الاثنين، 1 نوفمبر 2010
صحيفة العرب القطرية // - سعي المسلمين للاندماج لا ينبغي أن يكلفهم كرامتهم
سعي المسلمين للاندماج لا ينبغي أن يكلفهم كرامتهم
محمد المصري
2010-11-01
أشعر بالقلق حيال مستقبل المسلمين في الدول الغربية، لا سيما منذ 11/9. ففي الآونة الأخيرة، خرجت مجموعة من التقارير الإخبارية التي تشير إلى أن عدداً من المسلمين يسعون جاهدين لأن يتم احتواؤهم واستيعابهم داخل المجتمعات التي يعيشون فيها، إلا أنهم في نهاية المطاف يفقدون احترامهم لذاتهم واحترام الآخرين.
لقد اعتدنا على وجود هذه الظاهرة في المدارس، لأن الذين يتعرضون للنبذ -بسبب اللون أو العرق أو المظهر الجسدي أو الدين أو حتى بسبب إنجازهم الأكاديمي العالي- سيفعلون أي شيء من أجل قبولهم في المجموعة.
هذان اثنان من الأمثلة الأخيرة لوقوع المسلمين في خطأ السعي بشدة لأن يكونوا مقبولين في المجتمعات الغربية:
دُعي مسلم كندي لإلقاء محاضرة من قبل الحكومة المتطرفة اليمينية هنا في كندا، ولكن فجأة تم إلغاء الدعوة. شعر الرجل بالإهانة والسبب مفهوم، ولكن لماذا وافق وقبل الدعوة في المقام الأول؟
لماذا يتعين على الأئمة المسلمين في كندا أن يُصدروا بيانات مشتركة كل بضعة أشهر عن فكرة الإسلام ضد الإرهاب، ويقوم غيرهم من المسلمين بالحديث مؤكدين إن «اليهود ليسوا أعدائي»؟
في هذه المسألة لماذا يجب على أي زعيم مسلم أن يكرر ليلا ونهارا أنه معتدل، بينما يعتبر وصف «المعتدل» أمرا ذاتيا؟ علاوة على ذلك، تُصنف وسائل إعلامنا جميع الزعماء المسلمين الذين يدافعون عن قضايا العدالة الاجتماعية في كندا والسلام من خلال العدالة في جميع أنحاء العالم على أنهم متشددون ومتطرفون، ولا تتطرق لمناقشة وجهات نظرهم على الإطلاق.
المثال الثاني لأميركية مسلمة تُعلن أمام كاميرات التلفزيون والصحفيين أنها ستؤم صلاة الجمعة. في الصيف الماضي تمت «دعوة» امرأة كندية مسلمة أمام كاميرات التلفزيون لإمامة صلاة الجمعة في إنجلترا. لماذا هذه الدعاية واسعة النطاق؟ إنه أمر يمثل تحديا لـ1400 سنة من التقاليد بالنسبة للمرأة المسلمة، لاسيما وأن المسلمين في الولايات المتحدة وكندا يفقدون باطراد حرياتهم المدنية منذ 11/9؟
لأن الإسلام لا يملك كنيسة، فيمكن لكل مسلم أو مسلمة أن يفعل ما يعتقد أنه صحيح، فلماذا لم تؤم المرأة الصلاة بصورة خاصة بين أتباعها؟ لم يكن هناك داع لسيرك وسائل الإعلام هذا.
لقد حل المسلمون محل السود في كندا باعتبارهم المجموعة المميزة عنصريا رقم واحد في الدولة، وحلوا محل اليهود باعتبارهم الهدف الأول المستهدف بجرائم الكراهية.
ليس هناك مكان للعبادة في كندا أو الولايات المتحدة يتم التجسس عليه أكثر من المساجد. الكتاب المقدس الوحيد الذي تم التهديد بحرقه أمام كاميرات التلفزيون كان القرآن الكريم كتاب المسلمين. المراكز الإسلامية هي الوحيدة التي يتعين عليها الحصول على موافقة وسائل الإعلام قبل أن يتم بناؤها.
فقد المسلمون الكنديون الحق الأساسي في العبادة بالمساجد من دون التعرض للترهيب على يد شرطة الخيالة الملكية الكندية وجهاز الخدمة الاستخبارية والأمنية.
المسلمون الذين يُنقل إليهم الشعور بأنهم «أجانب» بسبب دينهم صاروا أقل نشاطاً في الحياة السياسية بشكل ملحوظ، ويشعرون بأنهم أقل فعالية من الناحية السياسية من أولئك الذين يشعرون أنهم متساوون اجتماعيا ونفسيا.
من أجل أن يكون المسلمون فاعلين سياسيا، يتعين عليهم التوقف عن التصرف مثل الأجانب، وأن يخرجوا من الغيتو العقلي الذي يشعرون أنهم خاضعون له بسبب دينهم.
ومثلما يجب على المسلمين الكنديين التحدث علناً ضد الظلم الإسرائيلي الواقع على الفلسطينيين، وظلم حلف الناتو ضد المسلمين في أفغانستان والعراق، وضد قرع طبول الحرب ضد إيران، يجب عليهم أيضا التحدث علناً ضد التمييز والحرمان بين شعوب الأمم الأولى، واللاجئين، والفقراء، والمحتاجين والأطفال والأقليات المرضى وكبار السن، وغيرهم من الفئات المهمشة.
يجب على الكنديين المسلمين أن يتحدثوا ضد كراهية الإسلام في وسائل الإعلام، وفي المدارس، وفي مكان العمل والحكومة، ولا ينبغي عليهم التسرع بإدانة أولئك الذين يعتقلون بتهم إرهابية قبل أن يتم الحكم عليهم في محكمة قانونية.
وأخيرا، يجب على الكنديين المسلمين إظهار كيف أنهم يسهمون في الثروة الكندية. لقد علّمتُ الآلاف من طلاب الهندسة الكنديين على مدى السنوات الأربعين الماضية، ليخلقوا ملايين فرص العمل هنا.
لإخواني المسلمين: يرجى عدم التضحية بكرامتكم وأنتم تحاولون التوافق مع المجتمعات التي تعيشون فيها، لن يتم قبولكم أبدا من اليهود الصهيونيين، والأصوليين المسيحيين، والعنصريين والسياسيين ووسائل الإعلام اليمينية، أبداً.
❍ أستاذ بجامعة واترلو، ومؤسس الكونغرس الإسلامي الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق