اليوم السابع | القنوات الدينية باعت الشيخ حسان بعد إغلاق "الرحمة"
◄◄ الشيخ حسان ترك قناة «الناس» بسبب ظهور عمرو خالد على القناة أثناء حملته ضد المخدرات
◄◄ محمد حسين يعقوب ظهر على شاشة «الرسالة» التى حذر من فتنة رئيسها طارق سويدان
كشفت أزمة قناة الرحمة النقاب عن أسرار عالم شيوخ السلفية، والانشقاقات العميقة بينهم فى مصر، وعن الصراع الخفى بين القنوات السلفية، حيث تعد الأزمة مثالا حيا لاحتدام الخلاف الذى يصل إلى حد القطيعة بينهم، فعندما أصدرت إدارة النايل سات قرارا بحجب قناة الرحمة من على قمرها بسبب معاداتها للسامية. لم تتحرك أى من القنوات السلفية، والدينية لدعم الرحمة.
ولم يكن موقف القنوات الدينية يختلف كثيرا عن موقف قناة الرحمة من إغلاق بعض القنوات الدينية مثل الأمة، والبركة، والحكمة. حيث أغلقت قناة الأمة لأسباب مادية، والتى كانت تتصدى للشبهات التى تثار حول الإسلام، ولم يسجل الشيخ محمد حسان موقفا تجاه تلك القناة، بل لم يقدم يد العون يوما لقناة الأمة التى أسسها أبو إسلام أحمد عبد الله وكانت تبث من خارج مصر على القمر الصناعى نور سات.
و كانت قناة البركة قد أغلقت فى مطلع العام 2008 دون أن تسجل الرحمة، أى موقف من قريب أو من بعيد للتعاطف مع قناة البركة.
وجاء إغلاق قناة الحكمة فى 27 فبراير 2008 مفاجأة للجميع، ومع ذلك لم يكن لقناة الرحمة أى موقف لمساندة «الحكمة»، التى كان الشيخ حسان أحد أعمدتها ونجماً من نجومها قبل الإغلاق مباشرةً.
بل إن شريط الرسائل الذى يوجد أسفل شاشة «الرحمة» لم يمرر أى رسائل كان يكتب بها اسم الحكمة. كما يؤكد الإعلامى هانى الديبانى، مشيرا إلى أن هذه المواقف تكشف عن صراع خفى بين تلك القنوات.
وقال الديبانى «هذا ليس تنافسا، فالتنافس أحيانا يكون شريفا ومطلوبا ولكن هذا صراع».
وأرجع الديبانى هذا الصراع إلى أهواء شخصية ومصالح خاصة وبيزنس خاص لبعض الشيوخ الذين تربعوا على عرش الفضائيات السلفية.
وقبل أن يؤسس الشيخ محمد حسان قناة الرحمة، طلب أن يكون شريكا بحصة كبيرة فى قناة الحكمة، مع وسام عبدالوارث رئيس مجلس إدارة القناة ويكون هو المشرف العام ورئيس اللجنة العلمية عليها.
وبعد رفض عبدالوارث لهذه الشراكة، بدأ فى التأسيس لقناة الرحمة التى انطلقت فى يوليو 2007.
وسبق ذلك انسحاب الشيخ حسان من قناة الناس، التى كانت سبباً فى شهرته، ونجوميته من خلال برنامج أحداث النهاية وبرنامج فضفضة.
وكانت الذريعة التى ترك الشيخ حسان بها قناة الناس هى ظهور الداعية عمرو خالد على القناة أثناء حملته ضد المخدرات. وهو صاحب منهج منحرف عن الإسلام ويظهر فى قنوات تظهر بها النساء وبها موسيقى كما يرى الشيخ حسان.
واللافت فى الأمر أنه فى نفس العام ظهر الشيخ حسان على شاشة «اقرأ»، التى كانت من أدلة اتهامه لعمرو خالد.
وفى العام التالى ظهر الشيخان حسان ومحمد حسين يعقوب على شاشة قناة الرسالة، التى كانت تعد أيضا من القنوات التى يتم التحذير منها، وأبرزها التحذير الصريح للشيخ من الدكتور طارق سويدان، الذى قال عنه بالحرف (نحذر من فتنة جديدة اسمها طارق سويدان).
ويتساءل الديبانى كيف للشيخين يعقوب وحسان أن يظهرا على قناة وصف رئيسها على أنه فتنة وعلى شاشات قنوات بها نساء وموسيقى وهى معقل ومركز عمرو خالد؟ مشيرا إلى أنه من هنا يأتى التشويش على البسطاء من المسلمين وفتنتهم بحق من يصدقون وإلى من يسمعون. والغريب أن قناة الرحمة كانت تبث عبر ثلاثة أقمار، هى النور سات والعرب سات والنايل سات. فى حين أن أى قناة تنفق على قمر واحد ترهق مالياً، رغم وجود إعلانات بها، فكيف لقناة الرحمة أن تنفق على ثلاثة أقمار الآن، وليس بها إعلانات بالمرة.
ومن الأمور الملفتة للنظر فى هذا الصراع، غياب الشيخ يعقوب عن مسرح الأحداث فى أزمة قناة الرحمة، رغم أنه كان أحد نجومها، بالإضافة إلى أن الشيخ يعقوب أيضا كان له موقف سلبى من إغلاق قناة الحكمة.
ولم يكن صراع شيوخ السلفية على كعكة الفضائيات هو الأول من نوعه، بل سبقه صراعات أخرى، كثيرة، من بينها صراعات للسيطرة على المساجد بين أتباع شيوخ السلفية، وصلت إلى حد التراشق بين أنصار الشيوخ وتطورت إلى المشاجرات فى بعض الأوقات.
ثم تأتى مرحلة الكاسيت التى شهدت أيضا صراعا خفيا بين شيوخ السلفية محمد حسان ويعقوب وإسحق الحوينى وغيرهم، وهناك كثير من الخلافات التى حدثت أثناء هذه المرحلة، وبدلا من أن تتكامل هذه الشركات فيما بينها لتبليغ الدعوة التى يتبناها التيار السلفى، اتخذت أشكالا متعددة من المنافسة التى وصلت إلى الحرب فى بعض الأوقات حتى أنه تم إغلاق العديد من الشركات التى كانت تنتج الكاسيت لهؤلاء الشيوخ، خاصة التى كانت تنافس شركة الشيخ حسان. كما أن هناك قصصا من سرقة عناوين الشرائط التى كان يتم إنتاجها حيث يقوم شيخ ما بعمل إصدار بعنوان ما، وبعد التسجيل وهو ينتظر نزول الشريط الأسواق يفاجأ بنفس العنوان يصدر لأحد الشيوخ الآخرين، بالإضافة إلى المضايقات التى كانت تحدث للبائعين لو قام بعرض شريط لأحد الشيوخ فى درس الشيخ يعقوب أو حسان من أنصار الشيوخ واتهام الآخرين بأنهم مبتدعون.
وتأخذ المنافسة ذروتها بعد ظهور نجم جديد فى عالم السلفية وهو الشيخ محمود المصرى أبوعمار الذى كان إصدار شريط (أختاه وقفة مع النفس) . الذى كان يدعو فيه إلى الحجاب، وكان هذا الإصدار فتحا ً على الشيخ المصرى حيث أصبح الشيخ مشهوراً بالأوساط السلفية، مما أثار الشيخ حسان وشركته من أن إصدارا يتفوق فى الأسواق على شركتهم، وبدأت الحرب الخفية غير المعلنة بين الشيوخ التى مازالت رحاها دائرة إلى الآن ولا تعلمها ولا تشعر بها الجماهير العريضة لهؤلاء الشيوخ.
وانطلق الشيخ محمود المصرى بعد هذا الإصدار لشريط أختاه وقفة مع النفس وشق طريقه فى عالم الكاسيت وفى عالم الشهرة.
وظلت مرحلة شريط الكاسيت مرحلة من رحلة الصعود لهؤلاء الشيوخ وهذا التيار السلفى حتى كانت النقلة الكبرى التى كانت فاتحة الخير على هؤلاء الشيوخ جميعا وهى مرحلة الفضائيات.
لمعلوماتك...
◄2007 انطلاق قناة الرحمة رسمياً تحت إشراف الشيخ محمد حسان.
◄2006 بدء بث قناة الناس الدينية كأول قناة سلفية بعد أن كانت قناة لتفسير الأحلام لصاحبها منصور ابن كدسة.
◄2006 انطلاق البث الرسمى لقناة الرسالة بتمويل من الوليد بن طلال ويشرف عليها طارق السويدان، ومقرها الكويت.
◄◄ الشيخ حسان ترك قناة «الناس» بسبب ظهور عمرو خالد على القناة أثناء حملته ضد المخدرات
◄◄ محمد حسين يعقوب ظهر على شاشة «الرسالة» التى حذر من فتنة رئيسها طارق سويدان
كشفت أزمة قناة الرحمة النقاب عن أسرار عالم شيوخ السلفية، والانشقاقات العميقة بينهم فى مصر، وعن الصراع الخفى بين القنوات السلفية، حيث تعد الأزمة مثالا حيا لاحتدام الخلاف الذى يصل إلى حد القطيعة بينهم، فعندما أصدرت إدارة النايل سات قرارا بحجب قناة الرحمة من على قمرها بسبب معاداتها للسامية. لم تتحرك أى من القنوات السلفية، والدينية لدعم الرحمة.
ولم يكن موقف القنوات الدينية يختلف كثيرا عن موقف قناة الرحمة من إغلاق بعض القنوات الدينية مثل الأمة، والبركة، والحكمة. حيث أغلقت قناة الأمة لأسباب مادية، والتى كانت تتصدى للشبهات التى تثار حول الإسلام، ولم يسجل الشيخ محمد حسان موقفا تجاه تلك القناة، بل لم يقدم يد العون يوما لقناة الأمة التى أسسها أبو إسلام أحمد عبد الله وكانت تبث من خارج مصر على القمر الصناعى نور سات.
و كانت قناة البركة قد أغلقت فى مطلع العام 2008 دون أن تسجل الرحمة، أى موقف من قريب أو من بعيد للتعاطف مع قناة البركة.
وجاء إغلاق قناة الحكمة فى 27 فبراير 2008 مفاجأة للجميع، ومع ذلك لم يكن لقناة الرحمة أى موقف لمساندة «الحكمة»، التى كان الشيخ حسان أحد أعمدتها ونجماً من نجومها قبل الإغلاق مباشرةً.
بل إن شريط الرسائل الذى يوجد أسفل شاشة «الرحمة» لم يمرر أى رسائل كان يكتب بها اسم الحكمة. كما يؤكد الإعلامى هانى الديبانى، مشيرا إلى أن هذه المواقف تكشف عن صراع خفى بين تلك القنوات.
وقال الديبانى «هذا ليس تنافسا، فالتنافس أحيانا يكون شريفا ومطلوبا ولكن هذا صراع».
وأرجع الديبانى هذا الصراع إلى أهواء شخصية ومصالح خاصة وبيزنس خاص لبعض الشيوخ الذين تربعوا على عرش الفضائيات السلفية.
وقبل أن يؤسس الشيخ محمد حسان قناة الرحمة، طلب أن يكون شريكا بحصة كبيرة فى قناة الحكمة، مع وسام عبدالوارث رئيس مجلس إدارة القناة ويكون هو المشرف العام ورئيس اللجنة العلمية عليها.
وبعد رفض عبدالوارث لهذه الشراكة، بدأ فى التأسيس لقناة الرحمة التى انطلقت فى يوليو 2007.
وسبق ذلك انسحاب الشيخ حسان من قناة الناس، التى كانت سبباً فى شهرته، ونجوميته من خلال برنامج أحداث النهاية وبرنامج فضفضة.
وكانت الذريعة التى ترك الشيخ حسان بها قناة الناس هى ظهور الداعية عمرو خالد على القناة أثناء حملته ضد المخدرات. وهو صاحب منهج منحرف عن الإسلام ويظهر فى قنوات تظهر بها النساء وبها موسيقى كما يرى الشيخ حسان.
واللافت فى الأمر أنه فى نفس العام ظهر الشيخ حسان على شاشة «اقرأ»، التى كانت من أدلة اتهامه لعمرو خالد.
وفى العام التالى ظهر الشيخان حسان ومحمد حسين يعقوب على شاشة قناة الرسالة، التى كانت تعد أيضا من القنوات التى يتم التحذير منها، وأبرزها التحذير الصريح للشيخ من الدكتور طارق سويدان، الذى قال عنه بالحرف (نحذر من فتنة جديدة اسمها طارق سويدان).
ويتساءل الديبانى كيف للشيخين يعقوب وحسان أن يظهرا على قناة وصف رئيسها على أنه فتنة وعلى شاشات قنوات بها نساء وموسيقى وهى معقل ومركز عمرو خالد؟ مشيرا إلى أنه من هنا يأتى التشويش على البسطاء من المسلمين وفتنتهم بحق من يصدقون وإلى من يسمعون. والغريب أن قناة الرحمة كانت تبث عبر ثلاثة أقمار، هى النور سات والعرب سات والنايل سات. فى حين أن أى قناة تنفق على قمر واحد ترهق مالياً، رغم وجود إعلانات بها، فكيف لقناة الرحمة أن تنفق على ثلاثة أقمار الآن، وليس بها إعلانات بالمرة.
ومن الأمور الملفتة للنظر فى هذا الصراع، غياب الشيخ يعقوب عن مسرح الأحداث فى أزمة قناة الرحمة، رغم أنه كان أحد نجومها، بالإضافة إلى أن الشيخ يعقوب أيضا كان له موقف سلبى من إغلاق قناة الحكمة.
ولم يكن صراع شيوخ السلفية على كعكة الفضائيات هو الأول من نوعه، بل سبقه صراعات أخرى، كثيرة، من بينها صراعات للسيطرة على المساجد بين أتباع شيوخ السلفية، وصلت إلى حد التراشق بين أنصار الشيوخ وتطورت إلى المشاجرات فى بعض الأوقات.
ثم تأتى مرحلة الكاسيت التى شهدت أيضا صراعا خفيا بين شيوخ السلفية محمد حسان ويعقوب وإسحق الحوينى وغيرهم، وهناك كثير من الخلافات التى حدثت أثناء هذه المرحلة، وبدلا من أن تتكامل هذه الشركات فيما بينها لتبليغ الدعوة التى يتبناها التيار السلفى، اتخذت أشكالا متعددة من المنافسة التى وصلت إلى الحرب فى بعض الأوقات حتى أنه تم إغلاق العديد من الشركات التى كانت تنتج الكاسيت لهؤلاء الشيوخ، خاصة التى كانت تنافس شركة الشيخ حسان. كما أن هناك قصصا من سرقة عناوين الشرائط التى كان يتم إنتاجها حيث يقوم شيخ ما بعمل إصدار بعنوان ما، وبعد التسجيل وهو ينتظر نزول الشريط الأسواق يفاجأ بنفس العنوان يصدر لأحد الشيوخ الآخرين، بالإضافة إلى المضايقات التى كانت تحدث للبائعين لو قام بعرض شريط لأحد الشيوخ فى درس الشيخ يعقوب أو حسان من أنصار الشيوخ واتهام الآخرين بأنهم مبتدعون.
وتأخذ المنافسة ذروتها بعد ظهور نجم جديد فى عالم السلفية وهو الشيخ محمود المصرى أبوعمار الذى كان إصدار شريط (أختاه وقفة مع النفس) . الذى كان يدعو فيه إلى الحجاب، وكان هذا الإصدار فتحا ً على الشيخ المصرى حيث أصبح الشيخ مشهوراً بالأوساط السلفية، مما أثار الشيخ حسان وشركته من أن إصدارا يتفوق فى الأسواق على شركتهم، وبدأت الحرب الخفية غير المعلنة بين الشيوخ التى مازالت رحاها دائرة إلى الآن ولا تعلمها ولا تشعر بها الجماهير العريضة لهؤلاء الشيوخ.
وانطلق الشيخ محمود المصرى بعد هذا الإصدار لشريط أختاه وقفة مع النفس وشق طريقه فى عالم الكاسيت وفى عالم الشهرة.
وظلت مرحلة شريط الكاسيت مرحلة من رحلة الصعود لهؤلاء الشيوخ وهذا التيار السلفى حتى كانت النقلة الكبرى التى كانت فاتحة الخير على هؤلاء الشيوخ جميعا وهى مرحلة الفضائيات.
لمعلوماتك...
◄2007 انطلاق قناة الرحمة رسمياً تحت إشراف الشيخ محمد حسان.
◄2006 بدء بث قناة الناس الدينية كأول قناة سلفية بعد أن كانت قناة لتفسير الأحلام لصاحبها منصور ابن كدسة.
◄2006 انطلاق البث الرسمى لقناة الرسالة بتمويل من الوليد بن طلال ويشرف عليها طارق السويدان، ومقرها الكويت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق