نسخة بيان جبهة علماء الأزهر, يليه رد د.جابر عصفور ثم رد جبهة علماء الأزهر
- إلى صبيان المواخير سفهاء ألف ليلة وليلة
( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) (الانبياء:18)
حقائق ووثائق بين يدي البيان :
الأولى: إن كثيرا من مفردات عنوان البيان ليست لنا، بل هي لإخوانٍ لنا في الغيرة على الفضيلة وإن لم يكونوا من علماء الأزهر وشيوخه الذين اتخذهم فاروق حسني وأزلامه غرضا لسهامه الغادرة الخائنة.
فقد نشر بصحيفة الأخبار – المصرية- في الخامس والعشرين من شهر مايو عام 2000تحت عنوان: "بلاغ لمن يهمه الأمر" ثم قال البلاغ " كتاب خارج عن الآداب في كلية الآداب" ثم قالت صحيفة الدولة صاحبة البلاغ: "لم نتخيل أن يحتوي كتاب يُدَرَّس بالجامعة على هذه الألفاظ التي أقل ما توصف بها أنها وقحة، ومنحطة، وصلت إلى درجة من البذاءة يصعب تصديقها، فهي- والكلام لصحيفة الأخبار- لا تتردد إلا في بيوت البغايا ،وأوكار الدعارة، ومحاضر الآداب"
وكان الكتاب المذكور هو " الجريمة وانحراف الأحداث" وهو لوكيل كلية الآداب بجامعة المنصورة آنئذ " الدكتور محمد غنيم" ، والذي على إثره قررت جامعة المنصورة حظر التعامل مع مؤلف الكتاب البذيء وإحالته للتحقيق بعد ان وجهت إليه تهمة التدليس. الأخبار الإثنين 25 من صفر 1421 هـ ، 29 من مايو 2000م الصفحة الأولى ، وقد أتت هذه الخطوة على رغم أنف عميد الكلية " لدكتور محمد الحريري" الذي قال عن هذا الدكتور الوقح الساقط " إن الألفاظ المبتذلة التي وردت في الكتاب مجرد سقطة مطبعية – الأخبار 25/ 5 / 2000م .
وهذه الجريمة على بشاعتها من العميد ووكيله إذا قورنت بها جرائم وزارة الثقافة بحق أمتنا جاءت في عداد الهنات لا الجرائم !!! .
فمجرمي وزارة تلك الوزارة الذين بعثوا رسولهم نائب رئيس الهيئة العامة للكتاب لم يستحيوا من ترداد اعتزازهم بما نشروا على الأسماع من قاذورات الأقلام الفاجرة التي لم يعرف لها مؤلف بل وتذهب بهم الوضاعة الخلقية إلى التطاول على الغيارى في أفهامهم وعقولهم بأنهم يقرأون قراءة شبقية ، دون أن يبين الرعديد وزميله أستاذ الأدب الشعبي المتصابي الساقط الذي جعل من كلام الله تعالى هدفا لهذيانه ومجونه حيث ساوي بين العَذْرة و سنا الذكر الحكيم فقال إن ما جاء في كتاب وزارة الثقافة يشبه في الإبداع ما جاء في سورة يوسف عليه السلام م _ يقصد هذا المجرم الدكتور الساقط بجدارة عن كل اعتبار قول كتابها :
وحلّـت – يقصد زانية كتابها- عقد إزارها فتفزَّعت من أنت َ؟ قلتُ- أي العاشق- فتى أجاب نَداك.
ثم قال العاشق الذي تروج له وزارة الثقافة بأموال الأمة فجوره :
و غدوتُ أزهزهها – أحركها - بمثل ذراعها هزَّ اللطيف يضرب الأوراك
ولولا أن ما سنذكره مما يدين به وزير الثقافة لغلبنا حق الحياء على حق العدالة في ضرورة سوق ما ندين به وزارة الثقافة المصرية ووزيرها، وهو فيما جاء بعد هذا البيت الذي نشرته تلك الوزارة وهذا الوزير وصبيانه على الأمة في لياليه السود:
حتى إذا ما قمت بعد ثلاثة قالت –يعني الفاجرة للفاجر- هل (ناكَ ) الشيءُ – إي والله هكذا تتكلم وزارة الثقافة بلغة سواقط الفاجرين ،وتقصد بالشيء ما سبق لها أن ألمحت إليه من قبل من قول فاجرهم قبل ذلك ببيت أو بيتين في تلك الليالي السود عليه وعليهم أجمعين :
والثغر بالمسواك يظهر حسنه والشيء – يعني عضو التذكير – للأشياء – يعني محل العفة- كالمسواك ،
وبدلا من أن يعتذر أستاذ الأدب الشعبي المجرم عن إجرام أساتذته بوزارة الثقافة وخلانه في حق الأخلاق وحق الأمة والملة إذا به بغير زاجر من خلق أو شيب او مكانة أو دين يصف هذا الفحش في الفجور المستعلي بوزارة الثقافة ووزيرها بأنه يشبه ما جاء في سورة يوسف عليه السلام !!! ( كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً)(الكهف: من الآية5) .
وفي مجلة روزا اليوسف بالعدد 3754 في الثاني والعشرين من صفر 1421هـ 26 من مايو 2000م كتب الأستاذ جمال الدين حسين تحت هذا العنوان " الصحافة الصفراء وأدب غرف النوم" يقول: إن الكارثة والمصيبة تأتي حينما تتراخى مؤسسات الدولة أو تتهاون في اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه هؤلاء الذين يرفعون رايات الإبداع وهم يتحدثون عما يجري في داخل غرف النوم،... ثم أردف الكاتب المحترم قائلا : فتحت مسميات الإبداع كتب –أحد كتاب وزارة الثقافة المصرية- " إذ قُدِّر لأحد أن يُخلَّد فسوف تكون بدرية" -يعني وليس الله تعالى- بدرية التي أحضرها أصدقائي .. لم أدر ما الذي اعتراني وحتى أثناء الممارسة السريعة الملهوفة ،والتي انتهت في ثوان كنت متضايقا من كبر حجم ثدييها" .. " قابلتها بعد ذلك بأيام فحكت لي انها كانت خارجة لتوها من المستشفى قالت :كنتوا كتير قوي، تعبتوني" ثم قال الكاتب بمجلة روزا اليوسف معقبا: " ومن الواضح أن هذا الذي يزعم أنه أديب يتحدث عن علاقة مع عاهرة، مع مومس، فهل هذا هو الإبداع؟"
ثم قال الكاتب بنفس المجلة : " مبدع آخر كتب يقول :" لمن سخونة الأرداف؛ ؟ وقلق النهدين؟ انت اختبرت خصوبتي وسخونة رغوتي " ثم قال كاتب مجلة روز اليوسف: بعد أن أورد القليل من العبارات المنقولة عن مطبوعات وزارة الثقافة والتي منها ما جاء على لسان صلاح الدين محسن عضو اتحاد الكتاب التي سجلت أمام نيابة أمن الدولة العليا بشان كتابه " ارتعاشات تنويرية" التي قام على طباعتها كذلك وزارة فاروق حسني " حيث قال أمامها : نعم إنه ينكر وجود الله ، ولا يؤمن بالأديان، وانه قصد من مؤلفاته- التي تنشرها وزارة الثقافة- تحقير وازدراء الدين والسخرية من الذين يؤمنون بوجود الله" روزا اليوسف نفس العدد ص 21. ومما جاء في كلام هذا الفاجر في كتاب وزارة الثقافة " إن الرسول محمدا هو مؤسس عقيدة الجهل البدوي المقدس"
هذا الفاجر غلام فاروق الذي اعتلى منبر التنوير في دولته حاصل على دبلوم تجارة عام 1967م عين بعدها أمين مخزن في إحدى الجمعيات الزراعية التابعة لبنك التسليف الزراعي في قرية القبابات مركز الصف بالجيزة قبل أن تلحقه بركات وزير الرقاعة " الثقافة" [صحيفة النور المصرية قبل 17 يونيه 2000م ]
الثانية: إن العمل الدرامي الذي جاء على هذا الاسم بالإذاعة المصرية والذي اختير لإذاعته شهر رمضان المبارك في السنين الخوالي هو غير هذه الأعمال الإجرامية التي حواها هذا الكتاب اللقيط المسمى بنفس الاسم والذي جاء وزير الثقافة المصرية فاستلحقه كما استلحق كثيرا من اللقطاء من أشباهه وأمثاله مثل "وليمة لأعشاب البحر " و"موسم الهجرة إلى الشمال" "ورائحة النعناع" ودعوة للحوار" لحسن حنفي الذي قال فيه الأزهر أخيرا " إ ن مؤلفاته تزعم تحريف نصوص القرآن، وأن البشر ليسوا في حاجة للأنبياء والرسل، وأن نصوص الشرع تهدر مصالح الناس، وأن الدعوة الإسلامية غير ملائمة للعصر الحديث،، وأن كتابه التراث والتجديد يهدف إلى الانتصار للشيوعية والفكر الوجودي، والنيل من الإسلام وعلماء الدين : الدستور المصرية العدد 973 20 من جمادى الأولى 1431 هـ 4 مايو 2010م .
هؤلاء وغيرهم استلحقهم وزير الثقافة كما استلحق هذا الذي بعث به إلى إحدى القنوات المصرية ليصف بوقاحة وعهر لا نظير له قراءة الغيارى على الآداب العامة والدين بأنها قراءة شبقية بلا حياء من الله ولا من الناس غير مراع حرمة لمذيعة أو لمشاهد -ريم ماجد- قناة on TV . 5 مايو 2010م
لو أن سفيها ذهب فأكل فخلط متضلعا من قمامات القاهرة التي ملأت فجاجها ثم نام مسثقلا فحلم فهذي لم يأت بأقبح مما فاه به فم هذا النمنم على رؤوس الأشهاد.
الثالثة: إن المعاني والأفكار في صدور أصحابها هي كالأحياء في الحياة ، منها ما هو كالعورات التي تستوجب الستر أو يستحق الدفن و القبر، ومنها ما يستوجب النشر ويستحق التوقير والتقدير ، هذا إذا كان في الناس أخلاق ثابتة وأفئدة واعية. وإن وضع كل واحد مكان الآخر في الاعتبار هو من الفجور في السلوك والغدر في المسؤلية وخيانة الأمانة . ولقد جاء الكثير من إنتاج وزارة الثقافة في عهد هذا الوزير على هذه الوضعية الخلقية والسياسية ،المر الذي حملنا إلى نكتب في حقه إلى سيادة رئيس الجمهورية كما كتب غيرنا منذ أطل قرن الشيطان به في وزارة الثقافة على رجاء ان يُؤَمِّن الدولة من غضب الله الماحق الذي حل بساحتهم الآن وساء صباح المنذرين.
ففي الثاني عشر من شهر مايو عام 200 كتبنا مع غيرنا من علماء الأمة إلى رئيس الجمهورية تحت هذا العنوان " نداء من علماء الأزهر الشريف إلى السيد رئيس الجمهورية بشأن تجاوزات وزارة الثقافة المثيرة " نقول :
السيد محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية
إن جمهرة علماء الأزهر وهم يلتفون حولك جنودا للحق مخلصين نحو الغايات النبيلة؛ والأهداف الكبيرة لتحقيق ما فيه خير البلاد والعباد يفزعون إلى الله تعالى ثم إليك لتدارك ما يمر بمصرنا وما نزل بها من فتن من شأنها أن توقد نيرانا تتبدد بها الجهود؛ وتأتي على الأخضر واليابس.
لقد دأبت وزارة الثقافة منذ سنوات على إصدار مطبوعات استهدفت أخص خصائص الأمة في العقيدة؛ وفي الأخلاق؛ وفي سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك بنشرها كتبا وروايات ومقالات في المطبوعات المختلفة التي تصدر عن وحداتها الثقافية حتى نالت من المشروع النبيل " مهرجان القراءة للجميع" فدسُّوا بين إصداراته مطبوعات سيئة منها" محمد واليهود" الذي حمل محاباة لليهود مع تحامل وتشويه للإسلام وكتابه، وكذا كتاب " موسم الهجرة إلى الشمال" لمؤلف سوداني حظرت السلطات السودانية نشره هناك ثم وجد طريقه إلى وزارة الثقافة المصرية وتم نشره ضمن إصدارات مهرجان القراءة " عام 96، وكتاب "دعوة للحوار" لحسن حنفي، وفي هذه الروايات إثارات ملهبة للغرائز الجنسية عند الشباب بالتصوير المكشوف للعلاقات الجنسية بين العشاق والزناة، في عبارات فاجرة ماجنة، فيها إشاعة للرذائل ،وذبح للفضائل ، من ذلك ما جاء في ديوان " امرأة يروق لها البحر" وفيه- تقول وزارة الثقافة بلسان أحد جنودها- : فتاة يقاسمني في حبها الله، فأحبه ولا أناصبه العداء، لمن سُخُونَةُ الأرداف وقلق النهدين، أنت اختبرتِ خصوبتي وسخونة رغوتي، وربما أسهر ليلة بكاملها مع أبي حيان التوحيدي لأعرف رأيه في استدراج العاهرات بعد انتصاف الليل، مونيكا حضارة الأنبياء" . – يقصد العالم الأديب الفز المتوفى عام 414هـ .
ثم قلنا للرئيس:
تلك الحقارات المُسِفة التيُ ينفق عليها من حُرِّ مال الدولة، وتغرق بها الأسواق بأزهد الأثمان،[ كان سعر هذا الكتاب خمسين قرشا ] والدستور جعل الأسرة أساس المجتمع ،قوامها الدين والأخلاق، ووزارة الثقافة تبدد أموال الأمة في تدمير الشباب؛ وإشاعة الرذائل بين جموعه، مما نتج عنه سلوكيات تنذر بالثبور وعظائم الأمور، وليس الإدمان؛ وأشكال الأنكحة الفاسدة ؛ وعبادة الشيطان؛ وزنا المحارم؛ واغتصاب البنات إلا بوادر لهذا الغرس الخبيث ..
ثم قلنا له:
يا سيادة الرئيس :
إن هذه المطبوعات التي تصدر عن وزارة الثقافة في عهد فاروق حسني قد ضمَّت إلى تدمير الأخلاق تطاولا سافرا على المقدسات الدينية من سخرية بالذات الإلهية ؛ والقرآن الكريم؛ والرسول صلى الله عليه وسلم حتى لقد قال كاتب رواية " الصقَّار" التي أصدرها كذلك فاروق حسني وخنازير وزارة الثقافة : إنه كان إذا قضى حاجته – يعني الغائط- يتطهر بصفحات وأوراق القرآن بدلا من التطهر بالماء" .
ثم قلنا:
يا سيادة الرئيس :
ثم كانت الطامة الكبرى والداهية الدهياء تلك الرواية " وليمة لأعشاب البحر" التي قال عنها الوزير فاروق حسني:" إنه ليس فيها ما يسئ للإسلام ، وإنها تدعو للعقيدة والإيمان وتبجيل الإسلام!! رغم أنها يا سيادة الرئيس تطفح بكل قبيح من القول ورذيلة الأعمال ، فالكاتب المجرم حليف فاروق حسني يسب فيها الله عز وجل ،ويسخر علنا من القرآن الكريم، ويرمي سيد الخلق صلى الله عليه وسلم بالفسق والزنا حيث يقول - هذا الفاجر الذي يرعى فجوره وزير الثقافة بأموال الدولة - في صفحة 168 يقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم" إنه تزوج أكثر من عشرين امرأة بين شرعية،وخليلة،ومتعة" ثم وصف هذا الكافر الذي يعشقه فاروق حسني وصف الله تعالى بأنه فنان وفاشل [ ص 220] وعلى ذلك ففاروق هو الفنان الناجح .
ثم قلنا :
أي تبجيل وأي إسلام هذا يا سيادة الرئيس عند هذا الماجن وصاحبه الوزير الذي يقول على لسان محاوره " خرا بربك دعك من الانحطاط العضوي .
أي تبجيل يا سيادة الرئيس والوزير وصاحبه يقول معلقا على هذا الكفر: "كان يداعب تلال المؤخرة الحريرية وحلمة الثدي للتنويع، ولم يبق الرجل للمبيت في أكثر من عش، تلك رغبة ربنا ونبينا محمد أول المرسلين [ ص609]
أي تبجيل وأي إسلام يا سيادة الرئيس والكاتب المارق –وصاحبه الوزير يدافع عنه- يقول في الزاني الذي وطئ معشوقته فُلَّه "إنه اكتشف الله في جسدها، واندفع اللهب فانكشف الله في جسد فلة العاهرة[ ص 259] -وفاروق حسني لا يزال يصفق له ويمتدحه ويدافع عنه ويحميه بسلطان وزارته الزائلة عنه وعن أمثاله وحماته قريبا إن شاء الله بغير هوانها وتبعاتها الثقيلة -
ثم ختمنا نداءنا إلى رئيس الجمهورية بقولنا له :
سيادة الرئيس:
إن علماء الأزهر الشريف يناشدونكم سرعة التدخل شخصيا لوقف هذه الجرائم وتطهير وزارة الثقافة من كل مجرم أساء إلى الدين ؛ والوطن؛ والأخلاق ، وبدد المال العام فيما يضر بالأمة، كما يناشدونكم رفع الحصار عن الدعاة المخلصين الذين يعرفون كيف يدعون إلى الفضائل؛ ويحاربون الرذائل بالحكمة والموعظة الحسنة؛ حسبة لله تعالى، ثم يناشدونكم بالتدخل الشخصي لإعادة الوحدة إلى صفوف علماء الأزهر،وجمع كلمتهم على ما فيه خير البلاد والعباد، ورفع الظلم الواقع على بعضهم من بعضهم - الذين يحتمون بك- .
وقد نشر هذا النداء بصحيفة الشعب في حينه العدد 1464 في 8 من صفر 1421هـ الموافق 12 من مايو 2000م فكان ماذا؟
عطلت الصحيفة، وشرد أصحابها، وجمد حزبها، وطورد العلماء وضيق عليهم في فجاج الأرض ولا يزال اللقطاء وسيدهم يمرحون ويعبثون بعقول الناشئة وثروات الأمة مع محادة منهم لله والرسول، فقد تبجح هذا الوزير وتوقح وأعلنها على إحدي القنوات العالمية بعدها بأن مصر دولة علمانية والأخلاق مسألة اعتبارية [ قناة الجزيرة عن صحيفة الميدان العدد 352 السنة السادسة 30 مايو 2000م ]
لم نكن وحدنا الذين انفردنا بالتحذير من عصابة هؤلاء المجرمين حتى يسوغ للدولة إهمال تحذيرنا بمسوغ أنه رأي فريق من المتعصبين أو الظلاميين كما ذكر كبيرهم الوزير في صحيفة الوفد مدافعا عن تلك الجريمة بالعدد 4120 للسنة 14 ليوم الأحد 3 صفر 1421هـ 7 مايو 2000م .
لقد كتب الأستاذ فاروق جويدة بصحيفة الأهرام في نفس هذا اليوم -7 مايو ص 36 - تحت هذا العنوان " الثقافة الجادة" يقول متسائلا: ما هو الهدف من نشر رواية " وليمة لأعشاب البحر" من ميزانية أجهزتنا الثقافية ،وكيف تصدر من ميزانية أجهزتنا الثقافية ؟[ بلغ جملة ما أنفق عليها وعلى المنتفعين منها ثمانية مليون جنيها ، النبأ الوطني العدد 276 السنة الرابعة الجمعة 22 صفر 1421هـ 16/ 5 / 2000م ] وكيف تصدر من أموال تخص نجوع مصر وقراها وشبابها المطحون؟ إن هذه الكتابات تعتمد تماما على حديث الغرائز ؛ حيث لا أسلوب، ولا فكر، ولا هدف، ولا قيمة، وهي أبعد ما تكون عن جماليات الفن والإبداع، هناك فرق كبير بين فنون تؤكد قيم الجمال؛ وفنون أخرى تروج القبح وتدعو إليه.
ثم قال بصحيفة الأهرام: كيف توجه الأجهزة الثقافية أموالها لإصدار أعمال تسخر من مقدساتنا.
ثم قال الأستاذ فاروق جويدة بصحيفة الأهرام : إن كل من يروج هذه النماذج المريضة يهدد أمن مصر واستقرارها، ويهدد أيضا دورها ورصيدها وريادتها، ويهدد قبل ذلك كله أجيالا لا ينبغي أبدا أن تقدم لها هذا الزاد المسموم .
ثم ختم مقاله بقوله : في معركة مشبوهة ضد الإسلام الكل خاسر .
فماذا فعلت الدولة مع تلك الوزارة ووزيرها وغلمانه منذ هذا التاريخ
وفي صحيفة الوفد الإثنين 2 من ربيع الأول 1421هـ 5 يونيو 2000م كتب الأستاذ عبد الحميد قريطم تحت عنوان " ولم هذا يا وزير الثقافة؟" قائلا:
عجيب أمر هذا الوزير، إنه إذا ما جاء الإسلام وسط كلام فإنه يسوقه غالبا بما يسميه تراثا، أو يغفل عنه ؛ فلا يسمي الأشياء بمسمياتها أبدا، حتى يشعر سامعوه أنه يتحاشى ذكر الدين وكأنه عورة يجب سترها.... ثم قال: وإني لأسأل الوزير ورجاله- يقصد غلمانه وصبيانه – حين أوْغَلتم في طبع الرواية الحيدرية مرات ومرات أكان مرجع هذا إذكاء فكر الشعب أم أنكم أردتم استفزاز أعماقه الإيمانية فجعلتم منها مطية لتمييع عقائد الناس و إهانة مقدساتنا؟ أ. هـ .
واليوم تصدر تلك الوزارة بمجرميها هذه الرذيلة المسماة ب" ألف ليلة وليلة" ثم تبعث بصغار مجرميها يبينون لنا كيف نتعامل مع قاذوراتهم ويحذروا الناقدين والفاقهين وأولياء الأمور من القراءة الشبقية .
يقو الأستاذ إبراهيم عيسى في مقاله " ليالي ألف ليلة وليلة" : لا شك أن ألف ليلة وليلة فيها مشاهد وقصص مليئة بالخيال الجنسي الجامح، والعري المتحرر، بل الألفاظ الواضحة الفجة للعملية الجنسية" الدستور العدد 973، في 20 من جمادى الأولى 1431هـ 4 من مايو 2010م
فهل قراءة الأستاذ إبراهيم عيسى هي قراءة شبقية أيضا أيها الأوغاد الساقطون؟ وبعد:
فإن الكلمة قضية جازمة، وعقيدة جامعة، والحرب كما جاء عن أجدادنا مبدؤها كلام، وإن استئصال الأمة بالكلمات الخبيثة أنكى من تهديها بضرب الرصاص على الثائرين المتظاهرين من أحرار شبابها ورجالنا الكرام على معالم الإجرام والمجرمين، و هي أنكى كذلك وأقبح وأشنع من الحروب المعلنة علي الأمة آناء الليل وأطراف النهار بالأطعمة الفاسدة، والأ شربة الهالكة ، والعطالة المدمرة من أعضاء مجالس سب الدين ، ونواب القمار، والدماء الفاسدة ، الأعضاء المتاجرين بآلامه وضروراته التي يذلونه بها وهم لها مالكون .
إن آداب المراحيض هي أخص خصائص الملاحدة وأشياعهم في دول المناكيد ، من قبل كان هناك أدب السرير الذي جعله الأستاذ العقاد من ألزم لزوميات الأنظمة المستبدة، واليوم صرنا إلى أدب المراحيض الذي تستأصل به البقية الباقية من معالم الأمة وعافيتها.
إننا إذا نزعنا عن الأدب الأصول ؛ و أعطينا كل ساقط الحق في أن يقول ما يشاء باسم الإبداع الكاذب ويكتب بما يشاء فينبغي أن يُعطي كل قارئ له وسامع أن يفعل به وفيه ما يشاء ما دام أن الكاتب ووزيره قد استباح لنفسه أن يكتب إلى الناس ويرسل إليهم بخليط البول والغائط من فمه بدلا من أن يتوارى به في أعماق المراحيض.
فإلى كل ذي شأن قبل أن يذهب ما بقي على قلته ويقوى أمر الانفلات الذي أطل بمقدم رايته التي وجدت لنفسها اليوم موضعا في خطاب رئيس الدولة، وليس بعدها إلا الشر المستطير ، ووقته ( لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل)
إن السقف أوشك أن يخر على الجميع ( فاستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود) قبل (أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين) . ويسمع هؤلاء عن قريب – إن شاء الله- قول الحق جل جلاله فيهم وفي أشباههم (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ)( مَا لَكُمْ لا تَنَاصَرُونَ) كما كنتم تتناصرون في مجامعكم ومجالسكم بقوانينكم التي ناصبتم بها الله جل جلاله العداء ، وستكونون جميعا إن شاء الله على هذا الحال المهين ( بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ) على رغم أنوفكم ) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ)( قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ)
ولن تجدوا جميعا من رؤسائكم الذين أطعتموهم على حساب دينكم وشرفكم غير هذا الجواب ( قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) ثم يكذبونك بقولهم لكم ( وما كان لنا عيكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين ) ( فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ)( فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ) ( فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ) وهكذا قضى ربنا في أمثالكم ( إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ) ( إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ) (الصافات 24 :35) فلم يكن ل "لا إلاه إلا الله" في مواطن التشريع، والتأديب، و التعليم ، والسياسة والتثقيف عندهم وجود ولا توقير . حتى في ساحات المساجد لم يدعوها بغير اعتداء وتسلط وتدخل في حقوقها .
يا قومنا :
إن السفينة المصرية كلها اليوم كادت تلحق بعبارة السلام ( فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) (الذريات:50)، فروا إلى الله من ذل المناصب التي رخصت بمعاصيه، ومن ذل الحاجة إلى غيره التي لم تزدد على الزمان بكم إلا ذُلَّا ، فروا إلى الله من مغريات الشياطين، شياطين السياسة الذين أضاعوا كل حق وانتهكوا كل حرمة و ( بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) ،فِرُّوا إليه وحده جل جلاله من أنفسكم الظالمة وأنظمتكم المستبدة المستعلية الفاجرة ، فروا إليه وحده فهو وحده الحق وكل ما دونه هالك من أموال، أو مناصب، أو آمال أو مجالس، أو ألقاب أو مطامع ، كله ذاهب هالك وليس يبقى غير وجه الله وحده ،وجه الله الذي أضاعت تلك المجالس وهذه المؤسسات حقوقه؛ وأهملت حدوده ، (فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) (يونس:32)
(فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) (غافر:44)
صدر عن جبهة علماء الأزهر عصر الرابع والعشرين من جمادى الأولى 1421هـ الثمن من مايو – أيار- 2010م
http://www.jabhaonline.org/index.php?option=com_content&view=article&id=311:2010-05-08-13-08-06&catid=27:2009-10-16-18-46-20&Itemid=65
- جمعية جبهة علماء الأزهر
بقلم: جابر عصفور
كتبت عن انحدار الخطاب الثقافي العام في العاشر من الشهر الماضي ولم أكن أتعمد ذكر أحد بعينه حتي لو فعلت ذلك علي سبيل التمثيل, فلا يزال مقصدي أكبر من هذا الشخص أو ذاك,
وإنما الظاهرة التي كنت أقصد إليها ظاهرة عامة, يمكن أن نرصد مظاهرها وأسبابها علي السواء وأعترف أنني لم أكن أتخيل أو أظن أن يصل هذا الانحدار إلي أقصي درجات الإسفاف ولذلك أعترف بصدمتي القاسية والمحزنة عندما قرأت بيانا صادرا عن جمعية جبهة علماء الأزهر المشهرة برقم565 لسنة1967 في الشهر الماضي, بعنوان إلي صبيان المواخير سفهاء ألف ليلة. وقد أصابني العنوان والبيان بالدهشة المحزنة, ودفعني إلي قراءة بقية ما أتيح لي من بيانات هذه الجمعية, فتزايدت الصدمة المحزنة, وتولد السؤال هل يمكن أن يسف الخطاب الثقافي أكثر من ذلك؟ وماذا يمكن أن نقوله وبيانات هذه الجبهة يقرؤها شباب أدعو الله أن ينجيهم من جراثيم خطابها. علي أن السؤال الأكثر حزنا هو كيف يمكن لمن يسمون أنفسهم علماء, وينسبون أنفسهم إلي الأزهر أن يستخدموا هذه اللغة المسفة, في بيان, كل ما فيه لا يمكن أن يتصل بالأخلاق أو المجادلة بالتي هي أحسن؟
وأخطر من ذلك أنه بيان يتمسح بالإسلام, ويدعي الحديث باسمه, كما لو كان علماء( ؟!) هذه الجبهة قد نصبوا أنفسهم وصاة علي الإسلام, ومحتكرين الحديث باسمه, وتحولوا إلي دعاة يرجمون بأقبح الكلمات كل من يختلف معهم أو عنهم سأترك ما تعلمناه من أن اختلاف أمتي رحمة, والمخاطبة بالتي هي أحسن, وأسأل هل هذا بيان لعلماء مسلمين, ينتسبون إلي الأزهر الشريف, يخاطبون غيرهم من المسلمين أو غير المسلمين؟ وهل يعرف هؤلاء العلماء أن أزهرهم لا يزال بخير, وأن مستنيريه يرفضون كل ما قاله هؤلاء المنتسبون إلي الأزهر, ظلما, عن ألف ليلة, تماما كما فعلوا مع هؤلاء الذين أطلقوا علي أنفسهم مسمي رابطة محامون بلا قيود الذين طالبوا النائب العام بمصادرة الطبعة التي صدرت ضمن سلسلة ذخائر التراث التي يشرف عليها الأستاذ جمال الغيطاني عن هيئة قصور الثقافة برئاسة الدكتور أحمد مجاهد الذي طالب المحامون أصحاب البلاغ بعقابه والغيطاني بسبب نشرهما الطبعة المصرية الأولي من ألف ليلة وقد نعذر المحامين( بلا قيود؟!) علي جهلهم بالتراث العربي الإسلامي بوجه عام, لكن ماذا نفعل بمن يصفون أنفسهم بأنهم جبهة علماء الأزهر الذين يفترض بهم أن يعرفوا تراثهم الذين لا يختارون من تياراته إلا أشدها ظلاما وتخلفا تري هل يعرفون أن أزهرهم الذي يظلمونه بالانتساب إليه, كما يظلمون لقب العلماء, قد أخرج الذين تولوا تصحيح ألف ليلة وليلة, طوال القرن التاسع عشر الميلادي, دون أن يجدوا حرجا, أو يروا فيها ما رأي علماء جبهة الأزهر.
لقد كان أول من أشرف علي طبع ألف ليلة وليلة في زمن محمد علي سنة1835 هو الشيخ عبد الرحمن الصفتي الشرقاوي المتوفي سنة1848 وكان شاعرا له ديوان جمعه تلميذه محمد عياد طنطاوي أسماه تلاقي الأرب في مراقي الأدب وكان عالما أزهريا فاضلا, ينفر من الرياء والتصنع, ويسير سيرة السلف الصالح في إرسال النفس علي السجية والرغبة بها عن التزمت والتطرف ولم تمتد يد هذا الشيخ الجليل إلي متن ألف ليلة إلا ليصوب اللغة من ركاكة الغلطات السخيفة للعامية, مؤكدا إعراضه عن استهجان المعاني الكثيفة التي أدرك أنها بعض ما يلازم الخصائص الأدبية للمتن ومضي في طريقه الشيخ محمد عبد الرحمن الشهير باسم قطة العدوي المتوفي سنة1864 وكان نحويا مقتدرا, من آثاره فتح الجليل بشرح شواهد ابن عقيل وتولي تصحيح مجموعة من ذخائر التراث, أذاعت صيته إلي اليوم, بين العلماء حقا لا العلماء زورا وقد مضي الشيخ طه محمود قطرية في اتجاه سلفه الشيخ قطة, فختم نسخة المطبعة الوهابية الصادرة سنة1880 بحمد الله الذي قص علي نبيه أحسن القصص, وأباح لأمته فنون الرخص من الحكايات التي تعينهم علي احتمال النوازل وجاء بعد ذلك الشيخ عثمان عبد الرازق صاحب المطبعة العثمانية, فأعاد طبع ألف ليلة سنة1884, وختم طبعته بوصف ألف ليلة بأنها تجاور بين بدائع المنقول والمعقول وفعل الأمر نفسه الشيخ إبراهيم الفيومي في الطبعة التي انتهي من تصحيحها سنة1886 ولم يفته مغزي ألف ليلة التي تجعل من سير الأولين عبرة للآخرين وهو المغزي الذي أكده الشيخ أحمد كبير الذي أشرف علي طبعة كلكتا الثانية في الهند وهي الطبعة التي ندين للأستاذين جمال الغيطاني وحسين مهران بإصدارها منذ سنوات, ولم تثر هذه الضجة المشبوهة التي واجهتنا عاصفتها الهوجاء في الشهرين الماضيين وقد حرص العلماء الخمسة من المشايخ علي نص الليالي المكتوب وعدم استهجان المواضع المنطوية علي جنس, أو حتي سفاح المحارم, تماما كما حافظوا علي متن رجوع الشيخ إلي صباه في القوة علي الباه الذي أصدرته مطبعة بولاق الأميرية لابن كمال باشا سنة.1891
وقد كان مصححو كتب التراث القديم, طوال القرن التاسع عشر, في منزلة كبار العلماء لما تحلوا به من دقة وتفان وإخلاص لم يعد لها مكان في زمن أشباه العلماء الذين يسيئون إلي الإسلام لجهلهم بتراثهم العظيم وما فيه من كنوز وذخائر ولذلك تخلو الطبعات التي أشرف عليها هؤلاء من الخطأ والسهو, وتدل علي التقاليد العلمية التي حافظوا عليها وقد كان القائمون علي المطبعة الأميرية يختارون المصححين من أبناء الأزهر النابهين, كي يتلقوا تدريبا شاقا يستغرق نحو ست سنوات, تشرف عليه رئاسة خاصة, بدأت بالشيخ نصر الهوريني الشافعي المتوفي سنة1874 شارح ديباجة القاموس المحيط وصاحب كتاب المطالع النصرية للمطابع المصرية في الأصول الخطية الذي أعده أول كتاب في العصر الحديث يتصل بعلوم التحقيق ومراجعة المخطوطات في أثناء طبعها وقد أضاف الشيخ الهوريني به إلي علوم العرب التراثية ما أفاده من علوم أوربا, خصوصا حين أرسله محمد علي إماما لإحدي البعثات كما فعل مع رفاعة الطهطاوي.
وكان هؤلاء المصححون العلماء والأجلاء يعرفون تراثهم وإسلامهم, ويعرفون سماحته وسعة أفقه, فلم يكونوا يرتعبون من أية حكاية تنطوي علي هزل, أو تشمل إشارات ووقائع جنسية, أو تذكر الأعضاء الجنسية للرجل أو المرأة وكان دليلهم علي ذلك كلمات مثل تلك التي ذكرها ابن قتيبة الدينوري في كتابه عيون الأخبار الذي هو من كتب الأدب بمعناه القديم الذي يشير إلي الأخذ من كل شيء بطرف وكان الرجل أحد أئمة المذهب السلفي, ونصير أحمد بن حنبل في القرن الثالث للهجرة, ومؤلف تأويل مشكل القرآن وتأويل مختلف الحديث وعدو العقلانية اللدود الذي هاجم الجاحظ والنظام وأقرانهما من المعتزلة أقسي هجوم ورغم ذلك, ذكر في كتابه عيون الأخبار ما نصه سينتهي بك كتابنا هذا إلي باب المزاح والفكاهة وما روي عن الأشراف والأئمة فيهما, فإذا مر بك, أيها المتزمت, حديث تستخفه فاعرف المذهب فيه وما أردنا به واعلم أنك إن كنت مستغنيا عنه بتنسكك فإن غيرك ممن يترخص فيما تشددت فيه محتاج إليه, وإن الكتاب لم يعمل لك دون غيرك فيهيأ علي ظاهر محبتك, ولو وقع فيه توقي المتزمتين لذهب شطر بهائه وشطر مائه, ولأعرض عنه من أحببنا أن يقبل إليه معك, وإنما مثل هذا الكتاب مثل المائدة تختلف فيها مذاقات الطعوم لاختلاف شهوات الآكلين وإذا مر بك حديث فيه إفصاح بذكر عورة أو فرج أو وصف فاحشة فلا يحملنك الخشوع أو التخاشع علي أن تصعر خدك وتعرض بوجهك, فإن أسماء الأعضاء لا تؤثم, وإنما المأثم في شتم الأعراض وقول الزور والكذب وأكل لحوم الناس بالغيب.
ويمضي ابن قتيبة في مخاطبة أسلاف جبهة علماء( ؟!) الأزهر, مجادلا إياهم بالمعقول والمنقول, مستشهدا بأحاديث للرسول صـلي الله علـيه وسـلم وأقـوال أبي بكـر الصـديق وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما ولا أستطيع أن أنقل هذه الأحاديث, فمن المؤكد أن تحرير هذه الجريدة سوف يحذفها, خوفا من متطرفي هذا العصر المتمسحين بالدين, أو أدعياء الوصاية علينا, لا لأنهم أكثر تدينا, وإنما لأنهم أكثر تشددا وتطرفا وتزمتا إلي أن وصل خطابهم إلي أقصي درجات الإسفاف. ولا أدري إلي متي سنظل نسمح بهذا وأمثاله بدعوي الحرية, فالحرية تنتهي عند إيذاء الآخرين ولا أعرف أية حكومة تلك التي تسمح لجمعية مرخصة من إحدي وزاراتها بوصف المدافعين عن ألف ليلة بأنهم صبيان المواخير أو يصفون الليالي بأنها أدب مراحيض, وأرجو من الوزارة المعنية بالجمعيات الأهلية أن تراجع بيانات الجمعيات التي تحت إشرافها, ومنها جمعية جبهة علماء الأزهر التي أظنها تخرق كل القوانين, وأن تتولي التحقيق في مثل هذا البيان وغيره الذي هو اعتداء علي الحريات والتراث وتقاليد الأزهر المستنير, فضلا عن التحقير من مكانة أنصار الدولة المدنية الذين توصف كتاباتهم بأنها قاذورات الأقلام الفاجرة ويوصف فيه الكاتب الكبير حلمي النمنم بكلمات بشعة مثل لو أن سفيها ذهب فأكل فخلط متضلعا من قمامات القاهرة التي ملأت فجاجها ثم نام مستقلا فحلم فهذي لم يأت بأقبح مما فاه به هذا النمنم علي رؤوس الأشهاد وأمثال هذا كثير وأقبح في بيانات لابد أن تخضع للقانون, فالفرق هائل بين حرية الرأي والسباب البذيء, ولابد أن يأخذ القانون مجراه, ليوقف الذين صاغوا هذا البيان وأمثالهم عن تحقير الخصوم الفكريين ووصفهم بما يعاقب عليه القانون إن الحرية مسؤولية أيها السادة, وعلينا الدفاع عنها حتي ضد الذين يسيئون استخدامها في غير ما وضعت له, وهو حماية حقوق الإنسان
وهذا نص بيان جبهة علماء الأزهر كما ورد في موقعها :
http://www.jabhaonline.org/index.php?option=com_content&view=article&id=354:2010-06-08-21-13-13&catid=27:2009-10-16-18-46-20&Itemid=65
- إلى وزير الثقافة الذي لم يجد في غير السفهاء أعوانا وأنصارا
بعد أن هجم القبح الشنيع على الأمة من وزارة الثقافة والقائمين عليها هجوما آذى الأحداق؛ وسمم الأذواق؛ وشوَّه كل جميل في الحياة ، بعد أن استعلنت واستغوت بفجورها
، وأرسلت بسفيهها ليكتب في صحيفة الأهرام داعيا إلى نشر الخنا معلنا تقديسه لجريمة سفاح المحارم مطالبا بنشرها ثم أباحت له نفسه الوضيعة التطاول على علماء الملة وتحقير الغيارى على الفضيلة من كبار المحامين وذوي الأقدار العالية [ الأهرام 7 من يونية ] في أسلوب
أرفع ما يوصف به صاحبه أنه سفيه من زمرة وصبيان الذين قال فيهم الحق جل جلاله (ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يشعرون) ، فكيف إذا ضم هذا السفيه إلى سفاهته التي بها عُرف وإلحاده الذي به اشتهر إذا ضم إلى نقائصه تلك دعواته الفاجرة التي لا تخرج عن كونها تبرُّزا تبرز بها على الأمة من فمه واحد من سفهاء هذا الوزير باسم الثقافة ، تلك الثقافة التي ارتضوها لأنفسهم ملاذا فظلموا بها كل ثقافة؛ وكانوا بذلك على الدرب الدنس الذي به عرفوا وإليه انتسبوا من لزوم أردية الزور والبهتان ،والعمالة الرخيصة التي صارت معلما من معالم عهدهم ، هذا العهد الذي أصبح فيه للمواخير سدنة بتلك الوزارة .
وتلك هي بعض آثار الكابوس الذي جثم على الصدر أكثر من نصف قرن، كانت على الدوام معنا حكوماته أخدع من الضب، وأخبث من الثعلب، وأعيث من الذئب، تريد الأمة أن تزحزحه فيثقل، أو تخاطبه فيغبى، أو تُغاضبه فيبرد.
رحم الله المتنبي على قوله :
سادات كل أناس من نفوسهمو * وسادة المسلمين اليوم الأعبد القزم
قال هذا وقت أن كانت مصر هي زعيمة العالم الإسلامي، فكيف به لو أنه كان قد ابتلي في عصره بأمثالكم ؟
لقد أبدلنا الله والعالم الإسلامي بالأتراك خيرا ، فإن الله أكرم من أن يسلم عباده إلى أمثالكم بعد أن ضيعتم كل شرف وخنتم كل عهد، وكان الأتراك بحق ( أحق بها وأهلها) .
إسرائيل تستنزف مياهنا الجوفية في سيناء على ما قالت الصحفية القديرة الأستاذة " سكينة فؤاد بصحيفة " الدستور" وإخوان وزير الثقافة لا يستحيون أن يتبجحوا بقولهم" بأن هذا لن يؤثر في مخزوننا من المياه " [ الدستور العدد 254 في 27 من يناير 2010م] وهو قول ينزع من نفس المنزع الذي نطقوا به عند مهاجمة المجرمين من حلفائهم من اليهود سفينة الحرية وقافلة النجاة فنطق ناطقهما بالكفر معلقا على تلك الجريمة " بأنها استخدام مفرط – من إسرائيل- للقوة" الأمر الذي يعني أنكم تباركون الاستخدام غير المفرط للقوة بحق المستضعفين من أبنائنا وأعراضنا بغزة ، وكذلك فإن من حق إسرائيل في شريعتكم أن تتمتع بمياهنا الجوفية كما تمتعت بذخائرنا الغازية والبترولية ، وكما يتمتع وزير الثقافة بأعراض الأمة وأقدارها وقدراتها ويعبث مع صبيانه المخانيث بأخلاقها ،فيرسل ببعض غلمانه ليبول على ذرى مصر وهاماتها من بنيان الأهرام العريق بغير حياء ولا خجل بعد أن أصبح القانون والعدالة بحزب هذا الوزير وحكومته كلمتين لا تعنيان إلا نفاذ إرادة هذا الحزب بظلمه وانتفاع الغاصب الحاكم ببغيه ، حتى جأرت بالشكوى منكم السجون، وتجاوبت بالأحزان منكم البيوت.
أليس هذا من مظاهر الوضاعة القبيحة في حيوانية الإنسان القبيح؟
يا أيها الوزير :
لو أن غيرك هو الذي اصطنع السفهاء لتسليطهم على الفضيلة وأهلها ، والجبهة وأعلامها، والقانون وسدنته؛ لقلنا له ما قاله الناصحون لمثلك أصحاب المناصب في أزماتهم " إنك إذا اصطتنعت سفيها يسافه عنك فاحذره لليوم الذي لا يكون سفيها إلا عليك " لكن ما حيلتنا مع من لا لحم له سمين ليقضم ولا مجد عنده شريف ليُهدم ؟
ألا فليعلم وزير "ألف ليلة وليلة" وصبيانه أن جبهة علماء الأزهر أعلى من أن تطال بسوءات وعذرات المخنثين ، وهي كذلك بحمد الله ورضوانه أعز وأغلى من أن تكون تحت سلطان بوَّالٍ أو بوَّالةٍ على أعقابها من إخوانكم الذين يمدون لكم في الغي وأز لا مكم ( ثم لا يقصرون) .
وأخيرا أيها الوزير :
إن لم تمنع مخانيث ألف ليلة وليلة بوزارتك - الذين كانوا ولا يزالون أحد أسباب خراب مصر منذ يونيه 67 وحتى يونيه 2010 – إن لم تمنع هؤلاء المخانيث و تكفهم عن الاسترسال في نزواتهم على منابرنا ليكونن منا لك والله حديث وحديث، يجعل من هذا البيان إذ قورن به؛ أو قيس عليه بابا من أبواب التفكه لك أو الثناء عليك، واعلم أن عقل النملة يصور لها ظلامَ الليل جيشا من النمل، فخير لك – على ما بك- أن لا تجعل من نفسك واحدا من هذا الجيش الموهوم، ولتعلم أن أصوب الصواب عند المأفون غلطة تجلب له الشهرة ، والحمد لله الذي لم يجعل لكم شهرة في غير الرذيلة التي صرتم بها تُعرفون ، وبها غدا على ربكم بسوءاتكم هذه المكشوفة تُعرضون و(إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ) (الأنعام:134)
صدر عن جبهة علماء الأزهر صبيحة الأربعاء 26 من جمادى الآخرة 1431هـ الموافق 9 من يونيو 2010م
- إلى صبيان المواخير سفهاء ألف ليلة وليلة
( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) (الانبياء:18)
حقائق ووثائق بين يدي البيان :
الأولى: إن كثيرا من مفردات عنوان البيان ليست لنا، بل هي لإخوانٍ لنا في الغيرة على الفضيلة وإن لم يكونوا من علماء الأزهر وشيوخه الذين اتخذهم فاروق حسني وأزلامه غرضا لسهامه الغادرة الخائنة.
فقد نشر بصحيفة الأخبار – المصرية- في الخامس والعشرين من شهر مايو عام 2000تحت عنوان: "بلاغ لمن يهمه الأمر" ثم قال البلاغ " كتاب خارج عن الآداب في كلية الآداب" ثم قالت صحيفة الدولة صاحبة البلاغ: "لم نتخيل أن يحتوي كتاب يُدَرَّس بالجامعة على هذه الألفاظ التي أقل ما توصف بها أنها وقحة، ومنحطة، وصلت إلى درجة من البذاءة يصعب تصديقها، فهي- والكلام لصحيفة الأخبار- لا تتردد إلا في بيوت البغايا ،وأوكار الدعارة، ومحاضر الآداب"
وكان الكتاب المذكور هو " الجريمة وانحراف الأحداث" وهو لوكيل كلية الآداب بجامعة المنصورة آنئذ " الدكتور محمد غنيم" ، والذي على إثره قررت جامعة المنصورة حظر التعامل مع مؤلف الكتاب البذيء وإحالته للتحقيق بعد ان وجهت إليه تهمة التدليس. الأخبار الإثنين 25 من صفر 1421 هـ ، 29 من مايو 2000م الصفحة الأولى ، وقد أتت هذه الخطوة على رغم أنف عميد الكلية " لدكتور محمد الحريري" الذي قال عن هذا الدكتور الوقح الساقط " إن الألفاظ المبتذلة التي وردت في الكتاب مجرد سقطة مطبعية – الأخبار 25/ 5 / 2000م .
وهذه الجريمة على بشاعتها من العميد ووكيله إذا قورنت بها جرائم وزارة الثقافة بحق أمتنا جاءت في عداد الهنات لا الجرائم !!! .
فمجرمي وزارة تلك الوزارة الذين بعثوا رسولهم نائب رئيس الهيئة العامة للكتاب لم يستحيوا من ترداد اعتزازهم بما نشروا على الأسماع من قاذورات الأقلام الفاجرة التي لم يعرف لها مؤلف بل وتذهب بهم الوضاعة الخلقية إلى التطاول على الغيارى في أفهامهم وعقولهم بأنهم يقرأون قراءة شبقية ، دون أن يبين الرعديد وزميله أستاذ الأدب الشعبي المتصابي الساقط الذي جعل من كلام الله تعالى هدفا لهذيانه ومجونه حيث ساوي بين العَذْرة و سنا الذكر الحكيم فقال إن ما جاء في كتاب وزارة الثقافة يشبه في الإبداع ما جاء في سورة يوسف عليه السلام م _ يقصد هذا المجرم الدكتور الساقط بجدارة عن كل اعتبار قول كتابها :
وحلّـت – يقصد زانية كتابها- عقد إزارها فتفزَّعت من أنت َ؟ قلتُ- أي العاشق- فتى أجاب نَداك.
ثم قال العاشق الذي تروج له وزارة الثقافة بأموال الأمة فجوره :
و غدوتُ أزهزهها – أحركها - بمثل ذراعها هزَّ اللطيف يضرب الأوراك
ولولا أن ما سنذكره مما يدين به وزير الثقافة لغلبنا حق الحياء على حق العدالة في ضرورة سوق ما ندين به وزارة الثقافة المصرية ووزيرها، وهو فيما جاء بعد هذا البيت الذي نشرته تلك الوزارة وهذا الوزير وصبيانه على الأمة في لياليه السود:
حتى إذا ما قمت بعد ثلاثة قالت –يعني الفاجرة للفاجر- هل (ناكَ ) الشيءُ – إي والله هكذا تتكلم وزارة الثقافة بلغة سواقط الفاجرين ،وتقصد بالشيء ما سبق لها أن ألمحت إليه من قبل من قول فاجرهم قبل ذلك ببيت أو بيتين في تلك الليالي السود عليه وعليهم أجمعين :
والثغر بالمسواك يظهر حسنه والشيء – يعني عضو التذكير – للأشياء – يعني محل العفة- كالمسواك ،
وبدلا من أن يعتذر أستاذ الأدب الشعبي المجرم عن إجرام أساتذته بوزارة الثقافة وخلانه في حق الأخلاق وحق الأمة والملة إذا به بغير زاجر من خلق أو شيب او مكانة أو دين يصف هذا الفحش في الفجور المستعلي بوزارة الثقافة ووزيرها بأنه يشبه ما جاء في سورة يوسف عليه السلام !!! ( كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً)(الكهف: من الآية5) .
وفي مجلة روزا اليوسف بالعدد 3754 في الثاني والعشرين من صفر 1421هـ 26 من مايو 2000م كتب الأستاذ جمال الدين حسين تحت هذا العنوان " الصحافة الصفراء وأدب غرف النوم" يقول: إن الكارثة والمصيبة تأتي حينما تتراخى مؤسسات الدولة أو تتهاون في اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه هؤلاء الذين يرفعون رايات الإبداع وهم يتحدثون عما يجري في داخل غرف النوم،... ثم أردف الكاتب المحترم قائلا : فتحت مسميات الإبداع كتب –أحد كتاب وزارة الثقافة المصرية- " إذ قُدِّر لأحد أن يُخلَّد فسوف تكون بدرية" -يعني وليس الله تعالى- بدرية التي أحضرها أصدقائي .. لم أدر ما الذي اعتراني وحتى أثناء الممارسة السريعة الملهوفة ،والتي انتهت في ثوان كنت متضايقا من كبر حجم ثدييها" .. " قابلتها بعد ذلك بأيام فحكت لي انها كانت خارجة لتوها من المستشفى قالت :كنتوا كتير قوي، تعبتوني" ثم قال الكاتب بمجلة روزا اليوسف معقبا: " ومن الواضح أن هذا الذي يزعم أنه أديب يتحدث عن علاقة مع عاهرة، مع مومس، فهل هذا هو الإبداع؟"
ثم قال الكاتب بنفس المجلة : " مبدع آخر كتب يقول :" لمن سخونة الأرداف؛ ؟ وقلق النهدين؟ انت اختبرت خصوبتي وسخونة رغوتي " ثم قال كاتب مجلة روز اليوسف: بعد أن أورد القليل من العبارات المنقولة عن مطبوعات وزارة الثقافة والتي منها ما جاء على لسان صلاح الدين محسن عضو اتحاد الكتاب التي سجلت أمام نيابة أمن الدولة العليا بشان كتابه " ارتعاشات تنويرية" التي قام على طباعتها كذلك وزارة فاروق حسني " حيث قال أمامها : نعم إنه ينكر وجود الله ، ولا يؤمن بالأديان، وانه قصد من مؤلفاته- التي تنشرها وزارة الثقافة- تحقير وازدراء الدين والسخرية من الذين يؤمنون بوجود الله" روزا اليوسف نفس العدد ص 21. ومما جاء في كلام هذا الفاجر في كتاب وزارة الثقافة " إن الرسول محمدا هو مؤسس عقيدة الجهل البدوي المقدس"
هذا الفاجر غلام فاروق الذي اعتلى منبر التنوير في دولته حاصل على دبلوم تجارة عام 1967م عين بعدها أمين مخزن في إحدى الجمعيات الزراعية التابعة لبنك التسليف الزراعي في قرية القبابات مركز الصف بالجيزة قبل أن تلحقه بركات وزير الرقاعة " الثقافة" [صحيفة النور المصرية قبل 17 يونيه 2000م ]
الثانية: إن العمل الدرامي الذي جاء على هذا الاسم بالإذاعة المصرية والذي اختير لإذاعته شهر رمضان المبارك في السنين الخوالي هو غير هذه الأعمال الإجرامية التي حواها هذا الكتاب اللقيط المسمى بنفس الاسم والذي جاء وزير الثقافة المصرية فاستلحقه كما استلحق كثيرا من اللقطاء من أشباهه وأمثاله مثل "وليمة لأعشاب البحر " و"موسم الهجرة إلى الشمال" "ورائحة النعناع" ودعوة للحوار" لحسن حنفي الذي قال فيه الأزهر أخيرا " إ ن مؤلفاته تزعم تحريف نصوص القرآن، وأن البشر ليسوا في حاجة للأنبياء والرسل، وأن نصوص الشرع تهدر مصالح الناس، وأن الدعوة الإسلامية غير ملائمة للعصر الحديث،، وأن كتابه التراث والتجديد يهدف إلى الانتصار للشيوعية والفكر الوجودي، والنيل من الإسلام وعلماء الدين : الدستور المصرية العدد 973 20 من جمادى الأولى 1431 هـ 4 مايو 2010م .
هؤلاء وغيرهم استلحقهم وزير الثقافة كما استلحق هذا الذي بعث به إلى إحدى القنوات المصرية ليصف بوقاحة وعهر لا نظير له قراءة الغيارى على الآداب العامة والدين بأنها قراءة شبقية بلا حياء من الله ولا من الناس غير مراع حرمة لمذيعة أو لمشاهد -ريم ماجد- قناة on TV . 5 مايو 2010م
لو أن سفيها ذهب فأكل فخلط متضلعا من قمامات القاهرة التي ملأت فجاجها ثم نام مسثقلا فحلم فهذي لم يأت بأقبح مما فاه به فم هذا النمنم على رؤوس الأشهاد.
الثالثة: إن المعاني والأفكار في صدور أصحابها هي كالأحياء في الحياة ، منها ما هو كالعورات التي تستوجب الستر أو يستحق الدفن و القبر، ومنها ما يستوجب النشر ويستحق التوقير والتقدير ، هذا إذا كان في الناس أخلاق ثابتة وأفئدة واعية. وإن وضع كل واحد مكان الآخر في الاعتبار هو من الفجور في السلوك والغدر في المسؤلية وخيانة الأمانة . ولقد جاء الكثير من إنتاج وزارة الثقافة في عهد هذا الوزير على هذه الوضعية الخلقية والسياسية ،المر الذي حملنا إلى نكتب في حقه إلى سيادة رئيس الجمهورية كما كتب غيرنا منذ أطل قرن الشيطان به في وزارة الثقافة على رجاء ان يُؤَمِّن الدولة من غضب الله الماحق الذي حل بساحتهم الآن وساء صباح المنذرين.
ففي الثاني عشر من شهر مايو عام 200 كتبنا مع غيرنا من علماء الأمة إلى رئيس الجمهورية تحت هذا العنوان " نداء من علماء الأزهر الشريف إلى السيد رئيس الجمهورية بشأن تجاوزات وزارة الثقافة المثيرة " نقول :
السيد محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية
إن جمهرة علماء الأزهر وهم يلتفون حولك جنودا للحق مخلصين نحو الغايات النبيلة؛ والأهداف الكبيرة لتحقيق ما فيه خير البلاد والعباد يفزعون إلى الله تعالى ثم إليك لتدارك ما يمر بمصرنا وما نزل بها من فتن من شأنها أن توقد نيرانا تتبدد بها الجهود؛ وتأتي على الأخضر واليابس.
لقد دأبت وزارة الثقافة منذ سنوات على إصدار مطبوعات استهدفت أخص خصائص الأمة في العقيدة؛ وفي الأخلاق؛ وفي سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك بنشرها كتبا وروايات ومقالات في المطبوعات المختلفة التي تصدر عن وحداتها الثقافية حتى نالت من المشروع النبيل " مهرجان القراءة للجميع" فدسُّوا بين إصداراته مطبوعات سيئة منها" محمد واليهود" الذي حمل محاباة لليهود مع تحامل وتشويه للإسلام وكتابه، وكذا كتاب " موسم الهجرة إلى الشمال" لمؤلف سوداني حظرت السلطات السودانية نشره هناك ثم وجد طريقه إلى وزارة الثقافة المصرية وتم نشره ضمن إصدارات مهرجان القراءة " عام 96، وكتاب "دعوة للحوار" لحسن حنفي، وفي هذه الروايات إثارات ملهبة للغرائز الجنسية عند الشباب بالتصوير المكشوف للعلاقات الجنسية بين العشاق والزناة، في عبارات فاجرة ماجنة، فيها إشاعة للرذائل ،وذبح للفضائل ، من ذلك ما جاء في ديوان " امرأة يروق لها البحر" وفيه- تقول وزارة الثقافة بلسان أحد جنودها- : فتاة يقاسمني في حبها الله، فأحبه ولا أناصبه العداء، لمن سُخُونَةُ الأرداف وقلق النهدين، أنت اختبرتِ خصوبتي وسخونة رغوتي، وربما أسهر ليلة بكاملها مع أبي حيان التوحيدي لأعرف رأيه في استدراج العاهرات بعد انتصاف الليل، مونيكا حضارة الأنبياء" . – يقصد العالم الأديب الفز المتوفى عام 414هـ .
ثم قلنا للرئيس:
تلك الحقارات المُسِفة التيُ ينفق عليها من حُرِّ مال الدولة، وتغرق بها الأسواق بأزهد الأثمان،[ كان سعر هذا الكتاب خمسين قرشا ] والدستور جعل الأسرة أساس المجتمع ،قوامها الدين والأخلاق، ووزارة الثقافة تبدد أموال الأمة في تدمير الشباب؛ وإشاعة الرذائل بين جموعه، مما نتج عنه سلوكيات تنذر بالثبور وعظائم الأمور، وليس الإدمان؛ وأشكال الأنكحة الفاسدة ؛ وعبادة الشيطان؛ وزنا المحارم؛ واغتصاب البنات إلا بوادر لهذا الغرس الخبيث ..
ثم قلنا له:
يا سيادة الرئيس :
إن هذه المطبوعات التي تصدر عن وزارة الثقافة في عهد فاروق حسني قد ضمَّت إلى تدمير الأخلاق تطاولا سافرا على المقدسات الدينية من سخرية بالذات الإلهية ؛ والقرآن الكريم؛ والرسول صلى الله عليه وسلم حتى لقد قال كاتب رواية " الصقَّار" التي أصدرها كذلك فاروق حسني وخنازير وزارة الثقافة : إنه كان إذا قضى حاجته – يعني الغائط- يتطهر بصفحات وأوراق القرآن بدلا من التطهر بالماء" .
ثم قلنا:
يا سيادة الرئيس :
ثم كانت الطامة الكبرى والداهية الدهياء تلك الرواية " وليمة لأعشاب البحر" التي قال عنها الوزير فاروق حسني:" إنه ليس فيها ما يسئ للإسلام ، وإنها تدعو للعقيدة والإيمان وتبجيل الإسلام!! رغم أنها يا سيادة الرئيس تطفح بكل قبيح من القول ورذيلة الأعمال ، فالكاتب المجرم حليف فاروق حسني يسب فيها الله عز وجل ،ويسخر علنا من القرآن الكريم، ويرمي سيد الخلق صلى الله عليه وسلم بالفسق والزنا حيث يقول - هذا الفاجر الذي يرعى فجوره وزير الثقافة بأموال الدولة - في صفحة 168 يقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم" إنه تزوج أكثر من عشرين امرأة بين شرعية،وخليلة،ومتعة" ثم وصف هذا الكافر الذي يعشقه فاروق حسني وصف الله تعالى بأنه فنان وفاشل [ ص 220] وعلى ذلك ففاروق هو الفنان الناجح .
ثم قلنا :
أي تبجيل وأي إسلام هذا يا سيادة الرئيس عند هذا الماجن وصاحبه الوزير الذي يقول على لسان محاوره " خرا بربك دعك من الانحطاط العضوي .
أي تبجيل يا سيادة الرئيس والوزير وصاحبه يقول معلقا على هذا الكفر: "كان يداعب تلال المؤخرة الحريرية وحلمة الثدي للتنويع، ولم يبق الرجل للمبيت في أكثر من عش، تلك رغبة ربنا ونبينا محمد أول المرسلين [ ص609]
أي تبجيل وأي إسلام يا سيادة الرئيس والكاتب المارق –وصاحبه الوزير يدافع عنه- يقول في الزاني الذي وطئ معشوقته فُلَّه "إنه اكتشف الله في جسدها، واندفع اللهب فانكشف الله في جسد فلة العاهرة[ ص 259] -وفاروق حسني لا يزال يصفق له ويمتدحه ويدافع عنه ويحميه بسلطان وزارته الزائلة عنه وعن أمثاله وحماته قريبا إن شاء الله بغير هوانها وتبعاتها الثقيلة -
ثم ختمنا نداءنا إلى رئيس الجمهورية بقولنا له :
سيادة الرئيس:
إن علماء الأزهر الشريف يناشدونكم سرعة التدخل شخصيا لوقف هذه الجرائم وتطهير وزارة الثقافة من كل مجرم أساء إلى الدين ؛ والوطن؛ والأخلاق ، وبدد المال العام فيما يضر بالأمة، كما يناشدونكم رفع الحصار عن الدعاة المخلصين الذين يعرفون كيف يدعون إلى الفضائل؛ ويحاربون الرذائل بالحكمة والموعظة الحسنة؛ حسبة لله تعالى، ثم يناشدونكم بالتدخل الشخصي لإعادة الوحدة إلى صفوف علماء الأزهر،وجمع كلمتهم على ما فيه خير البلاد والعباد، ورفع الظلم الواقع على بعضهم من بعضهم - الذين يحتمون بك- .
وقد نشر هذا النداء بصحيفة الشعب في حينه العدد 1464 في 8 من صفر 1421هـ الموافق 12 من مايو 2000م فكان ماذا؟
عطلت الصحيفة، وشرد أصحابها، وجمد حزبها، وطورد العلماء وضيق عليهم في فجاج الأرض ولا يزال اللقطاء وسيدهم يمرحون ويعبثون بعقول الناشئة وثروات الأمة مع محادة منهم لله والرسول، فقد تبجح هذا الوزير وتوقح وأعلنها على إحدي القنوات العالمية بعدها بأن مصر دولة علمانية والأخلاق مسألة اعتبارية [ قناة الجزيرة عن صحيفة الميدان العدد 352 السنة السادسة 30 مايو 2000م ]
لم نكن وحدنا الذين انفردنا بالتحذير من عصابة هؤلاء المجرمين حتى يسوغ للدولة إهمال تحذيرنا بمسوغ أنه رأي فريق من المتعصبين أو الظلاميين كما ذكر كبيرهم الوزير في صحيفة الوفد مدافعا عن تلك الجريمة بالعدد 4120 للسنة 14 ليوم الأحد 3 صفر 1421هـ 7 مايو 2000م .
لقد كتب الأستاذ فاروق جويدة بصحيفة الأهرام في نفس هذا اليوم -7 مايو ص 36 - تحت هذا العنوان " الثقافة الجادة" يقول متسائلا: ما هو الهدف من نشر رواية " وليمة لأعشاب البحر" من ميزانية أجهزتنا الثقافية ،وكيف تصدر من ميزانية أجهزتنا الثقافية ؟[ بلغ جملة ما أنفق عليها وعلى المنتفعين منها ثمانية مليون جنيها ، النبأ الوطني العدد 276 السنة الرابعة الجمعة 22 صفر 1421هـ 16/ 5 / 2000م ] وكيف تصدر من أموال تخص نجوع مصر وقراها وشبابها المطحون؟ إن هذه الكتابات تعتمد تماما على حديث الغرائز ؛ حيث لا أسلوب، ولا فكر، ولا هدف، ولا قيمة، وهي أبعد ما تكون عن جماليات الفن والإبداع، هناك فرق كبير بين فنون تؤكد قيم الجمال؛ وفنون أخرى تروج القبح وتدعو إليه.
ثم قال بصحيفة الأهرام: كيف توجه الأجهزة الثقافية أموالها لإصدار أعمال تسخر من مقدساتنا.
ثم قال الأستاذ فاروق جويدة بصحيفة الأهرام : إن كل من يروج هذه النماذج المريضة يهدد أمن مصر واستقرارها، ويهدد أيضا دورها ورصيدها وريادتها، ويهدد قبل ذلك كله أجيالا لا ينبغي أبدا أن تقدم لها هذا الزاد المسموم .
ثم ختم مقاله بقوله : في معركة مشبوهة ضد الإسلام الكل خاسر .
فماذا فعلت الدولة مع تلك الوزارة ووزيرها وغلمانه منذ هذا التاريخ
وفي صحيفة الوفد الإثنين 2 من ربيع الأول 1421هـ 5 يونيو 2000م كتب الأستاذ عبد الحميد قريطم تحت عنوان " ولم هذا يا وزير الثقافة؟" قائلا:
عجيب أمر هذا الوزير، إنه إذا ما جاء الإسلام وسط كلام فإنه يسوقه غالبا بما يسميه تراثا، أو يغفل عنه ؛ فلا يسمي الأشياء بمسمياتها أبدا، حتى يشعر سامعوه أنه يتحاشى ذكر الدين وكأنه عورة يجب سترها.... ثم قال: وإني لأسأل الوزير ورجاله- يقصد غلمانه وصبيانه – حين أوْغَلتم في طبع الرواية الحيدرية مرات ومرات أكان مرجع هذا إذكاء فكر الشعب أم أنكم أردتم استفزاز أعماقه الإيمانية فجعلتم منها مطية لتمييع عقائد الناس و إهانة مقدساتنا؟ أ. هـ .
واليوم تصدر تلك الوزارة بمجرميها هذه الرذيلة المسماة ب" ألف ليلة وليلة" ثم تبعث بصغار مجرميها يبينون لنا كيف نتعامل مع قاذوراتهم ويحذروا الناقدين والفاقهين وأولياء الأمور من القراءة الشبقية .
يقو الأستاذ إبراهيم عيسى في مقاله " ليالي ألف ليلة وليلة" : لا شك أن ألف ليلة وليلة فيها مشاهد وقصص مليئة بالخيال الجنسي الجامح، والعري المتحرر، بل الألفاظ الواضحة الفجة للعملية الجنسية" الدستور العدد 973، في 20 من جمادى الأولى 1431هـ 4 من مايو 2010م
فهل قراءة الأستاذ إبراهيم عيسى هي قراءة شبقية أيضا أيها الأوغاد الساقطون؟ وبعد:
فإن الكلمة قضية جازمة، وعقيدة جامعة، والحرب كما جاء عن أجدادنا مبدؤها كلام، وإن استئصال الأمة بالكلمات الخبيثة أنكى من تهديها بضرب الرصاص على الثائرين المتظاهرين من أحرار شبابها ورجالنا الكرام على معالم الإجرام والمجرمين، و هي أنكى كذلك وأقبح وأشنع من الحروب المعلنة علي الأمة آناء الليل وأطراف النهار بالأطعمة الفاسدة، والأ شربة الهالكة ، والعطالة المدمرة من أعضاء مجالس سب الدين ، ونواب القمار، والدماء الفاسدة ، الأعضاء المتاجرين بآلامه وضروراته التي يذلونه بها وهم لها مالكون .
إن آداب المراحيض هي أخص خصائص الملاحدة وأشياعهم في دول المناكيد ، من قبل كان هناك أدب السرير الذي جعله الأستاذ العقاد من ألزم لزوميات الأنظمة المستبدة، واليوم صرنا إلى أدب المراحيض الذي تستأصل به البقية الباقية من معالم الأمة وعافيتها.
إننا إذا نزعنا عن الأدب الأصول ؛ و أعطينا كل ساقط الحق في أن يقول ما يشاء باسم الإبداع الكاذب ويكتب بما يشاء فينبغي أن يُعطي كل قارئ له وسامع أن يفعل به وفيه ما يشاء ما دام أن الكاتب ووزيره قد استباح لنفسه أن يكتب إلى الناس ويرسل إليهم بخليط البول والغائط من فمه بدلا من أن يتوارى به في أعماق المراحيض.
فإلى كل ذي شأن قبل أن يذهب ما بقي على قلته ويقوى أمر الانفلات الذي أطل بمقدم رايته التي وجدت لنفسها اليوم موضعا في خطاب رئيس الدولة، وليس بعدها إلا الشر المستطير ، ووقته ( لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل)
إن السقف أوشك أن يخر على الجميع ( فاستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود) قبل (أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين) . ويسمع هؤلاء عن قريب – إن شاء الله- قول الحق جل جلاله فيهم وفي أشباههم (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ)( مَا لَكُمْ لا تَنَاصَرُونَ) كما كنتم تتناصرون في مجامعكم ومجالسكم بقوانينكم التي ناصبتم بها الله جل جلاله العداء ، وستكونون جميعا إن شاء الله على هذا الحال المهين ( بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ) على رغم أنوفكم ) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ)( قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ)
ولن تجدوا جميعا من رؤسائكم الذين أطعتموهم على حساب دينكم وشرفكم غير هذا الجواب ( قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) ثم يكذبونك بقولهم لكم ( وما كان لنا عيكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين ) ( فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ)( فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ) ( فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ) وهكذا قضى ربنا في أمثالكم ( إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ) ( إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ) (الصافات 24 :35) فلم يكن ل "لا إلاه إلا الله" في مواطن التشريع، والتأديب، و التعليم ، والسياسة والتثقيف عندهم وجود ولا توقير . حتى في ساحات المساجد لم يدعوها بغير اعتداء وتسلط وتدخل في حقوقها .
يا قومنا :
إن السفينة المصرية كلها اليوم كادت تلحق بعبارة السلام ( فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) (الذريات:50)، فروا إلى الله من ذل المناصب التي رخصت بمعاصيه، ومن ذل الحاجة إلى غيره التي لم تزدد على الزمان بكم إلا ذُلَّا ، فروا إلى الله من مغريات الشياطين، شياطين السياسة الذين أضاعوا كل حق وانتهكوا كل حرمة و ( بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) ،فِرُّوا إليه وحده جل جلاله من أنفسكم الظالمة وأنظمتكم المستبدة المستعلية الفاجرة ، فروا إليه وحده فهو وحده الحق وكل ما دونه هالك من أموال، أو مناصب، أو آمال أو مجالس، أو ألقاب أو مطامع ، كله ذاهب هالك وليس يبقى غير وجه الله وحده ،وجه الله الذي أضاعت تلك المجالس وهذه المؤسسات حقوقه؛ وأهملت حدوده ، (فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) (يونس:32)
(فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) (غافر:44)
صدر عن جبهة علماء الأزهر عصر الرابع والعشرين من جمادى الأولى 1421هـ الثمن من مايو – أيار- 2010م
http://www.jabhaonline.org/index.php?option=com_content&view=article&id=311:2010-05-08-13-08-06&catid=27:2009-10-16-18-46-20&Itemid=65
- جمعية جبهة علماء الأزهر
بقلم: جابر عصفور
كتبت عن انحدار الخطاب الثقافي العام في العاشر من الشهر الماضي ولم أكن أتعمد ذكر أحد بعينه حتي لو فعلت ذلك علي سبيل التمثيل, فلا يزال مقصدي أكبر من هذا الشخص أو ذاك,
وإنما الظاهرة التي كنت أقصد إليها ظاهرة عامة, يمكن أن نرصد مظاهرها وأسبابها علي السواء وأعترف أنني لم أكن أتخيل أو أظن أن يصل هذا الانحدار إلي أقصي درجات الإسفاف ولذلك أعترف بصدمتي القاسية والمحزنة عندما قرأت بيانا صادرا عن جمعية جبهة علماء الأزهر المشهرة برقم565 لسنة1967 في الشهر الماضي, بعنوان إلي صبيان المواخير سفهاء ألف ليلة. وقد أصابني العنوان والبيان بالدهشة المحزنة, ودفعني إلي قراءة بقية ما أتيح لي من بيانات هذه الجمعية, فتزايدت الصدمة المحزنة, وتولد السؤال هل يمكن أن يسف الخطاب الثقافي أكثر من ذلك؟ وماذا يمكن أن نقوله وبيانات هذه الجبهة يقرؤها شباب أدعو الله أن ينجيهم من جراثيم خطابها. علي أن السؤال الأكثر حزنا هو كيف يمكن لمن يسمون أنفسهم علماء, وينسبون أنفسهم إلي الأزهر أن يستخدموا هذه اللغة المسفة, في بيان, كل ما فيه لا يمكن أن يتصل بالأخلاق أو المجادلة بالتي هي أحسن؟
وأخطر من ذلك أنه بيان يتمسح بالإسلام, ويدعي الحديث باسمه, كما لو كان علماء( ؟!) هذه الجبهة قد نصبوا أنفسهم وصاة علي الإسلام, ومحتكرين الحديث باسمه, وتحولوا إلي دعاة يرجمون بأقبح الكلمات كل من يختلف معهم أو عنهم سأترك ما تعلمناه من أن اختلاف أمتي رحمة, والمخاطبة بالتي هي أحسن, وأسأل هل هذا بيان لعلماء مسلمين, ينتسبون إلي الأزهر الشريف, يخاطبون غيرهم من المسلمين أو غير المسلمين؟ وهل يعرف هؤلاء العلماء أن أزهرهم لا يزال بخير, وأن مستنيريه يرفضون كل ما قاله هؤلاء المنتسبون إلي الأزهر, ظلما, عن ألف ليلة, تماما كما فعلوا مع هؤلاء الذين أطلقوا علي أنفسهم مسمي رابطة محامون بلا قيود الذين طالبوا النائب العام بمصادرة الطبعة التي صدرت ضمن سلسلة ذخائر التراث التي يشرف عليها الأستاذ جمال الغيطاني عن هيئة قصور الثقافة برئاسة الدكتور أحمد مجاهد الذي طالب المحامون أصحاب البلاغ بعقابه والغيطاني بسبب نشرهما الطبعة المصرية الأولي من ألف ليلة وقد نعذر المحامين( بلا قيود؟!) علي جهلهم بالتراث العربي الإسلامي بوجه عام, لكن ماذا نفعل بمن يصفون أنفسهم بأنهم جبهة علماء الأزهر الذين يفترض بهم أن يعرفوا تراثهم الذين لا يختارون من تياراته إلا أشدها ظلاما وتخلفا تري هل يعرفون أن أزهرهم الذي يظلمونه بالانتساب إليه, كما يظلمون لقب العلماء, قد أخرج الذين تولوا تصحيح ألف ليلة وليلة, طوال القرن التاسع عشر الميلادي, دون أن يجدوا حرجا, أو يروا فيها ما رأي علماء جبهة الأزهر.
لقد كان أول من أشرف علي طبع ألف ليلة وليلة في زمن محمد علي سنة1835 هو الشيخ عبد الرحمن الصفتي الشرقاوي المتوفي سنة1848 وكان شاعرا له ديوان جمعه تلميذه محمد عياد طنطاوي أسماه تلاقي الأرب في مراقي الأدب وكان عالما أزهريا فاضلا, ينفر من الرياء والتصنع, ويسير سيرة السلف الصالح في إرسال النفس علي السجية والرغبة بها عن التزمت والتطرف ولم تمتد يد هذا الشيخ الجليل إلي متن ألف ليلة إلا ليصوب اللغة من ركاكة الغلطات السخيفة للعامية, مؤكدا إعراضه عن استهجان المعاني الكثيفة التي أدرك أنها بعض ما يلازم الخصائص الأدبية للمتن ومضي في طريقه الشيخ محمد عبد الرحمن الشهير باسم قطة العدوي المتوفي سنة1864 وكان نحويا مقتدرا, من آثاره فتح الجليل بشرح شواهد ابن عقيل وتولي تصحيح مجموعة من ذخائر التراث, أذاعت صيته إلي اليوم, بين العلماء حقا لا العلماء زورا وقد مضي الشيخ طه محمود قطرية في اتجاه سلفه الشيخ قطة, فختم نسخة المطبعة الوهابية الصادرة سنة1880 بحمد الله الذي قص علي نبيه أحسن القصص, وأباح لأمته فنون الرخص من الحكايات التي تعينهم علي احتمال النوازل وجاء بعد ذلك الشيخ عثمان عبد الرازق صاحب المطبعة العثمانية, فأعاد طبع ألف ليلة سنة1884, وختم طبعته بوصف ألف ليلة بأنها تجاور بين بدائع المنقول والمعقول وفعل الأمر نفسه الشيخ إبراهيم الفيومي في الطبعة التي انتهي من تصحيحها سنة1886 ولم يفته مغزي ألف ليلة التي تجعل من سير الأولين عبرة للآخرين وهو المغزي الذي أكده الشيخ أحمد كبير الذي أشرف علي طبعة كلكتا الثانية في الهند وهي الطبعة التي ندين للأستاذين جمال الغيطاني وحسين مهران بإصدارها منذ سنوات, ولم تثر هذه الضجة المشبوهة التي واجهتنا عاصفتها الهوجاء في الشهرين الماضيين وقد حرص العلماء الخمسة من المشايخ علي نص الليالي المكتوب وعدم استهجان المواضع المنطوية علي جنس, أو حتي سفاح المحارم, تماما كما حافظوا علي متن رجوع الشيخ إلي صباه في القوة علي الباه الذي أصدرته مطبعة بولاق الأميرية لابن كمال باشا سنة.1891
وقد كان مصححو كتب التراث القديم, طوال القرن التاسع عشر, في منزلة كبار العلماء لما تحلوا به من دقة وتفان وإخلاص لم يعد لها مكان في زمن أشباه العلماء الذين يسيئون إلي الإسلام لجهلهم بتراثهم العظيم وما فيه من كنوز وذخائر ولذلك تخلو الطبعات التي أشرف عليها هؤلاء من الخطأ والسهو, وتدل علي التقاليد العلمية التي حافظوا عليها وقد كان القائمون علي المطبعة الأميرية يختارون المصححين من أبناء الأزهر النابهين, كي يتلقوا تدريبا شاقا يستغرق نحو ست سنوات, تشرف عليه رئاسة خاصة, بدأت بالشيخ نصر الهوريني الشافعي المتوفي سنة1874 شارح ديباجة القاموس المحيط وصاحب كتاب المطالع النصرية للمطابع المصرية في الأصول الخطية الذي أعده أول كتاب في العصر الحديث يتصل بعلوم التحقيق ومراجعة المخطوطات في أثناء طبعها وقد أضاف الشيخ الهوريني به إلي علوم العرب التراثية ما أفاده من علوم أوربا, خصوصا حين أرسله محمد علي إماما لإحدي البعثات كما فعل مع رفاعة الطهطاوي.
وكان هؤلاء المصححون العلماء والأجلاء يعرفون تراثهم وإسلامهم, ويعرفون سماحته وسعة أفقه, فلم يكونوا يرتعبون من أية حكاية تنطوي علي هزل, أو تشمل إشارات ووقائع جنسية, أو تذكر الأعضاء الجنسية للرجل أو المرأة وكان دليلهم علي ذلك كلمات مثل تلك التي ذكرها ابن قتيبة الدينوري في كتابه عيون الأخبار الذي هو من كتب الأدب بمعناه القديم الذي يشير إلي الأخذ من كل شيء بطرف وكان الرجل أحد أئمة المذهب السلفي, ونصير أحمد بن حنبل في القرن الثالث للهجرة, ومؤلف تأويل مشكل القرآن وتأويل مختلف الحديث وعدو العقلانية اللدود الذي هاجم الجاحظ والنظام وأقرانهما من المعتزلة أقسي هجوم ورغم ذلك, ذكر في كتابه عيون الأخبار ما نصه سينتهي بك كتابنا هذا إلي باب المزاح والفكاهة وما روي عن الأشراف والأئمة فيهما, فإذا مر بك, أيها المتزمت, حديث تستخفه فاعرف المذهب فيه وما أردنا به واعلم أنك إن كنت مستغنيا عنه بتنسكك فإن غيرك ممن يترخص فيما تشددت فيه محتاج إليه, وإن الكتاب لم يعمل لك دون غيرك فيهيأ علي ظاهر محبتك, ولو وقع فيه توقي المتزمتين لذهب شطر بهائه وشطر مائه, ولأعرض عنه من أحببنا أن يقبل إليه معك, وإنما مثل هذا الكتاب مثل المائدة تختلف فيها مذاقات الطعوم لاختلاف شهوات الآكلين وإذا مر بك حديث فيه إفصاح بذكر عورة أو فرج أو وصف فاحشة فلا يحملنك الخشوع أو التخاشع علي أن تصعر خدك وتعرض بوجهك, فإن أسماء الأعضاء لا تؤثم, وإنما المأثم في شتم الأعراض وقول الزور والكذب وأكل لحوم الناس بالغيب.
ويمضي ابن قتيبة في مخاطبة أسلاف جبهة علماء( ؟!) الأزهر, مجادلا إياهم بالمعقول والمنقول, مستشهدا بأحاديث للرسول صـلي الله علـيه وسـلم وأقـوال أبي بكـر الصـديق وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما ولا أستطيع أن أنقل هذه الأحاديث, فمن المؤكد أن تحرير هذه الجريدة سوف يحذفها, خوفا من متطرفي هذا العصر المتمسحين بالدين, أو أدعياء الوصاية علينا, لا لأنهم أكثر تدينا, وإنما لأنهم أكثر تشددا وتطرفا وتزمتا إلي أن وصل خطابهم إلي أقصي درجات الإسفاف. ولا أدري إلي متي سنظل نسمح بهذا وأمثاله بدعوي الحرية, فالحرية تنتهي عند إيذاء الآخرين ولا أعرف أية حكومة تلك التي تسمح لجمعية مرخصة من إحدي وزاراتها بوصف المدافعين عن ألف ليلة بأنهم صبيان المواخير أو يصفون الليالي بأنها أدب مراحيض, وأرجو من الوزارة المعنية بالجمعيات الأهلية أن تراجع بيانات الجمعيات التي تحت إشرافها, ومنها جمعية جبهة علماء الأزهر التي أظنها تخرق كل القوانين, وأن تتولي التحقيق في مثل هذا البيان وغيره الذي هو اعتداء علي الحريات والتراث وتقاليد الأزهر المستنير, فضلا عن التحقير من مكانة أنصار الدولة المدنية الذين توصف كتاباتهم بأنها قاذورات الأقلام الفاجرة ويوصف فيه الكاتب الكبير حلمي النمنم بكلمات بشعة مثل لو أن سفيها ذهب فأكل فخلط متضلعا من قمامات القاهرة التي ملأت فجاجها ثم نام مستقلا فحلم فهذي لم يأت بأقبح مما فاه به هذا النمنم علي رؤوس الأشهاد وأمثال هذا كثير وأقبح في بيانات لابد أن تخضع للقانون, فالفرق هائل بين حرية الرأي والسباب البذيء, ولابد أن يأخذ القانون مجراه, ليوقف الذين صاغوا هذا البيان وأمثالهم عن تحقير الخصوم الفكريين ووصفهم بما يعاقب عليه القانون إن الحرية مسؤولية أيها السادة, وعلينا الدفاع عنها حتي ضد الذين يسيئون استخدامها في غير ما وضعت له, وهو حماية حقوق الإنسان
وهذا نص بيان جبهة علماء الأزهر كما ورد في موقعها :
http://www.jabhaonline.org/index.php?option=com_content&view=article&id=354:2010-06-08-21-13-13&catid=27:2009-10-16-18-46-20&Itemid=65
- إلى وزير الثقافة الذي لم يجد في غير السفهاء أعوانا وأنصارا
بعد أن هجم القبح الشنيع على الأمة من وزارة الثقافة والقائمين عليها هجوما آذى الأحداق؛ وسمم الأذواق؛ وشوَّه كل جميل في الحياة ، بعد أن استعلنت واستغوت بفجورها
، وأرسلت بسفيهها ليكتب في صحيفة الأهرام داعيا إلى نشر الخنا معلنا تقديسه لجريمة سفاح المحارم مطالبا بنشرها ثم أباحت له نفسه الوضيعة التطاول على علماء الملة وتحقير الغيارى على الفضيلة من كبار المحامين وذوي الأقدار العالية [ الأهرام 7 من يونية ] في أسلوب
أرفع ما يوصف به صاحبه أنه سفيه من زمرة وصبيان الذين قال فيهم الحق جل جلاله (ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يشعرون) ، فكيف إذا ضم هذا السفيه إلى سفاهته التي بها عُرف وإلحاده الذي به اشتهر إذا ضم إلى نقائصه تلك دعواته الفاجرة التي لا تخرج عن كونها تبرُّزا تبرز بها على الأمة من فمه واحد من سفهاء هذا الوزير باسم الثقافة ، تلك الثقافة التي ارتضوها لأنفسهم ملاذا فظلموا بها كل ثقافة؛ وكانوا بذلك على الدرب الدنس الذي به عرفوا وإليه انتسبوا من لزوم أردية الزور والبهتان ،والعمالة الرخيصة التي صارت معلما من معالم عهدهم ، هذا العهد الذي أصبح فيه للمواخير سدنة بتلك الوزارة .
وتلك هي بعض آثار الكابوس الذي جثم على الصدر أكثر من نصف قرن، كانت على الدوام معنا حكوماته أخدع من الضب، وأخبث من الثعلب، وأعيث من الذئب، تريد الأمة أن تزحزحه فيثقل، أو تخاطبه فيغبى، أو تُغاضبه فيبرد.
رحم الله المتنبي على قوله :
سادات كل أناس من نفوسهمو * وسادة المسلمين اليوم الأعبد القزم
قال هذا وقت أن كانت مصر هي زعيمة العالم الإسلامي، فكيف به لو أنه كان قد ابتلي في عصره بأمثالكم ؟
لقد أبدلنا الله والعالم الإسلامي بالأتراك خيرا ، فإن الله أكرم من أن يسلم عباده إلى أمثالكم بعد أن ضيعتم كل شرف وخنتم كل عهد، وكان الأتراك بحق ( أحق بها وأهلها) .
إسرائيل تستنزف مياهنا الجوفية في سيناء على ما قالت الصحفية القديرة الأستاذة " سكينة فؤاد بصحيفة " الدستور" وإخوان وزير الثقافة لا يستحيون أن يتبجحوا بقولهم" بأن هذا لن يؤثر في مخزوننا من المياه " [ الدستور العدد 254 في 27 من يناير 2010م] وهو قول ينزع من نفس المنزع الذي نطقوا به عند مهاجمة المجرمين من حلفائهم من اليهود سفينة الحرية وقافلة النجاة فنطق ناطقهما بالكفر معلقا على تلك الجريمة " بأنها استخدام مفرط – من إسرائيل- للقوة" الأمر الذي يعني أنكم تباركون الاستخدام غير المفرط للقوة بحق المستضعفين من أبنائنا وأعراضنا بغزة ، وكذلك فإن من حق إسرائيل في شريعتكم أن تتمتع بمياهنا الجوفية كما تمتعت بذخائرنا الغازية والبترولية ، وكما يتمتع وزير الثقافة بأعراض الأمة وأقدارها وقدراتها ويعبث مع صبيانه المخانيث بأخلاقها ،فيرسل ببعض غلمانه ليبول على ذرى مصر وهاماتها من بنيان الأهرام العريق بغير حياء ولا خجل بعد أن أصبح القانون والعدالة بحزب هذا الوزير وحكومته كلمتين لا تعنيان إلا نفاذ إرادة هذا الحزب بظلمه وانتفاع الغاصب الحاكم ببغيه ، حتى جأرت بالشكوى منكم السجون، وتجاوبت بالأحزان منكم البيوت.
أليس هذا من مظاهر الوضاعة القبيحة في حيوانية الإنسان القبيح؟
يا أيها الوزير :
لو أن غيرك هو الذي اصطنع السفهاء لتسليطهم على الفضيلة وأهلها ، والجبهة وأعلامها، والقانون وسدنته؛ لقلنا له ما قاله الناصحون لمثلك أصحاب المناصب في أزماتهم " إنك إذا اصطتنعت سفيها يسافه عنك فاحذره لليوم الذي لا يكون سفيها إلا عليك " لكن ما حيلتنا مع من لا لحم له سمين ليقضم ولا مجد عنده شريف ليُهدم ؟
ألا فليعلم وزير "ألف ليلة وليلة" وصبيانه أن جبهة علماء الأزهر أعلى من أن تطال بسوءات وعذرات المخنثين ، وهي كذلك بحمد الله ورضوانه أعز وأغلى من أن تكون تحت سلطان بوَّالٍ أو بوَّالةٍ على أعقابها من إخوانكم الذين يمدون لكم في الغي وأز لا مكم ( ثم لا يقصرون) .
وأخيرا أيها الوزير :
إن لم تمنع مخانيث ألف ليلة وليلة بوزارتك - الذين كانوا ولا يزالون أحد أسباب خراب مصر منذ يونيه 67 وحتى يونيه 2010 – إن لم تمنع هؤلاء المخانيث و تكفهم عن الاسترسال في نزواتهم على منابرنا ليكونن منا لك والله حديث وحديث، يجعل من هذا البيان إذ قورن به؛ أو قيس عليه بابا من أبواب التفكه لك أو الثناء عليك، واعلم أن عقل النملة يصور لها ظلامَ الليل جيشا من النمل، فخير لك – على ما بك- أن لا تجعل من نفسك واحدا من هذا الجيش الموهوم، ولتعلم أن أصوب الصواب عند المأفون غلطة تجلب له الشهرة ، والحمد لله الذي لم يجعل لكم شهرة في غير الرذيلة التي صرتم بها تُعرفون ، وبها غدا على ربكم بسوءاتكم هذه المكشوفة تُعرضون و(إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ) (الأنعام:134)
صدر عن جبهة علماء الأزهر صبيحة الأربعاء 26 من جمادى الآخرة 1431هـ الموافق 9 من يونيو 2010م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق