فنان لبناني... يثير جدلاً ساخناً في أوروبا
رسم حسون («السفير»)
رسم حسون («السفير»)
شغلت قضية اختيار فنان لبناني لتصميم راية السباق الايطالي «باليو» التاريخي للخيول، الصحف العالمية والرأي العام الغربي، وخصوصاً الأوروبي بما في ذلك الفاتيكان.
وهي المرة الأولى التي تسند فيها مهمة تصميم راية سباق «باليو» إلى فنان مسلم، منذ انطلاق السباق قبل أربعة قرون، نظراً لأن هذا السباق يعتبر مقدساً حيث تعود جذوره إلى أسس دينية، ويُهدى إلى السيدة مريم. أما «باليو» فتعني «الراية» وهي تسلم إلى الفائز في نهاية السباق.
واختارت لجنة السباق علي حسون، وهو رسام مشهور في إيطاليا، لتصميم شعار الـ«باليو» للعام 2010. فرسم القديس جرجس في أسفل الصورة وهو يرتدي كوفية، وفي أعلى الصورة السيدة مريم المكللة بتاج علّق على أعلاه قمر (رمز الإسلام) ونجمة داوود (الرمز اليهودي) والصليب. وزيّن حسون رسمه بكتابات باللغة العربية، وهي عبارة عن آية من «سورة مريم».
وأثار رسم حسون جدالاً ساخنا في الأوساط المسيحية، حيث اعتبر خبير الفاتيكان أنطونيو سوكي، في صحيفة «ليبيريو» المحافظة، أن «شيئاً خطيراً» يحدث «من وجهة نظر روحية ورمزية».
ونشرت صحيفة «لا نازيون»، وهي أكبر صحيفة محلية يومية، رسالة من مواطنَين يتوسلان رئيس الأساقفة عدم السماح لـ«صورة غير مسيحية» بأن تكون مباركة في كنيسة القديسة ماري في «بروفنزانو»، لدى عرضها في الأمسية التقليدية التي تسبق السباق.
وردّ مكتب رئيس الأساقفة، في بيان، أن وضع رموز الديانات السماوية الثلاث على تاج السيدة مريم سبب «مشكلة» وأن استخدام اقتباس من القرآن «يفسح المجال للنقاش»، لافتاً إلى أن رئيس الأساقفة سيجري تعليقاً رسمياً على المشكلة بعد انتهاء السباق (الثلاثاء أو الأربعاء).
من جهته، دافع حسون عن تصميمه، بوصفه «تعبيرا عن حوار بين الأديان، ومحاولة لإيجاد أرضية مشتركة بين الحضارات»، معرباً، في حديث لقناة «ام.بي.سي»، عن فخره لأن «الإيطاليين اعتبروه واحدا منهم بمنحه شرف تصميم راية سباق الخيل في باليو».
وقال حسون إنه رسم وجه أم عادية، في محاولة منه للمساعدة في التقريب بين الأديان، موضحاً أنه «كتب على الراية بالخط العربي الكوفي آية من سورة مريم، للتأكيد على أهمية السيدة العذراء، ومكانتها العظيمة ليس فقط لدى المسيحيين بل عند المسلمين أيضا».
ولفت حسون إلى أن سباق «باليو» يحتفل هذا العام بذكرى معركة انتصار «سيينا» في العام 750، في حربها ضد فلورنسا، حيث «أرسل الإمبراطور مانفريدي في هذه المناسبة مجموعة من المسلمين العرب لمساعدة سيينا»، مشيراً إلى أن «الراية استوحت أيضا تلك الواقعة من خلال رسم أحد الجنود العرب المحاربين وتلوين وجهه بألوان راية سيينا المميزة».
ولم يردع دفاع حسون صحفاً محافظة، مثل «لا بادانيا»، وهي الجريدة الرسمية للرابطة الشمالية المعارضة للهجرة، عن إثارة الجدل، حيث كتبت «ها هي اليد المسلمة تتجلى على باليو سيينا».
لكن أوساطاً أخرى انتقدت هذا التوجه معربة عن ترحيبها بتكليف حسون بتلك المهمة. وقال عمدة سيينا موريزيو جنني إن «الإدارة المحلية اختارت حسون لأن فنه تقليدي ورمزي وممتع»، فيما قال شاب إيطالي «لا نكترث للوحة، المهم هو الفوز».
وحسون (46 عاماً)، لبناني الأصل، ولد في بلدة الغازية في 1964، ثم انتقل إلى ايطاليا سنة 1982 لمواصلة دراسته في أكاديمية الفنون الجميلة في جامعة فلورنسا، متخرجا منها في 1992، بعدما حصل على شهادة في الهندسة المعمارية. يقيم ويعمل في مدينة ميلانو. وهو يحمل الجنسية الإيطالية.
(عن «نيويورك تايمز»، «ام.بي.سي»)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق