الأربعاء، 7 يوليو 2010
جريدة الدستور || سكاتولين يدعو إلى حوار بين التقاليد الصوفية في مختلف الأديان دون شروط
سكاتولين يدعو إلى حوار بين التقاليد الصوفية في مختلف الأديان دون شروط
عمان - الدستور
دعا المستشرق الإيطالي أستاذ التصوف الإسلامي في المعهد البابوي للدراسات العربيّة والإسلاميّة في روما الأب الدكتور جوزيف سكاتولين إلى حوار بين التقاليد الصوفيّة من مختلف الأديان من دون شروطْ أو حدود.
وركز الدكتور سكاتولين في محاضرته "الفكر الصوفي" ضمن اللقاء الشهري السابع لمنتدى الفكر العربي مؤخرا على الفضاءات المحتملة للحوار بين التقاليد الصوفيّة الإسلاميّة والمسيحيّة في عالمنا المعولم: مؤكّدا أن كل الأشكال من التصوف في التقاليد الدّينيّة المختلفة وبصفة خاصة المسيحية والإسلامية ، مطالبة الآن وبصورة ملحة بأنْ تقدم إجابة مقنعة عن إشكاليات إنسان عصرنا إنسان العولمة أو القرية العالمية وهو كذلك إنسان التعددية الدينية.
وقال: إنه من الأفضل أن تدخل كل التقاليد الروحية في حوارْ ملموس فيما بينها وهو حوار يدخل فيه كل منها بهويّته الخاصّة وأصالته المتميزة وباستعداد مجرب وانفتاح مقتنع إزاء التقاليد الصوفية الأخرى إي إزاء "غيريّة الآخر".
وطالب سكاتولين بإعادة النظر في مغامرة الإنسان المعاصر العقلانية العلمية والتكنولوجيّة الاستهلاكيّة لإيجاد تآلف وانسجام بين العلم والتكنولوجيا من جهة والمعرفة والحكمة الروحيّة من جهة أخرى ، محذرا من خطر انتشار القبليات الدينية الحديثة التي يتحوّل فيها الدين إلى أداة طيعة لخدمة المصالح السياسيّة والاقتصاديّة الكبرى.
وقال: إن التصوف مطالب بأن يكون عامل سلام وأخوة في القرية العالمية: معطيا الأولية لأبعاد الإسلام الروحية التي تغلب فيها روح العدالة والرحمة والمحبة وهي أبعاد تشترك فيها أيضا كل التقاليد الدينية السماوية: إذ تؤكد احترام كل كائن بشري على مستوى القيم الشخصية الأساسية ، ومنها حرية الاعتقاد والتعبير ما يشكل أرضية مشتركة ومجالاً واسعا لكي تتحد الجهود من أجل التزام مشترك للدفاع عن كرامة كل إنسان أفرادا وجماعات ورفض الاعتداء عليها.
وأردف: إن هذا كله يمثل تحدّيا خطيرا للإنسانية المعاصرة وهو أمر يهم جميع الأديان التي تتحرك على مسرح كوكبنا الأرضي وإن كل دين مطالب الآن أكثر من أي وقت مضى بألاّ يكون أداة طيعة في يد أحد: بل أن تصبح الأديان بصورة واضحة لا لبس فيها عوامل إيجابية للأخوة والتعايش السلمي بين مختلف الشعوب والثقافات.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق