الجمعة، 9 أبريل 2010

كتابنا كاليهود يا شيخ؟!

كتابنا كاليهود يا شيخ؟!
كتابنا كاليهود يا شيخ؟!

GMT 1:26:00 2010 الجمعة 9 أبريل


محمد الحربي


الخطاب الديني المتشدد الاستعدائي الإقصائي الذي كان سائدا قبل 11 سبتمبر عاد ليتسلل إلى المشهد الإعلامي بقوة، كيف عاد؟ ولماذا؟ ومن يقف وراءه؟ ومن المستفيد الحقيقي من عودة هذا الصراع الأيدولوجي الثقافي بين تيارات وأطياف المجتمع الواحد؟
لا أتفق مع فتوى الدكتور يوسف الأحمد بهدم بناء المسجد الحرام وإعادة بنائه منعا للاختلاط، وكتبت في مقال سابق رأيي حول فتواه؛ والأحمد ومناصروه بالغوا في ردة فعلهم حيال من كتبوا معترضين على هذه الفتوى العجيبة، وتبرير الأحمد لفتواه بأنها دراسة هندسية تقدم بها لعلاج مشكلة قائمة في صحن الطواف خطأ كبير، كان ينبغي له عدم الخوض في أمر ليس من تخصصه ولا يفقه أستاذ الفقه فيه؛ لأنه أمر هندسي معماري بحت، الأولى أن يدرسه ويتحدث فيه مهندسون ومعماريون مختصون لعلاج المشكلة القائمة ـــ إن وجدت ـــ ولأن الإفتاء في شؤون المسجد الحرام أمر بالغ الحساسية كان أولى بالأحمد تركه لهيئة كبار العلماء، و«من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».
استمعت بالأمس إلى مقطع على اليوتيوب للقاء مسجل في قناة الأسرة للشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر المشرف العام على ديوان المسلم، يرد على سؤال المتصل أبو خالد من الدمام ويطلب من الشيخ الرد على مهاجمي ومنتقدي الأحمد، وللأسف الشديد كان رد الدكتور العمر صادما بكل ما في الكلمة من معنى، ليس لأن الشيخ العمر كان منفعلا أكثر مما يليق بداعية وحسب، وليس لأنه وصف انتقاد الأحمد بأنه «فجور في الخصومة» وحسب، ولكن لأنه ذهب في دفاعه عن الأحمد بعيدا؛ عندما قال بالحرف الواحد: «بعض من كتب عن الشيخ يوسف من الإعلاميين في الصحف قوم بهت كاليهود» و«ربما بعضهم ما ذهب إلى الحرم في يوم من الأيام»، واستغرب بصورة صادمة أن «فتاة ـــ امرأة تكتب مقالا في مجلة عندنا» وكأنها أتت منكرا!
يا شيخ.. يا دكتور.. يا ناصر.. ما هكذا تورد الإبل، ولا هكذا ندعو إلى الله، ولا هكذا نغضب للحق ـــ إن كان حقا ـــ وننتصر له.
يا شيخ.. يا دكتور.. يا داعية.. «كاليهود مرة واحدة؟!» هذه والله كبيرة، من أعطاك الحق بأن تشبه مسلمين موحدين من بني جلدتك باليهود ألد أعداء أمتك ودينك؟ كيف تخرجهم من الملة بهذه البساطة وتذبح دينهم وإسلامهم بدم بارد؟ لماذا تتوهم بأنك ومن تحبهم الوحيدون الذين يذهبون إلى الحرم ويتعبدون الله فيه ويؤدون شعائرهم؟ وماذا لو كتبت امرأة «عندنا» مقالا في مجلة أو صحيفة.. هل قلمها عورة؟!
يا شيخ.. يا دكتور.. الأحمد أخطأ، ومن الفضيلة أن يعتذر، ومن تجنوا عليه أخطأوا ومن الفضيلة أن يعتذروا له، وأنت أخطأت ومن الفضيلة أن تبادر باعتذار كبير جدا جدا لنا جميعا.
* سؤال مجرد:

ليست هناك تعليقات:

شارك

Share |