الجمعة، 1 أكتوبر 2010
موقع جريدة الأنباء - أراء - عبدالهادي الصالح - مداخلة مع أستاذي المذكور: المناهج الإسلامية
مداخلة مع أستاذي المذكور: المناهج الإسلامية
الثلاثاء 28 سبتمبر 2010 - الأنباء
أعتز بصداقتي الطيبة مع أستاذي الفاضل د.خالد المذكور الذي تشرفت بأن أكون طالبا عنده أيام كلية الحقوق والشريعة في الشويخ بالثمانينيات، ولا يزال يمتاز بالحكمة الممزوجة بالهدوء وبعد النظر الديني والوطني، وكعادته الحميدة في الإنصات للرأي الآخر فإنني استسمحه في المداخلة في حديثه صباح أمس الأول (الأحد) مع جريدة «الأنباء».
أعتقد أن التعليم الديني في الكويت يحتاج إلى غربلة وإعادة صياغة تنسجم مع الواقع الكويتي، لاسيما أن الطالب عندنا يعيش عصر انفتاح المعلومات من كل حدب وصوب، منها الغث ومنها السمين، وهو الآن يعيش عدم الثقة بهذا التعليم «الرسمي» مثل نشرة الأخبار الرسمية أو التعليم الموجه فيشعر الطالب بأن هناك ساحة مغيبة عنه أو إقحام قضايا تمثل أجندة لأفكار حزبية دينية أكثر من كونها تمثل جانبا تربويا لمدرسة فقهية في مقابل رأي آخر لمدرسة أخرى. والأمر يدق أكثر عندما تلامس هذه الأفكار الأمن الوطني (عندما تضع زوّار الأولياء الصالحين في خانة عبادة القبور ثم تصنف عقوباتهم في الدنيا كإهدار الدم وإباحة الأموال والممتلكات! هذا طبعا على سبيل المثال الموثق).
هذه الغربلة في التعليم الديني تنبه لها بعض النواب بعد طول احتجاجهم على أي تعديل يمس مناهجه، ولكن عندما وصلنا إلى الفتنة الأخيرة اقتنع هذا البعض بوجوب هذا التعديل ومنهم الأخ الفاضل النائب علي العمير عندما طالب ببيان فضل أمهات المؤمنين والصحابة كردة فعل وانعكاس للواقع الذي نعيشه وقد نشر ذلك في «الأنباء» بتاريخ 23/9/2010. كنا جيل الستينيات والسبعينيات نرتوي من مناهج التربية الإسلامية والتاريخ وما فيهما من أحداث تناولت بكل وضوح سيرة خلفاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته (رضي الله عنهم) وما حدث بينهم من اختلاف حول سياسة توزيع الأموال واختلاف الاجتهادات إلى تفاصيل حروب الجمل وصفين والنهروان، وكنا لا نرى تناقضا بين ما نحفظه في المدارس وما هو موجود في الكتب التراثية في المكتبة المدرسية أو المكتبة العامة في الدعية أو الرئيسية في المباركية، بل وانا شخصيا أسمع نفس هذا الكلام من الخطيب الحسيني عندما يسرد سيرة أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام بلا سب ولا طعن ولا لعن، وكنا نحتفظ بصداقتنا الحميمة بين ربع المدرسة والفريج لا يعكرها أي خلاف ديني وكنا نعيش في بيوتهم وهم في بيوتنا بين الأمهات والآباء، لماذا؟ لأن الشفافية والوضوح سيد التعليم بأن هذا أمر تاريخي بحت نأخذ منه فقط العظة والاعتبار والاعتزاز بالمعتقد الصحيح بتاريخنا، والاختلاف المذهبي واقعي نتعايشه بكل رحابة صدر، عكس اليوم هناك تغييب متعمد لمعلومات يراها الطالب ويسمعها في النت والشات ويقرأها ويشاهدها في الفضائيات وقد لغمت بعضها بلغة ملؤها الكراهية والاستفزاز الطائفي المقيت مما أوجد بيئة تساعد على ولادة فتن منتنة لا يرجى منها خير أبدا. فالتعليم هو المنطلق للمقاومة والتصدي لكل أنواع الفتن والعصبية الجهلاء.
a.alsalleh@yahoo.com
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق