كلمة سماحة الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان بمناسبة تطورات الأوضاع يوم الأربعاء 16 مارس 2011م، والتي عرضت في قناة الوفاق على اليوتيوب وعرضتها بعض القنوات التلفزيونية.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم على محمد وآله الطيبين الطاهرين،وعلى صحبه والتابعين لهم بإحسان إلى قيام يوم الدين
أحبتي.. أبنائي وبناتي إخوتي وأخواتي من أبناء شعب البحرين الكريم، في البداية أعزيكم بالشهداء الذين سقطوا هذا اليوم والجرحى الذين وصل عددهم إلى المئات حتى الآن، أعزيكم وأقول لكم كما أثمرت الدماء التي سقطت في يوم 17 فبراير في تأكيد مطالبنا العادلة وفي إيصالها إلى العالم أجمع، فإن الدماء التي سقطت اليوم تقوم بتعزيز هذه المطالب، وبترسيخها وبتقريب النصر لها، لم يفلح القمع قبل شهر ولن يفلح القمع اليوم،وسيعود هذا القمع على مرتكبيه بالخذلان والخسارة.
لدينا قضية أيها الأحبة يا أبناء شعبي لدينا قضية محقة وهي المطالبة بالكرامة والتي تتمثل سياسياً في حقنا في انتخاب حكومتنا القادمة،في حقنا أن ندير شؤوننا بعيداً عن نظام الوصاية والديكتاتورية السائد في بلادنا، قضية يتعاطف جميع العالم معنا فيها،وهي قضية منتصرة لا محالة، طال زمن هذا الانتصار أو قصر.. وهو بإذن الله قصير في هذه الأيام، أؤكد هذه اللحظات القاسية من خلال إجراءات الجيش والقوات المختلفة، التي عبرت عن نوع من التخلف ونوع من الحقد غير اللازم، في تعاطيها مع أبناء شعب البحرين من خلال رفع إشارات النصر، وهي إشارات الهزيمة الداخلية وإشارات الهزيمة الفكرية والتخلف الذي تتحرك منه القوات الأمنية.
أوصيكم أحبائي بالرغم من كل هذه القسوة أن نتسمك بسلمية الانتفاضة،وعدم مواجهة رجال الأمن،إذ لا فلسفة في المواجهة،وأوصيكم بالمحافظة على الأرواح لا حاجة لمزيد من بذل الدماء، الدماء الزاكية التي سالت تعطي الثمرة،لا حاجة للتورط مع رجالات الأمن، إحراج هذه القوات بسلميتنا، أوصيكم بالمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة، كل هذه الأخلاقيات هي سر قوتنا.
على رغم قسوة العدو إلى أننا في أيدينا وردة وفي قلوبنا حب لجميع أبناء البحرين. حتى الذي يقتلنا اليوم نقول له نحن نصنع الأمل لأبنائك، لأن هذا الواقع المزري الذي نعيشه اليوم الذي يتمثل فيه الاستبداد والديكتاتورية والاستئثار يحرمك اليوم من حقوقك،وسيحرم أبنائكم في الغد.. بينما المطالبة بالديمقراطية وبالمشاركة الحقيقية في إدارة شئون مملكة البحرين،سيوفر لأبنائك مستقبل أفضل.
أقول للعاملين في الأجهزة الأمنية جميعاً أنتم تقتلون الأمل، انتم تحاولون أن تخنقون مستقبلكم ومستقبل أبنائكم، قد تتلقون هذا الكلام اليوم بعدم القبول، ولكنني على يقين من ذلك، أنكم بعد سنة أو عشر سنوات أو عشرين سنة ستعرفون صحة ما أقول لكم. المطالبة بالإصلاح الحقيقي هي لكم كما هي إلى المطالبين والمعتصمين في دوار اللؤلؤ ولأبنائهم ، هي لوطننا جميعاً .
أيها الأحبة بسلميتنا وأخلاقياتنا نعمّق الأزمة التي يعاني منها النظام ، نعمّق الأزمة الأخلاقية للنظام ، ونعمّق الأزمة السياسية للنظام، وهذا التعميق لهذه الأزمة هو طريق لهزيمة الديكتاتورية والاستبداد والأخطاء في هذا النظام .
لسنا بحاجة سوى إلى الصبر.. لسنا بحاجة سوى إلى النفس الطويل.. لسنا بحاجة إلى أي من وسائل القوة ، نحتاج أن نبرز حقنا من دون أي تشويش، لذا يعمل النظام إلى حرق سيارة هنا أو هناك أو دس سلاحٍ هنا من أجل أن يصوّر ويبرز حركتنا السلمية بأن فيها بعض المظاهر العنيفة ، لأنه يفتقد المبررات لعمليات القمع التي يقوم بها.
نستمر في مطالباتنا بحقوقنا ، بسلميتنا ، ومن دون أن نعرّض أنفسنا إلى فقد الأرواح أو الممتلكات أو غيرها من الأمور، وبذلك سنهزم هذا النظام واستبداده، وسيضطر هذا النظام للاستجابة لمطالبنا في يوم من الأيام.
الصبر أيها الأحبة والنفس الطويل بالرغم من كل الألم.. أبداً ونحن بإذن الله سننتصر لأن قضيتنا عادلة ، ولا تخافوا أولا تحزنوا من هذه العاصفة الهوجاء الأمنية ، لأنها لا تزيد الحق إلا رسوخاً في الأرض.
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته