| |
لم تشهد القرون الستة من عمر الدولة العثمانية بعهديها السلطنة والخلافة أية خلافات بين الأكراد والأتراك ، بداية الخلافات كانت بعد نجاح أتاتورك في تنفيذ المُخطط الصهيوني الغربي للقضاء على دولة الخلافة العثمانية تحقيقا لتوصية إبليس الصهيونية هيرتزل لقيادة الصهيونية العالمية بعد آخر لقاء له مع الخليفة العثماني عبد الحميد والتي جاء فيها : « أقرِّر على ضوء محاولاتي مع السلطان عبد الحميد الثاني أنه لا يمكن الإستفادة من الدولة العثمانية إلا إذا تغيرت حالتها السياسية ، أما عن طريق الزج بها في حروب تنهزم بها ، أو عن طريق الزج بها في مشكلات دولية وداخلية ، أو بالطريقتين معا ً « . حقائق التاريخ تقول إن خلافات الأكراد لم تكن مع الشعب التركي ولكنها كانت مع أتاتورك وتياره العلماني حيث انخرط الأكراد جنبا إلى جنب مع إخوانهم الأتراك في تشكيل الجبهة الرافضة للردَّة الأتاتوركية ، والحقائق التاريخية تقول إن الأكراد بقيادة زعيمهم الشيخ سعيد مُلا الكردي خاضوا مواجهة عسكرية ، بدافع ديني لا إقليمي ، ضدَّ الردَّة الأتاتوركية المتصهينة رفضا لقرار إلغاء الخلافة ، ويؤكـِّـد هذه الحقيقة المحامي الأردني المسيحي العروبي الأستاذ سليم صويص في كتابه ( أتاتورك منقذ تركيا وباني نهضتها الحديثة ـ صفحة 269 ) : « يَرُدُّ بعض المؤرِّخين أسباب فشل ثورة سعيد مُلا الكردي إلى أن الشيخ سعيد قائد الثورة وزعيم الطريقة النقشبندية جعل المشاعر الدينية في مرتبة أعلى من الشعور القومي ، واهتم بمصير الخلافة أكثر من اهتمامه بمصير كردستان واستقلالها « . والحقائق تقول إن أعداء الإسلام من الصهاينة والمتصهينين ركبوا موجة القسوة التي اتسم بها أسلوب أتاتورك في القضاء على ثورة الشيخ سعيد ملا الكردي حتى بلغ عدد الذين أعدمهم في المناطق الكردية في تركيا ما يزيد على أربعين ألفا ليوغروا صدور الأكراد لا على صنيعتهم أتاتورك الذي اقترف تلك الجرائم بحق الأكراد بل على الشعب التركي الذي لقي من ظلم أتاتورك ما لقيه الأكراد ، ومن المؤسف أن المكيدة انطلت على البعض فظهرت ما أصبحت تـُعرف بالمشكلة الكردية في تركيا . ومن الحقائق التي يجهلها كثيرون أن أول تنظيم إسلامي تصدَّى للمخطط اليهودي الماسوني المدعوم أوروبياً للقضاء على الهوية الإسلامية للدولة العثمانية من خلال طروحات حزب الاتحاد والترقي الذي كان يهود الدونمة والماسونيون يسيطرون عليه وهو حزب ( الإتحاد المحمدي ) كان مؤسِّسه كردي وهو العالم الشيخ بديع الزمان سعيد النورسي الذي يعتبر الأب المؤسِّـس للحركة الإسلامية في تركيا والذي أمضى معظم سنوات عمره في سجون ومنافي أتاتورك وخليفته عصمت إينينو . لا بد من وضع الأمور في نصابها ومجراها الصحيح ، المشكلة الكردية في تركيا أفرزتها الردَّة الأتاتوركية العلمانية المُتصهينة التي استفزَّت غيرة الأكراد على الإسلام وعلى الخلافة ، ولم تكن أبدا بين الأكراد والأتراك كما تحاول آلة الدعاية الصهيونية الغربية أن تصور الأمر من خلال محاولة إظهار أن حزب العمَّـال الكردستاني يُمثـِّـل غالبية الأكراد خلافا للحقيقة التي تؤكـِّـد رفض غالبية الأكراد لطروحات حزب العمال الكردستاني اليسارية الشيوعية وإنحيازها لطروحات التيارات والأحزاب الإسلامية ، ألا يكفي أن نعرف أن ستة من شهداء أسطول الحرية الأتراك كانوا أكرادا دفعتهم حميَّـتهم وغيرتهم الإسلامية إلى المشاركة في أسطول الحرية .؟ بالنسبة لتصريحات وزير خارجية الكيان المغتصب لفلسطين ليبرمان ، البودي غارد السابق لداعرات ملاهي موسكو ، حول تقديم الدعم العسكري لحزب العمال الكردستاني ، أحسب أن ليبرمان سرعان ما سيندم على تصريحاته حين سيكتشف أنه قدم من خلالها أكبر خدمة لحكومة أردوغان حيث ستزيد هذه التصريحات الأكراد والأتراك معا تعاطفا مع حزب العدالة والتنمية ونفورا من حزب العمَّـال الكردستاني الذي يضع يده بيد اليهود الذين ما زالت أياديهم مُلطـَّـخة بدماء الأكراد والأتراك . Ziad_1937@yahoo.com |
التاريخ : 14-09-2011 |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق