الذكرى الثانية والاربعون لاحراق المسجد الاقصى المبارك اليوم
عمان - بترا - فيروز مبيضين
توافق اليوم الذكرى الثانية والاربعون لاحراق المسجد الأقصى المبارك، الذكرى الاليمة التي ما زال يعيشها مسلمو العالم وهم يتذكرون الحادي والعشرين من آب عام 1969 حين اقترفت اليد الصهيونية الغادرة ابشع الجرائم بحق البشرية جمعاء والعالم الاسلامي بشكل خاص باشعال حريق اتى على مساحات واسعة من المسجد المبارك.
وما تزال الجريمة الصهيونية تحفر في الأذهان ذكرى حزينة في تاريخ الأمة، خاصة وان المسجد الاقصى المبارك وسائر المقدسات في القدس الشريف وباقي مدن وقرى فلسطين ما زالت ترزح تحت نير الاحتلال الاسرائيلي وبطشه.
العكور
وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية عبد الرحيم العكور تحدث لوكالة الانباء الاردنية (بترا) مستعرضا اهمية القدس تلك الأرض الطيبة المباركة، الارض التي كان اليها الاسراء، ومنها كان المعراج للسماوات العلى، بآخر الانبياء والمرسلين، محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم، قال تعالى:.
«سُبحَانَ الَّذي أَسرَى بعَبده لَيلا منَ المَسجد الحَرَام إلَى المَسجد الاَقصَى الَّذي بَارَكنَا حَولَهُ لنُريَهُ من آيَاتنَا إنَّه هُوَ السَّميعُ البَصيرُ».
ويقول:.
ورد بفضل بيت المقدس الاحاديث النبوية العديدة، وهي اولى القبلتين، وثاني المسجدين،وثالث الحرمين الشريفين، وفي الاثر:.
ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (من اراد ان ينظر الى بقعة من بقاع الجنة، فلينظر الى بيت المقدس)، وهي مقر الانبياء ومقصد الأولياء ومدفن الرسل ومهبط الوحي، قامت بها المدن والحضارات والممالك والدول، وجاءت اليها الجيــوش والشعوب والجماعات، ولذلك كله تجد في القدس ارثاً تاريخياً عظيماً وتراثاً ثقافياً رائعاً.
ويتابع:.
انطلاقاً من هذه الأهمية أمر السلطان نور الدين محمود زنكي بصنع منبر للمسجد الأقصى المبارك الذي كان يرزح تحت احتلال الصليبيين سنة 563 هجرية 1167 ميلادية، وأمر العمال والصناع المهرة في مدينة حلب بصنعه حيث تم استخدام خشب الأرز وتطعيمه بالعاج وخشب الأبنوس بأسلوب هندسي بديع واستغرق العمل به سنوات.
كما كلف النجار (الأختريني) من ضيعة أخترين في حلب بصنعه وهو من أسرة (معالي) المشهورة بالأعمال الفنية الخشبية في سوريا ومصر وفلسطين ونقشت أسماء الصناع على جسم المنبر وهم (سلمان بن معالي، حميد بن ظافر، أبوالحسين بن يحيى، فضايل وأبوالحسن ولدا يحيى الحلبي)، وبعد ان حرر القائد صلاح الدين الأيوبي القدس عام 583 هجرية 1187 ميلادية أمر بنقل المنبر من حلب إلى القدس ليوضع في مكانه داخل المسجد الأقصى المبارك.
ويعرض الوزير العكور سلسلة الاعتداءات التي تعرض لها المسجد الاقصى في ظل الاحتلال الاسرائيلي ومنها الحفريات اسفل منه وحوله، الا ان ما كان اكثر ايلاماً الاعتداء الذي تمثل بقيام المجرم مايكل دينس روهان الصهيوني اليهودي الاسترالي باحراق المسجد الاقصى المبارك في الحادي والعشرين من آب العام 1969 حيث أتت النيران على اكثر من ثلث المسجد والتهمت المحراب ومنبر صلاح الدين الايوبي.
ويقول ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي القت القبض على المجرم المذكور، وكالعادة ادعت انه مختل عقلياً وتكررت الاعتداءات على المسجد حيث قامت الجماعات الدينية المتطرفة والمنظمات الصهيونية الحاقدة بمحاولات عديدة لاقتحامه ونسفه وكانت اخطر هذه المحاولات قيام زعيم حزب الليكود رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق ارئيل شارون باقتحام ساحة الحرم الشريف في الثامن والعشرين من ايلول العام 2000 ما تسبب باشتعال انتفاضة الاقصى.
وتحدث الوزير عن دور المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال -رحمه الله- في رعاية وحماية المسجد المبارك، اذ هب طيب الله ثراه لانقاذ واعادة ترميم المسجد بجميع مرافقه وأمر باعادة صنع المنبر حيث نشط الاعمار الهاشمي للمسجد الاقصى المبارك بعد هذا الحادث الاليم وطورت لجنة الاعمار جهازها الفني المقيم في القدس وتم وضع التصاميم اللازمة لاعمار مبنى المسجد والمعالم الدينية والتاريخية الواقعة في ساحاته.
وقامت اللجنة مباشرة بازالة آثار الحريق واعادة بناء الجزء المهدم من المسجد وترميم المسجد الاقصى بجميع مرافقه وساحاته وابنيته ومصاطبه ولا زالت تقوم باعمالها الجليلة حتى هذه اللحظة.
كما تحدث عن الاعمارات الهاشمية الثلاثة للمسجد الاقصى المبارك والتي كان اولها عام 1924 عندما تبرع المغفور له الشريف الحسين بن علي بمبلغ 24 الف دينار ذهبي لاعماره، وكان الاعمار الثاني بين عامي 1951 1964 حينما أمر المغفور له باذن الله جلالة الملك الحسين بتشكيل لجنة اعمار المسجد الاقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة وصدر قانون لجنة الاعمار رقم 32 لسنة 1954 وتم عمل الاعمار الشامل لقبة الصخرة وترميم قبة السلسلة وسبيل قايتباي وغيره من المعالم.
وكان الاعمار الهاشمي الثالث الذي بدأ عام 1964 ولغاية الآن حيث تم تكسية قبة الصخرة المشرفة بالواح النحاس المذهب وأسقف اروقة مسجد قبة الصخرة والجامع الاقصى بالواح الرصاص وامور اخرى كثيرة اضافة الى الأمر باعادة تصنيع منبر صلاح الدين الايوبي.
ويقول انه في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني تم وضع اللوحة الزخرفية الاولى في جسم المنبر في 26 رمضان1423هـ الموافق للاول من كانون الاول العام 2002 وفي 25 تموز 2006 ازاح جلالته الستار عن هذا العمل العظيم ايذاناً بانتهائه واستعداداً لنقله ليأخذ مكانه في المسجد الاقصى المبارك ليعود الى سابق عهده في اداء دوره التاريخي بهداية المؤمنين وتم نقله وتركيبه في مكانه داخل المسجد الاقصى المبارك في شهر كانون الثاني عام 2007.
ويستعرض وزير الاوقاف، الفنون الاسلامية الكثيرة جدا التي يزخر بها المنبر ومن اهمها الزخارف الهندسية والنباتية المتمثلة بالتشابكات الهندسية والتفاف النباتات في خط واحد يلتف حول ذاته (مبدأ الوحدة ) وفن الخط العربي وفن التطعيم بالعاج والابانوس وفنون المقرنص والخراطة والتعشيق، وهذه الفنون كادت ان تندثر الا ان مشروع اعادة تصنيع المنبر اعادها واحياها.
ومن بركات هذا المشروع يقول الوزير العكور انه تم انشاء معهد الفنون الاسلامية التقليدية في جامعة البلقاء التطبيقية في حينه والذي تم ضمه لاحقاً الى جامعة العلوم الاسلامية العالمية ليقوم بدور عظيم في تأهيل الدارسين والعاملين على احياء الفنون الاسلامية التقليدية والتي تمثلت باعادة صنع منبر المسجد الاقصى المبارك الذي يحتوي على ما يزيد على 16 الفاً و500 قطعة معشقه ببعضها تعشيقاً بدون استخدام أي (براغي اومسامير اوغراء).
ويضيف:.
وهكذا يستمر دعم الهاشميين في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني للمسجد المبارك مبتغين الأجر والثواب من الله تعالى حيث لا تنقطع المبادرات الملكية السامية لاعماره ودعم العاملين في إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس الذي يزيد عددهم عن 560 موظفا يعملون على رعاية المسجد المبارك والمقدسات الإسلامية في القدس وبدعم هاشمي كريم تمثل في الفترة الاخيرة بتمويل مشروعات بكلفة زادت على ثلاثة ملايين دولار للمسجد الاقصى المبارك.
سلهب
رئيس مجلس الاوقاف الإسلامية في القدس المحتلة الشيخ عبد العظيم سلهب تحدث لـ(بترا) من القدس المحتلة عبر الهاتف عن هذه الذكرى الاليمة قائلا: انه منذ احتلال اسرائيل للقدس الشرقية عام 1967 كان المسجد الاقصى مستهدفا من قبل الجهات الصهيونية المتطرفة، ففي الايام الاولى للاحتلال هدمت حيا اسلاميا بالكامل هو حي المغاربة الملاصق للسور الغربي للمسجد الاقصى وشردت سكانه وتمكنت من اختراق هذا الخط الذي كان يحمي المسجد ثم صادرت حي شرف بالكامل وانشأت ما يسمى بحارة اليهود ثم بدأت الحفريات تحت اسوار المسجد وفي محيطه وسقطت بعض البيوت بطريق التزوير والمحاكم الوهمية في باب الواد وحارة السعدية والشيخ جراح وسلوان والطور بهدف ابعاد السكان عن مدينتهم وعن المسجد الاقصى.
ويزيد:
ثم اندلع الحريق المشؤوم الذي نفذ بايد صهيونية واتى على ثلث الموروث الاسلامي ومن ضمنه منبر صلاح الدين مشيرا الى ان هذا الحادث الاليم احدث جرحا عميقا في ذاكرة كل مسلم خاصة المقدسيين الذين شاهدوا السنة اللهب وهي تأتي على محتويات المسجد وكنوزه، هذا الجرح لا يزال ينزف كلما حاول المستوطنون والمتطرفون تنفيذ اقتحامات ومحاولات لتدنيس المسجد حيث اصبحت مثل هذه المحاولات يومية.
ويشدد سماحة الشيخ سلهب على اهمية مواصلة ابناء القدس والذين يستطيعون الوصول للمسجد الاقصى حضورهم والمواظبة على الصلاة فيه حيث ان وقوف المرابطين في القدس في وجه الاحتلال اثبت اهمية ما يقومون به ودورهم في التصدي للبطش الاسرائيلي وافشال خططه الرامية الى تهويد المدينة المقدسة.
ويشير الى الدور الاردني الفاعل في قضية القدس والمقدسات ودعم المدينة المقدسة ومن ضمنها وضع المدينة على قائمة (اليونسكو) للتراث العالمي، ورعاية المدينة المقدسة واثارها وفي مقدمتها المسجد الاقصى والذي توج باعادة منبر صلاح الدين الى مكانه منذ اربع سنوات مبينا ان الاردن يقوم بواجبه على اكمل وجه برغم امكاناته المحدودة، وكل زائر يلمس ما تقوم به الاوقاف الاسلامية في القدس والتي هي جزء من وزارة الاوقاف الاردنية.
ويقول ان المشروعات التي تنفذها وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية تخدم المسلمين والمصلين في المسجد الاقصى والمصلى المرواني الذي تم ترميمه وسيتم وضع الانارة المناسبة له على نفقة جلالة الملك عبدالله الثاني الذي تبرع قبل نحو شهر بفرش المسجد الاقصى والمسجد القديم بالسجاد الفاخر وتم قبل ايام تشغيل مولدات كهربائية لانارة المسجد بالكامل والشكل اللائق بتبرع من جلالته.
ويضيف انه تمت تكسية الاروقة الشرقية ومقدمة المسجد الاقصى بالرصاص, وانه تجري عمليات الترميم على قدم وساق بما في ذلك اعادة ترميم الفسيفساء والرسوم الزخرفية الحسية والرخام الداخلي لقبة الصخرة المشرفة، كما اننا بصدد تكسية قبة السلسلة.
وتحدث عن المعاناة الكبيرة جراء المحاولات المتكررة للمتطرفين اليهود لاقتحام المسجد الاقصى المبارك مبينا انه خلال شهر رمضان المبارك اقتحم 230 مستوطنا المسجد من باب المغاربة تحت حماية شرطة الاحتلال الاسرائيلي التي كانت تهدد باعتقال كل من يحاول ان يقترب منهم.
«يبدو ان هناك قرارا بتغيير الوضع القائم بالمسجد الاقصى، ولذلك فنحن على اتصال دائم مع وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية والسفارة الاردنية التي ساعدت على حل مشكلات كبيرة فيما سلطات الاحتلال ماضية في تنفيذ قرارها « يقول الشيخ سلهب.
ويضيف ان 160 الفا من سكان القدس نزحوا بسبب جدار الفصل العنصري حيث ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي ترفض اعطاء رخص البناء للمقدسيين ما يضطرهم لمغادرة مدينتهم لتأمين المسكن المناسب.
ويقول ان حفريات الاحتلال تهدد المسجد، والمدارس الاثرية التي تهدم اجزاء منها، مبينا خطورة الانفاق الكثيرة والكبيرة التي تحفرها سلطات الاحتلال واتجاهاتها المتعددة والمختلفة والتي يتجه بعضها الى منطقة المسجد الاقصى ولا نستطيع معرفة الى أي مدى وصلت، الا اننا نراقب الوضع باستمرار ومتخوفون ان يكون هناك اختراق لجدران المسجد الاقصى ولا احد يستطيع ان يحدد مدى التهديد الذي تشكله هذه الحفريات.
ويضيف كما اننا نراقب وضعية آبار المياه لملاحظة أي تغيير في منسوبها ونحتاج الى اجهزة لفحص اثر الحفريات، لكنها غير متوفرة ليس بسبب الامكانات المادية بل بسبب عرقلة سلطات الاحتلال الاسرائيلي لكل ما من شأنه حماية المسجد الاقصى، وعلى سبيل المثال المشروع الاردني لاعادة ترميم طريق المغاربة على الرغم من اتخاذ قرار دولي بشأنه الا ان الامور ما زالت تراوح مكانها.
كنعان
الامين العام للجنة الملكية لشؤون القدس الدكتور عبدالله كنعان تحدث عن ظروف ذلك الحريق قائلا: في العام 1969 أقدم الإرهابي اليهودي الأسترالي (دينيس مايكل) وبدعم من العصابات اليهودية المغتصبة للقدس بإحراق المسجد الأقصى المبارك في جريمة تعتبر من أكثر الجرائم إيلاما بحق الأمة وبحق مقدساتها.
ويتابع:.اعتبرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي يومها ان روهان مجنوناً وأقفلت الملف، متجاهلة ما خلفته نيران حقده من تشويه لوجه المسجد القبلي، والخراب الذي حل به، وقد بلغت مساحة الجزء المحترق من المسجد الأقصى 1500 متر مربع من اصل 4400 متر مربع هي مساحة المسجد الاجمالية.
وأتى الحريق كذلك على منبر صلاح الدين الأيوبي الذي استغرق بناؤه قرابة عشرين عاماً، ومحراب زكريا، ومقام الأربعين، وثلاثة أروقة ممتدة من الجنوب إلى الشمال من ألاعمدة والأقواس والسقف، وعمودين رأسين من القوس الحامل وأجزاء من القبة الخشبية الداخلية والمحراب والجدار الجنوبي وتصفيح الرخام و48 شباكاً مصنوعاً من الجبص والزجاج الملون والسجاد وسورة الإسراء المصنوعة من الفسيفساء.
ويقول: ان الأمر الذي ينبغي ان يدركه كل مسلم وعربي يتمثل بان الخطر على الأقصى هو تعبير عن الرغبة الإسرائيلية بتهويد القدس ومسح هويتها العربية والإسلامية، وهوان نجا من محاولات الاعتداء عليه بالنار فإنه واقع في كل يوم تحت ضربات الحفر التي تنخر أساساته، مركزة على المسجد القبلي وقبة الصخرة المشرفة حتى يأتي يوم ويحدث الانهيار.
ولا يمكن مواجهة هذا الخطر الصهيوني يزيد كنعان بإجراءات معزولة أوارتجالية، فالأمر يستوجب جهودا ضمن خطة استراتيجية قومية صادقة لإنقاذ المسجد مما يهدده، ولتثبيت أهل القدس في أرضهم.
ويدعو امين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس الى ان تتعاون وتتكاتف جميع المؤسسات والمنظمات العاملة للقدس والأقصى لصياغة برنامج عمل طويل الأمد، ومنظمات حقوق الإنسان في جميع دول العالم لتفعيل دورها والضغط من أجل حماية المقدسيين الذين يتعرضون لممارسات قمعية يوميا من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية، التي تهدف إلى إفراغ القدس من سكانها، تمهيداً لتهويد المدينة المقدسة ووضع اليد على مقدساتها الإسلامية والمسيحية.
ويطالب مؤسسات المجتمع المدني في الوطن العربي بتخصيص اسبوع (متلفز) للأقصى يتزامن مع هذه الذكرى يتم التعريف من خلاله بمعالم المسجد وأهميته، والاعتداءات الاسرائيلية التي تجري عليه بإستمرار، وان تقوم الجامعات الإسلامية والعربية والمعاهد والمدارس بتدريس مساق خاص بالقدس وان يكون مساقا إجباريا لجميع المراحل حتى تبقى القدس حاضرة في أذهان الأجيال القادمة من بعد.
وانطلاقاً من الأهمية الكبيرة والمنزلة العظيمة لمدينة القدس يقول كنعان: كان للمملكة الأردنية الهاشمية دور متميز وبارز في المدينة المقدسة وفي المسجد الأقصى المبارك، والواقع ان مسؤولية الهاشميين في الدفاع عن القدس والمقدسات الإسلامية فيها بدأت منذ عهد الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه وحرصه في وصيته على ان يدفن في الحرم القدسي الشريف تجسيدا لتمسكه بالقدس وفلسطين والأقصى المبارك وظلت المقدسات الإسلامية في القدس الشغل الشاغل لدى الهاشميين على مدى السنوات الطوال. ويقول ان موقف الأردن الهاشمي من القدس والمقدسات، يشكل حلقه مهمة من حلقات الموقف الإسلامي والعربي من هذه المدينة ومقدساتها بهدف المحافظة على اسلاميتها وعروبتها، وهذا الموقف يؤكد عمق العلاقة الهاشمية الإسلامية بهذه المدينة، وهو موقف ينبغي ان يعرفه العالم العربي والإسلامي، ويسجله بالاعتزاز والتقدير، فلطالما وقف الأردن الهاشمي في وجه العدوان الإسرائيلي على القدس والمقدسات، واستمر في أداء واجبه لعقود طوال وحال بين الصهيونية وبين الكثير من أعمال القرصنة والتخريب لهذه المدينة ومقدساتها، وحال بينها وبين تهويد هذه المدينة ومقدساتها العظيمة.
ويشيد الدكتور كنعان بصمود الشعب الفلسطيني المجاهد على أرضه والذي يخوض قدر المواجهة مع احتلال يستهدف هويته وحضارته وتاريخه ووجوده، فالاحتلال لا يعترف بالقيم الإنسانية ولا بالأخلاقية أوالدينية، ويعمل جاهدا على طمس كل المقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية على حد سواء انطلاقاً من مفاهيم وعقائد باطلة ومشوهه لا تخدم إلا الصهيونية العالمية التي آلت على نفسها إلا أن تدمر العنصر الإنساني وإخضاع العالم أجمع لسيطرتها وتحقيق مصالحها وأطماعها من خلال الغزوالفكري والثقافي والديني.
التاريخ : 21-08-2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق