الاثنين، 12 يوليو 2010
صحيفة العرب القطرية // تقرير يوروبول: %99 من العمليات الإرهابية نفذها غير المسلمين
تقرير يوروبول:
%99 من العمليات الإرهابية نفذها غير المسلمين
2010-07-12
كتب: Danios - ترجمة: خالدة الساقي
ربما يتبادر إلى ذهن القارئ للوهلة الأولى أن الغرب قد صدقوا عندما اتهموا المسلمين بالإرهاب، فقد عمدوا وعمموا مزاعمهم على أن الإرهاب قادم من المسلمين بقولهم: «ليس كل المسلمين إرهابيين، ولكن (تقريبا) كل الإرهابيين مسلمون».
ورغم أن هذه الفكرة بديهية عند بعض الأوساط، إلا أنها ببساطة ليست واقعية، ففي مقالتي السابقة التي كانت بعنوان: «جميع الإرهابيين من المسلمين... ماعدا ٪94 منهم»، كنت قد استخدمت الوثائق الرسمية لمكتب التحقيقات الفيدرالي لأثبت أن فقط %6 من الهجمات الإرهابية على الأراضي الأميركية من عام 1980 لغاية 2005 نفّذت من قبل المتطرّفين الإسلاميين، أما الـ%94 المتبقية، فكانت من أطراف أخرى (%42 من الأميركان اللاتينيين، و%24 من المجموعات اليسارية المتطرّفة، و%7 من اليهود المتطرّفين، و%5 من الشيوعيين، و%16 من كلّ المجموعات الأخرى).
لكن ما خفي كان أعظم، فقد استطاعت البيانات التي جمعت من قبل اليوروبول (وهي منظمة تطبيق القانون الأوروبي) أن تقوّي حجّتي أكثر، حيث تنشر هذه المنظمة تقريراً سنوياً تحت عنوان حالة الإرهاب الأوروبي واتجاهاته، ويمكنك الحصول من موقعهم الرسمي، على التقارير السنوية للأعوام 2007. و2008، و2009، أما الأعوام التي سبقت السنوات المذكورة فلم تعد متوفرة على الموقع.
النتائج كانت قاسية، وتثبت بشكل حاسم أن ليس كل الإرهابيين من المسلمين، في الحقيقة كانت مذهلة، فقد تبين أن %99.6 من الهجمات الإرهابية في أوروبا نفذت من قبل مجموعات غير مسلمة، والجميل أن %84.8 من الهجمات كانت من قبل الجماعات الانفصالية التي لا علاقة لها بالإسلام.
ويمثل إرهاب الجماعات اليسارية مقدار 16 ضعفاً أكثر من الجماعات ذات الجذور الإسلامية. وينسب %0.4 من الهجمات الإرهابية للأعوام 2007 - 2009 إلى المتطرفين المسلمين، وهي نسبة تافهة.
ووفقا للتقرير، كان هناك «هجوم إسلامي» واحد في المملكة المتحدة في عام 2008، والذي حذف في الجدول أدناه، وقد أدرج في الرسم البياني أعلاه، ويكفي أن نعرف، من خلال نظرة عابرة فقط على تلك الجداول، مدى بطالة الادعاء القائل: إن «جميع الإرهابيين هم من المسلمين».
ويعتبر هذا البيان قريبا من الحقيقة.
وقد ورد على صفحة 7 من تقرير اليوروبول لعام 2009 نص جاء فيه:
ما زال البعض ينظر إلى الإرهاب الإسلامي على أنه يمثل أكبر تهديد تواجهه دول العالم أجمع، رغم أن الاتحاد الأوروبي واجه هجوما إرهابيا واحدا فقط من قبل الإسلاميين عام 2008، وقع هذا الهجوم بالقنابل في المملكة المتحدة، غير أن إرهاب الانفصاليين لا يزال مؤثراً على معظم دول الاتحاد الأوروبي، ويشمل إرهاب الجماعات الانفصالية في إقليم الباسك في إسبانيا وفرنسا، وإرهاب كورسيكا في فرنسا، ولا ننسى سابقاً التواصل بين إيتا وفارك (القوات الثورية الكولومبية المسلحة) والتي توضح حقيقة أن المنظمات الإرهابية الانفصالية أيضا تبحث عن شركاء متعاونين خارج الاتحاد الأوروبي على أساس المصالح المشتركة.
وفي المملكة المتحدة، هناك جماعات منشقة من الجمهورية الأيرلندية، وبصورة أساسية جماعة ريرا (الجيش الجمهوري الأيرلندي) وسيرا (الجيش الأيرلندي الدائم)، وغيرها من الجماعات شبه العسكرية التي تواصل انخراطها في الجريمة والعنف.
التصور ليس حقيقة واقعة، ونظرا للتأثير والدعاية التي تطلقها الأحزاب اليمينية، أصبح الناس يعتقدون خطأ أن الإرهاب الإسلامي هو الخطر الأكبر الذي يهدد العالم الغربي، بل لعله من الاعتقاد الشائع أن الإرهاب الإسلامي يشكل تهديدا وجوديا، وأن بقاء العالم الغربي على المحك.
في الحقيقة، هناك جماعات أخرى تمارس الإرهاب على نطاق أوسع من ذلك بكثير، إلا أن هذه الحوادث الإرهابية يتم التكتم عليها وتغطيتها إلى أدنى حد ممكن، في حين يتم التركيز بشكل هادف على الأعمال الإرهابية التي يرتكبها المسلمون، لتبلغ ذروتها في الفكرة القائلة بأن «(تقريبا) كل الإرهابيين مسلمون». إن إرهاب الإسلاميين المتطرفين هو بالتأكيد مدعاة للقلق، لكنه لا يلزم أن يكون قضية تخلق معضلة هستيرية، وينبغي ألا تجعلنا هذه القضية الهامة على استعداد للتضحية بمُثلنا أو حقوقنا المدنية خوفا منها، كما لا ينبغي أن ينتقصوا من عقولنا لنصل إلى درجة الجمود المطلق.
لقد حللنا البيانات من أميركا وأوروبا (جزء كبير من العالم الغربي بأكمله)، ووجدنا أن التهديد من الإرهاب الإسلامي أكثر بكثير من الحد الأدنى المفترض بصفة عامة، الذي لم يمثل في الولايات المتحدة سوى %6 من الهجمات الإرهابية، أما في أوروبا فإنه لم يمثل حتى نصف نقطة مئوية.
إن إثارة وترويج الخوف فقط هو الذي سمح باستخدام موضوع الإرهاب الإسلامي لتشويه سمعة مجتمع ديني متواجد بأقليته في الغرب. فعندما يواجهنا مثل هذا الجنون يتعين علينا أن نرد عليه بالوقائع والحقائق.
وفي مقالتي القادمة، سوف نحلل البيانات الخاصة عن الإرهاب على الساحة العالمية من أجل تعزيز وجهة نظرنا.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق