الشيخ ماهر حمود : الإسلاميون مسؤولون عن جزء من النقد الذي يوجه إليهم بسبب انقسامات الحادة والاتهامات المتبادلة | حركة التوحيد الإسلامي
الشيخ ماهر حمود : الإسلاميون مسؤولون عن جزء من النقد الذي يوجه إليهم بسبب انقساماتهم الحادة والاتهامات المتبادلة
ألقى سماحة العلامة الشيخ ماهر حمود خطبة الجمعة 28/10/2011م. في مسجد القدس في صيدا لبنان وقد تناول في خطبته الربيع العربي والخوف من وصول الإسلاميين إلى موقع القرار فقال :
أصبح الربيع العربي خريفا في بعض وسائل الإعلام وبشكل قاطع لماذا ؟ … لان حزب النهضة ذا الاتجاهات الإسلامية قد فاز في انتخابات تونس بنسبة كبيرة من الأصوات ، هذا ما يقوله كثير من المراقبين والإعلاميين في حكم متسرع جائر لا يستند إلى حقائق ولا ينظر بعين صائبة ، نضيف إلى ذلك أن كثيرا من المراقبين والكتاب يبالغون في التخويف من الإسلاميين في حال استلموا السلطات في الدول التي تحصل فيها تغير سياسي جذري ، ولنا في ذلك ملاحظتان :
الأولى : أن هذا التحذير المبالغ فيه يتناقض مع فكرة الحرية والديمقراطية التي ينادي بها الكتاب والمفكرون أنفسهم الذين يحذرون من الإسلاميين ، وهذا التناقض يؤكد على أن هذا الموقف مبني على أحكام مسبقة ، وانه لا يهدف إلى النقد البناء ، بل يهدف إلى إظهار موقف معاد للإسلام فضلا عن الإسلاميين .
الثانية : إن جزءا رئيسيا من هذا النقد وهذا التهويل مسؤول عنه الإسلاميون أنفسهم ، لأنهم خلال مسيرتهم المتعددة الوجوه في العقدين الأخيرين ، بالحد الأدنى ، ظهرت فيهم ظواهر تناقض الطرح الإسلامي نفسه وتسيء إليهم والى الإسلام الذين ينتمون إليه، إنهم يساهمون في نشر الفكرة القائلة : أن الإسلام غير قابل للتطبيق السليم في عالمنا المعاصر . ولا بد من الحديث عن بعض هذه المظاهر :
أ- الانقسامات الحادة والاختلافات والاتهامات المتبادلة وتبادل التكفير وصولا ، لعله ، إلى الاغتيالات المتبادلة ، مما يذكر بفكرة قرآنية هامة وهي أن الانقسام والاختلاف من صفات المشركين وليست من صفات المؤمنين : {… وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ(32)} الروم .
ب- ظاهرة التكفيريين الذين يفجرون أنفسهم بمن يخالفهم من المسلمين وغير المسلمين ، هذه ظاهرة شوهت الإسلام المعاصر بشكل كبير .
والسؤال قد يكون ، هل هذه مسؤولية الإسلاميين المعتدلين أم أنها خارجة عن مسؤوليتهم وقدرتهم ؟ الجواب : باختصار اننا لم نر عملا حقيقيا وموقفا واضحا في وجه هذه الظاهرة السيئة، ظلت المواقف خجولة ومترددة في أكثر الأحيان ، فأصبح الإسلاميون جميعا بوضع اتهام بأنهم “يحتضنون” هذه الظاهرة ، أو بالحد الأدنى ، يتعايشون معها .
ج- وجود إسلام معتدل ، ولكن على ما يبدو ليس عنده مانع من أن يكون جزءا من المنظومة الغربية يتوافق مع الأميركي ويساير الأوروبي ، ولعله يقبل بأكثر من ذلك .. ومثله الأوضح الآن الإعلان الليبي أن الشريعة الإسلامية ستكون مرجعا للقوانين في ليبيا الجديدة ، فيما يمدد للناتو الذي أتى هذا “الإسلام” على متن طائراته وسلاحه ، كما يتهم الإسلام التركي المميز بأنه شكل فقط ، فيما أن الواقع أن تركيا تخدم الأهداف الأميركية في المنطقة بكل “إخلاص” .
لا بد من أن ينتبه (الإسلاميون) الحقيقيون لحجم الاتهامات التي توجه إليهم والمحاذير التي تحيط بحملهم لراية الإسلام العظيمة حتى يكونوا على مستوى هذه الرسالة العظيمة . فإذا ما قدموا النموذج المعاصر الواعي فان أصوات الاعتراض والنقد ستصبح غير ذات قيمة ، وستضع نفسها وقتها لتثبت أنها نقد للنقد واعتراض للاعتراض ليس إلا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق