علي هامش هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ( 1)
علي هامش هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ( 1)
مقالات - مقالات سياسية
الدكتور محمد حسين معلم
الأحد, 19 ديسمبر 2010
محمد حسين معلم علي - النرويج
من البديهي عند المسلمين أن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر من مكة المكرمة إلي يثرب، المدينة النبوية والتي أصبحت فيما بعد مركز تنطلق منه الدعوة الإسلامية والنور النبوية إلى آفاق أخرى من هذا العالم.
ونحن هنا لا نتتبع لحظة تحرك النبي صلى الله عليه وسلم من بلدته مكة إلي المدينة برفقة صاحبه أبي بكر الصديق رضي الله عنه أولاً بأول، وخطوة بخطوة، وهو أمر جدير بالعناية والدراسة، وقد قامت دراسات لا حصر لها في هذا المضمار قديما وحديثا، بل هو أمر لا يتوقف ليس عند المسلمين فحسب، وإنما عند المهتمين بحركة التاريخ البشرية، لأن ذلك مرتبط بالرسالة الإسلامية وصاحبها عليه أفضل الصلاة والتسليم.
وخير دليل على ذلك تلك الندوات والمؤتمرات الدولية التي تنظم بها الصروح العلمية العالمية هنا وهناك، مثل الندوات الدولية التي تنظمها كل سنة جامعة سيدي محمد بن عبد الله كلية الآداب والعلوم الإنسانية في سايس – فاس بالمملكة المغربية ، والتي تتناول السيرة النبوية في كتابات الأوروبيين. ومن المعلوم أن الندوة القادمة سوف تقام في 12 – 13 أبريل 2011م تحت عنوان:
"السيرة النبوية في الكتابات الهولندية" ، علماً أنه تمّ نجاح في عدة الندوات في هذا المنحى بعد أن احتضنت تلك الجامعة في السنوات الماضية سلسلة ندوات من نفس النوع، حول:
- السيرة النبوية في الكتابات الفرنسية (2004)
- السيرة النبوية في الكتابات الإنجليزية (2005)
- السيرة النبوية في الأدب العربي (2006)
- السيرة النبوية في الكتابات الألمانية (2007)
- السيرة النبوية في الكتابات الإسبانية (2008)
- السيرة النبوية في الكتابات الأمريكية (2009)
- السيرة النبوية في الكتابات الإيطالية ( 2010)
وهذا النشاط الحيوي نستشف منه عالمية دراسة السيرة وأهميتها بحيث لا يقتصر عند المسلمين فقط.
إذاً، بعيداً عمّا ذكرنا كله، سوف نحاول هنا أن نسلط الضوء قليلاً علي ماهية هذا الحدث في مثل هذا الظرف العصيب الذي تمر به الأمة، لاسيما الأمة الصومالية التي اضطر قطاع كبير منها الهجرة والنزوح، ومفارقة الدور والخلان في داخل القطر الصومالي قبل خارجه. بل إنه لا يعرف اليوم أمة ضيعتها الهجرة والنزوح مثل أمتنا الصومالية.
ولكن البون شاسع بين الهجرتين، هجرة النبي وصحابته، وهجرة أهل الصومال في أزمته الراهنة، من حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم، فروا من أناس اختلفوا بالدّين والعقيدة، بينما أمتنا الصومالية ليس كذلك، بل أهلنا يفتخر – وما يزالون حيث ما كانوا - علي أنهم الأمة الوحيدة في إفريقيا التي لها عوامل الوحدة، وذلك من حيث وحدة الدّين واللغة والعادة والتقاليد ....
كما أن المصطفى عليه السلام وصحابته هاجروا وتوجهوا كلهم إلي منطقة كانت تحت سيطرة أتباع الدين الإسلامي، بل كان قبلهم طلائع مهدت لذلك الهدف النبيل. بينما نحن ليس كذلك كليا، لاسيما ممن هاجر إلي بلاد الغرب.
ومن حيث الأجر والثواب يفصل حديث النبي صلى الله عليه وسلم ويبين فروق الهجرات بحيث قال المصطفى عليه السلام: " ... من كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ". والمعروف أن أوائل طلائع النازحين والمهاجرين من أهل الصومال كان هدفهم – ومعهم الحق - بحثا عن الأمن والأمان، وموطن الاستقرار ورغد العيش. ثم تتبعت الهجرات لأجل ضم الشمل أو ما يسمى " ضم العائلة".
ولا غرو في ذلك، لأن تلك الحروب الجنونية فرقت بين الأحباب والخلان، كما فرقت بين الأهل والجيران. بدون سحر وسُكر. وكأن مجرمي الحرب وصناعه – وهم كثر- سحرة ظلمة، يفرقون بين المرء وزوجه.
فأصبحت النتيجة بأن وصل كثير من المهاجرين إلى بلدان تختلف معهم الدّين والعقيدة، والعادة والتقاليد.
ولا يستبعد بأن لحق ركب المهاجرين بعض الدعاة الغيورين بالإسلام لأجل نشر الدين ومحافظة الأجيال الناشئة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق