الأخبار - تقارير وحوارات - تغيير المناهج الإسلامية بالسعودية
تغيير المناهج الإسلامية بالسعودية
صورة لغلاف أحد المقررات الجديدة في الثقافة الإسلامية (الجزيرة نت)
ياسر باعامر-جدة
أعاد إعلان جامعة سعودية تغيير مناهج مواد الثقافة الإسلامية الوضع إلى الأجواء التي سادت في أعقاب أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001 حينما وجهت الإدارة الأميركية أصابع الاتهام إلى مناهج الثقافة الإسلامية السعودية بأنها وراء من أسمتهم العناصر المتطرفة.
وجاءت الاتهامات الأميركية انتقادا لما أسمتها المضامين التكفيرية في مناهج الثقافة الإسلامية السعودية التي تدرس في مراحل التعليم العام الأساسي والجامعي، ليصبح ملف التعليم الديني عائقاً أمام العلاقات بين واشنطن والرياض التي قامت بدورها بإدخال بعض التعديلات في مناهج التعليم الديني.
وبحسب رئيس لجنة تطوير المناهج بجامعة الملك عبد العزيز، الدكتور علي عمر بادحدح، استغرق الإعداد للمناهج الجديدة ست سنوات، وذلك بعد استمرار هذه المقررات خمسة وعشرين سنة ضمن النهج القديم للثقافة الإسلامية التي تمثل 6% من المواد التي يدرسها طلاب الجامعات السعودية أي بمعدل ثماني ساعات أسبوعيا.
بادحدح: المناهج الجديدة تعرضت للثقافة المدنية كمؤسسات المجتمع المدني
(الجزيرة-أرشيف)
سابقة جديدة
وأضاف في حديث للجزيرة نت أنه ولأول مرة يتم إدراج المفكر الأميركي "المعروف بمعاداته للإسلام صموئيل هنتنغتون" صاحب نظرية صراع الحضارات في سابقة جديدة في تاريخ المناهج السعودية، بالإضافة إلى عدد من المفكرين الغربيين الآخرين.
وأوضح في معرض حديثه أن المناهج الجديدة، تعرضت للثقافة المدنية كمؤسسات المجتمع المدني والعولمة وحقوق الإنسان وحوار الحضارات، وفيها جرعات كافية من الأصالة الإسلامية، لافتا إلى أن عددا من الجامعات السعودية في طريقه لاعتماد المقرر الجديد.
وشدد بادحدح على أن "المناهج الجديدة صممت على أساس تعليمي وليس على أساس الكلام الإنشائي المرسل لمساعدة الطلاب على التحصيل العلمي للمادة، مشيراً إلى أن المواد الإسلامية ستدرس لأول مرة في قاعات خاصة مجهزة بشاشات عرض ضخمة الأمر الذي يجعل "المادة التي كانت روتينية يوما من الأيام ويتهرب منها الطلاب مادة تفاعلية".
جدل داخلي
وفي هذا الإطار، وقع جدل أكاديمي كبير في ملتقى رؤساء أقسام الدراسات الإسلامية بالجامعات السعودية حيث طالب مدير جامعة الملك سعود، الدكتور عبد الله العثمان، بإعادة النظر في المواد والمناهج الخاصة بالثقافة الإسلامية التي اعتبرها "دون المستوى ولا تحقق أي فائدة مرجوة" مشددا في الوقت ذاته على أن ذلك لا يعني الوقوف ضد الشريعة الإسلامية "بل مع تطوير المناهج".
من جهته حذر الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية خالد بن عبد الله المشوح، في تعليق للجزيرة نت، من مغبة أن يكون مثل هذا التحول نوعا من "الاستسلام والانهزامية" وبعيدا عن إطار الهوية الإسلامية.
وشدد على ضرورة أن تكون مراجعة المناهج الإسلامية وتطويرها "ضمن حدودنا وقناعتنا" واصفا عملية التحول الكبير في مناهج الثقافة الإسلامية والفكرية بالسعودية وغيرها من البلدان العربية -التي طولبت بإعادة صياغة تلك المناهج- بأنها نوع من "صدمة ما بعد سبتمبر".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق