tag:blogger.com,1999:blog-20607947687373247912024-03-14T05:29:35.217+02:00دار الغربة darulghorbahمدوَّنة غير ربحية تعنى بما يخص العالم الإسلامي من أفكار وأحداث مفصلية ." من مجموعة مدونات الشيخ علي خازم" .مدونة الشيخ علي خازمhttp://www.blogger.com/profile/03584620799898212353noreply@blogger.comBlogger2003125tag:blogger.com,1999:blog-2060794768737324791.post-16559257122744269772015-10-23T15:22:00.001+03:002015-10-23T15:22:39.961+03:00الدبابةُ الأمريكيةُ والعباءة الصوفية<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><a href="http://www.saaid.net/Doat/alfaifi/18.htm">الدبابةُ الأمريكيةُ والعباءة الصوفية</a><br /><br />
<br /><br />
<div dir="rtl"><span style="color: maroon; font-size: medium;">علي بن جابر بن سالم الفيفي<br /><br />
alfaifi_ali@</span></div><span style="font-size: medium;"><br />
</span><br />
<div align="center" style="line-height: 200%;"> <span style="font-size: medium;"> </span><span style="color: black; font-size: medium;"><br /><br />
بسم الله الرحمن الرحيم</span><span style="font-size: medium;"><br /><br />
هو وليي وبه أستعين<br /><br />
<span style="color: red;">الدبابةُ الأمريكيةُ والعباءة الصوفية </span></span></div><div align="justify" style="line-height: 200%;"> <span style="font-size: medium;"><br /><br />
يقفُ النظام العالمي الجديد حامياً وداعماً للإتجاه الصوفي ، رئيسُ أقوى <br />
دولة في العالم يستشهد بكلام الشيخ عبد الله بن بيه قبل أيام ، وقبله هشام <br />
قباني الصوفي النقشبندي والذي يحتل مكانة رفيعة لدى رؤوس النظام العالمي ، <br />
وتلاحقه المدائح من السياسيين الغربيين حيثما حل بصفته يقدم إسلاماً لا <br />
يعرف إلا لغة الخنوع والركوع[i] ويتضح ذلك جلياً في نشاطاته ومقابلاته <br />
وتصريحاته.<br /><br />
الباحثون الغربيون يُقدمون الإسلام الصوفي بصفته الإسلام الحقيقي وما سواه <br />
فهو طارئ ، بينما كانوا - في العقود والقرون الماضية - يُقدمون الإسلام <br />
الصوفي بصفته طارئ ولا يقدم الرؤية الإسلامية الكاملة [ii]<br /><br />
الإمارات العربية المتحدة – وهي السفير المُطيع للنظام العالمي الجديد في <br />
الشرق الأوسط - تنشر التصوف وتستضيف زعماءه كعلي الجفري وابن بيه وحسن <br />
الشافعي وغيرهم وتُنشئ "مجلس حُكماء المسلمين" في توقيت له دلائله[iii]<br /><br />
روسيا تدعم رمضان قادروف الرئيس الشيشاني الحالي ، وقادروف نفسه لديه <br />
علاقة عميقة بحكام الإمارات ، وهو الذي شارك بكل قوته في كسر الجهاد <br />
الشيشاني / الداغستاني.<br /><br />
بجولة سريعة في الإعلام المصري - بعد حضور السيسي للحكم - سنلحظ طرحاً <br />
صوفياً طاغياً في جل القنوات الإسلامية.<br /><br />
في أمريكا يظهر اسم الداعية حمزة يوسف طاغياً على الأسماء الأخرى التي بدأت <br />
تتوارى أو يخبوا بريقها ، و حمزة يوسف هو أحد طلاب ابن بيه المقربين جداً <br />
بل كما قال لي أحدهم " حمزة يوسف شرب ابن بيه شُرباً! " شيخ الأزهر صوفي ، <br />
مُفتي بشار صوفي ، علي جمعة صوفي. <br /><br />
ليس كل المذكورين هنا يسيرون في طريق واحدة ولكن يجمع بينهم التصوف ، وليس <br />
معنى هذا أن السلفية وغيرها خالية من سقط المتاع.<br /><br />
<span style="color: red;"><br /><br />
سؤال :</span><br /><br />
الدعم العالمي للإسلام الصوفي لم يعد خافياً ، ولكن لماذا ؟ لماذا يُشجع <br />
العالم الغربي العلماني المد الصوفي ؟ مالذي يُميز الفكر الصوفي عن غيره <br />
حتى يتفق أعداء الإسلام على دعمه بهذا الشكل ؟ <br /><br />
<span style="color: red;"><br /><br />
خطوة إلى الوراء قبل الإجابة </span><br /><br />
لم تكن فكرة استعانة العدو ببعض المسلمين في تحقيق أهدافه فكرة وليدة اليوم <br />
ولا هي وليدة الأمس القريب ، وقد أثبتت هذه الفكرة قوتها ونجاعتها نظراً <br />
للثمار التي يجنيها العدو عند تطبيقها ، فهو من وجه يحقق ما يريده بأقل <br />
الخسائر ، ومن وجه آخر يحصل على التغيير الذي يطمح إليه بشكل هادئ وبطيء <br />
ولكنه عميق ، كالماء المُنساب بهدوء فيسيح في الصخرة القوية ببطئ ثم لا <br />
تلبث أن تتفتت ..<br /><br />
وبما أن الإستعمار البريطاني لمصر استخدم هذه الفكرة خلافاً للمستعمر <br />
الفرنسي قبله فقد كانت النتائج التي حققها المستعمر البريطاني أكثر بكثير <br />
مما حققه المستعمر الفرنسي خاصة على مستوى الأفكار وتغيير العقل العربي <br />
المسلم ، وقديماً قال أحدهم ، لا يُنحر الإسلام إلا بسيف الإسلام[iv]<br /><br />
<span style="color: red;"><br /><br />
الإسلام السني في عين العاصفة </span><br /><br />
لم يعد هُناك أدنى شك لكل مُنصف أن العداء الغربي للإسلام إنما هو عداء <br />
للإسلام السني الذي هو حقيقة الإسلام ، وأن سؤال الإسلام واعتبار الإسلام <br />
أخطر الأعداء = هو ما تسير عليه الانظمة الغربية ، وأن المد الصفوي الرافضي <br />
الذي أخذ يتوسع بشكل غريب من حيث المساحة ، وأخذ يزداد قوة من حيث العتاد <br />
العسكري والحضور على المستوى الفكري ، وفي أروقة مؤسسات الأبحاث العالمية ، <br />
إنما هو ثمرة اليد الممدودة من الغربي نفسه ومن الصهيوني بشكل خاص ، وهذه <br />
اليد الممدودة تظهر تارة (1) بغض الطرف عن المشاريع الصفوية وترك الصفوي <br />
يفعل ما يريد ، وتظهر أخرى (2) بإيقاف أي مد إسلامي يهدف لمواجهة هذا <br />
التمدد الفارسي الصفوي ، وهذا يعني أن هذا العدو الصفوي الذي يلبس لباس <br />
الإسلام ليس من الإسلام في شيء وليس بينه وبين الغربي ومحركه الصهيوني أي <br />
عداء مطلقاً وما نراه من تصريحات إعلامية هي أشبه بنكته سمجة استثقلتها <br />
الآذان لطول تردادها.<br /><br />
إن أهم مهمات الغربي أن لا تعود للإسلام قائمة ، الإسلام بمعناه الشمولي <br />
الذي هو حقيقة الإسلام ، الإسلام الذي يسكن النفوس ويحيى خارجها ويرى حياً <br />
بشريعة تُطبقه على الأرض وتنشر مبادئه وأخلاقه وتشريعاته التي بزت كل <br />
التشريعات وعلت على كل المبادئ.<br /><br />
<span style="color: red;"><br /><br />
الغربي أمام الصحوة الإسلامية</span><br /><br />
في ظل الصحوة الإسلامية التي عمت العالم الإسلامي خلال العقود الماضية ، <br />
وجد الغربي نفسه أمام عدة عدة أفكار تُسيرُ عقل الجمهور المسلم ، أبرزها : <br />
الفكر السلفي ، الفكر الإخواني ، والفكر التنويري الإصلاحي.<br /><br />
العدو الحقيقي للغربي هو الفكر السلفي ، حتى وإن كان بعض أتباعه يكتفون فقط <br />
بالتعليم بعيداً عن التغيير على الأرض ، وسبب هذا العداء هو أنه ينشر تلك <br />
المبادئ والقيم والعقائد نفسها التي نشرها محمد صلى الله عليه وسلم فأحيا <br />
بها العظام من الرميم ، وبهذه التعاليم تحول أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم <br />
من مجرد أشخاص بلا قيمة إلى أشخاص سادوا الأرض وانقادت لهم الامم ، إن <br />
الإتجاه السلفي باختصار هو الوحيد الذي يُقدم الغذاء المحمدي كما هو حتى <br />
وإن قدمه بعض أتباعه بشكل بارد فهو لا يلبث أن ينبعث من نفسه ويحرك الجمود <br />
- ولسنا هنا في موطن تحرير المراد بالإتجاه السلفي ، مع ضرورته نظراً لتعدد <br />
أدعيائه - وكل حركات الانبعاث الإسلامي في الأزمنة المتأخرة حتى تلك <br />
المنحرفة منها – سواء كان هذا الإنحراف غالياً او جافياً - استندت بطريقة <br />
أو بأخرى على البعث الإسلامي الذي قاده محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، <br />
والذي كان يعتمد فيما يقدمه على إعادة ما اندرس من الشرعة المحمدية بلا <br />
زيادة ، والتي بنشرها للتوحيد حررت العقل الإنساني من التعلق بمن لا يستحق <br />
ومتى تحرر العقل فإن صاحبه على موعد مع الإبداع والقوة والعزة " كتاب <br />
أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز <br />
الحميد ، الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض" <br /><br />
<span style="color: red;"><br /><br />
الإتجاه السلفي مداً وجزراً</span><br /><br />
شهد المد السلفي - قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر- توسعاً جارفاً ، وحقق <br />
قفزات كبيرة ، وكان علماؤه الأكثر تأثيراً على الشعوب ولهم كلمتهم <br />
المسموعة ، وتجلى ذلك بشكل كبير في مرحلة الشيخ ابن باز رحمه الله.<br /><br />
كانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر نقطة مفصلية وحدث تاريخي أسهم بشكل كبير <br />
في إيقاف المد الإسلامي والأنشطة الإسلامية عموماً و المد السلفي على وجه <br />
الخصوص ، ومع رفع شعار محاربة الإرهاب – الذي هو الحرب على الإسلام - بدأ <br />
انحسار المد السلفي بشكل كبير ، وفي ذات الوقت انتقلت الزعامة إلى تيارين " <br />
تيار الإخوان المسلمين " و " تيار الإصلاح والتنوير" ومع اختلاف التيارين <br />
فيما بينهما إلا أنهما يتفقان بشكل خاص فيما يتعلق بالانفتاح على الآخر <br />
والتعامل مع المُخالف و الموقف من قضية أولوية تحكيم الشريعة ، مما جعل <br />
هذين التيارين يقفان على الضد من الطرح السلفي. <br /><br />
<span style="color: red;"><br /><br />
بين أحداث ايلول والثورات العربية</span><br /><br />
منذ أحداث الحادي عشر من ايلول / سبتمبر إلى سنين الثورات العربية ، كان <br />
تأثير المد الإخواني/ التنويري على الجماهير ظاهرة يلاحظها الجميع ، وكان <br />
الغربي نفسه يُقدم الفكر الإخواني والأطروحات الإخوانية كأطروحات إسلامية <br />
معتدلة ، بينما يقدم الفكر السلفي - بشكل عام - كفكر أصولي متشدد وجامد لا <br />
يعترف إلا بالحرب والعداء ، وفي الوقت ذاته كان هناك دعم كبير للإتجاه <br />
الليبروإسلامي " شبكة الإسلام الليبرالي في اندونيسيا أنموذجاً تأسست في <br />
عام 2001 وهو نفس العام الذي رُفع فيه شعار محاربة الإرهاب"[v]<br /><br />
وكانت الأبواب الإعلامية والرسمية تُفتح للإخوان وفكرهم – ويدخل في هذا كل <br />
من يسير في الخط الإخواني حتى لولم يكن معهم تنظيمياً – وربما شارك بعض <br />
منظري الإخوان في وصف التيار السلفي بذات الأوصاف التي يصفه بها الغربي – <br />
وهذا ليس عمالة ولكنهم مخدوعون ، كما أنه ليس من باب حب الغربي للإخوان <br />
ولكن لإستعمالهم في إيقاف المد السلفي ومكتسباته.<br /><br />
كان موضوع الصفوي الفارسي هو أحد أكبر مناطق الصراع بين التيار السلفي <br />
وبين التيار الإخواني ومن يسير في خطه ، فالإخوان يقدمون الصفوي الفارسي <br />
على أنه من الإسلام ويعمل للإسلام ويرفضون الطرح السلفي الذي يفضح الفكر <br />
الصفوي ويكشف غاياته ، واتضح ذلك بشكل جلي في التعامل مع الخميني ومن بعده <br />
، ومع ابن الخميني في لبنان – حسن زميرة – الذي كان يوصف في أدبيات الإخوان <br />
بالرجل الشهم المقاوم بينما كان الفكر السلفي يحذر منه ويؤكد أن الشيطان <br />
سيبقى شيطاناً وإن صلى الليالي الطوال ، ولن يُغير رعي الذئب مع الخراف <br />
شيئاً من الحقيقة[vi]<br /><br />
اتسع جداً تأثير التيار الإخواني والتيار التنويري الإصلاحي على الجماهير ، <br />
فهم يلغون الخلافات بين السنة والشيعة بصفتها – كما يزعمون خلافات تاريخية <br />
عفا عليها الزمن – وهم يمدون أيديهم ويفتحون أبوابهم للتيارات الغير <br />
إسلامية ، كما أنهم يصطفون إلى جانب تلك التيارات في نقد الأصولية <br />
والجمودية لدى الإسلاميين ، وهم أيضاً يحاربون الفساد والإستبداد الواقع في <br />
البلاد الإسلامية.<br /><br />
<span style="color: red;"><br /><br />
ثم جاءت الثورات</span><br /><br />
جاءت الثورات وكانت الجماهير في الجملة متلهفة للحكم الإسلامي سواء في <br />
صورته الكاملة أو المشوهة أو الأمريكية ، المهم أن الضمير الجمعي للجماهير <br />
كان متلهفاً لحكم إسلامي بغض النظر عن صحة تطبيقه للإسلام!<br /><br />
قبل هذا الوقت كانت الدراسات الغربية تُصنف المسلم إلى معتدل ومتشدد ، <br />
المسلم المعتدل هو الذي لا يدعم تحكيم الشريعة ، والمتشدد هو من يسعى <br />
لتحكيم الشريعة[vii] وعلى هذا فإن الإخواني والسلفي وكل من يرى تحكيم <br />
الشريعة بأي طريقة كانت فهو = المسلم المتشدد ، و عليه فإن الجميع أعداء في <br />
عين النظام العالمي ، ودعم النظام العالمي للفكرة الفلانية ليس حباً فيها <br />
وإنما لتدمير فكرة أخرى وهكذا على طريقة الأسد مع الثيران الثلاثة.<br /><br />
وبما أن الجماهير – كم ذكرنا - في غالبها متلهفة لحكم إسلامي وورقة <br />
الإسلاميين بكل توجهاتهم حاضرة بشكل جارف في مقابل ضعف الورقة الليبرالية ، <br />
فقد كانت الخطوة الأولى الأهم في نظر أعداء الشريعة = تشويه صورة الحكم <br />
الإسلامي في أعين الجماهير ، وإقناع الشعوب بأن الإسلاميين لا يصلحون أبداً <br />
للحكم ، وأن كل ما يذكره الإسلاميون في أطروحاتهم من جمال الحكم الإسلامي <br />
فإنما هو محض خيال لا يلبث أن يتلاشى عندما يصل أولئك الإسلاميون إلى <br />
الحكم.<br /><br />
وصل الإخوان في مصر إلى الحكم بتأييد جماهيري ، واستطاعوا بسبب سابقتهم <br />
المُشرفة مع الشعب أن يتجاوزوا جميع المنافسين ، وبمجرد وصول الإخوان إلى <br />
الحكم بدأ العمل بشكل جاد على إفشال التجربة الإخوانية التي كانت تعُد – <br />
بالإسلام الوسطي – وفي خلال أشهر كان الهمس يتردد بين أوساط الشعب المصري <br />
بشكل خاص والشعب المسلم بشكل عام أن الإخوان صادقون ومخلصون ولكنهم دراويش <br />
لا يصلحون للحكم ، صاحب ذلك آلة إعلامية ضخمة تسعى في تشويه الحكم <br />
الإخواني الذي لم يمض عليه بضعة أشهر وهو الذي جاء إلى الكُرسي بعد عقود من <br />
الظلم والفساد والإستبداد ، واستخدم هنا الصوت السلفي ليُضفي صبغة شرعية <br />
على مواجهة الإخوان ، <br /><br />
ومن المُضحكات المُبكيات هنا ؛ استعمال الصوت السلفي باستخدام ورقة العلاقة <br />
بين الإخوان وإيران أو بين الإخوان والشيعة كدليل على فساد الفكر الإخواني <br />
، وهذه الورقة نفسها كانت تُستخدم قبل سنوات لتمجيد الإخوان وتلميعهم في <br />
انفتاحهم على الآخر وهي ذاتها التي كانت تُرفع كدليل على الأصولية والجمود <br />
السلفي!<br /><br />
سقط الإخوان في مصر وتشوه بسقوطهم الحكم الإسلامي المعتدل أو التلفيقي الذي <br />
طالما روجوا له ، وأما إخوان تونس فقد تنازلوا بكل شيء وتخلوا عن فكرتهم <br />
وعادوا إخوانهم وساروا في كل طريق لإرضاء أعداء الشريعة فما ظفروا بشيء.<br /><br />
أما فكرة تحكيم الشريعة فقد تكفلت داعش بتشويهها ، وحصلت على كامل الدعم <br />
العالمي ، وكأن العالم يقول للناس "هكذا ستكون حياتكم عندما تحكم الشريعة"<br />
<br /><br />
يواجه أردوغان اليوم حملة منظمة لإسقاطه وإسقاط حزبه هذا مع أن أردوغان لم <br />
يُلوح يوماً بتحكيم الشريعة ، كل ما فعله أردوغان أنه رفض الدخول في هذه <br />
اللعبة واختار الدفاع عن مُرسي ، وصناعة امبراطورية لا تخضع لأوامر الغربي <br />
وهي في ذات الوقت تحترم الموروث العثماني ، كما أنه جعل من دولته بيتاً آخر <br />
يرتحلُ إليه المظلومون من المسلمين.[viii]<br /><br />
إذن فقد تراجع الشغف الشعبي لتحكيم الشريعة ، أو وصول الإسلاميين إلى مناطق <br />
إدارة الدولة ، وأصبح الجو متاحاً لنشر فكرة أخرى ، فما هي ؟ <br /><br />
</span></div><hr color="#808000" width="70%" /> <div align="justify" style="line-height: 200%;"> <span style="font-size: medium;"><span style="color: red;"><br /><br />
لماذا يُشجع النظام العالمي العلماني المد الصوفي ؟ مالذي يُميز الفكر <br />
الصوفي عن غيره حتى يتفق أعداء الإسلام على دعمه بهذا الشكل ؟</span><br /><br />
الفكر الصوفي هو أكثر الأفكار المنتسبة للإسلام تكيفاً مع الفكر الغربي ، <br />
الفكر الغربي يفصل بين الدين وبين الدولة ، والفكر الصوفي لا يهتم مطلقاً <br />
بشكل الحاكم ونوع الحكم ، وإنما يركز – فقط – على روحانية الفرد ، وحتى <br />
فيما يتعلق بالإيمان الفردي فهو مرن جداً فهو لا يهتم بمظهر الفرد ولا <br />
بالعبادات العملية ولا بالشكل الخارجي للمجتمع المُسلم ، وإنما يهتم <br />
بالتأمل والخيال وهذا اللون من العبادات الذي تجعل صاحبها يتقوقع على نفسه <br />
ويعيش في عالم من الوهم ولا يلقي بالاً لتحكيم شريعة الله على الأرض وأن <br />
تكون كلمة الله هي العليا.<br /><br />
ولكن ، لماذا لم يكن هذا الدعم للتيار التنويري الإصلاحي وهو الذي أيضا – <br />
في بعض صوره – لا يعتبر تحكيم الشريعة أولوية بل هو - في بعض صوره - لا <br />
يُسلم بأن الشريعة تدعوا إلى تحكيم الشريعة ؟ لماذا لا يُدعم هو بدلاً من <br />
الفكر الصوفي ؟<br /><br />
لأن الفكر التنويري الإصلاحي فكرٌ – في كثير من صوره – لا يرضى بالهيمنة <br />
الغربية حتى وإن لم يجعل تحكيم الشريعة من أولوياته ، وأما الفكر الصوفي <br />
فهو أشبه بطقوس اليوقا التي يُمارسها صاحبها بنوع من التأمل والهدوء بعيداً <br />
عن الضوضاء وحياة الناس ومن يحكمهم! <br /><br />
أضف لذلك أن الإنسان الغربي يعاني فراغاً روحياً نتيجة الحياة المادية التي <br />
تستجيب لحاجة الجسد وتُلغي حاجة الروح ، فهو يبحث عن إشباع حاجته الروحية ، <br />
وكنتيجة لهذا فإن اعتناق الإسلام في العالم الغربي أصبح ظاهرة ، وأصبح <br />
الدين الإسلامي هو أكثر الأديان نمواً ، وبما أن الفكر الإصلاحي التنويري <br />
لا يتناول هذا الحقل فإن دعم الإسلام الصوفي هو الحل الأفضل كونه يوفر <br />
آماناً روحياً من وجه وهو لا يسير في المناطق المحظورة من وجه آخر. <br /><br />
الصوفية طريقة تركن إلى الخمول ولا تهتم بالسياسة ، وهي تملأ وقتها بالرقص <br />
وهز الروؤس وترديد الأذكار الطوال فحسب ، وأما مواجهة المستعمر ومدافعة <br />
الغازي وجهاد المحتل فإن الصوفية لا تراه بل هي تعتبره نوع من الرضا <br />
بالقضاء والقدر ، بل الصوفية في بعض المواطن والأزمان كانت داعماً للمحتل <br />
بالانضواء تحت حكمه والرضا بهيمنته ، ولم يحدث أن حصل العكس إلا في حالات <br />
نادرة تُعد استثنائية كالنورسي مُقاوماً ومُصطفى صبري مُفكراً وعالماً.<br /><br />
<span style="color: red;"><br /><br />
خلطة الصوفية والمقاصد</span><br /><br />
إذا كان هذا هو حال الصوفية فماذا سيكون الحال إذا كان الفكر الصوفي الحالي <br />
– متمثلاً في ابن بيه ومن معه - يتكئ على نظرية المقاصد الشاطبية والمصلحة <br />
القرافية ، لتُسهل عليه مهمة تفصيل الإسلام تفصيلاً أمريكياً غربياً تحت <br />
غطاء أن الشريعة قصدت إلى سعادة الإنسان فكلما انضوى تحت هذه الدعوى <br />
فالشريعة تقصدُ إليه ولتذهب نصوص الوحيين وعمل الصحابة وإجماعاتهم وما جرى <br />
عليه العمل عند المسلمين أدراج الرياح! <br /><br />
تتضح هذه الخلطة بقوة لدى التيار الإسلامي الصوفي في أمريكا ، وهذه الطريقة <br />
– طريقة الإتكاء على مقاصد الشاطبي ومصلحة القرافي – هي الطريقة ذاتها التي <br />
أخذ بها التيار العربي الحداثي ولا يزال.<br /><br />
<span style="color: red;"><br /><br />
نداء إلى عُقلاء الصوفية </span><br /><br />
مع أن الشيخ عبد الله بن بيه يُعد القائد والأب الروحي لهذا المد الصوفي <br />
المدعوم من الغربي إلا أني لا زلت مقتنعاً بأن هدف الرجل نبيل وليس عن <br />
عمالة والله حسيبه ، إذ الصوفية تدعوا لما ذكرنا آنفاً ليس عن عمالة وإنما <br />
عن قناعة بأنها تُطبق الإسلام وهذا وإن كان شره أكثر ونتائجه أكبر إلا أنه <br />
ينبغي على المُتعامل مع أصحابه أن يستحضر هذه القضية – قضية أن بعض هؤلاء <br />
يظنون أنهم يقدمون خدمة للإسلام وأنهم يُطبقون ما أمره الله – <br /><br />
كان الشيخ ابن بيه عضد القرضاوي الأيمن ثم وبعد الإنقلاب على مُرسي أعلن <br />
انسحابه من اتحاد علماء المسلمين ، وفي فترة قصيرة كان ضيفاً على الكونجرس <br />
، ثم وفي فترة قصيرة أيضاً أعلن هو و الحكومة الإماراتية تكوين مجلس حُكماء <br />
المسلمين ، ثم مرت الأيام حتى رأينا الرئيس الامريكي يستعير بعض كلام الشيخ <br />
ابن بيه حول السلم الإسلامي في الوقت الذي تنتهك فيه أعراض المسلمات في <br />
سوريا والعراق ولبنان وفلسطين وبورما وفي وقت تُصبحُ علينا وسائل الإعلام <br />
وتُمسي بصور المسلمين المقتولين والمطرودين والمعذبين والنازحين! ما أشبه <br />
هذا بما فعله الإمام الغزالي عندما ألف سفره الكبير – إحياء علوم الدين - <br />
والذي لم يترك فيه شاردة ولا واردة إلا كاد ان يذكرها ولكنه رغم هذا لم يشر <br />
إلى الجهاد لا من قريب ولا من بعيد هذا وهو الف هذا الكتاب في وقت كان <br />
الصليب يعيث في القدس فساداً! وهل أوقع الإمام الغزالي في مثل هذا إلا <br />
التصوف ؟!<br /><br />
ليعلم الشيخ ابن بيه ومن معه في هذا الطريق أن الله سيسألهم في الآخرة وأن <br />
العدو لن يتركهم غداً إن تركهم اليوم ، فكلنا في عين العدو أعداء وإنما هو <br />
يرتبنا ليستأصلنا ويستخدم بعضنا لقتل بعض ، وليعلم الشيخ وغيره أن هذه <br />
الحفاوة الإمارتية ليست حباً فيهم ولا هي حُباً في الشريعة بل تكتيك <br />
يستخدمونه وعما قريب ينقلبون عندما يحققون مبتغاهم.<br /><br />
</span></div><div align="justify" style="line-height: 200%;"> <span style="font-size: medium;">كتبه :<br /><br />
علي جابر المشنوي<br /><br />
7\1\1436هــ</span></div><span style="color: red; font-size: x-small;"><br />
---------------------------------------------------</span><br /><br />
<span style="font-size: medium;">[i]<span lang="en-us"> </span> <a href="http://www.danielpipes.org/6337/muhammad-hisham-kabbani-muslim-experience-in-america">رابط</a><br /><br />
[ii] راجع إن شئت كتاب "عندما يكون العم سام ناسكاً" رسالة دكتوراه تناولت <br />
العلاقة الحميمية بين الصوفية والغرب<br /><br />
[iii] تأسس المجلس في شهر رمضان عام 1435هــ الموافق 19 يوليو 2014<br /><br />
[iv] راجع إن شئت ما كتبه كرومر حول أهمية استخدام هذه الفكرة بدلاً من <br />
المواجهة<br /><br />
[v] Ali Muhamad. "Southeast Asia, Islamic Liberalism in." In Oxford <br />
Islamic Studies<br /><br />
[vi] اتضح هذا جلياً في الخلافات بين الاسلاميين في التعامل من حزب الله في <br />
حرب 2006<br /><br />
[vii] انظر تقرير راند 2007<br /><br />
[viii] بدأت خطة إسقاط أردوغان باحداث تقسيم التي لم تنجح ثم محاولة الضغط <br />
عليه للدخول في حرب مع داعش لاستنزافه والآن تُعد العدة لإسقاطه في <br />
الانتخابات المبكرة القادمة.<br /><br />
</span></div>مدونة الشيخ علي خازمhttp://www.blogger.com/profile/03584620799898212353noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2060794768737324791.post-72297760989893631582015-10-23T06:50:00.001+03:002015-10-23T06:50:21.767+03:00أحمد الفخراني: ..السير عكس مجرى نهر المؤسسة الدينية :: فنون وعلوم | جريدة السفير<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><a href="http://assafir.com/Article/212/450575">أحمد الفخراني: ..السير عكس مجرى نهر المؤسسة الدينية :: فنون وعلوم | جريدة السفير</a></div>مدونة الشيخ علي خازمhttp://www.blogger.com/profile/03584620799898212353noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2060794768737324791.post-11754694751314644442014-08-28T09:07:00.001+03:002014-08-28T09:11:06.494+03:00الخبيرة الألمانية هيلبيرغ: "لن يدحر داعش سوى السُّنة"<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<a href="http://ar.qantara.de/content/lsbyl-lstd-lsys-lmryky-wlwrwby-msdqyth-fy-lshrq-lwst-lkhbyr-llmny-hylbyrg-ln-ydhr-dsh-sw"><strong> قنطرة : </strong>الخبيرة الألمانية هيلبيرغ: "لن يدحر داعش سوى السُّنة"</a><br />
<h2 class="title">
الخبيرة الألمانية هيلبيرغ: "لن يدحر داعش سوى السُّنة"</h2>
<div class="field field-name-body-summary field-type-ds field-label-hidden">
<div class="field-items">
<div class="field-item even">
اتسمت
السياسة الخارجية الغربية في الشرق الأوسط لسنين عديدة بقصر النظر واتبعت
نهجا غير بناء. لكن الضرورة باتت تقتضي عليها إيجاد مزيج ذكي من الانخراط
والتحفظ في هذه المنطقة. فحيثما يوجد خطر يهدد بوقوع إبادة جماعية لا بد من
العمل وبكل الوسائل لحماية المدنيين، والذود عنهم سواء من نظام الأسد
القاتل أو من إرهاب ميليشيات تنظيم "الدولة الإسلامية"، مثلما ترى الخبيرة
الألمانية كريستين هيلبيرغ في تحليلها المعمق التالي لموقع قنطرة.</div>
</div>
</div>
<div class="content-body clearfix">
<div dir="RTL">
"غير
إنساني ورهيب وأسوأ من تنظيم القاعدة": يتّفق الجميع ومن دون أي استثناء
-من واشنطن وحتى إلى طهران- في تقييمهم لتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي.
وكذلك يوجد في كلّ مكان توافق على ضرورة قيام العالم بشيء ما لإيقاف هذه
العصابة القاتلة. ولكن مثلما هي الحال دائمًا يصبح الأمر معقدًا وصعبًا عند
الدخول في التفاصيل. هل يجب القيام بغارات جوية أم يجب مدّ جسور جوية؟
أسلحة هجومية أو أجهزة لاسلكي؟ ما الذي يتعيّن إرساله وإلى مَنْ، مِنْ أجل
حماية مئات الآلاف من العراقيين، وأيضًا السوريين حيثما أمكن، من السلطة
التعسفية المتوحشة لهؤلاء الذين نصّبوا أنفسهم خلفاءَ وأمراءَ للمسلمين؟</div>
<div dir="RTL">
ومن أجل تجنّب الوقوع في أي سوء فهم فلا بدّ من الإشارة إلى
أنَّ هذه الدولة الإسلامية لا تمثّل أية قوة سياسية تطوّرت إقليميًا بذراع
عسكرية وبدعم شعبي، وأنها ليست مثلما هي الحال مع حركة حماس في فلسطين أو
حزب الله في لبنان أو حزب العمال الكردستاني في تركيا، بل تمثّل الإرهاب في
أنقى صوره، كما أنَّها مكروهة وغير مُرحّب بها في أي مكان. إذ إنَّ
السكَّان المحليين يهربون بمئات الآلاف من مقاتليها، وذلك لأنَّ هذه الدولة
الإسلامية تفسّر الإسلام من أجل مصالحها الخاصة بمزيج لا يمكن تجاوزه أو
المزايدة عليه، مكوَّن من انحيازات شخصية وجهل وغطرسة.</div>
<div dir="RTL">
ي<a href="http://ar.qantara.de/taxonomy/term/1152">عتبر هذا التنظيم بؤرة تجمع للجهاديين المحترفين القادمين من جميع أنحاء العالم</a>،
وللمحبطين والساخطين والمضطربين المنحرفين عن الاتّجاه السَّوي،
وللمقاتلين المحليين اليائسين الباحثين عن الأجر والمال، وللانتهازيين
الذين يسعون في الواقع إلى أهداف عقائدية وسياسية مختلفة ويتحالفون مع
تنظيم الدولة الإسلامية بشكل مؤقت فقط.</div>
<div dir="RTL">
<strong>سياسة خارجية فاشلة </strong></div>
<div dir="RTL">
إنَّ مَنْ يرِد القضاء على إرهاب تنظيم الدولة الإسلامية
بشكل دائم، يجب عليه أن يفهم أولاً من أين يأتي هذا الإرهاب ولماذا تمكّن
من الانتشار بهذه السرعة. من هذه الناحية يتحمّل الغرب، وخاصة الولايات
المتَّحدة الأمريكية، جزءًا كبيرًا من المسؤولية. فقد تركت الولايات
المتّحدة الأمريكية خلفها سياستها الخارجية الفاشلة التي مارستها على مدى
عقد من الزمن: فبعد سياسة التدخّل التي انتهجها جورج دبليو بوش وكانت
تقودها المصالح الإمبريالية، اتّبع الأمريكيون سياسة عدم التدخّل المتشنّجة
في عهد باراك أوباما- وأتت كلتاهما بعواقب وخيمة.</div>
<div dir="RTL">
إنَّ ما نشاهده اليوم في العراق وسوريا -من تفكّك هاتين
الدولتين وإلغاء حدودهما الوطنية وحالة غياب القانون وانتشار الفوضى
وظهور ميليشيات طغت في وحشيتها اللا إنسانية حتى على تنظيم القاعدة- <a href="http://ar.qantara.de/themes/us-policy-in-the-middle-east">أمرٌ له علاقة بحالة الجهل والارتباك، التي تعاني منها هذه السياسة الخارجية الغربية في الشرق الأوسط</a>.</div>
<div dir="RTL">
ولنبدأ في العراق- في عام 2003 نقل الأمريكيون الحرب إلى
البلاد، حيث أسقطوا صدام حسين وقاموا بحلّ الجيش العراقي وحزب البعث،
وحاولوا إحلال الأمن والنظام بالاعتماد على جنودهم. وكانت عواقب هذا العمل
خطيرة، لأنَّهم قد جعلوا أنفسهم من خلال ذلك محتلين وخلقوا في الوقت نفسه
أعداءً لهم. نتيجة ذلك خسر فجأة مئات الآلاف من العراقيين -من الجنود
والكوادر القيادية والمسؤولين السابقين- كلّ شيء ووجدوا في مقاومة القوَّات
الأمريكية مجال عمل جديد.</div>
<div dir="RTL">
<strong>بؤرة جذب جديدة للجهاديين القادمين من جميع أنحاء العالم</strong></div>
<div class="media media-element-container media-large image-left" style="width: 100%;">
<img alt="خريطة مناطق نفوذ تنظيم "الدولة الإسلامية" في نهاية شهر يوليو/ تموز 2014. Quelle: DW / Qantara" class="media-element file-large" height="411" src="http://ar.qantara.de/sites/default/files/styles/editor_large/public/uploads/2014/08/27/infografik_is_dw.gif?itok=mQuRmEVg" title="خريطة مناطق نفوذ تنظيم "الدولة الإسلامية" في نهاية شهر يوليو/ تموز 2014. Quelle: DW / Qantara" width="730" /><br /><div class="field field-name-field-file-image-caption-text field-type-text field-label-hidden">
<div class="field-items">
<div class="field-item even">
تفكّك الدولة وإلغاء الحدود الوطنية- "ساهمت
الولايات المتَّحدة الأمريكية وحلفاؤها مرتين في صعود تنظيم الدولة
الإسلامية. فقد خلقوا في العراق الأرضية لوجود الإرهابيين وتركوا لهم في
سوريا فراغ السلطة"، مثلما ترى كريستين هيلبيرغ.</div>
</div>
</div>
</div>
<div dir="RTL">
تحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي ظهر تنظيم "القاعدة في العراق"،
وهو فرع عنيف ووحشي من تنظيم القاعدة الإرهابي، كان يستهدف في المقام
الأوّل الشيعة العراقيين بالإضافة إلى الجنود الأمريكيين. وهكذا نمت
الكراهية الطائفية المستخدمة كوسيلة سياسية بين السُّنة والشيعة -كراهية
كانت غريبة عن العراقيين في السابق- وبات يتم إشعالها من قبل القوتين
الإقليميتين المتنافستين إيران والمملكة العربية السعودية. وغدا العراق من
بعد أفغانستان بؤرة جذب جديدة للجهاديين القادمين من جميع أنحاء العالم.</div>
<div dir="RTL">
في أواخر عام 2006 غيّر تنظيم "القاعدة في العراق" اسمه إلى
"الدولة الإسلامية في العراق". وأدرك الأمريكيون أنَّهم لا يستطيعون محاربة
الإرهاب إلاَّ بمساعدة المواطنين السُّنة أبناء البلاد وقد وجدوا في "حركة
الصحوة" حلفاءهم الأساسيين، ليتمكّنوا في عام 2008 من دفع تنظيم الدولة
الإسلامية في العراق إلى الاختفاء تحت الأرض.</div>
<div dir="RTL">
<a href="http://ar.qantara.de/themes/assad-regime">وعندما بدأت الانتفاضة ضدّ نظام الأسد في سوريا في ربيع عام 2011 </a>وبدأت
البلاد تنزلق إلى الفوضى بشكل متزايد، شعر الإرهابيون بفرصتهم هناك. وفي
بداية عام 2013 امتدّت الدولة الإسلامية في العراق إلى سوريا وصارت تطلق
على نفسها منذ ذلك الحين اسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش).
ولكن مع ذلك فإنَّ جهاديي الدولة الإسلامية لا يقاتلون ضدّ جيش الأسد، بل
يقاتلون من أجل بسط سيطرتهم في المناطق التي قام بتحريرها في وقت سابق
المتمرّدون السوريون. <a href="http://ar.qantara.de/themes/syrian-opposition">ومن خلال ذلك ساهم هؤلاء الجهاديون بشكل إضافي في إضعاف المقاومة المعارضة لنظام الأسد</a>، وقد جاء هذا مناسبًا للنظام السوري، ولهذا السبب احتمل النظام وجودهم في البداية وكان يشجّعهم في بعض الأحيان.</div>
<div dir="RTL">
ومنذ ذلك الحين أصبح متمرّدو "الجيش السوري الحرّ" وكوادره
وفصائله الباقية وكذلك مقاتلو "الجبهة الإسلامية" -المكوّنة من مجموعات
الإسلاميين السورية المحلية- يقاتلون ضدّ عدُوّيْن اثنين. غير أنَّهم من
دون حصولهم على الدعم من الغرب عاجزون عن فعل أي شيء لمواجهة إرهاب غارات
الأسد الجوية وكذلك إرهاب تقطيع الرؤوس من قبل داعش على الأرض.</div>
<div dir="RTL">
<strong>سلبية ذات عواقب وخيمة</strong></div>
<div style="text-align: right;">
<span dir="RTL">إنَّ كلاً من الولايات
المتَّحدة الأمريكية وأوروبا تنكران قيمهما الخاصة، وذلك من خلال وقوفهما
مكتوفتي الأيدي إلى حدّ بعيد ومراقبتهما النظام السوري وهو يقصف المدنيين
بالقنابل ويقتلهم بالغازات ويعذّبهم ويجوّعهم حتى الموت- من دون قيامهما
بفعل أي شيء من أجل حماية هؤلاء المدنيين. وبدلاً من العمل في الوقت
المناسب من أجل جعل الجيش السوري الحر الذي أسّسه المنشقّون بديلاً عن
الجيش السوري، أو على الأقل الاستمرار في تسليح المتمرّدين المعتدلين (أي
الذين يؤيّدون تعايش جميع الطوائف والمجموعات العرقية)، ترك الغرب تقديم
هذا الدعم -وبالتالي التأثير على المعارضة المسلحة- لأطراف أخرى: لكلّ من
تركيا وقطر والمملكة العربية السعودية وفي النهاية لتنظيم القاعدة.</span></div>
<div class="media media-element-container media-large image-left" style="width: 100%;">
<img alt="أبو بكر البغدادي. Foto. picture alliance/abaca" class="media-element file-large" height="411" src="http://ar.qantara.de/sites/default/files/styles/editor_large/public/uploads/2014/08/18/abu_bakr.jpg?itok=0ZawihrW" title="أبو بكر البغدادي. Foto. picture alliance/abaca" width="730" /><br /><div class="field field-name-field-file-image-caption-text field-type-text field-label-hidden">
<div class="field-items">
<div class="field-item even">
إعلان الخلافة في سوريا والعراق- بعد
استيلائهم على مدينة الموصل المليونية في شمال العراق، اقترب الجهاديون في
منتصف شهر حزيران/ يونيو إلى حدّ خطير من العاصمة العراقية بغداد. وبعد
أسبوعين أعلن المتطرّفون السُّنة قيام دولة الخلافة في المناطق التي
يسيطرون عليها في سوريا والعراق بزعامة أبو بكر البغدادي كخليفة لهذه
الخلافة.</div>
</div>
</div>
</div>
<div dir="RTL">
اختلف الفرع الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا، أي "جبهة
النصرة"، مع الدولة الإسلامية في العراق والشام، عندما أراد زعيمها أبو بكر
البغدادي في العام الماضي 2013 إعلان نفسه الممثّل الوحيد لهذه الشبكة
الإرهابية في العراق وسوريا. ونتيجة ذلك أمره زعيم تنظيم القاعدة أيمن
الظواهري بالتراجع عن هذا العمل. وبدوره ترك البغدادي تنظيم القاعدة وبات
يعمل منذ ذلك الحين لحسابه الخاص من أجل إقامة الخلافة في "بلاد الشام"
التاريخية، أي في العراق وسوريا والأردن ولبنان وفلسطين. ومنذ بداية الهجوم
الذي شنته في شهر حزيران/ يونيو 2014 في شمال العراق، صارت هذه الدولة
الإسلامية في العراق والشام تطلق على نفسها فقط اسم "الدولة الإسلامية"،
وصار البغدادي يظهر بصفته خليفة.</div>
<div dir="RTL">
وهكذا ساهمت الولايات المتَّحدة الأمريكية وحلفاؤها مرتين في
صعود تنظيم الدولة الإسلامية. فقد خلقوا في العراق الأرضية لوجود
الإرهابيين وتركوا لهم في سوريا فراغ السلطة. <a href="http://ar.qantara.de/themes/iraq-war-0">وبما أنَّهم بدأوا حربًا -أي الحرب في العراق-</a>
ولم يساعدوا في إنهاء الحرب الأخرى -أي حرب الإبادة التي يخوضها نظام
الأسد ضدّ السوريين- فهم يتحمّلون مسؤولية كبيرة عن معاناة الناس في
المنطقة. ولهذا السبب بالذات يجب على الغرب الآن العمل.</div>
<div dir="RTL">
لكن مع ذلك لا بد من توخي الحذر، لأنَّ الوضع معقّد ولا يجوز
تكرار الأخطاء نفسها مرة أخرى. من الممكن الاستفادة في البحث عن طريق وسط
بين سياسة الإمبريالية والجهل من هذه الدروس الخمسة المستخلصة من التطوّرات
التي شهدتها الأعوام الأخيرة:</div>
<div dir="RTL">
<strong> حماية المدنيين مسؤولية الغرب </strong></div>
<div style="text-align: right;">
<strong><span dir="RTL">أولاً</span></strong><span dir="RTL">،
يجب ألاّ تكون محاربة تنظيم الدولة الإسلامية من أجل تحقيق أهداف سياسية
أو مصالح اقتصادية، ولا حتى من أجل "قيمنا"، بل فقط من أجل الحماية، من أجل
إنقاذ المدنيين ومن أجل بقائهم فقط. وفي هذا الصدد يعتبر مبدأ "مسؤولية
الحماية" المنصوص عليه في القانون الدولي هو المبرّر الوحيد للتدخّل
العسكري. أليست الأسلحة الموجودة في المنطقة كافية؟ أجل، هذا صحيح، فالأسد
وتنظيم الدولة الإسلامية لديهما كلّ ما يحتاجان إليه. ولكن أحيانًا تنفذ
الذخيرة فقط لدى قوّات البشمركة والجيش السوري الحر- وهذا من سوء حظّ جميع
الأشخاص المعتمدين على حمايتهم.</span></div>
<div class="media media-element-container media-large image-left" style="width: 100%;">
<img alt="إيزيديون عراقيون اضطروا إلى الفرار من سنجار. Foto: Reuters" class="media-element file-large" height="411" src="http://ar.qantara.de/sites/default/files/styles/editor_large/public/uploads/2014/08/18/flucht_von_jesiden_aus_sindschar_reuters.jpg?itok=_EHHTI6q" title="إيزيديون عراقيون اضطروا إلى الفرار من سنجار. Foto: Reuters" width="730" /><br /><div class="field field-name-field-file-image-caption-text field-type-text field-label-hidden">
<div class="field-items">
<div class="field-item even">
الهروب من خطر الإبادة الجماعية- بحسب
التقديرات هرب حتى الآن أكثر من 800 ألف شخص من جرائم ميليشيات تنظيم
الدولة الإسلامية إلى المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون الأكراد، مع
استمرار كارثية وضعهم الإنساني.</div>
</div>
</div>
</div>
<div dir="RTL">
<strong>ثانيًا</strong>، يجب على الغرب أن يحدّ من نشاطاته
العسكرية بقدر الإمكان. وهذا يعني عدم وجود قوّات برية وعدم وجود أي
احتلال، بل تقديم المساعدة للناس هناك من أجل تمكينهم من مساعدة أنفسهم.
وكذلك يجب دعم جميع المجموعات المسلحة غير الحكومية التي تواجه الدولة
الإسلامية- بصرف النظر عما إذا كانت في العراق أو في سوريا. وبما أنَّ
تنظيم الدولة الإسلامية يقيم خلافته عبر الحدود، فيجب علينا أن نتوقّف عن
التفكير ضمن مفاهيم الدولة القومية، أم هل نريد مثلاً إنقاذ الإيزيديين في
العراق من خلال إيصالهم "بأمان" إلى سوريا، لنتركهم هناك للإرهابيين؟</div>
<div dir="RTL">
إنَّ الأطراف التي تحارب تنظيم الدولة الإسلامية هي البشمركة
في شمال العراق ومقاتلو حزب الاتّحاد الديمقراطي الكردي في شمال شرق سوريا
والجيش الإسلامي (فصيل من فصائل الجبهة الإسلامية) في ضواحي دمشق وريفها،
وفي جنوب سوريا الجيش السوري الحر. كما أنَّهم هم الذين يحمون المدنيين
هناك على الأرض، ولذلك فهم حلفاؤنا. يجب علينا أن نتعامل معهم بمرونة ومن
دون بيروقراطية، حتى وإن كانوا لا يمثّلون دولاً.</div>
<div dir="RTL">
<strong>ثالثًا</strong>، <a href="http://ar.qantara.de/dossier/lslm-lsny-lsn">لا أحد يستطيع القضاء بشكل دائم على تنظيم الدولة الإسلامية سوى أبناء المنطقة السُّنة</a>،
لأنَّهم الوحيدون القادرون على سحب البساط من تحت الإرهابيين وتقويض
عقيدتهم، وذلك من خلال كسبهم الإسلاميين المعتدلين وعلماء الدين المعترف
بهم من أجل محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، وبالتالي كسب جميع الأشخاص
المتحالفين مع هذا التنظيم الإرهابي لأسباب تتعلق بالسلطة السياسية
المؤقّتة. يجب تعزيز دور السّنة على المستوى السياسي ومشاركتهم في
المسؤولية وعدم وضعهم تحت اشتباه عام.</div>
<div dir="RTL">
<strong>الدعم ليس فقط للبشمركة </strong></div>
<div dir="RTL">
<strong>رابعًا</strong>: يجب ألاَّ تقتصر المساعدة على
الأكراد، ويجب ألاَّ تركّز فقط على الأقليات الدينية. إذ إنَّ ضحايا العنف
الرئيسيين في المنطقة ليسوا من المسيحيين وحدهم بل من المسلمين أيضا.
وتعتبر شحنات الأسلحة المقدّمة إلى البشمركة في شمال العراق صحيحة ومهمة،
ولكن لا يجب على الغرب عدم تأجيج الخلاف بين الأكراد والعرب أكثر. حيث باتت
تزداد الآن الريبة والكراهية بين أبناء المجموعتين العرقيتين وصار هناك
خطر يهدّد بحدوث تفكّك عرقي في كلّ من العراق وسوريا.</div>
<div style="text-align: right;">
<span dir="RTL"> وحتى وإن كان قيام دولة
كردية مستقلة أمرًا طبيعيًا أو مرغوبًا فيه على المدى الطويل، فإنَّ من
واجب الجميع التعاون سوية في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية: يجب على العرب
والأكراد والسُّنة والشيعة والمسيحيين والإيزيديين والعلويين والدروز
والإسماعيليين تكوين جبهة مُوحدّة لمواجهة الإرهاب.</span></div>
<div class="media media-element-container media-large image-left" style="width: 100%;">
<img alt="الرئيس السوري بشار الأسد. Foto: Reuters/Syria TV" class="media-element file-large" height="411" src="http://ar.qantara.de/sites/default/files/styles/editor_large/public/uploads/2014/08/18/syriens_praesident_assad_reuters_syria_tv.jpg?itok=oR2Qe0O6" title="الرئيس السوري بشار الأسد. Foto: Reuters/Syria TV" width="730" /><br /><div class="field field-name-field-file-image-caption-text field-type-text field-label-hidden">
<div class="field-items">
<div class="field-item even">
"لقد قام كلّ من نظام الأسد وكذلك حكومة
المالكي بتمهيد الطريق لتنظيم الدولة الإسلامية، وذلك من خلال عنف الأسد
المطلق ودعايته ومن خلال سياسة الإقصاء التي اتّبعتها حكومة المالكي. ولذلك
فهما يمثّلان أسباب تقدّم الجهاديين ولا يعتبران جزءًا من الحلّ. وبناءً
على ذلك لا يجوز أن يصبح الأسد ولا المالكي حلفاءَ في الحرب على الإرهاب"،
بحسب رأي كريستين هيلبيرغ.</div>
</div>
</div>
</div>
<div dir="RTL">
<strong>خامسًا</strong>، يجب على الغرب أن يحذر ويحترس من
الحلفاء الكاذبين. لقد قام كلّ من نظام الأسد وكذلك حكومة المالكي بتمهيد
الطريق لتنظيم الدولة الإسلامية، وذلك من خلال عنف الأسد المطلق ودعايته
ومن خلال سياسة الإقصاء التي اتّبعتها حكومة المالكي. ولذلك فهما يمثّلان
أسباب تقدّم الجهاديين ولا يعتبران جزءًا من الحلّ. وبناءً على ذلك لا يجوز
أن يصبح الأسد ولا المالكي حلفاءَ في الحرب على الإرهاب.</div>
<div dir="RTL">
لقد أدرك قادة الغرب هذا في حالة المالكي وصاروا يأملون في
تشكيل حكومة توافقية برئاسة رئيس الوزراء العراقي المُكَلّف حيدر العبادي.
وأمَّا في حالة الأسد يبدو أنَّ بعض السياسيين لا يزالون مخدوعين بخرافته
التي تصوّره على أنَّه "الضامن للاستقرار والراعي للأقليات". وللتذكير فلا
بدّ من التنويه هنا إلى أنَّ الأسد يصف كلّ من يعارضه بأنَّه إرهابي: سواء
كان معارضوه من تلاميذ المدارس أو المتظاهرين السلميين أو مخرجي الأفلام
المسيحيين أو المنشقين والمتهربين العلويين من الخدمة العسكرية أو من نساء
يعملن في تهريب الأدوية والعقاقير أو من الصحفيين والأطباء.</div>
<div dir="RTL">
كما أنَّ ما يفعله شبيحة الأسد مع المدنيين السوريين، ليس
أفضل من إرهاب تنظيم الدولة الإسلامية. يضاف إلى ذلك أنَّ جرائمهم ضدّ
الإنسانية -من طعن الأطفال الصغار وعمليات الاغتصاب الجماعي وتعذيب السجناء
حتى الموت وتجويع أحياء برمّتها وإلقاء البراميل المتفجّرة على الأحياء
المأهولة بالسكّان وكذلك الغارات التي تستهدف المستشفيات والمخابز- هي فوق
ذلك جرائم ممنهجة. والفرق الوحيد هو أنَّ الجهاديين يعرضون أعمالهم البشعة
في وسائل الإعلام، في حين أنَّ الحكَّام في دمشق يتستّرون على جرائمهم.
فتنظيم الدولة الإسلامية يتفاخر ونظام الأسد ينكر.</div>
<div dir="RTL">
<strong>الانخراط والتحفظ</strong></div>
<div dir="RTL">
تتّبع الدول الغربية في الشرق الأوسط منذ عدة أعوام سياسة
خارجية قصيرة النظر وغير بنّاءة ومنافقة. ولذلك فإنَّ ما نحتاجه الآن هو
مزيج ذكي من الانخراط والتحفظ في هذه المنطقة. حيثما يوجد خطر يهدّد بوقوع
إبادة جماعية أو عندما تقع إبادة جماعية، يجب علينا تحمّل المسؤولية والعمل
بكلّ الوسائل من أجل حماية المدنيين- سواء من نظام قاتل مثل النظام السوري
أو من الجماعات الإرهابية مثل تنظيم الدولة الإسلامية.</div>
<div dir="RTL">
وحالما يزول الخطر، يجب علينا أن نقيّد عملنا ضمن تقديم
المساعدات الإنسانية ودعم عملية إعادة الإعمار. وفي المقابل فإنَّ النظام
السياسي الجديد والتطوّرات الاجتماعية في البلاد هي أمور من اختصاص
العراقيين والسوريين؛ إذ يجب عليهم أن يجدوا طريقهم الخاص إلى المشاركة في
صنع القرار وتقاسم السلطة، ويجب عليهم العمل بمفردهم من أجل مواجهة الفساد
والهياكل الذكورية والسلطوية. <a href="http://ar.qantara.de/dossier/lzm-lswry">وفي
هذا الصدد يمكننا تقديم الدعم لقوى المجتمع المدني المحلية التي تعمل على
معالجة هذه الموضوعات، ولكن لا يجوز لنا أن نفعل شيئًا أكثر من ذلك</a>.</div>
<div dir="RTL">
يمكننا عندما لا نعود ننادي فقط بحقوق الإنسان، بل كذلك نعمل
ونبذل ما في وسعنا من أجل تطبيقها، أن نجعل من أهالي هذه المنطقة حلفاءَ
لنا. وعندما نفعل ذلك سوف نستعيد شيئًا مهمًا جدًا بالنسبة لنا في منطقة
الشرق الأوسط- أي مصداقيتنا.</div>
<div dir="RTL">
<br /></div>
<div dir="RTL">
<br /></div>
<div dir="RTL">
<em>كريستين هيلبيرغ </em></div>
<div dir="RTL">
<em>ترجمة: رائد الباش</em></div>
<div dir="RTL">
<em>تحرير: علي المخلافي</em></div>
<div dir="RTL">
<em>حقوق النشر: قنطرة 2014</em></div>
<div dir="RTL">
<br /></div>
<div dir="RTL">
<em>عملت الصحفية كريستين هيلبيرغ منذ عام 2001 وحتى عام 2009 مراسلة صحفية حرة في دمشق.</em></div>
<div dir="RTL">
<em>صدر كتابها "سوريا: بؤرة توتر. نظرة في عمق بلد منغلق":</em></div>
<div dir="RTL">
<em><span dir="LTR">Brennpunkt Syrien. Einblick in ein verschlossenes Land</span></em></div>
<div style="text-align: right;">
<em><span dir="RTL">في طبعته الثانية المحدّثة والموسّعة في شهر شباط/ فبراير 2014 عن دار نشر هيردر.</span></em></div>
</div>
</div>
مدونة الشيخ علي خازمhttp://www.blogger.com/profile/03584620799898212353noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2060794768737324791.post-14877673578429685552014-03-31T18:52:00.001+03:002014-03-31T18:52:05.119+03:00هسبريس :: المغرب يوافق على قرار أممي لضمان حرية الدين والمعتقد<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><a href="http://www.hespress.com/societe/171201.html">المغرب يوافق على قرار أممي لضمان حرية الدين والمعتقد</a><br /><br />
<h1 class="page_title">المغرب يوافق على قرار أممي لضمان حرية الدين والمعتقد</h1><div class="image" style="margin: 10px auto; width: 240px;"><img alt="المغرب يوافق على قرار أممي لضمان حرية الدين والمعتقد" src="http://t1.hespress.com/cache/thumbnail/article_medium/ungeneva_913438104.jpg" /><br />
</div><div id="article_body"><div align="right"><span class="story_author">محمد بلقاسم من جنيف</span><br />
</div><div class="story_stamp"><span class="story_date">الأحد 30 مارس 2014 - 23:00</span><br />
</div>لم تبد الدول العربية ولا الاسلامية بما في ذلك المغرب أي تحفظ على <br />
مشروع قرار أممي تقدمت به أزيد من ستين دولة في مجلس حقوق الانسان حول حرية<br />
الدين أو المعتقد، لتُجْمع بذلك الجلسة الختامية للمجلس على القرار وذلك <br />
ضمن التوصيات الختامية للدورة الخامسة والعشرون التي احتضنتها مدينة جنيف <br />
السويسرية على مدى أربعة أسابيع.<br /><br />
ويشدد القرار الذي تم تمريره بالتوافق دون اللجوء للتصويت، "على حق كل <br />
فرد في حرية الفكر والوجدان والـدين أو المعتقـد، بما يشمل حريته في أن <br />
يكون أو لا يكون له دين أو معتقد أو في أن يعتنق دينا أو معتقـدا يختاره <br />
بنفسه، وحريته في إظهار دينه أو معتقده بالتعليم والممارسة والتعبد وإقامة <br />
الـشعائر، بمفرده أو مع جماعة، وأمام الملأ أو على حدة، بما في ذلك حقه في <br />
تغيير دينه أو معتقده".<br /><br />
وجدد القرار المذكور، التأكيد على أن جميع حقوق الإنسان عالمية وغير <br />
قابلة للتجزئة ومترابطـة ومتشابكة، مبرزا أن على "الدول مسؤولة في المقام <br />
الأول عن تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها، بما في ذلك حقوق الإنسان للأشخاص <br />
المنتمين إلى أقليات دينية، بما يشمل حقهم في ممارسة دينهم أو معتقدهم <br />
بحرية".<br /><br />
القرار المذكور وبعدما أشار إلى "استمرار أعمال التعصب والعنف التي تقوم<br />
على أسـاس الدين أو المعتقد وتستهدف الأفراد، بمن فيهم المنتمون إلى <br />
الطوائف الدينية والأقليات الدينيـة في جميع أنحاء العالم"، دعا إلى إيلاء <br />
أهمية للتعليم في تعزيز التسامح الذي يقوم على تقبـل النـاس للتنـوع <br />
واحترامهم له، بما يشمل التعبير الديني.<br /><br />
وفي هذا السياق أكد القرار على ضرورة أن يسهم التعليم، وبخاصـة التعليم <br />
المدرسي، مساهمة مجدية في تعزيز التسامح وفي القضاء على التمييز القائم على<br />
أساس الدين أو المعتقد، مضيفا "أن حرية الدين أو المعتقد وحرية التعـبير <br />
مترابطتـان ومتـشابكتان ومتعاضدتان"، قبل أن يؤكد على الدور الذي يمكن أن <br />
تؤديه هذه الحقوق في مكافحة جميع أشكال التعصب والتمييز القائمة على الدين <br />
أو المعتقد.<br /><br />
وأعرب واضعو القرار عن قلقهم الشديد إزاء العقبات الناشئة التي تعوق <br />
التمتـع بـالحق في حرية الدين أو المعتقد، وإزاء حالات التعصب الديني <br />
والتمييز والعنف القائمين على الـدين، مسجلا تزايد عدد أعمال العنف الموجهة<br />
ضد الأفراد بمن فيهم الأشخاص المنتمون إلى أقليات دينية في مناطق شتى من <br />
العالم.<br /><br />
ونبه في هذا الاتجاه إلى تصاعد التطرف الديني في مناطق شتى من العالم <br />
وتأثيره على حقوق الأفراد بمن فيهم الأشخاص المنتمون إلى أقليات دينية، <br />
مشيرا إلى حوادث الكراهية والتمييز والتعصب والعنف القائمة على الـدين، <br />
وهـي حوادث قد تظهر حسب نص القرار "من خلال القوالب النمطية المهينة <br />
والتوصيف السلبي ووصم الأفراد علـى أساس دينهم أو معتقدهم".<br /><br />
إلى ذلك أشار القرار ، إلى أن النظم الدستورية والتشريعية التي لا توفر <br />
للجميع دون تمييز ضمانات كافية وفعالة من أجل ممارسة حرية الفكر والوجدان <br />
والدين أو المعتقد، مستنكرا الاعتداءات على الأماكن والمواقع والأضرحة <br />
الدينية، وتخريـب المقـابر، بما يشكل انتهاكا للقانون الدولي، لا سيما <br />
القانون الـدولي لحقـوق الإنـسان والقـانون الإنساني الدولي.</div></div>مدونة الشيخ علي خازمhttp://www.blogger.com/profile/03584620799898212353noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2060794768737324791.post-78665823578638208352014-03-27T16:53:00.001+02:002014-03-27T16:53:51.320+02:00الحكومة الفيلبينية وجبهة مورو الإسلامية يوقعان اتفاقا تاريخيا - RT Arabic<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><br /><br />
<a href="http://arabic.rt.com/news/674774-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D9%86_%D8%AC%D8%A8%D9%87%D8%A9_%D9%85%D9%88%D8%B1%D9%88_%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82/">الحكومة الفيلبينية وجبهة مورو الإسلامية يوقعان اتفاقا تاريخيا - RT Arabic</a><br /><br />
الحكومة الفيلبينية وجبهة مورو الإسلامية يوقعان اتفاقا تاريخيا<br />
<br />
27.03.2014 | 17:20 اخبار العالم<br />
حجم الخط<br />
الحكومة الفيلبينية وجبهة مورو الإسلامية يوقعان اتفاقا تاريخيا AFP <br />
الحكومة الفيلبينية وجبهة مورو الإسلامية يوقعان اتفاقا تاريخيا<br />
<br />
توقع الحكومة الفلبينية وجبهة مورو الإسلامية اليوم الخميس 27 مارس/آذار <br />
اتفاقا يضع حدا لنزاع استمر لعقود، حيث دامت المفاوضات 17 عاما عُلقت <br />
خلالها عدة مرات.<br />
<br />
ويوقع قادة الحركة المتمردة الناشطة في جنوب الأرخبيل في القصر الرئاسي <br />
بالعاصمة مانيلا اتفاق سلام لقاء حكم ذاتي في جنوب الفلبين حيث يشكل <br />
المسلمون معظم سكانه.<br />
<br />
وقال غزالي جعفر نائب رئيس جبهة مورو الإسلامية للتحرير لوكالة فرانس برس <br />
"خضنا على مدى سنوات عديدة كفاح شعب بانغسامورو الذي عاش الكثير من المحن".<br />
<br />
وتابع إن "الاتفاق يضع حدا للمعارك حول مينداناو" كبرى مدن جنوب الأرخبيل <br />
الذي أصبح من المناطق الأكثر فقرا وفسادا في البلاد.<br />
<br />
وبموجب الإتفاق الذي سيوقعه الرئيس بينينيو اكينو ورئيس جبهة مورو مراد <br />
إبراهيم، تقوم الحركة بنزع أسلحة عناصرها العشرة آلاف تقريبا بشكل تدريجي، <br />
في عملية مستلهمة من الآلية التي طبقت في أيرلندا الشمالية.<br />
<br />
ويذكر أن منطقة الحكم الذاتي التي ستمثل 10% من أراضي الفلبين ستكون لها <br />
شرطتها الخاصة وبرلمان محلي وصلاحية جباية الضرائب. أما الدفاع فيبقى من <br />
صلاحيات الحكومة المركزية.<br /><br /><a href="http://arabic.rt.com/news/674774/">http://arabic.rt.com/news/674774/</a> :روسيا اليوم<br /><br />
</div>مدونة الشيخ علي خازمhttp://www.blogger.com/profile/03584620799898212353noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2060794768737324791.post-39126342275615624302014-01-06T05:08:00.001+02:002014-01-06T05:35:11.902+02:00(الزمان) تحصل على تفاصيل مخطوطة عمرها ربع قرن بيد عالم الإجتماع علي الوردي<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<h1 class="entry-title">
<a href="http://www.azzaman.com/?p=54045" rel="bookmark">(الزمان) تحصل على تفاصيل مخطوطة عمرها ربع قرن بيد عالم الإجتماع</a></h1>
<h1 class="entry-title">
<br />
</h1>
<div class="entry-info">
<span style="font-size: large;"> – <abbr class="published" title="2013-12-08T17:20:05+00:00">December 8, 2013</abbr></span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;">مقال من ظهور الحمير إلى الجمبو يلخّص حياة الوردي</span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
</div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;">صانع عطار براتب 5 روبيات</span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;">الايمان القوي يسبغ طمأنينة نفسية يفتقدها المترفون</span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;">احب التفرج على السياسة لامشاركا</span></div>
<div style="direction: rtl;">
<br /></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;"><b>أربيل - غفران حداد</b><a href="http://www.azzaman.com/wp-content/uploads/2013/12/--------------------5.jpg" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img alt="" class="aligncenter size-medium wp-image-54046" src="http://www.azzaman.com/wp-content/uploads/2013/12/--------------------5-300x199.jpg" height="199" title="علي الوردي (5)" width="300" /></a></span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;">تنشر (الزمان) مخطوطة بيد استاذ الاجتماع علي الوردي عمرها 25 سنة عبارة عن محاورة صحفية تسلط الضوء على محطات في حياة الوردي.</span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;">وتسلم ملاّ بختيار ونوزاد احمد رئيس مركز كلاويز الثقافي من قاسم حسين صالح المخطوطة وقال صالح لـ(الزمان) ،ان هذه المخطوطة هي من حوار صحفي اجريناه مع الوردي عام 1989 في داره الواقعة خلف اعدادية الحريري بمدينة الأعظمية واضاف (المؤلم ان الوردي الذي يعد ابرزعالم اجتماع عراقي في القرن العشرين، عاش مضطهدا زمن النظام الدكتاتوري ومنسيا في زمن النظام الديمقراطي. فالذين جاءوا بعد التغيير وكانوا لا يملكون ثمن تذكرة الطائرة.. بنوا القصور بملايين الدولارات في مدينة الكاظمية ولم يقيموا له نصبا تذكاريا فيها..مع انه ابن الكاظمية وتابع صالح(لقد احتفظنا بهذه الاوراق ربع قرن وها نحن نهدي هذه الأمانة لمركز كلاويز الثقافي وكلنا ثقة انهم أهلّ لحمل هذه الامانة، ووضعها في مكان يعرّف جيل ما بعد الوردي بوصفه أول من درس طبيعة المجتمع العراقي بأسلوب علمي، وصاحب أشهر المؤلفات المعنية بتحليل المجتمع والجريئة في طرح الأفكار بأسلوب السهل الممتنع) واكد صالح ان (ملا بختيار قد تسلم المخطوطة ووعد بصون الأمانة) وفيما يلي المخطوطة:</span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;"><b>{ أرجو أن تحدثنا عن قصة حياتك من طفولتك حتى الآن، بروايتك انت لتكون مرجعا”، وما هو شعورك الآن بعدما بلغت سن الشيخوخة ؟</b></span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;">-كتبت ذات مرة مقالا” في احدى الصحف بعنوان: (من على ظهور الحمير الى الجمبو). وكنت اقصد به انّي في بداية حياتي سافرت على ظهور الحمير ثم أتيح لي أن أسافر بطائرة “الجمبو” وهذا المقال يصوّر سيرة حياتي وحياة مجتمعي تصويرا” واضحا”.</span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;">واني من مواليد العهد العثماني، فقد ولدت في عام 1913 وشهدت هذا التطور الهائل الذي حدث في العراق حيث تحوّل المجتمع به من وضع القرون الوسطى الى العصر الحديث. ومما يلفت النظر أنني أنا شخصيا” قد تحولت حياتي بما يشبه التحول الذي مرّ به العراق. فقد كنت في صباي صانع عطار براتب شهري قدره خمس روبيات (375 </span><span style="font-size: large;"><span style="font-size: large;">)</span>فلسا”، ثم صرت الآن مؤلفا” اتحذلق على الناس بأقاويل لا يفهمونها وأطلب منهم أن يفهمونها.</span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;">واني مشغول الآن بكتابة مذكراتي، وهي ستكون ذات جانبين، أحدهما أتحدث فيه عما جرى في المجتمع من تحول عجيب، والآخر أتحدث فيه عما جرى لي أنا من تحوّل أعجب منه.</span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;">واني ما زلت أتذكر تلك الأيام التي كنت أعمل فيها صانعا” في دكان عطار من شروق الشمس حتى الساعة الواحدة بعد الغروب.</span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;">وحدث لي في عصر أحد الأيام أنّي ذهبت الى شاطيء النهر في مهمة كلفني بها “استاذي” العطار، فرأيت المقاهي وصوت الحاكى يلعلع بأغاني محمد القبنجي ورشيد القندرجي وبدرية انور. وقد أثار هذا المنظر دهشتي وأخذت أسائل نفسي: (كيف يكسب هؤلاء الناس رزقهم ومن اين يعيشون؟). فقد كنت أتصور ان كسب الرزق يضطر الانسان الى العمل من شروق الشمس الى ما بعد غروبها، وليس من الممكن لشخص يريد أن يكسب رزقه وهو جالس في المقهى عصرا” يستمع الى الاغاني.</span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;">ثم دارت الايام بعد ذلك، فوجدت نفسي قد صرت من المترفين، وأخذت أصول وأجول راكضا” وراء الدنيا، ونسيت أني كنت قبلئذ من المساكين(كتبها اولا:من أبناء الصعاليك وشطب عليها-ق). وتلك الايام نداولها بين الناس ـ كما ورد في القرآن الكريم.</span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;">وان مذكراتي تخلو من السياسة، في الغالب، وهي تختلف بذلك عن المذكرات التي صدرت في العراق. فالذين كتبوا تلك المذكرات كانوا من رجال السياسة وكان غرضهم من كتابة المذكرات تبيان وجهة نظرهم في الحوادث السياسية التي شاركوا فيها أو عاصروها. أما مذكراتي فليس فيها من ذلك الا قليلا”.</span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;">اني لم اشارك في الحوادث السياسية، فان مزاجي لا ينسجم مع السياسة. اني أحب أن اكون متفرجا” فيها لامشاركا”. ولكل انسان مزاج خاص به، وليس للانسان يد في صنع مزاجه كما لايخفى.</span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;">حاولت في مذكراتي أن اتحدث عن السياسة بصفتي متفرجا” عليها. ولا حاجة بي الى القول ان الحوادث السياسية لها جانب اجتماعي، ولهذا سوف يجد القاريء في مذكراتي شيئا” من التحليل لبعض حوادث السياسة، انما هو تحليل من وجهة نظر اجتماعية ـ والله المستعان على كل حال!</span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;">أعود الآن الى سؤالك عن شعوري في مرحلة الشيخوخة التي أمرّ بها، وهو سؤال لا يخلو من شيء من الاحراج لي.</span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;">اني اشعر الآن بالتذمر. وهناك سببان أو ثلاثة لهذا التذمر لا مجال هنا لذكرها، وسوف يجد القاريء تفصيلا” لها في مذكراتي. قد يكفي هنا أن أقول اني فقدت ايمان العجائز الذي كان متوافرا” في الاجيال الماضية.</span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;">ليس في مقدور شخص يعيش في هذه الحضارة الصاخبة، ويطلع على ما فيها من تطور علمي، أن يظل محافظا” على ايمان العجائز.</span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;">فان هذا الايمان لايتوافر الا في البيئات الراكدة المنعزلة، وهي البيئة التي كان أباؤنا يعيشون فيها.</span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;">اني لو خيرّت بين حالتي الاولى عندما كنت معدما” ولكني املك ايمان العجائز وهذه الحالة التي انا فيها الآن لفضلّت الحالة الاولى. فان الايمان القويّ يسبغ على الانسان طمأنينة نفسية يندر أن يحصل عليها المترفون من أرباب الملايين.</span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;"><b>{ الملاحظ أنك اجتماعي تارة ومؤرخ تارة أخرى،فما هو السبب الذي جعلك كذلك؟ وهل هنالك علاقة بين علم التاريخ وعلم الاجتماع؟</b></span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;">- نعم. هنالك علاقة تفاعلية وثيقة بين علم التاريخ وعلم الاجتماع. فالمؤرخ يكون أقدر على فهم حوادث التاريخ اذا كان ملمّا بعلم الاجتماع، كما أن الاجتماعي يكون أقدر على فهم المجتمع اذا كان ملمّا بتاريخه.</span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;"> أستطيع أن آتيك بمثال على أهمية علم الاجتماع في فهم حوادث التاريخ حول الحادثة الكبرى التي حدثت في عهد الخليفة عثمان بن عفان وأدت الى مقتله.فهذه الحادثة كان لها أثر بالغ جدا في مسيرة التاريخ الاسلامي،وقد انقسم المؤرخون حولها الى فريقين متعارضين، فمنهم من وضع اللوم كله على الذين ثاروا على عثمان ،ومنهم من وضع اللوم كله على حاشية عثمان.</span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;">ونحن اليوم اذ نحاول دراسة هذه الحادثة في ضوء علم الاجتماع الحديث نستطيع ان نفهمها فهما يختلف عن فهم المؤرخين القدامى لها.</span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;"><b>{ كيف؟</b></span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;">- يمكن القول من الناحية الاجتماعية ان تلك الحادثة كانت محتومة لابدّ من وقوعها عاجلا او آجلا.ان حاشية عثمان ربما كانوا سببا في تعجيل وقوع الحادثة ،ولكن الحادثة لابدّ أن تقع في تلك المرحلة التي مرّبها المجتمع الاسلامي .فهي لو لم تقع في عهد عثمان لوقعت في عهد تال له.</span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;"><b>{ هل هذا يعني أن أسبابها كانت موجودة قبل عهد عثمان؟</b></span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;">- كان نظام الحكم في الخلافة الراشدة التي دامت نحو ثلاثين سنة يشبه أن يكون ديمقراطيا،أو هو كان ديمقراطيا فعلا. فالحاكم فيها كان ذا مرتّب محدود وهو لا يستطيع أن يتصرّف بالأموال العامة كما يشتهي .وهو كان ايضا لا يستطيع أن يقتل أحدا أو يعاقب أحدا كما يشتهي اذ هو كان مقيّدا في ذلك بالتعاليم الاسلامية.وهو كان ايضا لا يستطيع أن يستبدّ بأمور الناس كما يريد بل يجب أن يستشيرهم فيها حسب المبدأ القرآني القائل (وأمرهم شورى بينهم).</span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;">يجب أن نعلم أن معالم الديمقراطية هذه التي ذكرناها لم يكن من السهل تحقيقها في أية أمّة من الأمم في العصور القديمة. وان هي صارت من الممكن تحقيقها في مدة من الزمن فانها لا يمكن أن تدوم طويلا، ولابدّلها من حدّ تقف عنده.</span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<b><span style="font-size: large;">{ لماذا؟</span></b></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;">- لأن مشكلة البشر انهم لا يمكن أن يرضوا عن حاكم حتى ولو كان هذا الحاكم عادلا نزيها الى أقصى درجة ممكنة .ان رضا الناس غاية لا تدرك – كما ورد في المثل العربي القديم.فاذا تمكن الحاكم من ارضاء فريق من الناس فلابدّ أن يسخط عليه فريق آخر منهم.</span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;">كان الحكام قديما يسيطرون على الناس عن طريق الترهيب والترغيب .فالمال بيدهم يغدقونه على من يريدون اجتذابه،كما أن السيف حاضر بين أيديهم يعاقبون به من يسخطون عليه.وبذا صار الرعايا في العصور القديمة ساكتين خائفين،ولم يكن في مقدورهم أن يفعلوا غير ذلك.</span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;"><b>{ وما الذي اختلف الآن؟</b></span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;">- الذي حصل في العصور الحديثة أن النظام الديمقراطي قد حلّ المشكلة. فالناس الآن لا يختلفون عن الناس قديما، اذ هم لا يمكن ان يرضوا كلهم عن حاكم، ولابد ّأن يكون فيهم الراضون عنه والساخطون عليه. ولكن الانتخابات التي تجري فيهم بين حين وآخر تتيح لهم أن يعزلوا الحاكم الذي لا يرضون عنه ،وينصّبوا حاكما آخر بدلا منه. انهم يعلمون أن الحاكم الجديد لم ينل تأييد الناخبين جميعا،فان رضا الناس غاية لا تدرك – كما أشرنا اليه آنفا.ولكنه قد نال تأييد الأكثرية منهم وهذا يكفي.</span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<b><span style="font-size: large;">{ يبدو انك تنظر للصراع وكأنه مسألة حتمية وأبدية ولا تحله حتى الديمقراطية؟</span></b></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;">- ان الاختلاف والتنازع نزعة أصيلة في البشر لا مفرّ منها.ومن طبيعة البشر أنهم حين يختلفون يعتقد كل ّفريق منهم أن الحق في جانبه وأن الباطل في جانب خصمه. واذا وقع الاختلاف بين البشر من دون أن تكون لديهم طريقة عملية للفصل بينهم، كطريقة التصويت والانتخابات في الديمقراطية الحديثة،فان الاختلاف بينهم ينمو ويتصاعد بمرور الأيام، وقد يؤدي أخيرا الى التنازع العنيف وسفك الدماء. وهذا هو ما حصل فعلا في عهد الخليفة عثمان.</span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;"><b>{ وهل حصل هذا على صعيد الناس بشكل عام؟</b></span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;">- نعم ،فقد انقسموا الى حزبين متصارعين،أحدهما ناقم على عثمان والآخر مؤيد له .فكيف يمكن حل هذا الصراع بينهما؟</span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;"><b>{ كيف؟</b></span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;">- اجتمع الناقمون على عثمان في المسجد أخيرا وأخذوا يوجهون اليه اللوم الشديد ويصرخون في وجهه ويقذفونه بالحجارة ،فسقط عثمان على الأرض مغمي عليه ،وحمل الى بيته، وهنالك تسلق اليه نفر من الغوغاء فقتلوه.</span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;"> لو كان عثمان من طراز الحكام القدامى، اذ يقف الحرس والجلاوزة بين يديه وهم مستعدون لقتل أي رجل يأمرهم بقتله، لما تجرّأ أحد عليه بالصورة التي رأيناها.</span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;">ومن الجدير بالذكر أن علي بن أبي طالب الذي تولّى الخلافة بعد عثمان لم يكن أفضل حالا تجاه رعيته من عثمان. ونحن حين ندرس الكلمات والخطب التي قالها في أواخر خلافته نجدها مليئة بالتذمر من رعيته والشكوى منهم. انهم لم يوجّهوا اللوم الشديد أو يقذفونه بالحجارة على نحو ما فعلوا مع سلفه عثمان ،ولكنهم كانوا يخالفونه ويستهترون بأمره ويجابهونه بما لا يرضى، وقد خاطبهم ذات مرة قائلا اذا كانت الرعايا قبلي لتشكو حيف رعاتها فانني اليوم لأشكو حيف رعيتي كأنني المقود وهم القادة أو الموزوع وهم الوزعة).</span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;">ان هذه الكلمة من علي لها مغزى اجتماعي يلفت النظر .فنحن نرى الحاكم هنا يشكو من المحكومين له. وهذا أمر غريب غير مألوف في العصورالقديمة ،اذ جرت العادة أن يكون المحكومون هم الذين يشكون من حكامهم،ولم يكن مألوفا أن يشكو الحكام من المحكومين.</span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;"><b>{ هذا يعني وكأنك تريد أن تقول بأن الديمقراطية في عهد الخلفاء الراشدين جاءت في غير وقتها ؟</b></span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;">- نعم. فما جرى يدل على أن الخلافة الراشدة وصلت الى نهاية عمرها وليس في مقدورها أن تبقى مدة أطول ،فالحاكم فيها لم يكن قادرا أن يسوس رعيته عن طريق الترغيب والترهيب كما كان الحكام القدامى يفعلون، وكذلك لم يكن قادرا على أن يلجأ الى التصويت على نحو ما يجري في الديمقراطية الحديثة .وخلاصة القول ان الديقراطية الراشدية جاءت في غير أوانها، أو هي جاءت قبل أوانها. ونحن اذ نريد دراستها في ضوء علم الاجتماع الحديث نتوصل الى نتيجة تختلف عن تلك التي وصل اليها المؤرخون القدامى.</span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;"><b>{ حدثني عن الجانب الآخر للموضوع.. أعني أهمية التاريخ للباحث الاجتماعي؟</b></span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;">- جرى الباحثون الاجتماعيون في النصف الأول من هذا القرن (يقصد القرن العشرين – ق) على أنهم اذا أرادوا دراسة مجتمع انكبّوا على دراسة حاضره ولم يهتموا بدراسة ماضيه. وقد تبين لهم بعدئذ أنهم كانوا في هذا مخطئين. يقول الباحث المعروف روبرت نيسبت في كتاب له صدر في عام 1970 :”ان الفجوة بين علم الاجتماع والتاريخ أخذت في السنوات الأخيرة تتقلص باستمرار ،وهي الفجوة التي كانت موجودة لمدة طويلة في الولايات المتحدة الأمريكية.ففي السنوات العشرين الأخيرة صار المؤرخون ينتفعون من مفاهيم علم الاجتماع تدريجا،وكذلك صار الاجتماعيون ينتفعون من المعلومات التاريخية..”.</span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;"> اننا لا يمكن ان نفهم مجتمع من المجتمعات البشرية مالم نفهم تاريخه ولاسيما تاريخه القريب.وأوضح مثل يمكن أن نأتي به في هذا الشأن هو المجتمع العراقي، فنحن لا نستطيع أن نفهمه في وصفه الحاضر فهما واقعيا مالم نحاول فهم الحوادث التي جرت له في العهد العثماني، وهذا ما حاولته عند تأليف كتابي “لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث”.</span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;"><b>{ كان تركيزك فيه على القيم والمعتقدات، فهل ترى أنها تبقى تعمل بعد سبعين عاما؟</b></span></div>
<span style="font-size: large;"> </span><br />
<div dir="RTL">
</div>
<div style="direction: rtl;">
<span style="font-size: large;"><a href="http://www.azzaman.com/wp-content/uploads/2013/12/--------------------5.jpg" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"></a>- ان القيم والمعتقدات والتقاليد التي تنشأ في عهد من العهود لا يمكن أن تختفي فجأة عند زوال ذلك العهد،فهي تبقى تؤثر في سلوك الناس وتفكيرهم مدة طويلة من الزمن بعد زوال أسبابها.انها تضعف تدريجا بمرور الزمن ولكنها لا تختفي من أعماق النفوس اختفاءا تاما..وهذا هو من معالم ” التناشز الاجتماعي”كما اشرنا اليه آنفا.</span></div>
</div>
مدونة الشيخ علي خازمhttp://www.blogger.com/profile/03584620799898212353noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2060794768737324791.post-77228626491039221782014-01-02T03:45:00.001+02:002014-01-02T03:45:00.271+02:00موقع قنطرة :: الصراع مع الداعية الإسلامي فتح الله كولن يضعف إردوغان<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><a href="http://ar.qantara.de/content/hwr-m-lkhbyr-llmny-fy-lshwwn-ltrky-gwntr-zwyfrt-lsr-m-ldy-lslmy-fth-llh-kwln-ydf-rdwgn">الصراع مع الداعية الإسلامي فتح الله كولن يضعف إردوغان</a><br />
<div class="main-image group-main-image field-group-div" id="node_article_full_group_main_image"><img alt="" height="112" src="http://ar.qantara.de/sites/default/files/styles/slideshow_wide/public/uploads/2013/12/26/swptuerkei-experteseufert.jpg?itok=DAhzMqr0" title="الخبير الألماني في الشؤون التركية غونتر زويفرت. Foto: DW " width="200" /></div><span class="title-kicker">حوار مع الخبير الألماني في الشؤون التركية غونتر زويفرت</span><br />
<h2 class="title">"الصراع مع الداعية الإسلامي فتح الله كولن يضعف إردوغان"</h2><div class="field field-name-body-summary field-type-ds field-label-hidden"><div class="field-items"><div class="field-item even">بينما كان أنصار الداعية التركي فتح الله كولِن حلفاء سياسيين في السابق لحزب رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان، صار يدور بين هذين المعسكرين صراع على السلطة. ألكسندرا شرله أجرت الحوار التالي حول خلفية هذا الصراع وعواقبه، مع غونتر زويفرت الخبير الألماني في الشؤون التركية من المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية SWP.</div></div></div><div class="content-body clearfix"><div dir="RTL"><b>- أحيانًا يصف الرأي العام حركة فتح الله كولِن كمنظمة غير حكومية وأحيانًا كشبكة سياسية وكذلك كجماعة دينية أو حتى كنِحلة أو فرقة إسلامية. فكيف تصف هذه الحركة التي أسَّسها الداعية الإسلامي التركي فتح الله كولِن؟</b></div><div dir="RTL"><b>غونتر زويفرت: </b>إنَّها بحسب تعريفي جماعة دينية تركِّز تركيزًا شديدًا على الداعية عبد الله كولن بالذات. ولكنها في الوقت نفسه تنظر إلى تعاليمها الدينية على أنَّها رسالة مجتمعية مدنية كما أنَّ لديها بالإضافة إلى ذلك إرادة سياسية واضحة المعالم. وهذه ظاهرة لا نعرفها في مجتمعاتنا الأوروبية.</div><div dir="RTL">لقد نشأت هذه الحركة نتيجة خطب الداعية فتح الله كولن الذي أدرك كيفية إعادة تفسير المطالب المعنوية والأخلاقية التي يوصي الإسلام بها المؤمنين. وتحديدًا ليس فقط من خلال نقل التقاليد الدينية ببساطة، ولكن كذلك أيضًا من خلال معرفة الطبيعة، أي إعادة معرفة الله وإدراكه في قوانين الطبيعة والفيزياء.</div><div dir="RTL">وقد عمل ذلك على تمهيد الطريق أمام المحافظين، الذين كانوا ينتقدون في السابق التعليم العلماني انتقادا شديدا بسبب خشيتهم من تزعزع التصورات والرؤى الدينية، فباتوا يرسلون أبناءهم إلى المدارس العلمانية في نهاية المطاف.</div><div class="media media-element-container media-large image-left" style="width: 100%;"><br />
<div class="field field-name-field-file-image-caption-text field-type-text field-label-hidden"><div class="field-items"><div class="field-item even">صراع على السلطة في الحياة السياسية والاقتصادية - يقول غونتر زويفرت: "هناك أسباب عديدة للخلافات الحالية القائمة بين حركة كولن وحكومة حزب العدالة والتنمية المحافظ بزعامة رجب طيب إردوغان؛ إذ عملت هذه الحركة على توسيع نفوذها في أجهزة الدولة وربما أكثر بكثير مما تسمح لها به الحكومة".</div></div></div></div><div dir="RTL"><b>- كيف يتجلى في يومنا هذا الصراع الدائر على السلطة بين حكومة رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان وحركة كولن؟</b></div><div dir="RTL"><b>غونتر زويفرت:</b> المحسوبون على هذه الحركة لهم حاليا سياستهم الخاصة القائمة بذاتها في كلّ من الإدارات والشرطة وكذلك أيضًا في القضاء والجيش ووزارة الداخلية. وتهدف هذه السياسة في المقام الأول إلى إضعاف الحكومة وزعزعة استقرارها وكذلك إلى إطلاق طلقات تحذيرية، وذلك بسبب شعور حركة كولن بالتهديد من حكومة إردوغان. أما في السابق فقد تعاونت الحكومة وحركة كولن بعضهما مع بعض تعاونًا وثيقًا للغاية من أجل إضعاف النخبة العلمانية في البلاد وخاصة من أجل الحد من نفوذ الجيش في الحياة السياسية.</div><div dir="RTL">هناك أسباب عديدة للخلافات الحالية القائمة بين حركة كولن وحكومة حزب العدالة والتنمية المحافظ بزعامة رجب طيب إردوغان: إذ عملت هذه الحركة على توسيع نفوذها في أجهزة الدولة وربما أكثر بكثير مما تسمح لها به الحكومة. وفي الوقت نفسه لا تتكوّن حركة كولن فقط من العاملين في المدارس والكوادر الإدارية، بل كذلك أيضًا من رجال أعمال يرغبون في جني المزيد من الأرباح من ثمار الدولة - أي من المناقصات والأشغال الحكومية ومن تخصيص الأراضي لغرض البناء أو كذلك من برامج دعم التجارة الخارجية. وهذا يعني أنَّ هناك الكثير من الثروة التي يمكن توزيعها، وحول هذه الثروة اختلف الطرفان أيضًا إلى حدّ ما.</div><div dir="RTL"><b>- يتميّز كلّ من حركة كولن وحزب العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب إردوغان بطابعهما الإسلامي المحافظ. فما هي على الرغم من ذلك الاختلافات الأيديولوجية القائمة بينهما؟</b></div><div dir="RTL"><b>غونتر زويفرت:</b> من الناحية الإيديولوجية لا توجد بينها تقريبًا أية اختلافات. وكذلك توجد لديهما هوية إسلامية قوية وتوجّهاتهما الاجتماعية والأخلاقية محافظة، وهما يشدِّدان على الأدوار التقليدية للجنسين وعلى الهوية القومية التركية. كما أنَّهما يمجّدان بالإضافة إلى ذلك ماضي تركيا العثماني. ولكن مع ذلك توجد بينهما اختلافات سياسية مهمة وخاصة فيما يتعلَّق بالمسألة الكردية أو العلاقة مع إسرائيل والولايات المتَّحدة الأمريكية.</div><div dir="RTL">اتَّضح الصراع بين حركة كولن والحكومة في عام 2010 في المواقف المختلفة من قضية السفينة مافي مرمرة التي حاولت كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة؛ وكانت هذه السفينة تركية والمنظمة الخيرية التي قادت أسطول الحرية إلى قطاع غزة مقرَّبة من حزب العدالة والتنمية.</div><div dir="RTL">وفي تلك الأيّام واجهت الاجراءات التي اتخذتها إسرائيل انتقادات حادة في جميع أنحاء تركيا، بينما أدان فتح الله كولن نشاط أسطول الحرية وقال إنَّه كان من المفروض إبان التحضير لهذا الأسطول الحصول على موافقة إسرائيل من أجل نقل المساعدات إلى غزة. وهكذا فإن حركة كولن لا تتبنى مواقف الحكومة التركية الناقدة لإسرائيل والناقدة جزئيا للولايات المتَّحدة الأمريكية أيضاً.</div><div class="media media-element-container media-large image-left" style="width: 100%;"><br />
<div class="field field-name-field-file-image-caption-text field-type-text field-label-hidden"><div class="field-items"><div class="field-item even">فضيحة فساد لها عواقبها - أعلن يوم الأربعاء ( 25 ديسمبر/ كانون الأول 2013) كلّ من وزير الاقتصاد ظافر تشاغليان (يمين الصورة) ووزير الداخلية معمر غولر (يسار الصورة) بالإضافة إلى وزير البيئة إردوغان بيرقدار عن استقالتهم. وتحوّلت فضيحة الفساد إلى صراع على السلطة بين الحكومة وجهازي القضاء والشرطة اللذين يتهمهما إردوغان بتدبير الفضيحة للنيل من حكومته.</div></div></div></div><div dir="RTL"><b>- ما مدى قوة حركة عبد الله كولن سواء داخل تركيا أو على المستوى الدولي؟</b></div><div dir="RTL"><b>غونتر زويفرت:</b> تعدّ حركة كولن على المستوى الدولي حركة مجتمع مدني قادرة على الشروع في مناقشات واتخاذ مواقف. وتحظى هذه الحركة خاصة في الولايات المتَّحدة الأمريكية بسمعة حسنة إلى حدّ ما، وذلك لأنَّها تعتبر هناك بمثابة تيار إصلاحي داخل الإسلام يدعو إلى التعليم العلماني والتعاون مع الكنائس وكذلك إلى الحوار بين الأديان. ولكنها لا تملك في الخارج أية سلطة سياسية.</div><div dir="RTL">ولكن الوضع في تركيا يختلف عما هو عليه في الخارج؛ حيث خلقت هذه الحركة في تركيا ومن خلال شبكتها التربوية والتعليمية نخبة تربوية وتعليمية من المحافظين الجدد. وبالإضافة إلى ذلك تُجرى حاليًا تحريات حول تورّط أبناء ثلاثة وزراء بارزين داخل حكومة إردوغان في قضايا فساد. ويعزوا الكثيرون هذه التحريات إلى أنشطة حركة كولن - ويعتبرونها جزءًا من الصراع الدائر على السلطة بينها وبين الحكومة.</div><div dir="RTL"><b>- هل سيؤدِّي هذا الصراع على السلطة إلى إضعاف إردوغان وحزبه، حزب العدالة والتنمية - خاصة بالنظر إلى الانتخابات الرئاسية والمحلية في تركيا والتي سيتم إجراؤها قريبًا في عام 2014؟</b></div><div dir="RTL"><b>غونتر زويفرت:</b> أجل، فهذا الصراع على السلطة يضعف الآن إردوغان وحزبه. ومن خلال الكشف عن قضايا الفساد هذه في محيط أسر بعض وزراء حزب العدالة والتنمية أصيبت سمعة حكومة حزب العدالة والتنمية بأضرار كبيرة لدى الناخبين. لقد كان إردوغان يصوّر حزبه، حزب العدالة والتنمية، على أنَّه الحزب الذي لن يتورّط على الإطلاق في قضايا فساد - وساهمت هذه الصورة إلى حدّ كبير في نجاحه.</div><div dir="RTL">وإذا صار الناخبون الآن ينظرون إلى حزب العدالة والتنمية على أنه حزب فاسد تمامًا مثل أسلافه، فسوف يشكِّل ذلك ضربة حاسمة لإردوغان وستؤدِّي هذه الضربة من دون شكّ إلى حصول حزبه على عدد أقل من الأصوات. لقد أثار إردوغان من خلال ردوده القاسية على المظاهرات التي خرجت في الصيف غضب الأتراك الليبراليين ضدّه - والآن باتت أيضًا فضيحة الفساد تشكِّل عبئًا على علاقة المواطنين المتديِّنين المحافظين مع الحكومة.</div><div dir="RTL"><br />
</div><div dir="RTL"><br />
</div><div dir="RTL"><i>حاورته: ألكسندرا شرله</i></div><div dir="RTL"><i>ترجمة: رائد الباش</i></div><div dir="RTL"><i>تحرير: علي المخلافي</i></div><div dir="RTL"><i>حقوق النشر: دويتشه فيله/ قنطرة 2013</i></div><div dir="RTL"><br />
</div><div dir="RTL"><i>يعمل الخبير الألماني في شؤون تركيا، الدكتور غونتر زويفرت، باحثًا لدى مجموعة أبحاث علاقات الاتحاد الأوروبي الخارجية في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية (</i><i><span dir="LTR">SWP</span></i><i>) في برلين. صدرت له مؤخرًا دراسة حول حركة عبد الله كولن. كما شغل منصب المدير الأكاديمي لمعهد الدراسات الشرقية في اسطنبول وكان لعدة أعوام مراسلاً صحفيًا مستقلاً في تركيا.</i></div></div></div>مدونة الشيخ علي خازمhttp://www.blogger.com/profile/03584620799898212353noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2060794768737324791.post-2172135401129957762013-12-21T01:24:00.001+02:002013-12-21T01:24:12.262+02:00السراج الدعوي :: علماء موريتانيون يصدرون وثيقة مرجعية حول الردة "وثيقة "<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><a href="http://t.essirage.net/index.php/2013-06-17-28-47/3096--q-q.html">علماء موريتانيون يصدرون وثيقة مرجعية حول الردة "وثيقة "</a><br />
<a class="contentpagetitle" href="http://t.essirage.net/index.php/2013-06-17-28-47/3096--q-q.html">علماء موريتانيون يصدرون وثيقة مرجعية حول الردة "وثيقة "</a> <br />
<table class="contentpaneopen"><tbody>
<tr> <td class="createdate" valign="top"> الأربعاء, 18 ديسمبر 2013 03:04 </td> </tr>
<tr> <td valign="top"> <span class="easy_img_caption" style="background-color: #f2f2f2; display: inline-block; line-height: 0.5; margin: 0px 0px; text-align: center; vertical-align: top;"><img alt="alt" src="http://t.essirage.net/images/img/news_img/jfjjf.jpg" /><span class="easy_img_caption_inner" style="color: black; display: inline-block; font-size: 10pt; font-style: normal; font-weight: bold; line-height: normal; margin: 0px; padding: 4px 8px;">alt</span></span>قال عدد من أبز العلماء الموريتانيين إن هناك مسائل تعتبر خطوطا حمراء ولا يمكن لمسلم أن يتجاوزها وهو مسلم وأن هناك ملاحدة من بني جلدتنا تناولوا راية الدانمرك بعد ما أسقطها العلماء ويحاولون إيجاد مكان لهم بينا لأنهم يتكلم بلغتنا ويلبسون زينا .<br />
وأضاف العلماء الشناقطة في وثيقتهم والتي وقعت من طرف أبرز العلماء الموريتانيين أنها تشمل كلمة عن الردة يريدونها أن تدخل كل بيت مسلم لتحصنه من عواصف ريح سُموم ملاحدة مسخرة ٍ من داخل المنزل ومن داخل الجيب عبر الفيسبوك والإنترنت والقنوات تستهزيء بالله وآياته ورسله .<br />
وتطرقت الوثيقة إلي الردة من ثلاثة محاور هي :<br />
1 حدُّها أي تعريفها وتفسيرها<br />
2 بما ذا تثبت الردة<br />
3 ما هو حكم المرتد<br />
<br />
<br />
<br />
وقد وقعت الوثيقة من طرف عددمن العلماء منهم :<br />
محمد فال "ابَّاهْ" بن عبد الله<br />
محمد الحسن بن أحمدُّ الخديم<br />
القاضي ابَّيْنْ بن بَبانَهْ<br />
القاضي أحمد شيخنا ابن أمّاتْ<br />
محمد المختار بن امْبالهْ<br />
أحمدُّو بن المرابط بن حبيب الرحمن<br />
حمدا بن اتّاه<br />
محمد بن سيد يحيي<br />
محمد عبد الرحمن بن فتًى<br />
محمد الامين بن الشيخ بن مزيد<br />
ابَّاهْ بن محمد عالِ بن نِعْمَهْ<br />
سيد محمد بن الشّوّاف<br />
محمد عبد الله بن المصطفْ<br />
محمد الأمين بن ابَّاه<br />
محمدن الزايد بن لمرابط<br />
محمد سالم بن ألُمّا<br />
محمد سالم بن اتاه بن يحظيه بن عبد الودود<br />
حَيْمِدّهْ بن لمرابط<br />
المختار بن بَوْبّهْ<br />
محمد بن محفوظ بن المختار فالْ<br />
عبد الرحمن بن البحر بن عَدُّودْ<br />
الدينْ بن محمد علي<br />
محمذِنْ فالْ بن آبَّــــــــــ<br />
أحمد بن أجّاهْ</td></tr>
</tbody></table><br />
لقراءة الوثيقة كاملة اضغط هنا : <a href="http://t.essirage.net/images/radio/olema%281%29.pdf">حكم الردة في الإسلام </a></div>مدونة الشيخ علي خازمhttp://www.blogger.com/profile/03584620799898212353noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2060794768737324791.post-14504253834017645872013-12-21T01:02:00.001+02:002013-12-21T01:02:19.018+02:00اخبار الآن | لقاء حصري مع أبو حفص الموريتاني، المفتي السابق للقاعدة<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><a href="http://akhbar.alaan.tv/news/post/24392/abu-hafs-mauritania-nouakchott-exclusively-interview-mufti-organization-qaeda-figures-leaders#.UrTL8MUmDaw.blogger">اخبار الآن | لقاء حصري مع أبو حفص الموريتاني، المفتي السابق للقاعدة</a><br />
<h2>لقاء حصري مع أبو حفص الموريتاني، المفتي السابق للقاعدة</h2><h3>أبو حفص، واسمه محفوظ ولد الوالد، كان أحد أهم ثلاث شخصيات في القاعدة بعد أسامة بن لادن، والظواهري. كان يرأس الهيئة الشرعية؛ أي أنه كان بمثابة مفتي القاعدة في بداياتها.</h3><div class="author"> <div class="img"><a href="http://akhbar.alaan.tv/reporter/%D8%A2%D8%B3%D9%8A%D8%A9%20%D8%B9%D8%A8%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86"><img height="40" src="http://akhbar.alaan.tv/images/frontend/na-user40.png" width="40" /></a></div><div class="info">نشر من قبل: <strong><a href="http://akhbar.alaan.tv/reporter/%D8%A2%D8%B3%D9%8A%D8%A9%20%D8%B9%D8%A8%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86">آسية عبد الرحمن</a></strong>، شوهد: <strong>16,517</strong><br />
<span class="time">تاريخ النشر: December 15, 2013, 9:00 pm</span> </div></div><div class="details-header"> <div class="share"> <div class="addthis_toolbox addthis_default_style "> <a class="addthis_button_facebook item addthis_button_preferred_1 at300b" href="http://akhbar.alaan.tv/news/post/24392/abu-hafs-mauritania-nouakchott-exclusively-interview-mufti-organization-qaeda-figures-leaders#" title="Facebook"><span class="at16nc at300bs at15nc at15t_facebook at16t_facebook"><span class="at_a11y">Share on facebook</span></span></a> <a class="addthis_button_twitter item addthis_button_preferred_2 at300b" href="http://akhbar.alaan.tv/news/post/24392/abu-hafs-mauritania-nouakchott-exclusively-interview-mufti-organization-qaeda-figures-leaders#" title="Tweet"><span class="at16nc at300bs at15nc at15t_twitter at16t_twitter"><span class="at_a11y">Share on twitter</span></span></a> <a class="addthis_button_email item addthis_button_preferred_3 at300b" href="http://akhbar.alaan.tv/news/post/24392/abu-hafs-mauritania-nouakchott-exclusively-interview-mufti-organization-qaeda-figures-leaders#" target="_blank" title="Email"><span class="at16nc at300bs at15nc at15t_email at16t_email"><span class="at_a11y">Share on email</span></span></a> <a class="addthis_button_print item addthis_button_preferred_4 at300b" href="http://akhbar.alaan.tv/news/post/24392/abu-hafs-mauritania-nouakchott-exclusively-interview-mufti-organization-qaeda-figures-leaders#" title="Print"><span class="at16nc at300bs at15nc at15t_print at16t_print"><span class="at_a11y">Share on print</span></span></a> <a class="item addthis_button_compact at300m" href="http://akhbar.alaan.tv/news/post/24392/abu-hafs-mauritania-nouakchott-exclusively-interview-mufti-organization-qaeda-figures-leaders#"><span class="at16nc at300bs at15nc at15t_compact at16t_compact"><span class="at_a11y">More Sharing Services</span></span></a> </div></div></div><div class="assets" style="width: 655px;"> <div class="media" style="width: 100%;"> </div></div><strong>نواكشوط ، 12 ديسمبر 2013 ، آسيا عبدالرحمن، أخبار الآن –</strong><br />
العام الماضي، 2012، كان حافل في حياة ومسيرة أبو حفص الموريتاني، المفتي السابق للقاعدة. في النصف الأول من العام، رُحل من إيران إلى بلده موريتانيا، وفي النصف الثاني أطلق سراحه ليعيش بين أهله في نواكشوط.<br />
أبو حفص، واسمه محفوظ ولد الوالد، كان أحد أهم ثلاث شخصيات في القاعدة بعد أسامة بن لادن، والظواهري. كان يرأس الهيئة الشرعية؛ أي أنه كان بمثابة مفتي القاعدة في بداياتها.<br />
بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، ترك أبو حفص القاعدة احتجاجا على تلك الهجمات وما كان سيتبعها. لاحقا، فرّ مع آخرين، أيضا من كبار قيادات القاعدة، إلى إيران. هناك، أمضى عشر سنوات انتهت بترحيله إلى بلده.<br />
تطور الأحداث على هذا النحو له دلالات مهمة؛ فالرجل الذي رئس الهيئة الشرعية في القاعدة، هو نفسه الذي خالف طرقها في استهداف المدنيين؛ وكان حريصاً حيث فسر مخالفته هذه بناءً على أسس شرعية ودينية. المراقب لهذا الكلام لن يستغرق طويلا قبل أن يلحظ أنه بينما تتاجر القاعدة وموالوها بالدين، نجد أن قيادات هامة فيها وعلى مستوى متقدم من العلم إكتشفت علل القاعدة؛ فاختارت الابتعاد.<br />
في المرة الثانية فقط في تاريخه التي يجري فيها أبو حفص مقابلة مع وسيلة إعلامية عربية أو عالمية، التقيناه في بيته في نواكشوط واستوضحنا منه على كثير من الأمور مثل: كيف يرى مسار القاعدة الآن؟ ما رأيه في الهجمات التي يقوم بها مؤيدو القاعدة في أكثر من بلد في العالم؟ ماذا يقول عن سوريا، وإيران؟ ماذا يعرف عن مقتل أسامة بن لادن؟<br />
إليكم نص المقابلة.<br />
أخبار الآن: أهلا بكم في هذا اللقاء الخاص والحصري على شاشة تلفزيون الآن والذي نستضيف فيه الرجل الثالث في تنظيم القاعدة ومفتيها سابقا، الشيخ محفوظ ولد الوالد المعروف بـ أبو حفص الموريتاني. أهلا بك معنا.<br />
أبو حفص: أهلا وسهلا ومرحبا، حياكم الله.<br />
أخبار الآن: بداية، نشكركم على قبول استضافتنا للرد على بعض الأسئلة التي تهم المشاهدين الكرام.<br />
أبو حفص: أهلا وسهلا، حياكم الله.<br />
أخبار الآن: ما الذي حدث حتى تحولتم من نهج القاعدة؟ صف لنا تلك اللحظة التي أدركت فيها أن القاعدة لم تكن على صواب.<br />
أبو حفص: بسم الله الرحمن الرحيم. والحمد لله وحده. وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده: نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين. هذا السؤال تحتاج الإجابة عليه إلى تمهيد.<br />
القاعدة عندما تأسست في نهاية الثمانينات تأسست للجهاد في سبيل الله ومقاومة المحتلين السوفييت في أفغانستان وقد أبلت بلاء حسنا في هذه المهمة حتى خرج الروس مهزومين من أفغانستان وحتى سقط النظام الشيوعي في كابول في ربيع 1992 من القرن الماضي ميلادي.<br />
ولم تقم القاعدة في هذه الفقرة بشيء يستدعي الاستقالة منها، بل كانت كل أعمالها جيدة ومرضية. ولما سقطت كابول في أيدي المجاهدين وبدأ الاقتتال بين الأحزاب الجهادية على السلطة في كابول، وظهر للقاعدة أنه قتال على السلطة والحكومة وليس جهادا في سبيل الله، اعتبرته فتنة وتركته وخرجنا إلى السودان، وكان ذلك أيضا تصرفا صائبا تجاه تلك الأحداث. فترة السودان بدأت من عام 1992 إلى عام 1996.<br />
في هذه الفترة قامت قامت القاعدة بمساعدة السودان في مجال البنى التحتية والاستثمار والزراعة؛ وحسنا فعلت، لأن هذا من باب التعاون على البر والتقوى. ولم يكن في هذه الفترة من أعمال القاعدة ما يدعو إلى استقالتي منها والانسحاب منها وقد كانت أعمال مرضية وموافقة للشرع.<br />
أُخرجت القاعدة من السودان عام 1996 وانتقلت إلى أفغانستان. المرحلة الثانية من مراحل أفغانستان. هذه المرحلة هي التي بدأت تشهد نوعا من الخلاف بيني وبين الشيخ أسامة بن لادن رحمة الله عليه. وكان هذا الخلاف له أسبابه. أهم هذه الأسباب هو إعلان الشيخ أسامة رحمة الله عليه الجهاد على الأمريكان في هذه الفترة.<br />
طبعا لا شك أن أي مسلم له غيرة على دينه وعلى عقيدته وعلى أمته يرفض وجود القوات الأمريكية والغرب في جزيرة العرب وفي بلاد الحرمين وفي مختلف بلاد المسلمين. ولكن رفض هذا الأمر واستنكاره شيء وإعلان الجهاد دون وجود مقومات لهذا الجهاد ودون وجود ظروف مناسبة لهذا الجهاد شيء آخر.<br />
كان أول خلاف لي مع الشيخ حول هذه النقطة. فقد كنت معترضا على إعلانه الجهاد على الأمريكان في تلك الفترة من دون وجود مقومات لهذا الجهاد. السبب الثاني من اسباب خلافي مع الشيخ رحمة الله عليه هو مخالفته المستمرة لأوامر الملا عمر زعيم حركة طالبان فيما يتعلق بعملياته ضد الأمريكان.<br />
طبعا الشيخ أسامة خرج مطروجا من السودان من قبل أصدقائه وأصحابه في حكومة السودان. ولما جاء إلى أفغانستان، تنكر له أصحابه السابقون أيضا: حكومة رباني والسيافي التي كانت تحكم كابول. وقد اتفقت هذه الحكومة على تسليمه ومن معه للدول التي تطالب به. في هذه الفترة جاءت حركة طالبان واستولت على كابول واستولت على السلطة في أفغانستان واحتضنت الشيخ رحمة الله عليه وآوته ودافعت عنه وخسرت الكثير من أصدقائها في سبيل حماية هذا الشيخ وقاومت ضغوطا كثيرة من السلطات السعودية والباكستانية والأمريكية في هذا المجال.<br />
فكان من الواجب أن يبدي الشيخ قدرا من التعاون والتفهم لموقف وظروف الحركة وألا يحرجها بأعمال عسكرية لا تستطيع أن تتحمل ردود الفعل عليها. ولكن الشيخ لم يفعل ذلك. بل أصر على خوض حربه مخالفا أوامر الملا عمر. وكان ذلك سببا آخر من أسباب الخلاف مع الشيخ رحمة الله عليه.<br />
أمر كان كان من المفروض يأخذ به الشيخ وهو أنه ضيف لدى حركة طالبان والملا عمر هو الحاكم الشرعي لهذه البلاد وإعلان الجهاد والحرب هو من صلاحيات الحاكم المسلم وليس من صلاحيات أفراد الأمة ولكن الشيخ أيضا لم يأخذ بذلك مع أنه يعترف بشرعية الملا عمر وأصر على خوض حربه ضد الأمريكان ما تسبب في النهاية في سقوط الإمارة الإسلامية في أفغانستان.<br />
السبب الثالث من أسباب اختلافي مع الشيخ رحمة الله عليه هو عدم الانضباط في الأخذ بالفتاوى الشرعية، أحيانا، فأنا كنت رئيس اللجنة الشرعية ومن المفترض ألا يقوم التنظيم بأية أعمال إلا بإذن الموافقة من اللجنة الشرعية؛ وأحرى أن يقوم بأعمال أفتت اللجنة الشرعية بعدم مشروعيتها.<br />
الشيخ رحمة الله عليه في الأمور التي كان يعلم أنني أعارضه فيها كان يقدم على بعض الأعمال دون استشارتي أحيانا وفي الأمور التي أبدي فيها رأيا مخالفا له كان أيضا لا يلتزم بذلك الرأي وهذا أيضا مأخذ آخر ليس لأنه لم يأخذ برأيي وإنما لأنه من وجهة نظري لم يأخذ الفتوى الشرعية اليت يجب أن يأخذ بها. السبب الرابع في تركي القاعدة هو المركزية الشديدة للشيخ أسامة رحمة الله عليه في إدارة التنظيم.<br />
فالشيخ رحمة الله عليه كان كل شيء في كل شيء ولم يكن يعطي صلاحيات أو أدوار لمجلس الشورى مثلا أو اللجان الفرعية والمسؤولين الآخرين وهذا كان محل اعتراض مني أيضا. أنا كنت أرى أن الشورى ملزمة وأن ما اتفق عليه مجلس الشوري لا يجوز للأمير أن يخالفه وكان للشيخ رأي آخر.<br />
هذه الأسباب تواجدت في السنوات الأخيرة في أفغانستان لكنها تكثفت وتركزت في الفترات الوجيزة قبل أحداث سبتمبر، فكان إصرار الشيخ على أحداث سبتمبر مع مخالفتنا له في اللجنة الشرعية ومعارضتنا له في مجلس الشوري ومعارضة حركة طالبان له وجميع الحركات الجهادية الموجودة في الساحة في أفغانستان. هذا كان الحد الفاصل الذي دفعني إلى تقديم استقالتي للشيخ رحمة الله عليه.<br />
أخبار الآن: هل تعرضت للوم بعد انفصالك عن القاعدة؟<br />
أبو حفص: كثير من الأخوة الكبار في التنظيم لم يفاجئهم قرار استقالتي لأنهم كانوا على اطلاع على فتور العلاقة في الفترة الأخيرة بيني وبين الشيخ رحمة الله عليه، وبالخلاف الذي كان بيني وبينه؛ بالتالي لم يفاجأ كثير عندما أعلنت استقالتي. بعض الشباب المتحمسين الصغار ربما صدر عنهم بعض الكلام وأنا يتسع صدري للوم هؤلاء وعتابهم طالما نيتهم حسنة ومقصدهم سليم.<br />
أخبار الآن: بعد وفاة أسامة بن لادن، هل تغيرت القاعدة؟<br />
أبو حفص: لا أعتقد أن وفاة الشيخ رحمة الله عليه أحدثت تغيرا كبيرا في التنظيم لأن الشيخ في فتراته الأخيرة كانت قيادته للتنظيم قيادة رمزية بل كان التنظيم المركزي كله في حالة ضمور وحالة انكماش في حين كان معظم أنشطة القاعدة هو أنشطة الفروع في الأقاليم الأخرى وبالتالي لم يكن لغياب الشيخ تأثير كبير على التنظيم.<br />
ولكن التنظيم عرف تغيرا قبل وفاة الشيخ رحمة الله عليه. التنظيم نمت له فروع في أقاليم متعددة وهذا ما لم يكن من قبل. التنظيم بدأ يقوم بأعمال كان التنظيم المركزي قد تخلى عنها من قبل وهي مقاتلة الحكام ومواجهة الأنظمة. وهذا لم يكن من سياسة التنظيم المركزي ولكن هذا حدث في السنوات التي أعقبت غزو أفغانستان وكان هذا ردة فعل للغزو.<br />
التنظيم في الوقت الذي وصلت فيه أحداث سبتمبر وحصل فيه الغزو لأفغانستان كان يضم عشرات من الأفراد أو المئات على أقصى تقدير في أفغانستان ولكن الحرب حولته إلى تنظيم عالمي وفروع عابرة للقارات وفكر يسري في واقع الأمة و بالتالي كانوا يتحركوا تلقائيا وذاتيا دون الرجوع للشيخ وبالتالي لم يكن غياب الشيخ مؤثرا تأثيرا كبيرا في حركة وسير التنظيم.<br />
أخبار الآن: كيف تنظر إلى ما جرى في نيروبي وبيشاور؟<br />
أبو حفص: لعلك تقصد أحداث المجمع التجاري والكنيسة. على كل حال، أنا سبق أن أعلنت مرارا أنني أرفض استخدام القوة وقتل المدنيين الأبرياء غير المسلحين لأي سبب كان.<br />
أخبار الآن: لا شك أنكم متتبعون لما يحدث في سوريا وأن السوريين يشتكون اليوم من ممارسات دولة العراق والشام المحسوبة على القاعدة. كيف ترى ما تقوم به؟<br />
أبو حفص: في الحقيقة السوريون يشتكون من أشياء كثيرة. السوريون يشتكون من نظام يذبح شعبه في عالم يتفرج على المأساة. السوريون يشتكون من حرب طائفية تقودها إيران وحزب الله وشيعة العراق أو بعض شيعة العراق. السوريون يشتكون من دول دفعت بهم إلى تسليح ثورتهم ثم تخلت عنهم في وقت حرج. والسوريون يمكن أن يكونوا يشتكون من تصرفات وأخطاء بعض الجماعات المحسوبة على الجهاد.<br />
ليست لدي تفاصيل في هذا الشأن، ولكني لا أستبعد أن يكون بعض هذه الجماعات لديهم نوع من الغلو في التكفير ولديهم نوع من التوسع في استباحة الدماء. لا أستبعد أن يكون هناك شيء من هذا القبيل وأنا أوصي هؤلاء بأن يتقوا الله سبحانه وتعالى في أنفسهم وفي الشعب الذي جاؤوا لنصرته وأن يضبطوا أحكامهم على الآخرين بضوابط الكتاب والسنة ومنهاج أهل السنة والجماعة وأن يتقوا الله في دماء المسلمين. "فلا يزال المرء في بحبوحة من دينهم ما لم يسفك دما حرام."<br />
أخبار الآن: يقال أن أيمن الظواهري فقد السيطرة على فروع القاعدة بما فيها فرعها في الشام. كيف ترى إدارة الظواهري للأمور؟<br />
أبو حفص: ليست لدي تفاصيل عن طبيعة العلاقة بين الدكتور أيمن الظواهري وبين فروع التنظيم في الأقاليم المتعددة ولكني لا أستبعد أن يكون بعد المسافة والتباعد الجغرافي بين هذه الفروع وبين القيادة المركزية وصعوبة التواصل وظروف الملاحقة والمطاردة التي يتعرض لها الجميع. لا أستبعد أن تكون هذه أسباب في ضعف التواصل بين القيادة العامة والفروع ولكني شاهدت في الفترة الأخيرة في الإنترنت بعض التوجيهات من الدكتور أيمن وبعض الأوامر حتى للفروع في العراق والشام تدعوهم للالتزام بتلك التعليمات ومن تلك التعليمات إلغاؤه لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق ولاشام وإلزامه لفرع العراق الإلتزام بحدود العراق وفرع الشام الالتزام بحدود الشام. وهذا يدل على انه بينه وبينهم تواصل وله عليهم نوع من النفوذ لكن لا أعرف مدى قوة أوضاع ذلك النفوذ.<br />
أخبار الآن: لو كنت مكان الظواهري، هل كنت ستكون مختلفا؟<br />
أبو حفص: سؤال عجيب. هذا سؤال مغرق في الافتراض حقيقة. لا أظن أنه في المستقبل القريب سأكون مكان الظواهري. تجاوز هذا السؤال إلى غيره.<br />
أخبار الآن: بماذا تنصح الظواهري؟<br />
أبو حفص: أنصح الظواهري أن يتقي الله سبحانه وتعالى. فتقوى الله عز وجل هي وصية الله للأولين والآخرين وأنصحه أن يتجنب الأخطاء؛ تكرار الأخطاء التي حصلت في العهود السابقة ولا أشك أنه على اطلاع بها. وأنصحه أن يبذل مزيدا من الجهد في توجيه فروع التنظيم والوقوف في وجه موجة الغلو في التكفير والتوسع في استباح دماء المسلمين. استباح دماء المسلمين أمر عظيم وخطير وتكفير المسلمين مزلق خطير وكبير. وهذه من أشد الأخطاء التي تقع فيها الجماعات الجهادية.<br />
أخبار الآن: هل تتفق مع من يقولون إن الظواهري اتخذ قرارات سيئة جعلت الكثيرين يعانون في القاعدة؟<br />
===<br />
أبو حفص: لما تركت القاعدة لم يكن للدكتور أيمن الظواهري دور في اتخاذ القرارات المصيرية بالنسبة للتنظيم. لم يكن هو من يتخذ القرار. وثم بعد ذلك كان معظم أنشطة القاعدة وأنشطة الفروع؛ والفروع غالبا تتخذ قراراتها بنفسها دون الرجوع إلى القيادة المركزية. وبالتالي لا أتذكر قرارات توصف بأنها سيئة اتخذها الدكتور أيمن، ولا حتى غيرها. لا يحضرني شيء من هذه القرارات لأنني تركت التنظيم منذ فترة طويلة. لكني في إحدى المرات سمعته يتكلم عن الأخوة في حركة حماس بشدة وحدة دون تقدير لظروفهم. لا شك أن النصيحة مطلوبة لكن من المهم تقدير ظروف الآخرين. كثير من الناس يعرف أن ميتة اللحم تجيزها ضرورة الجوع. ولكن قليل من الناس يعرف أن ضرورة السياسة تبيح أكل ميتة السياسة. الأخوة في حماس في ظروف خاصة ويضطرون لبعض الأمور التي قد لا يكونوا هم مقتنعين بها في حالة الاختيار ولكن حالة الاضطرار تختلف عن حالة الاختيار. الضرورة تبيح المحظورات لكن يجب أن تُقدّر بقدرها. لو كنت مكانه لكنت أقل حدة وأكثر تقديرا لوضع الأخوة في حماس.<br />
أخبار الآن: كنت رئيس الهيئة الشرعية في القاعدة وهذا منصب مهم. كنت مفتيا للقاعدة. كإنسان عاش تجربة ورأى الصواب، ماذا تقول للشباب المسلم الذي تأثر بفكر القاعدة؟<br />
أبو حفص: أنا أريد أن أصحح مسألة وهي أنني لم أكن على فكر ثم اقتنعت بغيره. الفكر الذي عليه أنا الآن هو الفكر الذي كان عندي من قبل. القاعدة هي التي خرجت من وجهة نظري عما كان خطا مشتركا بيني وبينها. لهذا تركتها. هذه مسألة.<br />
نصيحتي للشباب هي كما قلت، أن يتقوا الله عز وجل. فتقوى الله عز وجل هي وصية الله للأولين والآخرين. وصيتي لهم الثانية هي أن يدرك ويعلم أن الجهاد مثلما هو ذروة سنام الإسلام وهو العبادة التي لا يعدلها شيء، فهو مع ذلك، لا بد له من شروط ومقومات. بدون هذه الشروط والمقومات لا يحقق الجهاد وأهدافه ولا تترتب عليه الثمار المرجوة من ورائه.<br />
الجهاد لا بد له من مقومات شرعية. المقومات الشرعية هي استيفاؤه للمشروعية الفقهية لفتاوى العلماء العاملين الجامعين بين العلم بالشرع والعلم بالواقع وخشية الله عز وجل. فلا يصح أن يقوم بالجهاد أو أن يعلن الجهاد كل من هب ودب. ولو كانت نيته حسنة وقصده سليم. لا بد للجهاد من مقومات مادية؛ هذه المقومات المادية يعرفها أهل الخبرة والاختصاص.<br />
ثم أنصح هؤلاء الشباب بأمر أكدت عليه أكثر من مرة وهو البعد عن تكفير المسلمين. الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما. ومنهج أهل السنة والجماعة يضع شروطا وضوابط شديدة في باب التكفير والفسير والحكم على الآخرين. وللأسف كثير من الشباب لا يلتزم بهذا المنهج وستوسع في التكفير والتفسير والحكم على الآخرين. الوصية الأخرى هي أن يحتاطوا في دماء المسلمين. وأن يبتعدوا عن الخوض فيها. الله عز وجل يقول: "ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها. غضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما." والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا التقى المسلمان، سيفيهما، فالقاتل والمقتول في النار." والرسول صلى الله عليه وسلم يقول، وهو جنب الكعبة: "ما أطيبك وأطيب ريحك، وما أعظمك وأعظم حرمتك! والذي نفس محمد بيده، لحرمة المؤمن أعظم عند الله من حرمتك؛ دمه وماله وأن يُظن به إلا خير." ويقول صلى الله عليه وسلم: "لا يزال المرء في بحبوحة في دينه ما لم يصب دما حرام." دماء المسلمين أمر عظيم.<br />
ولذلك لما حصلت الفتنة في عهد الصحابة، رضي الله عنهم، قام كبار الصحابة باعتزال هذه الفتنة. سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وهو أحد الشورى الستة؛ وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة؛ لما عوه إلى القتال في تلك الفتنة التي جرت في ذلك الوقت، قال: "لا أقاتل حتى تأتوني بسيف له عينان ولسان وشفتان يبين المؤمن من الكافر."<br />
عبدالله بين عمر رضي الله عنه، رفض الدخول في شيء من ذلك. جاءه رجل مرة، فقال له: "يا أبا عبدالرحمن إن الله عز وجل يقول: ‘وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهم، فإن بغت إحداهما بالأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله.‘ لماذا لا تقاتل الطائفة التي تبغي؟" فقال له: "يا ابن أخي. أن أعُيّر بهذه الآية ولا أقاتل أحب إلي من أن أُعيّر بهذه الآية." وقرأ قوله تعال: "ومن يقتل مؤمنا متعمدا جزاؤه جهنم خالدا فيها. غضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما."<br />
وكذلك عبدالملك بن مروان، جاء إلى ايمن بن خريم ودعاه إلى القتال معه. فقال له أيمن بن خريم: "إن أبي وجدي شهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة بدر. وإنما عهدا إليّ ألّا أقاتل رجلا يقول لا غله إلا الله محمد رسول الله. فإن أنت جئتني ببراءة من النار، قاتلت معك." قال: "فاخرج عني." فخرج عنه وهو يردد أبيات من الشعر يقول فيها:<br />
ولست بقاتل رجلا يصلي على سلطان آخر من قريش له سلطانه وعليّ إثمي؛ معاذ الله جهل وطيش<br />
الصحابة رضي الله عنهم، حتى الذين دخلوا في ذلك القتال بتأويل، ندموا على ذلك.<br />
علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول في صفين؛ الحسن رضي الله عنه يقول له: "لله مقام قامه سعد وعبدالله بن عمر. إن كان برا إن أجره لعظيم؛ وإن كان إثما إن خطأه ليسير. ما كنت أظن أن الأمر يبلغ ما بلغ."<br />
والتاريخ يشهد على أن كثيرا من الحركات التي قامت بقصد تغيير المنكر والثورة على الأنظمة الفاسدة انتهت إلى فشل وتحولت إلى مآسي، مع أن أصحابها يحتسبون الأجر ويريدون الإصلاح ولكن أعمالهم لم تكن مضبوطة بضوابط الشرع فكانت تلك هي النتيجة.<br />
Break<br />
أخبار الآن: هل لك أن تحدثنا عن لماذا اخترت إيران بعد انفصالك عن القاعدة ومن غادر معك إليها؟<br />
أبو حفص: أنا في الحقيقة لم أختر إيران اختيارا، ولكن اضطررت إليها اضطرارا. نحن عندما سقطت أفغانستان لم يكن لنا منفذ ومخرج إلا إلى باكستان أو إلى غيران. باكستان معروف موقفها؛ فقد كان برويز مشرف أمريكيا أكثر من الرئيس بوش؛ وبالتالي لم يكن هناك مخرج إلا إلى إيران. وإيران في الحقيقة تقدمت بعرض واستعداد لاستقبالنا في هذه الظروف، فدخلت إليها مضطرين لاننا لم نجد غيرها.<br />
أخبار الآن: كيف كانت إقامتك في إيران؟ وهل التقيت خلالها مسؤولين إيرانيين؟<br />
أبو حفص: إقامتي في إيران كانت تتراوح من ضيافة كريمة في الأول، إلى اعقتال ظالم في مرحلة بعد ذلك؛ إلى مزيج من الاثنين في مرحلة لاحقة. قابلت بعض المسؤولين من رتبة وزير فما دون. وقابلت بعض علمائهم وبعض مسؤوليهم؛ فضلا عن المسؤولين الأمنيين الذين كانت علاقتي مباشرة معهم.<br />
أخبار الآن: هل كانت إيران تستفيدي من وجودكم هناك؟<br />
أبو حفص: لا شك أن إيران دولة تلعب على جميع الحبال. وهي تتحالف مع شخص وتتحالف عليه في نفس الوقت. فإيران ساعدت الأمريكيين في احتلال أفغانستان واستضافت بعض عناصر القاعدة وحركة طالبان في الوقت ذاته. ولا شك أن وجودنا عندها كان يضع بيدها ورقة رابحة تستطيع المساومة بها، بل وتستطيع اللعب بها عند الضرورة. من هذا المنطلق، كان احتفاظها بالأخوة الموجودين عندها.<br />
أخبار الآن: خرجت أنت وأبو غيث. ماذا عن الآخرين؟ ماذا يمكن أن تقول لأهلهم الآن الذين يشاهدونك؟<br />
أبو حفص: أقول لهم لم يتبق من الأخوة إلا قليل حسب علمي. بقيت تقريبا في إيران ثلاث أسر فقط، وهم في ظروف جيدة. أحسن بكثير من ذي قبل. وإن شاء الله سبحانه وتعالى يسر أمورهم وجعل لهم فرجا وأخرجهم مما هم فيه. أقول لأهلهم: اجتهدوا في الدعاء وعليكم بالصبر<br />
ولَرُبّ نازلة يضيق بها لافتى ذرعا وعند الله منها المخرج<br />
ضاقت فما استحكمت حلقاتها فرجت وكان يظنها لا تفرج<br />
<br />
فرج الله قريب وإن شاء الله سبحانه وتعالى يمن عليهم بالفرج والتحرر من الوضع الذي هم فيه ويمن على بقية المسلمين بتفريج كرباتهم إن شاء الله.<br />
أخبار الآن: أبو غيث سجين الآن بتهمة الإرهاب وهناك غيره. هل كان الأمر كله يستحق هذا العناء وهذه الخواتيم؟<br />
أبو حفص: الشيخ أبو غيث مل يكن إرهابيا. الشيخ أبو غيث أخ فاضل. أحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا. وهو أحد الدعاة الذين جاؤوا في الفترة الأخيرة إلى أفغانستان ولم تكن له علاقة بأي أعمال عسكرية حتى لم يأت إلا قبل أحداث سبتمبر بقليل. وبعد الأحداث بقليل خرج من أفغانستان وبقي معنا في إيران إلى أن اعتقل في تركيا أثناء توجهه إلى بلده. الشيخ أبو غيث ليس إرهابيا أبدا. الشيخ أبو غيث كنت معه في آخر فترة في إيران قبل خروجي. وهو معترض على كثي رمن أعمال القاعدة وغير موافق عليها. حدثني عن رغبته في العودة إلى بلاده لمواصلة مشواره الدعوي والتربوي وإمامة وخطابة مسجده في الكويت الذي كان فيه قبل ذهابه إلى أفغانستان. مشكلة الشيخ أبو غيث أن بلاده لم تساعده على ذلك بل اتخذت في حقه قضاء جائر وهو تجريده من جنسيته ولم تسمح له بالعودة وجعلت ذلك سببا أساسيا لأن يُعتقل. بقي فترة في تركيا وكان من الممكن لدولته أن تساعده في العودة إلى بلاده وتصحيح وضعه ولكنها لم تقم بذلك. أنا أستغرب حقيقة سياسة كهذه التي تتخذها بعض الدول ضد مواطنيها بتجريدهم من جنسياتهم ومنعهم وعدم إعطائهم فرصة لتصحيح أوضاعهم. حتى الأمريكان اعتقلوا أمريكيين يقاتلون مع المجاهدين ولم يجردوهم من جنسياتهم ولم ينقلوهم إلى غوانتانامو وإنما حاكموهم وفق القانون الأمريكي. حقيقة الشيخ أبو غيث يستحق بذلك الجهود من أجل أن يرجع إلى بلده. واتهامه بالإرهاب لا يعني أنه إرهابي أبدا. يم يشارك في أي عمل عسكري وكان معترضا على كثير من أعمال القاعدة.<br />
أخبار الآن: هل خشيت لحة أن يكون مصيرك كمصير أبو غيث وهل تعتبر أن الإيرانيين مكروا به؟<br />
أبو حفص: حقيقة تعرضت لمخاطر كثيرة ولكن الله سبحانه وتعالى كان يرعاني ويحفظني وله الحمد والشكر وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ كل الأخوة في كل مكان. في الحقيقة لم أجد علامات قاطعة أو أدلة قاطعة على أن الإيرانيين مكروا بأبي غيث وبغيره. ولكن هذا غير مستبعد في علام السياسة. السياسة هي مذهب بلا أخلاق. وكثير من الأخوة كانوا يتحدثون أن الإيرانيين كان بينهم نوع من التنسيق مع الأمريكان في شأن اغتيال بعض الأخوة الذين خرجوا من عندنا في إيران. أكثر الأخوة الذين خرجوا من عندنا في إيران من السجن، من الوضع الذي كنا فيه أخيرا، وذهبوا إلى باكستان، قُتلوا بقصف طائرات بدون طيار. وحتى الأخوة الذين كانوا في باكستان، سمعنا أنهم كانوا في الأخير يرفضون استقبال الأخوة القادمين من إيران لأنهم بمجرد قدومهم يكونوا محل استهداف هذه الطائرات. بل هناك من قال إن الأمريكان تعرفوا على مكان الشيخ أسامة بن لادن رحمه الله عن طريق زوجته التي كانت معنا في إيران وذهبت إليه في باكستان وقالوا إن ه زُرعت فيها شريحة هي التي قادت الأمريكان إلى مكانه بعد وصوله إليه. أنا طبعا ليست لدي أدلة قاطعة لأثبت هذا. ولكن هذه القرائن كانت موجودة. بعض الأخوة كان يأخذ بها ويضيف إليها سوء ظنه فيصدقها.<br />
Break<br />
أخبار الآن: ما الذي تعرفه عن فرع التنظيم في الجزيرة العربية؟<br />
أبو حفص: في الحقيقة، ليست لدي معرفة بالقاعدة في شبه الجزيرة العربية. أنا خبير في القاعدة الأم. ولست كذلك في القاعدة الفروع. وليست لدي معلومات كافية عنها ولا أستطيع التحدث عنها والحكم عليها.<br />
أخبار الآن: كنت قلت إنك قد تلعب دور الناصح لجماعة القاعدة في مالي إبان العملية العسكرية ضدهم في الشمال. هل لعبت هذا الدور؟<br />
أبو حفص: في الحقيقة، لم يكن بيني وبينهم تواصل خاص وإنما نصيحتهم لهم ونصيحتي للمجاهدين في كل مكان، للعاملين للإسلام في كل مكان، لأبناء هذه الأمة، هي تقوى الله عز وجل. ووصيتي الخاصة للمجاهدين هي ما أشرت إليه سابقا أثناء نصيحتي لشباب الأمة بصورة عامة. وليس عندي أكثر من ذلك.<br />
أخبار الآن: لو سُمح لك أن تقول لهم شيئا، ماذا تقول؟<br />
أبو حفص: أقول لهم ما نصحب به الشباب. ردي على السؤال السابق.<br />
أخبار الآن: لا بد أنك سمعت عن إحراق القاعدة مكتبة أحمد بابا في تمبكتو. ما الذي خطر لك عندما سمعت ذلك؟<br />
أبو حفص: أنا في الحقيقة لا أعلم من أحرق هذه المكتبة. قد يكون الذي أحرقها جنود ماليون. قد يكون الذي أحرقها جنود فرنسيون. قوات إفريقية. أستبعد أن يقوم مسلم فضلا عن مجاهد يدّعي أنه مجاهد على إحراق هذه المكتبة التي تُعتبر كنزا ثمينا لا يُقدر بثمن من كنوز التراث العربي والغسلامي في هذه المنطقة. وبغض النظر عمن قام بهذا الفعل، فهو فعل مدان وومنكر وليس له أي مبرر.<br />
أخبار الآن: منذ حوالي سنة وأنت في موريتانيا. هل لك أن تقارن بين فتراتك في القاعدة وإيران وموريتانيا؟<br />
أبو حفص: فترتي في القاعدة كانت فترة جهاد وتربية ومحاولة للإصلاح في هذا التنظيم. فترتي في إيران كانت فترة محنة وتقييد الحرية، وفترتي في موريتانيا هذه الأخيرة كانت فترة استجمام واستعداد لمرحلة جديدة من الدعوة والعمل الإسلامي، الله سبحانه وتعالى يتقبل.<br />
أنا الآن في صدد تأسيس مركز إسلامي للدعوة والبحوث يهدف إلى الجمع بين الدعوة والتربية من ناحية وبين إعداد وإنجاز البحوث العلمية من ناحية في المجالات الشائكة التي تهم الشباب بصورة عامة وتهم شباب الصحوة الإسلامية بصورة خاصة. هنالك بحوث حول التكفير، ضوابط أهل السنة والجماعة، حول الحاكمة، الجهاد، الأمر بالمعروف والأمر عن المنكر، الخروج عن الحكام، حو لالقتال بصورة عامة: ما يجوز وما لا يجوز، حول ميثاق الجهاد الأخلاقي. هناك كثيرون يمارسون الجهاد ولكن لا يلتزمون بميثاق الأخلاق. عدم حفظ الذمة وعدم الوفاء بالعهد والاعتداء على الذميين والاعتداء على السياح، الاعتداء على المتأمنين وغيرهم. هذه أمور كثيرة إن شاء الله سوف تكون مجال وموضع بحث إن شاء الله من خلال المركز الذي سيبدأ عمله قريبا.<br />
أخبار الآن: من الملاحظ هو أنك منذ جئت إلى موريتانيا لم تسافر. هل يعني ذلك أنك تحت رقابة معينة؟<br />
أبو حفص: من قال لك إني لم أسافر؟ ليست هناك أية رقابة ولا قيود على سفري. أنا أستطيع السفر إلى أي مكان أريد.<br />
أخبار الآن: لو عاد بك الزمن، هل كنت ستنضم إلى القاعدة؟<br />
أبو حفص: الحقيقة، في فترة وجودي في القاعدة، قمت بأمور وأعمال أحتسبها من أرجى أعمالي عند الله سبحانه وتعالى، عسى الله سبحانه وتعالى يتقبلها. فما قمت به من دعوة وتربية وإصلاح وأمور أخرى في دالخ التنظيم هي أمور لا يندم عليها من أقدم عليها. لا أشعر ولا أتذكر أنني قمت خلال فترة وجودي في القاعدة بأي عمل يندم عليه صاحبه.<br />
أخبار الآن: ما مصير القاعدة في نظرك؟<br />
أبو حفص: القاعدة هي جزء من حالة رفض الأمة للواقع الذي تعيشه. هي إفراز لهذا الواقع وتعبير طائفة من أبناء هذه الأمة عن رفضهم لهذا الواقع: واقع ظلم واستبداد في المجال السياسي؛ واقع استنزاف ونهب خيرات وثروات الأمة؛ واقع الاحتلال الذي يعيشه أكثر من بلد إسلامي. هذه الأسباب طالما هي موجودة سوف تستمر القاعدة في الوجود وسوف تتطور وتتكيف مع كل مرحلة جديدة فقد توجد لها أخوات أخرى تحمل فكرها أو قريبا منه. الواجب هو القضاء على هذه الأسباب ومعالجتها حتى نستطيع أن نعالج الأخطاء التي وقع فهيا الشباب المنتمي للقاعدة وغيرها من الجماعات. العجيب أن الغرب نجحوا في احتواء جماعات كانت أشد عنفا وأشد غلوا وتطرفا من كثير من الجماعات الجهادية. الجيش الجمهوري الإيرلندي قضى عشرات السنوات وهو يفجر ويقتل المدنيين والعسكريين ومع ذلك استطاعت بريطانيا في النهاية أن تحتويه وتستوعبه. منظمة إيتا الباسكية وغيرها الكثير.<br />
نحن قادرون على الوصول إلى نوع من التفاهم مع هذا الشباب الذي لا نشك في صدق نوايا كثير منه وإن كنا نختلف معه في المذاهب التي ذهب إليها. ولكن هذا للأسف لم يحصل. الواقع أن الأنظمة بدل أن تنحو هذا النحو لجأت إلى شيطنة القاعدة واتهام القاعدة وتشويه صورة القاعدة وهذا جاء بنتائج عكسية في كثر من الأحيان. القاعدة في الحقيقة لا تحتاج إلى شهادة حسن سلوك من أي أحد. هي مقتنعة بما تقوم به وتعتقد أن هذا جهاد وأن سخط الآخرين ومعارضتهم لها ومجابهتهم لها دليل على صحة منهجها. فلا تُعالج الأمور بهذه الطريقة وإنما تُعالج بعلاج أسباب وجود القاعدة. علاج منطقي عقلي لا يعتمد أسلوب الشيطنة والتشويه وإنما يعتمد أسلوب الحوار والإصلاح وأعتقد أن كثيرا من الشباب في القاعدة إذا وجدوا من أهل العلم الصادقين العارفين نفوذ من يطمئنون إليه، فسوف يقبلون بحوار جاد يعتمد على الإصلاح الجاد ويتركون ما هم فيه.<br />
أخبار الآن: هل تحدثنا كيف تلقيت خبر تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر.<br />
أبو حفص: في أفغانستان لم تكن أحداث 11 سبتمبر مفاجأة لنا. فقد كنا نتوقعها، بل كنا نتوقع الوم الذي ستكون فيه. وفي هذا اليوم الثلاثاء 11 سبتمبر، كان كل شخص تقريبا سصطحب معه مذياع وينتظر الخبر كلن ما كان أكثر الناس يعرف طبيعة الأحداث. يعرف أن هناك أحداث ستكون. ولكن لا يعرف أين ولا كيف. فلما سمعنا الأخبار عن طريق المذياع وشاهدنا الهجمات، حقيقة الجميع ذهل لأنه لم يكن يدور بخيال أحد أن أعمالا بهذا الحجم وهذه الصورة وهذا الشكل هي ما كان يتحدث عنه الشيخ أسامة بن لادن ويهدد به أمريكا. كان حجم الدمار وهول الاحداث شيء مؤثر تأثيرا كبيرا جدا في الساحة ما كان أحد يتوقعه. طبعا كثير من الناس هللوا وكبروا وقد لا يكونوا راضين عن أصل الأعمال ولكن من كرههم لأمريكا رحبوا واعتبروا هذا انتقاما إلهيا من هذا العدو ففرحوا لذلك فرحا شديدا. قليل من الناس من استطاع أن يلجم عواطفه وإن كان لا يوافق على الأحداث إلا أنه لم يبد أي تعاطف مع أمريكا أيضا.<br />
أخبار الآن: أين كنت أنت؟<br />
أبو حفص: كنت في قندهار.<br />
أخبار الآن: كيف كانت ردة فعلك؟<br />
أبو حفص: بالنسبة لي كنت أتوقع شيئا من هذا القبيل وأنا لست عاطفيا بطبعي. ساءني العاقبة التي ستترتب على هذه الأحداث التي هي من أحد الأسباب التي جعلتني أعادي الأحداث قبل ذلك.<br />
أخبار الآن: ماذا تقول في التجفيرات التي وقعت في لبنان؟<br />
أبو حفص: أولا أنا أعارض مثل هذه العمليات التي يقتل فيها أبرياء مدنييون بصورة عامة. وأتوقع وأظن أن لها صلة بتدخل إيران وحزب الله في سوريا. السوريون تأذوا كثيرا من السياسة الغيرانية وسياسة حزب الله الداعم لبشار الأسد. ولا أستبعد أن تكون جهة ما داخل سوريا هي التي تقف وراء العمليات انتقاما من إيران وسياستها في سوريا والله.<br />
أخبار الآن: نعلم أنك شاهدة مادة للآن عن عائلتك. بماذا شعرت عندما رأيت أسرتك على شاشة الآن. ما أكثر ما أعجبك في تلك المادة وما أكثر ما لم يعجبك؟<br />
أبو حفص: في الحقيقة في نهاية 2أخبار الآن: أخبار الآن: 1، كان هناك برنامج سيئ تبثه قناة الآن اسمه القاعدة المهجورة. وأحد الأخوة كان يتابع هذا البرنامج وأخبرني أنه شاهد والدي على شاشة قناة الآن. فذهبت إلى التلفزيون. لم أكن أصدق من شدة الفرح رؤيتي للوالد وهو يتكلم. فقد كانت هذه أول مرةأطمئن فيها أنه لا زال حيا يرزق منذ تسع سنوات قبل ذلك. فغمرتني سعادة غامرة وفرحت فرحا شديدا لهذا الأمر ثم رأيت بعد ذلك شقيقي يتكلم في نفس البرنامج. فكان هذا اليوم بالنسبة لي عيدا. حتى من شدة فرحي أني عزمت كل الموجودين في المجمّع وعملنا وليمة كبيرة جدا دعونا إليها الجميع. هذا أجمل ما في تلك الحلقة. والشيء الوحيد الجميل فيها. لأن البرنامج من النوع السيئ في الدعاية ضد المجاهدين مع أخطائهم وضد أسرهم وضد ذويهم. وهو في الحقيقة كان برنامج يفتقد للموضوعية والمهنية. هذا حكمي عليه. وأرجو أن تكون الآن قد تجاوزت هذه المرحلة إلى مرحلة أكثر نضجا وأكثر موضوعية ومهنية في تغطيتها وبرامجها.<br />
أخبار الآن: ماذاذ تقول لوالدك الآن بعد كل السنوات التي غبت عنه فيها لانضمامك للقاعدة؟<br />
أبو حفص: من أعظم نعم الله سبحانه وتعالى أن جمع لي بين نعمة الخروج من تقييد حريتي في إيران وغقراء عيني برؤية الوالد حفظه الله. فلم يكن للخروج من السجن أي طعم واي معنى لو لم تنضم إلي نعمة وجود الوالد. ومنّ الله سبحانه وتعالى علي ببقائه وأقر عينه. هذه نعمةعاجز عن شكرها. يحفظ الوالد ويزيد عمره وطاعته. هو أهم شخص على ظهر هذه الأرض.<br />
أخبار الآن: وردت معلومات تقول إنك ستصدر مذكرات عن تجاربك مع القاعدة. ما أهم المحاور؟<br />
أبو حفص: كتاب سيصدر قريبا إن شاء الله بعنوان "الطريق إلى بن لادن والقاعدة" وهو مذكرات شخصية تغطي كل الفترة الماضية من حياة الكاتب وتركز على السنوات العشرين الأخيرة التي قضاها مع القاعدة وقريبا منها وقريبا من الشيخ أسامة بن لادن رحمة الله عليه.<br />
الكتاب يجمع بين تغطية الأحداث بأسلوب المذكرات الشخصية المعروف والتعليق عليها والتحليل أحيانا. يذكر تفاصيل تاسيس القاعدة وتاريخ انضمامه إلى القاعدة ورحلته الأولى إلى أفغانستان. كيف قابل الشيخ أسامة بن لادن. ويروي فترة السودان التي شهدت قرب الكاتب الشديد من الشيخ أسامة بن لادن ومصاحبته له فترة طويلة جدا ويتحدث عن العودة إلى أفغانستان مرة أخرى ويتحدث عن الحرب الأخيرة؛ حرب الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها على افغانستان. يسرد يوميات هذه الحر بوأبعادها ويذكر أنباء لم يتعرض لها الإعلام من قبل. يذكر خلافاتي مع الشيخ أسامة بن لادن والأسباب التي دعتني إلى ترك القاعدة. يذكر محاولات إصلاح التنظيم والعقبات التي اعترضت هذه المحاولات. يتحدث عن الفترة الإيرانية؛ كيف دخل إلى إيران، كيف عاش ضيفا؛ كيف عاش سجينا؛ كيف عاش مزيجا بين السجين والطليق. يتحدث عن العودة إلى موريتانيا. يذكر تفاصيل كثيرة. تقريبا كتبت أكثر من ثلاثة أرباع الكتاب وقد يأتي في مجلدين تقريبا. وهو أظن أول كتاب يخرج من داخل القاعدة بقلم أحد ممن عاشوا في قياداتها.<br />
</div>مدونة الشيخ علي خازمhttp://www.blogger.com/profile/03584620799898212353noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2060794768737324791.post-73572648187684749792013-09-27T10:49:00.001+03:002013-09-27T10:49:19.498+03:00الإسلام السياسي وتحديات الربيع العربي - الشرق<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><a href="http://www.alsharq.net.sa/2013/09/20/948587">الإسلام السياسي وتحديات الربيع العربي</a><br />
<div class="title-article-data"> <h2 class="title-h2">الإسلام السياسي وتحديات الربيع العربي</h2><div class="post-more"> <ul class="social_share"><li class="twitter_button"> <div class="woo-sc-twitter none"> </div></li>
<li class="facebook_button"> <div class="woo-fblike none"> </div></li>
<li class="google_button"> </li>
</ul><a class="print_link_issue" href="http://www.alsharq.net.sa/2013/09/20/948587#"><img alt="طباعة" src="http://www.alsharq.net.sa/wp-content/themes/alsharq-theme/images/print.png" /></a> <a class="email_link_issue" href="mailto:?subject=%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%20%D9%88%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B9%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A&body=http://www.alsharq.net.sa/2013/09/20/948587"><img alt="إرسال بالبريد الإلكتروني" src="http://www.alsharq.net.sa/wp-content/themes/alsharq-theme/images/email.png" /></a> <span class="post-comments comments"><a href="http://www.alsharq.net.sa/2013/09/20/948587#comments"><span class="comments"><small>٢ تعليقات</small></span></a></span> </div></div>إنّ القصور في تحليل ثورات الربيع العربي وتداعياتها على تجربة الإسلاميين العرب، من شأنه أن يحول الأزمة من حيز الجماعات الإسلامية في الدول المعنية بالثورات، إلى كل التجربة الإسلامية في الدول العربية بلا استثناء، وهو ما يفرض الخروج من حالة الانفعال مع أو ضد تجربة الإسلاميين، إلى التدقيق في دهاليز التجربة، والبحث العميق في نقاط القوة والضعف، وهي محاولة جادة مطلوبة للوصول إلى نتائج تطبيقية في تجربة الحكم والإدارة التي سعى لها الإسلاميون دهرا من السنين.<br />
<h2>الخيال السياسي والحلم الاجتماعي</h2>لم يتوقع أكثر المحللين فطنة أن تنتهي تجربة الإخوان المسلمين في مصر بهذه السرعة الفجائية، وأن يتحول مزاج الشارع المصري في غضون العام من الإقبال على انتخاب الإخوان المسلمين والوثوق بهم، إلى مليونية ترفض حكمهم وتطالب بإنهائه بصورة حاسمة. كان من المرجح طبقا للمراقبين أن يحقق الإسلاميون بعض النجاحات النوعية اعتمادا على مكتسبات وإمكانات السلطة مدعومة بالتأييد الشعبي الواسع للتغيير الذي اختار الإسلاميين بوصفهم البديل الآمن، أو لا أقل أن يتصاعد الاستياء الشعبي ضد التجربة الإسلامية بعد فترة زمنية معتبرة، وبعد تراكم عدد لا بأس به من الأخطاء.<br />
لكن هذا التوقع لم يتماش مع سياقات المخاض العسير الذي ضرب الدول العربية والإسلامية من المحيط إلى الخليج، وقد بدا واضحا أن الدعم المعنوي والمادي الذي قدمته القوى الغربية للإسلام السياسي، لم يكن خيارا نهائيا ومنجزا بوصفه البديل المستقر لاستلام كراسي الحكم الفارغة، وإنما مجرد أداة ناجعة وقوية للتخلص من أنظمة ما قبل الربيع العربي، فشعبية التيار الإسلامي، وقدراته التنظيمية، وضعاه في دائرة «الخيارات الصعبة» التي لا يمكن تجاوزها بسهولة، كما أن الاستعدادات التي أبداها الإسلام الحركي في كل من مصر وتونس وليبيا وسوريا بوصفه عراب الإسلام الأردوغاني التركي المتصالح مع الغرب، كان مبعث أمان الدول الغربية.<br />
هكذا تألق الإسلاميون المتأهبون لاستلام ميراث الحكم في مبادراتهم، فلم تكن مصر إلا محطة جاورتها محطات أخرى في تسلم دفة الحكم في تونس وليبيا، في الوقت الذي كان نظراؤهم يخوضون معركة طاحنة في سوريا، ودخلوا في مساومات متقدمة للمشاركة في الحكم في المغرب والأردن، واصطدموا مع حكوماتهم في الكويت والإمارات، ربما تكون التجارب الأخيرة أقل بريقا لكنها تشكل في مجملها صورة للإسلام السياسي الذي انتفض ليعيد مجد الخلافة وينجز الخيال السياسي للإسلاميين بوراثة الأرض.<br />
على أن ثمة معضلات حقيقية واجهت ولا تزال تواجه الحراك الإسلامي في مساعيه نحو الحكم، إذ لم ينتج الإسلاميون في تجربتهم الراهنة أو حتى السالفة، خطابا إسلاميا رصينا متوازنا بمستوى إدارة دولة متنوعة، ولم يفرقوا بين الخيال السياسي والواقع المجتمعي الذي ينتظره أغلب الناس، فالمسألة كانت أكبر بكثير من كونها عملية توارث لمكتسبات الحكم والدولة، وأوسع من تحقيق انتصارات جانبية أو مؤقتة على الخصوم، وإنما هي مسؤوليات عميقة تتطلب توفير الأدوات الحديثة والملائمة لإدارتها وتحقيق مقاصدها، كما تتطلب قدرة فائقة على فهم الواقع ومتطلباته.<br />
بالاطلاع على أغلب ما نشر في السنوات الأخيرة، نلاحظ أن الإخوان المسلمين وأمثالهم من مناضلي الإسلام الحركي، اكتفوا بنقد الحكومات القائمة، ونشر المعلومات حول النظم القمعية، واستفادوا من وسائل الإعلام الحديثة لتوسعة دائرة الأنصار حول عدد من القضايا التي تعكس معاناة الناس اليومية، لكنهم لم يقدموا مادة علمية رصينة توضح شكل النظام السياسي كما يراه الإنسان المسلم في العصر الحديث، فقد كتب الإسلاميون كثيرا من الكتب والمقالات حول قضايا مختلفة في الشأن العام، لكن رغم كثافة وانتشار كتاباتهم، لم يقدموا فكراً عميقاً في شأن الدولة والحكم والإدارة، وتمسكوا بشعار الإسلام هو الحل، وأن أهل الشريعة أقدر على إدارة دار الإسلام.<br />
إن القول بأن الشريعة تحتوي على كل الإجابات التي يطرحها الإنسان المعاصر أمر مقبول من الناحية النظرية عند الإنسان المسلم، لكنها لا تفي بالغرض عندما يكون الإسلامي في موضع الحكم والإدارة، ويواجه عديدا من الأسئلة الحرجة والإشكالات اليومية، والمشكلات التي هي مقتضيات عمل السلطة، ومن طبيعة التحديات التي تبرز أمام إدارة الجهاز البيروقراطي في الدولة الحديثة، إن أغلب ما كتبه الإسلاميون في هذا السياق لم يتجاوز النظريات العامة المدرسية، والطرح الجمالي للنظام الإسلامي، فيما توارت المحاولات الفكرية الجادة والبحوث المعمقة.<br />
<h2>الإسلام السياسي والخطاب الغائب</h2>أحد أسباب ذلك القصور يعود إلى انشغال الحركات الإسلامية المعنية – الإخوان المسلمون مثالا- في مقارعة السلطة القائمة، والتهاء قادتها ورجالها بأمور تخص التنظيم الداخلي للجماعة، أما مسألة «التمكين» التي تبشر بها الجماعة فلم تتحول إلى فكرة واثقة عند الإسلاميين، وإنما ظلت مجرد «أمل منتظر» تسعى إليها الجماعة الإسلامية على افتراض أنها سوف تتحقق في زمن قادم، زمن هم ليسوا جزءا منه بل مرتحلين عنه، وظلت التحديات سالفة الذكر جزءا من الهموم الهامشية، واكتفت الجماعة ورجالها بتناولها كمواد إعلامية تصلح لتعبأة جمهور متحفز، وتعمل على تعميق إيمانهم بالجماعة، ولم يطرحوها كضرورات ملحة لواقع قائم.<br />
ولذا يلاحظ أن أغلب التجديدات والمواقف في القضايا العامة، لا تبادر الجماعة الإسلامية للنظر فيها، أو التعديل عليها ومراجعتها، إلا بعد أن تشعر بضغط الأمر الواقع، وأنها في موقف لا يسمح لها بمواجهة التيار الاجتماعي أو السياسي العام، وهو الأمر الذي بدا واضحا في طريقة تعاطي الإسلاميين المتردد مع مشاركة المرأة السياسية، أو قبولهم المتأخر بالدستور الوضعي، أو الخضوع القسري لنتائج صناديق الاقتراع وفق النظام الحديث، أو ضبابية الرؤية حول حقوق المواطنة واستحقاقاتها السياسية والاجتماعية وغيرها.<br />
في مصر مثلا لم ينهر مشروع الإخوان المسلمين السياسي بسبب الظروف المعيشية فقط، وإن مثّل ذلك عامل ضغط على الناس التي حلمت بمستقبل مختلف، وإنما حصل ذلك بسبب فشل الإخوان في إنتاج خطاب حديث يستوعب تطلعات الشعب المصري، ويكسب الفرقاء لصالح مشروع الدولة. وهو ما انتهى إلى عزلة الإسلاميين عن فئات واسعة من المجتمع، التقليدية والحديثة، فلم يترددوا عن افتعال خصومة مع مؤسسة الأزهر العريقة، وتجلت الطائفية بأبشع صورها، فبرزت الصراعات المذهبية القديمة بين الأشعرية الصوفية والسلفية والشيعة، وتضامن الحكم مع المجموعات الإسلامية المتشددة ضد القوى الوطنية، وعاشت الكنيسة أسوأ ظروفها في ظل حكم الإسلاميين.<br />
<h2>الثورة .. الشرعية المتحولة</h2>إنّ وصول حركة سياسية إلى السلطة باسم الإسلام، والعمل على تعزيز الهوية الإسلامية هو أمر مشروع، لكن توقف الحركة عند مهمة الدفاع عن الهوية وترصيص صفوف الجماعة، هو فشل لذلك المشروع وسقوط للهوية ذاتها، فالعلاقة مع الهوية هي علاقة أخلاقية بالدرجة الأولى، والتقدم نحو نظام العدالة وسيادة دولة القانون، والتفكير العميق بإنجاز البديل، هو أمر يتفق مع تعزيز الهوية، ولا يتعارض معها، بل ويسهم في رص صفوف المجتمع لصالح مقررات الحكم.<br />
على الإسلاميين اليوم أن يدركوا حقيقة أن التنظيمات المجتمعية الثورية التي ولدت أثناء وبعد الربيع العربي، وواجهت آلات القمع التقليدية بكل بسالة، واستطاعت أن تنجز مهمة إسقاط الحكومات الديكتاتورية العريقة، لم يعد بالإمكان التعاطي معها بلغة القوة والتهديد والقسر، ولابد لهم من إنتاج خطاب توافقي، يستوعب المجتمع بكل أطيافه وتوجهاته.<br />
كما يتوجب عليهم الإقرار بأن عالم ما بعد الربيع العربي تغير وإلى حد كبير عن شكله القديم، حيث وجدت أشكال جديدة وفاعلة خارج حيز المؤسسات التقليدية، ولم تعد أنماط العلاقات القديمة مؤثرة بنفس الدرجة والأهمية، كما لم تعد وسائل جس نبض الشارع على حالها القديم، فجيل ما بعد الربيع العربي هو جيل تقني وثوري ومغامر، ولا يمكن الاتكاء على الأساليب القديمة وحدها لإنجاز الشرعية السياسية أو قياس حجم الرضا الشعبي العام.<br />
</div>مدونة الشيخ علي خازمhttp://www.blogger.com/profile/03584620799898212353noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2060794768737324791.post-6116097177892347352013-09-27T07:51:00.001+03:002013-09-27T08:25:08.576+03:00حظر جمعية الإخوان المسلمين بمصر ودلالاته - رضوان السيد - جريدة الشرق الأوسط<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<b>كتب محرر دار الغربة : المشكلة مع الدكتور رضوان السيد في توظيفه السياسي للفكرة المعقولة والقابلة للرد والقبول فيحكم على دولة شرعيتها (دينية شعبية وفق مصطلح الشيخ ابو الأعلى المودودي </b><b>) </b><b>ويستثني أخرى </b><b>أساس قيامها يستند إلى الغَلَبَة</b><b> و</b><b>الشرعية فيها اليوم قَبَلية لا علاقة لها بالتنظيمات أوبالشريعة إلا تحدرها من تحالف تنظيمي ( قَبَلي - شرعي ) ليحكم بالتالي على نظام الرئيس محمد مرسي ( الإخوان ) الذي وصل بشرعيتين ثورية شعبية وانتخابية شعبية لا يفترض أن ينقضهما قيام قسم من الشعب في وجه النظام مهما بلغت الأخطاء . وموقفي في الشأن المصري هو قبول الدعوة إلى المراجعة السياسية والمصالحة الوطنية ووقف العنف الداخلي قبل الوصول إلى مأزق الإنقسام والتقسيم وتضييع هوية وقوة مصر من يد العرب والمسلمين والمسيحيين من غير العرب فيستجيب الإخوان المسلمون لمحاولة إدخالهم في متاهة ودوامة إثبات شرعية التنظيم على حساب إثبات شرعية الوطن والدولة وفقا لقواعد لعبة مصارعة الثيران بإلهاء الثور بمواجهة العلم الأحمر دون القاتل المصارع .</b><br />
<br />
<a href="http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=744724&issueno=12722#.UkUJC3-JnfQ">حظر جمعية الإخوان المسلمين بمصر ودلالاته - رضوان السيد</a><br />
<div align="right" class="headline6" style="padding: 0px 5px 0px 2px;" title="">
حظر جمعية الإخوان المسلمين بمصر ودلالاته</div>
<div align="right" class="storybold" dir="rtl" style="padding: 0px 5px 0px 2px;">
لا ينبغي الاستخفاف بقرار القضاء المصري فرض الحظر على جمعية (جماعة) الإخوان المسلمين بالبلاد. ليس لأن القرار أو الحكم له جوانب سياسية؛ بل لأنها ليست المرة الأولى التي يحصل فيها ذلك: فقد حصل الأمر نفسه بعد اتهام أعضاء بالتنظيم الخاص لـ«الإخوان» بقتل رئيس وزراء مصر في الأربعينات من القرن الماضي. أما القرارات الأخرى ضد الجماعة عامي 1954 و1965 فقد كانت سياسية وسيادية. وفي الحالتين المذكورتين فقد كان الاتهام المشاركة في أعمال إرهابية ضد أمن الدولة والنظام العام. أما هذه المرة (أي بتاريخ 2013/9/23) فقد كانت التهمة قيام الجمعية ذات الطابع «الخيري والاجتماعي» بنشاطات سياسية، ووجود أسلحة بمقراتها، وتحريض قادتها على العنف ضد خصومها من المتظاهرين السلميين.<br />
سيقول كثيرون (بينهم عرب ومسلمون وغربيون) إن هذا الحكم القضائي سياسي الدوافع، لأنه جاء بعد إقصاء الرئيس محمد مرسي، وإصرار «الإخوان» وحلفائهم على الاعتصام والتظاهر والاشتباك مع قوات الأمن والجيش من أجل استعادة «الشرعية والشريعة». ومصطلحا الشرعية والشريعة في نظري هما الخيط الذي ينبغي التقاطه لفهم ظاهرة الإسلام السياسي السني والشيعي خلال العقود الماضية. فالذي لا يعرف أصول الحركات والتنظيمات الإسلامية المسلحة وغير المسلحة سيتجاهل مفردة «الشريعة» في الشعار المرفوع، وسيعتبر أن «الشرعية» هي المعروفة شروطها في العالم المعاصر مثل الدستور والانتخابات الحرة، وفصل السلطات، والأحزاب السياسية المتنافسة في المجتمع السياسي المتعدد والمفتوح. و«الإخوان» أنفسهم ومتفرعاتهم وأنصارهم بسائر البلاد العربية وبعد الانتخابات بالذات هم الذين شجعوا ولا يزالون على الانطباع بأنهم ليس في أذهانهم وتفكيرهم غير ذلك، عندما يتحدث الرئيس مرسي أو الغنوشي أو غيرهما عن الشرعية.<br />
أما الواقع ومنذ الأربعينات من القرن الماضي فهو أن سائر الجمعيات والجماعات الإسلامية المتحولة إلى تنظيمات وأحزاب تربط ربطا وثيقا بين تحقق الشرعية وتطبيق الشريعة. وهذا الربط يعني عدة أمور؛ الأول أنه في زمن الدولة الوطنية الذي بدأ في حقبة ما بين الحربين العالميتين، تسللت قناعة إلى فئات من ذوي الذهنية الدينية العالية الحساسية، بأن الشرعية التقليدية في المجتمعات والدول الإسلامية تقلصت وأوشكت على الزوال، فظهرت في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي مئات الجمعيات للحفاظ على الهوية الدينية التي يتهددها الاستعمار والتغريب والدولة الوطنية البازغة. والأمر الثاني أن هذه الجمعيات نسجت خلال عقدين من الصراع لنفسها شرنقة تركزت فيها تلك الشرعية الزائلة عن سواها. وبالطبع فإن المشروع الوطني لدى الفئات الأَوسع والذي كان يحقق نجاحات حتى الستينات من القرن الماضي هو الذي ظل يستأثر بمشاعر الأكثريات الشعبية، مما أدى إلى تحول تلك الجمعيات، إلى أقليات صغيره وحاقدة.<br />
والأمر الثالث أنه خلال تلك العقود الثلاثة في ما بين الثلاثينات والستينات أنتجت تلك الجماعات والتنظيمات أدبيات هائلة الاتساع تغذت على ثقافة الحرب الباردة وآثارها على العالمين العربي والإسلامي، ومن ضمن ذلك عقيدة الحاكمية في مواجهة الدولة الوطنية. والحاكمية تعني أن هناك نظاما كاملا موحى وشاملا لا بد من فرضه على الدولة والمجتمعات أو على المجتمعات من خلال النظام السياسي الذي يسيطر فيه الإسلاميون، ولا طريقة لاستعادة «الشرعية» إلا ذلك. والأمر الرابع أن خيبات الدولة الوطنية وقمعها زادا من شعبية تلك التنظيمات الإحيائية والأصولية. وقد تحرك الجمهور في كل مكان ضد الأنظمة في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي: ومن باكستان إلى إيران إلى مصر إلى سوريا. أما في إيران فإن المؤسسة الدينية القوية استطاعت استيعاب ثوران العامة فأقامت دولة دينية قوامها نظام ولاية الفقيه (الصيغة الشيعية للحاكمية). وأما في مصر وبلدان عربية أخرى، وبسبب عجز الإسلاميين الجدد عن الاستيلاء على السلطة؛ فقد انفجرت في أوساطهم وعلى حواشيهم جهاديات تحمل الفكر نفسه، فحولت الإسلام إلى مشكلة عالمية.<br />
والأمر الخامس أن تيارا رئيسا في تنظيمات الشريعة والشرعية هذه ما دخل مباشرة في العنف آنذاك، وإنما تابع عمليات الأسلمة المتشددة في المجتمعات، وأغرى فئات واسعة من الطبقات الوسطى بسلميته فانخرطت فيه أو عبّرت شرائحها المثقفة عن خيبتها من الأنظمة باعتناق مقولاته، وصلاحيته لأن يكون بديلا طهوريا عقائديا وسياسيا.. وهاتان المسألتان: اليأس من الأوضاع القائمة، والاقتناع بأن الإسلام الفصامي هذا هو الحلّ الأمثل لمسألة الشرعية، هما اللتان أبرزتا الإسلام السياسي على السطح بعد سقوط القمع خلال الثورات. والأمر السادس والأخير أن الخطير على الدين والدولة في المجالين العربي والإسلامي ليس وصول هذا الحزب الإسلامي أو ذاك للسلطة، فقد وصلت أحزاب ذات عنوان ديني للسلطة في أوروبا بعد الحرب الثانية. بل الخطير هو تلك العملية الهائلة خلال عقود لتحويل المفاهيم: الإسلام دين ودولة. وقد ذهبت «الشرعية» لأن الدين خرج من الدولة بقيام الدول الوطنية القائمة على المواطنة وليس على مقتضيات الهوية. ولا بد لكي تستعاد الشرعية من قيام دولة إسلامية، أو لا تكون الدولة إسلامية من جديد إلا بالاستيلاء على النظام السياسي وفرض تطبيق الشريعة. وبالطبع فإن هذه المقولات العقائدية جميعا فاسدة. فديننا كامل وكذلك شرعية مجتمعاتنا وشريعتها. أما الأنظمة السياسية فهي عرضة للتغيير استنادا إلى إرادة الجمهور ومصالحه. ولذا عندما ثار الشبان العرب ما كانت شكواهم من قلة دين حكامهم العسكريين، بل من قمعهم وفسادهم، وهدرهم للمصالح العامة. وهوية الدول والمجتمعات لا يحددها النظام السياسي القائم بل ثوابت الدين والثقافة والقومية والأرض والتاريخ. ولذا يكون خطيرا بالفعل هذا الدمج بين الشرعية والتنظيم الحزبي باسم الدين، وتسليم الدين إلى نظام سياسي حزبي يدخله في بطن الدولة، ويحول الصراع السياسي إلى مجادلة بين أحزاب متنافسة على السلطة، فتصبح هذه الفئة مسلمة لأنها أيّدت «الإخوان»، وتلك منحرفة لأنها لم تؤيدهم!<br />
يوم الحكم على جمعية الإخوان بالحظر حدثت وقائع أخرى مفزعة كلها باسم الإسلام: أغارت حركة «شباب المجاهدين» الصومالية على مجمع تجاري في كينيا فقتلت ستين إنسانا أو يزيد. واقتحم «إسلاميون» كنيسة بباكستان وقتلوا عشرات المسيحيين المصلين. وأُعلن أن إيران استوردت إلى سوريا شيعة أفغانا للقتال مع نظام الأسد إلى جانب الحرس الثوري الإيراني وشيعة من لبنان والعراق واليمن والبحرين. كما أُعلن أن أفغان «القاعدة» بسوريا وشيشانها ما اصطدموا فقط بأفغان إيران؛ بل أيضا بجبهة النصرة التي تنتمي إلى فرع آخر من «القاعدة». وأعلن الجيش المصري أخيرا عن عمليات قبض على «جهاديين» في سيناء وبالداخل المصري يناضلون من أجل عودة الرئيس المصري المعزول!<br />
إيران الدولة القومية تستخدم المذهب الشيعي لخدمة مصالحها، فتضرب البلدان وتشرذم المجتمعات العربية والإسلامية. و«الإخوان المسلمون» المصريون يستخدمون «الجهاديين» السنة للدفاع عن شرعيتهم. و«القاعدة» وأنصارها يمارسون الإرهاب باسم الإسلام في سائر أنحاء العالم، وإنما بخاصة ضد العرب والمسلمين! وأنا أرى أن طبيعة ديننا سنة وشيعة لم تتغير، وهؤلاء جميعا انشقاقات تضر بديننا وأخلاقنا وأعراف مجتمعاتنا وعيشها التاريخي والحاضر. ولا فرق في ذلك بين الجهادي والتنظيمي وتابع ولاية الفقيه. ولست أدري كيف تبلغ عمليات التحويل والتزوير للنص القرآني (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا) بحيث تستباح الدماء إلى حدود الإبادة!<br />
إن المهمة الضرورية والمصيرية والحاضرة لأهل الدين والأخلاق في مجتمعاتنا اليوم وغدا تتمثل في الخروج من هذا الإسلام السياسي بشتى أنواعه وأشكاله والذي يضرب الشريعة والشرعية باسم الدين! </div>
</div>
مدونة الشيخ علي خازمhttp://www.blogger.com/profile/03584620799898212353noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2060794768737324791.post-78268135779780614762013-09-27T01:58:00.001+03:002013-09-27T01:58:28.015+03:00بوابة فيتو: "الإيسيسكو" تصدر دليلًا للأئمة لتطوير الخطاب الإسلامى<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><a href="http://www.vetogate.com/577972#.UkS7r3-JnfQ">بوابة فيتو: "الإيسيسكو" تصدر دليلًا للأئمة لتطوير الخطاب الإسلامى</a><br />
<div class="heading"> <h1 style="line-height: 1.5; width: auto;">"الإيسيسكو" تصدر دليلًا للأئمة لتطوير الخطاب الإسلامى</h1></div><div class="show-date" style="color: black; float: none; text-align: right; width: auto;"> الأربعاء 11/سبتمبر/2013 - 02:19 م </div><img alt="اجتماع المنظمة الإسلامية" class="main-photo" height="282" src="http://www.vetogate.com/upload/photo/news/57/7/500x282o/972.jpg" width="500" /> <span class="main-photo">اجتماع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –إيسيسكو</span> <span class="writer"> القاهرة أ ش أ </span> <div class="clr"> </div><div class="show-parags" id="start"> <div class="ni-content"> <div style="text-align: justify;"><span style="font-size: 14pt;">أصدرت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –إيسيسكو- دليل الأئمة والمرشدين الدينيين خارج العالم الإسلامي للمساعدة في تطوير الخطاب الإسلامى وفق قيم الحوار والوسطية والاعتدال.</span></div><div style="text-align: justify;"><br />
</div><div style="text-align: justify;"><span style="font-size: 14pt;">وأوضحت "الإيسيسكو"، في بيان صحفى اليوم الأربعاء، أن الإصدار الجديد في 182 صفحة ويتضمن خمسة فصول تتناول أهمية تكوين الأئمة، ومنهجية إعداد الخطبة والموعظة، ومنهجية إلقائهما، ومهمة الدعوة والحوار والتواصل، وأساسيات في الثقافة الإدارية والقانونية. </span></div><div style="text-align: justify;"><br />
</div><div style="text-align: justify;"><span style="font-size: 14pt;">وقد استعانت الإيسيسكو في إعداد هذا الدليل بالأستاذ عبد السلام الأحمر، عضو الرابطة المحمدية للعلماء في المملكة المغربية الذي شارك في تأطير مجموعة من دورات تأهيل الأئمة.</span></div><div style="text-align: justify;"><br />
</div><div style="text-align: justify;"><span style="font-size: 14pt;">وجاء نشر هذا الدليل في إطار برنامج العمل الخاص بتكوين الأئمة الذي اعتمده الاجتماع التاسع للمجلس الأعلى للتربية والعلوم والثقافة للمسلمين خارج العالم الإسلامي المنعقد في موسكو خلال شهر يونيو 2008، وحرصت الإيسيسكو على تقديمه في اجتماعات رؤساء المراكز الثقافية والجمعيات الإسلامية في أمريكا اللاتينية والكاريبي، وجنوب شرق آسيا والمحيط الهادي. </span></div><div style="text-align: justify;"><br />
</div><div style="text-align: justify;"><span style="font-size: 14pt;">يذكر أن الإيسيسكو كانت قد عقدت بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية في دولة الكويت مجموعة من الدورات التدريبية لتكوين وتأهيل الأئمة في مجالات الحوار والوسطية والاعتدال في كل من سنغافورة (أكتوبر 2008)، وآخر بألمانيا، وتيرانا بألبانيا (2009)، وبروكسيل ببلجيكا (2010)، ولشبونة بالبرتغال (2011)، وفوزدو إيغواسو بالبرازيل، وبادوفا بإيطاليا (2012)، وباليرمو بجزيرة صقلية (2013)، إضافة إلى مجموعة أخرى من الدورات لفائدة الأئمة والدعاة في أفريقيا.</span></div></div></div></div>مدونة الشيخ علي خازمhttp://www.blogger.com/profile/03584620799898212353noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2060794768737324791.post-58058410938658440152013-09-13T14:42:00.001+03:002013-09-13T15:21:55.238+03:00الأهرام :: توقعات مستقبل الإسلام السياسى بعد ثورة30 يونيو هل يقدم التيار الإسلامي مرشحا رئاسيا في الانتخابات القادمة؟<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="hd_inner" id="ctl00_ContentPlaceHolder1_divTitle">
<a href="http://www.ahram.org.eg/News/941/102/231537/%D9%85%D9%84%D9%81/%D8%AA%D9%88%D9%82%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%89-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9%E2%80%8F%E2%80%8F-%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%88%D9%87%D9%84-%D9%8A.aspx" target="_blank">توقعات مستقبل الإسلام السياسى بعد ثورة30 يونيوهل يقدم التيار الإسلامي مرشحا رئاسيا في الانتخابات القادمة؟</a></div>
<div id="ctl00_ContentPlaceHolder1_divWriterImage">
</div>
<div class="bar_info_inner" id="ctl00_ContentPlaceHolder1_divBar">
<div class="bar_text">
<span id="ctl00_ContentPlaceHolder1_spnSource">محمد أبو العينين</span>
</div>
<div class="read_icon">
</div>
<div class="print">
<a href="http://www.ahram.org.eg/NewsPrint/231537.aspx" id="ctl00_ContentPlaceHolder1_aPrint" target="_blank"></a>
</div>
<div class="clear">
</div>
<div id="ctl00_ContentPlaceHolder1_divMainMedia">
<div class="top_news_img" style="margin-right: 25px;">
<div>
<img src="http://www.ahram.org.eg/Media/News/2013/9/12/2013-635146020283813059-381.jpg" /></div>
</div>
</div>
</div>
<div class="bar_info_inner" id="ctl00_ContentPlaceHolder1_divBar">
</div>
<div id="ctl00_ContentPlaceHolder1_iqraa">
</div>
<div class="clear">
</div>
<div class="bref_inner" id="ctl00_ContentPlaceHolder1_divContent">
<b>بعد
الثورة الشعبية التي شهدتها مصر في30 يونيو والتي أطاحت بحكم جماعة
الإخوان المسلمين, وأثبتت الأغلبية الصامتة حزب الكنبة بعد نزولها للشارع
أنها القوي المؤثرة الآن في المجتمع المصري, والتي تستطيع تغيير
المسار, وتصحيح الأوضاع, مع تراجع تيار الاسلام السياسي, بعد سقوط
الاخوان المسلمين.</b>
وفشل تجربتهم في الحكم, إلا أن العنف الإخواني والملاحقات الأمنية قد
تتسبب في القضاء علي ما تبقي من أمل في مستقبل التيار الاسلام السياسي في
مصر, بجانب أن هناك رفض شعبي لاستمرار الأحزاب الدينية, خاصة التي شارك
المنتمون لها في أعمال عنف وتهديد للمواطنين, ولكن في حالة اخفاق الحكومة
الحالية في تنفيذ خريطة الطريق, وتحسين الظروف المعيشية وتوفير الخدمات, قد
يؤدي ذلك لاحتمالات عودة تيارات الإسلام السياسي بقوة, ونظرا للسيولة
السياسية التي يشهدها الشارع السياسي المصري, تتباين الآراء حول مستقبل
الإسلام السياسي في مصر وملامح الخريطة السياسية في الفترة المقبلة, فهناك
من يري ضرورة حظر هذه التيارات بعد أن ثبت استغلالها للدين بهدف الوصول إلي
سلطة الحكم والاحتفاظ بها, وهناك من يتوقع استمرار تيار الإسلام السياسي
في الحياة السياسية ومشاركة أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات
البرلمانية بصفة مستقلين, وآخر يري عزوف جماعة الإخوان المسلمين عن العمل
السياسي واللجوء للعنف والاغتيالات, بينما يطالب آخرين بعدم الاقصاء و
تعاون كل القوي السياسية في بناء الوطن, مع مراجعة التيارات الاسلامية
لخطابها, وأسلوب عملها, وأدواتها, والفصل بين عملها الدعوي والسياسي. في
هذا الملف نستعرض آراء مفكرين وسياسيين وأساتذة علوم سياسية واجتماع سياسي,
لمحاولة معرفة مستقبل التيار الاسلامي في العملية السياسية, وتحديد ملامح
للخريطة السياسية في الفترة المقبلة.<br />
a يؤكد د. ناجح ابراهيم المفكر الاسلامي علي أن الحركة الإسلامية أساءت
للمشروع الاسلامي من خلال أمرين الأول الخطاب الاسلامي الذي قدمته في
الفترة الماضية, كان خطابا استعدائيا واستعلائيا ويدعو للانتقام وليس
العكس, وفيه خطاب تكفيري للآخرين, وهذا الخطاب أساء اساءة بالغة للمشروع
الاسلامي, وينبغي مراجعة هذا الخطاب من جديد, الأمرالثاني تبني شعار
الشرعية أو الدماء, وهذا الشعار الذي أدي الي الحرب والعنف واراقة الدماء
في الشوارع, واستلهم هذا الشعار من التجربة الجزائرية الفاشلة, والتي أدت
لمقتل أكثر من100 ألف قتيل, وجرح أكثر من70 ألف جريح, ومع ذلك لم تعد
الشرعية ولم تحقن الدماء, ولم تطبق الشريعة الاسلامية, وهذا ما حدث أيضا في
مصر لم ندرك الشرعية ولم نحقن الدماء.<br />
مشيرا الي أن المشروع الاسلامي لم يسقط في مصر بسقوط مرسي, حيث لم يسقط
المشروع الاسلامي من قبل بوفاة النبي صلي الله عليه وسلم, أوبسقوط الدولة
الأموية أو العباسية, حيث أن المشروع الاسلامي دعوة واصلاح في المقام
الأول, مشروع هداية الخلق الي الحق سبحانه وتعالي, وليس مشروع سلطة,
والسلطة فيه وسيلة وليست غاية, فاذا تعارضت الوسيلة مع الغاية, فلتذهب
الوسيلة للجحيم, وماحدث في الفترة الماضية بعد25 يناير هو خسارة جولة
سياسية.<br />
وعن مستقبل تيار الاسلام السياسي في العملية السياسية أكد الدكتور ناجح
ابراهيم أن نجاح التيار الاسلامي في المستقبل يتوقف علي الالتزام بعدة
قواعد من بينها الفصل بين العقائدي الثابت والسياسي أو الحزبي المتغير,
وعدم استخدام المساجد في العمل الحزبي وقصرها علي القضايا السياسية العامة
التي تهم الوطن كله بالاضافة الي قضايا الدعوة وثوابت الاسلام, وعدم تكفير
أو تخوين أو تفسيق المخالف لها في الرأي السياسي أو الاختيارات السياسية,
والفصل بين عمل الجماعات الدعوي وعمل الأحزاب السياسي, فاذا وصلت للحكم
فينبغي عدم التداخل بين مؤسسات الدولة وبين الجماعة والحزب( السبب الذي أدي
لسقوط الدكتور مرسي وهو التداخل المعيب بين مؤسسات الدولة والجماعة والحزب
حتي صار الثلاثة كالأواني المستطرقة يتحرك بها الماء من هنا الي هنا دون
ضابط أو رابط).<br />
مشددا علي ضرورة عودة جماعة الاخوان المسلمين للعمل السياسي, وعدم اقصائها
أو اقصاء أي طرف لما فيه من ضرر كبير, وحتي لاتتحول للعمل السري الذي كله
آفات وأضرار.<br />
تيار يدعي التدين<br />
تشير الدكتورة هدي زكريا أستاذ علم الاجتماع السياسي بأداب الزقازيق الي
أن التيارات الإسلامية ظهرت في المجتمع كقوة هدامة سيطرت علي مقاليد القوة
لضرب البناء الاجتماعي. مشيرة الي أن تلك التيارات سوف تسعي للبقاء في
العملية السياسية, لكن دون وجود مستقبل سياسي لهذه التيارات, لأنهم لم
يدركوا حتي الآن طبيعة المجتمع المصري الدينية, ومستوي تدينه, فالمجتمع
المصري سبق اليهودية, والمسيحية, والإسلام, في التوحيد بعد أن نادي فرعون
مصر اخناتون منذ عام1369 قبل الميلاد بالوحدانية, وعبقرية المصريين الدينية
لا تسمح لأحد أن يهبط بهم لوثنية التيار الديني.<br />
وتري الدكتورة هدي زكريا أننا أمام تيار يدعي التدين, وينتمي فكريا لحالة
من الوثنية التي ترتدي رداءا إسلاميا من الخارج, فرغم أن الأديان السماوية
بناءة, حيث حول الإسلام القبائل من الوضع البدوي لدولة عظمي, إلا أن التيار
الاسلامي الآن يتكلم عن الأهل والعشيرة, ورغم أن الإسلام كان حافزا للتقدم
وصانع للنهضة, فإذا بهم يحولونه لمعول للهدم والتخلف. مؤكدة علي أن مصير
التيار الاسلامي في العمل السياسي يزداد ظلمة, بغض النظر عن العنف ولجوئهم
له, لأن أفكارهم تزداد قتامة وظلاما يوما بعد يوم.<br />
السلفيين أكثر تشددا<br />
توضح الدكتورة عالية المهدي العميد السابق لكلية الاقتصاد والعلوم
السياسية أن العمل السياسي قبل25 يناير كان يقرره تيارين أساسيين الحزب
الوطني في الحكم, وجماعة الاخوان المسلمين في المعارضة, الي جانب بعض
الأحزاب السياسية التي لها تاريخ كأحزاب الوفد والتجمع, حيث المشهد من25
يناير الي30 يونيو كانت جماعة الاخوان مهيمنة علي الموقف, وظهر التيار
السلفي الذي كان عمله في الأساس دعوي وديني, وأنشأ عدة أحزاب كلها تحت
مظلته, وبدأت تظهر كيانات صغيرة تحت شعارات الثورة.<br />
موضحة أن بعض الأحزاب الصغيرة سوف تختفي من الوجود في الفترة القادمة, وأن
الأحزاب السلفية سوف تظهر علي الساحة لفترة محدودة, لأنها بالرغم من أنها
تقدم الطرح الديني المختلف عن جماعة الاخوان, الا انها أكثر تشددا من
الناحية الدينية عن الاخوان التي كانت أكثر انتهازية, ورغم محاولتهم
التعامل مع الأحزاب الأخري, إلا أن طريقهم السياسي غير واضح, وهم مترددين,
وتنقصهم الخبرة والحنكة السياسية, وتفكيرهم في الأمور الدينية أكثر من
تناولهم للقضايا الدنيوية, فموقفهم من الشئون السياسية والاقتصادية
والاجتماعية والثقافية غير واضح, وكل ما يطالبوا به تطبيق الشريعة
الاسلامية. مؤكدة علي انهم بمثابة حزب ديني يبحث عن مرجعية سياسية, ليس له
مستقبل واضح في العملية السياسية, وأن الفترة المقبلة سوف تشهد توجيه
انتقادات حادة لهم.<br />
وتعتقد د.عالية المهدي في إمكان ظهور أحزاب جديدة, وانتهاء دور حركة تمرد
بعد نزول الجماهير في30 يونيو لأنها حركة لحظية, انتهي دورها بسقوط مرسي,
وأن الإخوان بالرغم من سقوطهم سوف يحاولون العودة في صورة نواب مستقلين
ويحصلوا علي ما بين15 الي20% من مقاعد البرلمان في الانتخابات المقبلة,
سيكون لهم مرشح في الانتخابات الرئاسية, وأن يحصل السلفيون علي من18 الي20%
من مقاعد البرلمان, وحصول بعض الأحزاب الاسلامية الأخري علي عدد من
المقاعد, علي أن يكون مجمل ما يحصل عليه التيار الاسلامي40% من مقاعد
البرلمان القادم, أما بالنسبة للأحزاب التقليدية فهي ضعيفة, باستثناء حزب
الوفد الذي يستمر في الارتفاع, وهو من أقوي الأحزاب نسبيا, ومن الأحزاب
الجديدة المنتظر أن يكون لها وجود قوي حزب المصريين الأحرار, وحزب التيار
الشعبي, وفي حالة ما اذا استطاع أعضاء الحزب الوطني استعادة أوصاله, وعودة
الحزب الوطني, من الممكن حصوله علي ما بين25 الي30% من مقاعد البرلمان, حيث
مازال علي الأرض هناك اتصالات قوية بين أعضائه, لكن لم تظهر بوادر لعودته
حتي الآن.<br />
وتشير الدكتورة عالية المهدي الي أن الأغلبية الصامتة بعد30 يونيو, عرفت
أن لها دور وأن دورهم أتي بنتيجة وغير المسار تماما, وهي اذا وجدت من
يمثلها التمثيل الجيد, فسوف تشارك بقوة في الحياة السياسية من خلال
الانتخابات البرلمانية والرئاسية, ومن المؤكد أن هذه الأغلبية ليست مع تيار
الاسلام السياسي, وتمثل قوي كبري, وعنصرا مرجحا ومؤثرا في الفترة القادمة.<br />
ابتزاز في العمل السياسي<br />
يقول حسين عبد الرازق نائب رئيس حزب التجمع وعضو لجنة الخمسين لتعديل
الدستور المصري إن المدة التي حكم فيها الرئيس المعزول, وجهت ضربة قاضية
لتيار الإسلام السياسي, لا سيما لحزب الحرية والعدالة, ولجماعة الإخوان
المسلمين, التي هي أساس هذا التيار في مصر, مما أضعف هذا التيار بشكل عام,
وإن كانت هناك محاولات من جانب حزب النور لشغل هذا الفراغ الآن, وإعادة
الحياة لتيار الإسلام السياسي لكنها تتعثر لأن فكرة إدخال الدين في السياسة
ثبت فشلها, فهي جذر الأزمة التي نمر بها, وهي نوع من الابتزاز في العمل
السياسي, وبالتالي أظن أن مستقبل العمل السياسي بالنسبة لتيار الإسلام
السياسي سلبي للغاية.<br />
وتوقع حسين عبد الرازق أن تواصل جماعة الإخوان المسلمين تحديدا من بين قوي
التيار الإسلامي القيام بعمليات عنف متفرقة, وربما تلجأ للاغتيالات
السياسية, وأن يحاول حزب النور الحصول علي عدد كبير من المقاعد في
الانتخابات البرلمانية المقبلة, لكن يبدو أن منهجه في التعامل يجعله ضعيفا,
حيث يعتقد الحزب أن حرص الدولة علي وجود الأحزاب والأطياف السياسية علي
الساحة يعطيه الحق في فرض شروطه. كما توقع حسين عبد الرازق أن تظل الأذرع
السياسية لباقي الجماعات الدينية موجودة لكن مهمشة, خاصة أن الدستور الجديد
ربما يقرر عدم السماح بإنشاء أحزاب سياسية علي أساس ديني أو ذات مرجعية
دينية.<br />
ويشير حسين عبد الرازق الي أن دور الأحزاب في الفترة القادمة يتوقف علي أدائها وهي لديها فرصة بأن تنمو وتكون أكثر تأثيرا.<br />
الاستفادة من التجربة<br />
يري الدكتور مصطفي كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن
التيار الاسلامي حقيقة موجودة في الواقع السياسي المصري, وله فصائله
المتعددة فيوجد بخلاف جماعة الاخوان المسلمين, السلفيون ولهم أحزابهم,
والجماعة الاسلامية ولها حزبها, وهناك فصائل أخري. فالتيار الاسلامي يستمد
وجوده من كون الأغلبية الساحقة من المصريين ينتمون للاسلام, وأن الخطاب
الاسلامي له وقع حسن في نفوسهم, وبعض قيادات هذا التيار بارعون في العمل
الاجتماعي ولهم فيه خبرة واسعة, وامتدت به الي جميع ربوع الوطن.<br />
وأوضح د. مصطفي أن فصيل الإخوان تحديدا قد مر بفترات صعبة عندما قام مجلس
قيادة ثورة23 يوليو جماعة الاخوان المسلمين, واستمر هذا الحظر قائما لمدة
تربو علي الستين عاما, واستطاعت الجماعة أن تبقي وتستمر, ورغم وجود قطاع
واسع من المصريين ضاق بحكم الرئيس المعزول مرسي, الا أن هناك قطاع آخر يري
أن الرئيس المعزول كان ينبغي أن يبقي لفترة4 سنوات كما حددها الدستور.
مبينا أنه لهذه الأسباب يبدو أن التيار الاسلامي سوف يظل يعمل في الحياة
السياسية في السر والعلن, فضلا عن أن قيادات التيار الاسلامي مصممة علي
مواصلة نشاطها, وقد يلجأ عدد منهم للعنف والي العمل المسلح لمقاومة
السلطات. مضيفا أن التيار الاسلامي في كل الأحوال سوف يواصل نشاطه الدعوي,
ويحاول ايجاد طريقا لتمثيلهم في الانتخابات البرلمانية.<br />
وطالب الدكتور مصطفي كامل السيد بادماج تيار الاسلام السياسي في الحياة
السياسية المصرية بطريقة شرعية, والاستفادة من التجربة الماضية, وذلك من
خلال تكوينهم لجمعيات أهلية تخضع للقانون, وألا تشارك في العمل السياسي,
ولأنصار هذا التيار تأسيس أحزاب سياسية مع الالتزام باحترام مباديء حقوق
الانسان الواردة في وثائق دولية وصدقت عليها الحكومة المصرية, مع حظر
الدعوة لأي حزب سياسي في دور العبادة. مطالبا بالتعامل مع هذا التيار في
اطار القانون, وليس اللجوء لأساليب استثنائية.<br />
تجديد القيادات<br />
تري الدكتورة سوسن فايد أستاذ علم الاجتماع فشل قيادات تيار الاسلام
السياسي في الفترة السابقة علي مستوي التنظيم, وبالتحديد جماعة الاخوان
المسلمين التي تقلدت السلطة في مصر, لكن من المؤكد أنه سيكون هناك تجديد
لتلك القيادات, ففكرة الجماعات الدينية أو الحركات لم تنته, و سوف تجدد
نفسها من خلال قيادات جديدة تحاول أن تصحح الأخطاء والأسباب التي أدت
لفشلهم بأساليب وأدوات جديدة, وما حدث بعد30 يونيو نهاية للقيادات فقط
وتبقي الفكرة مستمرة, وسيكون هناك عقد جديد مع قيادات جديدة.<br />
وتعول الدكتورة سوسن فايد علي ما سوف يتضمنه الدستور من مواد تقضي بالفصل
في العمل السياسي بين الدين والسياسة, حينها ستتحدد رؤية تيار الاسلام
السياسي, وتتحرر القيادات عن فكرها اذا ما أرادت أن تشارك في الحياة
السياسية, وأن تفصل الدين عن السياسة اذا قرر الدستور ذلك, خاصة أن التجربة
أثبتت فشل خلط الدين بالسياسة. مبينة أن الدستور هو المحك والبوصلة
الموجهة للتيار الاسلامي في المستقبل بناء علي ما يتضمنه من قواعد تلزم
التيار الاسلامي.<br />
وتؤكد أهمية استرداد كل القوي الشعبية والشبابية والثورية لثقتها في نفسها
بعد30 يونيو, لأن الفترة القادمة ستشهد من تلك القوي مشاركة أعلي بعد
نجاحهم وتحقيق ذاتهم, أما الأحزاب التقليدية فهي تحتاج لبعض الوقت حتي
تتبلور صورتها الجديدة المتفقة مع الواقع, فلابد من تنميتها ذاتيا والتأهيل
للعمل طبقا للمعطيات الجديدة.<br />
<div dir="rtl" style="clear: both; float: right; margin-bottom: 10px; width: 626px;">
رابط دائم: <input readonly="readonly" style="direction: ltr; width: 300px;" type="Text" value="http://www.ahram.org.eg/NewsQ/231537.aspx" /></div>
<div style="text-align: center;">
</div>
</div>
<div class="left_icon_inner" id="ctl00_ContentPlaceHolder1_divShare">
<div class="addthis_toolbox addthis_default_style ">
<div style="clear: both; height: 20px;">
</div>
<a class="addthis_button_facebook_like at300b" href="http://www.blogger.com/null"></a><br />
<div class="fb-like fb_edge_widget_with_comment fb_iframe_widget" data-action="like" data-font="arial" data-href="http://www.ahram.org.eg/NewsQ/231537.aspx" data-layout="box_count" data-ref=".UjL39LQ7xzg.like" data-send="false" data-show_faces="false" data-width="55">
<a class="addthis_button_facebook_like at300b" href="http://www.blogger.com/null"><span style="height: 61px; width: 44px;"></span></a></div>
<a class="addthis_button_facebook_like at300b" href="http://www.blogger.com/null">
</a><br />
<div style="clear: both; height: 20px;">
</div>
<div style="clear: both; height: 20px;">
</div>
<div style="clear: both; height: 20px;">
</div>
<span class="IN-widget" style="display: inline-block; line-height: 1; vertical-align: baseline;"><span style="display: inline-block ! important; font-size: 1px ! important; margin: 0px ! important; padding: 0px ! important; text-indent: 0px ! important; vertical-align: baseline ! important;"></span></span><br />
<div style="clear: both; height: 20px;">
</div>
<a class="addthis_button_expanded" href="http://www.ahram.org.eg/UI/Front/#" target="_blank" title="View more services">1</a><a class="atc_s addthis_button_compact" href="http://www.blogger.com/null"></a>
</div>
</div>
<div class="clear">
</div>
</div>
مدونة الشيخ علي خازمhttp://www.blogger.com/profile/03584620799898212353noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2060794768737324791.post-14601875366368615672013-06-15T23:28:00.001+03:002013-06-15T23:28:04.843+03:00وزير الثقافة الجديد يتحسس مسدسه - جلال أمين - بوابة الشروق<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><a href="http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=08062013&id=6f2de57d-66e8-4952-afc2-b1b6216ecbfa">وزير الثقافة الجديد يتحسس مسدسه - جلال أمين - بوابة الشروق</a><br />
<br />
<div class="right newSize"> <div id="Body_Body_DivLeftAds"> </div><br />
<h1> وزير الثقافة الجديد يتحسس مسدسه</h1></div><br />
<div class="content columnistInner-Content contentNewSize"> <div class="columnistInner-rightContent columnistInner-rightContent-newSize"> <strong>قرأت مرة تعريفا للمثقف لا يخلو من طرافة، وأظن أن القائل به لم يكن جادا تماما، ومع ذلك فالتعريف لا يبعد كثيرا عن الحقيقة. المثقف طبقا لهذا التعريف هو «الشخص المشغول بالأمور المبهمة»!.</strong><br />
<br />
المثقف فيما يبدو، لا يكف عن البحث عن الحقيقة (وان كانت هذه الحقيقة دائما مبهمة)، سواء كانت طريقته فى البحث عنها كتابة قصة أو رواية أو مسرحية، أو رسم صورة أو كاريكاتير، أو نحت تمثال، أو تأليف مقطوعة موسيقية، أو كتابة بحث تاريخى أو اجتماعى...إلخ. هناك دائما شىء مبهم، أو على الأقل ليس واضحا تماما، عصى عن الاحاطة التامة به، والنتيجة لا تكون أبدا قاطعة (بل ان النتيجة القاطعة كثيرا ما تفسد العمل الأدبى وتضعف البحث التاريخى أو الاجتماعى).<br />
<br />
ولكن هذا العجز المستمر عن الوصول إلى نتيجة قاطعة (مع المحاولة المستمرة للاقتراب منها) هو نفسه الذى يكسب العمل الأدبى أو الفنى جماله، ويكسب البحث التاريخى أو الاجتماعى قدرته على إثارة المزيد من التفكير. هذا العجز عن الوصول إلى نتيجة قاطعة هو أيضا الذى يجعل الأديب أو الفنان أو الباحث لا يتوقف أبدا عن المحاولة من جديد، ومن ثم يضفى على حياتنا بهجة مستمرة وحيوية متجددة، ويجعلنا نفهم وصف شخص بأنه «مثقف»، لا على أنه شخص بلغ درجة معينة من المعرفة، بل على أنه شخص منهمك فى «عملية» لا تنتهى من البحث عن حل «لأمور مبهمة».<br />
<br />
تذكرت هذا التعريف للمثقف عندما شاهدت فى الآونة الأخيرة احتدام الصدام بين عدد كبير من صفوة المثقفين المصريين وبين وزير جديد للثقافة، عينه نظام يحكمه الإخوان المسلمون، وخطر لى أن السبب الحقيقى لهذا الصدام الحاد قد يكمن فى الفرق بين طبيعة المثقف (التى وصفتها فيما سبق) وبين طريقة تفكير المنتمين لمذهب من مذاهب الفكر السلفى (بالمعنى العام للسلفية الذى يشمل أيضا جماعة الإخوان المسلمين).<br />
<br />
لقد قرأت فى الصحف، فى غمار هذا الصدام، اتهاما وجهه بعض المثقفين لجماعة الإخوان يتضمن خلوها من «المبدعين»، وان الاسم الوحيد منهم، وهو سيد قطب، الذى يمكن اعتباره استثناء، كان نشاطه الثقافى أو «الإبداعى» سابقا على انتمائه للجماعة، ثم توقف بعد انتمائه إليها. هذا الاتهام فى رأيى صحيح (حتى لو عثرنا على استثناء أو استثناءين غير مثال سيد قطب الذى يدعم الاتهام ولا يدحضه)، مما يثير التساؤل عما إذا كان هناك تعارض مهم بين طبيعة (أو نفسية) المثقف، وطبيعة المنتمى إلى جماعة تعتنق مذهبا من المذاهب السلفية.<br />
<br />
<div style="text-align: center;"><span>•</span><span>•</span><span>•</span></div><div style="text-align: center;"><span> </span> </div>أرجو ألا يستغرب القارئ (الذى سار معى حتى هذه النقطة)، إذا تحولت فجأة إلى الكلام عن نوع اخر من الناشطين السياسيين وهم الماركسيون. فعلى الرغم مما نعرفه من تعارض صارخ بين أفكار الماركسيين وأفكار المتدينين المسيسين، فإن بين الفريقين شبها صارخا أيضا، كثيرا ما أشار إليه دارسو الفكر السياسى، مما يسمح لى بالكلام عن الفريقين وكأنهما يتخذان موقفا واحدا من الثقافة والمثقفين.<br />
<br />
قد يبدو هذا الكلام متعارضا مع ما نعرفه عن كثير من الماركسيين من اتساع فى الثقافة، واهتمامهم بمختلف أنواع الفنون والعلوم. ولكننى أصر على أن هناك وجه شبه مهما بين الفريقين فيما نحن بصدده.<br />
<br />
فإذا قبلنا تعريف «المثقف» بأنه يشير إلى عملية مستمرة من القلق والبحث، وليس بأنه الشخص واسع المعرفة، وجدنا أن الماركسى المتعصب والمتدين المتعصب يجمعهما شىء هو العكس بالضبط، وهو الاطمئنان التام إلى أن ما وصل إليه تفكيره هو الحقيقة المطلقة التى لا تقبل نقاشا ولا تحتمل المزيد من الكلام، وأن هناك نصوصا قاطعة، لا تحتوى فقط على هذه الحقيقة المطلقة، بل ولا تحتمل أكثر من تفسير واحد، وأن التفسير الذى يتبناه صاحبنا هو التفسير الوحيد الصحيح والباقى هراء.<br />
<br />
هذه الحقيقة الواحدة المطلقة، الكامنة وراء نصوص مقدسة أو شبه مقدسة، ولا تحتمل أكثر من تفسير واحد، تتعلق بالحياة الدنيا والحياة الآخرة (ويخطئ من يظن أن الماركسيين ليس لديهم أفكار قاطعة عن الحياة الأخرى أيضا)، وهى تتعلق بشكل النظام السياسى كما تتعلق بالعلاقات الاجتماعية والأخلاق.<br />
<br />
كل شىء معروف ومنته، والتدليل على ذلك سهل جدا، إذ يكفى فى ذلك اقتطاف نص أو قول مأثور، دون بذلك أى جهد لفحص التفسيرات المختلفة التى يمكن ان تعطى له، أو للبحث عن المعانى المختلفة التى يمكن أن تعطى للكلمات والمصطلحات. الأمر دائما مقطوع به ولا يحتمل أى نقاش، أو حتى إرهاق الذهن بإعادة التفكير فيه.<br />
<br />
إذا كان الأمر كذلك، فهل نستغرب أن يخلو أصحاب الفكر السلفى من «المبدعين»، أيا كان تعريفنا للإبداع؟ أن يكون هذا موقفهم من المثقفين المشغولين «بالبحث فى الأمور المبهمة»؟ بل هل نستغرب أن يقدموا بتغطية التماثيل أو تكسيرها، وبإحراق الكتب وإغلاق الأوبرا وتحقير فن الباليه.. الخ؟ إذًا ما الذى يمكن أن يكون هدف ناحتى التماثيل ومؤلفى الكتب، وراقصى الباليه إلا إثارة الشكوك فى أشياء تم حسمها منذ زمن طويل وانتهى حولها الخلاف؟.<br />
<br />
إن هذا ما يفعله المتدينون المتعصبون اليوم، وهو نفسه ما فعله الماركسيون فى روسيا السوفييتية فقتلوا روح الشعب الروسى لعشرات من السنين، وهو ما فعله النازيون فى ألمانيا والفاشيون فى إيطاليا، لفترة أقصر لحسن الحظ، فأجبروا أصحاب أفضل العقول وأشد الناس حساسية على الهجرة هاربين إلى خارج بلادهم، أو على الهجرة مكتئبين إلى داخل النفس، مع التزام الصمت التام.<br />
<br />
<br />
<div style="text-align: center;">•••</div><br />
من الأقوال المأثورة عن زعيم من زعماء النازية، وكان أيضا الساعد الأيمن لهتلر «إننى إذا رأيت مثقفا أتحسس مسدسى». وقد صدرت عن ستالين وموسولينى وهتلر نفسه أقوال مماثلة عن المثقفين. وقرأنا كيف كان حكم التاريخ على الرجال الثلاثة، سواء من تم شنقه منهم فى ميدان عام، أو قتل نفسه، أو مات موتا طبيعيا ثم تولى خلفاؤه كشف جرائمه بعد وفاته بثلاثة أعوام.<br />
<br />
وها نحن الآن قدر رزقنا بوزير جديد للثقافة يقول كلاما مشابها عن المثقفين المصريين، ويتوعدهم بالتنكيل وسوء المصير، لأنهم يسيئون الأدب وينفقون أموال الدولة على مالا نفع منه. ها هو إذن وزيرنا الجديد للثقافة يتحسس مسدسه. وليس من الصعب، والحال كذلك، التنبؤ بما سوف يحدث للمصريين.<br />
</div><div class="clear"> </div></div><h1> </h1></div>مدونة الشيخ علي خازمhttp://www.blogger.com/profile/03584620799898212353noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2060794768737324791.post-41056507813172773232013-06-15T22:59:00.001+03:002013-06-15T22:59:24.149+03:00رد الاعتبار.. لنظرية المؤامرة - جلال أمين - بوابة الشروق<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><a href="http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=15062013&id=6c4590e2-cff5-4fdc-a056-6c4b446afa7e">رد الاعتبار.. لنظرية المؤامرة - جلال أمين - بوابة الشروق</a><br />
<h1> رد الاعتبار.. لنظرية المؤامرة</h1><div class="left"> <img height="50" id="Body_Body_ImgColumnist" src="http://shorouknews.com/uploadedimages/Columnist/original/Galal-Amin.jpg" width="50" /> <span> <b>جلال أمين </b> </span> </div><div class="rightBottom"> <div class="left"> <strong><br />
</strong><br />
<em class="commentsNew"> </em> </div><div class="right"> نشر فى : السبت 15 يونيو 2013 - 8:00 ص <br />
آخر تحديث : السبت 15 يونيو 2013 - 11:57 ص </div></div><div class="clear"> </div><div class="clear"> </div><div class="columnistInner-rightContent columnistInner-rightContent-newSize"> <strong>لابد أن القارئ الكريم قد لاحظ أنه مع مرور الوقت، تزداد غرابة الأحداث التى تمر بها مصر، فإذا بكل حدث يثير الدهشة، يعقبه حدث آخر يثير دهشة أكبر، فمن قانون يسمى الصكوك الإسلامية لا علاقة له بالإسلام، إلى مشروع قانون لعزل الأراضى المحيطة بقناة السويس عن بقية الأراضى المصرية، إلى تجرؤ دولة أفريقية على إعلان مشروع يتضمن تحويل مجرى النيل دون استشارة مصر، إلى قطع الكهرباء عن الناس أثناء موسم الامتحانات دون تفسير مقبول، إلى تدهور الأمن فى الشارع وكأن استعادة الأمن مهمة مستحيلة إلى تعيين وزير غريب للثقافة يقوم فور تعيينه بأعمال أكثر غرابة، إلى صدور حكم ملئ بالمتناقضات من المحكمة الدستورية العليا، إذ ينص على أن مجلس الشورى باطل، ولكنه يمنحه الحق فى الاستمرار فى إصدار القوانين.. إلخ. </strong><br />
<br />
قد يلاحظ القارئ الكريم أيضا، أنه كلما زادت الأحداث المثيرة للدهشة والمستعصية على التصديق، كلما زاد ميل المفسرين والمعلقين إلى استخدام نوع من التفسيرات ينتمى إلى ما يسمى بنظرية المؤامرة. وليس هذا فى حد ذاته أمرا غريبا، إذ كلما عجز المرء عن تفسير الظواهر الطبيعية بعوامل طبيعية مثلها لجأ إلى «الميتافيزيقا»، أى إلى عوامل تنتمى إلى «ما وراء الطبيعة»، أى إلى تفسير الأحداث المرئية بأسباب غير مرئية، ومن هذا القبيل اللجوء إلى نظرية المؤامرة.<br />
<br />
لا عجب إذن أن قرأت منذ فترة قصيرة، بضع مقالات لأستاذ مصرى مرموق فى العلوم السياسية يشرح فيها مشروعا قديما لتقسيم المنطقة العربية إلى قطع من الفسيفساء لصالح إسرائيل. كما نشرت مؤخرا صحيفة مصرية ملخصا لكتاب فرنسى حديث يشرح فيه دور قطر فيما يجرى فى المنطقة، ومقالات أخرى عن العلاقة بين الإدارة الأمريكية والإخوان المسلمين...الخ.<br />
<br />
وأنا لا أجد أى غضاضة فى ذلك، إذ لا عيب فى الحقيقة فيما يسمى بنظرية المؤامرة إلا اسمها. «فنظرية المؤامرة» اسم قبيح لعملية عقلية مشروعة تماما، وهى البحث عن تفسير لظاهرة لايساعد فى فهمها ما نراه أو نسمعه مما يقال فى تفسيرها. لقد سمعت مرة الأستاذ الأمريكى (ناعوم تشومسكى)، الذى وصفته جريدة النيويورك تايمز مرة بأنه «قد يكون أهم مثقف على قيد الحياة فى العالم اليوم»، إذ يقول له محاوره «أليس ما تقوله الآن من قبيل نظرية المؤامرة؟» فيرد عليه تشومسكى بأن ما تسمونه نظرية المؤامرة.<br />
<br />
قد يكون الاسم الأنسب له هو «التحليل المؤسسى»، أى البحث عن تفسير لما يحدث فى عالم السياسة والمجتمع بالرجوع إلى الدوافع الحقيقية التى تحكم تصرفات المؤسسات السياسية والاجتماعية، كالجيش مثلا، أو البنوك والشركات العملاقة، أى ما حذر منه الرئيس الأمريكى الأسبق أيزنهاور وسماه «تكتل المؤسسات العسكرية والصناعية».<br />
<br />
<div style="text-align: center;">•••</div><br />
ليس من الصعب أن نكتشف نوع الأشخاص المعادين «لنظرية المؤامرة»، والكارهين لها، فهناك أولا، وبالطبع، «المتآمرون» أنفسهم، الذين يجدون مصلحتهم المباشرة فى إنكار وجود أى مؤامرة أو ترتيب خفى، وفى الاستهزاء بكل من يحاول لفت النظر إلى هذه الترتيبات. لابد أن هؤلاء هم الذين ابتدعوا أو على الأقل روجوا تسميتها بهذا الاسم.<br />
<br />
وهذا يذكرنى بالذين ابتدعوا وروجوا لتهمة «العداء للسامية»، وإطلاق هذا الاسم على كل من يتجرأ على اتهام إسرائيل أو الصهيونية بأى اتهام. وقد انتشر هذا الوصف الغريب لهذه التهمة الغريبة «العداء للسامية»، انتشارا مذهلا، حتى اعتاد الناس عليه وضمنت بعض الدول قوانينها عقابا عليها، لأسباب مماثلة، وبنفس الدرجة المدهشة، انتشر استخدام اسم «نظرية المؤامرة» لوصف أى محاولة لاستخدام العقل لاكتشاف أسباب خفية وراء الأسباب المعلنة، إذا تعارضت هذه المحاولة مع مصالح من يخفى الأسباب الحقيقية ويعلن عكسها.<br />
<br />
ولكن هناك أعداء آخرين «لنظرية المؤامرة» غير مدبريها والمستفيدين الأصليين من «المؤامرة» أو «الاتفاق الخفى». لقد صادفت كثيرين من المشتغلين بالعلوم السياسية والاجتماعية ممن يبدون حساسية مفرطة ضد «نظرية المؤامرة»، ويدأبون على الاستهانة بها وتحقيرها. ولكن هذا الموقف العدائى من جانب هؤلاء الأساتذة ليس من الصعب تفسيره.<br />
<br />
إن كثيرين من هؤلاء حصلوا حقا على شهادات الدكتوراه من جامعات محترمة فى علم من العلوم السياسية أو الاجتماعية، وتعبوا بلا شك خلال سنوات دراستهم فى تحصيل المعلومات اللازمة فى موضوعات تخصهم، وربما اكتشفوا خلال ذلك بعض المعلومات التى لم تكن معروفة من قبل، ولكنهم مع ذلك يفتقدون صفة أو أخرى من الصفات اللازمة لإلقاء أى ضوء مهم على الموضوعات التى تشغل الناس فى الحقيقة. إن معظمهم أثبتوا قدرتهم على تقديم إجابات صحيحة على أسئلة غير مهمة، تاركين الأسئلة المهمة لمن يحبون أن يتهموهم بأنهم «أصحاب نظرية المؤامرة».<br />
<br />
قرأت مرة لأستاذ بريطانى تعليقا على رسائل الدكتوراه التى تقدم فى هذه العلوم، فذكر فى تعليقه أن الجامعات البريطانية، (ولا شك أن قوله هذا ينطبق على غيرها أيضا)، ربما لم تكن لتمنح اليوم مفكرا كأرسطو شهادة الدكتوراه على ما ألف من كتب، لسبب أو آخر، ولكنها يمكن أن تمنح هذه الشهادة لشخص أثبت على نحو قاطع أن أرسطو كان يسكن فى البيت رقم (10) مثلا، فى شارع معين فى أثينا، بعكس الرأى الشائع بأن رقم بيته كان (8) أو (6)!<br />
<br />
هناك نوع آخر من أعداء نظرية المؤامرة، أفضل بكثير من النوعين السابقين. هؤلاء لا يرفضون احتمال وجود مؤامرة (أو مخطط) لا يرغب أصحابه فى الكشف عنه وقد يعرفون جيدا الفرق بين الأسئلة المهمة والأسئلة الأقل أهمية، ولكنهم بطبعهم أشخاص «عمليون لا يحبون الاستغراق فى التفكير أو الجدل إذا لم يؤد هذا التفكير أو الجدل إلى النصح بالقيام بعمل معين.<br />
<br />
إنهم إذن يفضلون عمل أى شىء طيب، مهما كان قليل الأثر، على التفكير فى أشياء أهم بكثير ولكنها لا تؤدى مباشرة إلى نتيجة عملية. من ذلك مثلا محاولة تحديد الحد الأدنى الأمثل، أو الحد الأقصى للأجور، فى وقت يزداد فيه فى كل ساعة عدد من لا يحصلون على أى أجر على الإطلاق، ويفضلون ذلك على محاولة تحديد المسئول عن استمرار مشكلة البطالة فى مصر، أملا فى الحصول على حل لها مهما كانت صعوبة هذا الحل.<br />
<br />
يذكرنى موقف هذين النوعين الأخيرين من الناس بالقصة الطريفة المنسوبة لجحا، إذ وقع من جحا دينار ذهبى وهو سائر فى طريق مظلم، ولكنه رؤى وهو يبحث عنه فى مكان آخر بعيد عن المكان الذى وقع فيه الدينار. فلما سئل عن سبب ذلك، قال إن الضوء هنا أقوى! إننى بصراحة أفضل البحث فى الظلام الدامس، ما دام هذا هو مكان وقوع الدينار، ومهما كان الأمل ضئيلا فى العثور عليه، على أن أحاول البحث عنه (أو أن أتظاهر بذلك) فى مكان لا يمكن العثور عليه فيه.<br />
</div></div>مدونة الشيخ علي خازمhttp://www.blogger.com/profile/03584620799898212353noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2060794768737324791.post-68516183947253297522013-06-07T07:45:00.001+03:002013-06-07T07:45:10.545+03:00أحمد الطاهري يكشف " ما وراء الستار" في ملف "... - النيل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><a href="https://www.facebook.com/AlnylLldrasatAlaqtsadytWalastratyjyt/posts/549229988456679">أحمد الطاهري يكشف " ما وراء الستار" في ملف "... - النيل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية</a><br />
<div class="_6a _6b"><div><div class="permalinkHeaderInfo fsl fwb fcb"><a data-hovercard="/ajax/hovercard/page.php?id=335666643146349" href="https://www.facebook.com/AlnylLldrasatAlaqtsadytWalastratyjyt?ref=stream">النيل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية</a><span class="subscribeOrLikeSentence"><span class="fsl fwn"> · 1,350 معجب بهذا.</span></span></div><span class="fwn fcg"><span class="uiStreamSource" data-ft="{"type":26,"tn":"N"}"><a href="https://www.facebook.com/AlnylLldrasatAlaqtsadytWalastratyjyt/posts/549229988456679"><abbr class="timestamp livetimestamp" data-utime="1370523637" title="6 يونيو، 2013، الساعة 04:00 مساءً">منذ 15 ساعة</abbr></a></span> · </span></div></div><h5 class="uiStreamMessage userContentWrapper" data-ft="{"type":1,"tn":"K"}"> <span class="messageBody" data-ft="{"type":3}"><div><span class="userContent">أحمد الطاهري يكشف " ما وراء الستار" في ملف " النيل" <br />
ان الظرف السياسي يستدعي البوح بما في جعبتي المهنية الصغيرة لأن الامر يتعلق بأمن مصر القومي ويهدد وجودها لانه يهددها في نيلها .. لذا سيكون هذا المقال سردا لمعلومات دون تأويل او تحليل وعرض لحقائق مجردة .<br />
بداية بحكم عملي محررا دبلوماسيا تولدت علاقة عملية وانسانية مع وزير الخارجية الاسبق " المتميز " احمد ابو الغيط وذلك في الفترة من اغسطس 2005 وحتى مارس 2011 عندما ترك ابوالغيط المنصب ليخلفه فيه الدكتور نبيل العربي .. خلال تلك السنوات اتيحت لي الفرصة لمعرفة تفاصيل دقيقة في ادارة العديد من الملفات من بينها ملف مياه النيل والتحرك في افريقيا بصفة عامة واستراتيجية مصر في هذا التحرك .<br />
هذه الاستراتيجية ملخصها ان افارقة الالفية ليسوا افارقة ستينات عبد الناصر .. ففي الحقبة الناصرية كان كل ما تحتاجة الدول الافريقيه دعم سياسي ودعم مسلح وكانت مصر تستطيع ان تقدمه , اما افارقة الالفية فيسعون الي التنمية بمعني ادق يسعون لمن يملك امكانات مادية تساعدهم على التنمية .<br />
من هنا كانت مصر تتحرك على محورين الاول هو الدفع باستثمارات مصرية في هذه الدول وتقديم خدمات على الارض من خلال خبراء الصندوق المصري لدعم التعاون الفني مع افريقيا وحتى 25 يناير 2011 التى شاء القدر ان اتابع احداثها من اثيوبيا وشاهدت شماتة الاثيوبين في مصر علنا وفي مبارك على وجه الخصوص لدرجة دفعتني الي البكاء ونهرني ابوالغيط بحزم قائد عسكري قائلا يجب ان نكون شامخين ... المهم كان لمصر حينها 390 خبيرا في افريقيا معظمهم فى دول حوض النيل فضلا عن قيام الصندوق بتأهيل كوادر هذه الدول في كل المجالات الشرطية والعسكرية والدبلوماسية والقضائية , اما مسألة الاستثمارت فتم الاعتماد على ثلاثة شركات رئيسية وهي اوراسكوم والسويدي والمقاولون العرب .. وحتى 25 يناير 2011 تمكنت الاستثمارات المصرية في اثيوبيا من تخطي حجم الاستثمارات الاسرائيلية وتجاوزت نحو المليار ونصف دولار .<br />
<br />
اما المحور الثاني فكانت ان مصر لاتدخل في صدام مع دول حوض النيل حول اتفاقية عنتيبي وتتمسك بحقها في حصتها من المياة والتمسك بكل المعاهدات القانونية التي كانت دول حوض النيل وخاصة اثيوبيا تتنصل منها .. وكانت تتعامل عن ثقة في قدرتها على التأثير على الدول والجهات المانحة وكانت قادرة على ذلك لربط هذه المسألة بمصالح الدول المانحة ليس في مصر فقط ولكن في المنطقة .. وحتى يناير 2011 كانت مصر ناجحة في سياستها .<br />
<br />
وفي مايو 2009 بدأت دول المنبع تصرخ من احكام مصر قبضتها على مسألة التمويل وكانت بداية حرب اعلامية شرسه على مصر وتصعيد هذا الملف لتحكيم دولي وتزامن مع ذلك الكثير من التقارير الصحفية في مصر التي تتحدث عن ضياع الدور المصري في افريقيا وتضخيم في الوجود الاسرائيلي مقابل الوجود المصري .<br />
<br />
الي ان جاء مساء يوم 20 مايو 2009 وتم استدعائي في وزارة الخارجية المصرية والتقيت هناك مسئول رفيع اتحفظ عن ذكر اسمه لانه مازال يباشر سلكه الوظيفي .. ودار التحدث عن هذه المسألة وابلغني ان تقارير المخابرات العامة تؤكد ان تواجدنا يتجاوز بكثير تواجد اسرائيل في حوض النيل سواء من ناحية الاستثمارات او الدعم اللوجستي او تدريب الكوادر .<br />
وفي مساء اليوم نفسه حصلت على تقرير المخابرات العامة من مصدر سيادي وكان عباره عن ملف من الاوراق في شكل جدول خانه تحمل اسم مصر والاخرى تحمل اسم اسرائيل .<br />
وتفحص كل دولة من دول حوض النيل وتقارن بين وجودنا ووجود اسرائيل وعدد المسئولين الذين توجهوا لتل ابيب والعكس وعدد المسئولين في هذه الدول الذين توجهوا لهذه الدول والعكس بما يثبت احكام قبضة الدولة المصرية وقمت بنشر التقرير ماعدا الاجزاء التي تضم معلومات لايصح نشرها حفاظا على امننا القومي.<br />
<br />
وفي يونيو 2009 التقيت السفير المخضرم محمد عاصم ابراهيم سفير مصر الاسبق في كل الدول التي تقع في دائرة الامن القومي وكشف لي الحاح القذافي على مصر لتوصيل قناة من مياه النيل والحاح ياسر عرفات لنفس السبب وكان رد مبارك عليهم انه ليس بامكانه تحويل مجرى النهر ولهذا اوقف مبارك العمل في ترعة السلام لان اسرائيل كانت تريد المياه ايضا.<br />
<br />
في فبراير 2011 وبعد سقوط مبارك مباشرة اعلنت احدى الدول في حوض النيل انضمامها لاتفاق عنتيبي بعدما كانت في صف مصر والتقيت مسئول رفيع في الخارجية المصرية للاستفسار عن الامر فأجاب بوضوح قاموا بالتوقيع لأن " الشيك " اتأخر عليهم .<br />
<br />
واثناء حكم المجلس العسكري قام رئيس وزراء اثيوبيا السابق ميليس زيناوي بتعليق التصديق على اتفاقية عنتيبي لحين انتخاب رئيس في مصر , هلل البعض وقتها واعتبره انتصارا للثورة المصرية بينما كان الواقع ان اثيوبيا تنتظر القادم في مصر لكي تحدد تكتيك المواجهة وقد كان .<br />
<br />
وبعد انتخاب الدكتور مرسي وفي صباح 30 يونيو 2012 ذهبت لاجراء حوار مع الدبلوماسي المرموق السفير رفاعة الطهطاوي الذي اصبح فيما بعد رئيسا لديوان رئاسة الجمهورية وكان الغرض منه التعرف على فكر احد الاشخاص شديدة القرب من الرئيس الجديد لمعرفة ماهو قادم .. وعندما تحدثنا في ملف المياة انتقد اسلوب ادارة مبارك واعلن صراحة بلهجة ناصرية ان مصر يجب ان تعرف الاشقاء في افريقيا انها قادرة على نفع اصدقائها كما انها قادرة على الحاق بالغ الضرر بمن يتخذ موقف عدائي منها .<br />
وفي يوليو 2012 توجهت الي اثيوبيا لتغطية قمة الاتحاد الافريقي التي كانت اول ظهور لرئيس مصر الجديد في محفل دولي وكان ملفتا ان الزيارة خلت من تصريحات واضحه بخصوص ملف المياة او سد النهضة تحديدا وتم اختزال المكسب الدبلوماسي لمصر في اعادة الزميلة شيماء عادل الصحفية بجريدة الوطن من الخرطوم بعد احتجازها من قبل السلطات السودانية اثناء تأدية مهام عملها بتغطية المظاهرات في الخرطوم على نفس الطائرة مع الرئيس وتم احضارها من الخرطوم الي اديس ابابا وعادت معه وهلل الاعلام وقتها لهذا الامر وخاصة الاخواني في حين كانت مصر قد تلقت هزيمة دبلوماسية عنيفة في هذه القمة عندما خالفت جنوب افريقيا العرف الافريقي الخاص برئاسة الاتحاد الافريقي وتقدمت للمنصب وحصلت علية لتقترب من حسم معركتها مع مصر بالضربة القاضية لتكون هي ممثل افريقيا في مجلس الامن حال توسعته وهو الملف الذي تحارب من اجله الخارجية المصرية على مدار السبعة سنوات الماضية .<br />
<br />
وفي مارس 2013 ومن خلال متابعة تقارير الصحف الدولية كان هناك جرس انذار بأن ازمة مقبلة في ملف المياه وقمت خلالها بعمل سلسلة حوارات تحت اسم الامن القومي المصري نشرتها جريدة الوطن في الشهر نفسه مع كل من وزير الخارجية الاسبق احمد ابو الغيط ووزير الخارجية السابق محمد العرابي واللواء محمود خلف مستشار اكاديمية ناصر العسكرية واللواء فؤاد علام الخبير الامني المرموق واللواء سامح سيف اليزل وكيل جهاز المخابرات العامة الاسبق وجميعهم اجمعوا ان مصر مقبلة على كارثة في ملف المياة خلال اسابيع .. وقمت بإرسال هذه الحوارات الي الصديق الاكاديمي المرموق احمد عبد ربة استاذ العلوم السياسية لصهرها في تحليل مضمون سياسي وهو ماقام به بشكل علمي واضعا خطا احمر على مسألة المياة .<br />
<br />
وفي 24 ابريل 2013 حذر نائب وزير دفاع المملكة العربية السعودية " الشقيقة " الامير خالد بن سلطان من مؤامرة خطيرة تجهزها اثيوبيا لمصر والسودان تستهدف حقوقهم في مياة النيل .. وفي هذا اليوم اتصلت بعدد من الاصدقاء داخل وزارة الخارجية لسؤالهم عن تطورات ملف المياه فكان ردهم ان الوضع سكون يسبق العاصفة وطلبوا عدم اثارة الامر اعلاميا في حينها .<br />
وبعدها بيومين جمعني عشاء مع عدد من الدبلوماسيين في احد فنادق القاهرة وابلغوني بالامر نفسه وان ادارة الامر ليست على المستوى المطلوب سواء داخليا في الوزارة وكذلك على مستوى القيادة السياسية وان كانوا قد قالوا ان هناك بعض التطور في المام الرئاسة بالملف وتفاصيله .<br />
<br />
وفي نهاية مايو 2013 اعلنت اثيوبيا بتحد بالغ تحويل مجرى النيل .. وقبل ايام تابعنا حوار الرئيس مع شخصيات القوى السياسية وفضح امننا القومي على الهواء مباشرة .. وبين التاريخين دشنت العديد من المقالات الهوائيه فكان حق على ان اقدم المعلومة التي امتلكها .<br />
وهذه المعلومات اهديها للقارىء لأنها حق له ليس لأنصاف شخص وتقليل من اخر ولكن لمعرفة الحقيقة .. فالامر اكبر من اشخاص الامر يتعلق بوجود مصر .</span></div></span></h5></div>مدونة الشيخ علي خازمhttp://www.blogger.com/profile/03584620799898212353noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2060794768737324791.post-82768695595846687302013-06-04T00:18:00.001+03:002013-06-04T00:18:12.782+03:00الإسلام النسوي....لا لتسييس القرآن - QANTARA.DE<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><h4 style="text-align: right;"> <span style="font-size: large;"><b>كتب محرر دار الغربة: ينشر موقع قنطرة مواضيع ذات تاريخ سابق لكن "راهنية" موضوع النص تبدو الأساس في اختيارها وهو ما يهمني لإعادة نشرها هنا مع الشكر لموقع قنطرة</b></span></h4><h4 style="text-align: right;"><span style="font-size: large;"><b> </b></span></h4><a href="http://ar.qantara.de/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B3%D9%88%D9%8A%D9%84%D8%A7-%D9%84%D8%AA%D8%B3%D9%8A%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86/19010c19947i1p/index.html">الإسلام النسوي....لا لتسييس القرآن - QANTARA.DE</a></div><h2><span class="date">07.05.2012</span><strong class="headtitle"> </strong></h2><h2><strong class="headtitle">النسوية الإسلامية وتحديث الإسلام</strong></h2><h2><span class="title">الإسلام النسوي....لا لتسييس القرآن</span></h2><div class="intro clearfix">تستخدم نسويات مسلمات مثل المفكِّرة والكاتبة الإصلاحية والأستاذة الجامعية الأمريكية أمينة ودود القرآن كأداة فاعلة من أجل الدفاع عن حقوق المرأة ومواجهة هيمنة النظام الذكوري الأبوي. ولكن بعضهن يقعن للأسف في فخ الفقه الدفاعي التبريري ويتعرضن لخطر استغلال الإسلام لأسباب سياسية، كما ترى الباحثة نيمت شكر في هذا التعليق.<br />
</div><br />
نسوية إسلامية، هل يمكن وجود شيء من هذا القبيل؟ يبدو للوهلة الأولى أنَّ الإسلام والنسوية منهجان متضادان. ولكن على الرغم من ذلك تكوَّنت داخل الإسلام حركة نسوية تعمل على المستوى العالمي. <br />
بدءًا بالولايات المتحدة مرورًا بأوروبا وصولاً إلى اندونيسيا تـُعقد سنويًا مؤتمرات عالمية، كما تنشط منظمات غير حكومية من أجل حقوق المرأة على أساس الشريعة الإسلامية. وقد نشأت نسوية إسلامية حتى في دول مثل إيران أو المملكة العربية السعودية.<br />
ناشطات الحركة النسوية وفقيهات الدين مطلوبات لتقديم المحاضرات. وتعتبر أمينة ودود من بين الأكثر شهرة بينهن. وهي تتحدث عن جهاد النوع الاجتماعي (Gender Jihad) وعن النضال من أجل المساواة بين الجنسين. وتقول إنَّ الإسلام يريد في الواقع تجاوز النظام الأبوي بدلاً من ترسيخه. والقرآن يمدَّها بحججٍ قويةٍ تدعم بها أطروحاتها.<br />
<strong>تناغم مع للحداثة</strong><br />
<span class="img imgright" style="width: 220px;"><img alt="أمينة ودود" height="343" src="http://ar.qantara.de/files/19010/18650/4fba7dbee8ef4_4f8d4e02d40ac_Gender_Jihad_Book_Cover.jpg" title="أمينة ودود" width="220" /><br />
<span class="imagetext">أمينة ودود، أحد أشهر المدافعات عن حقوق المرأة في الإسلام، تتحدث في كتابها عن جهاد النوع الاجتماعي (Gender Jihad) ، وعن النضال من أجل المساواة بين الجنسين</span></span> النسوية الإسلامية هي محاولة للتوفيق بين مبادئ الشريعة الإسلامية والقيم الحديثة مثل حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين. ويبدو أنه لا توجد طريقة لمواجهة الأصولية والتعصب الديني أفضل وأكثر فعالية، إذ يتم بذلك ضرب العدو بأسلحته في نهاية الأمر. وفي الوقت نفسه يجري احباط جهود المدافعين عن صراع الحضارات، حيث يتم إظهار منح القرآن للمرأة حقوقٍ في وقتٍ لم تكن فيه أوروبا ولا للحداثة موجودين! لقد عامل النبي النساء باحترام ويجب اعتباره قدوةً للعلاقات بين الجنسين. هذا النهج يجعل الحركة النسوية الإسلامية محببة. ولكن حذاري من أنْ نخدع أنفسنا عبر تجميل بعض الأمور؟<br />
ماذا عن السياق التاريخي الأبوي الذي جرى فيه تنزيل القرآن على النبي محمد؟ إجابة النسويات على هذا: إنَّ المبدأ الأخلاقي للمساواة في القرآن يزيل قواعد أبوية معينة، مثل حق الرجل في أن يكون له أربع زوجات. من يحدِّد معايير هذه المبادئ الأخلاقية الكونية للقرآن و من يحدِّد مكان وكيفية استخدامها؟ هذه المسألة مسألة تفسير النص. أرى أنَّ الرؤية السياسية الاجتماعية للحركة النسوية الإسلامية أكثر إشكالية، ذلك لأنها نشأت أيضًا باعتبارها ردًا على الإسلام السياسي وتؤدِّي بالتالي إلى حدوث توترٍ بين النشاط السياسي وفقه الدين. وفي الحالات القصوى ومن جراء ذلك تتكوّن في علوم الفقه مواقف تبريرية مدافعة.<br />
<strong>شكل من أشكال الإصلاح الإسلامي الحديث</strong><br />
<span class="img imgleft" style="width: 230px;"><img alt="داود أمينة " height="311" src="http://ar.qantara.de/files/19010/18650/4fba7dbf0a26a_4f8d4e02e4e2b_Amina_Wadud_DW.JPG" title="داود أمينة " width="230" /><br />
<span class="imagetext">أمينة ودود كانت أول امرأة تؤم صلاة الجمعة في عام 2005 في نيويورك، فلاقت أحيانا احتجاجات المسلمين المحافظين الغاضبة.</span></span> يعتبر الإسلام النسوي شكلاً من أشكال الإصلاح الإسلامي الحديث، الذي يتخذ الإسلام السياسي نقطة انطلاقٍ له ويمنحه مكانة إسلام الأغلبية. يتعلق الأمر في نهاية المطاف بامتلاك حق التأويل الذي يقبل بالإسلام السياسي أكثر من انكاره له. لذلك يتم منح الإسلام السياسي في حياة المؤمنين اليومية قوةً أكبر من القوة التي يملكها بالأصل. وبالتالي تتم تقوية ادعاء الإسلام السياسي بامتلاك الحقيقة. وهذا تطورٌ خطيرٌ لأنه يؤدي إلى تسييس علوم فقه الدين. بالتأكيد لا بد من الاهتمام بمواقف الإسلام السياسي الحديث، ومن منظورٍ فقهيٍ بالذات، لكي تمكن مواجهته بشيء ما. بيد أنه لا يجوز في هذا السياق تجاهل العلـّامة القدماء ومعهم تقاليد الفقه الإسلامي التي دامت أكثر من ألف عام.<br />
<br />
<strong>التأصيل الإسلامي الدنيوي</strong><br />
أكبر خطأ يرتكبه المفكرون الإصلاحيون هو فهم الإسلام السياسي على أنه راسخٌ في التقاليد، لأنه بالذات يقطع مع المعارف والتقاليد القديمة، إذ يرى أنَّ الحداثة تتطلب مناهج جذرية جديدة. وقد كانت السلفية أيضًا حركةً إصلاحيةً في الأصل، قطعت بشكلٍ جذريٍ مع التقاليد الإسلامية، وقد تطورت كما نرى في اتجاهٍ من شأننا أن نصفه بأنه عقائديٌ ومعادٍ للحداثة.<br />
إنَّ اعتبار الحركة النسوية الإسلامية طريقةً لمحاربة المشاكل الاجتماعية بوسائل دينية، هو أيضًا في نهاية الأمر محاولة للتأصيل الإسلامي لما هو دنيوي. ولا بد أيضًا للمفكرين التقدميين مثل المفكرة النسوية أمينة ودود الإقرار بذلك. علمًا بأنه لا يمكن حل المشاكل الاجتماعية والسياسية من خلال الدين وحده.<br />
<br />
<em>نيمت شكر</em><br />
<em>ترجمة: يوسف حجازي</em><br />
<em>مراجعة: هشام العدم</em><br />
<em>حقوق النشر: قنطرة 2012</em><br />
<aside class="themeLinks" role="complementary"> <h3>مواضيع ذات صلة</h3><ul id="moreTopic"><li><a href="http://ar.qantara.de/%D9%85%D8%B7%D9%84%D9%88%D8%A8-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D8%B1%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%AA%D9%82%D8%B1-%D8%A8%D9%83%D9%8A%D9%86%D9%88%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9/11636c262/index.html" title="الحركة النسوية الإسلامية في المغرب: ''مطلوب قراءة معاصرة للإسلام تقر بكينونة المرأة''">الحركة النسوية الإسلامية في المغرب: ''مطلوب قراءة معاصرة للإسلام تقر بكينونة المرأة''</a></li>
<li><a href="http://ar.qantara.de/%D9%84%D8%A7-%D9%84%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1/10895c327/index.html" title="أمينة داود: لا للسلطة الأبوية في تفسير القرآن الكريم">أمينة داود: لا للسلطة الأبوية في تفسير القرآن الكريم</a></li>
<li><a href="http://ar.qantara.de/wcsite.php?wc_b=918" target="_blank" title="[فتح الرابط في صفحة جديدة] ملف خاص من موقع قنطرة يعالج قضيا الإسلام النسوي الراهنة">ملف خاص من موقع قنطرة يعالج قضيا الإسلام النسوي الراهنة</a></li>
</ul></aside></div>مدونة الشيخ علي خازمhttp://www.blogger.com/profile/03584620799898212353noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2060794768737324791.post-2398681718438832702013-06-01T17:54:00.001+03:002013-06-01T17:54:13.185+03:00مجلة التسامح :: نظرية الغزالي السلوكية أساساً للإصلاح الاجتماعي <div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><a href="http://www.altasamoh.net/Article.asp?Id=336">مجلة التسامح - نحو خطاب إسلامي متوازن</a><br />
<table bgcolor="#993333" border="0" cellpadding="5" cellspacing="1" dir="rtl"><tbody>
<tr><td align="right" bgcolor="#CCFFCC"><span style="color: #003300; font-family: Garamond; font-size: small;"><b>نظرية الغزالي السلوكية أساساً للإصلاح الاجتماعي </b></span></td> </tr>
<tr> <td align="left" bgcolor="#003300"><span style="color: #ccffcc; font-family: Garamond; font-size: small;"><img border="0" src="http://www.altasamoh.net/Images/r2.gif" /></span></td> <td align="right" bgcolor="#CCFFCC"><table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" dir="rtl" style="width: 100%px;"><tbody>
<tr><td>عز الدين جلولي*</td><td align="left" width="60%"><a href="http://www.altasamoh.net/print.asp?Id=336" target="_new"></a><a href="http://www.altasamoh.net/Pageform.asp?Id=336"></a><br />
</td></tr>
</tbody></table></td> </tr>
<tr> <td align="left" bgcolor="#003300" style="background-image: url('images/Gback2.gif'); background-position: top right; background-repeat: repeat-y;" valign="top"><span style="color: #ccffcc; font-family: Garamond; font-size: small;"><img border="0" src="http://www.altasamoh.net/Images/r3.gif" /></span></td> <td align="right" bgcolor="#CCFFCC"><span style="color: #003300; font-family: Garamond; font-size: small;"><span style="font-family: arial, helvetica, sans-serif; font-size: small;"> <div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">كانت وراء اختياري لهذا الموضوع بواعث ذاتية وأخرى موضوعية؛ تمثلت الأولى في قناعتي الشخصية بغنى تراثنا الإسلامي غنى لا يضاهيه إلاّ جهل به أو تجاهله في الصروح العالية للبحث العلمي، الأمر الذي جرّ إلى نتائج أحسبها وخيمة، كان من أهمها قصور الدراسات النفسية والاجتماعية عن تلمّس الحقائق الكونية في هذه الميادين من جهة، واقتصارها، نتيجة لذلك، على ماله سمة الذيوع والانتشار من الأفكار ولو جانبت الصواب من جهة أخرى.</span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">أما فيما يخصّ الدوافع الموضوعية لهذه الدراسة فشديدة الصلة بمضمونها، الذي كشف لي بأن الإمام أبا حامد الغزالي(1) هو صاحب النظرية المسمّاة بنظرية الإشراط، المنسوبة خطأ إلى "بافلوف"(2) بل إن الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ذكر، في عنوان المقالة التي أشار فيها إلى هذا الخطأ، أن النظرية سرقت من الغزالي، فعنوان المقال بقول: "ما هي حقيقة الخير والشر؟ أو النظرية التي سرقت من الغزالي"(3).</span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">قد لا أميل إلى القول بسرقتها، وإن كان ذلك غير مستبعد، فـ"بافلوف" لم يكن السباق إلى لفت الانتباه إلى فكرة الارتباط بين المثيرات والاستجابات حتى في الفكر التربوي الغربي، وأساس عدم استبعادي للسرقة أن الغرب دأب على أن ينسب إليه نظريات ويدّعي حيازة قصب السبق فيها فتأتي الوقائع الحقه لتخالف ذلك، وتثبت أنّها من نتاج غيره، ومن بنات أفكار آخرين.</span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">لن أقارب في هذه الدارسة كل نظريات الارتباط بما ورد عند الإمام الغزالي، فذلك أمر يطول ويتّسع،(4) لكني سأكتفي بمقارنة نظرية الاشتراط ين الغزالي و"بافلوف"، تاركا بقية النظريات الاقترانبة خارج حدود البحث، لأتوجه إلى الحديث عن آثار هذه النظرية السلوكية في الاصلاح الاجتماعي، وبيان الحاجة إلى استبهامها في فقه الواقع مقدمة للدعوة والتربية والتبليغ.</span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">كثيرة هي المحاولات التي جدّت في تقسير سيكولوجية السلوك الانساني، والملاحظ أن أكثر هذه المحاولاتت من تجارب كانت تجرى على الحيوانات، فلم ترق بنتائجها إلى مستوى الحقائق العلمية الموثوق بها، بل بقيت فرضيات تعطي بعض الضوء ولا تهدي الإنسان إلى حقائق السلوك عند الإنسان، ذلك الكائن المجهول.</span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">إن النظرية العلمية هي "جملة من القوانين الواضحة التفاعل في ما بينها، تعطي تفسيراً شاملاً لظاهرة رئيسية(نظرة داروين، أنشتاين...)، أما نظريات التعلم(وهو جزء من السلوك) فلا تعطينا تفسيراً شاملاً ومتفقاً عليه لما يحدث أثناء التعلم؛ ولذلك فمن الأسلم اعتبارها مجرد نظريات افتراضية"(5). يؤخذ على هذا التعريف، الذي أورده الدكتور فوزي أيوب، إدراجه نظرية دارروين ضمن النظريات العلمية، رغم أنها انتقدت وتجاوزها الباحثون في علم النفس وفي مقدمتهم تلامذة داروين أنفسهم، ولعلّ هذا ما جعل الدكتور نشواتي يكون أكثر حذراً في إعطاء تعريف للنظرية، فقال بأنها مجموعة من المبادئ الموجّهة التي تزودنا بإطار يمكننا من فهم طبيعة سيكولوجية الأنماط السلوكية المتنوعة(6). </span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">إن أهم النماذج أو النظريات التي حاولت تفسير السلوك الإنساني انطلقت من ميدان التعلم، لكون التعلّم نشاطاً تميّز به الإنسان عن سائر المخلوقات الحيوانية، فتوجه علماء النفس إلى دراسته وتحديد ماهيته وآليته. وكان من أهم العلماء المحدثين الذين اشتغلوا بهذا الأمر "تورانديك" و"غثري"؛ فالأول منهما قال بنظرية التعلم أو الربطية (</span><span style="font-family: Times New Roman;"><span dir="ltr" style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 16.0pt;">Connectionism</span><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span></span><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span>)، ومعناها حدوث ارتباطات بين المثيرات والاستجابات (</span><span style="font-family: Times New Roman;"><span dir="ltr" style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 16.0pt;">Learning by Selecting and Connecting</span><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span></span><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span>)، وأهم تلك المثيرات الثواب، الذي يدفع إلى حدوث سلوكات يراد تعلمها. ويعد هذا العالم سبّاقاً في ميدان التعلم الإشراطي ونظريات التعزيز(7). أما "غثري" (</span><span style="font-family: Times New Roman;"><span dir="ltr" style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 16.0pt;">Guthrie</span><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span></span><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span>)، فقال بأن "الحركة المرافقة لمجموعة من المثيرات تنزع إلى الحدوث ثانية لدى ظهور هذه المثيرات"،(8) ومن هنا نفهم الفرق بين السلوك المعقد والبسيط، المتعلقان بعدد الارتباطات قلة او كثرة. وكلا الرجلين لا يعتمدان في تصورهما على الدافعية الفطرية التي يعتبرها البعض ذات أهمية لا تنكر في حدوث المتغيرات السلوكية(9).</span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">الملاحظ فيما سبق قوله، وفيما سيأتي من حديث عن "بافلوف"، أن البحث في السلوك الإنساني لدى الغربيين سار على هدى من الفلسفة؛ نتيجة لانفصال العلوم عنها أو انفصالها عن تلك العلوم، وميدان البحث النفسي واحد من هذه الحقول المعرفية، التي اتسعت في ضوء المنهج التجريبي، المركّز على الحالة المدروسة من دون الاستعانة بالبعد الديني أو الفلسفي للظاهرة. وهي مشكلة في المنهج عانى منها البحث في العلوم الإنسانية لدى الغرب ولا يزال.</span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">أتصور أنه من الأهمية بمكان استصحاب السياق أو الجوّ العام الذي نشأت فيه آية: فكرة أو نظرية؛ لأن ذلك يعطينا القدرة على تصور الجذور الحقيقة لما نريد ان نعالجه، ويساعدنا على تفهمه، ومن ثم نقده وتقويمه.</span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">لقد كان سياق الإشراط عند الإمام أبي حامد الغزالي، أو "سبق الوهم إلى العكس" كما سمّاه- هو البحث في حقيقة الخير والشر، تلك المسألة القديمة قدم الإنسانية، والتي تباينت الآراء فيها تبايناً إلى حد التناقض؛ فمثلاً يرجع البعض مفهوم الخير والشر إلى الأعراف، بحيث كان حنق طفل صغير في دنّ من الخمر خيراً عند قدامى الرومان، وكان وأد البنات كذلك خيراً وشهامة عند بعض العرب في الجاهلية. وقتل الولد لوالده في مناطق المتجمد الشمالي برّاً ما بعده برّ إراحة للكبير من قساوة الطبيعة وبرودتها.ً </span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">وفسّر آخرون حقيقة الخير والشر بقيمة السعادة الشخصية، التي حقيقة ذاتية لكل من الشر والخير؛ قال بذلك قديماً "أبيقور" (230ق.م) وحديثاً "هوبز". وقد كان الرجلان مدفوعين بنزعة الأنانية التي "هي ذروة ما تقوم عليه حقيقة كل من الشّر والخير عندهؤلاء". وقدرها "استيوارت ميل" و"بنتام" بالمنفعة العامة، ولكن هذه الأخيرة لا يمكنها أن تكون إلاّ في صالح البعض من دون آخرين(10).</span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">أما علماء الإسلام فقد عالجوا هذه القضية في الفلسفة وفي علم أصول الفقه الإسلامي، وكان أبرز هؤلاء أبو حامد الغزالي. وقبل عرض ما قاله الغزالي في هذا الموضوع، أشير إلى أن سبب الاختلاف في مفهوم الخير والشّر نابع من توهّم البعض أن لهما مضموناً ذاتياً، في الوقت الذي لا مضمون لهما، بل هما انعكاس لما نتصوره نحن من منطلق طباعنا وفطرتنا، التي بتبدّلها تتغير قيمة الخير والشّر وبثباتها تثبت؛ إذا فحقيقة الخير والشّر في المنظور الإسلامي اعتباري، رسخ مفهومها بطول الاقتران مع ما "يميل إليه الطبع أو بما يتناسق مع وضع التركيب الاجتماعي؛ فقد أورثها طول هذا الاقتران معنى الحسن أو القبح فيما تتوهمه النفس؛ حتى وإن انفكّت العلاقة بينهما بعد ذلك. إذا إنها قد رسخت في النفس فهي ماثلة فيه"(11).</span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">إنّ الدافع الذي حدا بعلماء الإسلام إلى البحث عن حقيقة الخير والشّر – هو تأمل الأساس الذي قامت عليه الشريعة الإسلامية، التي ما جاءت إلاّ لحماية مصالح الإنسان التي لا تتبدّل عبر الزمان والمكان، وهي حفظ الدين والنفس والعقل والمال والنسل. واجتمعوا مع غيرهم من الفلاسفة في هذا المضمار وشقّوا لأنفسهم طريقا أوصلهم إلى أن حقيقة الخير والشّر اعتبارية. ويمثل الدكتور البوطي لنظرتهم بـ"القطع المتناثرة لآلة محركة أو طابعة، لا توصف الواحدة منها بأي فائدة أو نفع ما دامت أنكاثاً مجتزأة عن أخواتها، فإذا ما تضامّت إلى بعضها، وشملتها جميعاً الهيئة التركيبية المطلوبة، تجلّى فيها عندئذ معنى الحسن أو الخير، منبثقاً من العلاقة القائمة بين تلك القطع المتآلفة"(12).</span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">أما الطبيب الروسي "بافلوف" فلم أجد لديه سياقاً مقصوداً عندما بحث في الإشراط سوى أنه كان يدرس الجهاز الهضمي، ثم انتقل إلى دراسة فيزيولوجيا الجهاز العصبي، لأهميته في التعلم، وحينها اكتشف كيفية تكوين المنعكسات الشرطية عند الكائنات الحيّة، ففسّر بها ظاهرة التعلم، وعلى آثاره اقتفى مؤسس المدرسة السلوكية "واطسون" (</span><span style="font-family: Times New Roman;"><span dir="ltr" style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 16.0pt;">Watson</span><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span></span><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span>) عام 1915م ليجعل نظرية "بافلوف" أساساً لتفسير السلوك الإنساني(13).</span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">أورد الإمام أبو حامد الغزالي نظريته المسماة "سبق الوهم إلى العكس ": ومضمونها ذاته تقريبا في نظرية "بافلوف" – في معرض رده على المعتزلة في الحسن والقبح، والذي يتلخص في ثلاث نقاط: </span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; mso-list: l1 level1 lfo1; tab-stops: list .5in; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"><span style="mso-list: Ignore;"><span style="font-family: Times New Roman;">1-<span style="font: 7pt 'Times New Roman';"> </span></span></span></span><span dir="rtl"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">الإصطلاح العامي المشهور، بأن الأفعال تنقسم بحسب ما يوافق غرض الفاعل وما يخالفه إلى حسن وقبيح وعبث.</span></span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; mso-list: l1 level1 lfo1; tab-stops: list .5in; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"><span style="mso-list: Ignore;"><span style="font-family: Times New Roman;">2-<span style="font: 7pt 'Times New Roman';"> </span></span></span></span><span dir="rtl"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">الحسَنَ هو ما حسنَّه الشرع بالثناء على فاعله، وافق غرضه أم لا.</span></span><span dir="ltr" style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"></span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; mso-list: l1 level1 lfo1; tab-stops: list .5in; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"><span style="mso-list: Ignore;"><span style="font-family: Times New Roman;">3-<span style="font: 7pt 'Times New Roman';"> </span></span></span></span><span dir="rtl"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">الحسَنََ هو كل ما لفاعله أن يفعله، "فيكون المباح حسناً مع المأمورات وفعل الله يكون حسناً بكل حال"(14).</span></span><span dir="ltr" style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"></span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">وبعد أن يعرض الغزالي رأي المعتزلة هذا، يردّ عليه من وجود ثلاثة، لا يعنينا في سياق هذا البحث إلاّ الوجه الثالث: </span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; mso-list: l0 level1 lfo2; tab-stops: list .5in; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"><span style="mso-list: Ignore;"><span style="font-family: Times New Roman;">1-<span style="font: 7pt 'Times New Roman';"> </span></span></span></span><span dir="rtl"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">إنّ مردّ القبح إلى طبع الإنسان الخاص، فالاستقباح شخصي وليس موضوعياً.</span></span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; mso-list: l0 level1 lfo2; tab-stops: list .5in; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"><span style="mso-list: Ignore;"><span style="font-family: Times New Roman;">2-<span style="font: 7pt 'Times New Roman';"> </span></span></span></span><span dir="rtl"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">طول النشوء على استقباح أشياء واستحسانها يورث الاعتقاد بأنها دوماً كذلك.</span></span><span dir="ltr" style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"></span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; mso-list: l0 level1 lfo2; tab-stops: list .5in; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"><span style="mso-list: Ignore;"><span style="font-family: Times New Roman;">3-<span style="font: 7pt 'Times New Roman';"> </span></span></span></span><span dir="rtl"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">أما الوجه الثالث في توهم الحسن والقبح، فسببها "سبق الوهم إلا العكس، فإنّ ما يرى مقروناً بالشئ يظن أن الشئ أيضاً لا محالة مقرون به مطلقاً(...) ومثالة نفرة نفس السليم، وهو الذي نهشته الحية، عن الحبل المبرقش(...) لكن خلقت قوى النفس مطيعة للأوهام وإن كانت كاذبة"(15). ثم يورد الغزالي مثالاً آخر عن حالة المشرف عن الغرق وموقف المنقذ، "وسببه أن الإنسان يقدّر نفسه في تلك البلية ويقدر غيره معرضا عنه وعن إنقاذه فسيتقبحه منه بمخالفة غرضه، فيعود ويقدر ذلك الاستقباح من المشرف على الهلاك في حق نفسه، فيدفع عن نفسه ذلك القبح المتوهم. فإن فرض في بهيمة أو في شخص لا رقّة فيه فهو بعيد تصوّره". وحتى لو تصور فطلب الثناء على إحسانه فهو الدافع؛ لأن المنقذ إذا كان وحده ولا أحد يعلم به فيتوقع أن يعلم فهذا يؤثر، لأنه رأى صورة الذي يقدم على إنقاذه غريق مقرونة بالثناء دوماً مقرون يها(16). </span></span><span dir="ltr" style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"></span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">كما بحث الإمام الغزالي هذه النظرية مبكراً في كتابه "تهافت الفلاسفة" في سياق بحثه عن المعجزة، فقد ذكر أن الفلاسفة لم يثبتوا من المعجزات الخارقة للعادات إلاّ بثلاثة أمور: </span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; mso-list: l2 level1 lfo3; tab-stops: list .5in; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"><span style="mso-list: Ignore;"><span style="font-family: Times New Roman;">1-<span style="font: 7pt 'Times New Roman';"> </span></span></span></span><span dir="rtl"><b><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">بالخيال</span></b></span><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">: وفيه يكشف للإنسان عن عوالم أخرى، ويتأتى ذلك يقظة للأنبياء ونوماً لبقية الناس.</span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; mso-list: l2 level1 lfo3; tab-stops: list .5in; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"><span style="mso-list: Ignore;"><span style="font-family: Times New Roman;">2-<span style="font: 7pt 'Times New Roman';"> </span></span></span></span><span dir="rtl"><b><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">بقوة الحدس</span></b></span><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">: وهي سرعة الانتقال من معلوم لآخر، وقد اجتمعت في النبوة في كل الأوقات ولجميع المعقولات(17).</span><span dir="ltr" style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"></span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; mso-list: l2 level1 lfo3; tab-stops: list .5in; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"><span style="mso-list: Ignore;"><span style="font-family: Times New Roman;">3-<span style="font: 7pt 'Times New Roman';"> </span></span></span></span><span dir="rtl"><b><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">بالقوة النفسية العملية</span></b></span><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">، وهذا ما يهمنا بالنسبة لنظرية سبق الوهم إلى العكس، "ومثاله أن النفس منّا، متى توهمت شيئاً خدمتها الأعضاء والقوى التى فيها، فتحركت إلى الجهة المطلوبة؛ حتى إذا توهمت شيئاً طيب المذاق تحلبت أشداقه، وانتهضت القوة الملعبة، فياضة باللعاب من معادنه، وإذا تصوّرت الوقاع(الجماع) انتهضت القوة، فنشرت الآلة، بل إذا مشى على جذع ممدود على فضاء، طرفاه على حائطين، اشتد توهمه للسقوط فانفعل الجسم بتوهمه وسقط، ولو كان ذلك على الأرض لمشى عليه ولم يسقط؛ وذلك لأن الأجسام والقوى الجسمانية خلقت خادمة مسخرة للنفوس، ويختلف ذلك باختلاف صفاء النفوس وقوتها، فلا يبعد أن تبلغ قوة النفس إلى حدّ تخدمها القوة الطبيعية في غير بدنه، لأن نفسه ليست منطبعة في بدنه، إلاّ أن لها نوع نزوع وشوق إلى تدبيره، خلق ذلك في جبلته، فإذا جاز أن تطيعها أجسام بدنها لم يمتنع أن يطيعها غيرها"(18). ومن ثم فإن ما نلاحظه في الكون من تلازم الأسباب والمسببات ليس ضرورياً أبداً؛ لأن السبب إذا حلّ محله شيء مقترن به أدّى إلى النتيجة نفسها والمعجزة هي ظاهرة تفسّر بخروج المسببات عن أسبابها(19).</span><span dir="ltr" style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"></span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">وللتذكيرفإن ابن رشد في "تهافت التهافت"، الذي استدرك فيه على الغزالي بعض الأمور،لم يعلق على ما قاله الغزالي مما نقلناه لبيان ريادة الإمام في هذه النظرية السلوكية؛ مما يعني الفيلسوفين متفقان. </span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">من هذا المنطلق الفلسفي أبدع الغزالي نظريته،مما يوحي بأن العلوم في الإسلام لا تنفصل عن النظرة الشاملة للكون الإنسان والحياة، بخلاف البحث في المنظور الغربي الحديث، الذي أثر على منهجنا في البحث فتبعناه حذواً بحذو وذراعاً بذراع؛ فـ"بافلوف"، الذي تنسب إليه هذه النظرية خطأ، أجرى اختباره على كلب، وضعه في صندوق عازل للصوت بعد تعرّضه لعملية جراحية يتم بها تحويل فتوحات القنوات اللعابية إلى خارج الفم والجلد، لتسهيل ملاحظة إفراز اللعاب وقياس كميته. ويتناول الكلب أثناء وجوده داخل الصندوق مسحوق اللحم بعد قرع جرس معين، ففي كل مرة يقرع فيها الجرس، يقدم مسحوق اللحم للكلب مباشرة لدى سماعه لصوت الجرس، وبعد تكرار عدد من المحولات على هذا النحو، أي قرع الجرس فتقديم المسحوق، يتعلم الكلب إفراز اللعاب نتيجة لسماع صوت الجرس فقط"(20).</span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">إن الإشراط الكلاسيكي هو في جوهره تشكيل ارتباط بين مثير شرطي ما واستجابة ما ناتج عن ارتباط بين مثير شرطي وغير شرطي، أي بين صوت الجرس ومسحوق اللحم، والجرس في حدّ ذاته لا يملك صفة الإثارة وحده، وإنما اكتسب ذلك بعد طول الاقتران مع مسحوق اللحم، لذلك فهو يفقد صفة إثارة اللعاب إذا تكرر قرع الجرس من دون تقديم مسحوق اللحم.</span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">وتتدخل في هذه التجربة عدّة عوامل مؤثرة منها: </span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">1 ـ <b>كمية التدريب</b>: والمقصود عدد مرات اقتران المثير الشرطي بغير الشرطي، بحيث إذا تكرر الاقتران يعطي الاستجابة المرغوب فيها، وتبلغ مداها بعد ثلاثين اقتراناً تقريباً خلال أسبوعين. </span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">2 ـ الأفضل أن يكون الفاصل الزمني بين تقديم المثير الشرطي وغير الشرطي هو نصف ثانية وزيادة والنقصان يضعفان.</span><span dir="ltr" style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"></span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span>3 ـ أثبتت الدراسات وجود علاقة بين شدّة المثير غير الشرطي وقوة الإشراط(21).</span><span dir="ltr" style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"></span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">إن هذه العوامل المساعدة على فهم شدة الإرتباط بين المثي الشرطي وغير الشرطي - تمكّن الدارس لسلوك المجتمع من قراءة الواقع الذي يتحرك فيه بعمق، فكيف إذا كان ذلك الدارس مصلحاً اجتماعياً له رسالة في الحياة؟ حاول السائرون على طريق "بافلوف" الارتقاء بالنظرية من المجال الحيواني إلى تعميم يطول الإنسان، فقالو بأن "مستوى أداء الأفراد الذين يتلقون تعليمات لفظية قبل عملية الإشراط بعدم طرف جفن العين بالصدمة الهوائية، كان أقل من مستوى أداء الأفراد الذين يتلقون مثل هذه التعليمات"(22). فاعتماد اللغة والتجريد نقل مستوى الإشراط من البسيط الذي يشترك فيها الحيوان والإنسان إلى الراقي الذي يحدث عند الإنسان وحده(23).</span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">إن الموازنة بين هذه النظرية لدى كل من "بافلوف" والإمام الغزالي من حيث التسمية، تجعلنا نقول بأن في التسمية النظرية بالإشتراط عموم، وفي ذلك تركيز على العلاقة بين المثير والاستجابة، أما تسمية الغزالي لها بسبق الوهم إلى العكس فتنطلق من الماهية التي هي أدق في إعطاء التعريف من التركيز على العلاقات.</span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">هذا فيما يخصّ التسمية، أمّا فيما يتعلق بالمضمون فهو متقارب إلى حدّ كبير بين الرجلين، والفوارق تكمن في أن الغزالي وصل على اكتشافها من باب الفلسفة، حين بحث في حقيقة الخير والشّر وظاهرة المعجزة، أما "بافلوف" فكان يدرس الجهازين الهضمي والعصبي من خلال تجارب على الكلاب! وهذا الأمر يثير قضية منهجية في علم النفس، تكمن في مصداقية الأبحاث التجريبية على الحيوان بهدف الوصول على معرفة النفس البشرية.</span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">كما يعتبر الطبع والاعتبارية من عوامل هذا الاقتران، وبعبارة أخرى أن سبب الاقتران شخصي وليس موضوعياً، فيمكن تغيير المثيرات وتنويعها، ما يجعل حقيقة الخير والشّر اعتبارية وليست ذات قيمة ذاتية، الأمر الذي يفسر ظاهرة السلوك عند الإنسان، ومنها ظاهرة التعلم، التي ركز عليها أصحاب الإشراط.</span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">يضاف إلي هذه المقارنة للنظرية عند الغزالي و"بافلوف" أمر يتعلق بالمثير الشرطي، فقد يكون واضحاً في بعض الأحيان وقد يكون غير واضح لدقته(24). ولذلك آثار على السلوك الإنساني كما سيأتي بيانه.</span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">نشير ههنا إلى ملحوظة مهمّة تتعلق بتطوير هذه النظرية في بُعديها الإسلامي والغربي؛ فقد عني الدارسون بالحديث عن نظرية الإشراط لدى "بافلوف" تجريباً وتطبيقياً، فتعرضوا للعوامل المؤثرة فيها، كالفاصل الزمني بين تقديم المثير الشرطي وغير الشرطي، وشدّة المثير، ودرجة الاستجابة، وكمية التدريب؛ أمّا الدراسات التي اشتغلت انطلاقاً من نظرة الغزالي فلم يكتب لها الانتشار، وبقيت حبيسة الرفوف في المكتبات.</span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">إن لنظرية الإشراط بمفهومها الغزالي لا البافلوفي تشكل أساساً ثقافياً مهمّاً للداعية والمصلح الاجتماعي في تحرّكه بدعوته وإسلامه؛ فالسلوك عند أغلب الناس يتغير بلا وعي غالباً مع مرور الزمن، وهذا التغير في الواقع الذي نعيشه لا يخرج عن وجود مؤثر أنتج استجابة سلوكية، وبعامل الوقت وتكرار المؤثر تجد الفرد من سلوكاته وبدّل، من دون الالتفات إلى فطرته وقناعاته السابقة، بل إن كثيراً ما يحدث من ذلك للفرد والمجتمع يكون بغير رضاً منهم وإرادة، ما جعل الكائدين ممن لا يبغون للأمة الخير، وعلى رأسهم علماء النفس والاجتماع العاملون لصالح المؤسسات الاستعمارية – يفيدون من نظرية الإشراط، التي أبدعها علماؤنا وطوّرها غيرنا ليوجهوا سلوكنا في غير ما نشتهي ونؤمن، وفي المقابل غفونا عنها نحن وولينا أدبارنا لها ويممّنا وجوهنا شطر العفوية واللاوعي فيما نعمل ونسلك، فكنا كما صيّرتنا الأقدار، عدلاً وإنصافاً، أمّة تابعة لا متبوعة، ومتأثرة لا مؤثرة.</span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">لو أن المصلح الاجتماعي استصحب معه هذه النظرية كما سماها الإمام الغزالي "سبق الوهم إلى العكس" لاستطاع أن يتحرر هو بنفسه عمّا استقر في تربيته من أوهام قادته إلى بعض السلوكات الشاذَّة، كالنرجسية وحبّ الذات، وبطر الحق وغمط الناس، وغير ذلك مما ارتبط في الذهن بمرور الوقت حسنه بين الناس، أو قل عظمته والإشادة به، حتى غدا حامل الدعوة والتبليغ ضحية هذا التأثير من تحيث يدري ولا يدري. لك أن ترى ذلك في تعاطي المشايخ مع الناس، فهو تعاطي لا يخلو دائماً من الاستعلاء والمباهاة بالمال والسلطان، وهما مثيران يقدرهما كثير من البش وليسا في حقيقة الأمر بشيء.</span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">لقد تكوّنت في المجتمع عادات وترسخت أعرافاً باتت تحكم خصائص المجتمع وتوجه سلوكه، فالبيت أصبح جزءاً من الشخصية في حسّ مجتمعات عربية كثيرة، وبات الطموح في بلوغ مراتب عالية بين الناس طريقة اكتناز المال وامتلاك القوة المادية، التي تتيح للفرد، كما وقر في خلد المجتمع، الوصول إلى تلبية الحاجات المادية، من سكنى فارهة، ومراكب متعدّدة مريحة، ووسائل اتصال حديثة، وقدرة على الاستشفاء في أغلى المشافي، والدراسة في أشهر الجامعات... وكل هذا وغيره كثير وهم سيطر على الأفراد فتنافسوا في لبلوغه رجاء الشعور بالذات، والتسلّط على الناس، والتكبر على عباد الله، بما يمتلك من قدره ومال، بل غدت تلك الوسائل المادية السبيل الأوحد في حسّ الناس لبلوغ أعلى المناصب والوظائف. وما يقال بخلاف ذلك دروشة وقلة وعي وافتقاد للشطارة، فما بقي للآداب والأخلاق ساح في الأفئدة والقلوب، بل إن الدنيا غابة يأكل القويّ فيها الضعيف، ومن أعيته الحيلة فمصيره الهلاك والمسكنة. تلك هي المعادلة الاجتماعية التي تحكم سلوك الناس، وذلك هو الوهم الذي يسبق الإنسان إلى العكس فيتصرف وفقه من دون تأمل وتدبر. ولو تدبر لعلم أن الله –سبحانه وتعالى– أراد ما هو خير له وأبقى، وأي خير أحسن حالا مما وصف الخالق وقدر، وهو وإن كان لايخرج في معظمه عن ارتباط واشراط،فنعم العلاقة هي! </span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">إن الإسلام في أساسه ميثاق أخذه الله –تعالى– من بني آدم أول الخلق ﴿وَإذْ أخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورهِمِِْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى﴾،(25) ولطول الزمان نسي بنو آدم هذا الميثاق وران على فطرتهم ما اقترفوه من فساد وضلال، فابتعث الله –تعالى- لهم الأنبياء ليذكروهم،﴿وَذَكِّرْ فإنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾،(26) وما الذكرى؟ أليست كلمات تثير في النفس أموراً، فتدفعها إلى فعل شيء أو ترك آخر، وذلك هو عين الإشراط. إن الكلمة هي رأس مال الأنبياء والحكماء، وهي المثير التجريدي الذي يليق بالإنسان العاقل، والعقل هو مناط التكليف، والاستجابة بالعبودية والاستسلام لله –تعالى- هي السلوك أو النتاج التعلّمي المرجوّ.</span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">لا يحسن بالمربي أو المصلح الاجتماعي أن يعمل في حقله بين الناس وهو بمنأى عن هذه الثقافة النفسية التي تبصّره بواقع الحال، ولو فعل ذلك فبدأ بجرد ما في نفسه وما في نفوس الآخرين من سلوكات مبناها أوهام لا تمت للدين والآداب والفضائل بصلة – لأدرك كيف يؤكل لحم الكتف، ولأبصر العلاقات الخفية التي تحكم أفعال الناس، فسعى بحكمة ووعي إلى تفكيكها ثم إعادة بنائها على أسس دينية متينة، فينبّه الناس قولاً وعملاً يؤثر في سلوكهم سلباً فيقضي عليه، وإلى ما يؤثر في نفوسهم إيجاباً فيحضّهم عليه. إنّه إن فعل ذلك فقه واجبه وأدّى ما عليه، وإلى ما يؤثر في نفوسهم إيجاباً فيحضّهم عليه. إنّه إن فعل ذلك فقه واجبه وأدّى ما عليه وزيادة، ﴿فَذَكِّرْ إنَّمَا أنْتَ مُذَكِّر، لَسْتَ عَلَيْهِمْ بمُصَيْطِرٍ﴾،(27) ومن تولى وكفر فأمره إلى الله، إن شاء عاقبه وإن شاء غفر.</span></div><div align="center" class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: center; text-indent: 14.2pt;"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">*******************</span></div><div align="center" class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: center; text-indent: 14.2pt;"><b><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">الهوامش: </span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">*) باحث وكاتب من الجزائر.</span></div><div class="MsoEndnoteText" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span class="MsoEndnoteReference"><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt; mso-bidi-language: AR-OM;">1)</span></span><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;"> </span><span lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt; mso-bidi-language: AR-OM;">- هو أبو حامد محمد الغزالي، خرساني المولد والوفاة، فيلسوف ومتصوف وأصولي، له نحو مئتي مصنف، يقال له الغزالي (نسبة إلى غَزَالة من قرى طوس) أو الغزَّالي (نسبة إلى صناعة الغزال). من كتبه: إحياء علوم الدين، المستصفى، تهافت الفلاسفة... ولد في (450-505هـ/1058- 1111م). (يراجع: الزركلي: الأعلام (10 أجزاء)، ج 7ص 247 و248،ط 2، مطبعة كوستا توماس وشركاه، القاهرة 1376هـ/1956م).</span><span dir="ltr" style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 16.0pt; mso-bidi-language: AR-OM;"></span></div><div class="MsoEndnoteText" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span>2) - هو "إفان باتروفيتش بافلوف" (1849- 1963م)، روسي، نال سنة 1904 جائزة نوبل في الطب، اشتغل في عدة مخابر عالمية، وإليه تنسب نظرية الإشراط إلى اليوم.</span></div><div class="MsoEndnoteText" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span><span dir="ltr" lang="FR" style="font-size: 13pt; mso-ansi-language: FR; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span><span style="font-family: Times New Roman;">(Jacques Bersami et d'autres: Encyclp dia Universalis, corpus 17, p 652- 654, Editeur Paris 1996.</span></span><span lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;"></span></div><div class="MsoEndnoteText" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">3) - محمد سعيد رمضان البوطي، من الفكر والقلب: فصول في النقد في العلوم والاجتماع والآداب، ص24، دار الفارابي، دمشق 1414هـ/ 1994م.</span><span dir="ltr" style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"></span></div><div class="MsoEndnoteText" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span>4) - يكفي أن أشير هنا إلى أن الدكتور فايز الحاج تقدم بأطروحة دكتوراه في هذا الموضوع سنة 1971م، حملت عنوان "نظرية سبق الوهم إلى العكس عند الغزالي مع مقارنة علمية بآراء الفلاسفة المتقدمين والنظريات الإشراطية الاقترانية الحديثة"، ولقد بحثت عن هذه الأطروحة في المكتبات والأسواق فلم أر لها أثراً، ما يعني أنها لم تطبع كما أشار الدكتور البوطي مع الأسف الشديد. (يراجع: د. البوطي: من الفكر والقلب، ص28).</span></div><div class="MsoEndnoteText" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">5) - فوزي أيوب: نظريات التعلم، محاضرات مصوّرة لدبلوم الدراسات العليا بكلية التربية بالجامعة اللبنانية (1998/1999م)، ص2.</span><span dir="ltr" style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"></span></div><div class="MsoEndnoteText" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span>6) - عبدالمجيد نشواتي علم النفس التربوي، ص317، ط6، دار الفرقان ومؤسسة الرسالة، عمان وبيروت 1413هـ/1993م.</span><span dir="ltr" style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"></span></div><div class="MsoEndnoteText" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span>7) - عبدالمجيد نشواتي: علم النفس التربوي، ص82 و93.</span><span dir="ltr" style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"></span></div><div class="MsoEndnoteText" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span>8) - المرجع السابق، ص329.</span><span dir="ltr" style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"></span></div><div class="MsoEndnoteText" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span>9) - المرجع نفسه.</span><span dir="ltr" style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"></span></div><div class="MsoEndnoteText" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span>10) البوطي: من الفكر والقلب، ص24 و25.</span><span dir="ltr" style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"></span></div><div class="MsoEndnoteText" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span>11) - البوطي: من الفكر والقلب، ص28.</span><span dir="ltr" style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"></span></div><div class="MsoEndnoteText" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span>12) - المرجع السابق، ص26.</span><span dir="ltr" style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"></span></div><div class="MsoEndnoteText" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span>13) - يراجع: نشواتي، علم النفس التربوي، ص336- فوزي أيوب: نظريات التعلم، ص2 و3.</span><span dir="ltr" style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"></span></div><div class="MsoEndnoteText" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span>14) - أبو حامد الغزالي (505هـ): المستشفى من علم الأصول (جزءان)، ج 1 ص56، دار صادر، بيروت.</span><span dir="ltr" style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"></span></div><div class="MsoEndnoteText" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span>15) - المصدر السابق، ج 1 ص59.</span><span dir="ltr" style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"></span></div><div class="MsoEndnoteText" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span>16) - المصدر نفسه، ج 1 ص60.</span><span dir="ltr" style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"></span></div><div class="MsoEndnoteText" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span>17) - ابو حامد الغزالي (505هـ): تهافت الفلاسفة، ص236 و237، تحقيق الدكتور سليمان دنيا، ط5، دار المعارف، القاهرة 1972م.</span><span dir="ltr" style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"></span></div><div class="MsoEndnoteText" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span>18) - المصدر السابق، ص237 و238.</span></div><div class="MsoEndnoteText" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">19) - المصدر نفسه، ص235 و236.</span></div><div class="MsoEndnoteText" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;">20) - نشواتي: علم النفس التربوي، ص337</span><span dir="ltr" style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"></span></div><div class="MsoEndnoteText" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span>21) - المرجع السابق، ص340-342.</span><span dir="ltr" style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"></span></div><div class="MsoEndnoteText" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span>22) - المرجع نفسهن ص342</span><span dir="ltr" style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"></span></div><div class="MsoEndnoteText" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span>23) - فوزي أيوب: نظريات التعلم، ص3.</span><span dir="ltr" style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"></span></div><div class="MsoEndnoteText" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span>24) - يراجع: البوطي، من الفكر والقلب، ص28.</span><span dir="ltr" style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"></span></div><div class="MsoEndnoteText" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span>25) - سورة الأعراف، آية: 7-172.</span><span dir="ltr" style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"></span></div><div class="MsoEndnoteText" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; text-align: justify; text-indent: 14.2pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span>26) - سورة الذريات، آية: 51-55.</span><span dir="ltr" style="font-size: 13pt; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 16.0pt;"></span></div></span><div align="right"><span style="font-family: arial, helvetica, sans-serif; font-size: small;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><span dir="rtl" lang="AR-OM" style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 16pt; mso-ansi-font-size: 13.0pt; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-font-family: 'Times New Roman'; mso-bidi-language: AR-OM; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-fareast-language: EN-US; mso-hansi-font-family: 'Times New Roman';"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span>27) - سورة الغاشية، آية: 88/21-22.</span></span></div></span></td></tr>
</tbody></table></div>مدونة الشيخ علي خازمhttp://www.blogger.com/profile/03584620799898212353noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2060794768737324791.post-29987225498396442122013-06-01T17:50:00.001+03:002013-06-01T17:50:23.187+03:00الوطن :: وما أدراك.. ما التعليم!!! - تعليق آخر على دراسة د.فوزي أيوب<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><a href="http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?Id=188339">وما أدراك.. ما التعليم!!!</a><br />
<table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" style="width: 100%px;"><tbody>
<tr><td><div id="divMainTitleo" style="width: 100%;"><span class="ArticlemainTitle" id="divMainTitle">وما أدراك.. ما التعليم!!!</span><br />
</div></td> </tr>
<tr> <td> <table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" style="vertical-align: top; width: 100%px;"><tbody>
<tr> <td style="width: 400px;"> <table><tbody>
<tr> <td> <span class="WriterLink"> فاطمة حسين<br />
</span> </td> </tr>
<tr> <td> <table><tbody>
<tr><td><span class="WriterLink" style="direction: ltr;">2012/04/19</span> </td><td><span class="WriterLink" style="direction: rtl;">11:37 م</span></td></tr>
</tbody></table><br />
</td> </tr>
</tbody></table></td> <td valign="top"> <div id="rateMe" style="float: right;"> <br />
<table border="0"><tbody>
<tr> <td align="right" style="color: #666666; font-family: Tahoma, Geneva, sans-serif; font-size: 12px; text-decoration: none;"><br />
</td> <td width="70"><br />
</td> <td colspan="2" id="td1" style="color: #666666; float: right; font-family: Tahoma, Geneva, sans-serif; font-size: 12px; text-decoration: none;"><span id="ctl00_ContentPane_UCRatingNews2_lblCurrent"> التقيم الحالي 5/5</span></td> <td colspan="2" style="color: #666666; float: right; font-family: Tahoma, Geneva, sans-serif; font-size: 12px; text-decoration: none;"><br />
</td> </tr>
</tbody></table></div></td> </tr>
</tbody></table></td> </tr>
<tr> <td> <table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" style="width: 100%px;"><tbody>
<tr valign="top"> <td style="width: 400px;"> <table align="right" border="0" cellpadding="5" cellspacing="0"><tbody>
<tr> <td align="center" valign="top"> <img alt="writer image" border="0" height="70" src="http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/writer/77_w.png" width="60" /> </td> </tr>
<tr style="width: 100%;"> <td> </td> </tr>
</tbody></table></td> <td style="padding-right: 20px;" valign="top"> <div id="divSubTitles" style="font-size: 14px;"> <br />
<br />
</div></td> </tr>
</tbody></table></td> </tr>
<tr> <td> <br />
<div id="AdZone"> </div></td> </tr>
<tr> <td align="justify"> <div class="ArticleText" id="divArtContento"> <span id="divArtContent"> انطلاقا من موقعي كمواطن تابعت حلقات ملف (أزمة التعليم.. لماذا؟) عبر صحيفة «القبس» والذي أعده باقتدار عجيب الدكتور فوزي ايوب الاستاذ من الجامعة اللبنانية والمتخصص بالمناهج وقدمه فريق الصحيفة بصورة مهنية مميزة.<br />
تابعت فقط لأنني انتمي الى جماعة تحترق يوميا وهي تسمع وتقرأ عن الآلاف من الابناء الخريجين يستجدون الوظيفة وآلاف اخرى تبحث عن موقع قدم في مكان ما وجامعة ما لإتمام دراستهم في وطن يكاد ينفجر من تكدس ارقام الوافدين من مشارق الارض ومغاربها للقيام بأدوار لا تصعب على الكويتي (ان حظي هذا الاخير بتعليم جيد).<br />
يقول لي العالمون بالأمر بأن ميزانية التعليم ضعيفة وجلها يصرف على الرواتب والاجور، واقول – من موقعي اللا مسؤول: اذن لماذا لا نعرض (التعليم) على المقاول اسوة بأعمال اخرى اهديناها له وليس في ذلك ضير ان اعترفنا بأنه ليس بالإمكان افضل مما كان مع اليقين بأن ما هو كائن سيأخذ (الوطن) الى منحدر خطير يحتاج لصحوة وفطنة عاجلة وسريعة.<br />
ان التعليم – كما يقول العالمون بمفاصله – هو صياغة بشر وليس مجرد مبان وصالات وملاعب، والصياغة هذه تحتاج لادارة عالمة، ومسار علمي وعملي يحمل كامل الجاهزية لتحويل تلك الاجساد صغيرها وكبيرها الى طاقة فكرية متنامية جاهزة للعطاء في حركة نمو جذورها ذاتية، نعم لكن فروعها واغصانها وثمارها اجتماعية تجه نحو الحداثة والنور حيث نهضة الوطن المستحقة.<br />
بصراحة كنت اظن في متابعتي لتلك الدراسة المميزة بأنني – ربما – سوف احتفظ بمكاني ما بين الامل واليأس، لكن الارقام التي اثبتت بها (الدراسة) والمسوغات لذاك التخلف وموقعنا من العالم ونحن ندعي بأننا جزء لا يتجزأ منه والتفاوت بين الجهد المبذول – وليس المال – وبين جهود الغير ملحقا بالنتائج المؤلمة ألبستني لباس اليأس رغم رفضي الشديد لذلك..<br />
لم يفاجأ كثيرون بالنتائج مثلي نظراً لقربهم من العملية ذاتها لكن المنحى الذي اتخذته الصحافة هذه المرة قد ينفع.. قد يحرك ساكنا رغم فشل الكثيرين من دارسي العملية من قبل بالتحديد أو مع شمولية الامر وسط قضايا اخرى سياسية وثقافية وقانونية مثل دراسة بلير وغيره…<br />
اليوم اظن ان الجرس اصبح اعلى صوتا فهل تسمع الوزارة وهل تسمع الحكومة حتى تتحرك لانقاذ ما يمكن انقاذه؛ فالعالم لا ينتظرنا نحن الذين ننتظره.. الحفرة كبيرة جدا وردمها صعب ولكنه ضرورة حياتية فهل يوجد بيننا من يعي هذه المأساة؟؟؟؟<br />
ولما كان الشيء بالشيء يذكر، فقد كان لي لقاء خاطف مع احدى القياديات في وزارة التربية التي اوضحت لي اموراً تعليقاً على كلامي قبل اسبوعين فيما يخص توقيت بعثات المتعاقدين والمنافسة واقتراحي بالتفكير بالتكويت…<br />
لقد اسرت لي بشيء غاية في الخطورة وهو رفض بعض معلمات الاطفال التحرك نحو تعليم الفئات الاكبر سنا – رغم قدرتهن وتأهيلهن لذلك – بسبب ساعات الدوام فساعات رياض الاطفال اقصر من ساعات من يكبرونهم… تخيلوا معي هذا النوع من السلوك؟؟ وهذا النوع من الادارة المدرسية؟؟<br />
فهل تتوقعون تعليما ينقلنا من الظلمات الى النور؟؟ ام اننا سنبقى ونبقى على طماط المرحوم حتى يكتب على جباهنا شعب تعلم ألا يتعلم وسعد به.<br />
اتقوا الله في الوطن يا سادة يا كرام.<br />
لستم دائمين ولكن الوطن دائم بكم وبغيركم من بعدكم.<br />
ارفعوا أيديكم عن العملية التعليمية حتى تسير بسلام.<br />
لقد أصبح لزاما علينا ان نستنجد بولي الأمر الشيخ صباح الأحمد الصباح ليأمر بإنقاذ ما يمكن انقاذه؛ لأن فساد الذمم قد استشرى، والربح العلمي السريع تفوق على الجهد الجهيد؛ والبلاد على منحدر خطر لا ينقذها سوى التعليم الجاد والحقيقي.<br />
<br />
فاطمة حسين </span> </div></td> </tr>
<tr> <td> <table border="0" cellpadding="5" cellspacing="0" style="width: 100%px;"><tbody>
<tr> <td> </td></tr>
</tbody></table></td></tr>
</tbody></table></div>مدونة الشيخ علي خازمhttp://www.blogger.com/profile/03584620799898212353noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2060794768737324791.post-49525810843651363292013-06-01T17:46:00.001+03:002013-06-01T17:46:51.412+03:00السياسة::الترف في المجتمعات لي سلبا يا دراسة "القبس" تعليقا على دراسة د.فوزي أيوب "التربية الإسلامية في الكويت" التي أعدت نشرها<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><a href="http://www.al-seyassah.com/AtricleView/tabid/59/smid/438/ArticleID/189567/reftab/92/Default.aspx">السياسة::الترف في المجتمعات لي سلبا يا دراسة "القبس"</a><br />
<table border="0" style="width: 100%px;"><tbody>
<tr><td width="85%"><span class="title1">شفافيات </span> </td> <td> <span>03/05/2012</span></td> </tr>
</tbody></table><span class="title2">الترف في المجتمعات لي سلبا يا دراسة "القبس" </span> <span class="title3"></span> <div class="line_1"> </div><div class="text"><div class="image_caption"><span class="caption"></span></div>لست أدري لماذا يصر الدكتور فوزي أيوب أستاذ الجامعة اللبنانية وكاتب "القبس" وباحثها العلمي, في علوم المناهج لماذا يصر على الوقوع المستمر في التناقض والمدعم بالبراهين? وهو تناقض تشهد عليه وتخالفه أدلته نفسها التي أراد أن تشهد له وأرادها أن تكون معه فشهدت ضده, ففي الحلقة الرابعة من دراسته التربوية في "القبس" يظل يؤكد أن هناك إهمالا من المتعلم ومن الأهل للمتعلمين في طلب العلم, بينما يؤكد ومن غير حساب منه لنباهة قارئ من الناس, أن كل تلميذين في المدارس الحكومية يقابلهما تلميذ كويتي في التعليم الخاص; ومعلوم أن اتجاه الأسر إلى التعليم الخاص إنما يأتي للبحث عن تعليم أفضل , وقد قلب الدليل الدكتور, فبدلا من أن يقول أن هناك تسربا من التعليم للعمل المبكر مثلا, للمتعلمين أكدت أدلته أن هناك حرصا شديدا من الأهل لتعليم أبنائهم يدفعهم إلى دفع مبالغ طائلة من الأموال في سبيل تحسين مستوى أبنائهم وذلك بنقلهم من المدرسة الحكومية إلى الأهلية الخاصة لظنهم أنها هي الأفضل .<br />
لست أدري كيف يغفل أستاذ قدير مثل أخي أيوب أن أدلته تلعب في ملعب الخصم ضده وليس في ملعبه, فهل اعتمد على نظرية موشيه دايان الذي قال:" إن العرب لا يقرأون وإذا قرأوا لا يفهمون" لعله كان قد تأكد أنهم لا يفهمون عندما يقرأون بحث الدكتور فوزي!<br />
حاشاه ذلك فهو أستاذ قدير وجاد ونواياه طيبة لكن القلم يخون صاحبه أحيانا, ويعانده كما يعاند الحصان الأصيل فارسه وصاحبه فيتعثر به ويكبو به , وسلامات أخي الدكتور فوزي من الكبوات, وبودي أن أؤكد مثل ما أكد أخي أيوب بالخطأ أؤكد بالصواب أن الترف ليس سبب العزوف عن القيم ولا المبادئ ولا الأفكار ولا الحرية , وإذا أردت أمثلة من التاريخ فهاك مثال للمرفهين هو مصعب بن عمير الصحابي الجليل, الصحابي الغني الذي إذا سار قبل إسلامه في شوارع مكة عرف الناس مروره بسبب نوع الطيب الذي يتعطر به; وكان يرتدي كل يوم جلبابا يمانيا جديداغالي الثمن; وقد نازعته أمه على الإسلام حين أسلم فقال لها ما معناه: والله يا أماه لو كانت لك مئة نفس خرجت الواحدة تلو الأخرى على أن أترك دين محمد ما تركته! وقد قتل في معركة "أحد" فلم يجدوا ما يغطونه به; فالترف في هذا المثل لم يكن له أثر سلبي على معتقدات وقيم مصعب بن عمير.<br />
ومثل حديث آخر: "فأسامة بن لادن" كان من الشباب المترفين, لكنه اختار القتال في تورا بورا بين الصخور الوعرة واختار أن يمتطي دابة وحمارا على أن يستقل "جاكوار أو "مازوراتي أو بنتلي" وهو يملك أن يشتري مثل هذه السيارات ويغيرها كل سنة; لكن الترف لم يكن له أثر على سلوكه مع اعتقادي الجازم بأنه كان يفعل الخطأ في ما فعل وارتكب من حماقات ومن قتل للأبرياء ومن الإساءة للمسلمين قبل غيرهم, فما فعله ابن لادن جرائم, فانا ضد ما فعل لكنني ضربته مثلا في مسألة الترف فقط, وإليك مثال ثالثا:وهو أن المجتمع الأميركي مجتمع مترف لم يمنع الترف أهله من المغامرة من أجل الحصول على العلم والحصول على الحقيقة لقد وصلوا إلى القمر, وقد مات بعضهم نتيجة مغامراته في البحث عن الحقيقة, وكان بالإمكان العيش بترف ودعة وغناء ورقص; والجندي الأميركي هو خير المقاتلين اليوم برا وبحرا وجوا وهو مدرب الجيوش العالمية ,والجندي الأميركي هو شرطي العالم اليوم , وحارس الحرية والديمقراطية رغم ترفه, وهذا يكلفه راحته ويكلفه حياته, فمن أي البلاد الجنود في أفغانستان وفي العراق وفي الصومال وفي كل مكان وبمن يستنجد الناس في الشدة بعد الله? أو ليسوا من المجتمع الأميركي المترف. أكتفي بهذا الآن وأترك تساؤلا أجيب عليه في الغد كاملا إن شاء الله? لماذا يحدد الزميل فوزي أيوب أن التعليم في الكويت يعاني من أزمة ومنذ عشرين سنة? من يشفع له ومن يؤيده في هذا التحديد? مع ملاحظة مهمة وهي جزء من الإجابة وهي أن التعليم عندنا ولد أعرجا منذ اللحظة التي خرج فيها من رحم البعثة المصرية الأولى التي بنت التعليم. وللحديث بقية إلى اللقاء.<br />
كاتب كويتي<br />
from:shfafya50@hotmail.com<br />
</div></div>مدونة الشيخ علي خازمhttp://www.blogger.com/profile/03584620799898212353noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2060794768737324791.post-5202901372986473932013-06-01T17:01:00.001+03:002013-06-01T17:03:39.971+03:00تاكسي حلال في ألمانيا ''يحُدّ من الإهانة والخيانة الزوجية'' - QANTARA.DE<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<a href="http://ar.qantara.de/wcsite.php?wc_c=21086&wc_id=23456">تاكسي حلال في ألمانيا ''يحُدّ من الإهانة والخيانة الزوجية'' - QANTARA.DE</a></div>
<br />
<br />
<br />
<span class="titleimage"> <span class="imgcenter" style="width: 590px;"></span></span> <br />
<br />
<aside class="articleToolbar2k clearfix" role="complementary"> <div id="socialshareprivacy">
<ul class="social_share_privacy_area"><a href="http://ar.qantara.de/files/21086/20621/519b4f11bdc96_000_Muslim_Taxi_muslimtaxi.de.jpg" imageanchor="1" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img alt=" صورة عن شعار التاكسي الإسلامي . muslimtaxi.de" border="0" src="http://ar.qantara.de/files/21086/20621/519b4f11bdc96_000_Muslim_Taxi_muslimtaxi.de.jpg" title=" صورة عن شعار التاكسي الإسلامي . muslimtaxi.de" /></a>
<li class="facebook help_info"><span class="switch off"></span><br />
</li>
</ul>
</div>
</aside> <br />
<h2>
<span class="date">21.05.2013</span><b class="headtitle"> </b></h2>
<h2>
<b class="headtitle">موقع ''التاكسي الإسلامي المشترك '' الإلكتروني</b><span class="title"> </span></h2>
<h2>
<span class="title">تاكسي حلال في ألمانيا ''يحُدّ من الإهانة والخيانة الزوجية''</span></h2>
<div class="intro clearfix">
خدمة سيارات الأجرة التشاركية يستخدمها عادةً رُكّاب لا يعرف بعضهم بعضا بالضرورة، وخاصة للمسافات الطويلة وهي تكون أرخص عادةً من وسائل المواصلات الأخرى، ولذا قام سليم رائد في ألمانيا بتأسيس موقع إسلامي لسيارات التاكسي المشتركة وهو muslimtaxi.de حتى لا تضطر والدته المُحَجَّبة لسماع إهانات من أشخاص لا تعرفهم وأيضاً بهدف التقليل من الخيانات الزوجية كما يؤكد سليم في هذا الحوار الذي أجرته معه الصحافية تشيدام أكيول.</div>
<b>لقد قمتَ في ديسمبر الماضي بتأسيس الموقع الإسلامي لخدمة سيارات الأجرة المشتركة. كيف خطرت في بالك فكرة "التاكسي الإسلامي"؟</b><br />
<br />
سليم رائد: لقد اشتكى كثير من الأخوات والإخوة المسلمين من عدم قدرتهم على السفر وحدهم عبر المواقع خدمة السيارات المشتركة التقليدية في ألمانيا، ذلك أن مبدأ الفصل بين الجنسين الذي يفرضه الإسلام غير متوفر فيها. وبعد تراكم هذه الشكاوى، خطرت في بالي فكرة إنشاء "تاكسي إسلامي".<br />
<br />
<b>هل هو إذاً حب الخير وحده الذي دفعك لإنشاء الموقع؟</b><br />
<br />
سليم رائد: هناك أيضاً تجربة شخصية مررت بها حفزتني على القيام بذلك أيضاً. فقد قمت مرة بتنظيم رحلة لوالديّ من هامبورغ إلى برلين عبر أحد هذه المواقع. من يستمع إلى طريقة حديثي، لن يتوقع أنني من أصول مهاجرة.<br />
وعندما جلبت والديّ إلى نقطة اللقاء، واجهتنا نظرات باردة وخالية من المشاعر من قبل السائق وبقية الركاب. من هذه النظرات أدركت أنهم لا يحبون الأجانب. وأثناء الرحلة، كانوا يسخرون من الأجانب بشكل عام ومن الحجاب الذي كانت ترتديه والدتي بشكل خاص.<br />
وبما أن والديّ لم يستطيعا مغادرة السيارة في منتصف الطريق السريع، اضطروا لتحمّل كل ذلك. لقد كان الركاب يظنون أن والديّ لا يتقنان اللغة الألمانية، إلا أنهم مخطؤون في ذلك.<br />
<br />
<b>أنت تتحدث عن التفرقة وتنتقد جهل غالبية المجتمع الألماني. ألا تعتقد، إذاً، أن الموقع الذي أنشأته للمسلمين يساهم في الفصل الذي ينبع منه هذا الجهل؟</b><br />
<br />
سليم رائد: نحن لا نقوم بأي شيء يختلف عما تقوم به المجتمعات المسيحية المتدينة، التي تقدم الدعم بعضها لبعض. وعلاوة على ذلك، فإن بإمكان غير المسلمين أيضاً استخدام الموقع. من يبحث حقاً عن الحوار، سيجده في "التاكسي الإسلامي".<br />
<br />
<b>ما الذي تقدمه بالضبط لزبائنك وتفتقده بقية مواقع السيارات المشتركة؟</b><br />
<br />
سليم رائد: إن حقيقة سعي المسلمين، ذكوراً وإناثاً، إلى الفصل بين الجنسين يمنعهم من استخدام خدمات المشاركة في السيارات، التي لا يمكن فيها للزبون تحديد هوية السائق وهوية بقية الركاب بالضبط. وبالتالي، كان من الصعب جداً على المسلمات الاستفادة من هذه الخدمة دون مَحْرَم.<br />
لكن مع "التاكسي الإسلامي"، فإن هذه المشكلة غير موجودة بحمد الله. فمن ناحية مقدمي عروض السفر، يمكن للمهتمين معرفة ما إذا كان مقدم العرض رجلاً أو امرأة.<br />
وبهذا نحن نحمي الزيجات، إذ سمعت كثيراً عن خيانات زوجية وقعت أثناء السفر، ونتج عنها تفكك العديد من الأسر.<br />
<br />
<b>هل ترى أن واجبك هو حماية الزيجات؟</b><br />
<br />
سليم رائد: أنا أعرض إمكانية بسيطة أَحُدُّ عبرها من الخيانة الزوجية أثناء السفر. كما أن اهتمامي مرتبط بالإسلام، فالمسلمون يهتم بعضهم ببعض. نحن إخوة في الدين ويدعم بعضنا بعضاً.<br />
<span class="img imgcenter" style="width: 590px;"><img alt="تاكسي للنساء في طهران. Arian Fariborz" height="413" src="http://ar.qantara.de/files/21086/20621/519b8925e5971_111_Frauentaxi_in_Teheran_Fariborz.JPG" title="تاكسي للنساء في طهران. Arian Fariborz" width="590" /><br />
<span class="imagetext">رد فعل على ازدياد حالات التحرش بالنساء في المواصلات العامة: في شركة تاكسي النساء بمدينة طهران الإيرانية، والتي تم تأسيسها قبل عشر سنوات، تتولى السيدات قيادة سيارات الأجرة.</span></span> <br />
<b>اهتمام؟ أليس الأمر في النهاية لمجرد كسب المال؟</b><br />
<br />
سليم رائد: "التاكسي الإسلامي" بحمد الله هو أول موقع إسلامي لسيارات الأجرة المشتركة في ألمانيا وكل أنحاء أوروبا.<br />
المبدأ الذي يقوم عليه موقعي شبيه بمبدأ أول معرض للأثاث، فالبعض يتخصصون في المطابخ والبعض الآخر في غرف النوم. أنا أيضاً أقدم خدمة لزاوية غير مطروقة في السوق، وربما أكسب بعض المال لقاء ذلك.<br />
إن مشجعي نادي هامبورغ لكرة القدم، مثلاً، لا يرغبون في السفر بنفس السيارة مع مشجعي بايرن ميونخ. هذا ليس مجتمعاً موازياً، بل ببساطة مصالح مختلفة يتلاقى بعضها مع بعض وأنا أقوم بخدمتها.<br />
<br />
<b>هل لديك اهتمامات أخرى بجانب الفصل بين الجنسين وحماية الزيجات؟</b><br />
<br />
سليم رائد: إن أفضل ما يميز سفر المسلمين بعضهم مع بعض هو الدعوة. فما هو أول موضوع يتحدث فيه شخصان أو أكثر التقوا لتوهم ولا يجمع بينهم سوى الدين؟ الإسلام طبعاً.<br />
كما يمكن لغير المسلمين أيضاً التقرب من الإسلام وفهمه من خلال تلك الأحاديث. أريد أن أساهم في تقارب المسلمين وتعاضدهم ومشاركتهم في نقاط القوة لهذا الدين، بشكل يجعل غير المسلمين يتحمسون لديننا وربما يعتنقونه.<br />
<br />
<b>إذاً غير المسلمين أيضاً يمكن دعوتهم إلى الإسلام أثناء السفر؟</b><br />
<br />
سليم رائد: الأمر يتعلق بالدعوة إلى الإسلام، وهذه من واجبات كل مسلم. أنا مقتنع بأن الإسلام يربط بين كل الأديان وأنّ هناك رباً واحداً فقط.<br />
<br />
<b>يبدو وكأن فكرتك لا تناسب الوقت المعاصر، فما هي نظرتك للفصل بين الرجل والمرأة في مجتمعنا الحالي؟</b><br />
<br />
سليم رائد: عدد من يعتنقون الإسلام في ازدياد، وغالبيتهم من النساء، اللواتي يرتدين الحجاب طوعاً ولا يتعرضن لأي اضطهاد.<br />
إن الفصل بين الجنسين هو جزء من عقيدتنا والإسلام هو جزء من ألمانيا. لذلك يمكنك توفير هذا السؤال.<br />
<br />
<b>لكن الإسلام يمرّ بتغيرات، وفي بعض الدول العربية تكافح النساء ضد الفصل الكامل بين المرأة والرجل...</b><br />
<br />
سليم رائد: الإسلام لن يتغير والمبادئ ستظل كما هي والنساء سيحتفظن بالحجاب حتى بعد ألف عام. نحن مقتنعون بأن الإسلام هو الدين الحق وأن الكمال لله.<br />
لذلك، فإن الدين الذي أرسله الله هدية لنا كامل أيضاً، وبالتالي فإنه سيظل باقياً طوال الدهر.<br />
<br />
<b>كيف ترى الإقبال على موقعك؟</b><br />
<br />
سليم رائد: في الأيام الأولى من انطلاق الموقع سجلنا ألفي تصفح للموقع. كما أن الإخوة والأخوات متحمسون لهذه الفكرة.<br />
ويقوم الكثيرون بتوجيه الشكر شخصياً عبر الاتصالات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني.<br />
<br />
<b>هل تم انتقادك بسبب فكرة "التاكسي الإسلامي"؟</b><br />
<br />
سليم رائد: بالطبع. لكنني كنت مستعداً منذ البداية لهذه الانتقادات. الانتقاد لا يعني بالضرورة أنك ترتكب خطأ ما.<br />
هل تعتقدين أن ألبرت آينشتاين لم يتعرض للانتقاد قط؟ طالما بقيت الانتقادات لفظية، فإن كل شخص حرّ فيما يفكر.<br />
<br />
<br />
<i>حاورته: تشيدام أكيول</i><br />
<i>ترجمة: ياسر أبو معيلق</i><br />
<i>تحرير: علي المخلافي</i><br />
<i>حقوق النشر: تاغيستسايتونغ/ قنطرة 2013</i><br />
<h3>
مواضيع ذات صلة</h3>
<br /></div>
مدونة الشيخ علي خازمhttp://www.blogger.com/profile/03584620799898212353noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2060794768737324791.post-83207920970736180902013-05-31T07:38:00.001+03:002013-05-31T07:39:32.869+03:00وجهات نظر | الإسلام والغرب | Al Ittihad Newspaper - جريدة الاتحاد<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<a href="http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=72787">وجهات نظر | الإسلام والغرب | Al Ittihad Newspaper - جريدة الاتحاد</a><br />
<table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" style="width: 609px;"><tbody>
<tr><td align="right" class="paddingtop lineheight justified borderbottom" dir="rtl" valign="top"><h4 class="margintop marginbottom">
<b>لإسلام والغرب</b></h4>
<h6 class="margintopnumber marginbottom">
تاريخ النشر: الجمعة 31 مايو 2013</h6>
يعود التفاعل بين العالم الإسلامي والغرب إلى قرون خلت، ورغم أن نقاط الاختلاف بين الطرفين معروفة، فإن فترات تعايشهما المشترك لم تكن شيئاً غير عادي على مر التاريخ. وقد جاء عصر الثورة في تكنولوجيا الاتصالات ليتيح تصويب الانتقادات وتصحيح الصور النمطية المتبادلة. ويناقش الكتاب الذي نعرضه هنا، وعنوانه «الإسلام والغرب... حوار حضاري»، الكيفية التي تطورت بها العلاقات بين الغرب والعالم الإسلامي، ويركز على أن المصالح المشتركة تلتقي وتتباعد، وكذلك احتمالات التعايش السلمي المشترك. والكتاب يضم أوراق الندوة التي نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في مايو 2011، وشارك فيها خبراء ومفكرون بارزون، منهم إغناطيوس غوتيريث دي تيران الذي يتناول «النموذج الأندلسي وسبل توظيفه لتفعيل الحوار الإسلامي المسيحي الحديث». وفي رأيه أن البحث في الحضارة الأندلسية يوفر وسيلة لتعزيز جهود التقارب بين المجتمعات الإسلامية في الشرق والمسيحية في الغرب. فقد ازدهرت الحضارة الأندلسية في شبه الجزيرة الإيبيرية منذ قرون، وربما أمكن استخدام نموذجها العام في العديد من الحالات، بما في ذلك وضع الإطار النظري والعملي لمبادئ هذا الحوار ومحتواه وأهدافه.<br />
<br />
<div class="mainpic1">
<table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" style="width: 310px;"><tbody>
<tr> <td valign="top"></td> </tr>
<tr> <td align="center" class="vbanner2" valign="middle"></td> </tr>
<tr> <td valign="bottom"></td> </tr>
</tbody></table>
</div>
وتحت عنوان «رؤى المسلمين لمواقف الغرب من وحدتهم وأثرها في علاقاتهم به من الدولة العثمانية إلى منظمة المؤتمر الإسلامي»، يناقش أحمد علي سالم، أثر وجهات النظر الإسلامية في مواقف الغرب حيال الوحدة الإسلامية، ويبرز أهم تصورات المسلمين حول الغرب في ارتباطها بأربع محطات في التفاعل التاريخي بين الجانبين؛ أولاها استغلال القوى الغربية للامتيازات التجارية التي منحتها الدولة العثمانية لرعايا بعض الدول الأوروبية، والثانية هي الاستعمار الغربي لبلاد المسلمين، والثالثة هي اتهام الغرب بمنع إقامة الخلافة بعد سقوط الدولة العثمانية، أما الرابعة فهي اتهام تلك القوى بإعاقة وحدة البلاد الإسلامية الخاضعة للاستعمار ومنع التقارب بين حكوماتها المستقلة حديثاً.أما حسن حنفي، فيناقش رؤية الغرب حيال الإسلام، موضحاً أن العديد من الأحكام التي أصدرها الغرب عن الحضارة الإسلامية جاءت من منظور صراعي، وقد انعكست في الاستشراق التقليدي والعلوم الاجتماعية الغربية المعاصرة. كما يتناول حنفي الغزو الثقافي الغربي الذي أدى إلى تقسيم الدول والمجتمعات، كما انقسمت الثقافات الوطنية إلى اتجاهين: اتجاه يدافع عن الحداثة وآخر يدافع عن التقليد.<br />
وفيما يخص «وسائل الإعلام الغربية من وجهة نظر العالم الإسلامي»، يشدد صالح محمد النصيرات على أهمية الإعلام، باعتباره الوسيلة الأكثر تأثيراً في الأفراد والمجتمعات والدول. ولذلك فقد تنبهت الدول العظمى منذ وقت مبكر جداً إلى أهمية وسائل الإعلام في تحقيق أهدافها، فخصت مناطق بعينها، ومنها المنطقة العربية، ببثِّ ما ترى أنه مفيد لتحقيق سياساتها وإيصال رسالتها. وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، أصبحت المعركة بين القوى الغربية وقوى التشدد الإسلامي معركة إعلامية بامتياز، فاستخدم المتشددون الإنترنت للوصول إلى مناصريهم، وكان الرد الغربي بتأسيس شبكات إخبارية غربية جديدة.<br />
ورغم ذلك توضح ميلاني مكاليستر في ورقتها البحثية حول «مفاهيم وسائل الإعلام وتصوراتها الخاطئة»، أن الأفلام الحديثة والتلفزيون ووسائل الإعلام الإخبارية والأدب والثقافة المرئية، تقدم تصورات متنوعة حول الشرق الأوسط، وإن كان من الواضح أنها لا تصب دائماً في مصلحة الإسلام، ثم تتساءل: كيف تعمل التصورات حول الإسلام في الولايات المتحدة؟ ولأي هدف؟<br />
وتحت عنوان «المواطنة الثقافية والتكامل وتمثيل الأقليات المسلمة»، يوضح مصطفى بيومي كيف أن المسلمين الذين يعيشون في الغرب وجدوا أن ولاءهم للدول التي يعيشون فيها أصبح موضع تساؤل منذ هجمات 11 سبتمبر. ولم ينحصر الأمر في التساؤلات حول حقوقهم الشرعية كمواطنين فحسب، بل إن قدرتهم الجماعية ورغبتهم في الاندماج أصبحت موضع شك أيضاً. ويتساءل نادر هاشمي: «لماذا تعد فلسطين المحور الرئيسي في حل إشكالية العلاقة بين الإسلام والغرب؟»، ليتناول قضية الصورة النمطية «البغيضة»، مبيناً كيف أن مجموعة كبيرة ذات رأي مؤثر، اعتقدت -بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر- أن أساس الصراع بين الإسلام والغرب هو الصدام الجذري بين القيم الأساسية لكل من الجانبين، فيما يساور المسلمين قلق عميق حيال جوانب من السياسات الخارجية للدول الغربية الرئيسية، كونها سياسات معادية لحقوق الشعب الفلسطيني.<br />
وحول «المجتمع المدني والحوار بعد 11 سبتمبر»، تنظر ريم سبيلهاوس إلى تطور الارتياب وعدم الثقة بين المسلمين والغرب منذ عام 2001 الذي شكل لحظة مفصلية، حيث تحول التركيز على المهاجرين المسلمين وأحفادهم إلى تحقيقات حول الإسلام وقضايا سياسية لاحقة.<br />
وأخيراً يلقي عبدالعزيز الجبوري نظرة على «آفاق التعايش بين الأمم وإشكاليته»، ليوضح كيف أن تأثير العولمة اجتاح الأوساط السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وحتى السلوكية والأخلاقية، وكيف أنها شملت النظم الحياتية للأفراد والجماعات والمجتمعات الإنسانية كافة.<br />
محمد ولد المنى<br />
---------<br />
الكتاب: الإسلام والغرب.... حوار حضاري<br />
المؤلفون: جماعة<br />
الناشر: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية<br />
تاريخ النشر: 2013</td> </tr>
<tr> <td align="right" class="borderbottom" valign="middle"><table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" style="width: 100%px;"><tbody>
<tr> </tr>
</tbody></table>
</td></tr>
</tbody></table>
<div style="background-color: white; border: medium none; color: black; overflow: hidden; text-align: left; text-decoration: none;">
<br />
اقرأ المزيد : <a href="http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=72787#ixzz2UqG6dPNW" style="color: #003399;">وجهات نظر | الإسلام والغرب | Al Ittihad Newspaper - جريدة الاتحاد</a> <a href="http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=72787#ixzz2UqG6dPNW" style="color: #003399;">http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=72787#ixzz2UqG6dPNW</a></div>
</div>
مدونة الشيخ علي خازمhttp://www.blogger.com/profile/03584620799898212353noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2060794768737324791.post-23025482341732318772013-05-31T07:15:00.001+03:002013-05-31T07:31:27.211+03:003336 سؤالاً في كتب التربية الإسلامية.. ما الفائدة منها؟! - (5) | جريدة القبس<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<a href="http://www.alqabas.com.kw/node/768914">3336 سؤالاً في كتب التربية الإسلامية.. ما الفائدة منها؟! - (5) | جريدة القبس</a><br />
التربية الإسلامية في الكويت<br />
<br />
<div class="block-title-left">
<div class="block-title-right">
<h1 class="title">
3336 سؤالاً في كتب التربية الإسلامية.. ما الفائدة منها؟! - (5)</h1>
</div>
</div>
<div class="node-top row nested" id="node-top">
<div class="node-top-inner inner" id="node-top-inner">
<div class="block block-views odd block-first block-last ep-grid24-7" id="block-views-articleimages-block_1">
<div class="inner">
<div class="content">
<div class="view view-articleimages view-id-articleimages view-display-id-block_1 view-dom-id-1">
<div class="view-content">
<div class="views-row views-row-1 views-row-odd views-row-first">
<div class="views-field-field-original-image-fid">
<span class="field-content"><a class="lightbox-processed" href="http://www.alqabas.com.kw/sites/default/files/article/original/2013/05/29/455607.jpg" rel="lightbox[field_original_image][<br /><br /><a href="/node/768914" id="node_link_text" class="active">View Image Details</a>]"><img alt="" height="156" src="http://www.alqabas.com.kw:82//sites/default/files/imagecache/original_image/article/original/2013/05/29/455607.jpg" title="" width="250" /></a> </span> </div>
</div>
<div class="views-row views-row-2 views-row-even">
<div class="views-field-field-original-image-fid">
<span class="field-content"><a class="lightbox-processed" href="http://www.alqabas.com.kw/sites/default/files/article/original/2013/05/29/455611.jpg" rel="lightbox[field_original_image][<br /><br /><a href="/node/768914" id="node_link_text" class="active">View Image Details</a>]"><img alt="" height="82" src="http://www.alqabas.com.kw:82//sites/default/files/imagecache/original_image/article/original/2013/05/29/455611.jpg" title="" width="250" /></a> </span> </div>
</div>
<div class="views-row views-row-3 views-row-odd views-row-last">
<div class="views-field-field-original-image-fid">
<span class="field-content"><a class="lightbox-processed" href="http://www.alqabas.com.kw/sites/default/files/article/original/2013/05/29/455612.jpg" rel="lightbox[field_original_image][<br /><br /><a href="/node/768914" id="node_link_text" class="active">View Image Details</a>]"><img alt="" height="138" src="http://www.alqabas.com.kw:82//sites/default/files/imagecache/original_image/article/original/2013/05/29/455612.jpg" title="" width="250" /></a> </span> </div>
</div>
</div>
</div>
</div>
</div>
</div>
</div>
</div>
<div class="nodecreateddate" style="font-size: 17px; margin: 7px 0pt;">
تم النشر في 2013/05/29 </div>
<div class="field field-type-text field-field-articlesource">
<div class="field-items">
<div class="field-item odd">
إعداد د. فوزي أيوب - (باحث تربوي أستاذ في الجامعة اللبنانية) </div>
</div>
</div>
في إطار الدراسات العلمية التي قدمتها القبس حول التعليم في الكويت: الخلل في المناهج (2002)، المناهج الكويتية أمام ساعة الحقيقة (2003)، التعليم في أزمة (2012)، المعلم في الكويت: واقعه.. إعداده.. دوره، (يناير2013)، تواصل حلقات دراستها العلمية الموسعة، لقناعتها بأن أي إصلاح حقيقي، وتنمية مستدامة، يبدآن من التعليم ويستندان إليه. وفي الحلقة الجديدة من الدراسة الموسعة، تتناول القبس مناهج التربية الإسلامية في الكويت. بعدما تناولت مناهج الاجتماعيات، واللغة العربية.<br />
يعتمد تقويم التحصيل التعليمي للتلاميذ في مقرر دراسي معين، بشكل أساسي، على مدى نجاحهم في الإجابة عن أسئلة متعددة الأنواع (شكل السؤال) والمستويات (المستوى الفكري للسؤال).<br />
لذلك ليس من المبالغة القول إن السؤال هو لب عملية التقويم التربوي، وهو العنصر الذي يكشف عن مدى التعمق في المادة الدراسية، ومدى صعوبة المضمون الدراسي وملاءمته لقدرة المتعلم الذهنية، ولكي يكون السؤال مجدياً فلا بد أن تتوافر له شروط خاصة، بعضها يطول شكل السؤال وصياغته اللغوية ووضوحه والمطلوب فيه، وبعضها يطول المستوى الفكري للسؤال وملاءمته لأعمار التلاميذ وصحة مضمونه العلمي.. الخ.<br />
في تقويمنا للأسئلة الواردة في دروس التربية الإسلامية في الكويت نلتفت خصوصاً إلى معيار شمولية الأسئلة، أي توافر عدد كافٍ منها، وإلى التوازن بين أنماط الأسئلة أو أشكالها، إضافة إلى المستوى الفكري الذي تصدر عنه الإجابة الصحيحة عن السؤال، وإلى طبيعة المضمون التربوي للأسئلة وابتعاده عن مناحي الخلل المتنوعة. فإلى أي مدى تلتزم أسئلة مقرر التربية الإسلامية في الكويت بالمعايير التربوية المذكورة؟<br />
قبل ذلك نشير إلى انه بالنظر إلى ضخامة كمية الأسئلة المطروحة في الكتب، فقد اكتفينا بعيِّنة منها - على سبيل النموذج.<br />
تضم كتب التربية الإسلامية في الصف الثاني الابتدائي (ك 57) وفي الصف الثاني المتوسط أو الصف السابع (ك 66 + ك 67) والصف الثاني الثانوي أو الصف الحادي عشر (ك 72) الأسئلة - موضوع البحث.<br />
أ - أنماط الأسئلة وتوازنها<br />
بعد قراءة أسئلة عينة الكتب المختارة وفحصها بدقة، أمكن توصيف أنواع الأسئلة (أنماطها) وفق ما يظهر من خلال الجدول رقم 1 .<br />
يشير الجدول إلى أن العينة المختارة لكتب التربية الإسلامية (ثلاثة صفوف دراسية) تشتمل على 834 سؤالا، وهذا يعني أن حجم الأسئلة المطروحة كبير، بل وزائد في بعض الحالات. ووفق هذا المعدل، فإن الحجم النهائي لأسئلة التربية الإسلامية في كل الكتب والسنوات الدراسية هو افتراضيا 3336 سؤالا، ولاشك في أن تلميذا يجيب إجابة صحيحة عن هذا الكم من الأسئلة سيكون ملما بتفاصيل ومفاهيم التربية الإسلامية إلى حد بعيد.<br />
ومن حيث نوع السؤال في كتب العينة المختارة، فإن حوالي نصف الأسئلة المطروحة هو من نوع سؤال المقال الذي يتطلب إجابة كتابية قصيرة، أو وسط، أو طويلة تبعاً لحجم الإجابة المطلوبة. فالجدول يبين أن 47% من أسئلة التربية الإسلامية هي أسئلة مقال يقع معظمها في خانة المقال القصير (%35 من مجمع الأسئلة) مقابل %10 لأسئلة المقال الوسط، و2% فقط لأسئلة المقال الطويل الذي تتطلب الإجابة عنه صفحة وما فوق.<br />
ومن أسئلة المقال القصير ما جاء في كتاب الصف الثاني الابتدائي: أنظر إلى هذه الصورة، ووصف الموقف الذي تعبرِّ عنه (ك 58 – ص 59 – س 1)، أو ما جاء في كتاب الصف الثاني المتوسط:<br />
بيِّن الحكم الشرعي لمن أنكر شيئا من الغيبيات التي أخبر بها الشرع مع التحليل (ك 66 – ص 22 – س 3).<br />
أما أسئلة المقال المتوسط الحجم فقد بلغت 10% من مجموع الأسئلة ويقع السؤال الواحد منها في حدود صفحة واحدة، ومن أمثلتها ما يأتي: أثبت بالدليل العقلي أن القرآن الكريم من وحي الله تعالى (ك 66 – ص 61 – س 4). أما أسئلة المقال الطويل، التي تتطلب الإجابة عنها أكثر من صفحة، فلم تتجاوز %2 من مجموع الأسئلة وهي لا تظهر إلا في التعليم الثانوي. ومن الأمثلة عليها ما يلي: «أذكر الفرق بين الثابت والمتغير، موضحا أساليب أعوان التغريب في مواجهة الثوابت الأصيلة والدافع وراء محاولاتهم، والنتائج المترتبة عليها» (ك 72 – ص 104 – س2). وبالنسبة للأسئلة الموضوعية التي تتطلب إجابات دقيقة وموجزة فقد بلغت نسبتها %29 من مجموع أسئلة التربية الإسلامية.<br />
وجاءت أسئلة الصواب والخطأ في طليعة الأسئلة الموضوعية مع نسبة %14 من إجمالي الأسئلة. ومن نماذج الصواب والخطأ ما يلي: ضع علامة (✓) مقابل العبارة الصحيحة في ما يلي:<br />
- أكد الإسلام حرية الاعتقاد ( )<br />
- لم يقرر الإسلام حرية التعبير ( )<br />
- الإسلام دعا إلى الانتفاع بما في الأرض من ثروة (ك 72 – ص 76 – س ب).<br />
بعد أسئلة الصواب والخطأ، التي هي الأساس في الأسئلة الموضوعية، تأتي أسئلة التكميل وملء الفراغ التي تستقطب 6% من إجمالي الأسئلة، وتسير وفق النموذج التالي: وملء الفراغات الآتية: أول من آمن بالنبي (صلى الله عليه وسلم) من النساء........... ومن الرجال ........... ومن الصبيان........... (ك 67 – ص 69 – س1).<br />
أسئلة الاختيار<br />
وفي المرتبة الثالثة بعد أسئلة الصواب وملء الفراغ يأتي سؤال الاختيار بين إجابات متعددة، ومن الأمثلة على هذا النمط من الأسئلة ما جاء في كتاب الصف الثاني الابتدائي (ك 57 – ص 25 – س ا):<br />
- ضع دائرة حول كل أسم من أسماء القرآن الكريم:<br />
الذكر- الكتاب - العلم - النعيم - الفرقان.<br />
تكثر أسئلة الاختيار من متعدد في المرحلة الابتدائية إذ تبلغ نسبتها %20 من أسئلة كتاب الصف الثاني الابتدائي مقابل ما نسبته %2 فقط في التعليم المتوسط والثانوي وهذا أمر طبيعي لأن سؤال الاختيار يتصف بالسهولة ويلائم التلميذ الصغير عادة.<br />
وفي المرتبة الرابعة من حيث قوة الحضور في الأسئلة الموضوعية نجد سؤال الربط أو المطابقة (%3 من الأسئلة) وهو، كسؤال الاختيار من متعدد، يظهر أساسا في التعليم الابتدائي ويتراجع بعد ذلك (راجع الجدول). ومن نماذج سؤال المطابقة، ما جاء في (ك 57 – ص 17) وفق ما يلي:<br />
- صل بين القائمتين «أ» و «ب» فيما يأتي:<br />
القائمة «أ»<br />
1 – الكلمة الطيبة تدخل صاحبها<br />
2 – الكلمة الخبيثة تدخل صاحبها<br />
القائمة «ب»<br />
النار<br />
الدار<br />
السوق<br />
الجنة<br />
وإلى جانب أسئلة المقال والأسئلة الموضوعية نقع على نمط ثالث هو عبارة عن تشكيلة متنوعة من الأسئلة التي تستقطب 23% من مجموع أسئلة التربية الإسلامية في الكويت وفي طليعتها أسئلة التحديد والتسمية التي هي عبارة عن جملة أو فقرة في الغالب. تبلغ نسبة أسئلة التحديد 18% من الأسئلة كلها وهي نسبة كبيرة كما نلاحظ. ويمكن اعتبار سؤال التحديد سؤال مقال وجيز أي انه مختصر جدا، وهذا النمط من الأسئلة له حضور في كل مراحل التعليم وهو يكثر في التعليم المتوسط أولاً ثم في الابتدائي، وبعد ذلك في الثانوي (راجع الجدول)، والأمثلة على سؤال التحديد كثيرة نذكر منها ما يأتي: حدد معنى الغيب لغة وشرعاً (ك 66ــ ص22).<br />
الأسئلة الشفوية<br />
بعد اسئلة التحديد تبرز الاسئلة الشفوية التي تشكل ما نسبته %30 من اسئلة التربية الاسلامية في العينة المختارة، وهي تتركز في دروس التعليم الابتدائي بشكل خاص، نظراً لاهمية المحادثة عند الولد وعدم قدرته على الكتابة الصحيحة في بداية التعليم الابتدائي، وحتى لو كانت الاسئلة الشفوية مطروحة في المرحلة المتوسطة والثانوية، فإن وجودها يساعد على التفاعل الحيوي بين التلاميذ والمعلم ويشجع التلميذ على روح المبادرة والمشاركة عندما يجيب شفوياً عن السؤال المطروح: أجب شفوياً عما يأتي: ما معنى «الله معنا»: (ك 57 ــ ص11 ــ س1).<br />
سؤال البحث<br />
وبين الانواع المتنوعة للاسئلة يبرز سؤال العمل البحثي الذي يتطلب نشاطا توثيقياً او عملاً ميدانياً يحتاجه تلميذ المرحلة الثانوية، وكذلك المتوسطة الى حد ما، ومن امثلة سؤال البحث ما يرد في (ك 27 ــ ص135 ــ ص7) وفق الآتي:<br />
ــــــ ارجع الى كتاب الاحوال الشخصية في التشريع الاسلامي للدكتور احمد الغندور للبحث عن الحقوق الآتية مع بيان معانيها والحكمة منها وادلة مشروعيتها (المهر ــ النفقة ــ تأديب الزوجة بالمعروف).<br />
غياب غير حميد<br />
بعد استعراض صورة انواع الاسئلة المستعملة في دروس التربية الاسلامية في الكويت، وتحديد ثقل كل نوع منها يمكن القول ان هناك توازناً محدوداً بين انماط الاسئلة مما يقتضي تعزيز حضور بعض اشكال السؤال وتقليل حضور اشكال اخرى.<br />
فمن الافضل تربوياً ان يكون حضور اسئلة المقال مساوياً لحضورالاسئلة الموضوعية، خاصة ان اسئلة التحديد والتسمية يمكن ان تدخل في نطاق الاسئلة المقالية، باعتبار التحديد شكلاً من المقال الوجيز (أو الشديد الاختصار)، ويقتضي التوازن الطبيعي لانماط الاسئلة ان تشكل اسئلة المقال ثلث الاسئلة وكذلك الاسئلة الموضوعية بينما يذهب الثلث الباقي للاسئلة التطبيقية (بحث، عمل ميداني، مقابلات...) وللاسئلة الشفهية.<br />
فالمناهج التربوية الحديثة تتجه صوب التركيز على الاسئلة العملية والبحثية والتطبيقية على اساس ربط العلم والتعليم بالواقع العملي، وبالحياة، بصورة عامة، وهو ما لا يبرز في نظام الاسئلة الخاص بمقررات التربية الاسلامية في الكويت، لان الاسئلة التطبيقية والنشاطات العملية تكاد تكون غائبة عن هذه المقررات.<br />
ب ــــ المستوى الفكري للاسئلة<br />
وجدنا ان تصنيف اسئلة التربية الاسلامية بحسب نوع السؤال او نمطه قد اظهر نتجية مقبولة بوجه عام، الا انها تشكو من بعض الثغرات الواضحة، فهل الامر يختلف عندما نقوم بتصنيف الاسئلة على اساس المستوى الفكري المطلوب للاجابة عنها؟ والمسألة الاساسية هنا تدور حول مدى قابلية الاسئلة المطروحة لتنمية قدرات التلميذ على الفهم والتطبيق والتحليل، بدل التركيز على تنمية قدراته على الحفظ والتذكر وتكرار المعلومات لديه.<br />
والمقصود بالمستوى الفكري للسؤال هو نوعية الجهد الفعلي الذي يجب على المتعلم ان يحركه او يستعمله للاجابة الصحيحة عن السؤال المطروح، وقد بات معروفاً في الاوساط التربوية في العالم ان سلم القدرات الفكرية المتدرجة عند الفرد، كما حددها بنيامين بلوم (Benjamin Bloom) صاحب نظرية تصنيف الاهداف التربوية (Taxonomie Of Educatiom Objectives) بتدرج وفق المستويات الذهنية التالية: (1 ).<br />
ـــــ مستوى حفظ المعلومات وتذكرها كأن يحفظ موجبات الافطار.<br />
ـــــ مستوى فهم المعلومات واستيعابها كأن يلخص التلميذ نصاً معينا.<br />
ـــــ مستوى التطبيق كأن يحدد التلميذ عملياً كيفية ازالة النجاسة عن الثياب او تأدية صلاة العصر في مسجد المدرسة.<br />
ـــــ مستوى التحليل كأن يستخلص التلميذ العوامل التي ساعدت على نصر المسلمين في معركة بدر، او يبين تأثيرات دخول خالد بن الوليد في الاسلام، والوجه المعاكس للتحليل (Analysis) هو التركيب او التوليف (Synthesis).<br />
ـــــ مستوى التقويم وهو يعني ابداء الرأي المعلل او اصدار حكم بناء على معطيات واضحة، كأن يقوّم التلميذ دور منظمة المؤتمر الاسلامي في خدمة قضايا المسلمين في العالم، وتدخل المقارنة بين امرين او ظاهرتين في اطار التقويم.<br />
ولتسليط الضوء على قضية المستوى الفكري لأسئلة التربية الاسلامية بصورة موضوعية كان لابد من استخراج المعطيات الكمية والنوعية الخاصة بمستوى الاسئلة وهو ما يتحقق من خلال الجدول الاحصائي رقم 2.<br />
حفظ المعلومة حرفياً<br />
يتبين من جدول المستوى الفكري للاسئلة ان هنالك سيطرة شبه كاملة لأسئلة الحفظ والتذكر على سائر المستويات الفكرية الاخرى للاسئلة، لأن هذا المستوى يظهر في %70 من اسئلة التربية الاسلامية وهو ما يشكل مقارنة لافتة للنظر وممتلئة بالدلالات التربوية. فسؤال الحفظ لا يتطلب جهداً فكرياً عميقاً من التلميذ، وهو يسير على المنوال التالي:<br />
- التوكل على الله هو.. ماذا تقول عند الخروج من البيت؟<br />
- وظيفة ميكائيل (عليه السلام) هي.. إلخ.<br />
فإذا كان المطلوب من التلاميذ في مقرر التربية الاسلامية تشغيل عقولهم بدرجة منخفضة جداً وقائمة على حفظ المعلومات فإن ذلك يدل على وجود مشكلة كبيرة في هذا المقرر طالما أن مؤلفي نصوص التربية الاسلامية يلحون على حشو عقل التلميذ بالمعلومات بدل ان يركزوا على تشغيل عقل التلميذ بصورة نشيطة أو عميقة.<br />
وفي أحيان كثيرة، نجد ان المؤلفين يريدون من التلميذ ان يحفظ المعلومة الدينية بصورة حرفية وكأن اي فكرة ذاتية قائمة على التساؤل والتحليل والمقارنة والتقويم هي فكرة مشبوهة أو غير مستحبة في احسن الاحوال، إن أي افكار صادرة عن المتعلم نفسه حول الموضوعات الدينية تصبح أفكاراً غير مفيدة ولا محل لها في قاموس المؤلفين، الذين يريدون عبارات وكلمات بعينها وحرفيتها عند الاجابة عن الاسئلة، وهو مايشير الى وجود نزعة تلقينية «ببغاوية» عند المؤلفين تظهر مراراً وتكراراً في الاسئلة الواردة في دروس التربية الاسلامية.<br />
ولعل مما يدعم النقد الذي نوجهه اننا لاحظنا وجود تشديد مستمر عند واضعي الاسئلة من المؤلفين على عدم ابداء التلميذ لأي رأي شخصي في معالجة اي موضوع او مسألة مطروحة أو سؤال.<br />
ومن الامثلة على ذلك ما يلي:<br />
1 – ارجع الى كتاب «حقوق المرأة في الزواج للشيخ محمد الغروي لإعداد بحث عن حكم المغالاة في المهور ( ك72 – س12).<br />
وتعليقنا على سؤال كهذا هو ان البحث بطبيعته عمل فكري استقصائي حر يعبِّر الباحث فيه عن شخصيته وقدرته الذهنية، فلماذا نحصر الطالب بمرجع معيَّن وشيخ معين للقيام ببحث عن موضوع المغالاة في المهور؟ لماذا لا نقول له ابحث في هذا الموضوع مستعيناً بما تيسر لك من مراجع ومصادر؟ لماذا لا نترك للطالب قليلاً من الحرية في البحث والتفكير، ونمنعه من التعمق في اي مسألة دينية مفضلين تقييده ضمن اطار محدد سلفاً، وغالباً ما لا يكون فيه شيء من التجديد او الرؤية المختلفة؟<br />
2 – للعلماء تعريفات لتوضيح الفرق بين القضاء والقدر، ناقش هذه العبارة في ضوء دراستك للموضوع مع استيعاب كل ما ورد في ذلك (ك72 – ص55 – س2)<br />
وتعليقنا على هذا السؤال هو انه سؤال يسعى واضعه الى تقييد الطالب الى اقصى حد ممكن لمنعه من ان يستعمل عقله بصورة حرة او مستقلة. فمن الممكن ان نطلب من الطالب مناقشة التعريفات الخاصة بالفرق بين القضاء والقدر، وعند ذلك يمكنه ان يرجع الى النص او الى مراجع اخرى، او الى الانترنت، او الى اشخاص من حوله، فلماذا نقيده دائماً بالنص ثم نزيد على ذلك بمطالبته «باستيعاب كل ماورد في ذلك» اي ان لا يخرج قيد انملة عن الدرس، وكأن درس التربية مقدس مثل النص القرآني؟<br />
3 – الجن له اقسام. ناقش هذه الحقيقة في ضوء دراستك (ك72 – ص25 – س5)<br />
فلماذا النقاش مشروط دائما بشيء آخر هو الدرس؟ ألا يمكن مناقشة المسألة المطروحة من خارج الدرس ايضاً؟! ماذا لو كانت عند الطالب الذي أصبح في المرحلة الثانوية نظرة اعمق الى الموضوع مستمدة من نصوص اخرى او من مصادره الخاصة؟ لماذا نطلب من التلميذ ان يناقش ولا نترك له الحرية في النقاش؟<br />
4 – وضِّح من خلال فهمك للدرس طرق استعمال الوقت بما هو نافع (ك66 – ص184).<br />
حتى التوضيح يجب أن يكون من خلال الدرس ولا يحق للتلميذ المسلم أن يتجاوز النصوص حتى من باب التوضيح. المؤلف لا يقبل من التلميذ أن يوضح كيفية الاستخدام النافع للوقت بناء على فهمه للموضوع، بل فقط من خلال ما هو مكتوب له في النص التعليمي.<br />
حفظ الإجابة<br />
إن منهجية طرح أسئلة التربية الإسلامية تشكو من جمود تربوي ملحوظ، كما يتضح من جدول المستويات الفكرية لهذه الأسئلة، فمن بين كل أربعة أسئلة مطروحة يتوجب على التلميذ أن يحفظ الإجابة في ثلاث حالات، وأن يفهم الموضوع في حالة واحدة لا أكثر، مما يشير إلى أن مادة التربية الإسلامية هي مادة تلقينية بامتياز، وأنها لا تخاطب عقل المتعلم الكويتي إلا في حدود ضيقة مركزة على المستوى الأدنى من تفكير التلميذ، ألا وهو مستوى حفظ المعلومات واسترجاعها عند الطلب. من جهة أخرى، لم يلتفت المؤلفون في هذه المادة الدراسية المهمة إلى أسئلة التطبيق والتحليل والتقويم التي تتطلب تشغيل المستويات العليا من التفكير إلا في حدود %4 فقط من مجموع الأسئلة ومستوياتها الفكرية. فلم يظهر الجانب التطبيقي العملي في الأسئلة إلا في %1 فقط من الأسئلة وفق ما يلي:<br />
ــــ اجمع صوراً تعبّر عن مظاهر حسن الخلق وألصقها (ك57 – ص81 – س4).<br />
أما أسئلة التحليل Analysis فلم تتجاوز %2 في مجموع الأسئلة، ومن الأمثلة عليها ما يلي:<br />
ــــ من خلال فهمك للدرس ضع خطة لبناء مستقبلك العلمي، مستعيناً بمراحل بناء الخطة (ك67 – ص141 – س3).<br />
كذلك لم تظهر أسئلة التقويم إلا سبع مرات (في أقل من %1 من الأسئلة) ومن أمثلة مستوى التقويم في السؤال ما يأتي:<br />
ــــ ما رأيك فيمن يذهبون إلى زيارة المريض في بيته من دون موعد مسبق؟ (ك57 – ص89 – س1).<br />
خلل في المنهجية<br />
إن هذا الخلل الواضح في منهجية طرح الأسئلة في مقرر التربية الإسلامية يشير إلى وجود أزمة في الوظيفة التربوية المرجوة من تعليم هذا المقرر، الذي يتحول في مضمونه إلى عملية تحفيظ دؤوبة للنصوص الدراسية من دون أي تفاعل من جانب المتعلم نفسه. وكأن المؤلفين ينظرون إليه بصفته وعاءً يملأونه بما يشاؤون من نصوص وأفكار وتوجهات.<br />
أين المشكلة؟<br />
ولا يعني نقدنا لطغيان أسئلة الحفظ في التربية الإسلامية أننا ضد كل شكل من أشكال حفظ المعلومات وتخزينها، فالتلميذ يحتاج إلى حد أدنى ضروري من المعلومات والمعارف المخزونة في ذاكرته قبل أن يتمكن من الفهم والتحليل والتطبيق والتقويم، ولكن المشكلة تبرز عندما تزيد نسبة الحفظ كثيراً على حساب المستويات الذهنية العليا، فالمتعلم لا يفهم موضوعاً معيناً من دون أن تكون لديه معلومات مسبقة عن هذا الموضوع، وهو لا يستطيع تطبيق ما يعرفه إلا إذا فهم ما يريد تطبيقه، ولا يستطيع أن يحلل ظاهرة قبل أن يكون قد فهمها نظرياً وعملياً، ولا يستطيع تقويم أمر أو عمل ما وإعطاء رأي أو حكم موضوعي بشأنه قبل أن يكون قد مر بالخطوات الأربع السابقة لمستوى التقويم.<br />
ورغم أهمية المعلومات والحفظ فإن من الخطأ المبالغة فيها وإشغال التلميذ بها، خصوصاً عندما يتطلب الأمر حفظ أجزاء من النص بصورة حرفية بدل التركيز على معنى النص ودلالته.<br />
وهكذا، فقد جاءت صياغة أسئلة التربية الإسلامية صياغة مغلقة في أحيان كثيرة بحيث تتطلب إجابات حرفية من الدرس ولا تتيح للتلميذ غير التسليم الأعمى بمضمون النص من دون الحاجة إلى تفكير معمق أو اجتهاد شخصي في الإجابة.<br />
إن سعي المؤلفين إلى تقييد المتعلم بحرفية النصوص والدروس يحول النص إلى غاية بحد ذاته، وهذا توجه متعارض مع التربية الحديثة التي تجعل من المتعلم محور العملية التربوية وتجعل من النص مجرد وسيلة لتنشيط التفكير ورفع مستواه عند المتعلمين. فكثير من الأسئلة لا يتطلب تشغيلاً فعلياً لذهن المتعلم من خلال البحث عن إجابة عن السؤال المطروح، بل إنه يشجع التلميذ على التسليم السلبي بكل شاردة وواردة في النص التعليمي، وقد لاحظنا أنه حتى في حالة أسئلة المناقشة لا توجد فرصة لنقاش حر أو حقيقي، لأن المطلوب إجابات حرفية من التلاميذ.<br />
ج- ملاحظات إضافية<br />
على أسئلة التربية الإسلامية<br />
إضافة إلى تقويم أنماط الأسئلة ومستوياتها الفكرية نتناول أيضاً. بعض المشكلات التي تشكو منها أسئلة التربية الإسلامية في الكويت بدءاً بمشكلة صعوبة السؤال ومروراً بمشكلات عدم الدقة وعدم الوضوح، وصولاً إلى مظاهر من الخلل في صياغة الأسئلة وإخراجها، مع الإشارة إلى أن هذه الملاحظات النقدية للأسئلة ليست شاملة، كما أنها تقتصر على العينة المختارة في كتب التربية الإسلامية في الكويت.<br />
خلاصة<br />
خلاصة القول هي إن مؤلفي كتب التربية الإسلامية في الكويت يلتزمون في الجانب الأكبر من النصوص بمعيار الدقة العلمية للمعلومات المطروحة على التلاميذ، وبما يكمله من معيار الموضوعية في معالجة الموضوعات والقضايا. غير أن هؤلاء المؤلفين يقعون - في جانب من النصوص - في فخ النزعة الذاتية في تناول موضوعات الدروس أو أجزاء منها تخص هذا المفهوم أو ذاك. وقد لاحظنا أن النزعة الذاتية المخالفة للروح العلمية الموضوعية تؤدي غالباً إلى نظرة سطحية لأمور مهمة لا يمكن تقديم إجابات بسيطة أو مجتزأة بشأنها.<br />
الهوامش<br />
(1) راجع كتاب «طرائق تدريس التربية الاسلامية واساليبها وتطبيقاتها العملية»، تأليف ناصر الخوالدة ويحيى عيد، دار حنين للنشر والتوزيع، مكتبة الفلاح، الاردن، 2001م، الصفحات 143ــ147.<br />
الحلقة السادسة :</div>
مدونة الشيخ علي خازمhttp://www.blogger.com/profile/03584620799898212353noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2060794768737324791.post-52413858702955305262013-05-31T07:12:00.002+03:002013-05-31T07:12:43.150+03:00قنطرة :: النقاش الدائر حول الشريعة والديموقراطية في أوروبا:هل الشريعة الإسلامية معادية للديموقراطية؟<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<h2>
<a href="http://ar.qantara.de/%D9%87%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D8%A9%D8%9F/17910c18549i1p/index.html" target="_blank"><strong class="headtitle">النقاش الدائر حول الشريعة والديموقراطية في أوروبا:</strong><span class="title">هل الشريعة الإسلامية معادية للديموقراطية؟</span></a></h2>
<div class="intro clearfix">
الشريعة هي جملة من القواعد والمعايير تحتمل تأويلات متنوعة قد تكون
داعمة أو معادية لمزيد من الديموقراطية. بيد أن الباحث الشهير بالدراسات
الإسلامية ماتياس روهه يرى في هذه المقالة أن الأحزاب الإسلامية ليست
بالضرورة معادية للديموقراطية.<br />
</div>
<br />
هل ستخيب كل الآمال إذا جرى في ليبيا من الآن فصاعدًا اعتبار
القوانين المتناقضة مع الشريعة الإسلامية لاغية وباطلة؟ تشير كل دساتير
العالم العربي والإسلامي تقريبًا إلى أنَّ الشريعة الإسلامية معيارُ صحة
القوانين. وقوانين العائلة والإرث في ليبيا تعتمد منذ فترةٍ طويلةٍ على
المناهج الأساسية للشريعة. إذًا، ما هي الشريعة الإسلامية بالضبط؟<br />
يجري
النظر إلى الشريعة الإسلامية في النقاش الغربي وكذلك من قِبَلِ العديد من
المسلمين على أنها نقيض نظام دولة القانون الديمقراطي. إلا أنَّ هذا أقل من
نصف الحقيقة، ففي المفهوم الواسع الذي يعتمده الكثير من المسلمين، تشمل
الشريعة مجمل النظام المعقـَد والمَرِن للغاية للمعايير الدينية الإسلامية
والتشريعية وتفسيراتها. تتضمن الشريعة طقوس الفرائض الدينية مثل الصلاة
والصيام، تمامًا كما تتضمن معايير قانونية. والقواعد القانونية تتعلق إلى
حد كبير بظروف الزمان والمكان التي تطبق بها ولذلك تحتاج إلى التأويل
المناسب. أي أنَّ الشريعة ليست بحال من الأحوال كتاب قانون ثابت لا يتغير
نـُحتت جميع أحكامه في الحجر.<br />
قلة قليلة جدًا من الأحكام تتناقض
بشكل صارخ مع حقوق الإنسان، مثل العقوبات البدنية القاسية أو عدم المساواة
في التعامل مع الجنسين ومع الأديان، تمامًا كما كان الأمر على مدى فترة
طويلة في أوروبا أيضًا. أما الإعلان في ليبيا عن النية في اعتماد قطاعٍ
مالي ذي توجهاتٍ إسلاميةٍ فهو في المقابل أمرٌ عاديٌ جدًا. لا بل وأنَّ منع
المضاربة المالية كما ينص عليه القانون الإسلامي قد لقي المديح في صحيفة
أوسرفاتوري رومانو وهي صحيفة الفاتيكان اليومية بمنأى عن أي اشتباه
بالارتباط بالإسلاموية.<br />
<strong>ممارسات خاطئة</strong><br />
<strong> <span class="img imgcenter" style="width: 435px;"><img alt="الإخوان المسلمون في مصر الصورة د ب ا" height="290" src="http://ar.qantara.de/files/17910/17586/4edc5c0158250__Ikhwan-F_hrer_Essam_El-Erian_dpa.jpg" title="الإخوان المسلمون في مصر الصورة د ب ا" width="435" /><br /><span class="imagetext">"تلقى
الأحزاب ذات التوجه الإسلامي إقبالاً واسعًا في الانتخابات الديمقراطية.
وتستمد جاذبيتها في الأحياء الفقيرة والمناطق الريفية على وجه الخصوص من
نشاطاتها الاجتماعية ومن سمعتها المميزة بعدم انخراطها بالفساد"</span></span> </strong><br />
على
نقيض الممارسات المناهضة للديمقراطية والمنافية لحقوق الإنسان مثل ما يحدث
في المملكة العربية السعودية أو إيران هناك تفسيراتٌ أخرى تريد الدفع
باتجاه الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان على أساس الشريعة الإسلامية
بالذات، فبهذا الأسلوب جرى مثلاً منع تعدد الزوجات في تونس في عام 1956،
حيث اعتـُمدت قراءة جديدة للمقاطع القرآنية المتناقضة في هذا السياق. كما
وضع المغرب في عام 2004 موافقة الزوجة الأولى شرطًا موجبًا على الأقل.<br />
في
ليبيا يجري تسهيل إمكانية تعدد الزوجات الموجودة أصلاً وذلك من خلال إلغاء
شرط موافقة الزوجة الأولى، ما يُعدُّ تراجعًا مثيرًا للجدل وتنازلاً
للاتجاهات الإسلاموية. إلى أين المآل إذًا في شمال أفريقيا؟ لا أحد يعرف
الجواب على وجه اليقين حاليًا؟<br />
تلقى الأحزاب ذات التوجه الإسلامي
إقبالاً واسعًا في الانتخابات الديمقراطية. وتستمد جاذبيتها في الأحياء
الفقيرة والمناطق الريفية على وجه الخصوص من نشاطاتها الاجتماعية ومن
سمعتها المميزة بعدم انخراطها بالفساد. وتنشأ صراعات سياسية شديدة بين
الأحزاب ذات التوجُّه العلماني الشديد والأحزاب ذات الميول الدينية
المتشددة، وعلى الأخص بين المتدينين المتطرفين مثل السلفيين من جهة
والمتدينين الذين يسعون للديمقراطية ولدولة القانون من جهة أخرى.<br />
<strong>حزب العدالة والتنمية التركي نموذجًا</strong><br />
<span class="img imgright" style="width: 274px;"><img alt="إردوغان الصورة د ب ا" height="200" src="http://ar.qantara.de/files/17910/17586/4edc5c01885cf_Erdogan_und_die_AKP_dpa.jpg" title="إردوغان الصورة د ب ا" width="274" /><br /><span class="imagetext">"حزب
العدالة والتنمية التركي وعلى الرغم من بعض النكسات في السنوات الأخيرة
استطاع في فترة حكمه أن يقدِّم لحماية حقوق الإنسان أكثر بكثير مما قدَّمه
الأتتوركيون الذين ادعوا العلمانية والاعتدال طوال عقود"</span></span>
هكذا يمكن الاستناد إلى "الشريعة" أيضًا لمنع التعذيب ومحاربة الفساد
واستبداد الدولة بالمواطنين. جماعة الأخوان المسلمين في مصر تضع الشريعة في
برنامجها على قدم المساواة مع الديمقراطية وعلى نقيض الدولة الدينية أو
الحكم العسكري. هذا موجودٌ فقط على الورق مبدئيًا. من ناحية أخرى، تتخذ
الأحزاب الدينية الكبيرة في شمال أفريقيا حاضرًا حزب العدالة والتنمية
التركي نموذجًا لها، فهذا الحزب وعلى الرغم من بعض النكسات في السنوات
الأخيرة استطاع في فترة حكمه أن يقدِّم لحماية حقوق الإنسان أكثر بكثير مما
قدَّمه الأتتوركيون الذين ادعوا العلمانية والاعتدال طوال عقود. يرى حزب
العدالة والتنمية التركي نفسه اليوم على أنه الشبيه الإسلامي لحزب الاتحاد
الديمقراطي المسيحي في ألمانيا.<br />
يكمن وراء هذا صراعٌ اجتماعيٌ
أيضًا، فهناك النخب العلمانية في العاصمة التي تناهض قوى ذات توجهات دينية
تتمثل في البرجوازية الصغيرة الناشئة والفقراء. كانت هناك دكتاتوريات تبدي
الاعتدال ظاهريًا وتبرر تغاضيها المقصود عن انتهاكات حقوق الإنسان بالخوف
من أصحاب التوجهات الدينية. بينما ضيَّعت دول القانون الديمقراطية في هذا
العالم الكثير من مصداقيتها من خلال تحالفاتها مع هذه الدكتاتوريات على مدى
عقود من الزمن. ولذلك لا يمكن قيام إصلاحات على أسس سليمة إلا من الداخل.
ومشورة الخارج لا تفيد إلا إنْ طـُلبت من الداخل.<br />
الكثير من الدلائل
الحالية تشير إلى توافق واسع في ترسيخ آليات ديمقراطية وحريات مثل حرية
التعبير وحرية الصحافة والحماية من تعسّف الدولة حتى من خلال النظام القمعي
الذي ما زال سائدًا (في مصر أيضًا). كما تتضمن جداول الأعمال تحسين وضع
الفقراء الاجتماعي وحقوق الأطفال وتوفير التعليم وما إلى ذلك.<br />
<strong>آفاق مريبة في القانون المدني</strong><br />
ما
يدعو أكثر للريبة هي آفاق حقوق المرأة في القانون المدني ودور الدين في
الفضاء العام. ولكن على الأقل لا يريد المنتصرون في الانتخابات التونسية
بحسب تصريحاتهم أنْ يمسّوا الحقوق الواسعة للمرأة في تونس. بينما لم تبرز
خطوات تقدُّم أخرى بعد. أما نقد الدين بالمقاييس الأوروبية فما زال غير
ممكنٍ أو خطيرًا على أية حال. الجدير بالملاحظة هنا أيضًا أنَّ نائب رئيس
جماعة الأخوان المسلمين مسيحي. وفي البرنامج السياسي يجري تسليط الضوء على
مساهمة المسيحيين في إرساء قواعد القيم المشتركة، وهذا جديد ويتجاوز مجرّد
التسامح المعهود في الموقف التقليدي بأشواط. زد على ذلك أنَّ جموع الناس في
مصر لم تخرج إلى الشارع لأنها متدينة بل ببساطة لأنها مصرية.<br />
<span class="img imgleft" style="width: 200px;"><img alt="ماتياس روه" height="200" src="http://ar.qantara.de/files/17910/17586/4edc5c01b71c1_athias_Rohe_Uni_Erlangen.jpg" title="ماتياس روه" width="200" /><br /><span class="imagetext">ماتياس روهه أستاذ القانون المدني والقانون الدولي الخاص. وهو يدير مركز إرلانغن للإسلام والقانون في أوروبا.</span></span>
إلا أن من يريد تجاوز حدود النخب العلمانية الليبرالية والتأثير على
قطاعات واسعة من الشعب سيصعب عليه عدم الاستناد إلى الثقافة الإسلامية
والشريعة الإسلامية. لذلك يدعوا المناضلون المسلمون السابقون من أجل حقوق
الإنسان مثل شيرين عبادي ونصر حامد أبو زيد لترجمة حضارية لحقوق الإنسان
إلى لغة تقاليد التفكير السائدة، جاعلين منها أمرًا "خاصًا" لا مستوردًا.<br />
ليست
الشريعة الإسلامية بحد ذاتها هي الكارثة المناخية التي تهدد الربيع العربي
فعليًا إنما المزيد من زعزعة الاستقرار في المجالين الاقتصادي والاجتماعي.
وهنا يمكن لأوروبا أن تساعد بشكل فعال يتجاوز المشورة الرخيصة، وذلك من
خلال فتح الأسواق الأوروبية أمام بضائع تلك البلدان والاستثمار المستدام
هناك.<br />
<br />
<em>ماتياس روهه</em><br /><em>ترجمة: يوسف حجازي</em><br /><em>مراجعة: هشام العدم</em><br />
<em>حقوق النشر: قنطرة 2011</em><br />
<em>ماتياس
روهه أستاذ القانون المدني والقانون الدولي الخاص. وهو يدير مركز إرلانغن
للإسلام والقانون في أوروبا. يمكن الإطلاع على الملاحظات على النص في كتابه
"الشريعة الإسلامية. الماضي والحاضر"، الطبعة الثالثة ، الصادر عام 2011
عن دار س. هـ. بِك. "Islamisches Recht. Geschichte und Gegenwart", 3.
Aufl., 2011 (C. H. Beck)</em></div>
مدونة الشيخ علي خازمhttp://www.blogger.com/profile/03584620799898212353noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2060794768737324791.post-92133042377961953392013-05-29T09:16:00.001+03:002013-05-29T09:18:04.024+03:00فلسفة التربية والتعليم عند الحكماء وفي المراكز الأكاديمية المعاصرة (1-8) | أخبار البديل<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<a href="http://elbadil.com/window-on-awareness/2013/05/28/153086">فلسفة التربية والتعليم عند الحكماء وفي المراكز الأكاديمية المعاصرة (1-8) | أخبار البديل</a><br />
<h1 class="title gutter ">
فلسفة التربية والتعليم عند الحكماء وفي المراكز الأكاديمية المعاصرة (1-8)</h1>
<div class="field field-name-share-bottons field-type-ds field-label-hidden">
<div class="field-items">
<div class="field-item even">
<div id="flyingDiv">
<div class="addthis_toolbox addthis_default_style">
<a class="atc_s addthis_button_compact" href="http://www.blogger.com/null"></a> </div>
</div>
</div>
</div>
</div>
<div class="field field-name-post-date field-type-ds field-label-hidden">
<div class="field-items">
<div class="field-item even">
الثلاثاء 28 مايو 2013 - 03:32 م</div>
</div>
</div>
<div class="field field-name-field-main-media field-type-file field-label-hidden">
<div class="field-items">
<div class="field-item even">
<div class="file file-image file-image-jpeg" id="file-193549">
<h2 class="element-invisible">
</h2>
<div class="content">
</div>
</div>
</div>
</div>
</div>
<div class="field field-name-field-written-by field-type-taxonomy-term-reference field-label-inline clearfix">
<div class="field-label">
كتب: </div>
<div class="field-items">
<div class="field-item even">
<a href="http://elbadil.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%AF%D8%A7%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B5%D8%AF%D9%82%D9%8A">د.احمد صدقي</a></div>
</div>
</div>
<div class="field field-name-body field-type-text-with-summary field-label-hidden">
<div class="field-items">
<div class="field-item even">
<div dir="RTL">
مقدمة</div>
<div dir="RTL">
يدور البحث حول بيان فلسفة التعليم والتربية عند الحكماء العقليين الإلهيين الذين اعتمدوا على المنهج العقلي البرهاني الميتافيزيقي في تحقيق بحوثهم الفلسفية والأيديولوجية، ومقارنته بالمنهج الأكاديمي المعاصر</div>
<div dir="RTL">
والهدف من تدوين البحث هو بيان مذهب الحكماء في التعليم والتربية، وهو المذهب الصحيح والواقعي في نظرنا؛ لأنه قائم على أساس المنهج العقلي البرهاني السليم، من أجل إحياءه من جديد، بعد أن تبنت المراكز العلمية الأكاديمية المعاصرة في البلدان العربية والإسلامية مذهبا آخر مباينا، بل مقابلا له في التربية والتعليم يقوم على أساس المنهج الحسي الذي فرضه علينا الغرب المادي.</div>
<div dir="RTL">
تتجلى أهمية هذا البحث في أن مسألة التربية والتعليم هي من أهم وظائف المجتمع البشري التي تتم بها فلسفة الاجتماع، والتي تقع في طريق استكمال الإنسان في هذه الحياة الدنيا، وفي صلاحها و فسادها صلاح المجتمع وفساده، حيث تُشكل عملية التربية والتعليم المنظومة العلمية والأخلاقية للإنسان، التي تنعكس بدورها على سلوكه على المستويين الفردي والاجتماعي، وتُعين مصيره في هذه الحياة وما بعدها.</div>
<div dir="RTL">
وسوف نستعرض مسائل هذا البحث في ستة فصول متتالية:</div>
<div dir="RTL">
الأول – بيان تميز المنهج العقلي عن سائر المناهج التحقيقية الأخرى، من حيث كونه المنهج التحقيقي الوحيد الموصل للواقع بنحو يقيني ثابت ومطلق</div>
<div dir="RTL">
الثاني – الرؤية الكونية للحكماء عن حقيقة الإنسان ومبدأه ومعاده</div>
<div dir="RTL">
الثالث – فلسفة التربية والتعليم عند الحكماء بناء على رؤيتهم الكونية في كون الإنسان حيوان عاقل، وأن نفسه العاقلة المجردة عن المادة،والتي تُمثل حقيقة الإنسان قد تعلقت منذ حدوثها ببدنه المادي، والذي يُعد آلة لاستكمال النفس الفاقدة لكل كمال ثانوي حين نشوئها، كما ثبت ذلك في الفلسفة الإلهية</div>
<div dir="RTL">
وفلسفة التعليم عند الحكماء تكمن في تكميل العقل النظري، وفلسفة التربية في تكميل العقل العملي.</div>
<div dir="RTL">
الرابع – بحث مقارن بين المنهج التعليمي التربوي عند الحكماء والمنهج المعاصرالمعتمد في الدراسات الأكاديمية.</div>
<div dir="RTL">
الخامس – العواقب الوخيمة المترتبة على إقصاء المنهج العقلي من الدراسات الأكاديمية.</div>
<div dir="RTL">
الفصل الأول</div>
<div dir="RTL">
المنهج المعرفي عند الحكماء</div>
<div dir="RTL">
نظرا لغياب لغة التفاهم العقلي وهجر المصطلحات المنطقية المشهورة في التراث العقلي الإنسانى، واستبدالها باصطلاحات خطابية ومجازية فضفاضة ومشتركة، وذلك بسبب هيمنة الاتجاه الحسي المادي على المراكز الجامعية والأكاديمية في الشرق والغرب، والذي قطع علاقته العلمية والفكرية بالكلية مع تراثه الإنسانى العقلي مع بداية عصر الحداثة؛ لأسباب سياسية وأيديولوجية لامحل لذكرها هنا، واستحدث قاموسا جديدا من المصطلحات الفكرية المباينة في المعنى مع المصطلحات المشهورة السابقة في المنطق الأرسطي</div>
<div dir="RTL">
ومن جهة أخرى ونتيجة لهيمنة الاتجاه النقلى الإخباري على أغلب المعاهد والمدارس الدينية منذ قديم الزمان وإقصاء المنطق والعلوم العقلية عن ساحة التعليم الديني، فقد أصبح من العسير طرح أي بحث فكري عقلي أصيل بدون تحديد مصطلحاته ومفرداته</div>
<div dir="RTL">
وحتى لا يساء فهم البحث عمدنا إلى تقديم هذه المقدمة المنطقية لبيان المصطلحات الواردة ضمن التعرض للمبادئ التصورية للبحث، وهي تتعلق بمحورين، محور منطقي في عملية التفكير أو النشاط العقلي ومحورمعرفي في الفكر أو معطيات عملية التفكير ونتائجها:</div>
<div dir="RTL">
<b>المحور الأول: التفكير</b></div>
<div dir="RTL">
نقول: لا ريب أن الإنسان يتميز عن سائر المخلوقات بكونه كائن مفكر بطبعة، والتفكير عبارة عن نشاط ذهني تقوم به القوة العقلية لتوليد الفكر بجميع صوره ومستوياته، ولمزيد من التعرف على طبيعة هذه العمليات العقلية والمسماة بالتفكير، ينبغي الإشارة لعدة أمور:</div>
<div dir="RTL">
<b>أولا ـ مراتب الإدراك:</b></div>
<div dir="RTL">
الإدراك الإنساني له مراتب أربع هي:</div>
<div dir="RTL">
1 ـ المرتبة الأولى: مرتبة الإدراك الحسي</div>
<div dir="RTL">
حيث يدرك الذهن البشري الصوروالهيئات المتعلقة بالأجسام من الأشكال والألوان والطعوم والروائح والأصوات والكيفيات اللمسية كالحرارة والبرودة.</div>
<div dir="RTL">
كل هذه يدركها الإنسان بواسطة الجوارح الخمس التي هي السمع والبصر والشم والذوق واللمس، والتي تتصل مباشرة أو بواسطة الهواء بالأجسام الخارجية، وتنقل أحوالها للنفس عن طريق الأعصاب والدماغ، ولذلك يكون بقاء الصور الحسية في الذهن مرهونا ببقاء اتصالها بالمحسوس في الخارج، بحيث اذا فقدنا الاتصال بالشيء المحسوس لغيابه بسبب صغره او بُعده مثلا او لفقدان آلة الحس فقدنا إمكانية إدراكه حسا.</div>
<div dir="RTL">
والحس في الواقع وكما هو ثابت أمين في نقله وليس بحاكم، بمعنى أنه ناقل لحال الأشياء على ما هي عليها في ضمن شرائط الحس، فينقل ما كان كبيرا ضمن شرائطٍ "كبيراً" وينقل ما كان صغيراً في ضمن شرائطٍ "صغيرا"، وإذا اتفق بأن نقل ما كان كبيرا في واقعه صغيرا كما في إدراكنا حسا للكواكب بالعين المجردة فليس لخطأ في الإدراك الحسي بل لتغير ظروف الإدراك، حيث أن الكواكبَ بعيدةٌ عنا، و دور الرؤيا هنا نقل صورة الكواكب كما هي ظاهرةٌ للعين في ضمن ظرف بعدها لا إنها تحكم عليها واقعا وفي نفس أمرها أنها صغيرة.</div>
<div dir="RTL">
وأما الحكم عليها بأنها في الواقع كبيرةٌ أو صغيرةٌ، فهذا أمر غير راجع للحس، إذ ليس من شأن الحس الحكم أصلا بل هوأمر راجع للعقل حصرا ومختص به دون سائر القوى والعقل على ما نحن عليه من المثال قد يخطئ لإهماله حيثية البعد مثلا.</div>
<div dir="RTL">
وبالتالي لامعنى لكونه مخطأ أو مصيبا، بل ينقل الأشياء كما وقعت عليه في الخارج، وإنما العقل هو الذى قد يخطئ عند عدم مراعاته قواعد التفكير الصحيح، ويصحح أخطاءه الحسية بعد ذلك بالاستعانة بالحس أيضا، كمعرفته بعد ذلك أن الشمس كبيرة وأن حجمها أضعاف أضعاف حجم الكرة الأرضية، وليست صغيرة كما تبدو لنا.</div>
<div dir="RTL">
ولكن علينا أن نعلم أن دائرة إدراك الحس إنما تكون فى حريم العوارض المادية فقط، والتى تتصل بها، كما ثبت فى الفلسفة، ولايمكن أن تتعدى حدودها إلى باطن الطبيعة، فضلا عما وراءها، وهو المسمى بعالم الغيب.</div>
<div dir="RTL">
كما أن التجربة الحسية المعتمدة على تكرار المشاهدات الحسية كذلك لاتتعدى ظاهرعالم الطبيعة المادي، ولايمكن الاعتماد عليها فى البحوث التجريدية المتعلقة بالفكر الإنسانى كما ثبت في محله.</div>
<div dir="RTL">
2 ـ المرتبة الثانية: مرتبة الإدراك الخيالي</div>
<div dir="RTL">
في هذه المرتبة يدرك الذهن أيضا الصور، والهيئات الجسمية التي سبق وأن أدركها الحس وزالت عن مرتبة الحس غير أنها حفظت في الخيال، فله أن يستدعيها ويشاهدها متى شاء ذلك، حتى بعد غيبة المحسوس، وانقطاع الاتصال معه، وهذا هو الذي يميزه عن الإدراك الحسي.</div>
<div dir="RTL">
ويعتمد الإنسان على الخيال فى مجال الأدب والدراما والرسم والموسيقى، وسائر الفنون القريبة من الحس، و لا مدخلية له أيضا في العلوم الفكرية العقلية الإنسانية.</div>
<div dir="RTL">
المرتبة الثالثة : مرتبة الإدراك الوهمي</div>
<div dir="RTL">
وهي المرتبة التي تَدرك فيها النفس المعاني غير المحسوسة الموجودة في المحسوسات المادية إدراكا جزئيا متعلقاً بهذه المحسوسات وبالقياس إليها، مثل حب الأم والأب، وعداوة الذئب للأغنام.</div>
<div dir="RTL">
المرتبة الرابعة: مرتبة الإدراك العقلي للمعاني العامة الكلية المجردة عن التجسم والعوارض الجسمانية</div>
<div dir="RTL">
كمعنى العدل والحرية والكرامة والإنسانية، هذه المعاني الكلية تسمى بالمعقولات، بإزاء المحسوسات والمتخيلات وهذه المرتبة الرابعة تسمى بالتعقل، وهي التي تميز الإنسان عن سائر الحيوانات.</div>
<div dir="RTL">
وبعد بيان مراتب الإدراك الأربع نقول: إن حركة الذهن عند الإنسان قد تكون في الصور الحسية، كالمشاهدات الحسية المتتالية، وقد تكون في الصور الخيالية كتخيل صور الحوادث الماضية، وقد تكون في الصور الوهمية وقد تكون في صور المعقولات الكلية.وهذه الحركة الإرادية في المعقولات الذهنية يسميها الحكماء بالتفكير، وهي حركة تبدأ من المعلومات الحاصلة في الذهن عندنا بقصد تحصيل المعلومات المجهولة عنا، ومن هنا يتبين أن عملية التفكير تهدف إلى اكتساب المجهول بالمعلوم وبالتالي إنتاج وتوليد الفكر الإنساني.</div>
<div dir="RTL">
وهذه الحركة التفكيرية كظاهرة طبيعية، محكومة كغيرها من الظواهر الطبيعية في العالم بقوانين وقواعد علمية طبيعية، قد تم اكتشافها وتدوينها في علم المنطق على يد المعلم والفيلسوف الأول(أرسطو) فى القرن الرابع قبل الميلاد.</div>
</div>
</div>
</div>
</div>
مدونة الشيخ علي خازمhttp://www.blogger.com/profile/03584620799898212353noreply@blogger.com0