوضى البيانات التحريضية، وفتاوى التكفير والتفسيق الهمجية، ويستعاد احترام مقامات الفتيا والمنابر، ويعيش الجميع آمنين على ألسنتهم وأجسادهم من دعوات القطع أو الحجر.
يقول الشاطبي: "إنما تحصل درجة الاجتهاد لمن اتصف بوصفين: أحدهما فهم مقاصد الشريعة على كمالها، والثاني التمكن من الاستنباط بناء على فهمه لها"، ونتساءل ما مدى تحقق هاتين الدرجتين العاليتين فيمن تسيدوا القنوات مفتين في كل تفاصيل التفاصيل؟!
ويفتح السؤال المجال لسؤال آخر يظل قائماً: كيف سيتم اختيار المفتين على أساس من الفهم والتحري والوعي وإدراك الواقع وتفهم مصالح العباد التي هي شرع الله؟ ليأتي الجواب منتظرا في قادم الأيام.
حصة محمد آل الشيخ

'يسوع المسلم' أو قصة ثقافتين

'يسوع المسلم' أو قصة ثقافتين: "'يسوع المسلم' أو قصة ثقافتين"


'يسوع المسلم' أو قصة ثقافتين
القدس العربي اللندنية

GMT 0:10:00 2010 السبت 21 أغسطس


مالك التريكي

إذا أراد العربي المسيحي أن يطّلع على التصور الإسلامي عن المسيح عليه السلام، فإنه لن يجد ضالته، على ما يبدو، إلا في بريطانيا! إذ لم يتمكن الجمهور العربي (بمسلميه ومسيحييه)، لاعتبارات تتعلق بالسلام الاجتماعي والحساسيات الطائفية في لبنان، من مشاهدة أكثر من حلقة واحدة من مسلسل 'السيد المسيح'. حيث اضطرت قناتا 'المنار' و'ان بي ان' إلى التعجيل بوقف بث المسلسل سدا للذرائع ودرءا للفتنة. إلا أن ما امتنع في لبنان هذا العام قد سبق أن وقع في بريطانيا قبل ثلاثة أعوام. حيث بثت قناة 'أي تي في' التلفزيونية عام 2007 برنامجا وثائقيا بعنوان 'يسوع المسلم' عرضت فيه على الجمهور البريطاني سيرة عيسى عليه السلام كما وردت في القرآن والسنّة.
وقد اجتهد مقدم البرنامج ملفن براغ، الذي هو أقدر وأشهر صحافي ثقافي في البلاد، في إطلاع الجمهور البريطاني على حقيقة شبه مجهولة لديه: وهي أن عيسى عليه السلام هو نبي من أنبياء الإسلام.
وتطرق البرنامج عبر مقابلات مع باحثين ومؤرخين إلى نقاط الاتفاق بين الروايتين المسيحية والإسلامية، أي ولادة المسيح من السيدة مريم العذراء والتعاليم الدينية التي نادى بها والمعجزات التي أتاها وعودته في آخر الزمان للقضاء على الدجال وملء الدنيا عدلا بعد أن امتلأت جورا. كما تطرق لنقاط الاختلاف: الصلب والقيامة (حسب اعتقاد المسيحيين) والرفع إلى السماء (حسب اعتقاد المسلمين) والألوهة أو النبوّة (مسيحيا) والعبودية لله والنبوّة (إسلاميا). بل إن البرنامج أوضح أن القرآن ذكر من معجزات عيسى ما لم تذكره الأناجيل (مثل الكلام في المهد، وتحويل الطين إلى طير) وعرض آيات مرتلة من سورة مريم، التي هي من أحسن القصص القرآني وأوقعه في النفس البشرية (بصرف النظر عما إذا كانت هذه النفس تدين بالإسلام أم النصرانية، بل حسبها أن تكون عارفة بمكنون لغة العرب!). كما عرض البرنامج مقتطفات من مسلسل 'مريم العذراء' الذي سبق عرضه على عدد من القنوات العربية (والذي هو من إنتاج إيراني، مثله في ذلك مثل مسلسل 'يوسف عليه السلام' ومسلسل 'السيد المسيح' الذي أثار الجدل في لبنان). ولو أن مسلسل 'السيد المسيح' كان جاهزا ومتوفرا قبل إنجاز البرنامج عام 2007، فلا شك أن ملفن براغ ما كان ليتردد في استخدام مقتطفات منه لمزيد شرح التصور الإسلامي عن عيسى عليه السلام.
وكان الجمهور القارئ في بريطانيا وأمريكا قد اكتشف وجود 'يسوع المسلم' منذ أن أصدر المؤرخ الفلسطيني المعروف طريف الخالدي كتابا بهذا العنوان أواخر عام 2001. ورغم أن الكتاب قد لفت الأنظار في الأوساط الثقافية والصحافية وكان موضع احتفاء النقاد بل وثناء عدد من رجال الدين البروتستانت (أي نعم!)، فإن الاهتمام الجماهيري قد كان، مثلما هو متوقع في زمن السطوة التلفزيونية، من نصيب برنامج ملفن براغ وليس كتاب الخالدي. وأرى، من وجهة نظري (مع التسليم، طبعا، بأن وجهة نظر العربي المسيحي قد تكون معاكسة تماما)، أن أهم الحقائق التي أبرزها البرنامج هي أن عيسى الذي يؤمن به المسلمون هو المسيح التاريخي وليس المسيح الأسطوري، وأن علاقة مسلمي اليوم بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم علاقة ثابتة في خط تاريخي متصل (اللغة العربية ذاتها، والقرآن ذاته، وكذلك الصلاة والدعاء على الوجه ذاته، الخ) بينما لا ينطبق أيّ من هذا على علاقة مسيحيي اليوم بعيسى عليه السلام. هذا إضافة إلى إعلام الجمهور البريطاني أن المسلمين لا يفرقون بين أحد من الرسل والأنبياء الوارد ذكرهم في التوراة والإنجيل والقرآن، وأن إيمانهم لا يستقيم إلا بالإيمان بهم جميعا.
قصة هذا البرنامج التلفزيوني البريطاني، 'يسوع المسلم'، هي من أبلغ الأدلة على أن من الممكن للتلفزيون أن يكون أداة معرفية وحوارية بين الأديان. صحيح أن هذه القصة لا تنفي وجوب التسليم بخصوصية الحالة اللبنانية. إلا أنها تؤكد إطلاقية الفارق بين المجتمعات العلمانية، بما تتيحه من إمكانات الاغتناء الثقافي والاستنارة المعرفية (التي لا تلوذ بالفرار أمام احتمالات الصدمة أو الغربة أو الرهبة)، وبين المجتمعات الطائفية التي تضطر مختلف مكوناتها الدينية، سدا للذرائع ودرءا للفتنة، إلى التنازل عن الحق الطبيعي في تظهير سردياتها وإعادة إنتاج مروياتها. هي قصة نقيضين... اجتماعيا وتلفزيونيا. هي قصة ثقافتين.

الجمعة، 20 أغسطس 2010

جريدة النهار- "الحلال" يتعزّز في فرنسا : بقلم كاترين كوروليه

جريدة النهار
"الحلال"
يتعزّز في فرنسا
بقلم كاترين كوروليه

فلورنس برجو - بلاكلر دكتورة في علم الاجتماع وباحثة مشاركة في معهد الدراسات والأبحاث حول العالم العربي والإسلامي في إيكس-اون-بروفنس [فرنسا]. وقد نشرت مع برونو برنار، الخبير في التجارة الدولية، كتاباً بعنوان Comprendre le halal (فهم الحلال) (منشورات "إديبرو"). عشيّة رمضان، وفيما لم تعد متاجر البيع بالتجزئة تتردّد في الاحتفاء بهذا الحدث، تستعرض برجو-بلاكلر أسباب اهتمام الموزّعين والمستهلكين بالمنتجات الحلال.
• لم تعد المنتجات الحلال مخبّأة؟
- ما يمكن قوله هو أن مستهلكي المنتجات الحلال يختبئون أقل، والأسماء الأساسية في مجال البيع بالتجزئة تسعى وراءهم في الوقت الحالي. لقد أطلق "كازينو" ماركته "واسيلا"، ويقدّم "كارفور" مجموعة "سابرينا". لطالما تردّدت متاجر البيع بالتجزئة في الانطلاق بتوزيع المنتجات الدينية، ولا سيما الإسلامية منها. لم تكن مسألة كلفة لأنّ المنتجات الحلال ليست أغلى ثمناً على الصعيد العالمي من المنتجات التقليدية. لكنّها لم تكن قادرة على ضمان شهادة حلال موثوقة، ولم تجد الطريقة المناسبة لترويج الحلال من دون خطر الغرق في دوامة خطاب علماني مسيء أو التعرّض لاتّهامات من مجموعات يمينية متشدّدة تعتبر أن صعود المنتجات الحلال هو مؤشّر أسلمة زاحفة منظّمة بالتواطؤ مع شركات دولية.
• ما الذي تغيّر؟
- أجرت متاجر البيع بالتجزئة حساباتها. أن تجازف في هذا المجال أفضل من أن تحرم نفسها من الاستهلاك الذي يمكن أن يؤمّنه زبائن مسلمون محتملون (يُقدَّر عددهم بنحو خمسة ملايين نسمة)، والذين من شأنهم أن يستهلكوا، وفقاً للتقديرات، كمّية مضاعَفة أربع مرات مقارنةً بكمية المواد العضوية المستهلكة. في العامين الماضيين أو الأعوام الثلاثة الماضية، تمحور التواصل حول تنظيم الأحداث و"التسويق الإتني" المشرقي. والمقصود بذلك تفادي استعمال كلمة رمضان، إنما تقديم منتجات مشرقية في كتالوغات وفي مساحات مخصّصة لها، وهي منتجات تستطيع أن تستقطب السيّاح المهتمّين بمجال المأكولات وتستهدف في الوقت نفسه المسلمين الذين يصومون بالتأكيد في فترة النهار خلال رمضان لكنهم يُسرفون في الأكل خلال الليل.
ليس الجميع راضين عن هذا "التواصل الإتني". فإذا كان يلقى استحساناً لدى الجمهور الواسع، عدد كبير من المسلمين منزعج من زجاجات النبيذ المعروضة، ومن إضفاء الطابع المشرقي على استهلاكهم، هم الذين يبحثون في شكل خاص عن بيتزا أو شرائح لحم أو قشدة مثلّجة حلال. وهم يشكّكون في رغبة العلامات التجارية في ضمان أنّ المنتجات التي يبيعونها تحمل شهادة حلال أو قدرتها على ذلك. حالياً يواجه هذا النوع من التواصل ما بعد الاستعماري الذي مرّ عليه الزمن نوعاً ما، تحدّياً من خلال ماركة "إيزا ديليس" مثلاً التي تعتمد تواصلاً إسلامياً - غالياً قائماً على المنتجات المحلية. نرى على أحد ملصقاتها صدر ديك أبيض مع العبارة الآتية "حلال بكل فخر". لقد أصبح الإسلام واقعاً فرنسياً، ويستند الإعلان إلى مقاربة سياسية للفعل المسلم. هناك أيضاً استراتيجيا تسويق محرَّرة من العقد، على غرار استراتيجيا رشيد باخالق، مؤسّس سوبرماركت "هال شوب" للمنتجات الحلال، والذي يُقدِّم نفسه كرائد أعمال "مسؤول بيئياً"، و"فخور بقيمه الكونية وأخلاقياته"، ويطمح إلى التوفيق بين الإسلام والغرب عبر اقتراح تصميم حديث أكثر أنغلوسكسونية يتناسب مع صورة الشاب المسلم الليبرالي والمحرَّر من العقد. لا شك في أن التباس هذه الحجج الأخلاقية على غرار "الفخر" و"المصالحة" ينطلق من فكرة وجود صراع قيم بين الإسلام والغرب. وفي هذه الأثناء، لا يزال المستهلكون يجهلون ما الذي يشمله الحلال، وأنّه لا وجود لعرف يتيح مراقبة المنتجات المرخَّصة كما يجب. أخيراً، لا تختلف المنتجات الحلال كثيراً عن المنتجات التقليدية، وتشكّل سوقاً تتيح في بعض الحالات تصريف منتجات أقل جودة.
• أقل جودة؟
- نحاول أن نُبيِّن في الكتاب أن السوق الحلال هي من ابتكار التسويق. لا شك في أنّ هناك محظورات وتعليمات غذائية في الإسلام، لكنها موضوع مفاوضات دينية منذ قرون. لم تكن لدى المصدِّرين الأوروبيين والأميركيين والأوستراليين الذين اقترحوا منذ سبعينات القرن العشرين الشهادات الأولى لتثبيت المطابقة مع الشريعة الإسلامية من أجل بيع منتجاتهم الحيوانية في البلدان الإسلامية، وساوس كثيرة. فقد اقترحوا معايير الحلال الخاصة بهم، وقبلها المورِّدون المهتمّون بالتنمية الاقتصادية أكثر من اهتمامهم بالتقيّد بالشريعة. وبعد ذلك، كيّفوا العرض مع الطلب المسلم المحلي، أي العائلات المهاجِرة، ثم نوّعوه إلى حد كبير فهو يشمل الآن كل المنتجات الاستهلاكية بما في ذلك غير الغذائية مثل مستحضرات التجميل واللقاحات... حالياً مستهلك المنتجات الحلال هو نموذجياً امرأة أو رجل مهاجر في الأصل تأهّل اجتماعياً في الغرب، وأصبح الانتماء إلى الإسلام تحدّياً مرتبطاً بالهوية بالنسبة إليه، طريقة للخروج من الفكرة النمطية التي تربط العربي بالطبقات الشعبية والخطرة. اليوم، الحلال هو وليد صعود اجتماعي وثقافي ممزوج بركود اقتصادي سببه الممارسات الإقصائية التي لا تزال تتعرّض لها الأجيال القادمة من الهجرة، إنما التي يجيد بعض روّاد الأعمال المسلمين الشبّان استعمالها لمصلحتهم من الآن فصاعداً.

