<
المسلمون يشعرون بالتجاهل الفرنسي والاحترام الأميركي
أعد سكوت سايار تقريراً نشرته صحيفة نيويورك تايمز، تحدث فيه عن الضواحي الباريسية الفقيرة، والتي يسكنها فرنسيون من جذور مختلفة، ولكن الحكومة الفرنسية لا تهتم بهم. ولكن الغريب هو اهتمام سفارة الولايات المتحدة بهذه الضواحي، التي يقطنها مسلمون، بشكل لم يتوقعه المسؤولون الفرنسيون. فقد قامت السفارة الأميركية بتشكيل شراكة مع الحكومات المحلية والطلاب والمثقفين في مناطق المهاجرين التي لا تنال الاهتمام الكافي خارج المدن الفرنسية الرئيسية.
وقد بدأت الولايات المتحدة تلك الجهود في أعقاب هجمات 11 سبتمبر، وذلك بهدف تحسين صورة الولايات المتحدة داخل المجتمعات المسلمة المختلفة حول العالم. وقد تزايد الإهتمام الأميركي بهذه الضواحي المهملة منذ انتخاب الرئيس باراك أوباما. جدير بالذكر أنه يوجد في فرنسا نحو 5 إلى 6 ملايين مسلم، وهي أكبر جالية مسلمة في أوروبا. حيث يُنظر إلى الضواحي التي تضمهم وكأنها مصدر محتمل للتطرف الديني. بيد أنه يبدو أن المشاعر المعادية للولايات المتحدة في هذه الضواحي بدأت في التراجع منذ انتخاب أوباما الذي أثبت أنه رمز قوي للأمل. هذا ويعزو البعض الترحيب القوي بالوجود الأميركي في تلك الضواحي إلى شعور المواطنين بتجاهل الحكومة الفرنسية لهم، بينما يعزوه البعض إلى وجود أوباما في البيت الأبيض. لكن المؤكد هو ارتفاع شعبية الولايات المتحدة في الضواحي بشكل غير مسبوق. ويقول السفير الأميركي لدى فرنسا تشارلز ريفكن إن الهدف من محاولات التواصل الأميركية هو دحض «الأكاذيب» عن الولايات المتحدة، وأضاف أنه «من السهل كراهية الشيء الذي لا تفهمه».
واستغلت السفارة الأميركية الميزانية الموضوعة لها ـــ وقدرها 3 ملايين دولار سنوياً ـــ في رعاية مشاريع تجديد المدن وفي إقامة المؤتمرات والمهرجانات الموسيقية. كما ساعدت في تنظيم محاضرات للساسة الذين ينتمون إلى الأقليات المختلفة وتدريبهم على الاستراتيجيات الانتخابية وكيفية جمع التبرعات والترويج للمرشحين.
ويرسل برنامج التزاور الدولي 20 إلى 30 سياسيا فرنسيا مبتدئا إلى الولايات المتحدة كل عام لمدة أسابيع، وقد بدأ البرنامج يرسل مبتدئين من مختلف الأقليات، خصوصا المسلمين. كما بدأت السفارة برنامجاً مشابهاً للمراهقين الفرنسيين، وهو ما يعلق عليه السفير ريفكن بقوله إن السفارة «تحاول التواصل مع الجيل القادم من قادة فرنسا، وهذا يتضمن الضواحي». غير أن قلة من المسؤولين الفرنسيين ينظرون إلى الاهتمام الأميركي بالتفاؤل نفسه. إذ يقول محافظ بوندي، إحدى الضواحي الفرنسية التي تهتم بها السفارة الأميركية، إن المواطنين يشعرون بأن الولايات المتحدة تهتم بهم وتقدرهم أكثر من فرنسا، لا سيما أن الساسة الفرنسيين يبالغون في وصف معدلات العنف والجريمة في الضواحي لأسباب انتخابية. في الوقت نفسه، فإن ما تخصصه الحكومة الفرنسية بشكل سنوي لتطوير الضواحي ـــ 5 مليارات دولار ـــ لا يكفي الاحتياجات المطلوبة لأن التمويل النقدي وحده لا يكفي، ولا بد من الاعتراف بالضواحي أولاً.
نيويورك تايمز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق