الأحد، 17 يوليو 2011
الاخوان المسلمون في ورشات التحول الديمقراطي | Radio Netherlands Worldwide
تقرير: جون تايلور- إذاعة هولندا العالمية/ قام المجلس العسكري الحاكم في مصر بعدد من التنازلات تهدف الى نزع فتيل الاحتجاجات الغاضبة على طريقة تعامل الجيش مع التحول نحو الديمقراطية. سيتم إقالة 700 من ضباط الشرطة من وظائفهم بسبب مقتل متظاهرين اوائل هذا العام وكما تم تأجيل الانتخابات النيابية لمدة شهرين . يهدف التأجيل هذا الى إعطاء المزيد من الوقت للاحزاب الجديدة من اجل تنظيم امورها.
" كل المصريين يعملون من اجل مصر وتطورها" هذا واحد من الشعارات التي يستعملها الاخوان المسلمون خلال الحملة للانتخابات النيابية والتي ستجري في وقت لاحق من هذا العام. تشهد مصر اول انتخابات مفتوحة بالفعل للجميع والاخوان المسلمون الحزب الاوفر حظا بالفوز.
► طبيعي
لكن هذا الدور العلني المفتوح هو امر جديد على الاخوان المسلمين بعد عقود من القمع الحكومي لهم. يمر الاخوان المسلمون بمرحلة انتقالية من حركة سرية الى حزب سياسي.
كجزء من عملية التحول نحو الديمقراطية قام اثنان من قادة الاخوان المسلمين بالمشاركة في الربيع الماضي في ورشة عمل استمرت ثلاثة ايام وكانت برعاية السفارة الهولندية. شارك فيها ممثلون عن مختلف الاطياف السياسية المصرية ونوقش خلالها جوانب مختلفة للحملة الانتخابية.
► ورشة عمل هولندية
سعيد العبادي قال انه تعلم الكثير خلال هذه الايام الثلاثة. يدير العبادي المكتب المصري لموقع الاخوان المسلمين الالكتروني باللغة الانكليزية. وقال العبادي إن الشعار الذي ذكر في الاعلى واحد من الاشياء التي تعلمها. بالطبع ليس الرسالة نفسها ولكن الحاجة الى صياغة رسالة مقتضبة كشعار والالتزام بها طوال الحملة.
اعجب العبادي ايضا بالدورة التي خصصت للصور الفوتوغرافية. خاصة ما سمعه من المستشارين الهولنديين ان السياسيين يبدون جذابين عادة عندما تظهر صورهم وهم يعملون. قال العبادي ان هذه ستكون ظاهرة جديدة في مصر حيث معظم الصور وحتى اثناء الحملات الانتخابية تكون كناية عن لقطات للوجه او لشخص يجلس خلف مكتب.
كذلك اعتبر العبادي ان ورشة العمل هذه كانت مفيدة في التكيف مع عصر جديد. إذ إعتاد هو ورفاقه العمل في اجواء مغلقة من دون تبادل الافكار في الاماكن العامة.
► عصر الانفتاح
كانت ورشة العمل نوعا من الصدمة. فجأة وجد العبادي نفسه يجلس وسط قادة سياسيين لديهم افكار مختلفة تماما. استغرقه الامر بعضا من الوقت قبل ان يشعر بالارتياح بالتحدث علنا في مثل هذه الجلسات.
" منذ قيام الثورة بدأ عصر جديد وفرصة جديدة للعمل بشكل علني. كان هذا تحد لنا، كيف تقوم بالتحول من العمل السري في جو مغلق الى العمل في اجواء مفتوحة علنية. التدريب كان مفيدا جدا وتكون لدينا شعور بكيفية العمل مع الآخرين."
واحد من السياسيين الذين جلسوا قبالة العبادي كان باسم كامل، زعيم حزب تشكل حديثا وهو الحزب الديمقراطي الاشتراكي ، بدوره كامل اعتبر ان تكوين الرسالة كان الجانب الاكثر افادة من التدريب.
► الاخوان ليسوا القضية
لكن السيد كامل يقول " ان يصبح الاخوان المسلمين حزبا عاديا ام لا، ليست هذه القضية الاهم. بل ما يهمنا هو مساعدة الناخب المصري كي يصبح "طبيعيا" في زمن ديمقراطي جديد. يتخوف السيد كامل من ان يدلي الناخبون باصواتهم لاسباب خاطئة. يقول" يحتاج الناخبون الى الكثير من التوجيه والتوعية. على الاقل، القول لهم انهم يجب ان لا يختاروا على اساس الدين والعشيرة والعرق او حتى الجنس. بل يجب عليهم الاختيار على اساس من سيقوم بتمثيلهم بشكل افضل ".
الانتخابات النيابية التي كانت مقررة اصلا في شهر ايلول، اعلن عن تأجيلها. هذا التأخير كان قد دعا اليه الحزب الديمقراطي الاشتراكي بهدف الافساح بالمجال امام الاحزاب الاخرى حتى تصبح في نفس مستوى الاخوان المسلمين من حيث التنظيم والاستعداد. على الرغم من ان الاخوان المسلمين كانوا حركة غير شرعية في ظل النظام السابق، الا انهم كانوا مقبولين من النظام وسمح لهم بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية عام 2004 وحصلوا على ثاني اكبر كتلة نيابية في البرلمان.
► مجال للتحسين
يقول العبادي إنه لا يفهم عدم الارتياح هذا من فوز الاخوان المسلمين، سواء كان من المصريين او من الحكومات الغربية. واضاف يقول" إن الاخوان المسلمين غير مهتمين في ادارة البلاد، على الاقل ليس في الوقت الراهن. انهم يسعون فقط لنيل 50% من المقاعد النيابية، كما وعدوا بعدم ترشيح احد منهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة".
في الوقت الحالي، مازال هناك امام الاخوان المسلمين طريق طويل حتى يتعودوا على العمل بشكل علني. كان من الصعب العثور على مكتب الموقع الالكتروني للحزب، حيث اجرت إذاعة هولندا العالمية المقابلة مع السيد العبادي. لم يكن هناك اية لافتة او اشارة تدل على المكان، حتى بواب البناية لم يكن يعلم بوجود مكتب للاخوان المسلمين في البناية.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق