السبت، 30 أكتوبر 2010

صحيفة الاقتصادية الالكترونية : الحميدي: لا وجود للكفر البواح والمسلمون يقيمون الشعائر الكبرى


وقال إن رسالة «أبو قتادة» مدخل لفتنة عظيمة
الحميدي: لا وجود للكفر البواح والمسلمون يقيمون الشعائر الكبرى


«الاقتصادية» من الرياض

واصل الدكتور عبد العزيز الحميدي، أستاذ العقيدة في جامعة أم القرى في حلقة جديدة من برنامج ''همومنا''، الذي عرض أمس على التلفزيون السعودي، توضيح الإشكالات الفقهية التي خاض فيها بعض الجهال وقليليو التبصر من رموز التطرف والغلو, خاصة في مسائل عظيمة تمس حياة الناس مثل مفاهيم التكفير ونقض البيعة الشرعية. وفنّد الدكتور الحميدي رسالة أحد المتطرفين المكنى أبو قتادة التي وضعها باسم الطائفة المنصورة, مبينا أن هذه الرسالة مدخل لفتنة عظيمة في مسائل التكفير, ومن يقرأ هذه الرسالة من الغافلين والشباب المساكين ربما يغتر بها فيرتكب حماقات عظيمة وبدعا كبيرة. وأشار إلى أن العلماء أكدوا أنه إذا كانت شعائر الإسلام الكبرى التي بُني عليها الإسلام وعلى رأسها الصلاة قائمة، فالكفر البواح ما حصل، لأن كل ما عداها أو سواها مما قدره صاحب هذه الرسالة أنه هو الكفر البواح يدخله نقض الدليل والتأويل والاجتهاد يدخله ما يدخله من أمور إلى أن يصل الأمر إلى أن تُبطل الصلاة وتمنع عند ذلك حصل تفسير الكفر البواح.

وأوضح أن واضع الرسالة وقع في مشكلة علمية خطيرة, فالصورة التي يتكلم عنها لا وجود لها لا في الواقع قديماً ولا في الواقع حديثاً، ولذلك لا وجود لنص من علماء الإسلام فيها، لأنها لا وجود لها, وتصور أن جميع أئمة المسلمين وحكامهم مرتدون, وليس هذا فقط، بل كل من تابعهم أو انضم إليهم أو بايعهم أو سكت حتى عنهم مرتدون, بل يرى أن شعائر الكفر قامت وبهذا صارت كل ديار الإسلام ديار كفر. مبينا أن هذه الصورة ما وقعت ولن تقع أصلا أن تصبح كل ديار المسلمين ديار كفر، وديار الكفر الأصلي باقية على أصل الكفر.

وكشف كيف ينقل أبو قتادة النصوص والاستدلالات بطريقة مبرمجة ليوظفها للقضية الخيالية التي لا وجود لها إلا في ذهنه، ويركبها على ما سماه المرتدين وهم كل المسلمين سواء هو أو من يقبل بكلامه, وهذا من أغرب ما يمكن في التصور وأفسد ما يمكن في الاستدلال وأخطر ما يمكن في النتائج. وتساءل كيف سوغ لنفسه أن يقول لا توجد دار إسلام أصلا وهو قاطن في لندن بين ظهراني غير المسلمين ويكفر كل الحكام المسلمين ملغيا دار الإسلام؟ ووجه في هذه الحلقة كلمة للشباب, موضحا أن المسلم لا يزال في فسحة من دينه بحكم أن مال المسلم ودمه حرام, فماذا يستفيد الشاب المسلم من اعتناق فكر فاسد يدفعه للقتل أو التسبب في قتل نفس بريئة بناءً على خيالات بنيت على أهواء وأحاديث ضعيفة أو فهم معوج وتأويل فاسد. ولقيت مراجعات الحميدي صدى كبيرا جراء نقضه الكثير من المفاهيم التي أسس عليها رموز متطرفة مثل عصام البرقاوي وأبو قتادة الفلسطيني مفاهيمهم المغلوطة وتضليلهم الكثير من الشباب دون علم وبصيرة، ووعد الدكتور الحميدي طلابه ومتابعيه بمتابعة مشروعه التصحيحي وإبراء الذمة, خاصة أنه أستاذ متمرس في العقيدة ورأس قسم العقيدة في جامعة أم القرى وله مؤلفاته ودروسه المعتبرة عند طلاب العلم. إلى تفاصيل ما دار في حلقة أمس من البرنامج. لفت الحميدي إلى وقوع أبو قتادة في خطأ عظيم بعد تفسيره مفهوم الكفر البواح من نفسه، وبنى على هذا التفسير حكمه على جميع بلاد المسلمين بـ ''الكفر''، وفتوته بوجوب القتال, موضحاً أن هذه الفتوى استهدف من خلالها الفتنة التي يريدها.

وأكد أن مفهوم الكفر البواح ورد في حديث عبادة بن الصامت الوارد في الصحيح، وأخرجه البخاري في كتاب الفتن، وهو: ''قال جنادة بن أبي أمية التابعي قال دخلنا على عبادة بن الصامت وكان في الشام مقيما ـ رضي الله عنه ـ وهو من النقباء من الأنصار من أهل بدر، فقلنا أصلحك الله حدثنا بحديث ينفعك الله به، قال دعانا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحوله عصابة من أصحابه فقال بايعوني، فبايعناه على السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا ومنشطنا ومكرهنا وأثرة علينا، قال إلا أن تروا كفرا بَواحا أو على اختلاف الضبط عندكم فيه من الله برهان''.

وأوضح أن كلمة ''إلا'' التي وردت في الجملة الأخيرة من الحديث، يسميها علماء العربية بـ ''الاستثناء المنقطع''، وبسبب الجهل في هذا الاستثناء يسوء فهم النص، ومن أهم معالمه: ''فصل ما بعد إلا عما قبلها وهو نفسه الوارد في حديث ابن عبادة قال إلا هذا هو الاستثناء المنقطع فيكون المعنى تم عند قوله إلا، وألاّ ننازع الأمر أهله، ولذلك أعاد كلمة قال لأنه سيستأنف جملة جديدة غير مرتبطة في المعنى''.

واستشهد بآيات قرآنية تم فهمها خطأ نظرا لعدم المعرفة بـ ''الاستثناء المنقطع''، ومن بينها قوله تعالى: ''وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه يعني المسيح ـ عليه الصلاة والسلام ـ رأفة ورحمة'' ثم قال ''ورهبانية ابتدعوها'', مشيراً إلى أن ابن تيمية ذكر أن هذه الآية فهمها بعض الناس فهماً خاطئاً، لأنهم ما استحضروا الاستثناء المنقطع, ويكون المعنى من الرهبانية ما كتبناها عليهم إلا أن يبتغوا رضوان الله ولا يكون ابتغاء رضوان الله إلا باتباع أنبيائه وما شرعوه لهم لا بالرهبانية''.

وأشار إلى أن العلماء أكدوا أنه إذا كانت شعائر الإسلام الكبرى التي بُني عليها الإسلام وعلى رأسها الصلاة قائمة، فالكفر البواح ما حصل، لأن كل ما عداها أو سواها مما قدره صاحب هذه الرسالة أنه هو الكفر البواح يدخله نقض الدليل والتأويل والاجتهاد يدخله ما يدخله من أمور إلى أن يصل الأمر إلى أن تُبطل الصلاة وتمنع عند ذلك حصل تفسير الكفر البواح.
العقائد الجهمية

أوضح الحميدي أن معنى العقائد الجهمية عقائد كفرية بإجماع الأئمة. ومن بين هذه العقائد أن الله لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم. وتمت الدعوة إلى هذه العقائد بقوة، فالبويطي وهو عالم وتلميذ الإمام الشافعي قتل بعد رفضه لمن دعوه إلى نفي صفات الله، وكذلك نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري قُتل حتى قال البخاري عنه صبر على الفتنة حتى قُتل، وأبو مسهر عبد الله بن مسهر تلميذ الأوزاعي وارث علم الأوزاعي إمام أهل الشام سجن 20 سنة حتى مات وخرج من السجن ميتا، والإمام أحمد معروف بقي سنتين وأربعة أشهر في السجن ـ رحمة الله عليه ـ وجلد حتى يغمى عليه، إلا أن قول إن القرآن مخلوق، وتقول بهذه العقائد. وعاد الحميدي في حديثه إلى رسالة أبو قتادة، إذ أكد أن حديث عبادة يكاد يكون الحديث الوحيد في هذه الرسالة التي من صحاح الأحاديث من البخاري، من ضمن تلك الأحاديث الضعيفة.

وأوضح أن الرسالة تضمنت أن الكفر البواح هو سكوت من عالم أو داعية عن منكر يرتكبه الحاكم في نفسه أو يقيمه في الناس مهما كان هذا المنكر، يعتبر هذا نوعا من المداهنة الموجبة للحكم عليه بالكفر والزندقة ونحو ذلك، ويعتبر هذا كله كفراً بواحا. مستدلاً بقول أبو قتادة في الرسالة: ''ستجد في هذه الرسالة كل ما نذكر عليه الدليل الساطع على هذا الكفر وهذه الردة، ثم يقول في السطر الثاني وعجلنا لك هذه المعالم المهمة التي علمناها من الحق علمناها من الحق وسنأتيك في رسائل أخرى بالأدلة''.

وعلق عليها بالقول: ''هذا من أغرب ما يمكن, أين الأدلة الساطعة التي تكلمت عنها؟ ويعلم ما في أدلة، ما في إلا رأيه هو ما علمناه نحن ومن أنت ومن تكون وما تكون حتى وما علمناه تجعله بهذا التضخيم، ثم نأتيك بالأدلة وقد ارتكب هذا الشاب وذاك المسكين الغافل بسبب هذا الكلام حماقة سوء الظن بالمسلمين وتكفير وربما قتل وربما أريقت دماء ووقعت فتن عظيمة والأدلة التي وعد بها ساطعة لم يأتِ بها بعد سيأتي بها في رسالة أخرى، هل يليق عند كل عاقل لو أتيناه بسم زعاف وقلنا له اشرب هذا عندي ترياق له يفسد مفعوله ثم تشربه وسآتيك بالترياق بعد ذلك، من العاقل الذي يقبل هذا ومن الطُرف التي يمكن أن تذكر أن رجلا أراد أن يتعلم السحر وتحضير الجان فأعطاه بعض الشياطين كتابا لذلك وقالوا اقرأه واتبع ما فيه فتحضر الجان عندك، وفي آخره ستجد طريقة تفريقهم عنك .. فبدأ يقرأ ويطبق، فهلع وخاف ورأى صورا وأشباحا فاستعجل على آخر الكتاب، حتى يفرقهم، يريد يسلم الآن، فلما وصل آخره قالوا ستفرقهم سيأتيك هذا في الكتاب الآخر في العدد المقبل فاختبل وجننوه وما وجد العدد الآخر يفرقهم عنه جمع الشياطين على رأسه وما استطاع أن يفرقهم هذا ما يسلكه مثالا''. واصفاً قراء هذه الرسالة بـ ''الغافلين'' والمساكين.

وأشار إلى أن مؤلف الرسالة وقع في مشكلة علمية كبيرة، فالصورة التي يتكلم عنها لا وجود لها لا في الواقع قديماً ولا في الواقع حديثاً، ولذلك لا وجود لنص من علماء الإسلام فيها، لأنه لا وجود لها وتصور أن جميع أئمة المسلمين وحكامهم مرتدون، وليس هذا فقط كل من تابعهم أو انضم إليهم أو بايعهم أو سكت حتى عنهم مرتدون, بل لاحظت قال ماذا ما دام هذا الحال حاصل وأن شعائر الكفر، قامت، كل ديار الإسلام ديار كفر، هذه الصورة ما وقعت ولن تقع أصلا أن تصبح كل ديار المسلمين ديار كفر، وديار الكفر الأصلي باقية على أصل الكفر، فما بقي إسلام أصلاً في الأرض''.

وأضاف: ''هذه الصورة غير موجودة، ولم تقع أصلاً في الماضي ولا تقع أصلاً ليس لها وجود أتدري أين، وجودها فقط في ذهنه هو وتصوره الفاسد، وهذا المدخل يقول علماء المنطق عنه هذا يسمى المطلق بشرط الإطلاق والمطلق بشرط الإطلاق، في التصور لا وجود له في الأعيان ولا يمكن أن يوجد في الأعيان هو وجوده في الأذهان، فمن الذي سيتصور أنه سيعيش إلى يوم القيامة، فهذا موجود في الأذهان، غير أن الواقع ما يمكن أن تتصور أنك الآن ملك العالم كله، ممكن أنا الآن أتصور أني ملك الدنيا كلها وكل الدنيا تأتمر بأمري، هذا في ذهني خارج ذهني أنا كما أنا على هذا الكرسي ما عندي ما أملكه أصلا هذا التصور الذهني وجوده ذهني فقط وهو يدخل في باب في الفلسفة قد يقع فيه الإنسان وهو لا يعرفه وهو يسمى الخيالية أو الإشرافية أو الطوباوية أو الخيالية والبهومية ويتصور أشياء فهو متصور أو يريد ويتصور وينقل تصوره أن كل ما في الأرض الآن مما يسمى مسلمون أئمة وحكاماً وقضاة ومشايخ''.

وأشار إلى أنه ''إذا دخل الكفار الصرحاء بلاد المسلمين لقتلهم وإقامة الكفر قالوا وجب على كل مسلم أن يدفعهم بما يستطيع، ولذلك ألغوا الشروط هنا حتى المرأة تقاتل حتى الصبي، كما فعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عام أحد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ''لا نخرج إليهم وإنما نبقى في المدينة وإذا دهمونا قاتلهم الرجال على أفواه السكك والنساء والصبيان من رؤوس البيوت'' الجميع يدفع لأنهم دهموا أرض الإسلام خلاص فيذهب إلى هذه النقول، فينقلها بطريقة مبرمجة ليوظفها للقضية الخيالية التي لا وجود لها إلا في ذهنه ويركبها على ما سماه المرتدين وهم كل المسلمين سواء هو أو من يقبل بكلامه, وهذا من أغرب ما يمكن في التصور وأفسد ما يمكن في الاستبداد وأخطر ما يمكن في النتائج ما يمكن يقع هذا، ولذلك كلام من ذكرهم ما يخدمه كلام البغوي إذا دخل الكفار دار الإسلام أنت ألغيت ما في دار إسلام عندك أصلا، قاعد في لندن هناك ويقول كل الحكام المسلمين والشعائر الذي معهم كفار إذن أين دار الإسلام التي تتكلم عنها أنت، أين هي أنت؟ ألغيتها بهذا الكلام وما عاد تصورتها لأن كل من يحكم هذه الأرض كلهم كفار مرتدون عندك فما عاد فيه دار إسلام في واقع الأمر بالنسبة لهذا التصور الفاسد الذي هو ذهني فقط، فذهب لكلام الإمامين البغوي وشيخ الإسلام ليوظفه لهذا المسلك الخطير، طبعاً القارئ إذا كان بسيطاً في فهمه وعنده شيء من العاطفة الدينية وما عنده وعي لاستقبال مثل هذا الكلام يستوعب أو يتقبل هذا التوظيف الخيالي لكلام العلماء عن تلك الفكرة التي قلنا إن لا وجود لها في واقع الأمر كيف يتقبله؟''.

وأوضح: ''ما في مستند شرعي خيالي هو يريد أن يحمل عليه كلام الأئمة في دخول الكفار على بلاد المسلمين ولا يخدمه في ذلك ،ولذلك قد يحرف وعندي نموذج لذلك كلام نقله لكلام الحافظ بن حجر في تفسير حديث عبادة الصامت، ابن حجر نقلت له ذكرا بالصفحات نقولات يشرح والاستثناء المنقطع وكذا في موضع آخر قال وقد قدمنا شرح هذا الحديث وتفاصيله وبالجملة إذا وقع الكفر البواح الذي هو منع الصلاة انعزل إجماعا هو ترك كل شيء وأتى بهذه العبارة، قال ابن حجر إذا وقع الكفر انعزل إجماعا، وهذه ردة حصلت في ديار المسلمين فقد انعزلوا إجماعا وجب قتالهم. رأيت التوظيف؟ ينقل كلمتين فقط للحافظ يريد كلمة ''انعزل إجماعا'' والصفحات والشرح والتفصيل كله يلغيه ولا يأتي به هذا هو اللعب والعبث صنعه مع الآيات ينقلها محرفة صنعه مع الأحاديث النبوية ينقل الأحاديث الضعيفة ويترك الصحيحة، وإذا جاء بحديث واحد صحيح كحديث عبادة فهمه على مزاجه لا كما قرره الأئمة بل قرره النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل الأئمة وهو إمام الأئمة، والآن يصنعه مع كلام العلماء في دفع العدو الغاشم الكافر في دهم بلاد المسلمين, وبالتالي النتيجة البلاء العظيم والفساد الكبير، ولذلك أقول للجميع وللشباب على وجه الخصوص نحن عندنا مشكلة لماذا تعير عقلك وقلبك ودينك لفلان وعلان وأبو فلان وأبو فلان واحد قاعد في لندن، وواحد قاعد في اليمن واحد قاعد في الشام برسالة من أربع صفحات فيها تحريف للآيات وأربع ورقات يجعلني أكفّر الأمة كلها وأقاتلهم لماذا؟ لماذا؟''.

وأضاف:'' ثم أمامك أصول الإسلام وقواعد الملة وكتب أهل العلم الصحاح البخاري، مسلم وأمامك مشايخك فالشخص السوي لا يكذب أهله لماذا لا تسأل وتبحث أنك ستقرر أعظم قرار وأخطره تعير عقلك لمثل هذا الذي سيقول لك افعل هذه الأمور وسآتيك بالأدلة في رسائل قادمة, هذا استخفاف بك قبل أن يكون استخفافا بغيرك وإيقاعك في أعظم الأمور خطراً، قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ''لا يزال المسلم في فسحة من دينه مال المسلم ودمه حرام'' ما يفيدك أيها الشاب أو الأخ المسلم أن تقرأ هذا، ثم ترتكب حماقة فتقتل أو تتسبب في قتل مسلم, ماذا يفيدك قد يأتيك بأدلة بعدين أو لا يأتيك وهو لن يأتيك إلا بهذه الخيالات التي تكلمنا عن شيء منها أو الأحاديث الضعيفة أو الفهم المعوج والتأويل الذي هو من جنس الباطنية التي الأحاديث مع الآيات القرآنية ماذا يفيدك ماذا سيغني عنك، اجعل مسلكك مسلك ابن عمر لما قال لأن نعير حتى على الفرض بهذه الآية وقال وهي قوله ـ تعالى ـ (وقاتلوا التي تبغي) ولا أقاتل ولا أرتكب إراقة دم مسلم لأن ابن عمر هو راوي الحديث ''لا يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما يعني للمعلومية هذه، ولا أعير بأعظم تهديد وقع في القرآن ''ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذاباً عظيماً''، وعلي بن أبي طالب على مقامه الشريف وخلافته وإمامته وجلالته وديانته وقرابته له من المناقب الشيء الهائل العظيم لما وقع قتال الفتنة في زمنه وقاتل في الجمل وصفين، هو نفسه تأسف على ذلك مع أنه هو صاحب الحق وهو الإمام وقاتلهم على أنهم بغوا عليه، قال: إخواننا بغوا علينا، ومع ذلك لأن المسألة فيها دماء أكربته ومدح علي سعد بن أبي وقاص أن اعتزل ولم يقاتل مع أحد، سعد بطل القادسية المجاهد الحق هذا وابن عمر هذا صاحبنا الصحابي الجليل حتى قال علي بن أبي طالب ''لله در مقام قامه عبد الله بن عمر وسعد بن مالك''، سعد بن مالك هو سعد بن أبي وقاص قالوا كيف؟ قال إن كان خطأ لو فرضنا أنهم أخطأوا أن إثمهما ليسير، وإن كان صوابا فإن أجرهما لكثير أو لكبير، يعني لو فرضنا أنه أخطأ في عدم القتال على الفتنة وأخطأ فهذا الخطأ، لو فرضنا أنه خطأ على أسوأ الاحتمال إثمه يسير يغتفر مع الأعمال الصالحة مع الحج والعمرة والصلاة كما كان يفعل ابن عمر في حياته، أما إذا وقعت في الأحموقة العظيمة ووقعت في أعظم ضيق هو قتل مسلم يشهد ألا إله إلا الله التأويل الفاسد، وليت بالقتل الذي هذا هو الضيق الذي لا مخرج منه بسبب أنك أعرت عقلك ودينك قبل ذلك وقلبك لغرباء لا يريدون نصحك بقدر ما يريدون فتنتك وبين يديك مشايخك وأساتذتك وعلماؤك وكتب العلم ما في شيء عند أهل السنة سر العلم لا يهلك حتى يكون سرا كتب مكشوفة واضحة معلومة، وذلك نحن ندعو ونبيّن وأنا شخصياً أقول مستعد للنضال في هذه القضايا مع أي كائن بالدليل والحجة والبينّة وكتب الأئمة، ولن نخرج عن القرون الأولى إذا ما أثبتنا هذه القضايا بالحق وزهقنا الباطل نحن لسنا على شيء والله ولي الصالحين''.

محيط :: مصر: ناشط شيعي يتهم القنوات الدينية بـ "الكذب والافتراء"







مصر: ناشط شيعي يتهم القنوات الدينية بـ "الكذب والافتراء"



احمد راسم النفيس

القاهرة: وصف المفكر الشيعي المصري، أستاذ الغدد الصماء بكلية الطب جامعة المنصورة، الدكتور أحمد راسم النفيس، قرار إدارة "النايل سات" بإغلاق عدد من القنوات الدينية بسبب قيامها بنشر الفكر الشيعي، بـ "المهاترات"، مطالبا بتطبيق قانون الارهاب على هذه القنوات وهؤلاء الشيوخ الذين اطلقوا هذا للتفسير.

وقال النفيس لصحيفة "الوفد" المعارضة: "هذه الفضائيات دأبت على الكذب والافتراء مما تسبب في نشر الفكر الوهابي وسفك دماء الابرياء، مشيرا الى استنتكار شيخ الازهر ووزير الاوقاف لفكر هذه القنوات".

وفسر النفيس قرار الغلق بالحرص على الامن داخل البلاد، في ظل اجواء الفتنة التي يعيشها المجتمع، موضحا انه لا يمكن التكهن باسباب اتخاذ القرار في هذا التوقيت بالتحديد رغم التاثير السلبي لهذه القنوات طوال الفترة الماضية.

وطالب المفكر الشيعي، الحكومات الاسلامية التي تدعي العلمانية بضرورة التصدي لهذا النوع من القنوات الوهابية.

كانت السلطات المصرية في مطار القاهرة منعت الاسبوع الماضي، النفيس، من السفر إلى طهران، بعد حصوله على الموافقات اللازمة لذلك.

وقال النفيس لصحيفة "القبس" الكويتية: إنه تم احتجازه ثلاث ساعات تحت الحراسة في المطار قبل إبلاغه بقرار المنع، مؤكداً أنه لم يحدث ضده أى تصرفات مهينة".

وأضاف: لست مضطراً إلى إبداء أسباب سفرى إلى طهران، فهي رحلة خاصة لمدة عشرة أيام، كنت سأزور خلالها بعض الأماكن المقدسة، وسوف التقى خلالها بأهل الثقافة، والفكر، وبعض الشخصيات الدينية الشيعية، وحتى لو التقيت ببعض الساسة، فما الضرر في ذلك؟ فنحن لم نوزع المنشورات المناهضة للحكم، ولم نحرض على الفتنة الطائفية، حتى نتعرض لمثل هذه المضايقات.

ويذكر أن مصر شهدت في الفترة الأخيرة نشاطاً ملحوظاً للشيعة شمل العديد من المحافظات لنشر المذهب الشيعي وقد حذر من ذلك العديد من العلماء وعلى رأسهم الدكتور يوسف القرضاوي الذي حذر في تصريحات سابقة له من أن الشيعة اخترقوا مصر.

ولا يوجد إحصاء رسمي عن عدد الشيعة المصريين حيث توجد نسبة كبيرة منهم منتقلون من المذهب السني وتصفهم الدوائر الأمنية بالمتشيعين, وتقول مصادر رسمية إنهم لا يتجاوزون بضعة آلاف بينما قدرهم الدريني في حوار سابق له بالملايين, معتبرا أن كثيرين من المنتسبين للطرق الصوفية من الشيعة.

وكان الداعية الدكتور صفوت حجازي، صرح في وقت سابق بان إغلاق القنوات الدينية يمنع انتشار المذهب السني بين المسلمين في مقابل انتشار الفكر الشيعي، منتقدا الضوابط الجديدة التي فرضت على القنوات الدينية وتحجيم سقف الحرية أمامها، في مقابل السماح لما سماها بقنوات "الهلس" بأن تستمر دون أي قيود.

أضاف، أثناء مشاركته في الندوة التي عقدتها لجنة الحريات بنقابة الصحفيين مساء الخميس، حول إغلاق الفضائيات بعنوان "الإغلاق والتحجيم"، أن إغلاق القنوات في الوقت الحالي يتزامن مع اقتراب الانتخابات البرلمانية والرئاسية، مشيرا إلى أن أصحاب القنوات الدينية سيقومون ببث قنوات جديدة إذا لم يتم فتح القنوات الحالية، وخير دليل على ذلك بث قناة "الروضة" بدلا من "الرحمة".

وأكد حجازي أن النظام وضع خطوطا حمراء أمام كل قناة دينية تسعى لمعاودة البث مرة ثانية، حيث وقع أصحاب تلك القنوات إقرارات تضمن وضع خط أحمر حول كل ما يتعلق بالمسيحيين في مصر والشيعة، مضيفا أن المفاجأة الأكبر هي وضع الشيعة بمنأى عن أي تناول إعلامي، مُرجعا سبب ذلك إلى محاولة التقرب من إيران نكاية في الولايات المتحدة التي تسعى لمراقبة الانتخابات.

المد الشيعي

كان الداعية الدكتور يوسف القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، حذر مرارا من اتساع ما أسماه "الغزو الشيعي" للبلاد السنية، وهاجم السياسة الايرانية فى المنطقة المعتمدة على الترويج للمذهب، ووصف الشيعة بأنهم "مبتدعون"، وقال "إن خطرهم يكمن فى محاولتهم غزو المجتمع السنى وهم مهيئون لذلك بما لديم من ثروات بالمليارات وكوادر مدربة على التبشير بالمنهج الشيعى فى البلاد السنية".

وانتقد القرضاوي ما أسماه "تسارع الخطوات الإيرانية لتصدير ثورتها لبلدان المنطقة"، مطالبا بالتصدي لهذا الخطر، مشددا على رفضه التام لقيام إيران بمساعٍ، لنشر المذهب الشيعي، داعيا إلى ضرورة الوقوف أمام هذا التوجه بشكل قوي، وإدراك مخاطره الشديدة.

وخاطب القادة الإيرانيين، قائلا: "نحن أهل السنة والجماعة، نؤمن بأننا على الحق، ونرى أن مذهبنا على الحق، ومع هذا لا نرغب في نشر مذهبنا في أوساط الشيعة، ولا نرغب في أن نتحول شيعة بحسب ما تسعى إليه إيران".

وأضاف: "أيدنا الثورة الإيرانية ضد الجبروت والاستبداد، غير أننا صدمنا عندما كشفت الثورة عن وجهها الطائفي ومساعيها للتمدد خارج الأراضي الإيرانية، والعمل على تشييع السُّنة في البلدان المجاورة، وعلى إيران الكف عن هذه المخططات إذا كانت تنشد علاقات طبيعية مع الدول العربية".

وأضاف ، إن المجتمع السنى ليست لديه حصانة ثقافية ضد الغزو الشيعي، فنحن العلماء لم نحصن السنة ضد الغزو المذهبى الشيعى لأننا دائماً نعمل القول أبعد عن الفتنة لنوحد المسلمين وتركنا علماء السنة خاوين.

وأسف القرضاوى لأنه وجد "مؤخرا مصريين شيعة، فقد حاول الشيعة قبل ذلك عشرات السنوات أن يكسبوا مصرياً واحدً ولم ينجحوا، من عهد صلاح الدين الأيوبى حتى اليوم".

وكان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد أتهم طهران بالمسئولية عن تأجيج الفتنة الطائفية في الدول العربية، داعيًا السنة والشيعة للكف عن محاولات تحويل أتباع أحد المذهبين إلى المذهب الآخر. وحمل الاتحاد إيران مسؤولية النزاع الطائفي وحث كل مذهب على احترام مواقع نفوذ الطائفة الأخرى.

من جانبه، حذر الدكتور محمد رأفت عثمان، عضو مجمع البحوث الإسلامية، من مخاطر "المد الشيعي" في مصر، قائلاً: توجد علامات ودلالات كثيرة تؤكد وجود "مد شيعي" في مصر، فنجد العديد من الأشخاص الذين يجاهرون بتشيعهم وهذا الأمر لم يكن معهوداً قبل سنوات قليلة، مما يدل علي وجود نشاط ملحوظ للشيعة في مصر.

تساؤلات وانتقادات






وكان قرار إغلاق إدارة القمر الصناعي "نايل سات" مؤخرا لعدد من القنوات الفضائية الإسلامية وإنذار البعض الآخر قد أثار موجة من التساؤلات والانتقادات خصوصا مع بقاء عدد من القنوات الطائفية والخلاعية مستمرة في البث.

وأكد وزير الإعلام المصري أنس الفقي في بيان صحافي عشية القرار، أن الإجراءات التصويبية التي اتخذتها "نايل سات" هي إجراءات تستهدف الحفاظ على القيم. مشددا على أنها جاءت بعد مراجعة للتثبت من خروج المادة الإعلامية التي تبثها هذه القنوات على الأخلاق والأديان والأعراف، كما أنه "ليس من المنطق أن تبقى الدولة مكتوفة الأيدي. فكان من الطبيعي أن تقوم الدولة بالمسؤوليات المنوطة بها، وليس أقل من أن تغلق الدولة وسائل بثها أمام هؤلاء المتربحين المتاجرين بآلام الشعب وأمراضه".

والقنوات التي تم إغلاقها: هي "صفا"، و"آيات"، و"الأثر"، و"أهل البيت"، و"مرح"، و"ريحانة"، و"الرقية"، و"عالم حواء"، و"سترايك"، و"مرح تي في"، و"لايف تي في"، و"إيميل تي في".

وأنذرت "نايل سات" عشرين قناة أخرى هي "الغدير" و"صدى الإسلام" و"بداية" و"الفجر" و"المجد" و"صِلة" و"الصوفية" و"الأنوار" و"القيثارة" و"مواهب" و"جوردون ميد" و"صمد" و"مرسال" و"سهم تي في" و"الحقيقة" و"الإمارة" و"غنوة" و"الذهبية" و"حواء" و"هاي تي في".

وعلى صعيد الوسط الإعلامي، اعتبر البعض هذه الإغلاق استكمالا لسياسة تكميم الأفواه، مشيرين إلى أن أسباب الغلق غير مقنعة، وتتعارض مع الأعراف والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان.

وكانت إدارة "نايل سات"، أوقفت قبل هذا القرار 4 قنوات تابعة لشركة "البراهين"، هي: "الحافظ"، و"الناس"، و"الصحة والجمال"، و"خليجية"، إلى جانب قناة "نسائم الرحمة".

من جانبه، قال الشيخ أحمد البغدادي، نائب رئيس مجلس إدارة قناة "الفجر" التي تلقت إنذارا بالإغلاق لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، إن "الإنذار الذي تم إرساله إلى القنوات العشرين يعد إجراء طبيعيا من جانب الشركة لتوضيح مسائل معينة تخص متابعة المضمون المقدم، حيث تنص بنود العقد على عدم نشر آراء دينية متطرفة أو تناهض التسامح بين أطياف الأمة، أو أن تعدو البرامج إلى التشدد الطائفي، والبعد عن السحر وأمور الشعوذة، إلى جانب الابتعاد عن الفتاوى التي تثير الفتن".

واضاف: "مسار قناة "الفجر" واضح منذ بداية بثها على قمر "نايل سات"، فنحن نهتم بمحتوى تلاوات القرآن الكريم والقراءات المختلفة، أي إننا بعيدين عن أي تطرف أو تشدد، وسياساتنا واضحة للجميع. لذلك، فإن توجيه إنذار لا يسيء إلينا مطلقا، بل هو إنذار في محله وطبيعي بعد أن لجأت بعض القنوات إلى تقديم مواد مسيئة بالفعل، وهو ما كنا لا نأمل في وجوده".

صحيفة سبق الإلكترونية : جيل جديد من المسلمات الأوروبيات يبحثن عن الحياة الروحية والمعاني العليا


جيل جديد من المسلمات الأوروبيات يبحثن عن الحياة الروحية والمعاني العليا
"ديلي ميل": البريطانيات وجدن في الإسلام الحياة الروحية وقيم الأسرة
أيمن حسن – سبق : عقب إعلان الإذاعية والصحافية لورين بوث، شقيقة شيري زوجة رئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير، أنها قررت الالتزام بتغطية رأسها بعدما اعتنقت الإسلام في إيران قبل نحو ستة أسابيع، طرحت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية سؤالاً: لماذا يعتنق المزيد من الإعلاميات البريطانيات الإسلام؟ مشيرة إلى إحصائية تقول: إن عدد البريطانيات اللاتي يعتنقن الإسلام قد يكون ضعف عدد الرجال.

ونقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن المتخصص في دراسة دوافع معتنقي الإسلام المحاضر في جامعة "سوانزي" كيفن برايس، أن هؤلاء النساء جزء من تيار كامل يتحول إلى الإسلام، ويشرح ذلك قائلاً: "هؤلاء الإعلاميات يبحثن عن الحياة الروحية والمعاني العليا، لكنهن لسن مثل النساء اللاتي يعتنقن الإسلام لإرضاء أزواجهن المسلمين.

ويقول التقرير: إن امرأة مثل كريستيان باكر، 43 عاماً، مذيعة تليفزيون "إم تي في" التي كانت تعيش حياة غربية متحررة، فجأة أعطت ظهرها لكل هذا واعتنقت الإسلام، وتقول باكر: إن ما دفعها إلى الإسلام هو الهروب من مجتمع تسمح فيه الحرية بفعل كل شيء بلا قيد، وأضافت: "نحن الغرب نتعرض لضغوط لأسباب تافهة، كنوع الملابس التي يتعين أن نرتديها، ولكن في الإسلام نتطلع في كل شيء إلى هدف أسمى وهو إرضاء الله، فالإسلام منظومة متكاملة من القيم، مختلفة تماماً عما نعيشه".
وتقول باكر: "كان بداخلي فراغ كبير، وحينما اعتنقت الإسلام جعل لحياتي معنى وهدفاً"، وهو ما كشفته في كتابها "من MTV إلى مكة" الذي شرحت فيه رحلتها الروحية.

وانضمت إلى ركب معتنقات الإسلام مذيعة البرامج الموسيقية لين علي، 31 عاماً، التي اعترفت بأنها كأي امرأة غربية عاشت حياتها وسط الأندية الليلية والحفلات الساهرة، حتى تعرفت على زميل مسلم في الجامعة "زاهد"، وتقول علي: "إن أخت زاهد بدأت تحدثني عن الإسلام، وفجأة أحسست أنني بدأت أفهم كل ما كان يحدث من حولي، بدا أن لكل شيء معنى، وأن هناك شيئاً خفياً ظللت أبحث عنه طوال حياتي، ولم أجده في الحياة الغربية الصاخبة، لكنني وجدته حين عرفت الإسلام"، وتذكر لين علي ليلة دخلت فيها الملهى الليلي بعد إسلامها بأيام وشاهدت كيف كانت حياتها في السابق، في تلك اللحظة قررت ألا تعود لتلك الحياة مطلقاً، وارتدت الحجاب الذي لم تتخل عنه منذ إسلامها وهي في الـ 19 من عمرها.

ويقول التقرير: إن الإحصائيات تؤكد أن اعتناق الإسلام ليس حدثاً طارئاً، لكنه تطور مهم يحدث في أوروبا، فالإسلام في النهاية هو أسرع الأديان نمواً، واعتناق الغربيين له جزء مهم من هذا التطور، ويقول برايس: "تشير الإحصائيات إلى أن عدد البريطانيات المعتنقات للإسلام يبلغ ضعف عدد البريطانيين"، ويضيف: "إن هؤلاء البريطانيات يملن إلى إظهار ديانتهن، بينما لا تفضل ذلك المسلمات من أبوين مسلمين، ونتيجة هذا كانت النساء اللائي اعتنقن الإسلام، أكثر تعرضاً للتمييز ضدهن، فباكر طردت من عملها كمذيعة في إم تي في، بعد اعتناقها الإسلام، وأثيرت ضدها حملات تصف المسلمين بالإرهابيين، والآن تعمل مذيعة في تليفزيون إن بي سي".

ويضيف التقرير أن بعض البريطانيات يرين في الإسلام احتفالاً بقيم الأسرة التي اندثرت، تقول هيفاء جواد المحاضرة بجامعة "برمنجهام" والمتخصصة في دراسة دوافع معتنقي الإسلام: "إن البعض يجذبه الانتماء لطائفة أو مجتمع يحمل قيماً تآكلت في الغرب"، ويقول برايس: "الكثير من الناس ومن كل الأطياف، يحن إلى قيم مثل: احترام كبار السن، والمرأة، وهي قيم يؤكدها القرآن الكريم وافتقدها الغرب".

ويقول التقرير: إن معلمة اليوجا الناشطة في مجال حقوق المرأة، كاميلا ليلاند، 32 عاماً، تفاجئ الجميع حين تعلن أنها اعتنقت الإسلام، لأنه يدافع عن حقوق المرأة، وتشرح ليلاند ذلك قائلة: "إن تعاليم القرآن الكريم تحث على المساواة بين المرأة والرجل، وهي قيم كانت ضد الزمان والمكان وقيم المجتمع الذي ظهر فيه الإسلام"، وتضيف ليلاند قائلة: "الخطأ الذي حدث هو أن الناس خلطت بين الإسلام وثقافات المجتمعات الإسلامية، التي لا تسمح بحرية المرأة، وفي الحقيقة أشعر أنني مقموعة من قبل المجتمع الغربي، الذي يطالبني أن أتصرف كالرجال، فأشرب الخمر وأمارس العلاقات الجنسية العابرة، بينما في الإسلام حينما تبدأ علاقة، فإن ذلك يكون بنية الالتزام بهذه العلاقة بالزواج".

والمعنى نفسه تؤكده باكر حين تفرق بين الإسلام وثقافات المجتمعات الإسلامية المختلطة بعادات هذه المجتمعات، تقول باكر: "أعرف بعض المسلمات اللاتي ثرن ضد مجتمعاتهن وأحياناً ضد إسلامهن، لكن المتأمل بعمق لما حدث يجد أنهن ثرن ضد الثقافة السائدة وليس ضد الدين"، وتضيف باكر موضحة: "لا يوجد في القرآن الكريم تعاليم تحض على زواج الفتاة داخل إطار العائلة أو القبيلة، أو رفض تعليم المرأة، كل هذا يدفع بعض المسلمات إلى إعادة اكتشاف دينهن بعيداً عن رؤية الجيل الماضي المختلطة بالعادات والتقاليد، وهذا ما أنوي أن أفعله لأكشف للعالم عن إسلام حقيقي".

وتعتقد كريستيان باكر أن هناك جيلاً جديداً من المسلمات الأوروبيات اللاتي يعشن الحياة الحديثة، ويتجمعن ليقدمن للعالم الإسلام برؤية حقيقية لا تقهر المرأة.

الأحد، 17 أكتوبر 2010

Kamran Pasha: Digging Up Muslim Graves

Kamran Pasha: Digging Up Muslim Graves

Kamran Pasha.Hollywood filmmaker, author of "Shadow of the Swords" and "Mother of the Believers"
Posted: September 27, 2010 04:54 PM BIO Become a Fan Get Email Alerts Bloggers' Index .



Digging Up Muslim Graves
I buried my father a few days ago in a Muslim cemetery outside of Phoenix, Arizona. He passed away unexpectedly in his sleep in the last few days of Ramadan. My mother, sisters and I were devastated. My father was a gentle man who never raised his voice much less his hand against anyone, and lived his life according to one essential truth - Islam is about loving your neighbor.

And so when I read about the townsfolk of Sidney, New York trying to force their Muslim neighbors to dig up their local cemetery, I knew I had to say something.

A local Sufi group in Sidney received permission from the town to bury Muslim dead on their private property in 2005. This tiny cemetery has stood for years without incident. But with the recent onslaught of Islamophobia gripping the country, local politicians have decided to ride the wave of bigotry. Town supervisor Bob McCarthy has led a movement to get the Muslims to dig up their "unauthorized" cemetery. When asked what law prohibited the Muslims from having a burial site on their own land, his response was: "I don't know what the exact law is."

In fact, there is no law in New York prohibiting grave sites on private property. So the town leaders have gotten their attorneys to parse through law books to find something they could use to unearth the Muslim graves. The closest they have come is an obscure regulation that prohibits cemeteries on mortgaged land. The Muslim group is now trying to either subdivide their property to exclude the graves, or pay off their remaining mortgage (under $200,000) to prevent their loved ones from being torn from their final resting places.

Among those calling for the removal of the Muslim cemetery are "Tea Party" supporters who have suggested that the Muslim group is a "for profit" venture and should be denied First Amendment religious protection. Property rights don't seem to matter much to these alleged champions of liberty when Muslims are involved.

The hatred evident in this small-town drama is so clear and shocking that it truly gives me pause as to where the people of this great country are going. I have been saddened by the rising anti-Muslim mania in the past few months because this isn't the America I grew up in, nor the one the Founders fought and died for.

It is not the country my father immigrated to in 1976 - exactly two hundred years after the American Revolution. An America that he loved because it provided him economic opportunities and freedoms that he couldn't find in his native country of Pakistan. An America that didn't care what his religion or ethnicity was and gave him the chance to follow his dreams. An America that allowed his son to rise from poverty to become a successful Hollywood filmmaker and novelist.

As my fellow Americans turn more and more away from their principles and embrace the passions of a xenophobic mob, I question whether that country is gone forever. Whether "government of the people, by the people, for the people" has failed Lincoln's hopes and has indeed perished from the Earth.

This cemetery incident is just the latest in the "summer of hate" that reached its zenith with the shrill cries against the Park 51 Muslim community center in Manhattan. A center built by liberal Muslims to promote an Islam of peace and brotherhood became re-imagined in the delusional eyes of bigots as a "victory mosque" built by Muslim extremists in honor of Al-Qaeda.

What is fascinating and telling about both incidents is that those who have been targeted by the fear mongers are Sufi Muslims, mystics who celebrate God as the spirit of Love. The Sufis are the polar opposites of Al-Qaeda and its band of murderers, promoting a progressive Islam that embraces other religions warmly and seeks human reconciliation rather than conflict. Muslim fundamentalists have been attacking Sufis for centuries, as their brand of progressive Islam outshines the ugly corruption of religion that the fundamentalists want to promote. And now the Muslim fundamentalists' war against Sufism has been joined by fanatics of other religions and communities.

Anyone who has read the beautiful Sufi poetry of Rumi (ironically, the best selling poet in America today) will find an Islam of humility, of compassion, of love for women and reverence for the divine feminine, of not just tolerance, but joyful embrace of other religions. It is an Islam of music, of smiling faces, of laughter and companionship, not a dour Islam of anger and cruelty. This is the true heart of Islam that allowed the religion to succeed and become a global civilization, despite the best efforts of fundamentalists to poison the faith with violence and stupidity.

This Islam of love, not the Islam of hate, is what is being rejected by people like the town leaders of Sidney and the opponents of Park 51. It is this very Islam that is the greatest threat, because it is like clear water. It reflects back the truth of those who look upon it. And the bigots only see their own ugliness mirrored back to them. In demanding that Muslims dig up their graves, the leaders of Sidney have only unearthed the graves of their own hearts and revealed all the rot and decay within their own souls.

For Muslims, respect for the graves of every community is central to our faith. Prophet Muhammad once was seated with his followers when he saw a Jewish funeral procession pass by. The Prophet immediately stood up out of respect. His followers were startled - the dead man was a Jew, and there were political tensions between the Muslim and Jewish communities of Arabia at the time. But the Prophet simply turned to them and said: "Was he not a human being?" Indeed, today the ancient Jewish cemetery of Medina remains intact and preserved, despite the harsh fundamentalism of the current Saudi government and its discriminatory practices toward non-Muslims.

But respect for graves is not just a Muslim value. It is a universal human belief that how we treat the dead reveals the character of our community. When an ancient Muslim graveyard was demolished in Jerusalem to build the ironically named "Museum of Tolerance," Jews and Christians joined with their Muslim neighbors to protest this lack of respect for the dead.

As I have learned in recent days, death is an unveiling. Truths are revealed at the end that were hidden at the beginning. And how we choose to close the door on the past defines what awaits us in the future.

When my father passed away, I was asked to perform a central Muslim burial ritual. I bathed his body with my hands before we lowered him into the earth. It was one of the most intimate and powerful experiences of my life. As I cleaned his corpse with loving attention, I remembered all the times that he would bathe me with such love when I was a child. It was a final act of love, of farewell, that I will carry with me to my own grave.

America now has a choice as to which path will define its character. If we retain our sense of honor and common decency, we will continue to be the men and women that George Washington, Thomas Jefferson and Benjamin Franklin would have embraced.

But if we choose hatred for both the living and the dead, then I can only say this. In digging up the graves of our neighbors, we dig one for our own civilization.

Kamran Pasha is a Hollywood filmmaker and the author of Shadow of the Swords, a novel on Crusades (Simon & Schuster; June 2010). For more information please visit: http://www.kamranpasha.com

Follow Kamran Pasha on Twitter: www.twitter.com/kamranpasha

الجمعة، 15 أكتوبر 2010

تركيا.. وثائق عسكرية سرية لدى شبكة الدعارة [ أخبار العالم

تركيا.. وثائق عسكرية سرية لدى شبكة الدعارة
رئاسة الأركان التركية تؤكد على أن الوثائق المضبوطة من أسرار الدولة
14.10.2010 09:29
أخبار العالم

أعدت رئاسة الأركان التركية تقريرها بشأن الوثائق العسكرية السرية التي تم ضبطها لدى شبكة الدعارة التي تم القبض عليها في حملات أمنية متزامنة، وأسفرت عن القبض على 35 شخصا.

وكانت الحملات الأمنية التي داهمت أوكار الدعارة قد عثرت إلى ملفات فيديو "لأوضاع فاضحة" لشخصيات عسكرية وبيرقراطية وأمنية عليا في تركيا، كانت الشبكة قد صورتها لاستخدامها في ابتزاز هذه الشخصيات ، كما عثرت على ملفات مسجلة على أقراص مدمجة مشفرة. وتمكنت شعبة مكافحة الجريمة المنظمة في اسطنبول من فك شفرات الاسطوانات، وتبين أنها تحتوى على وثائق عسكرية مكتوبة ومصورة، ومعلومات عن التنظيمات الإرهابية وأنشطتها في تركيا، وحملت هذه الملفات عبارة "سري للغاية".

وقامت مديرية الأمن برفع هذه الوثائق بعد فك شفرتها إلى رئاسة الأركان العامة للبت في سرية هذه الوثائق، وورد تقرير الأركان العامة يفيد بأن هذه الوثائق سرية للغاية وتعد من بين أسرار الدولة.

شيخ الأزهـر يجـيب عـلى أسئلة آتية مـن بلد الفتنتين لبنان - أجرى الحوار في القاهرة جهاد الزين

شيخ الأزهـر يجـيب عـلى أسئلة آتية مـن بلد الفتنتين لبنان - أجرى الحوار في القاهرة جهاد الزين
النهار الجمعة 15 تشرين الأول 2010 - السنة 78 - العدد 24193
• درسنا وثيـقــة السينـودس و"حــرية الضمـيــر" قــررها الإســلام
• اعتبــارات الأزهـــر مختــلفة عن التزامــات الســلطة السيــاسية
• نحــن نصــلي وراء الشيعــة فــلا يــوجــد عنــدهم قـــرآن آخـــر
• سأذهب الى العراق - وبالاخص النجف - بعد تشكيل الحكومة العراقية
• لن أصافح مسؤولاً إسرائيلياً طالما لم تعد الحقوق المسلوبة للفلسطينيين
• النقاب لا يوجد عليه نص في القرآن أما الحجاب فنصه موجود
• دراسة التراث لا تُكَوِّن المتشددين الإسلاميين بل عدم دراسته
• انا من القلائل الذين اتيح لهم حسن الحظ لأتعلم في الأزهر وسوء الحظ لأعلّم بالازهر
استقبل شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب يوم الاحد المنصرم الزميل جهاد الزين في مكتبه في مشيخة الأزهر في القاهرة. هنا النص الكامل لأجوبة الدكتور الطيب على أسئلة الزين. مع الاشارة الى انها المقابلة الاولى لشيخ الأزهر الجديد مع الصحافة اللبنانية.
• سأبدأ فضيلة الإمام من النقطة التي لفتت انتباهي في عدد من المقابلات التي جرت معك في "قناة دريم" و"الاهرام" و"الشرق الاوسط"، وأسعدني جداً فيها تركيزك على مستوى التعليم في "الأزهر". وأنت عبر هذا الموضوع لمست مباشرة قضية خطيرة تتجاوز المستوى التعليمي في العلوم الدينية في "الأزهر" والحواضر الدينية الاخرى. أنت يا صاحب الفضيلة تطرح مسألة تردي مستوى التعليم في الجامعات العربية الرسمية أو الوطنية كلها. فأين أصبحت مستويات التعليم في جامعة القاهرة التي كان رائدها أحمد لطفي السيد أو الجامعة السورية التي ترأسها الدكتور قسطنطين زريق والجامعة اللبنانية التي أطلقها الدكتور فؤاد أفرام البستاني والدكتور أحمد مكي والدكتور حسن مشرفيه وقلة غيرهم من الرواد؟ ألا تعتقد، وأنا أعتذر عن الإطالة في السؤال، انك عملياً تطرح الموضوع نفسه: تردي مستويات التعليم العربية في الجامعات الوطنية؟
- أولاً نرحب بسيادتك وسعدنا وشرفنا بسيادتك في مشيخة الأزهر صحافياً كبيراً ومخضرماً ولامعاً، وكثيراً ما نقرأ لك في الصحف ورغم امتناعي عن اللقاءات الصحافية في الفترة الاخيرة الا انني رحبت بالالتقاء بسيادتك.
ثانياً هذا اللقاء للحوار والحديث في بعض القضايا المطروحة على الساحة العربية، وهي ساحة ملبدة بغيوم كثيرة ومصابة بانهيارات وتشققات عديدة.
أما السؤال عن التعليم في الأزهر ربما أنا من القلائل الذين اتيح لهم حسن الحظ بأن أتعلم في الأزهر وكذلك سوء الحظ بأن أُعلّم بالأزهر.
المرحلة الاولى التي طلبنا فيها العلم كانت عام 1956 وهو تاريخ التحاقي بالأزهر وكان عمري وقتها عشر سنوات ونصف السنة بعد أن مررنا في التعليم بمرحلة ما يسمى بالكتاب، وحفظنا القرآن حفظاً جيداً وتعلمنا فيه قواعد الاملاء وقواعد الحساب الاربع الجمع والضرب والقسمة والطرح والأوليات والمعارف الاخرى، ودخلنا بعد ذلك الأزهر الذي كان وقتها تتكون مراحله التعليمية من الابتدائية 4 سنوات والثانوية 5 سنوات ثم مرحلة الجامعة قبل أن تتغير الامور بعد ذلك عام 1963م، فنزل التخفيض على سنوات الدراسة الثانوي (4 سنوات) ثم بعد ذلك الاعدادي (3 سنوات) والثانوي (3 سنوات) ليوازي التعليم العام. في ذلك الوقت كنا ندرس كتب التراث القديم مباشرة فكان يقرر علينا في اللغة العربية كتب قديمة بها المتون والحواشي ولك ان تتخيل ذلك، طالب ليس في جعبته إلا القرآن الكريم، ويتعرض لدراسة أمهات الكتب مباشرة. لكن حفظ القرآن الكريم وتلاوته وقدسيته في نفوسنا أضاء لنا هذه العلوم التي كان من المستحيل أن يفهمها طالب في هذه السن (10 سنوات)، وكذلك الامور في كتب النحو ثم درسنا الفقه المالكي.
• هل اخترت التخصص في الفقه المالكي بحكم اختيارك أم بحكم انتمائك الى المذهب المالكي؟
- التخصص في الفقه المالكي كان بحكم انتمائي الى أبي وجدي، ولدينا مكتبة في البيت بها جميع الكتب، فوالدي رفض ان أدرس المذهب الحنفي وأصر على ذلك حتى لا تختلف الفتوى بيننا بعد أن أكبر وحتى لا أفتي برأي وهو يفتي بآخر، فكان هناك حرص على وحدة الكلمة ووحدة الفتوى ووحدة الناس، وأذكر انه كان من المقرر علينا في الصف الرابع الابتدائي كتاب "شذور الذهب" والآن هذا الكتاب ينصح به كمرجع لطلاب كلية الآداب في أقسام اللغة العربية لطلاب الدراسات العليا والماجستير.
بعد ذلك انتقلنا الى المرحلة الثانوية وكان نظام الأزهر في ذلك الوقت ان تدرس في المرحلة الابتدائية أوائل العلوم وأوائل النصوص ثم بعد ذلك في المرحلة الثانوية ندرس المواد نفسها، ولكن بتعمق أكثر وبعد هذا يزداد التعمق في المرحلة الجامعية، وكنا نسمي الطالب في المرحلة الاولى بالشاي أو المبتدئ.
• هذه التعديلات الاخيرة جاءت بعد القانون المسمى "اصلاح الأزهر" عام 1960؟
- هذه التعديلات جاءت بعد القانون الجديد وجعلت الاعتماد على مذكرات تكتب بدلاً من النصوص القديمة، والحقيقة في هذا الموضوع أن العقلية الأزهرية في المقام الاول عقلية تراثية وما زلت أقول ان العلوم القديمة مكتوبة بنمط غير متكرر واستشهد بأصدقائي الفرنسيين الذين يدرسون في معهد الآباء الدومينيكان ويقومون بتحضير الماجستير والدكتوراه في علومنا مثل البلاغة، كنت أسألهم هل عندكم في تراثكم اذا أردتم أن ترجعوا الى اللغة الفرنسية في نحوها وصرفها هل ستجدون الشرح والمتون والتعاليق؟ وعرضت لهم كتب ابن سينا وما فيه من شروح.
• هل أنت تتكلم عن أسلوب لغوي أو عن عقلية تراثية؟ فلا أتخيل مؤسسة دينية كبيرة لا تكون عقليتها الاساسية تراثية بحكم التكوين؟
- لا أتحدث عن لغة بل عن نمط التأليف ومنهج التعلم في هذه الكتب وهذه الكتب لها مناهج يجب مراعاة التدرج فيها. التخصص له كتب والنهائيات لها كتب. هذه الامور ليست متوافرة الآن وهذا هو السبب الاساسي في تدهور التعليم. في الأزهر نحن نكاد نسابق الزمن للعودة لهذا النظام الذي تربينا عليه أو نفعل المستحيل لأننا درسنا على هذا النظام البلاغة ثلاث مرات مبسطة بأسلوب قديم ثم من كتب متوسطة ثم كتب متقدمة.
• اذاً يعتبر الإخلال بالمنهج التراثي للعلماء المسلمين هو مصدر الخلل؟
- الموضوع معقد. التراث أولاً يضمن لك الوسطية ويضمن لك تقبل الآخر. الذي لا يدرس التراث هو الذي يضيق عقله عن تقبل الآخر، لذلك عندما نقول بعودة تدريس كتب التراث يقولون هل ستعودون بنا الى العلوم التي تُكوِّن المتشددين! المسألة بالعكس تماماً: عدم التمتع بتنوع الآراء والنظريات والافكار وهذه خاصية التراث الاسلامي، وعندنا في التراث الاسلامي (اختلافهم رحمة) فالاختلاف موجود منذ عهد الصحابة وجميعهم على صواب. إذاً التراث كتراث للمسلمين داخلياً متنوع نجد فيه الرأي والرأي الآخر والثالث والرابع والا ما معنى المذاهب الاربعة مختلفة ومتعايشة في الاسلام، بل ان فقهاء المذاهب الواحد يختلفون ومع ذلك يتعايشون هذا بالنسبة للفقه وكذلك النحو: البصريون والكوفيون.
حينما ندرس في كتب التراث، فإننا أمام قال فلان وقال فلان ثم يأتي الترجيح، اذاً العقلية الاسلامية عقلية نقدية منذ البداية تنتظر الرأي والرأي الآخر، والفكرة والفكرة الأخرى وتفند النظرية وتنتقد، هذا هو عمل التراث في داخل العقلية الاسلامية، فالتراث يهيئنا عندما نتعامل مع غير المسلم على قبول الاختلاف. فالقرآن الكريم يوضح ان الاختلاف سنّة كونية، فالاختلاف في اللغة (اختلاف ألسنتكم وألوانكم) والاختلاف في الجنس والعقيدة (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً) فالقرآن يقرر حقيقة الاختلاف (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولا يزالون مختلفين) فالاختلاف مقصد من مقاصد الخلق ودائماً نرى هذا ومتوقع ان هناك من يخالفنا في الدين ويختلف معي وانه موجود الى يوم القيامة. لذلك عندما ننظر للعولمة أو نحاول عولمة الثقافة أو عولمة الدين أو كما يقولون كثلكة العالم، فنحن لا ننكرها فقط بل نعتقد انها خرافة بنص القرآن الكريم، لأن الاختلاف في الدين سيظل لآخر لحظة في عمر الكون. في نص القرآن هذا الاختلاف دائماً موجود وايماني بأن الذي يخالفني موجود معي، جعل العلاقة بيني وبينه كما قررها القرآن هي التعارف - والعلاقات الدولية في القرآن الكريم قائمة على التعارف. اذاً التراث هو الضامن لعقلية الوسطية والحوار والرأي والرأي الآخر.
• كما عبَّرت فضيلتك بهذا المعنى فإن التعمق في التراث الاسلامي ضمانة للاستيعاب العميق لهذا التراث، ديناً وحضارة. لكن هناك سبب آخر لمعضلة تخلف التعليم الديني عند المسلمين وربما تخلف المسلمين هو نقص معرفة الآخر. سأعطي مثلاً كمراقب دون تطفل خارج اختصاصي. إذ أعرف بحكم المنشأ والتجربة معاً بيئات متعددة دينية لبنانية وعربية. أعرف عدداً من القساوسة والآباء الكاثوليك والارثوذكس والبروتستانت من دول عربية مختلفة متخصصين في الفكر الاسلامي، ناهيك عن رجال الدين المسيحيين الغربيين والمستشرقين عموماً، ولكني أكاد لا أعرف رجل دين واحداً من المسلمين، سنة وشيعة متخصصاً في اللاهوت المسيحي أو متخصصاً في التراث الديني اليهودي. ألا تعتقد ان هذه ظاهرة مقلقة وخطيرة وأنت نفسك سمعتك في إحدى المقابلات تتحدث عن ضرورة تطوير مستوى رجل الدين أو عالم الدين المسلم كأحد مشاريعك الاساسية في "الأزهر"؟
- ملاحظة صحيحة الى حد كبير، ولكن لا يعني هذا ان علماء المسلمين القدامى، حتى علماء الأزهر من جيلي انقطعوا تماماً ولا يعرفون شيئاً في هذه المقارنات بين الاديان أو علم مقارنة الاديان في اللغة الاوروبية. العلماء القدامى لهم عطاء مكتوب في هذا المجال في علوم الاديان المقارنة ونحن المسلمين أول من أنشأ علم الاديان المقارن في تراثنا. هذا موجود لدينا وبشكل معمق وفيه سبق تاريخي وسبق منهجي وفيه سبق رؤية، وربما السبب في اننا لسنا متخصصين في علوم اللاهوت في أوروبا سواء كانت مثلاً مقارنة الاديان اليهودية أو المسيحية انه ربما كثير منا يستنيم الى ما صدر أو ما كتب في هذه الاديان في التراث الاسلامي، وأنا معك في أن هذا خطأ. وأنا شخصياً تنبهت الى هذا وكنت أقول دائماً ان الذي يريد ان يكتب في المسيحية الآن يجب ان يذهب الى الغرب ويتتلمذ على أيدي اساتذة وعلماء من الغرب ثم يكتب ما يراه بعد ان يسمع ويرى. من اجل ذلك نحن حرصنا على ان ننشىء في اصول الدين والكليات الشرعية منذ كنت رئيسا للجامعة على مدى سبع سنوات قسما خاصا يعد صفوة من الطلاب اعداداً لغويا متميزا في الانكليزية وتعاقدنا مع المجلس الثقافي البريطاني والحمد لله اول ثلاثة طلاب سافروا هذا الصيف وحرصنا على ارسال ثمانية آخرين في الصيف المقبل نصفهم تم ابتعاثه ليتخصص في المسيحية والآخر في اليهودية ليرجع لنا عالما باليهودية والمسيحية من خلال الكتب والمصادر والمراجع بالمنهج اليهودي الغربي او المنهج المسيحي الغربي.
فقد وجدنا كل من يكتب في الفترة الأخيرة عن المسيحية يستند الى ما كتبه الشيخ ابو زهرة او الدكتور علي عبد الواحد وافي من المعاصرين او الامام الغزالي والشهرستاني من السلف. هناك رؤى جديدة لا نعلمها، ظهر نقد جديد للكتب المقدسة واصبح علماً واصبح له علماؤه والمتخصصون فيه، نحن نريد ان ننفتح على هذا وفي الجيل السابق كان الشيخ ابو زهرة يكتب جيدا في المسيحية والدكتور عبد الحليم محمود شيخنا رحمه الله كان يدرّس لنا مقارنة اديان في كلية اصول الدين وكان لديه نص باللغة الفرنسية يقرأ منه ويملي علينا وفي النهاية ترجم النص وكان عن المسيحية وشيخنا رحمه الله كان لا يعتبر نفسه متخصصا ولكن المتخصصين الحقيقيين سيكونون من بين الطلاب الذين يدرسون حاليا في جامعات الغرب.
• علمت ان "الجامعة الكاثوليكية" في باريس تدرّس رجال دين مسلمين وتخرّج بهذا المعنى ائمة مسلمين؟
- سأقول لسيادتك ان الذي يغري المستشرقين او الآباء بالكنيسة هو عمق تراثنا وهم يعتبرونه تراثاً انسانياً عالمياً وهذا ما اصابهم بشغف التخصص وخصصوا اعمارهم كاملة لهذا التراث سواء آمنوا بخلفياته ام لا، لكن يؤمنون بأن هذا التراث تراث عالمي ويجب ان يحافظ عليه وان يدرس لدرجة اننا للأسف نجد كثيرا من الباحثين المسلمين اذا ارادوا ان يكتبوا في موضوع اسلامي قد يولوا وجوههم شطر كتابات غربية ثم يترجمونها حتى يفهموا ماذا يقال في كثير من موارد ابحاثنا الاسلامية اضافة الى اننا كعلماء مسلمين لا نجد البعد الروحي او العمق الفلسفي الموجود في العقائد الاسلامية والتراث الاسلامي على الجانب الآخر بمعنى قد لا يكون الجانب الآخر جذاباً او مغرياً وكل ذلك حصيلة مناقشات مع كثير من المستشرقين في باريس من اليهود والكاثوليك، لكن لا اعني بالتراث الاقتصار عليه فقط بل لا بد من الحداثة ايضا فقد درست في اصول الدين علم النفس والاجتماع والفلسفة الحديثة اضافة الى التراث.
• هل تربط اذاً بين مستوى التعليم في الازهر وبين ازمة التعليم في جامعاتنا العربية؟
- نعم استطيع ان اقول هذا لأن ابنائي وابناء العائلة يدرسون في مختلف الجامعات الاخرى وانا دائم الحديث والحوار معهم واقيم المنهج الذي وراء هذا التشتت في التفكير او التبعثر. المشكلة الآن في نمط التفكير نفسه. فالطالب الآن او الذي يتخرج من الجامعة غير قادر على التفكير المنطقي، غير قادر على استنباط النتائج من القضايا وهذه مشكلة اخرى بل مشكلة اعمق. فقد اصبح العقل العربي في الشباب عقلا يحتاج الى تنظيم التفكير فكلامه يسبق تفكيره والمشكلة جاءت بسبب الاعلام، فما يربي العقل العربي الآن ليس التعليم او الجامعات على ضعفها فالجامعات على ضعفها لا تجد لها اثرا او بصمات لا في تكوين شخصية الشباب ولا في تكوين عقليته ايضا، انما الشباب الآن مرهون بدوائر اخرى تلح على ذهنه ليل نهار وللأسف نحن في واد وتاريخنا في واد واعلامنا في واد آخر.
والنتيجة اننا لم نعد عربا بثقافة عربية ولا مسلمين بثقافة اسلامية لذلك تتخطفنا بعض الافكار التافهة وتلبس معظمها عمامة الاسلام عن جهل وغرض وهذا معناه ان الساحة لا يوجد بها تأصيل على الاطلاق فلم نصبح اوروبيين كما يريدون. خسرنا على كل الجبهات فلا استطيع ان اقول من انا. الفرنسي مثلا يستطيع ان يقول من انا ضمن دائرة الاتحاد الاوروبي.
لا يوجد تعليم دقيق وحتى من يتولى مهمة التعليم قد لا يكون بينه وبين التعليم صلة قوية او هو قادر على ادارة العملية التعليمية وهذا خلق نوعا من الضياع على اكثر من مستوى وتستطيع ان تقارن بين الكتب التي كان تدرس للطلاب في سنة 1935 من القرن الماضي او حتى في الخمسينات وبين الكتب التي تدرس للطلاب الآن – اول من امس قرأت في مجلة (الكتاب) التي كانت تصدر عام 1947 مقالا لناظر مدرسة ثانوي كتب مقالا عن (السلام بين الفارابي وروسو وكانت) في حوالى 6 صفحات لا يكتبه متخصص في علوم السياسة الآن وما كتبه وكيل النيابة في محاكمة طه حسين قطعة ادبية رائعة توضح مدى ما كان عليه التعليم من عمق ورصانة.
• انا اصلي وراء فضيلتك وفي هذا المجال تحديدا. لكن الاعلام العربي على تخلفه وحتى احيانا على فساده هو جزء من حالة اكبر سياسية واجتماعية واقتصادية. وهذا ما يدفعني الى طرح موضوع آخر متصل يتعلق بالنخبة المصرية ودورها المتراجع. صحيح كما يقال ان الدولة في مصر كانت قائدة للتأثير المصري في الخارج في العصور الحديثة من محمد علي الى عبد الناصر لكن لم يكن هناك يوما دور للدولة بدون ان يكون مترافقا ومتوازيا مع دور المثقف والاستاذ والباحث والرحالة ورجل الدين والصحافي المصري في المحيط العربي والاسلامي. هؤلاء كانوا الطليعة المصرية حتى لو كان بعضهم معارضا للدولة. الآن يغيب امثال هؤلاء الرياديين رغم الازمات الوجودية التي يتعرض لها العالم العربي. الا تعتقد فضيلتك ان المشكلة تتعلق بتراجع بنيوي عربي وتحديدا مصري ولا تنحصر بالاعلام؟
- اعلم ان سيادتك من رواد الاعلام وحينما انتقد الاعلام انا لا انتقد اشخاصا وانما انقد فترة ونمطا اعلاميا سائدا – وما حدث في مصر حدث في العالم العربي.
السؤال الذي اطرحه على سيادتك اين النخب؟ حتى وان دللتني على النخب التي تتحدث عنها، على سبيل المثال طه حسين الذي كان يضرب به المثل في التطوير وهو جدير بذلك، ونقد التراث لكنه لم يسىء الى التراث لأنه درس التراث ويعرفه ولم يشترط في نهضته ان تكون هناك قطيعة مع التراث او قطيعة مع الماضي. لكن اليوم النخب التي تتحدث عنها تبدأ من القطيعة مع التراث، هذه الهاوية وقبل ان تتحرك تهوي فيها. والمشكلة ان هذه الشعوب لها تاريخ وحضارة، هذه الارض لها حضارة وتاريخ طويل جدا في احترام الدين واحترام النبوة واحترام الوحي، عندما تستنبت فيها نباتا لا يحترم هذا، بالضرورة ان يموت هذا النبات قبل ان ينمو على وجه الارض.
ان الحقيقة، دون الرجوع لنظرية التآمر هي الغرب بحربته اسرائيل وراء كل ذلك، لدينا الآن اسلاميون ينظرون بعين واحدة الى الماضي، او مثقفون، او تنويريون بعين واحدة الى الامام لكن الرؤية الحقيقية التي تبني على الماضي غائبة، يوم ان يوجد من النخب من يتحرك من هذا المنطلق ويسند ظهره الى الماضي ويتطلع الى الامام يستطيع ان يبني وان يقود وان يتقدم.
الحقيقة ان الحروب التي توالت في فترة عمري هذا (1948 – 1956 – 1967 – 1973) 4 حروب شاهدتها في حياتي وكانت كل واحدة منها ترجع بك 50 عاما الى الوراء في الثقافة والاقتصاد، المسألة كما قلت هي ان الغرب اراد بالشرق شرا وحينما خرج من بلادنا لم يتركنا وشأننا، لا تقل ان هذه نظرية المؤامرة ان اعرف ان الغرب جرب الحروب تماما وذاق مرارتها ودفع ثمنها غالياً وهو حريص على الا تحدث بينهم حرب لا في اوروبا ولا في اميركا من القرن الماضي. هذا يلزمه ان تكون الحروب في اماكن بعيدة ولا تغلق مصانع الاسلحة. هذا هو الاشكال، انا لا الوم القادة فقط بل الوم المفكرين والعلماء واساتذة الجامعات. ذكرت اننا غير مواكبين للتقدم العلمي لمَ لا يلام اساتذة كليات الهندسة والطب والزراعة هل وجدت نقدا يوجه الى هذا الفريق المنوط به التقدم العلمي مثل ما نجد نقدا يومياً ويملأ الصحف للاسلام والمهتمين بالاديان؟ هذه هي المشكلة، المشكلة ليست في الاسلام الآن ولا الاسلام عنده مشكلة، المشكلة في التخلف العلمي ومواجهة التخلف العلمي ليست مطلوبة مني كفقيه بل مطلوبة من علماء الطب والهندسة والزراعة.
• فكرة عالم الدين الطبيب او عالم الدين المهندس وهذا جذوره في التراث، هل تراودك في مشاريعك الاصلاحية في الازهر؟
- والله لا تراودني كثيرا فقد عشت التجديد منذ عام 1963 والذي طرأ جديدا هو ان يتخرج الطبيب الازهري الذي يحمل رسالة الازهر والدعوة الى الاسلام ضمن مهنته لكن التجربة ليست كاملة انما استفدنا والحمد لله في ان نخرج في كلية الطب بالجامعة (الازهر) من يحمل بصمات التراث الاسلامي، ووجدنا فرقاً بين الطبيب الازهري والطبيب الذي يتخرج من الجامعات الأخرى في المجتمع. فالطبيب الازهري له رسالة وهذه الرسالة تنشر رسالة الوسطية والخوف من الحرام، لا نجد طبيباً ازهرياً يتاجر بأرواح الناس او يسرق الاعضاء أو تستقطبه التيارات الاخرى على الجانب الفكري والعقلي فهو محصن لكن الآن نعد أنفسنا بأن يكون هناك داعية متمكن من التراث ومتمكن من العلوم الحديثة وان يكون هناك طبيب مسلم ممتاز يطور مجال الطب ولا مانع أن يدرس بعض العلوم الاسلامية اذا أراد أن يزاول الدعوة.
• في الحوار المهم الدائر حول العلمانية أو فصل الدين عن الدولة ويتناول دولاً مثل تركيا وفرنسا والولايات المتحدة الاميركية، بما فيه الفارق بين النموذجين الفرنسي والاميركي. في هذا الحوار والذي تجدد مؤخراً مع القانون الفرنسي بحظر الحجاب الكامل... ربما تحتل مصر موقعاً قوياً بحكم كونها تجمع بين تقاليد الليبرالية الاجتماعية والمحافظة الاجتماعية في الوقت نفسه. فحرية ارتداء الحجاب في مصر مثل حرية عدم ارتداء الحجاب.
سؤالي هو هنا: رغم معرفتي بموقفك من عدم التدخل في شؤون الدول الاخرى ألا تعتقد ان اعتراض بل نقد علماء الدين الايرانيين وعلماء الدين السعوديين للقانون الفرنسي هذا الاعتراض لديه نقطة ضعف اساسية هي انه في السعودية وإيران مقابل تقليد ارتداء الحجاب ليست هناك حرية عدم ارتداء الحجاب لمن تريد نزعه وبالتالي في ايران والسعودية لا يستطيعون ان ينتقدوا فرنسا على الفرض الذي يمارسونه هم ايضاً في اتجاه واحد انما معاكس؟
- خلع الحجاب مخالفة لنصوص اسلامية ومعروف ان الاسلام ليس علاقة بين العبد وربه فقط فلا استطيع أن أقول حينما الزم المرأة بإرتداء الحجاب انني أصادر على حقها، هنا أخالف شعيرة من شعائر الاسلام الموجودة، لكن هل المشكلة تصل الى حد الوجوب وحد الفرض، الاجابة على هذا السؤال تتعلق بالفقه أمام مسألة الحجاب، هل خلع الحجاب مخالفة عادية أم كبيرة من الكبائر نعتبره مثل شرب الخمر والزنا؟ اذا كانت كبيرة فيجب عليّ أن أفرضه واذا كانت مخالفة عادية فهو أمر مثل الغيبة اعتبره معصية ولا يحتاج الامر الى تدخل. كل ما علينا كعلماء أن ننكر هذا وننصح بإرتداء الحجاب وننكر على المرأة المسلمة ان تخلع حجابها فقط دون فرض أو تدخل، لأن هذا لم يحدث على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فلم يحدث ان ضرب النبي امرأة كشفت عن رأسها. النقاب لا يوجد نص عليه في القرآن، أما الحجاب موجود. ومن هنا نرى ان خلعه معصية.
• آتيك، مولانا، من بلد الفتنتين لبنان. الفتنة القديمة المسيحية المسلمة والفتنة الجديدة السنية الشيعية. وهذا كثير جداً على بلد صغير مثل لبنان. تصور سيدي ان هذا اللبنان يحمل دفعة واحدة مشكلة الفتنة المسلمة المسيحية التي عادت تطل برأسها في مصر وجاء بيانك المشترك مع غبطة البابا شنودة حاسماً ضدها، ومشكلة الفتنة السنية الشيعية التي انطلقت من العراق. مصر أم الثمانين مليونا، والعراق أبو الثلاثين مليون نسمة. فكيف للبنان ذي الأربعة ملايين نسمة والرقعة الجغرافية الصغيرة ان يحمل على أكتافه ما تحمله مصر والعراق معاً.
في أوائل الصيف الماضي قال لي في النجف المرجع الشيعي الاعلى السيد علي السيستاني انه ليس قلقاً على العلاقات بين السنة والشيعة داخل العراق لو ترك الأمر للطائفتين ولكنه قلق من استمرار التوتر الايراني السعودي على المستوى الاقليمي في التأثير على تفاقم الفتنة الشيعية السنية بما يجعل السيطرة على مجرى الامور أصعب.
ما هو تعليقكم؟
- هذا الموضوع لا يحتاج لتفكير كثير أو تنظير أو متابعة لأن النذر واضحة هناك قلق يأتينا من خارج المنطقة ودعني أتحدث عن مجالي هنا فقط مثلاً حينما تجد في هذه الآونة الأخيرة بعض الشباب الذين يحاولون الدعوة للمذهب الشيعي (في مصر) ظاهرة جديدة لم تحدث من قبل بل الأمر يهولك عندما نجد بعض الشباب ينتقد السيدة عائشة أو الصحابة هذا يجعلني أقول ان فتنة يخطط لها ويراد لها ان تنبعث في بلاد أهل الاسلام. طبعاً حينما أرى ظاهرة كهذه فانني انكرها ودون الاتهام لأي دولة لأننا نحتاج الى وحدة الأمة الاسلامية لكل دولها وهذا شيء مهم وضروري ونحتاجه وبدونه لا نستطيع ان نرفع رؤوسنا في يوم من الأيام. أبحث عن المستفيد مما يحدث الآن. بعض البلدان الاسلامية، وبعض المتشددين يتحملون جزءاً من المسؤولية حول هذه الفتنة. حينما تكون هناك فضائيات تحكم بكفر الشيعة هذا شيء مرفوض وغير مقبول ولا نجد له مبرراً لا من كتاب ولا سنة ولا اسلام، نحن نصلي وراء الشيعة فلا يوجد عند الشيعة قرآن آخر كما تطلق الشائعات والا ما ترك المستشرقون هذا الأمر فهذا بالنسبة لهم صيد ثمين ولي بحث في هذا المجال وجميع مفسري أهل السنة من الطبري وحتى الآن لم يقل منهم أحد ان الشيعة لديهم قرآن آخر.
• هل هناك أخطر من موضوع "عصمة الأئمة" كخلاف عقائدي بين السنة والشيعة؟
- لا يوجد خلاف بين السني والشيعي يخرجه من الاسلام انما هي عملية استغلال السياسة لهذه الخلافات كما حدث بين المذاهب الفقهية (الأربعة) كل الفروق بيننا وبينهم هي مسألة الإمامة. فعندنا في السنة الامامة بالاختيار والرسول صلى الله عليه وسلم ترك للمسلمين اختيار ائمتهم وخلفائهم وهم يقولون ان النبي صلى الله عليه وسلم اوصى للامام علي (كرم الله وجهه) فلو اعتقدت ان سيدنا علي اولى بالخلافة ليست هناك مشكلة ولو اعتقدت ان الأمة اختارت سيدنا أبا بكر وهو أولى لا توجد مشكلة لكن المشكلة في التوظيف وهناك مشاكل عن عامتهم من سب لأبي بكر والبخاري والمشكلة هي في التوظيف المغرض للاختلاف لضرب وحدة الأمة.
• هل ستزور النجف؟
- اذا ذهبت للعراق سأزور النجف. الازهر واجبه الأول وحدة الأمة الاسلامية وكذلك تجميع المسلمين على رؤية واحدة مع اختلاف الاجتهاد ومستعد لزيارة أي مكان اجمع فيه المسلمين مع بعضهم والنجف بصفة خاصة.
وأتمنى ان تكون زيارتي بعد حسم مسألة الحكومة لأن ذلك من الأمور التي تؤذينا. قلت للوفد العراقي الذي زارني مؤخراً (وفد مشترك من الأوقاف السنية والاوقاف الشيعية) سآتيكم وأنا أب للسنة والشيعة بشرط ألا تفسر زيارتي لصالح طرف على آخر.
• قرأت ترجمتك عن الفرنسية لكتاب "الولاية والنبوة عن الشيخ الاكبر محي الدين ابن عربي" للباحث علي شوركفيتش. قرأته من الغلاف الى الغلاف بما فيه مقدمتك لما ترجمته. لقد استفدت كثيراً من هذا الكتاب لا سيما في الافق الذي يكشفه من حيث أهمية محاولات فتح المنظومة العقائدية عند السنة عبر "الولي" (كما فعل الشيعة عبر "الامام" وكما فعل المسيحيون عبر "الرسل" ثم "القديسين" ثم "الشهداء") وهذا ما استدعى حسب الكتاب هجوم الشيخ ابن تيمية العنيف على المتصوف الشيخ ابن عربي.
ما الذي أملى عليك هذه الترجمة؟
- المقصود هو انصاف الشيخ ابن عربي وتجلية البعد الفكري والفلسفي والروحي في كتاباته، والدعوة الى النظر في هذه الكتابات بعقل مفتوح وان تؤخذ في اجمالهاوكلياتها دون انتقاء او نظرة جزئية تبعدنا عن الفهم العميق والنقد الموضوعي بغير تحامل.
هذا ايضاً من الامور المحزنة، فالمؤلف الغربي تفرغ لدراسة اعمال ابن عربي لمدة خمسين عاماً بينما لدينا علماء يهاجمون ابن عربي دون قراءة كتاب واحد من كتبه ودون قراءة اسهل هذه الكتب وهو كتاب الفتوحات المكية، وكان من المفروض ان يكتب الباحث الغربي عن ابن عربي استناداً الى كتبنا نحن، ولكن المسألة قد قلبت فنحن ندرس ما يكتبه الغربيون.
• يصادف الآن على رأس الكنيسة الكاثوليكية بابا آت من عالم الأكاديميا وعلى رأس "مشيخة الازهر" رجل مثقف مثلك آت من العالم الأكاديمي. أظن هذه فرصة لحوار مهم لأن المثقفين يمكن لو جازفوا ان يحدثوا فرقاً مثيراً على المستوى الفكري؟
- ليس لدينا مانع في الحوار – كما قلت لحضرتك – الوحدة الوطنية في الداخل هدفنا وكذلك الوحدة العربية والاسلامية ثم السلام العالمي وهذه رسالة القرآن والرسول عليه الصلاة والسلام أرسل للعالمين رحمة وسلاماً حتى لغير المؤمن به ونحن نرث هذا الميراث النبوي الشريف ونعمل على حمله والالتزام به.
• الوثيقة التي أعدها الفاتيكان باشراف البابا بينيديكتوس حول كنائس الشرق الأوسط، ويجتمع حالياً اساقفة الشرق الاوسط لمناقشتها، هذه الوثيقة قالت في احدى فقراتها ان الشرق الأوسط أو ما تسميه الوثيقة "العالم العربي – التركي – الايراني" هذا العالم لا يعترف بـ"حرية الضمير" ويقصد بها حرية تغيير الدين. انه يعترف بحرية العبادة وليس "حرية الضمير" بما تعنيه من حرية تغيير الدين؟
- لقد درسنا هذه الوثيقة ونود بداية ان نقول اننا كمسلمين نحرص على بقاء المسيحيين في الشرق لأن بقاءهم وازدهارهم تعبير عن ثراء حضارة الشرق روحياً ومعنوياً وثقافياً ودليل على ان الاسلام دين التسامح والتعايش وقبول الآخر.
اما حرية العبادة فمكفولة و"حرية الضمير" يقررها الاسلام الذي يقول كتابه الكريم في محكم آياته "لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" ويقول سبحانه مخاطباً رسوله صلى الله عليه وسلم "ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين" ويقول سبحانه "فذكّر انما أنت مذكّر لست عليهم بمسيطر" واعتقد ان في هذه الآيات ابلغ رد على موقف الاسلام من حرية الضمير.
• قلت انك لا يمكن ان تصافح أي اسرائيلي رسمي طالما لم تعد اسرائيل الحقوق المشروعة للفلسطينيين، هل هذا يعبّر عن مساحتك الخاصة كشيخ للازهر أم عن تنسيق ما مع سياسة الدولة الرسمية التي لها اعتبارات مختلفة بمقتضى قواعد العلاقات الدولية؟
- الازهر الشريف جامع وجامعة، ومعبّر عن حكم الاسلام وعن ضمير المسلمين، وهو ليس سلطة سياسية وانما حامل رسالة ومكانة معنوية، ومن ثم فالاعتبارات التي تحكم الازهر الشريف ليست هي الاعتبارات التي تمليها الالتزامات الدولية على المسؤولين السياسيين، والازهر الشريف بحكم مسؤوليته الشرعية لا يستطيع الا ان يعبّر عن ضمير الجماهير الاسلامية تجاه العدوان الاسرائيلي الغاشم والاحتلال الآثم وتدنيس المقدسات، وحصار غزة الصامدة، وما يعانيه اخواننا من فلسطين في كل يوم، ومن هنا فإني أكرر موقفي بأنني لن أصافح مسؤولاً اسرائيلياً ما دامت الحقوق الشرعية للفلسطينيين مسلوبة، وهذا لا يعني موقفاً من اليهود كأصحاب ديانة نحترمها وكأهل كتاب، ويكفي ان تعرف ان رسالتي للدكتوراه كانت عن فيلسوف يهودي عاش في ظل حضارة الاسلام السمحة هو ابو البركات البغدادي.
-طه حسين لم يسئ الى التراث رغم نقده له، لأنه درس هذا التراث ولم يشترط أن تكون هناك قطيعة مع الماضي وما كتبه وكيل النيابة في محاكمة طه حسين قطعة أدبية رائعة توضح مدى ما كان عليه التعليم من عمق ورصانة
-وجود رجال دين مسيحيين متخصصين في الإسلام وعدم وجود رجال دين مسلمين متخصصين في المسيحية واليهودية هي ملاحظة صحيحة إلى حد كبير
الثلاثاء المقبل:
انطباعات داخل المشيخة
وفي الطريق اليها
جهاد الزين - القاهرة
.........................................................................................................................................................................................
جميع الحقوق محفوظة - © جريدة النهار 2010

الأربعاء، 13 أكتوبر 2010

جريدة الراية - أرضوغان باشا... والعثمانيون الجُدد

أرضوغان باشا... والعثمانيون الجُدد
بقلم/ د. سعد الدين إبراهيم -كاتب مصري :

في نزهة بحرية قرب شواطئ بحري إيجه والمتوسط، أقنعني صديقي المهندس المصري عصام عوني، وعالمة السياسة التركية نجلاء تشرجي، أن أكف عن الكتابة عن مصر، وأن أنقل للقراء العرب انطباعاتي عن تركيا في ظل حكومة حزب العدالة والتنمية، ذو المرجعية الإسلامية، والتي يرأسها الطيب أرضوغان، والذي أصبح البعض في تركيا يلقبونه بالباشا!
وكانت الأخبار، قبل هذه النزهة بأيام، قد نوّهت بمُعدل التنمية الاقتصادية في تركيا، وهو 9% سنوياً، ما يضعها في المركز الأول أوروبياً، وشرق أوسطياً، وفي مصاف الاقتصاديين الأسرع نمواً في العالم، وهما الصين والهند. وكان هذا الإنجاز في ظل حكومة حزب العدالة والتنمية، هو الرد الحاسم على استمرار الغرب لرفض عضوية تركيا في "الاتحاد الأوروبي". ورغم الأسباب الوجيهة التي ذكرها الاتحاد لقرار الرفض، فإن رئيس الوزراء التركي كان أكثر صراحة في التعليق على القرار، "بأن الاتحاد حريص على أن يظل نادياً خاصاً للبُلدان ذات الأغلبية المسيحية"!
ولكن الطيب أرضوغان لم يكتف بالرد اللفظي، ولكنه اندفع بالسياسة الخارجية التركية شرقاً، نحو جمهوريات آسيا الوسطى، وجنوباً نحو إيران والعالم العربي. أكثر من ذلك، بدأ هو وحزبه حديثاً عن أمجاد الإمبراطورية العثمانية، حيث كانت نموذجاً مُبكراً "للعولمة" (Globalization). وضاعف من هذه النزعة لإحياء الأمجاد العثمانية، المواقف الأخيرة التي اتخذتها حكومة أرضوغان نحو القضية الفلسطينية وإسرائيل، وخاصة منذ واقعة "أسطول الحُرية" لفك الحصار عن غزة، وهو ما جعل رجب الطيب أرضوغان، الزعيم الأكثر شعبية، طبقاً لأخر استفتاءات الرأي العام العربي.
ومن طرائف الأمور أن هذه التطورات على الساحة السياسية، تزامنت مع الشعبية المتزايدة للدراما التليفزيونية التركية. وتمتلئ شوارع استانبول هذه الأيام بالسُياح المصريين والعرب. وحينما سألت بعضهم عن سر هذا الإقبال على زيارة تركيا. كانت معظم الإجابات تدور حول الإحساس بالألفة الثقافية، وتشابه الكوزين (المطبع والأطعمة) التركية. كما جاء بعضهم لرؤية الفيلا التي تم فيها تصوير مسلسل "نور" على شواطئ البسفور، والذي حوّلته وزارة السياحة التركية إلى أحد المزارات السياحية، أسوة بالقصور والمساجد والقلاع العثمانية الشهيرة!
ولكن مآثر حزب العدالة والتنمية، في ظل الطيب أرضوغان، تجاوزت التنمية الاقتصادية المُبهرة، إلى التخفيف التدريجي من الأيديولوجية الكمالية، التي كانت قد تطرقت واشتطت في علمانيتها (1920-1946). فقد أعادت للدين الإسلامي (99% من السكان) الاعتبار. وضمن ذلك حُرية اختيار الزي للنساء. وكلما كشّرت المؤسسة الكمالية ـ التي تتكون من القوات المُسلحة والمحكمة العُليا وجامعة استانبول والبيروقراطية ـ عن أنيابها، اعتراضاً على سياسة معينة، كان أرضوغان يطرح الأمر على الشعب التركي، في استفتاء عام. وكان يحظى بتأييد الأغلبية في كل مرة، وهو ما جعل المؤسسة الكمالية تكظم غيظها، وتقبل الأمر في النهاية.
كذلك نجح أرضوغان بحزب العدالة والتنمية في التعامل مع مشكلتي الأرمن والأكراد، بالاعتراف بحقوقهم الثقافية، والحوار مع زعمائهم على ترتيبات للحكم الذاتي، في إطار فيدرالي، وهو ما خفف من حدة المواجهات المُسلحة مع بعضهم، والتي بدأت واستمرت منذ ثلاثين عاماً.
"والعثمانية الجديدة"، كما ينسجها حزب العدالة والتنمية، تنطوي على قدر كبير من "الأبوية" و"الأخوية"، وتكاد تخلو تماماً من التعالي أو "الغطرسة التركية"، والتي دأبت الأفلام المصرية القديمة (أبيض وأسود) على تصويرها والسخرية منها!
ويعتمد الطيب أرضوغان وحزب العدالة والتنمية على قاعدة شعبية في أرياف الأناضول، وعلى طبقة جديدة من التجار في المدن الصغيرة والمتوسطة، والتي أصبحت تسمى "بالرأسمالية الخضراء"، والتي أصبح نصيبها من حجم الاقتصاد التركي في تزايد مستمر. وأصبح لها بنوكها وشركاتها الاستثمارية، جنباً إلى جنب مع أقرانها من المؤسسات الوطنية والعالمية.
ومن الطبيعي أن تشعر المؤسسة الكمالية (الجيش والقضاء والجامعة والخدمة المدنية) بالتهديد. فقد اتضح لها في السنوات العشر الأخيرة، أن سُلطتها التي كرّستها خلال ثمانين عاماً (1920-2000) بدأت تتآكل تدريجياً، وبشكل سلمي، من خلال صندوق الانتخابات. والشاهد أن ذلك أو شيئاً مُشابهاً له قد حدث في المغرب والكويت في عالمنا العربي، خلال نفس السنوات العشر. كما أن نفس الشيء كان قد حدث منذ عشرين عاماً في إندونيسيا، وماليزيا، وبنجلاديش. ولكن استمرار المُمارسة الديمقراطية، والتمسك بقواعدها، أدى إلى إخراج الإسلاميين من السُلطة، وأيضاً بشكل سلمي.
وفي حديث مع عدد من أصدقائي القدامى من المثقفين العلمانيين الأتراك، أدهشني بعضهم حينما تحسروا على نضالهم القديم ضد الدكتاتورية العسكرية، التي حكمت تركيا في الثمانينات ثم مرة أخرى في التسعينات من القرن الماضي، حيث إن الذي استفاد من عودة الحكم المدني الديمقراطي هي الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية ـ مثل حزب "الفضيلة" وحزب "العدالة"، وأخيراً حزب "العدالة والتنمية". وكلما كان يفوز أحد هذه الأحزاب، كان "الكماليون" يذهبون إلى المحكمة العُليا التركية، ويستصدرون حُكما بعدم شرعية الحزب، وبرنامجه الانتخابي، أو قياداته. ومع ذلك فإن الإسلاميين الأتراك كانوا يُحنون رؤوسهم للعاصفة، ثم يعودون تحت اسم جديد، أو برنامج جديد.
إن هذه المُثابرة، بلا مَلَل ولا كلَل من الإسلاميين الأتراك خلال الأربعين سنة الأخيرة، جديرة بالتأمل والمُقارنة مع الإخوان المسلمين في مصر. فهناك أوجه شبه وإعجاب مُتبادل بين الطرفين.
بل إن الإسلاميين الأتراك لم يبدؤون مسيرتهم نحو السُلطة إلا في ستينات القرن الماضي ـ أي بعد الإخوان المسلمين في مصر (1928) بحوالي أربعين عاماً. ومع ذلك أثمرت مسيرتهم إلى حينه، أكثر مما أثمرت جماعة الإخوان. ربما كان ذلك لأن المجتمع التركي عموماً أكثر "حداثة" و "تطوراً" من المجتمع المصري، بُحكم قربه من أوروبا وبفضل التراكم التنموي الذي بدأ مع ثورة مصطفى كمال أتاتورك (1920-1946)، بينما تشتّتت هذه المسيرة، سواء بعد ثورة 1919 "الليبرالية"، أو بعد ثورة 1952 الناصرية ـ الاشتراكية.
وربما كان النجاح الأوفر للإسلاميين الأتراك هو بسبب مرونتهم وقدرتهم على التكيف مع المتغيرات الداخلية (في تركيا) والخارجية (وخاصة في الغرب). من ذلك أنهم لم يهتموا كثيراً بالشعارات، ولم يصرّوا أبداً على إقحام لغة الخطاب الإسلامي. بل يكاد يكون العكس هو الصحيح مع أرضوغان وحزب العدالة والتنمية. فهما دائماً ينفيان أن الحزب "ديني" أو "إسلامي". وبذلك لا فقط بدّد مخاوف الطبقة الوسطى والنساء في الداخل، ولكن أيضاً مخاوف كثير من الأوساط في الخارج الأوروبي ـ الأمريكي.. ولم يتدخل الحزب، لا قبل ولا بعد المجيء للسُلطة، في أسلوب الحياة الشخصية للأتراك، نساء أو رجالاً. فمن اختارت من النساء ارتداء غطاء الرأس أو الحجاب، كان لهن ذلك، ولكنه لم يؤثر على وجود وانتشار كل صور الترفيه الأخرى، بما فيها ما يُعتبر "مجوناً". فإلى جانب "الآذان" الموحد الذي تصدح به كل مآذن تركيا خمسة مرات يومياً، هناك نوادي الموسيقى الغربية الصاخبة والملاهي الليلية للرقص الشرقي. إن هذا التعايش السلمي بين أساليب حياة متنوعة هو أحد مباهج تركيا في الوقت الراهن.
والله أعلم

semibrahim@gmail.com

الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010

‭BBC Arabic‬ - ‮الشرق الأوسط‬ - ‮مسؤول كاثوليكي رفيع ينتقد صعود الاسلام السياسي في الشرق الاوسط ‬

‭BBC Arabic‬ - ‮الشرق الأوسط‬ - ‮مسؤول كاثوليكي رفيع ينتقد صعود الاسلام السياسي في الشرق الاوسط ‬

مسؤول كاثوليكي رفيع ينتقد صعود الاسلام السياسي في الشرق الاوسط


انتقد مسؤول كاثوليكي رفيع في افتتاح مؤتمر للاساقفة الكاثوليك (سينودس الشرق الاوسط) صعود الاسلام السياسي في الشرق الأوسط وتصاعد التيارات المتطرفة في المنطقة.

وقال الانبا انطونيوس نجيب بطريرك الاسكندرية للاقباط الكاثوليك ومقرر العام لسينودس الشرق الاوسط: "منذ عام 1970 ونحن نشهد صعودا للاسلام السياسي في المنطقة يضم كثيرا من التيارات الدينية المختلفة وهو ما أثر على المسيحيين وخصوصا في العالم العربي".

واضاف : "هذه الظاهرة تسعى لفرض نمط المعيشة الاسلامي على جميع المواطنين وتستخدم في بعض الاحيان أساليب عنيفة ومن ثم أصبحت خطرا ينبغي أن نتصدى له معا".

واوضح الأنبا انطونيوس أن "النزاع الاسرائيلي الفلسطيني وحرب العراق والاوضاع السياسية والاقتصادية وتصاعد الاصولية المسلمة وفرض قيود على الحريات والمساواة" كلها عوامل تساهم في زيادة هجرة المسيحيين. داعيا " المسؤولين السياسيين الى ترسيخ السلام والديموقراطية والتنمية لايجاد مناخ من الثقة والاستقرار". في مواجهة هذه الظواهر الضارة.


حض الانبا انطونيوس نجيب المسيحيين على "عدم الانطواء على الذات كأقلية"

واشار المقرر العام لسينودس الشرق الأوسط إلى شروط العيش "الصعبة جدا والتي لا تحتمل احيانا" للمسيحيين المقيمين في الاراضي الفلسطينية، مؤكدا على تضامن المجمع مع الشعب الفلسطيني الذي وصف ظروفه القاسية بأنها تشجع على التطرف والاصولية.

وندد في هذا الصدد بـ "العنف من اينما اتى" داعيا إلى "حل عادل ودائم للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني".

و حض البطريرك المسيحيين على "عدم الانطواء على الذات كاقلية"، واصفا موقف المسيحيين العرب بأنه "حساس للغاية".

وتتواصل أعمال مؤتمر الاساقفة الكاثوليك في الشرق الاوسط (السينودس) الذي افتتح الاثنين في الفاتيكان لمدة اسبوعين حتى 24 تشرين الاول/اكتوبر.

ويبحث المؤتمر في سبل حماية الاقليات المسيحية في المنطقة وتشجيع الوئام مع المسلمين.

كما سيبحث الاساقفة الذين يبلغ عددهم نحو 180 واغلبهم من الشرق الاوسط المشاكل التي تؤثر على المسيحيين مثل الصراع بين اسرائيل والفلسطينيين والوضع في العراق والتشدد الاسلامي والازمة الاقتصادية والانقسامات بين كنائس المنطقة.

وعلى الرغم من تباين أوضاع المسيحيين من بلد الى اخر في الشرق الاوسط الا أن ظاهرة الهجرة تمثل توجها عاما في المنطقة.

وكان المسيحيون يشكلون حوالي 20 في المئة من سكان المنطقة قبل قرن أما الان فهم نحو خمسة في المئة وفي تناقص مستمر.

ثقافة الهزيمة - مصرنا:مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير فى العالم العربى

ثقافة الهزيمة
...............................................................

بقلم : غريب المنسى
........................

فى خلال الثلاثين عاما الماضية تعرضت مصر الى حملة منظمة لنشر ثقافة الهزيمة - The Culture of Defeat - بين المصريين, فظهرت أمراض اجتماعية خطيرة عانى ومازال يعانى منها خمسة وتسعون بالمئة من هذا الشعب الكادح . فلقد تحولت مصر تدريجيا الى مجتمع الخمسة بالمئه وعدنا بخطى ثابته الى عصر ماقبل الثورة .. بل أسوء بكثير من مرحلة الاقطاع , ففى عهد الاقطاع كنا على الأقل نعرف أصل وفصل الباشا .. أما اليوم فطبقة الأغنياء الجدد تختلف تماما .. فهم مجموعة من البثورالاجتماعية التى لانعلم من أين أتت ؟ ولا بأى مظلة هبطت علينا ؟ مجموعة كوماندوز اجتماعى سلبوا ونهبوا واستحلوا جهد المجموع وسخروه لأغراضهم الانتهازية وشوهوا مصر بل وسيطروا على دائرة صنع القرار .. والخيار اذا جاز التعبير !!

وفلسفة ثقافة الهزيمة تعتمد على تدمير الوعى الفطرى والمكتسب لدى المواطن وتحطيم كرامته وتشويشه واقناعه بأنه لايساوى شيئا وعندما يصل اقتناع الانسان الداخلى بأنه صفرا مدمرا, يكون قد تدمر معه كل طاقات الابداع والتفكير التى ولد بها والتى هى منحة من الله سبحانه وتعالى تنموا وتزدهر فى ظروف متفائلة.. ولذلك نجد نسبة كبيرة من الشعب وبالذات الشباب الذى هو ثروة قومية قد أعلنت اليأس وأصيبت بالتبلد وكل ما يصاحب ذلك من سلبيات .. فلا أمل ولا يحزنون. وعندما تسود ثقافة الهزيمة يهبط معها الفن والابداع ويهبط معها مستوى دخل الفرد ويهبط معها الانتماء ويهبط معها البناء ويموت معها التفاؤل.. ويهبط معها تقريبا كل شىء يمس التقدم والرخاء الذى هو أساسى للبلد.

وظهرت فى حقبة ثقافة الهزيمة هذه عادات جديدة ومفاهيم جديدة ومعادلات جديدة وحياة جديدة ورموز جديدة على المجتمع وكل الدلائل تؤكد أن مصر تراجعت كثيرا جدا وهى التى كانت فى بداية جيدة فى فترة الستينيات .. فترة العلم والفن والابداع والحلم والأمل ...!!!!! وأعتقد أنه واجبا وطنيا علينا جميعا نحن الذين نجونا من هذه المجزرة الفكرية المدبرة أن نبدأ فى نقاش مشاكلنا الرئيسية بشىء من الترتيب والمنطق وأن نزرع الأمل فى هذا القطاع العريض من أبناء الوطن الذى فقد حب الحياة وحب الغد تحت وطأة تدمير الذات.


وعلى الرغم من انتصارنا فى حرب اكتوبر وتحريرنا لسيناء ومسح عار هزيمة يونيو67 والتى كان من المفروض أن تؤجج لدى المصريون ثقافة النصر وتجعلهم يبدأون طريق التعمير والبناء وحل مشاكلهم الداخلية والقفز على طريق التنمية الاقتصادية والبشرية والاجتماعية الا أن القيادة السياسية قد قررت نشر ثقافة الهزيمة بين المصريون وتحول الشعب المصرى لأول مرة فى التاريخ الحديث الى شعب مشوش تابع لايعرف بالضبط ماهو قادم , ليعيش حياة مليئة بالسلبية وأصبحت المعادلة هى : شعب سلبى يقابله حكومة سلبية ليصل مستوى انتاج الفرد الى اقل معدلاته منذ قيام الثورة وعلى الرغم من التحديات التى واجهتها.

ونحن وان كنا على ثقة كبيرة بأن الشعب المصرى لديه مخزون حضارى عظيم ولديه الطاقات البشرية المتعلمة والقادرة فى غضون سنوات قليلة على وضع مصر فى قائمة الدول الناهضة , فعلينا أن نعترف بأن هذا الشعب قد اصيب بدون أن يشعر بالسلبية والهزيمة , ولذلك لابد من نشر ثقافة النصر والتخلى عن ثقافة الهزيمة التى بثها فى ربوع البلاد أولئك اليائسون القانطون من حب الوطن والذين يريدون الاستثار بخيراته ومقدراته.

ستخرج مصر من المحن قوية عظيمة وسيكتب التاريخ أن هذا الشعب يسقط أرضا أحيانا ولكنه لن يموت .. هذا الشعب يرفض الهزيمة بكل صورها وأشكالها سواء كانت هزيمة عسكرية أو هزيمة نفسية .. وسيؤكد التاريخ أيضا أننا لن نموت طالما أن هناك قلوب صادقة مازلت متعلقة بحب هذا الوطن.

أتمنى أن تجذب مواضيع ثقافة الهزيمة آخرين للمشاركة بأرائهم الايجابية وبذلك نحس جميعا باننا مازلنا أحياء لاننا مازلنا نفكر.

وحفظ الله مصر..

ثقافة الهزيمة .... عودة

07/03/2010

مصرنا ©

الاثنين، 11 أكتوبر 2010

اليوم السابع | العلويون الأتراك يتظاهرون للمطالبة بإلغاء مادة الدين السنى من المنهج


كتب محرر دار الغربة :
نننشر هذا الخبر مع التحفظ عليه أولا لجهة أن هذه المجموعة لا تمثل أكثرية في صفوف العلويين الأتراك , وثانيا لأن قضية التعليم الديني ملتبسة كما هي مطروحة فثمة حرية في التعليم الديني لكن التعليم الرسمي له منهج موحد, ثالثا لجهة بيوت الجمع التي لا تعتبرها الدولة دور عبادة مقابل المساجد لكن الرئيس اردوغان وعد في 2009 اثناء كلمته بمناسبة عاشوراء حين شارك مع كبار المسؤولين الدينيين والرسميين في مراسمها أن تقدم الدولة مساعدات لهذه الدور.
والسؤال المهم الذي يثيره الخبر : ما هي علاقة الأتراك بالمحاكم الاوروبية وأين الاتحاد الأوروبي من هذا الحدث وماذا يريد هو أو غيره وكان الاتحاد قد أصدر العام الماضي ايضا قرارا يقضي بالزام الحكومة التركية الغاء خانة الديانة من الهوية:
ألا تندرج هذه الحركة كحلقة في مسلسل الفتن الذي يشهده العالم الإسلامي؟
 وما يزال البعض يسخر من فكرة المؤامرة ولا يستطيع فهم الترابط بين وجود أساس داخلي للفتنة وبين الإستخدام المؤامراتي لها .

العلويون الأتراك يتظاهرون للمطالبة بإلغاء مادة الدين السنى من المنهج

السبت، 9 أكتوبر 2010 - 18:02
العلويون الأتراك يتظاهرون للمطالبة بإلغاء مادة الدين السنى - صورة ارشيفية العلويون الأتراك يتظاهرون للمطالبة بإلغاء مادة الدين السنى - صورة ارشيفية
أنقرة (أ.ش.أ)

نظم اتحاد العلويين البكتاشيين بالتنسيق مع عدد من جمعيات العلويين فى تركيا مظاهرة بميدان سكاريا بوسط العاصمة أنقرة اليوم السبت، للمطالبة بإلغاء دروس التربية الدينية على المذهب السنى للطلبة العلويين فى المدارس وعدم جعلها مادة إجبارية.

وقال رئيس اتحاد العلويين البكتاشيين على بالكيز فى كلمة ألقاها خلال المظاهرة إن هناك ما يقرب من 0 مليون مواطن علوى فى تركيا يعيش أبناؤهم منذ أعوام طويلة تحت ظلم التعليم الإجبارى لمادة التربية الدينية الإجبارية للمذهب السنى.

وأضاف "أننا نطالب الحكومة بالإصغاء لمطالبنا مثل إصغائها للمطالبة برفع حظر الحجاب بالجامعات، مع العلم بأن هناك قرارا صدر من محكمة حقوق الإنسان الأوربية بشأن جعل مادة الدين مادة غير إجبارية بالنسبة للعلويين".

وتساءل بالكيز أين هى العدالة وحقوق الإنسان والحرية التى تتحدث عنها حكومة العدالة والتنمية، قائلا: إننا سنعتصم فى ميدان سكاريا لمدة 24 ساعة لكى نلفت نظر الحكومة لمطالب العلويين المضطهدين فى تركيا،على حد قوله.

وتقول الحكومة إن إلغاء مادة التربية الدينية الإجبارية يحتاج إلى تعديل الدستور، كما أن ذلك سيثير حساسيات كبيرة فى المجتمع.

ويطالب العلويون فى تركيا بعدم تدريس المذهب السنى لأبنائهم وبتقنين وضع دور العبادة الخاصة بهم، والمعروفة ببيوت الجمع أو "جم ايفى" لتكون فى وضع المساجد فيما تصر مؤسسة الشئون الدينية فى تركيا على رفض هذا المطلب لأن دور العبادة الوحيدة فى الإسلام هى المساجد، كما يطالبون بعدم إقامة مساجد فى القرى التى تكون بها تجمعات كبيرة لهم.

وبذلت حكومة العدالة والتنمية جهودا من أجل حل مشاكل العلويين وعقدت حوارا معهم خلال السنوات الثلاث الأخيرة من أجل التوصل إلى صيغة للحل لكن لم يتم اتخاذ خطوات تنفيذية حتى الآن، بسبب تشدد العلويين الذين يتخذون من قضيتهم وسيلة للمزايدة مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية فى تركيا دائما.

الظاهرة الشيعية

الظاهرة الشيعية

الظاهرة الشيعية


حيـدر سعيـد ربما لم تواجه الدولةُ العربية الحديثة ظاهرةَ التشيع بوصفها تحدياً استراتيجياً كبيراً مثلما حدث بعد سنة 2003.
وعلى الرغم من أن الهاجس الطائفي لم يغادر الدولَ العربية عبر تأريخها، يوحي الكمُّ المطرد من التوترات الطائفية التي حدثت في المنطقة منذ تلك السنة بأن هذه الدول كأنها تواجه المسألة الشيعية للمرة الأولى، . . كأنها تتعرف عليها للمرة الأولى.
ولعل من الأمور ذات الدلالة، هنا، كثرة ما كُتِب ونُشِر عن الشيعة والتشيع خلال هذه السنوات. أنا أعيش، وأتجول كثيراً، في عواصم المشرق العربي. كان من أكثر الأشياء التي تلفت الانتباه في هذه الحواضن الكلاسيكية للحلم القومي العربي هي كثرة الكتب عن الشيعة التي تملأ الأكشاك، إلى جانب كتب الجنس، والطبخ، وروايات الحب. لقد أصبحت الحاجة إلى معرفة الشيعة أمراً شعبياً. بدا لي كأن الناس يريدون أن يتعرفوا على الشيعة للمرة الأولى، كأنهم للمرة الأولى يسمعون بالشيعة، . . كأن القومية العربية تتعرف على الشيعة للمرة الأولى.

تدخل في هذا المواقف التي عبّرت عنها شخصيات عدة من قادة وسياسي المنطقة. وقد كان الأبرز في ذلك تحذير الملك عبد الله الثاني، عاهل الأردن، من خطورة ما سمّاه (مشروع هلال شيعي).

في كانون الأول من سنة 2004، حين أطلق الملك عبد الله تحذيره هذا، كنتُ أعمل في جريدة (المدى) في بغداد رئيساً لقسم الدراسات. حينذاك، اقترحتُ على الزملاء في قسم الأخبار الذين كانوا يحررون الخبر أن يصدّروه بعنوان فرعي صغير، هو "على ذمة عبد الله الثاني . .". أدرك أن هذه الإضافة قد لا تكون مهنية، فهي تتضمن موقفاً، ولكنها ـ خارج معايير المهنية الإعلامية ـ تتضمن تشكيكاً بإمكانية أن ينخرط شيعة المنطقة، بتنوعاتهم واختلافاتهم وتناقضاتهم، الإثنية والثقافية والإيديولوجية، في مشروع سياسي واحد.

لقد ظل العربُ بعيدين عن مثل هذا التمييز، على الرغم من أن الدوائر الأكاديمية والسياسية الغربية قدّمت تصورات ونتاجات مهمة في هذا المجال، بدءاً بكتاب إسحق نقاش (شيعة العراق)، الصادر سنة 1985، والذي حرص على أن يوضح اختلاف شيعة العراق عن إيران، وليس انتهاء بكتاب رند الرحيم وغراهام فولر (الشيعة العرب)، الصادر سنة 1999، والذي حاول أن يفكك فكرة أن الشيعة كتلة متجانسة، ودافع عن أن هناك تنوعات كثيرة داخل الكتلة الشيعية وتواريخ متباينة، تتيح اعتماد مقاربات وسياسات مختلفة مع الشيعة في كل بلد. وإذا كان هذا الكتاب ذا غايات سياسية على ما يبدو، نظراً للتأريخ ذي الحساسية العالية الذي صدر فيه، فإنه شخّص، بشكل منهجي، أن الثورة الإسلامية في إيران سنة 1979 هي التي رسمت للغرب صورة نمطية للشيعة في سائر أنحاء العالم بأنهم جماعة متجانسة، ذات حماس ديني، ونزعة مضادة للولايات المتحدة.

وفي العموم، كانت المواقف السياسية، التي على غرار موقف الملك عبد الله الثاني، تعبّر عن عدم معرفة بالشيعة، ولكنها ـ قبل ذلك ـ كانت تعبّر عن خوف عميق من الظاهرة الشيعية الصاعدة بعد 2003، خوف يشبه خوفَ الغرب بعد الثورة الإيرانية من الشيعة.

غير أن الظاهرة الشيعية، بالنسبة للبلدان العربية ولحواضن الحلم القومي العربي تحديداً، لم تبدأ مع الثورة الإيرانية، التي فُهمت بأنها لحظة من لحظات صعود الإسلام السياسي، وبأنها تتضمن نزعة قومية إيرانية. وفي هذا السياق، فُهمت الحربُ العراقية الإيرانية في الثمانينيات بأنها حرب إيرانية عربية، ولم تُفهَم بأنها حرب سنّية شيعية.

الظاهرة الشيعية تشكّلت ما بعد 2003، وشكّلتها ثلاثة عناصر رئيسة. الأول هو الطموح الإمبراطوري الإيراني للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط والخليج وآسيا الوسطى، ولا سيما بعد ما أثاره الملف النووي الإيراني، وانكسار المشروع الإصلاحي في إيران، واستعادة­ صيغة قاسية للخمينية. هذا الطموح لم يُثِر فقط مخاوفَ الدول العربية من صعود إيران، بشكل غير مسبوق، بوصفها قوة نووية، بل جعل من إيران خصماً كفئاً وندّاً للولايات المتحدة.

والعنصر الثاني هو (ظاهرة حزب الله)، أو بالأحرى، (ظاهرة حسن نصر الله)، أي الكارزما التي حازها وبناها زعيمُ حزب الله، بدءاً من تحرير جنوب لبنان سنة 2000، وصولاً إلى حرب تموز 2006، التي وصلت كارزما نصر الله فيها إلى الذروة، بشكل جعله في مصاف الكارزمات أشباه الآلهة التي تقدّسها المجتمعات العربية، وعلى غرار جمال عبد الناصر، وصدّام حسين. ظاهرة نصر الله، رئيس الحزب ورجل الدين الشيعي الذي سرق القدسية من رئيسي دولة عسكريين سنّيين، جعلت بعض المعلقين العرب يتحدثون عن إمكانية أن تشهد المنطقة (تشييعاً سياسياً)، وليس عقائدياً.

غير أن العنصر الأساسي والحاسم في تشكل الظاهرة الشيعية ما بعد 2003 هو التغيير السياسي الذي حصل في العراق، والذي أفضى إلى سيطرة النخبة السياسية الشيعية على مقاليد الحكم، لأول مرة، في واحدة من أهم وأكبر عواصم المشرق العربي.

وبالفعل، كان ما حدث في العراق انكساراً موجعاً لسيطرة السنّة على حكم العالم العربي. ومن جهة ثانية، أعطى تصدر الشيعة لحكم العراق دفقة قوية للشعور الشيعي في سائر أنحاء العالم، ولا سيما في المنطقة.

وبكلمة، لقد أصبح العراق، منذ 2003، النموذج السياسي الملهِم لشيعة المنطقة.

ولعل من الدلائل الرمزية العميقة على هذا التحول هو تحول شيعة المنطقة من تقليد مراجع قم إلى مراجع النجف. هذا التحول لا يكشف، فقط، إلى أية درجة أصبح العراقُ نموذجاً سياسياً ملهِماً، ولكنه يكشف ـ أيضاً ـ إلى أية درجة يمكن أن ينخرط شيعةُ المنطقة في تيار سياسي شيعي عروبي تقوده النخبةُ العراقية، وكيف يمكن لتجربة الحكم الشيعي في العراق أن تعيد رسم خريطة الأفكار السياسية الشيعية، من التحول من تقليد مراجع الولاية العامة للفقيه، إلى مراجع الولاية الخاصة، أو من مراجع ولاية الفقيه إلى مراجع ولاية الأمة، ويكشف ـ أيضاً ـ عن الديناميكيات التي يمكن أن تطلقها تجربةُ حكم مناقضة ومعارضة للتجربة الإيرانية.


* أكاديمي عراقي مقيم عمان

الوطن أون لاين ::: علي سعد الموسى ::: المنهج: حذفنا مثال"المجاهدين" ولكننا

الوطن أون لاين ::: علي سعد الموسى :::
المنهج: حذفنا مثال "المجاهدين" ولكننا...
خذ للمفارقة، أن جل أسماء المؤلفين والمشرفين الذين كانوا على غلاف مادة الرياضيات مطلع العقد الجاري هي ذاتها الأسماء المطبوعة على أغلفة ذات المنهج الجديد مطلع هذا العام الدراسي حتى بعيد هيلمان التطوير ومصطلح المشروع الوطني. أما لماذا نصطاد هذه الأسماء بالتحديد فلأنها، هي هي، أبطال القصة الشهيرة التي اضطرت وزارتنا في مطلع عام 2004 لحذف بعض الأمثلة في مادة الرياضيات ومنها المثال الشهير الذي سارت به الركبان في الفصل السابع من منهج الثاني الثانوي لذات المادة وهو يقول: اختر ثلاثة من بين الخمسة ـ المجاهدين ـ في أ، ب، ج، د، هـ، للقيام بعملية جريئة.... إلخ، كما هو بالبرهان المطبوع قبل الحذف وبعده. والمهم أننا انتصرنا بحذف فقرة تختار ثلاثة مجاهدين من بين خمسة ـ دوال ـ لتنفيذ عملية جريئة لا أعرف ما هي علاقتها بالرياضيات، ولكننا أيضاً لم نقم بالعملية الجريئة الموازية وهي حذف الأسماء حتى من المؤلف الجديد بعد ست سنوات. حذفنا مثال ـ المجاهدين ـ الذي اقتحم المنهج
ـ عرضاً ـ بلا هدف تربوي وتركنا أصحاب الفكرة الذين مازالوا يخترقون ـ بالطول ـ وهذه هي قمة التدليس على المجتمع.
أما لماذا نصر على الإصرار على الكتابة حول المناهج والمؤلفين فلأننا نريد للمجتمع أن يعرف ماذا في شارع الوزارات إذا أراد أن يعرف ماذا في شارع الوزير. نريد أولاً أن نقول لهؤلاء إن المجتمع لم يعد ساذجاً لتنطلي عليه هذه القصص المكشوفة. نريد ثانياً أن نتساءل عن ماهية التطوير الذي تتحدثون عنه إذا كانت الأسماء على الأغلفة هي ذاتها على الأغلفة السابقة التي أدَّعينا تطويرها وصرفنا لها الملايين من أجل ذلك الهدف. نريد ثالثاً أن يعرف الجمهور أن كوادر مشروع التطوير العليا بالوزارة الموقرة هي ذاتها التي كانت تعمل لدى دار نشر خاصة كبرى، وهي ذات الدار التي تتولى قصة الطبع والنشر للمؤلفات الجديدة فيما نحن فقط لا مهمة لدينا إلا أن نقرأ ما بين الأسطر. نريد رابعاً أن نقول إن السكوت جريمة كبرى في حق كل الأجيال القادمة التي نضحك عليها بحكاية التطوير المزعوم، وأنا سأتحمل جزءاً وافراً من هذه الجريمة لأن ما تبقى لدي من الوثائق لا يصلح للنشر. نريد خامسا، أن نواصل المكاشفة لأن مستقبل الأجيال وحقوقهم في التعليم أهم من حفرة بشارع أو حتى مستشفى يقترف الخطأ الطبي. هذه هي الممارسات التي تقتل بالعمد مستقبل أجيال تكتشف أنها عادت للمربع الأول الذي كانت به قبل عقدين من الزمن.


علي سعد الموسى

الوطن أون لاين ::: إطلاق موقع "أون إسلام" بعد إغلاق إ

الوطن أون لاين ::: إطلاق موقع "أون إسلام" بعد إغلاق إ
إطلاق موقع "أون إسلام" بعد إغلاق إسلام أون لاين


القاهرة: حازم عبده 2010-10-11 1:46 AM

شهدت القاهرة أمس إطلاق موقع "أون إسلام" بملكية مصرية، وذلك بعد أزمة إغلاق موقع إسلام أون لاين مطلع العام الجاري والذي كانت تملكه جمعية البلاغ القطرية.
وقال المتحدث باسم الأزهـر السفير محمد رفاعة الطهطاوي "إن الموقع يعد استمرارا لرسـالة موقع إسلام أون لاين الذي حقق نجاحا كبيرا وتراكمت لدى القائمين عليه خبرات قيمة يجب ألا تضيع وألا تبدد وأن تستمر استفادة العالم الإسلامي منها". وأضاف الطهطاوي أن الأزهر يتوقع أن يضطلع هذا المنبر الإعلامي الجديد بأدوار بالغة الأهمية؛ منها تقديم الفتوى الميسرة لعموم المسلمين فيما يستشكل عليهم من أمور دينهم في رفق وسماحة، ومعالجة قضايا وهموم المسلمين حول العالم لحظة بلحظة، وكذلك تقديم خطاب ديني يفهمه الغرب وتفهمه الأجيال الجديدة الشابة في العالم الإسلامي".
ودعا مفتي مصر الدكتور علي جمعة محرري "أون إسلام" في تجربتهم الجديدة إلى مراعاة الواقع بنسبيته وتطوره، وإلى السعي من أجل تحقيـق المقاصد والمصالح ومراعاة المآلات في المستقبل.. "لأن هدفنا في النهاية هو رضا الله ومنفعة العباد" حسب تعبيره.

الوطن أون لاين ::: باحث إيطالي ينفي المحرقة ويؤكد أ�

الوطن أون لاين ::: باحث إيطالي ينفي المحرقة ويؤكد أ�
باحث إيطالي ينفي المحرقة ويؤكد أنها سلاح قوي يستعمله الصهاينة



ميلانو: عبدالمجيد السباوي 2010-10-11 1:43 AM

أكد الباحث الإيطالي، الأستاذ بجامعة تيرامو كلاوديو موفا أن المحرقة التي تروج لها وسائل الإعلام الأوروبية والغربية بصفة عامة هي كذب على التاريخ وتضليل لأجيال ما بعد الحرب العالمية الثانية حسب تعبيره.
وأوضح كلاوديو موفا في إحدى محاضراته أمام طلبته أول من أمس أن هناك غيابا تاما لدلائل ومستندات دامغة تؤكد هذه الأحداث التاريخية. موضحا أن الشرائط التاريخية التي تروج لها بعض القنوات الإيطالية والغربية تبقى مجرد أدوات للدعاية مشكوك في أمرها. وقال: إن بهذه الشرائط عددا من الأمور المتناقضة بين ما يحكيه المؤرخون عن المحرقة وبين ما سجلته عدسات الكاميرات في تلك الفترة. مشككا في أمرها وأهدافها.
وأضاف موفا "في أحد الحوارات مع الباحث فوري سون تم التأكيد على أن المباني التي يزعم أن النازيين بمدينة أوشويتز كانوا يضعون فيها غرفا غازية لإبادة اليهود لا يمكن لها تقنيا وعلميا أن تضم آليات ومعدات لهذا الغرض". وأضاف أن أحداث المحرقة كانت من صناعة صهيونية نازية لأهداف سياسية واقتصادية لتتحول بعد ذلك إلى سلاح أيديولوجي تستغله أكبر قوة في العالم من أجل الظهور أمام الجميع بمظهر الضحية لكسب المزيد من التعاطف".
وأثارت محاضرات ومواقف كلاوديو موفا ضجة وجدلا كبيرا بإيطاليا إلى الحد الذي جعل وزيرة التعليم الإيطالية ماريا ستيلا دجيلميني توجه له انتقادات شديدة اللهجة. مطالبة بفتح تحقيق في الأمر. أما الجالية اليهودية بإيطاليا فقد عبرت عن غضبها واصفة الأستاذ الجامعي بالمعادي للسامية واليهود. وكان كلاوديو موفا قد تنبأ أمام طلبته أثناء إلقاء محاضراته بخصوص الموضوع بإثارته لهذا الجدل بعد تأكيده أن كل من يخوض في هذا الموضوع بإيطاليا والغرب أصبح غير مرغوب فيه ومحاربا بشتى الوسائل.

جريدة الرياض : وصول أول فوج من حجاج الخارج


وصول أول فوج من حجاج الخارج

جدة- ياسر الجاروشة

وصل أول فوج من حجاج الخارج والبالغ عددهم 79 حاجاً من جمهورية جنوب أفريقيا إلى مقار إقامتهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة.وكان الفوج قد وصل إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة حيث استقبلهم الأستاذ عبدالله خوجة بكة عضو مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج الدول الأفريقية غير العربية، أمين سر المجلس والمشرف على العلاقات العامة والإعلام الذي قدم لهم التهاني والتبريكات بوصولهم إلى الأراضي المقدسة وقدم لهم شرحاً عن الخدمات التي تقدمها المؤسسة وضرورة الالتزام بتعليمات المرشدين والمشرفين الذين أعدتهم وزارة الحج بما يضمن أداء مناسك الحج بيسر وسهوله، متمنياً لهم حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً.

وأشار بكة بأن المؤسسة وبتوجيه من معالي وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي هيأت كافة الإمكانات والترتيبات لضيوف الرحمن الذين تتشرف بخدمتهم، موضحاً بأن المؤسسة قامت بتنظيم وترتيب جميع ما يتعلق بخدمة الحجاج من أجل أن يؤدوا مناسك الحج بكل يسر وسهولة مستفيدين من الخدمات التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وبمتابعه دائمة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية حفظهم الله.

يذكر أن الدفعة الأولى من الفوج والمكونة 54 حاجاً اتجه إلى مكة المكرمة، في حين اتجهت الدفعة الثانية وهم 25 حاجاً إلى المدينة المنورة.

يُشار إلى أن مؤسسة مطوفي حجاج الدول الأفريقية غير العربية بدأت تنفيذ خططها لموسم الحج الحالي من خلال الالتقاء برؤساء البعثات والشركات السياحية بهدف تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن من خلال أعمال مجموعات الخدمة الميدانية ولجان الاستقبال والمتابعة والتي تعمل على مدار الساعة لضمان راحة الحجاج.

الأحد، 10 أكتوبر 2010

تجميدٌ موقت للاستيطان ضياعٌ كامل لفلسطين - د. مصطفى يوسف اللداوي



تجميدٌ موقت للاستيطان ضياعٌ كامل لفلسطين - د. مصطفى يوسف اللداوي



يرتكب العرب والفلسطينيون خطأً كبيراً عندما يربطون المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة بتجميدٍ مؤقت للعمليات الاستيطانية الإسرائيلية في فلسطين المحتلة، ويستجيبون للضغوط الأمريكية المخادعة التي تحاول توريط المفاوض الفلسطيني في حمأة المفاوضات الإسرائيلية التي لا تنتهي، إذ لا سقف زمني لها، ولا أجندة تحكمها، ولا إطار ينظمها، ولا راعٍ يكفلها، ولا مصداقية فيها، ولا صدق يحميها، ولا احترام فيها لاتفاقات السابقين، وتفاهمات الراحلين، بل كلٌ يبدأ من حيث يريد، ويرفض استئناف الحوار من النقاط التي انتهى إليها السابقون، وينكر أي تفاهماتٍ سابقة، وينقض أي اتفاقياتٍ مبرمة، فلا شئ يضمن أو يكفل الإسرائيليين، أو يجبرهم على الثبات على مواقفهم، والالتزام بما يتم الاتفاق عليه، وغير هذا الفهم للعقلية الإسرائيلية فهم خاطئ، ومجافاةٌ للطبيعة الإسرائيلية، بل هو جهلٌ بالجبلة اليهودية، وبطباعهم الموروثة، وصفاتهم التي فطروا عليها، فقد حفظها القرآن الكريم في صفحاته الخالدة، وأخبرنا عنهم بأنهم منافقون مداهون وكذابون، مجادلون ومحتالون ونصابون، ناكثون للعهود، ومنكرون للجميل، يبحثون عن الغدر، ويتعمدون الخيانة، ولا يعطون شيئاً إلا ليأخذوا أكبر منه، ولا يتنازلون عن شئٍ إلا بقوة القهر والإكراه، فلا تطيب نفوسهم، ولا ترضى قلوبهم، إذا اعترفوا للآخرين بحقهم، ولخصومهم بما لهم، إنها الجبلة اليهودية الإسرائيلية العفنة، التي تصيب بداءها كل من اقترب منها، أو حاول التعامل معها، أو اجتهد لينقيها من رجسها وإثمها.

أليس سخفاً أن نطالب الحكومة الإسرائيلية بتجميد الاستيطان، سنة أو ستة أشهر، وأخيراً شهرين فقط، مقابل أن نوافقهم إلى مطالبهم، وأن نجلس وإياهم إلى طاولة المفاوضات، وأن نرضخ لشروطهم، ونحسن أمام الرأي العام صورتهم المسخ البشعة، وأن نعيد عرضها بثيابٍ زاهية براقة، بعد أن أظهرتها سياستهم بمظهرها الحقيقي، وبينت للعالم كله حقيقة مواقفهم ومنطلقاتهم الدموية الوحشية، ونحن نعلم أنهم سيواصلون اغتصاب الأرض، ومصادرة الحقوق بعد مضي فترة التجميد، ولن يوقفوا هدير جرافاتهم، ولا آليات البناء لديهم، عن بناء المزيد من المستوطنات، كما لن يتوقف نهمهم عن قضم الجديد من الأراضي، ومصادرة المزيد من الحقوق.

الفلسطينيون يعرفون على وجه اليقين أن آليات البناء الإسرائيلية لا تتوقف، وورش العمل المختلفة العاملة في كل المستوطنات الإسرائيلية لا تتوقف عن العمل، اللهم إلا يوم السبت المقدس لدى اليهود بزعمهم، وأيام أعيادهم الأخرى التي يحرم فيها العمل، وإيقاد النار، وأكل اللحم وغيره، فهم يعملون ليل نهار في كل المستوطنات المنتشرة في كل الأرض الفلسطينية، وقد جلبوا للعمل فيها عشرات آلاف العمال من تايلاند والفلبين وسيرالانكا، وغيرهم من الأفارقة الذين باتوا يفدون للعمل في المستوطنات الإسرائيلية، في أعمال البناء والتشييد والتزيين، وفي أعمال الزراعة وإعمار الحدائق والمنتجعات العامة في المستوطنات.

الإسرائيليون في حاجةٍ دوماً إلى فترات تكف فيها جرافاتهم عن انتزاع أراضٍ فلسطينية جديدة، ليس لأنهم قد شبعوا أو ملوا أو اكتفوا، وإنما ليتفرغوا لإتمام ما قد وضعوا أسسه، ورفعوا جدرانه، فالمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية ومدينة القدس تغص بآلاف الوحدات السكنية الخربة، التي لا سكان فيها، ولا من يعمرها، وغيرها مئات الشقق السكنية التي تحتاج إلى تشطيب وتزيين وديكور، وهذه الأعمال التجميلية في حاجةٍ إلى وقتٍ وهدوء، ليتم الانتهاء منها، وتسليمها إلى مجالس المستوطنين، ولهذا فإن فترات التجميد التي تطالب بها الإدارة الأمريكية، وتحاول أن توهم السلطة الفلسطينية بأنها قد ضغطت على الحكومة الإسرائيلية، ليست أكثر من وهمٍ وسراب، ففترات التجميد والهدوء والبعد عن صخب وفوضى وسائل الإعلام مطلبٌ إسرائيلي، وحاجة ملحة لهم، إذ لن تلتفت وسائل الإعلام، ولا جهات الرقابة الدولية والسياسية، إلى ورش البناء الصغيرة والبسيطة، التي تعمل في العادة داخل الأبنية، وبعيداً عن العيون والآذان، ولهذا فلا تغرنا صمت الجرافات، ولا هدوء الآليات، ولا التجميد الوهمي المعلن للاستيطان، لأن ما يتم في الخفاء وبصمتٍ أكبر بكثير مما تنقله وسائل الإعلام، وأضخم مما تسلط عليه الجهات الفلسطينية أضواءها الكاشفة.

ألا ترون أن مطالب السلطة الفلسطينية المفاوضة، المغلفة برعاية ومباركة جامعة الدول العربية، قد تراجعت كثيراً، من المطالبة بدولةٍ فلسطينية مستقلة، على أن تكون عاصمتها القدس، وأن يكون من حق الفلسطينيين جميعاً، أينما كانوا، أن يعودوا إلى بيوتهم ومدنهم وقراهم، فتقزمت المطالب الفلسطينية لتتشكل في سؤالٍ ذليلٍ بسيط، يطالب الإدارة الأمريكية بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لتجميد عمليات الاستيطان لأشهرٍ معدودة، فقط لتذر الرماد في العيون، وتوهم العرب والفلسطينيين أن إسرائيل قد خضعت وتراجعت واستجابت، ولكن الحقيقة هي غير ذلك تماماً، فهي قد تتراجع لتنقض أكثر، وتصمت لتلتقط أنفاسها، ولتعاود الانقضاض من جديد، إنها كمتسابقٍ يتراجع خطوات لينطلق بقوةٍ أكبر، ويحقق نتائج أفضل، وهي لهذا قد تتوقف عن الاستيطان شكلياً لشهرٍ أو شهرين، ولكن لتنهش المزيد من الأرض، إن لم يكن كل الأرض فيما بعد، فالاستراتيجية الاستيطانية الإسرائيلية ماضيةٌ بقوة، لا جمود فيها ولا تجميد، وإنما انطلاقٌ ومواصلة، والتوقف فيها أو التجميد يعني الاستعدادُ للانطلاق نحو مرحلةٍ جديدة، وتنفيذ خططٍ وبرامج أخرى.

إنها جريمة كبيرة أن تتضاءل مطالبنا الوطنية الفلسطينية، وأن تختزل في مطلبٍ واحدٍ ووحيد، نصوره انتصاراً، ونتخيله فوزاً، وإنها لجريمةٌ أكبر أن نحاول تزيين هذا المطلب بأنه غاية ما نتمنى، وأكبر شئ تقدمه الحكومة الإسرائيلية وتتنازل عنه لصالحنا، فالحكومة الإسرائيلية، وعلى وجه التحديد حكومات اليمين، لن تتوقف عن الاستيطان بملكها، ولن تجبر مستوطنيها على الرحيل عبر طاولة المفاوضات، فالمفاوضات هي المناخ الآمن للمستوطنين، وهي التي تتيح أكبر الفرص لهم للتوسع والتمدد ومصادرة المزيد من الأراضي، ويوم أن كانت المقاومة تسود في كل فلسطين، تراجع المستوطنون، وانكمشت المستوطنات، ورحل الإسرائيليون، تاركين أرض الأحلام، وأرض الميعاد، وبلاد المن والسلوى، خوفاً من القتل والموت الذي صنعته لهم قوى المقاومة، والرعب الذي زرعته في صفوف المستوطنين، إذ أن المقاومة وحدها، بعملياتها العسكرية الموجعة والموغلة، هي القادرة دون غيرها على لجم الاستيطان، وإجبار المستوطنين على حمل عصى الترحال، والهجرة من جديد، فمن أراد وقف الاستيطان ليحمي فلسطين كلها وأهلها، فما عليه إلا أن يعود إلى عزة المقاومة، وشرف القتال، فهما الدرء والحصن والوقاء.

دمشق في 10/10/2010

شارك

Share |