"ليبراسيون"
ترجمة نسرين ناضر

اليوم السابع | الفايننشيال تايمز: إصلاح التعليم الدينى فى السعودية مفتاح القضاء على فوضى الفتاوى

اليوم السابع الفايننشيال تايمز: إصلاح التعليم الدينى فى السعودية مفتاح القضاء على فوضى الفتاوى

الخميس، 19 أغسطس 2010 - 12:48


كتبت إنجى مجدى

قالت صحيفة الفايننشيال إنه على ما يبدو أن العاهل السعودى قد نفد صبره مع رجال الدين الذين يحاولون عرقلة جهوده لدفع المجتمع السعودى فى اتجاه أكثر حداثة.

وأشارت إلى أن قرار الملك عبدالله بقصر إصدار الفتاوى على الجهات الرسمية، يبدو أنه يهدف إلى إسكات أصوات أكثر تطرفا داومت على انتقاد مبادراته.

ويرجع محللون القرار إلى غضب الملك عبدالله من فتوى تدعو لقتل أى شخص يسهل اختلاط الرجال والنساء الذين ليسوا على قرابة. كما أنه بالتأكيد وضع فى الاعتبار فتوى إرضاع الكبير.

ومع ذلك يقول المنتقدون للقرار إن هناك ما لا يقل عن اثنين من التحديات التى تواجه قرار العاهل السعودى. أولا أن رجال الدين الرسميين فى السعودية غالبا هم ليسوا أكثر حداثة من نظرائهم المستقلين وثانيا أن وضع المؤسسات الدينية تحت سيطرة حاكم غير ديمقراطى يقوض الثقة الشعبية فيها.

فعلى مر التاريخ الإسلامى كان مفهوم "شيوخ السلطان" الذين يدعمون قرارات الحاكم بالدين معروف جدا، وغالبا ما تم مواجهة ذلك بالمعارضين. ومع ذلك، فإن الحكام العرب مازالوا يحاولون الحفاظ على قبضتهم للمؤسسات الدينية واستخدامها لإضفاء الشرعية على القرارات السياسية.

واستعانت الفايننشيال بمثال من مصر حينما أصدر رجال الأزهر فتوى تبيح حق مصر فى بناء جدارا فولاذيا على حدودها مع قطاع غزة وهو ما يتفق مع ما تريده الإدارة السياسية فى البلاد. وقبل بضع سنوات قال مسئول دينى رفيع المستوى إن الامتناع عن التصويت فى الانتخابات ضد الإسلام. مما دفع الكثيرين للسخرية من الفتوى قائلين إن الأمر حينما يتعلق بالغش والتزوير فإن المؤسسات الدينية يصيبها الصمم.

وبالنظر إلى الطابع الدينى العميق للمجتمع العربى، فمن غير المرجح أن يفقد رجال الدين مركزيتهم فى المناقشات العامة خاصة فى مصر والسعودية. لكن الحكومات التى أثارت غضب بعض محكوميها سيفعلون الكثير لمعرفة لما هذا العدد الضخم من الناس تشعر بالحاجة إلى توجه دينى فى كل جانب من حياتهم ومع أنهم دنيويون.

فلقد وصل الحال بالمجتمعات العربية إلى الحاجة لمعرفة وجهة نظر الدين فى ما إذا كان ارتداء العدسات اللاصقة أو تقليم الحواجب مباح أم لا.

وتختم الصحيفة البريطانية أن الإجابة عن هذا الجوع المستمر للإرشاد الدينى تكمن فى نوعية التعليم فى الدول العربية. التعليم الذى فشل فى غرس القدرة على التفكير فى الطلاب. فإسكات رجال الدين يمكن أن يكون سياسة أقل فاعلية من إصلاح التعليم وتمويل الكتب والثقافة والفنون. فالهدف لابد أن ينصب على تحفيز العقول على نقاش جاد ومدروس تستطيع أن تتعامل مع التقدم والحداثة.

FT.com / Middle East / Politics & Society - Comment: Education the answer to fatwas
www.ft.com

شارك

Share |