دراسة: التيار الديني الصهيوني سيؤدي إلى زوال إسرائيل ويشكل خطراً وجودياً على الفلسطينيين ويدفع تجاه حرب دينية
وأوضحت الدارسة التي حملت عنوان "تعاظم التيار الديني الصهيوني في إسرائيل وآثاره الداخلية والإقليمية"، وحصل بموجبها الباحث صالح النعامي على درجة الدكتوراة في العلوم السياسية، أن التيار الديني الصهيوني يهدد مستقبل الممارسة الديموقراطية في إسرائيل من خلال رفض الديمقراطية وقيمها، والسعي المعلن لتحويل إسرائيل إلى دولة دينية تحتكم إلى تعاليم الشريعة اليهودية، إضافة إلى تعاظم خطر تمرد المستويات الأمنية على المستويات السياسية المنتخبة بفعل تعاظم هيمنة أتباع التيار على معظم المواقع القيادية في الجيش الإسرائيلي، ورفض قرارات القضاء المدني أو منح فلسطينيي 48 حقوقاً سياسية.
وأشارت إلى أن التيار الديني الصهيوني يشكل خطراً وجودياً على الشعب الفلسطيني، من خلال إصدار الفتاوى التي تبيح إراقة دماء الفلسطينيين وتستبيح ممتلكاتهم، وتشكيل تنظيمات إرهابية بهدف قتل الفلسطينيين وترويعهم، وتأثر سلوك إسرائيل الحربي ضد الفلسطينيين بالفتاوى التي أصدرها الحاخامات، إضافة إلى إضفاء قدسية على الإرهابيين اليهود الذين نفذوا المجازر ضد الفلسطينيين.
وبينت الدراسة أن هذا التيار يدفع نحو إشعال حرب دينية، عبر الدعوة الصريحة لاستهداف المقدسات الإسلامية في فلسطين وتدميرها، وتشكيل هيئات وحركات تعنى بشكل خاص بتدمير المسجد الأقصى المبارك، والمس بنبي الإسلام وتجريحه، والسخرية من الدين الإسلامي، إضافة إلى أن تنامي دور التيار الديني الصهيوني سيزيد من عزلة إسرائيل وسيضعف مكانتها الدولية، كما أنه سيحبط فرص تحقيق تسوية سياسية للصراع، ويدفع إسرائيل لشن مزيد من الحروب على العالم العربي.
وشددت على وجود أساس للاعتقاد أن تعاظم دور التيار الديني الصهيوني قد يفضي لتعرض الفلسطينيين وقطاعات من العرب للإبادة الجماعية، ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال ارتكاب عناصر هذا التيار بتوجيهات مباشرة من المرجعيات الدينية مجازر بحق الفلسطينيين، علاوة على دعوة هذه المرجعيات لإقامة معسكرات لإبادة الفلسطينيين جماعياً، وتحمس هذا التيار لاستخدام مخزون السلاح النووي في الترسانة الحربية الإسرائيلية في الحروب ضد العرب، كما أن اندفاع أتباع التيار الديني الصهيوني نحو المواقع القيادية في الجيش والمؤسسة الأمنية يسهم في تمكين هذا التيار من تحقيق تصوره إزاء التعامل مع الفلسطينيين والعرب.
وذكرت الدراسة أن التيار الديني يخترق مؤسسات دولة إسرائيل على نطاق واسع من أجل لعب دور حاسم في تصميم السياسات الداخلية للدولة، إذ تمكن هذا التيار من تعزيز الطابع الديني اليهودي للدولة، من خلال تمرير القوانين والتشريعات التي تضمن احترام الدولة لتعاليم الشريعة اليهودية، وتعديل القوانين القائمة بما يحقق هذا الهدف، وتكريس الاندماج بين الدين والدولة، إضافة إلى رفد النشء اليهودي بالقيم الدينية كما يراها التيار الديني الصهيوني، وتعزيز مكانة القضاء الديني، وتعاظم مكانة التعليم الديني ومؤسساته، والتزام الدولة بتمويل هذا التعليم رغم استقلاله التام عن الدولة، واضطلاع المرجعيات الدينية بدور مركزي في الحياة العامة.
وركزت الدراسة على إسهام التيار الديني بفاعلية في بلورة سلم أوليات الدولة، من خلال لعب الأحزاب الدينية دور بيضة القبان في معظم الحكومات التي تشكلت منذ أواخر السبعينيات من القرن الماضي، والحرص على تضمين الاتفاقات الائتلافية والبرامج السياسية للحكومات المتعاقبة بنوداً تعكس احترام منطلقات التيار الديني الصهيوني الفكرية ومواقفه السياسية، إضافة إلى أن سيطرة هذا التيار الديني على الوزارات الخدمية ساهم في تعاظم رقعة التأييد الجماهيري لأحزاب وحركات هذا التيار، وتعزيز مكانة الفتوى الدينية بوصفها أحد مصادر الشرعية الذي يستند إليها عند اتخاذ القرارات الهامة، وتوجيه موارد الدولة في خدمة أهداف هذا التيار الديني الصهيوني، والتغلغل في الجيش والسيطرة على معظم المواقع القيادية فيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق