25.09.2011 

حوار مع الباحثة المصرية هبة رؤوف عزت حول ''الإعلام الإسلامي'':''الصوت الأعلى الآن للقنوات ذات التوجه الوهابي''

يصعب وضع الإعلام الإسلامي في خانة واحدة، هذا ما تراه الدكتورة هبة رؤوف عزت، التي شاركت في ندوة عن الإعلام الإسلامي في إطار المؤتمر الدولي للإعلام في مدينة بون الألمانية. كما تشير إلى أن هناك أنظمة يهمها انتشار نوع من الخطاب "الإسلامي" على حساب تغيير الأنظمة الاجتماعية التي تعاني في العالم الإسلامي من وطأة الاستبداد. ريم نجمي التقتها وحاورتها.


الأستاذة هبة رؤوف عزت، شاركت في ندوة عن "الإعلام الإسلامي" لكنك في بداية الندوة اعترضت على هذا التصنيف الديني للإعلام. لماذا؟
هبة رؤوف عزت: لأني شعرت بأن المفهوم موضوع بشكل استشراقي، كأنك تريدين أن تضعي عنوانا ليجذب المشاركين للمشاركة في الندوة.ما الذي نقصده بالإعلام الإسلامي!؟ هل نقصد به الإعلام في العالم الإسلامي؟ أو نقصد به الإعلام الدعوي؟ أو الإعلام الذي يمثل أحزابا وقوى اسلامية؟ أو ربما الإعلام الذي يمثل المؤسسات الدينية لأن هذه المؤسسات لها اعلامها الخاص في كثير من الدول، كوزارات الأوقاف أو جامع الأزهر وغيرها... فالكثير من هذه المؤسسات لها مطبوعاتها الخاصة ولها إذاعاتها. مثلا لدينا في مصر إذاعة القرآن الكريم هل يمكننا أن نقارنها بجريدة للعدالة والتنمية.أحسست أنه ليس دالا -وفي ساعة ونصف- أن نتحدث عن الإعلام الإسلامي وعن حقوق الانسان. شعرت أن المفهوم غامض.
أعتقد أن ما كان مقصودا هو الحديث عن القنوات الدعوية أو القنوات الوهابية التي انتشرت في العالم الاسلامي.
هبة رؤوف عزت: أعتقد أن ما كان مقصودا هو الحديث عن الوضع السياسي بالأساس.أي كيف تستخدم القوى السياسية الاسلامية الإعلام للترويج أو الدعوة إلى نموذج سياسي اسلامي.هذا ما فهمته تحديدا وإن أدرجنا في داخل التحليل القنوات التي تُروج من قبل دول الخليج والتي تدعم خطابا أقرب إلى الخطاب الوهابي الذي يخلق أحيانا الكثير من المشاكل في بعض المجتمعات كالمجتمع المصري. لدينا سلفية مصرية قديمة وأصيلة ولكن لها مدرسة مختلفة عن المدرسة الوهابية، لكن ليس لها صوت. الصوت الأعلى الآن للقنوات ذات التوجه الوهابي والذي يختلف عن سلفيتنا المصرية من الناحية الفكرية والجذور و الرؤى والتصورات. فهذا ما يقلق أحيانا. هل هذا هو الخطاب الاسلامي؟ أعتقد أن لي تحفظ. عندما تكون هناك خطابات اسلامية تدعو الى الطاعة المطلقة للحاكم ولا تتحدث عن الشورى في الأمر والعدل في المال، فأنا في تصنيفي الشخصي هذه ليست هي الرؤية الافضل والاكثر تمثيلية للرؤية الاسلامية.
ألا تعتقدين أن لهذه القنوات - ذات التوجه الاسلامي- قصد ربحي وتجاري يهدف الى سَلْعَنَة الدين؟
هبة رؤوف عزت: هذا وارد طبعا. هناك قنوات تُمول من طرف دول والرهان ليس هو الربح أساسا.وهناك قنوات أصغر أكثر إثارة للجدل تعْرض إعلانات عن الحجاب وعن شرائط صوتية للدعاة.وهذا لا يغضب أحدا خاصة عندما نتحدث عن قنوات لا تمولها دول وإنما يمولها رجال أعمال. فما الذي سيدفع رجل أعمال إلى تأسيس قناة لا تحقق له الربح الكافي.لكن أحيانا يكون رجال الأعمال مجرد أدوات في أيدي حكومات معينة ويُشكلون فقط واجهة لأنظمة يهمها انتشار هذا النوع من الخطاب "الاسلامي" على حساب تغيير الأنظمة الاجتماعية التي تعاني في العالم الاسلامي من وطأة الاستبداد.
وصفت الدور الذي لعبته قناة الجزيرة وقناة العربية خلال الثورة المصرية بالدور المهم، لكنك آخذت على القناة تغطيتها للأحداث في البحرين. لماذا؟
هبة رؤوف عزت: من الواضح أن ما قامت به الجزيرة أو العربية في الحالة المصرية والحالة التونسية مختلف تماما عن الحالة البحرينية.كان هناك خفض للاهتمام وتغطية غير معبرة عن المشهد ولا تنحاز الى الثوار أو المحتجين في دوار اللؤلؤة ولم يكن هناك تغطية لانتهاكات حقوق الانسان القديمة في البحرين والتي يعرفها المتتبعون للمشهد البحريني.هنا يبدو عدم التوازن .هناك مصالح وراء تغطية الأحداث بعض البلدان ومصالح في عدم تغطية الأحداث بلدان اخرى.
الاستاذة هبة رؤوف عزت كيف تنظرين إلى رمزية دعوتك كامرأة مثقفة مسلمة للمشاركة في ندوة عن الاعلام الاسلامي داخل المانيا؟
هبة رؤوف عزت: هذا ليس جديدا عندي لأني دعيت ومن قبل إلى المشاركة في مؤتمرات دولية كامرأة مسلمة وكمصرية وكمتخصصة في العلوم السياسية.لذلك أنا لا أشعر بالاستغراب لأننا جديرون بأن ندعى إلى المؤتمرات الدولية و لأن لدينا كوادر نسائية مثقفة ومحترفة داخل العالم العربي. وهذا أمر طبيعي.

أجرت الحوار: ريم نجمي
مراجعة: هشام العدم
حقوق النشر: قنطرة 2011
هبة رؤوف عزت من مواليد عام 1965. حاصلة على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية. كانت أطروحتها بعنوان "المُوَاطنة: دراسة لتطور مفهوم الفكر الليبرالي".