الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

أبو الكلام آزاد.. والخلافة الإسلامية,جريدة الشرق الأوسط

أبو الكلام آزاد.. والخلافة الإسلامية,

أبو الكلام آزاد.. والخلافة الإسلامية

محمد حلمي عبد الوهاب *

تعد فكرة «الجامعة الإسلامية» التي نادى بها كل من: جمال الدين الأفغاني والشيخ السنوسي من بين الأفكار الرئيسة في فكر أبي الكلام آزاد (1888م - 1958م)، الذي ولد في مكة المكرمة سنة 1888م، ثم رجع والده إلى الهند وهو لا يزال طفلا، فتلقى تعليمه وتربيته الأولى بها، وقام برحلة ما بين عامي 1908 و1912 إلى جميع بلاد الشرق الأوسط الإسلامية، والتي كانت تابعة يومذاك للدولة العثمانية، فقضى جميع عام 1908 ببغداد مترددا على مجلس الشيخ علي الآلوسي والتقى المستشرق الفرنسي الكبير لويس ماسينيون هناك.

وحقيقة القول إن تلك الحقبة كانت عامرة بالثورات السياسية في شتى بقاع العالم الإسلامي. فمن جهة، كانت ثورة «تركيا الفتاة» في أوج اشتعالها، كما اندلعت أيضا ثورة «الإصلاح الدستوري» في إمبراطورية القاجار بإيران، وقد اتصل أبو الكلام آزاد ببعض المنتمين إليها فيما هو ببغداد. ومن جهة أخرى، وعلى الصعيد العالمي، اندلعت في الحقبة ذاتها «الثورة الليبرالية» ذات الاتجاه الدستوري، تلك التي هزت إمبراطورية أسرة رومانوف سنة 1905م، عقب الهزيمة البحرية التي أوقعتها اليابان بروسيا.

كانت القاهرة المحطة التالية لبغداد في رحلة أبي الكلام آزاد وقت أن أنشأ الشيخ محمد عبده (توفي 1905م) بها كلية دار العلوم كرد فعل على النزعة المحافظة المتشددة التي نمت بقوة داخل الأزهر الشريف. ففي تلك الأثناء بدأ أبو الكلام آزاد يجري اتصالاته الموسعة مع أعضاء ثورة «تركيا الفتاة» الموجودين بالقاهرة للإشراف على مجلتي «الميزان» و«الترك»، لسان الحركة في مصر آنذاك.

ثم ارتحل بعد ذلك إلى كل من: تركيا وسوريا وباريس. وبينما هو عازم على السفر إلى لندن توفي أبوه فجأة عام 1912، فعاد إلى الهند مرة أخرى. وبعد عودته أسس مجلة «الهلال» التي لاقت نجاحا باهرا، بحيث صارت إحدى أهم المجلات الأوردية من الناحية السياسية وأكثرها حيازة لثقة القراء هناك. وفي الواقع، كان اتجاه مجلة «الهلال» إصلاحيا ليبراليا دستوريا، كما كانت تدعو إلى إحياء فكرة الجامعة الإسلامية في النفوس والواقع معا.

وبطبيعة الحال، كانت فكرة «الجامعة الإسلامية» التي ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر بمثابة رد فعل تلقائي على سوء الأوضاع السياسية في العالم الإسلامي. لكنها سرعان ما تحولت في شبه القارة الهندية إلى مذهب سياسي قوي ومتماسك، أو بعبارة أخرى إلى «برنامج حركة»، حيث وعت أمة الإسلام هناك الفكرة كدعوة أو رسالة سياسية على النحو الذي تشكلت به في ذهن أبي الكلام آزاد.

ففي حين كان الغرب ينظر إلى تركيا باعتبارها تجسيدا للتهديد الإسلامي للحضارة الأوروبية، كان أنصار الجامعة الإسلامية في شبه القارة الهندية ينظرون إلى تركيا باعتبارها المعقل الرئيسي، أو بالأحرى الحصن الأخير، للحضارة الإسلامية في مواجهة التهديد الغربي. ونتيجة لذلك، كانوا ينظرون إلى الخلافة العثمانية باعتبارها رمزا للأمة الإسلامية المهددة بالأخطار من كل جانب.

وفي السياق ذاته، كانت ثورة «تركيا الفتاة» في ذلك الوقت تبعث الأمل في إمكانية توحد الأمة والوقوف ضد الأخطار الغربية التي تتهدد العالم الإسلامي. ويمكننا بهذا أن نفهم الكثير من الكتابات التي خص بها أبو الكلام آزاد الإصلاحات التركية، حيث كان يبدي إعجابه بكل من: حركة علي باشا، وحركة «التنظيمات» التي ارتبط اسمها باسم سعد الله باشا في عهدي السلطانين محمود وعبد المجيد.

غير أنه كان أكثر إعجابا بالمصلحين الذين اضطهدوا إبان عهدي عبد العزيز وعبد الحميد بصفة خاصة. وعلى رأس هؤلاء: مصطفى فاضل باشا، ومدحت باشا الذي دفع حياته ثمنا لإخلاصه في تحقيق العمل الإصلاحي الليبرالي. وفي المحصلة، كانت ثورة «تركيا الفتاة» في نظر مسلمي الهند بمثابة ثورة تجديدية ليبرالية إصلاحية تعمل على تحقيق وحدة الأمة الإسلامية.

وفي تلك الأثناء دخلت تركيا الحرب العالمية الأولى إلى جانب ألمانيا وانطلقت الصحف والمجلات الهندية لتأييد هذا الموقف، فتم منعها واحدة تلو الأخرى. فقد تم أولا منع صحيفة «Comrade»، إثر افتتاحية كتبها محمد علي بعنوان «اختيار الأتراك»، ثم تبعتها مجلة «الهلال» التي وضعت مطبعتها تحت الحراسة، مما دفع أبا الكلام آزاد لأن يؤسس جريدة أخرى هي «البلاغ»، والتي سرعان ما منعت هي الأخرى بعد ظهورها بعدة أشهر، وتم طرد مؤسسها آزاد من إقليم البنغال، مثلما منع من الإقامة بعدة مقاطعات هندية أخرى إلى أن جرى اعتقاله في رانجي بمقاطعة بهار حتى وضعت الحرب أوزارها.

وقد سعى أبو الكلام آزاد، إلى جانب كل من محمد علي وشوكت علي بعد الإفراج عنهما، إلى تكوين ما عرف بـ«لجنة الخلافة» لدراسة الآثار المترتبة على هزيمة إمبراطوريتي وسط أوروبا (ألمانيا والنمسا) وحليفتهما تركيا في الخلافة العثمانية وسلامة أراضي تركيا واستقلالها ككيان سياسي.

لكن سرعان ما أسفرت معاهدة «سيفر» عن نتائج خطيرة، مما أثار أكبر عصيان مدني شهدته الهند في تاريخها لصالح استقلالها واستقلال الأقاليم الإسلامية الأخرى التابعة للخلافة العثمانية. في تلك الأثناء اجتمع كل من: أبو الكلام آزاد ومولوي عبد الباري من المعهد الإسلامي بفرنجي محل، المؤسس في القرن السابع عشر، والمهاتما غاندي لوضع خارطة طريق لأسس العصيان المدني في البلاد. وفي الأحوال كلها، تعد فكرتي الخلافة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الأفكار الرئيسية في كتابات آزاد الذي ينطلق من التأكيد أن الخلافة الإسلامية لا تخرج في جوهرها عن كونها نظاما جمهوريا تنتخب من خلاله الأمة خلفاءها، كما أن مجتمع المدينة السياسي كان في رأيه عبارة عن ديمقراطية مباشرة يستطيع فيها كل مواطن أن يدخل على الخليفة مباشرة ويناقش معه الشؤون العامة وسبل الإصلاح.. إلخ.

وفي مناقشته مسألة الخلافة الإسلامية أعرب أبو الكلام آزاد عن أن «الجمهورية» تمثل الشكل السوي للخلافة الإسلامية في حين أن «الملكية» مثلت على العكس من ذلك تماما الشكل الفاسد للخلافة. لكنه أكد في المقابل أن الخلافة تبقى مع ذلك نظاما مشروعا حتى تحت الحكم الملكي!! ما دامت في رأيه تضمن وحدة الأمة الإسلامية وتعمل لأجل صالح الأمة وأنه لا يحق للمسلم ساعتئذ أن يخرج عليها!! وهنا يتابع أبو الكلام آزاد المدونة الفقهية التقليدية التي تحرم الخروج على الحاكم حتى ولو كان جائرا! فضلا عن التذرع بوحدة الأمة، وفي الحقيقة لم تكن هذه الوحدة إلا أمرا صوريا فقط، إذ كانت تمثل وحدة القهر السياسي لا التناغم والانسجام بين قوى الحكم والمعارضة، ناهيك عن أن تلك الحجج قد تحولت بدورها، ومع مرور الوقت، إلى ذريعة لتبرير أشد الممارسات السلطوية في تاريخ الإسلام.

صحيح أن آزاد لم يتردد قط في وصف الأمويين بالطغاة ولا حتى في إطلاق هذه الصفة أيضا على السلطانين عبد العزيز وعبد الحميد، رغم أنهما بويعا بالخلافة التي يعترف آزاد بشرعيتها؛ لكن يبقى القول: إنه إن لم يحقق نظام كهذا الهدف من وراء إقامته فلا فائدة منه، فضلا عن عدم ملائمته لظروف العصر الحالية.

وفي دراسة لآزاد بعنوان «شهيد أعظم» يحلل فيها الأحداث الجسام التي وقعت في كربلاء يؤكد آزاد أن الإمام الحسين لم يكن له طموح سياسي شخصي، وأنه لم يكن ينوي الاعتراض على خلافة يزيد، وإنما كان عازما على العودة إلى المدينة المنورة. لكنه إزاء الطغيان المتنامي ليزيد أيقن أن تضحيته بحياته ستضرب أروع المثل للشهادة في سبيل المحافظة الدقيقة على المبادئ الإسلامية. وبالعودة إلى الحديث عن لجنة الخلافة التي ترأسها إمام المسلمين في الهند، أبو الكلام آزاد، يمكن القول: إنها استطاعت في حقبة ما بين الحربين العالميتين أن تحقق أغلب أهدافها، فأيدت بحماس كامل مصطفى كمال للدفاع عن تركيا، وأسهمت في حملة جمع أموال لأنقرة تحت عنوان «Ankara Fund»، كما استقبلت بحماس أشد، النصر العسكري الحاسم الذي أدى إلى إلغاء معاهدة «سيفر» وإبرام معاهدة «لوزان» واسترجاع إسطنبول مرة أخرى.

* كاتب مصري


الخميس، 24 نوفمبر 2011

Rudaw in English.... - Turkey’s Most Powerful Muslim Preacher Scares Kurds

Rudaw in English.... - Turkey’s Most P

Turkey’s Most Powerful Muslim Preacher Scares Kurds

image Fethullah Gulen. Photo fethullah-gulen.org

EXETER, the United Kingdom -- There is ongoing tension in Turkey between the rebel Kurdistan Workers Party (PKK) and the movement of the powerful Turkish Sufi preacher, Fethullah Gülen.
Debates heated up after Gülen told his followers in late October that God should burn the houses of “those among us who deserve nothing but punishment,” and criticized the army and state for not finishing off the PKK, a Kurdish guerrilla group that has fought Turkey for 30 years. Turkey, the United States and the European Union classify the PKK as a terrorist organization.
Gülen, who lives in self-imposed exile in America, is both loved and feared in Turkey. His movement controls a huge number of schools, media organizations and banks in 130 countries, including charter schools in the United States and Işık University in Erbil.
After his speech was broadcast, Kurdish Roj TV suggested in a broadcast that Gülen speech incited a “massacre strategy” against the Kurds. Members of the PKK, the pro-Kurdish Peace and Democracy Party (BDP), and Kurds on Facebook also reacted angrily to the speech.
According to Kurtuluş Tayiz, writing for Today’s Zaman, the flagship of the Gülen movement, the PKK leaders declared the Gülen community the “biggest enemy of the Kurdish people.”
Although Today’s Zaman published Gülen’s criticism of the Turkish state for not solving long-standing issues over the rights of Kurds in Turkey, they did not include Gülen’s prayer in which he called on God to punish those “who deserve nothing but punishment.”
“PKK, the BDP and Kurds and translate and manipulate Gülen's words by saying Gülen suggested to kill Kurds.”
“Knock their homes upside down, destroy their unity, reduce their homes to ashes, may their homes be filled with weeping and supplications, burn and cut off their roots and bring their affairs to an end,” was part of Gulen’s prayer.
Well-known Turkish journalist and author Mustafa Akyol, author of the book Islam Without Extremes: A Muslim Case for Liberty, told Rudaw that “Kurdish media can be paranoid. His (Gulen) comment is a bit crude, but he is denouncing what would be called ‘separatist terrorists.’ But he said recently that he supports cultural rights for Kurds.”
Emre Uslu, a Turkish security expert who writes for Zaman newspaper, rejected the claim by Kurdish nationalists that Gülen is against Kurds, saying the “PKK, the BDP and Kurds and translate and manipulate Gülen's words by saying Gülen suggested to kill Kurds.”
Despite the PKK’s brandishing of the Gülen movement as anti-Kurdish, the movement runs several schools and charities in the Kurdish regions of Turkey. It enjoys the support of some Kurdish business elites. The movement was also involved in relief efforts after a 7.1 magnitude earthquake hit the city of Van last month.
According to Uslu, Gülen reacts to the PKK because the group threatens him and his movement in Turkey’s southeast.
“[They] even killed two imams who are believed to be followers of Gülen movement [in the Kurdish southeast], and bombed Gülen's schools,” Uslu claimed.
Analysts suggested there is an ongoing competition in the Kurdish southeast of Turkey between the PKK and Gülen’s networks.
Gareth Jenkins, an Istanbul-based expert on Turkey, suggested that the Gülen movement is supporting the case against the Kurdistan Communities Union (KCK).
Human rights groups say over 5,000 Kurdish activists, mayors, students and academics were arrested as part of investigations into the KCK’s links with the PKK. The mass arrests upset Kurdish MPs in Turkey, leaders of the Kurdistan Region of Iraq as well as western and human rights officials.
“Both Ergenekon and the KCK investigation are being used to try to eliminate the Gülen Movement's rivals,” Jenkins told Rudaw.
“The subtext to the KCK investigation is the battle for hearts and minds in southeast Turkey. The Gülenist NGOs are now very active in the region and thus compete with NGOs sympathetic to the Kurdish nationalist movement” as well as the Islamist Hizbullah, he added.
Jenkins predicted that tensions will grow between the two rival groups.
“The Gülenists may have bitten off more than they can chew with the KCK,” he said. ‘The investigation is used by the PKK to whip up anti-Gülenist sentiment. There has been a lot recently in the PKK propaganda outlets about the Gülen Movement, particularly since a recent reshuffle in the judiciary/police saw several suspected Gülen sympathizers transferred to the southeast.”
Turkish journalist and Washington reporter for Turkish Daily Vatan and Hürriyet, İlhan Tanır, maintained that Gülen wants “to eradicate the PKK,” and for the first time criticized the government for failing to deal with the PKK.
“He even accused the AKP (Justice and Development Party) administration for its failure to end the PKK problem in the last ten years,” Tanır told Rudaw.
Tanir said in the past, Gulen’s main rival was nationalist Kemalists and it was because of them that Gulen was unable to stand by the Kurds.
“So I do believe that Gülen is smart enough to see that it’s about time for (Turkey to have) Kurdish education, and you simply can't stop people from being educated in their native language,” he said.
“When one reads his prayers against this background, the prayers and the harsh demands entailed in them become even scarier."
Nevertheless, many Kurds in Diaspora remain hostile towards the current Turkish government, and the Gülen movement.
Kamal Soleimani, a Kurdish PhD candidate at Columbia University, told Rudaw that the Gülen community is against “any form of Kurdish politics whatsoever,” and sees the Kurdish issue as an “artificial phenomenon rooted in foreign plot to undermine the integrity of ‘that beautiful country’, Turkey and Kurdish simplemindedness, illiteracy and economic backwardness.”
Soleimani is concerned, as other Kurds are, about the impact of Gülen’s hard-line stance amid ongoing military operations against the PKK and mass arrests of Kurdish activists.
“When one reads his prayers against this background, the prayers and the harsh demands entailed in them become even scarier. We should pray to God to ignore Fethullah Hoca’s prayers. I do not think civilian Kurds will remain unharmed if God listens to this type of prayers,” Soleimani said.
Kani Xulam, director of the American Kurdish Information Network, told Rudaw that although Gülen does not want to give the Kurds their own state, nor autonomy, he is willing to give them some cultural rights.
“He says (Turkey) should not have banned the language of the Kurds for it has caused enmity between the Kurds and the Turks. He is for the removal of enmity for sure, but not, again, on the basis of equality,” Xulam said.
owerful Muslim Preacher Scares Kurds

الجمعة، 11 نوفمبر 2011

شركة أمريكية تنتج ويسكي حلال - Naharnet

شركة أمريكية تنتج ويسكي حلال -



شركة أمريكية تنتج ويسكي حلال

أعلنت شركة أمريكية عن ابتكارها لأول ويسكي حلال خالٍ تماماً من الكحول، يمكن للمسلمين تناوله.

وكشف أحد علماء الأزهر لموقع "إم بي سي" تعليقاً على الويسكي الإسلامي ان الشريعة تحرم ما يُسكر فقط، اما اذا كان الويسكي خالياً من الكحول فشربه حلال.

ومن المتوقع ان يكون سعر هذا المشروب منافساً في الأسواق مقارنة مع "خمور إسلامية" أعلن عن انتاجها سابقاً، على ان تبدأ الأسواق العالمية ببيع هذا الويسكي الذي سيحمل اسم الشركة المنتجة "أركاي" مطلع الشهر القادم، كما أفادت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية.

وقال متحدث باسم الشركة انه سيتسنى للمسلم عما قريب تناول الويسكي دون الخوف من السكر أو قيادة السيارة.

وقد حصل المشروب الذي سيتراوح ثمنه بين 4 و10 دولار أمريكي بحسب العبوة على موافقة مجلس الغذاء والتغذية الإسلامي في أمريكا.

ودفع الإعلان عن إنتاج ويسكي خالٍ من الكحول البعض الى التساءل، هل الهدف من تناول المشروبات الكحولية هو مجرد تناوله كأي مشروب للتلذذ به، أم لتحقيق نشوة يرغب إلانسان بتحقيقها ؟

ويضيف هؤلاء .. أما اذا كان الويسكي بدون كحول فيصعب وصفه بأنه ويسكي.

Naharnet

اليوم السابع | "الداخلية" تغلق "الهرم" حتى صباح السبت بسبب الحفل الماسونى

اليوم السابع | "الداخلية" تغلق "الهرم" حتى صباح السبت بسبب الحفل الماسونى

"الداخلية" تغلق "الهرم" حتى صباح السبت بسبب الحفل الماسونى

الخميس، 10 نوفمبر 2011 - 20:36

الأهرامات الأهرامات

كتبت سحر طلعت

صرح مصدر أمنى بوزارة الدخلية أنه على خلفية ما أثير إعلامياً حول إقامة حفل بمنطقة الأهرامات الأثرية يوم الجمعة الموافق 11 الجارى، فقد تلقت الإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار إخطارا من المجلس الأعلى للآثار بشأن إلغاء الاحتفالية المشار إليها بمنطقة الأهرامات الأثرية، بالإضافة إلى غلق منطقة الهرم الأكبر أمام السياحة يوم 11 الجارى، وكذا إلغاء جميع الزيارات الخارجية بمنطقة آثار الهرم اعتباراً من الساعة الرابعة مساء يوم الخميس الموافق 10 نوفمبر، حتى الساعة الثامنة من صباح يوم السبت الموافق 12 الجارى، وذلك منعاً للالتباس لدى المواطنين والمتهمين بالشأن الأثرى.

كانت 10 ائتلافات ثورية أعلنت التضامن مع عدد من الناشطين والشخصيات العامة والحركات الثورية، فى دعوتهم لأداء صلاة الجمعة غدا، تحت سفح الهرم وإقامة مظاهرة حاشدة، احتجاجا على موافقة المسئولين على إقامة احتفال للماسونيين عند سفح الأهرامات، يأتى ذلك رغم إعلان محافظة الجيزة، إلغاء الحفل، والذى ثار حوله جدل كبير الأسبوع الماضى.

وصرح مصدر مسئول بمحافظة الجيزة، بأن الإلغاء تم بصفة نهائية، وذلك بالتنسيق مع المجلس الأعلى للآثار وهيئة تنشيط السياحة والجهات الأمنية، مؤكداً أنه تم إخطار الشركة المنفذة للحفل بقرار الإلغاء منذ أكثر من أسبوع.

إلا أن الائتلافات أشارت فى بيان لها، إلى أن اليهود لديهم اعتقاد أن هذا اليوم لن يتكرر فى العالم، لأنه يحمل تاريخ 11/11/11 ومنهم من يعتقد أن العالم سينتهى فى هذا اليوم، الذى يعد يوما فاصلا فى حياة الماسونية واليهود، موضحين أن الحاضرين فى الحفل سيلتفون حول الهرم فى شكل نجمة داود، وسيضعون ماسة على شكل النجمة أيضا على قمة الهرم.


موضوعات متعلقة:
دعوات لصلاة الجمعة تحت الأهرامات لمنع الحفل الماسونى.. رغم إلغائه
الآثار توافق على حفل لليهود بالأهرامات
الآثار تؤكد انفراد "اليوم السابع" بإقامة حفل لليهود فى الهرم.. أمين: قبلنا بعد موافقة الأمن ورفضنا عدم إقامة طقوس تضر بالآثار والحضور سينظمون دائرة على شكل نجمة داوود.. ومدير المنطقة: سنراقب الحفل
"نور الدين": حفل اليهود بالهرم مخطط له منذ عام 1931

على رضوان يطالب الآثار بإعادة التفكير فى حفل الهرم
عملا بحق الرد صاحب الشركة المنظمة لحفل الهرم: نعم سنقوم بعمل دائرة ونوقد الشموع.. لكن الحفل ليس يهوديًا.. والآثار وافقت بعدما تأكدت من البرنامج
الآثار تلغى الحفل اليهودى تحت سفح الهرم

محمد الكحلاوى: شركات السياحة هى المسئولة عن الحفلات المشبوهة بالمناطق الأثرية
ننشر نص موافقة أمين عام الآثار على حفل اليهود بالهرم
القصة الكاملة لـ«حفل 11-11-2011» اليهودى بالهرم..أكثر من ثلاثين طلبا لإقامة حفلات خاصة داخل الهرم الأكبر.. والآثار رفعت رسوم فتح المنطقة من 5000 إلى 150 ألف جنيه
مصادر:"العسكرى" يحقق مع قيادات الآثار بخصوص حفل الهرم


الثلاثاء، 8 نوفمبر 2011

مجلة دليل الكتاب / علمنة دين جورج طرابيشي ودولة القرضاوي الإسلامية

مجلة دليل الكتاب / علمنة دين جورج طرابيشي ودولة القرضاوي الإسلامية



علمنة دين جورج طرابيشي ودولة القرضاوي الإسلامية


د. سعد كموني

يرى الدكتور جورج طرابيشي أنّ الحداثة الأوروبية كانت؛ لأنّ الأوروبيين أحدثوا قطيعةً مع النظام المعرفي الديني للقرون الوسطى؛ "وهذه القطيعة هي ما يمكن أن نطلق عليه اسم العلمنة sécularisation التي يمكن لنا أن نعرِّفها بدورنا، بالتضامن مع تعريف مرسيل غوشيه، ولكن بالرجوع هذه المرة إلى مفردات المعجم العربي الإسلامي، على أنها جهاد في سبيل الدنيا كخيار بديل عن الجهاد في سبيل الآخرة". علماً أن المعجم العربي الإسلامي يقدّم الجهادَ في سبيل الآخرة سبيلاً لبناء الدنيا والآخرة [تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ](القصص:83) والجهاد حرب على العلوّ في الأرض والفساد والفتن والظلم...
والمثيرُ في الأمر أنه ـ وهو الباحث الكبير ـ يقدِّمُ تأصيله لمستويات العلمنة الغربية بوصفها سبباً في إنجاز الحداثة الأوروبية، في سياق الكلام على ضرورة التقدّم العربيّ والإسلامي. نعم، التقدم ضرورة؛ غير أنّ التقدّمَ الذي يقتضي قطيعة، يقتضي فهماً عميقاً لأسباب التخلّف، ليرى دعاةُ التقدّم ما الذي ينبغي الانقطاع عنه! مثلما يقتضي تماماً فهماً عميقاً لأسبابِ التقدّمِ عندَ الآخر؛ ليُرى ما الذي ينبغي الانقطاع إليه، وعندها يتحوّل العربيّ المتفهِّمُ لانهيار الماضي، والمتفهِّمُ لتقدّمِ الآخر، إلى حيّزٍ تتفاعلُ فيه عناصر من ماضيه مع عناصر من حداثة الآخر، ليكون خلقاً مختلفاً، يسعى في مجتمعِه للانطلاقِ به نحو مرحلةٍ جديدة، يتمكّنُ فيها من الإسهام الحقيقيّ في الحضارةِ الإنسانية، بما تحتاجه الإنسانيّةُ جمعاء. وهذا جهادٌ في سبيل الآخرة هدفه الدنيا والآخرة، ومؤسَّساً على اجتهادٍ حقيقيّ، يسهم فيه الجيل الجديد الذي صاغته الخبرة والعلم والجرأة في الأمّة. وفوق هذا كلّه، إذا لم يكن هناك شعورٌ بالحاجةِ إلى التقدّم، فكلّ النظريات والاجتهادات لا قيمة لها، والحاجة عندما تكون ملحاحة؛ تؤدّي إلى كشف الطريق الواضحة. وهناك يبدأ الحوار، ويتعزّزُ الاختلاف الذي يفرضُ عقداً جديداً لحمايته. الاختلاف الحقيقي يفرض على المختلفين أن يحتكموا إلى شرعةٍ تحميهم، أوتحمي حقّ كلِّ واحدٍ بأن يختلف عن الآخر. قلنا: "اختلافٌ حقيقي"، ونقصدُ بذلك أن لا يكون بتدبير مدبّر، عبر إثارة غرائز، أو إيهامٍ بوهم، كذلك لا يكون أثراً لانبهار، فالذي يطلب الحرية هو الذي تصطدم أفكاره وأحلامه بالاستبداد الفكري، والاجتماعي فضلاً عن السياسيّ، وليس الذي يقال له أنت بحاجةٍ إلى الحرية، فينبهرُ بما يقول أو بما يتصرّف.
ويجعل الدكتور طرابيشي ذلك التقديم لمستويات العلمنة الغربيّة في عشر مستوياتٍ، يقترحها للعَربيِّ كي يستأنسَ بها في سبيله إلى إنجاز حداثة القارة الجيوـ ثقافية العربيّة ـ الإسلامية. أنا لا أنكرُ على الغربِ فتوحاته المعرفيّة، ولا أنكر على قادة الفكر العرب حقَّهم في أن يبدعوا في إطار الإسهام المعرفي؛ على ضوء المصابيح المعرفية الغربيّة. ولكنّ الذي يريبني هو في كوننا فعلاً، نحتاجُ ثورةً تفكيريةً منهجيّة، تخلّصنا مما نحن فيه من هامشيّةٍ حضارية، وأمامنا تجربةُ الغرب الخلاقة، وتجربةُ الإسلامِ التي كانت منذ خمسة عشر قرناً ونيّف؛ فنستدعى إلى قطيعةٍ مع الماضي، واندفاعٍ باتجاه الغرب! هذا ما يريبني ويجعلني حائراً في الأمر. والدكتور طرابيشي، لا يتردد في طرحِ ما يطرح، وهو العربيّ المشبعُ بالثقافةِ والفلسفةِ العربيّتين الإسلاميتين، ما يجعلني أكثر حيرةً لأنني أراه حراً في تفكيره وفي نقده، لا أستطيعُ اتهامه ولا ينبغي لي، كما أني لا أستطيع المضيّ معه، كما يريد. وما يريبني أيضاً في ما يعرِضُ علينا، دعوته العربَ إلى الإسراع في إنجازِ فطامٍ بين العربيّة والإسلام، حتى يتسنى له الدخول في السباق الحضاريّ!
والاثنان هذان لا يمكن الفصام بينهما، كما أني أعتقد اعتقاداً راسخاً أنه لا بد منهما في إنجاز تقدّمنا، بينما هو يعتقد أنّهما معاً عائقان يسببان انعداماً حضارياً يستعصي معه العربُ على التقدّم مهما حاولوا ! "فبما أن الإسلامَ يرتبط ارتباطاً تأسيسياً باللغة العربيّة، فإنّ العالم الإسلاميّ العربيّ سيبقى مستبعداً من حلبةِ السباق الحضاريّ أكثر حتى من العالم الإسلامي غير العربيّ، باعتبار صميمية علاقته اللغوية بالإسلام، على عكس حال باقي القارة الإسلامية التي قد تستطيع أن تنجزَ فطامها بسهولةٍ أكبر، كما يشهد على ذلك المثالُ التركي بالأمس والمثال الماليزيّ اليوم" .
إنّ العربَ يا دكتور جورج، يعتقدون أنّ الإسلامَ أخرجهم من الظلمات إلى النور، ثمّ مكّنهم من طبع العالم بطابعهم القيمي الأخلاقي، والتفكيريّ، في يومٍ من الأيام، ويعتقدُ كثيرون أنّه بإمكانهم ذلك؛ إذا أعادوا قراءة الإسلام مرّةً أخرى، مستفيدين من الفتوحات العلميّة والمعرفيّة الجديدة، وهم لا يرون في أخلاقيات العلمانية، وما تبيحه من استبدادٍ ماديٍ؛ أخلاقاً صالحةً لهذا العالم، كل العالم.
وإذا كان لا بدّ للإسلامِ أن يُفهمَ مرّةً أخرى، فلا بدّ من إتقان اللغةِ العربيّة، إتقاناً عظيماً، يفتحُ أمام متقنيها مغاليق الكنوز الدفينة، ما يجعلُ العربَ حاجةً إنسانية. لا يمكن لأمّةٍ أن تبدع إلا بلغتِها... فالأفضل سحب هذا الهراء من التداول لأنه دعوةٌ واضحةٌ إلى الانتحار، في الوقت الذي تحسبُ نفسك فيه تدعوها إلى الحياة. وإذا كنت تظنّ أن العربيّةَ لغةٌ مقدّسةٌ عند العرب، فهذا خطأ فادح، فالعرب لا يقدّسون لغتهم، لكنهم يحبّون لغتهم، لأنّهم اكتشفوها مبكّراً قبل استنباط قواعد صرفِها ونحوِها، فأبدعوا بها أجمل الأشعار قبل البعثةِ النبوية، وتباروا بها في أسواقهم ومرابدهم. وكان لبعدِهم عن التدوين لأسباب عديدة، أن يجعل هذه اللغةَ وطناً يسكنونَ فيه عن طريق مدخراتهم الثقافيّة المتنوّعةِ بين الموقف من المكان والزمان والإنسان، إضافةً إلى التجارب الفرديّة"الصعلكة" أو الجمعيّة "الغزو"، اغتنت هذه اللغة في أذهانهم لكثرة ما اختزنت من الأداء الفردي"الكلام" والجمعي"الأمثال والحكم"، وإذْ جاءهم الرسولُ العربيّ الكريم بآيةٍ من ربّه، لتدلّ أنّه نبي؛ كانت الآيةُ فناً تعبيرياً، يفوق كلَّ ما توصّلوا إليه من فنون القول التي تغنَّوا بها. فالمسألة لا تتعلّقُ بقداسة اللغة، والعربيّةُ ليست مقدّسة عند العرب، ولكنّها لغةُ ما هو مقدّسٌ في وجدان العرب وحياة العرب، وعندما تكون لغةَ الصلاة، تكتسبُ من الصلاة قيماً ثقافيّة ووجدانية، ويمنحُها القرآن الكريم قيماً تعبيريّة تختصُّ بها من دونِ سائر اللغات من "السلام عليكم" إلى "نعيماً"، وكان لها أن سادت في أنحاء العالم القديم قبل اكتشاف أميركا، تأسيساً على ما منحها القرآن الكريم من قيم جماليّةٍ وفكريّةٍ، ومرجعيّةٍ معياريّة في الحكم على السلوك الذهني والحركي، فانطلقت حركةُ التأليف بواسطتها، لأنّ حركة التفكير كانت أيضاً بواسطتها، فأنت لا تستطيع أن تفكّرَ بلغةٍ، وتخطّ ما تفكّرُ به بلغةٍ أخرى، ولا يتوهّمنّ أحدٌ أنّ التفكير منفصلٌ عن الوسائل المستخدَمة في إنتاجِه. لذلك كما تعلمُ اشترط الرسول العربيّ الكريم العربيّةَ شرطاً للانتساب إلى العروبة، وهذه أوّل مرّة في التاريخ، تخرجُ فيها أمّة على روابط العرق والنسب والحسب، وَقَالَ : " إِنَّ الرَّبَّ وَاحِدٌ ، وَالدِّينَ وَاحِدٌ ، وَالْجَزَاءَ بِالأَعْمَالِ ، فَمَنْ قَصُرَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُبْلِغْهُ حَسَبُهُ ، وَإِنَّ الْعَرَبِيَّةَ لَيْسَتْ بِأَبٍ وَأُمٍّ ، وَلَكِنَّهَا لِسَانٌ نَاطِقٌ ، فَمَنْ نَطَقَ بِهَا فَهُوَ مِنَ الْعَرَبِ" سنقاربُ بعملنا هذا تلك المستويات بهدف الفهم أولاً، وللتعامل معها سلباً أو إيجاباً ثانياً. لذا؛ سنوردها تباعاً بحرفِها كما أوردها الدكتور طرابيشي في كتابه ، ونقارب كلَّ مستوى على حدة. وما كنا لنفعلَ هذا لولا أنّه اقترحها لنا كي نستأنس بها، ونحن نغالب واقعنا المزري؛ فهي" فاعل أساسي في جدلية التقدم والتخلف". ولو أنّ أستاذنا الكبير اكتفى بتقديمها على أنّها مظاهر التحولات الأوروبية من القرون الوسطى إلى الحداثة والتقدّم، لكان كفانا مغبّة المقاربة هذه، وكنا فهمنا عمله في مظانه الثقافية والعلمية والاجتماعية والدينية، وقلنا فيه ما ينصفه حيث هو. أما وأنّه يريدنا أن نتمثله في سعينا للتحديث، ويدعونا بشكل مباشر وغير مباشر لاعتماده جهاداً في سبيل الدنيا، بديلاً عن الجهادِ في سبيل الآخرة، فهذا ما لا يصحّ أنْ نمرّ عليه من دون تناوله بقدر مستطاعنا على الفهم .
يقول:"هذه الجهادية الدنيوية، التي لا نتردد في أن نقول بأنها أحدثت في مسار البشرية انعطافاً بمئة وثمانين درجة، تلبّست شكل عَلْمَنة على مستويات عدة: أولها ـ ومهما بدا ما في ذلك من مفارقة ـ هي العلمنة الدينية. فلوثر، بكسره احتكار الكنيسة الكاثوليكية للإيمان الديني، ردّ هذا الإيمان إلى الشخص البشري، وأوكل إلى عقله المتمتع بالسؤدد الذاتي مهمة تأويل النصوص المقدسة. وقد ترتبت على ذلك نتيجة خطيرة من منظور الحداثة: فالأب الذي صار هو المسؤول ـ لا الكاهن ـ عن التعليم الديني لأولاده، صار ملزماً بأن يتعلم قراءة النصوص المقدسة بنفسه وبأن يعلِّم هذه القراءة لأولاده بدورهم. وهكذا اقترن الإصلاح البروتستانتي بثورة حقيقية على صعيد محو الأمية وتحطيم احتكار رجال الدين لعملية القراءة والكتابة".
لا نستطيعُ أن نقولَ بأنَّ رجالَ الدين المسلمين، لا يحتكرون الإيمان الديني كما كان رجالُ الكنيسةِ الكاثوليكيّة يحتكرونه، بحجّةِ أنّ النصَّ القرآنيَّ لم يلحظْ لهؤلاء سلطةً احتكارية تمكّنهم من رقاب الناس وأرزاقهم وأحلامهم، ولا بحجّةِ أنّ مؤسسي المذاهب الإسلاميّةِ كانوا مجتهدين ينشرون اجتهاداتهم بواسطة تلاميذهم، ولسان حالهم يقول بأنّهم يصيبون ويخطئون. فالسلطةُ الدينيّةُ اليوم لا تنكرُ هذا، ومع ذلك تغتصب عقولَ الناس لتحدّ من نشاطها، ولتتمكّن من استتباعها معتزّةً بطاعتها، فتُلقي ـ بلا خجلٍ من أصحاب العقول ـ ما يُضحكُ ويُبكي من الحكايات الغرائبية العجائبيّة، التي لا يمكنُ لعاقلٍ أن يقبلها، وتوهمُ الناس بأنّ الذي يعتلّ على إعجازِها إنما بسببٍ من هذا العلم الدنيوي الذي جاءنا مع الغزاة الكفرة، وغرّرَ بأصحاب العقولِ الضعيفة، فاستكبروا عن طاعةِ الله وتطاولوا على "معجزاتِ" رسوله، وتنطَّحَ البعضُ منهم لتفسيرِ القرآن تأسيساً على ما حصّلَ من علومِ الغرب، ومنجزاته المعرفيّة، فنسوا أنّ القرآنَ الكريم أحاطَ بكلِّ شيءٍ، ولا نحتاجُ معه إلى أيّ علمٍ آخر، غير ذاك العلم الذي ينفعنا في الدنيا والآخرة.
وهكذا يصرح أصحابُ السلطة الدينية على مسامع الناس يومياً، زاعمين أنّ المعرفةَ لا تكون إلا عبرَهم، فيطلبون من الناس بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشر أن يسخّفوا أصحاب الاختصاص، فلا يلوي عليهم أحدٌ، بحجّةِ أنّهم أقربُ إلى الكفر والزندقة من الإيمان، وبخاصّةٍ إذا توجّه أحدهم بلومٍ لشيخٍ أو بعضِ شيخ، فهذا يعني أنّه حَكَمَ على مكانته الاجتماعيّة بالدونية، ما يجعلُ أقلَّ فتى في المجتمع يتوجّهُ إليه بالنصح والإرشاد، ليعود إلى رشده فيستغفر الله الغفور عن كلّ فكرةٍ راودته بعيداً من طاعة الله، والرسول، وأولي الأمر..... إذن؛ رجال الدين المسلمون لا يحولون بين الناس والقراءة والكتابة، كما كان آباء الكنيسة الكاثوليكيّة في أوروبا؛ لكنّهم يقولون لهم لا تثقوا بعقولِكم في تحصيل العلم والمعرفة مما تقرأون؛ بل عودوا إلى أهل العلم ليهدوكم سواءَ السبيل! طبعاً، والعلم الذي يعنون، هو العلم اللدنيّ الذي يختصون به من دون سائر البشر، فيزرعون في عقول الناشئة ما يحقّرُ أصحاب الاختصاصات المتنوّعة، والمؤلّفات التي لا تعترفُ بسلطتهم، ويحضّونهم على تلقّي العلم "الحقيقيّ" من أفواه "العلماء" مباشرةً، لكونهم وحدَهم يعلمون ما يرضي الله ورسولَه. والجامعاتُ لا يمكنُها أن تزوّدَ الناس، إلا بالعلمِ الدنيويّ الذي أغنانا كتابُ الله وسنّة رسوله عنه، أو حددا إطاره بشكلٍ نهائيّ، فكتاب الله قد حسم إشكاليةَ الهويّةِ المعرفيّةِ للمسلمين "فهو البيان المصور والمفصل للكون والإنسان، والمجيب عن كل التساؤلات ".
والخرّيج من الجامعات هذه، لا يمكنُه أنْ يعرفَ ما تنطوي عليه آي الذّكرِ الحكيم؛ فتندفع ألسنةُ الدعاةِ بتفسير آيات الله تأسيساً على رواياتٍ عجائبيّة، فنرى في مجتمعنا كثيراً من الخرّيجين يردِّدون هذه الخوارق للناموس الكوني على أنها حقائق، فمرّةً يقولون إنّ العين تأخذ حقها من الحجر، ومرّةً يقولون إنّ الحسد يجعل الحقل الأخضر يابساً، كأنهم لم يتعلموا قوانين الطبيعة، أو منطق تفسير الظواهر الطبيعية، ولم يتعرفوا بما حصّلوا من علومٍ، أنّ الطبيعةَ لها ناموس تمضي في سيرورتها وصيرورتها بموجبه! ولا يخفي هؤلاء الخرّيجون أنَّ مصادر معرفتهم هي شيخ الجامع الفلاني، أو المحطة التلفزيونية الفلانية، وإذا عاتبتهم على ذلك مستغرباً كيف لا يقرأون ويبحثون على ضوء علمِهم واختصاصهم؛ فلا ينكرون عدمَ قدرتِهم على فهمِ القرآن الكريم، أو السيرةِ الشريفةِ، إلا بهذه السبيلِ مشبعةً بالمبهر من الخوارق! وهي متاحةٌ لمن شاء أن يطلعَ عليها في مجلّداتٍ يقول أصحاب دور النشر عنها:"إنّها الأكثرُ مبيعاً بين الكتب". هل هذا هو الإسلام، أو هل هذا هو الدين؟ لذلك لا نستطيع أن ندير ظهورنا لما تطرحه العلمانية علينا من ضرورة الابتداء بالعلمنة الدينية، مؤكدين أنّه لا يصحُّ أن نجاري فنعتمدَ النسخةَ "اللوثريّةَ" لإنجاز الإصلاحِ الديني، فنحصل في النهايةِ على آباء يعلمون أبناءَهم أمورَ دينهم! فالإسلامُ أصلاً يدعو الآباء إلى ذلك، بل أكثر من ذلك، الإسلام يدعو إلى استقلال الأبناء عن الآباء مع واجب البرّ، فالنسخة اللوثرية، من شأنها أن تؤدي كما يرى الباحث إلى القضاء على الأمية من جهة، وخصوصية التدين تبعاً لخصوصية العلاقة بين الأب وابنه. ربما يكون هذا ضرورياً في مواجهةِ احتكار الكنيسة للمعرفة الدينية، أما والواقع الديني الإسلامي يسلك فيه رجال الدين سلوكاً سلطوياً، إلاّ أنّه لا يمكنهم أن يزعموا سنداً لسلوكهم هذا لا في القرآن ولا في السنة ولا في الإجماع ولا في القياس.
فيعني هذا، أنّ الإصلاحَ الديني يجب أن يكونَ في إطار إصلاحٍ اجتماعي شامل، يعطي للعلم قيمته، وللدين منزلته، وللأخلاق مكانتها. وهنا يجب أن تكون النسخةُ العربيّةُ من هذه العلمنة، إعادة النظرِ بمناهجِ التعليم في المدارس الشرعيّة، ولا يجوز أن يكون هذا تلبيةً لرغبةِ أحدٍ سوى الحاجةِ إلى التحديث، بالتأسيس على التطوّر الذي أحدثته الفتوح المعرفيّةُ الجديدة في العالم، وبالتأسيس على مناهج البحث العلمي الجديدة والمتجدّدة. ويمكن أن نجزمَ بأنّ الأمر سيختلفُ إذا ما عرفنا أنّ القصور المعرفيّ، لا يمكن أن يكون في مجتمعنا بسببٍ من السلطةِ الدينيّة وحدها، ولا بسببٍ من غربةِ المتعلمين عن مجتمعهم وحدها، بل بالتواطؤ بين الغربةِ وهذه السلطة، بقصدٍ أو بغير قصد، حصل كلّ هذا؛ فلا المتعلّمون الحقيقيون استطاعوا أنْ يؤسسوا في بيئاتهم الاجتماعيّةِ تقاليد تفكيريّة جديدة؛ لكونهم حصّلوا علومهم بلغاتٍ غريبةٍ عن مجتمعهم، ومن المستحيلِ أن يرتقي المجتمعُ بلغةٍ غير لغته؛ ولا رجالُ الدين بوسعهم أن يدفعوا عجلةَ التقدّم المتعثّرة إلى الأمام باستبدادهم السائد، باسم الجنّة ترغيباً، والنار ترهيباً، والتكفير سلاحاً وإرهابا. ويمارسون هذا التسلط، وهم يرددون على الدوام[لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ](البقرة: 56).
إذن؛ لا بدّ من ثورة الترجمةِ والتعمّقِ في الدراسات اللغويّة. حتى نقضي على الأمّيّةِ التفكيريّة المنهجيّة. فنبدعَ آليةً جديدةً للتفكير، تنطلق من تعيين مصالح العباد أوّلاً، أو إعادة تعيينها؛ لكونها تشكّل حاجةً ملحّةً للعباد، وفهمها وتفهمها، والإقرار بأنها تتطورُ أو تتغيّرُ مع الزمن، ليس بفعل الزمن بل بفعل تطور العباد أنفسهم، والانطلاق ثانياً إلى النص لفهمه على ضوء الحاجة، لأنّ النص لا يقول إلا ما نحتاج؛ فهو مثل الكون تماماً لا نعرّفه كما هو، بل كما يبدو لنا، ولماذا يبدو لنا كذلك؟ لأننا لا نراه إلا انطلاقاً من حاجاتنا ومصالحنا. عندها سيختلف تأويل القرآن أو تفسيره، بل سيختلف فهمه، وعندها يستنبط الفقهاء أحكامه من جديد على ضوء الحاجة، لا على ضوء الموروث من الفقه. صحيحٌ أنّ علماء الأصول كانوا قد قرّروا أنّ مقاصدَ إرسال الرسل والأنبياء هي مصالحُ العباد، وقد حددوا تلك المصالح في الضرورات، والحاجات، والتحسينيات، والتكميليات؛ وقرروا الضرورات في حفظ النفس، وحفظ الدين، وحفظ العقل، وحفظ النسل، وحفظ المال؛ فهذه عناوين أساسية، يُشكرون على تأصيلها، غير أنّ الاجتهاد ينبغي أن يكون في هذه العناوين، ولا يمكن للمجتهدِ أن يتقدّم فيها جميعاً بل هذا من شأن علماء النفس، وعلماء الدين، وعلماء الاقتصاد، وعلماء الاجتماع، وعلماء العلم، وعلماء التربية، وعلماء التشريح و............. يصلون إلى ما يصلون إليه في أبحاثهم ودراساتهم، وليقدّروا مصالح العباد من أبحاثهم:
هل يجوز ضرب المرأة أو لا يجوز؟
ما السلوكُ الذي يتوافق مع حفظ النفس؟
معاقبة الصغير وتخويفه، أم احترام عقله ومحاولة إقناعه...؟
كيف نداوي مريضاً؟ بالرّقى والتعاويذ! أو بمراجعة الطبيب المختص؟
هل نستمطر السماء بصلوات الاستسقاء التي لم يصح أنّ الرّسول أدّاها؟
هل نلتزم بالآية "للذكر مثل حظّ الأنثيين"، أم نلتزم بمقصدها في العدالة كما أشار نصر حامد أبو زيد؟ (*)
الذي يجيب عن هذه الأسئلة وسواها، أهلُ الاختصاص. وإنْ لم يجدوا لجوابٍ آيةً قرآنيةً، أو حديثاً شريفاً، هل نعطّلُ جوابهم؟ هذا نتاجُ علم، نتاج اختبار وتجريبٍ، وإقرارٍ بالتطور؟ ينبغي أن يحصل هذا الاستعداد للتوافق مع منجزاتِ العلم الحديث، في المدارس والكليات الشرعية، ويمكن أن يؤصّلَ هذا السلوك إذا تحرروا من سلطة الفقيه العباسي، أو المملوكي أو العثماني.
إنّ أكثر ما يدعو إلى علمنة الدين، يكمن في المشهدِ الذي يقدِّمُ فيه رجالُ الدين أنفسهم حماةً لمصالحِ الناس، إذْ يرفعون أصواتَهم مطالبين بحقوقِ الأتباع، فيتّهم الواحدُ منهمم أبناء الطائفةِ الأخرى بالتآمر عليهم، وتدبير المكائدِ للاستئثار بالثروة، وهكذا إلى أنْ يتهيأ الأمرُ لتذئيب المجتمع، فيصبحُ لسانُ حالِ كل فردٍ يقول: كلانا بها ذئبٌ يحدّثُ نفسه بصاحبه، والجدُّ أتعسَهُ الجدُّ. إنّ شركاءَهم في الوطنِ أعداؤهم، لذا؛ لا يستطيعون أن يحلموا إلا بدولتهم التي يستتبعون فيها هؤلاء الشركاء لهم، ويعِدونهم بالعدالة، مستشهدين بالتاريخ وما ينفّرُ الشركاءَ منهم شيءٌ كالتاريخ!
وتستوقفني في هذا السياق أطروحتان للدكتور يوسف القرضاوي، جاء في الأولى: "أما الدولة الدينية "الثيوقراطية" التي عرفها الغرب في العصور الوسطى والتي يحكمها رجال الدين، الذين يتحكَّمون في رِقاب الناس ـ وضمائرهم أيضًا ـ باسم "الحق الإلهي" فما حلُّوه في الأرض فهو محلول في السماء، وما ربطوه في الأرض فهو مربوط في السماء؟ فهي مرفوضة في الإسلام، وليس في الإسلام رجال دين بالمعنى الكهنوتي، إنما فيه علماء دين، يستطيع كل واحد أن يكون منهم بالتعلُّم والدراسة، وليس لهم سلطان على ضمائر الناس، ودخائل قلوبهم، وهم لا يزيدون عن غيرهم من الناس في الحقوق، بل كثيرًا ما يُهضَمون ويُظلَمون، ومن ثَمَّ نُعلنها صريحة: نعم.. للدولة الإسلامية، ولا ثم لا.. للدولة الدينية "الثيوقراطية".
ليس هناك من ضرورةٍ لتكرير وجهة نظرِنا حولَ العلماء، إنهم علماء بالدين، لكننا نراهم في كلّ مسجدٍ وعبر غير محطةٍ إذاعية أو تلفزيونيّة، يتكلمون بالفلك، وبالبحار وبالأنواء، وبالسياسة، وهم يعرفون ما لزيّهم من سلطةٍ على العامّة. وما سمعنا من أحدِهم مرّةً يقول :"هذا السؤالُ جوابُه عندَ أهل ذاك الاختصاص أو ذلك"، وما رأيناهم مرّةً يستدعون أهل اختصاصٍ، وبحث، وتجريب، إلا لتوجيههم، وتزويدهم بما يرَوْنَ من مصلحةٍ أو مواقف، وإذا لم يلتزموا بما يملى عليهم فهم خارجون عن الإجماع، إذا لم يخرجوهم من الملّة!
هل يعترف علماء الدين يا دكتور بعلم النفس، بالفلسفة، باللسانيات، بالفتوح العلميّةِ المختلفة في مدارس الغرب وجامعاته؟
هل يعترف علماء الدين بعلم الاجتماع وطروحاته بعلم السياسة وضروراته؟
قد يكون جوابك نعم؛ إذن، لماذا لا تكون هذه العلوم المختلفة مجالات مفتوحة أمام رجال الدين ليتخصصوا بها، وليسهموا فيها؟ أم أنّه فعلاً ما قام به الأقدمون يكفينا في السباق الحضاري اليوم؟! إنّ العلاقةَ بين علماء الدين وسائر العلوم علاقة مريبة، فهم لا يرون في هذه الاختصاصات إلا علماً لا ينفع، ويدعون الله أن يقيهم ويقيَ الأمّةَ شرّ ما لا ينفع.
فكيف بعد هذا يا صاحب الفضيلة يمكنُ أن تكون الدولةُ الإسلاميةُ مقبولةً؟ فضلاً عن كونِها بحسب رأيك ليست دولةً دينيّة "ثيوقراطية"، ما يعني أنّ الحاكم ليس عالم دين، بل هو كما أفهم منك تابع لعلماء الدين، الذين يستحضرون فقه الماضين من الفقهاء ويجتهدون فيه ليستخرجوا بطريقة براغماتية أصول الحكم!!! وليس للحاكم أن يستفتي رجال الجامعات، هذا إذا بقي جامعات في الدولةِ الإسلامية، غير جامعات علماء الدين. وهل على أبناء الملل الأخرى أن يلتحقوا بها حتى وإن لم يكونوا مقتنعين إلى حينه بالإسلام؟ هل سيسمحُ لهم أهل السنّةِ والجماعة بممارسة التعليم، القضاء، قيادة الألوية في الجيش الإسلامي؟ أم أنّهم سيكونون في ذمّةِ أهل السنّةِ والجماعة؟ أم ستقول لي أنّه سيكون لهم مدارسهم وجامعاتُهم، وقضاؤهم، و........جيشُهم!؟
إذن؛ لا يجوز أنْ ننخدع بأنّ الدولَةَ الإسلاميّةَ المنشودة هي شيءٌ آخر غير الدولةِ الدينيّةِ "الثيوقراطيّة"، قد يكون الفرقُ بينهما في الهويّة وليس في الرتبة، أو هو فارق الزّمن الذي يمنحُ الدولةَ الإسلامية من وسائل وتقنياتٍ لم يكن يمنحها للدولةِ الدينيّة في أوروبا القرون الوسطى.
أما الأطروحة الثانية، وهي مغالطة فكريّة خطيرة لجهةِ فهم الواقع الإنسانيّ، فالدكتور القرضاوي يقول:" لم يكن مبدأ الحرية قد جاء نتيجة تطور في المجتمع، أو ثورة طالبت به، أو نضوج وصل إليه الناس، وإنما مبدأ أعلى من المجتمع في ذلك الحين.. جاء مبدأ من السماء، ليرتفع به أهل الأرض، جاء الإسلام ليرقى بالبشرية بتقرير هذا المبدأ، مبدأ حرية الاعتقاد، وحرية التدين.." أنا مثلك يا صاحبَ الفضيلة، أؤمن بالله خالقاً حيّاً قيّوماً، وأؤمنُ أنّ القرآنَ الكريمَ كلامُ الله. ولكن؛ هل تعتقدُ أن الله جلّ وعلا، يرسلُ للعباد ما لا يشكّلُ حاجةً لهم؟ إذنْ، ما هو معنى الهدى؟ وإذْ تقرّرُ الآيةُ الكريمة أنّه "لا إكراه في الدين"؛ إنما ذلك تقريرٌ لحقيقةٍ إنسانيّة ساطعة، هي أنّ الدين موقفٌ إنسانيّ تحدّدُه علاقةُ الإنسانِ بالكون، وما يعجزُ الإنسانُ عن تفسيرِه يدين له تلقائياً، وعندما يحيط به عقلُه؛ يتحللُ من الخضوع له. وإذا كانَ الأمرُ كذلك، فلا إكراه فيه، بل من المستحيل أن يجديَ الإكراه فيه. وإذا كان من شأن التوحيد أن يحرّرَ الإنسانَ من الدينونةِ لما هو دون الخالقِ الأوحد، وإذا كان ذلك التحريرُ يجعلُ الإنسانَ سيّدَ المخلوقات، فإنّ ذلك يعني أيضاً أنّه إذا لم يكن الإنسانُ متضرّراً من عدمِ سيادته، أو من خضوعِه لما هو دونه قيمةً؛ فمن المستحيل أن تجبرَه على التحرّر؛ لأنّ الحاجةَ التي تشكّلُ حافزاً للتحرّر ليست متوافرة. أمّ أنّك فهمت من الآية "لا إكراه في الدين" تضمينَ أمرٍ للمسلمين بأن لا يُكْرِهوا أحداً على اتّباع دينهم! فتبني على ذلك استنتاجاً بأنّ الدولةَ الإسلاميّةَ لن تُكرهَ الآخرين على التزام دينِها؟! ولا أظنك كذلك؛ غير أني أسمع كثيراً من المبشّرين بالدولةِ الإسلاميّة، يقدّمون هذه الآية رشوةً للآخرين حتى يوافقوا على قبول المشروع. فالآيةُ نفيٌ من نوع نفي الجنس، ما يعني أنّها ترمي إلى تأسيس قناعةٍ وترسيخٍ لها عند المتدينين لأيّ دينٍ انتموا بأنّ ما اعتنقتموه كان تجاوباً مع حاجاتِكم، فلا تفترضوا أنّ الآخرين كذلك، ولا تتوهّموا سبيلاً آخرَ غير الحكمةِ والموعظةِ الحسنة.
نريدُ دولةً يا صاحب الفضيلة، تحمي فهمك للإسلام، كما تحمي فهمَ المعترضين عليه، كما تحمي الملاحدة. والجميعُ متساوون أمام القانون. هل هذا ممكن؟ كم هو رائعٌ أن تصرّحَ في الغد:" لا نريد دولةً إسلامية، ولن نسمحَ بقيام دولةٍ تفرضُ علينا ما يحولُ بين سلوكنا وقناعاتنا، ويكون مصدر التشريع في هذه الدولة، أشخاصٌ ينتخبهم الشعب" وعندها يتحوّلُ المجتمعُ إلى تحمّلِ المسؤوليّة، إذْ يكون مباحاً لك ولغيرِك أن ينشر ما يفهم، وأن يتنخّلَ المجتمعُ الفهومَ، فيرتقي بحركيّةٍ طبيعيّةٍ يكفلُها القانون. ستقول لي وأنت محقٌّ في قولك، إنّ السّواد الأعظمَ من الشعب رهائن الأمّية وما تجرّ من جهلٍ وسوء تقدير؛ ومن المؤكّد أنّ التخلّصَ من هذه الآفات لن يكون إلا بالحريّة. ما من مرّةٍ في التاريخ استأثرَ فكرٌ أو عقيدةٌ أو جهةٌ ما بالحكم؛ إلا وانتهى الأمر بكارثةٍ على المستأثر والناس بعامّة، وكذلك على مسار التطوّرِ الطبيعي، فحبذا لو يتمّ استرجاعُ نهايات الممالك ومقاتلِ الحكّام . [أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ](غافر: 21).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) تقطيع المقال تم أثناء نشر الموضوع بسبب وروده مقطع واحد غير مقطع.


الإسلام الحي في تونس.. يتصدى لرياح الردة | موقع المسلم

الإسلام الحي في تونس.. يتصدى لرياح الردة | موقع المسلم
الإسلام الحي في تونس.. يتصدى لرياح الردة

عبد الباقي خليفة | 26/11/1432 هـ

منهجية التكفير:

خلال الشهور الماضية، وتحديداً بعد انتصار الثورة التونسية، أُسْقِط في أيدي الذين كانوا يسيطرون على المشهد السياسي والاقتصادي والثقافي هناك، بعد أن سقطت أو بالأحرى أُسقطت عصا القمع من أيديهم، فظهروا على حقيقتهم مجردين من كل قيمة. وكان لا بد من جس نبض الشعب التونسي ومن ورائه الأمة الإسلامية (في ظروف مغايرة تختلف عما عهدوه من دعم مادي ومساندة معنوية من الاستبداد، وتغطية سياسية وأمنية من الديكتاتورية) فكان بث فيلم "برسيبوليس" الفرنسي الإيراني (ملحدون إيرانيون) على قناة "نسمة" الذي يجسد الذات الإلهية ويدعو للتمرد على الخالق سبحانه من خلال مشاهد تكرس ذلك في أذهان الأطفال، وكانت تخرصات الطالبي حول الرسول صلى الله عليه وسلم، والصحابة وأمهات المؤمنين، وكان "لا سيدي ولا رب" الذي تم تسويقه من خلال قناة "حنبعل" باسمها الذي لم يقع اختياره اعتباطاً وإنما يعبّر عن تعطش محموم لدى القوم إلى محو الإسلام حتى من الذاكرة التاريخية للأمة!!

إلى من وقت قريب، كان اليساريون يحتجون على تعليم الدين في المدارس الحكومية بحجة أن الأطفال غير قادرين على التمييز، ونسوا ما قاله زعيمهم في الكفر والإلحاد فلاديمير لينين، (أول رئيس شيوعي في الاتحاد السوفياتي المنهار) من أن "المدارس لا يمكن أن تكون محايدة". ولأن الشعب التونسي مسلم فلا يمكن لطلبة المدارس وفق التصور السابق (ابتداء) أن يدرسوا منهجاً آخر غير المنهج الإسلامي، ولكن اليساريين والعالمانيين عموما، كعادتهم ينسون ما يطالبون به غيرهم (وهم فئة معزولة)، ويحاولون فرض تصوراتهم على الشعب المسلم.وفي هذا الإطار يأتي بث فيلم"برسيبوليس"على قناة" نسمة" التي تغطي تونس والجزائر والمغرب،وذلك في سياق (مخطط) لمحاولة التأثير في النشء المسلم، وزرع الكفر والإلحاد بين البراعم الصغيرة حتى تكبر وهي تكفر بالإسلام، وتترعرع في ظل ثقافة إلحادية كفرية مرتدة، فأطفال اليوم هم رجال الغد.

ولذلك كان رد الفعل الشعبي مزلزلاً للمرتدين وللذين وراءهم فقد اجتاحت مظاهرات الاحتجاج العارمة المدن التونسية من بنزرت في أقصى الشمال حتى قفصة في أقصى الجنوب مروراً بمدن الساحل والوسط : سوسة، والقيروان، وسيدي بوزيد، وصفاقس، وغيرها فضلاً عن العاصمة تونس حيث عبّر فيها التونسيون عن ولائهم لله ولرسوله، مؤكدين استعدادهم لبذل الغالي والنفيس من أجل السلام الروحي للشعب والأمة، والمتمثل في قيم الإسلام وتعاليمه وعقيدته وشريعته، فـ" الشعب مسلم ولن يستسلم". وقد بلغت الحماسة ببعض الغاضبين إلى إحراق منزل صاحب قناة "نسمة" وبدا صاحبها" نبيل القروي" في حالة ذهول لأن الاتفاق (......؟) كان يقضي بأن تحمي قوات الأمن ممتلكات من بثت (قناته) فيلم " بريسيبوليس" قائلاً:" كنا نعتقد أن المكان محروس من قبل قوات الأمن لكن ما راعنا إلا وقرابة 100 شخص يقتحمون منزلي الذي يفتح على واجهتين مما سهل مهمة المنتقمين".

وكالعادة اصطفت قوى الشعب ضد مثل هذه الأعمال الدنيئة، واعتبرتها محاولة لتعكير الأجواء قبيل انتخابات المجلس التأسيسي، ومحاولة للترحم على نظام المخلوع الذي لم تبث هذه الأفلام في عهده، في حين يدرك الجميع لماذا تم الترخيص لهذه القنوات في عهد المخلوع دون غيرها؟!!!.

ولماذا لا يتم التركيز على التخلف التقني، ومحاولة كسب ناصية التكنولوجيا، والمساهمة في الثورات العلمية، والكف عن استهلاك المنتجات الغربية من خلال صناعة بدائل أو نظائر لها؟!!!

وأن تمكن الغرب من صناعة الحاسوب، والأقمار الصناعية والهاتف الجوال والسيارة والطائرة والإعلام المرئي والمسموع والمقروء، لا يجعلنا نسكت عن مظالمه أو نقبل بإهانة مقدساتنا، وإنما بالتمسك بديننا ودخول الباب التكنولوجي كما فعلت تركيا وماليزيا في كل المجالات وباكستان (في المجال العسكري).

ونحن نرى حداثيينا لا يهتمون بأي صناعة، يمكن أن تُخْرِجَ أمتنا من التخلف، فهم قد أدمنوا التدخين والخمر والزنا، وحداثتهم لا تهتم بالبحث العلمي ولا ببناء اقتصاد قوي ومحاربة البطالة والفقر،ولا بإقامة قضاء حر ونزيه، وإنما بالموسيقى، والمسرح، والسينما، والرسم، وكل ذلك يدور حول جسد المرأة كمتعة مبتذلة وليس كإنسان.وهذا ما يؤكد ارتباطهم بأجندة أجنبية لم تعد أدواتهم تحتل المكانة الأولى في سلم أولوياتها داخل حقلها الثقافي فضلاً عن غيره من الحقول المادية والمعنوية التي تعتمد عليها الأمم في بنائها الحضاري.

وقناة "نسمة" على غرار قناة "حنبعل" جئ بها لشن حرب شاملة على الإسلام وأهله في تونس خاصة ومنطقة المغرب الإسلامي عامة لتعمم بعد ذلك على البلاد الإسلامية قاطبة، وهذا ما فهمه بعض العاملين في القناة فقدموا استقالاتهم رافضين الانخراط في حرب ضد دينهم، كما طالبت الكثير من النوادي الرياضية من القناة عدم بث مبارياتها لنفس الغرض، وسحب العديد من التجار إشهاراتهم (إعلاناتهم) التجارية من القناة، كما أدانت العديد من الأحزاب في مقدمتها حزب حركة النهضة، بث الفيلم الذي صدم المجتمع التونسي في أنقى وأصفى ما في الضمير الجمعي للأمة. في حين ساندته أحزاب فرنسا" القطب الحداثي" و" الحزب الإشتراكي التقدمي" والتكتل من أجل العمل والحريات" وهي أحزاب استخدمها المخلوع، ومثّل بعضها دور المعارضة المدخولة.

بقي القول إنه في الوقت الذي تشن فيه قناتا "حنبعل" و"نسمة" حرباً على الإسلام، تمنع الهيئة المؤقتة للإعلام الترخيص لقنوات إسلامية، أي أن القوم يتيحون حرية سب الدين ويمنعون نشر الدين بل والدفاع عنه!!!

تمويل الكفر بأموال الشعب:

أما فيلم" لا رب ولا سيدي" فهو من إنتاج المخرجة التونسية نادية الفاني، التي تتبجح بإلحادها، وعدم إيمانها بالله والرسل، وتقوم بحلق رأسها على طريقة النازيين الجدد.وقد زاد من نقمة الشعب التونسي على السلطات التونسية وبالأخص وزارة الثقافة دعمها للفيلم بمبلغ 600 مليون مليم تونسي- نحو 300 ألف يورو- تكفي لتوفير كتب مدرسية لمئات الطلبة من أبناء الأسر الفقيرة الذين لا يجدون ثمن الكتب والملابس والأحذية لائقة، ولا يزالون في بيوتهم وحتى الآن لم يلتحقوا بصفوفهم الدراسية للأسباب الآنفة.

وعندما تم الترويج " للفيلم" عبر قناة "حبعل" أعلن أن الدخول إليه مجاناً، أي أن هناك من قام بتمويل ودفع ثمن السعي الدنيء لتكفيرالتونسيين ومحاولة إخراجهم من الإسلام، وعندما حضر إسلاميون لمشاهدة الفيلم، تم منعهم من الدخول بل استفزازهم، مما أدى إلى ردود أفعال عنيفة من قبلهم كرد فعل منهم على منعهم من الدخول، مؤكدين أن"الشعب التونسي مسلم ولا يستسلم" وأن" الأرواح والدماء هينة في سبيل نصرة الإسلام" وهتفوا ضد رئيس الوزراء الموقت: " يا سبسي ياجبان الإسلام لا يهان" و" بالروح بالدم نفديك يا الإسلام" و" لا إله إلا الله محمد رسوله الله" و"غيرها من صيحات التكبير والتعبير عن رفض تمويل فيلم إلحادي بأموال الشعب التونسي.

وقد أعرب الشعب التونسي، وقواه الإسلامية الحية عن رفضهم المس بمقدسات الشعب، وتساءلوا عما إذا كان للمسلمين أن يحتجوا على الرسوم الدنماركية المسيئة، وجريمة حرق القرآن في أمريكا وغيرها ولا يمكنهم أن يفعلوا ذلك في تونس وخارجها عندما تُمَسّ مقدساتُهم بتمويل رسمي من الحكومة الموقتة التي ستحاسب على أفعالها بعد الانتخابات.

ولم تكن الجماعات الإسلامية وحدها من احتج على عمليات الإساءة المبرمجة للإسلام بإيحاء فرنسي، بل شاركت جميع أطياف وفئات الشعب التونسي، كباراً وصغاراً، شباباً وشيوخاً، نساءً ورجالاً، ومحجبات وغير محجبات، ومصلين وغير مصلين. وكان ذلك فرصة لمراجعة الكثيرين سلوكياتهم ومواقفهم، فهناك من كان لا يصلي فأصبح يصلي، وهناك من كانت غير محجبة وأصبحت محجبة، وهناك من كان ضالّاً ويشرب الخمر ثم اهتدى وامتنع عن معاقرة أم الخبائث.

وتساءل أبناء الشعب التونسي وغيرهم، إذا كان دين تونس هو الإسلام كما هو مثبت في الدستور، فلماذا يمول فيلم من ميزانية الشعب التونسي المسلم يسخر من المقدسات الإسلامية؟!!!. مؤكدين أن المارقين والمرتدين لا يمثلون الشعب التونسي، وإنما هم شرذمة معزولة غريبة عن الشعب التونسي ومقطوعة تعيش في فرنسا. كما تساءلوا عما إذا كانت همة هؤلاء ومنهم القائمون على " حنبعل" ونسمة" ومخرجة الفيلم قد انصرفت إلى محاربة الإسلام، في حين لم ينبسوا ببنت شفة في عهد المخلوع، ولم يقارعوا الاستبداد والديكتاتورية بل كانوا ضمن جوقة المديح وإضاءة الشموع وحرق البخور للمخلوع. فهم لم ينتقدوا ابن علي ولا ليلى بن علي في العهد البائد ثم جاءت بعد الثورة للنيل من الإسلام تحت غطاء محاربة عودة التونسيين لجذورهم الإسلامية بعد سقوط عصا البوليس التي استخدمت بكل دناءة لتحقيق تلك الأهداف الوضيعة والدنيئة.

كما ينتقد الشعب التونسي الإعلام الذي غطى على محتوى الفيلم الكرتوني، وكذلك فيلم نادية الفاني، بحديثه المبهم عمداً عن الاحتجاجات ضد " فيلم كرتوني" و" فيلم لنادية الفاني" (هكذا) دون التحدث عن تفاصيل الفيلمين أو على الأقل الإشارة إلى محتواهما كالقول :إن الفيلم الأول ينشر الإلحاد والثاني يجسد الذات الإلهية ويدعو الأطفال من خلال محتواه إلى التمرد على الله وعدم الاستماع إلى أوامره فضلاً عن رفض عبادته!!!.

ويتساءل التونسيون عما إذا كان هدف السينما التونسية سيظل مجرد انعكاس لصورة " امرأة في حمام" المشهد الذي يتكرر في كل الأفلام(التونسية) المملة من وزارة (الثقافة) ويا لها من ثقافة!!!

وهو أمر لا يستغرب من مأتاه، فالذين هم في الحكومة الانتقالية ممن أخرجوا من الأرشيف القذر للبورقيبية وثقافة الحلّاقة التي حولت القصر الجمهوري إلى محرقة "للحرباوات" بغرض السحر. ولم يجرؤ أحد على التعرض لها في عمل فني إبان سطوتها.

أما الذين يذرفون دموع التماسيح على حرية سب الدين، فلم يتوانوا من اللجوء للقضاء لأن مغني الراب المعروف " بسيكو ام" تناولهم في أغانيه فهل هم أكثر قداسة من الخالق والكتب السماوية والأنبياء؟!!!

ومع ذلك ظل عنوان "لا رب لا سيدي" مرفوعاً في مهرجان كان السينمائي على الجناح التونسي الرسمي، وأغدق على ذلك الملايين من اليورو. وكان ذلك نوعاً من التزلف لفرنسا، وكسب رضاها من خلال الإشارة إلى كلمة " الله " بدل " ديو" بالفرنسية أي كتبت باللاتينية " الله " وليس ترجمتها.

ونادية الفاني، خليط من أب ملحد وأم فرنسية وهي تعيش في فرنسا، التي تواطأ معها بعض المرتدين للنيل من الإسلام في تونس وفي كل مكان، فأسوأ احتلال في التاريخ هو الاحتلال الفرنسي لأنه ينهب الهوية كما ينهب الثروات، وتمكن الشعب من إخراج جنوده، والآن حان الوقت لإخراج ثقافته من تونس.

الأخبار - دولي - أميركا مستعدة لتقبل حكم الإسلاميين

الأخبار - دولي - أميركا مستعدة لتقبل حكم الإسلاميين



أميركا مستعدة لتقبل حكم الإسلاميين


كلينتون: فكرة أن المسلمين لا يمكنهم العمل في ديمقراطية فكرة مهينة وخاطئة (الفرنسية)

أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس الاثنين أن الولايات المتحدة مستعدة للتعاون مع الإسلاميين الذين فازوا في الانتخابات التونسية، معتبرة أن "الإسلاميين ليسوا جميعا سواسية
".

وقالت في كلمة أمام مركز للدفاع عن الديمقراطية، إن "على المسؤولين عن حزب النهضة أن يقنعوا الأحزاب العلمانية بالعمل معهم"، مضيفة أن "أميركا ستعمل معهم أيضا

".

وذكرت كلينتون أن حزب النهضة وعد باحترام الحرية الدينية وحقوق النساء، مشيرة إلى أن العديد من الأحزاب ذات التوجه الإسلامي في العالم تنخرط طبيعيا في لعبة الديمقراطية

". وأوضحت أن "الفكرة بأن المسلمين لا يمكنهم الازدهار في ديمقراطية إنما هي فكرة مهينة وخاطئة".

وعددت كلينتون المعايير التي يجب أن يحترمها كل حزب يحترم الديمقراطية وهي رفض العنف والانضمام إلى دولة القانون واحترام الحريات واحترام حقوق النساء والأقليات والقبول بمبدأ الهزيمة الانتخابية ورفض إثارة التوترات الدينية

.

دعم الربيع العربي
وأكدت الوزيرة الأميركية أن بلادها تواصل دعمها الربيع العربي بالرغم من "الغموض" المتعلق بالعمليات الانتقالية الجارية. وقالت "نقر اليوم بأن الخيار الحقيقي هو بين الإصلاح والاضطرابات" معربة عن إدراكها لـ"شك" الشعوب العربية تجاه أميركا

.

حزب حركة النهضة الإسلامي حقق نجاحا كبيرا في الانتخابات التونسية (الجزيرة)
وأضافت "خلال سنوات، قال الطغاة لشعوبهم إن عليهم أن يقبلوا بهم لتحاشي المتطرفين. وغالبا، كنا نقبل نحن أنفسنا هذا المنطق
".

وكررت هيلاري كلينتون القول بأن التطورات التي حصلت 2011 تجعل من الملح بصورة أكبر تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وأشارت إلى أن تعليق جهود السلام من قبل الطرفين خلال الربيع العربي هو "قصر نظر

".

يذكر أن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أكد أمس الاثنين أن بلاده مستعدة للعمل والتعاون مع حزب حركة النهضة التونسي الإسلامي الذي حصد نحو 40% من مقاعد المجلس الوطني التأسيسي.

المصدر: وكالات

شار

الاثنين، 7 نوفمبر 2011

الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في حوار الساعة مع‮ »‬الأخبار‮«:‬

الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في حوار الساعة مع‮ »‬الأخبار‮«:‬

الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في حوار الساعة مع‮ »‬الأخبار‮«:‬

الكيان الصهيوني‮.. ‬سيزول قريباً
أمريگا وإسرائيل تحاولان حشد العالم لعملية عسگرية ضد إيران
لا نمتلك قنابل ذرية لكننا لن نسمح للمتغطرسين بوقف دورنا

06/11/2011 09:43:11 م


أجرت الحوار في طهران‮:‬ سناء السعيد


عاصفة من التصريحات سرت في أمريكا وإسرائيل لوحت مؤخرا بامكانية توجيه ضربة عسكرية لايران‮.. ‬ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي خرج مؤخرا خلال زيارته لبريطانيا ليلوح بمهاجمة المنشآت النووية الايرانية قائلا‮: ‬بأن حصول ايران علي قنبلة نووية سيمنحها الحصانة التي تحول دون مهاجمتها‮. ‬خرجت توقعات تستبعد توجيه اسرائيل ضربة لايران وانها تراهن علي ان تقوم امريكا وبريطانيا بتنفيذ المهمة الهادفة الي تدمير المنشآت النووية الايرانية‮. ‬بيد ان المخاطرة مجنونة ومغامرة‮ ‬غير محسوبة ويظل يتعين علي من يقوم بها تحمل تبعاتها فإيران لن تسكت علي اي عملية عسكرية تشن ضدها‮. ‬عن هذا وعن قضايا اخري تحدث الرئيس احمدي نجاد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية لصحيفة‮ »‬الأخبار‮«.‬
‮< ‬في الحادي عشر من اكتوبر الماضي خرجت امريكا بمسرحية هزلية تدعي خلالها بان ايران كانت بصدد تنفيذ عملية لاغتيال السفير السعودي في واشنطن وهو اتهام ارادت بواسطته تعميق الخلاف بين ايران والسعودية‮. ‬كيف يمكن لكم قطع الطريق عليها وعرقلة ما تسعي اليه؟
‮<< ‬هذه فرية ساقتها امريكا من اجل تحقيق مصالحها‮. ‬ايران وشعب ايران ابعد ما يكون عن التفكير في تنفيذ مثل هذه الجرائم‮. ‬ولكن امريكا تقوم دوما بحياكة المؤامرات ضد ايران‮. ‬ونحن دوما في مثل هذه الظروف نعمل وفق منظومة ما قاله الله تبارك وتعالي في القرآن الكريم‮: »‬إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة‮« »‬سورة الحجرات اية ‮٦«. ‬وهنا أسأل أليست الحكومة الامريكية فاسقة؟ الآية تنطبق عليها،‮ ‬هم اعداؤنا واعداء السعوديين وأعداء جميع الشعوب‮. ‬هؤلاء نشروا هذا الافتراء من اجل وضع اسفين بيننا وبين السعوديين،‮ ‬امريكا هي الممارس الاكبر للارهاب في العالم وتستخدمه لتحقيق مآربها‮.‬
‮< ‬وكأن امريكا ارادت بذلك اشعال حرب باردة بينكم وبين السعودية بحيث تكون لغة العداء هي الطاغية كيف تفوتون عليها هذه الفرصة؟
‮<< ‬امريكا تخاف من أي صداقة بيننا وبين السعوديين ولهذا فهي تقوم باثارة الخلافات بين الشعوب‮. ‬ولقطع الطريق عليها يجب ان نبذل جهدا لتعميق اواصر الصداقة وتوثيق العلاقات فيما بيننا ونحن نسأل نفس السؤال هل يمكن لهذا الاتهام ان يكون له صلة بايران من قريب او بعيد؟ بالطبع لا فهذا اتهام كاذب وابعد ما يكون عن ايران وشعب ايران،‮ ‬فإيران لا يمكن ان تنزل الي هذا المستوي او تقدم علي هذا الجرم‮.‬
‮< ‬هل يمكن اجراء حوار مباشر بين المسئولين الايرانيين والسعوديين لحل اي مشاكل قد تكون عالقة؟
‮<< ‬نحن مستعدون لذلك لاسيما وان العلاقات بين بلدينا موجودة وقائمة وليست مقطوعة‮. ‬وهناك محادثات بيننا وبفضل العناية الالهية فان امريكا لا تستطيع ان تفعل اي شيء‮.‬
‮< ‬رأينا وسط هذه الحملة كيف ان‮ »‬بايدن‮« ‬نائب‮ »‬أوباما‮« ‬هدد بان كل الخيارات مطروحة علي الطاولة بما يعني ان الخيار العسكري وارد،‮ ‬هل ترون ان الاحتمال قائم في ان توجه امريكا ضربة عسكرية لمنشآت ايران النووية؟
‮<< ‬هذا الكلام ليس جديدا،‮ ‬امريكا تساورها الامنية في توجيه ضربة عسكرية لايران،‮ ‬و»بوش‮« ‬كان لديه نفس الامنية،‮ ‬ولكن اين هو‮ »‬بوش‮« ‬اليوم من ايران؟ شتان ما بين المصير الذي آل اليه وبين ما تتمتع به ايران اليوم من مكانة فالفرق كبير وواضح‮.‬
‮< ‬اسرائيل تحرض علي توجيه ضربة عسكرية لإيران قائلة بان القنبلة الايرانية شر يجب مواجهته؟
‮<< ‬هذا هو الباطل بعينه،‮ ‬ايران لا تمتلك قنبلة نووية وانما اسرائيل هي التي تمتلك ترسانة نووية قدرت بـ ‮٠٠٣ ‬رأس نووي،‮ ‬فهي الشر الذي يشكل تهديدا للمنطقة بأسرها،‮ ‬ان كل ما تحرص عليه ايران هو الحصول علي التقنية النووية لاستخدامها في الاغراض السلمية وفقا لمعاهدة حظر الانتشار النووي التي وقعت عليها‮.‬
‮< ‬في نفس الوقت هناك من يستبعد توجيه ضربة عسكرية لايران سواء امريكية او اسرائيلية حيث ان قدرات ايران العسكرية تختلف تماما عن اي دولة في المنطقة؟
‮<< ‬اوافقك الرأي،‮ ‬ايران تزداد قدرة وتطورا ولذا استطاعت ان تدخل في طور المنافسة في العالم،‮ ‬وبات الكيان الصهيوني والغرب وتحديدا امريكا يخشون قدرة ايران ودورها‮. ‬ولذا يحاولون حشد العالم لعملية عسكرية لايقاف دورها‮. ‬ويجب ان يعلم المتغطرسون ان ايران لن تسمح لهم باتخاذ اي خطوة ضدها‮.‬
‮< ‬بعد ان كنتم تشيدون بالدبلوماسية التركية وجهتم انتقادا ازاء قرارها السماح بنشر رادارات الدرع الصاروخية لحلف الاطلسي،‮ ‬ما موقف تركيا الان خاصة وقد كنتم تعتبرون ان التقارب السياسي والاقتصادي معها يشكل اولوية لسياستكم الخارجية؟
‮<< ‬نعم‮.. ‬نحن اصدقاء لتركيا ولدينا علاقات ودية وجيدة معها ونعتقد ان قضية نشر رادارات الدرع الصاروخية لحلف الاطلسي قد فرضت علي الشعب التركي ومن شأنها ان تضر بمصلحة هذه الدولة وجميع شعوب المنطقة‮. ‬ولقد صارحنا اصدقاءنا الاتراك برأينا في هذه المسألة‮.‬
‮< ‬هناك من يري ان ما يحدث في سوريا هو مؤامرة تتبناها اجندة صهيوأمريكية لضرب جبهة المقاومة؟
‮<< ‬لاشك ان السلطويين يتمنون توجيه ضربة ضد المقاومة،‮ ‬وتعتبر سوريا احد المراكز الاساسية للمقاومة،‮ ‬بل تعتبر في خط النار وعليه فان الغرب المتغطرس يتابع سياسته في خلق الذرائع للضغط علي سوريا والتدخل فيها،‮ ‬ولكن في نفس الوقت مازالت هناك الاختلافات موجودة داخل سوريا‮. ‬ولقد شجعت ايران الطرفين في سوريا‮- ‬الحكومة والمعارضة‮- ‬علي التفاهم والحوار ومنع الاخرين من التدخل في شئون هذا البلد‮. ‬ونعتقد انه بامكان الشعوب والحكومات ان تزيل جميع المشاكل العالقة بالحوار والتفاهم‮. ‬ونحن علي يقين بان لدي المعارضة والحكومة السورية القدرة والطاقة لحل اية مشاكل فيما بينهما واذا كان يجب ادخال بعض التعديلات وتحقيق الاصلاحات فانها تتم بالتفاوض فيما بينهما‮. ‬ولهذا نهيب بالطرفين ان يتحركا صوب تحقيق الاصلاحات ونبذل كل جهدنا لكي نمنع الاجنبي من التدخل في شئون سوريا وهذا ما قلناه للجميع يجب الا يكون هناك تدخل فالطرفان كفيلان بحل المسائل فيما بينهما‮.‬
‮< ‬امريكا ظلت حريصة علي فصم العلاقة بين اطراف المحور الذي صنفته كمحور شر وممانعة والذي يضم ايران وسوريا وحزب الله وحماس‮.‬
‮<< ‬وراء هذا الحرص رغبة امريكا في انقاذ الكيان الصهيوني ولكنها لن تستطيع ابدا تحقيق ذلك،‮ ‬فالصهاينة محكوم عليهم بالزوال‮.‬
‮< ‬في معرض الحديث عن العلاقات المصرية‮- ‬الايرانية هناك من تحدث عن امكانية قيام تحالف دفاعي مشترك بين الدولتين وهو امر من شأنه اذا تحقق ان يقلص من حجم الهيمنة الامريكية علي المنطقة‮. ‬ما رؤيتكم؟
‮<< ‬نحن نرحب بذلك ولكن لا اعتقد ان الدولتين بحاجة الي تحالف دفاعي ويكفي ان يكون هناك تحالف سياسي واقتصادي وثقافي،‮ ‬فالتعاون والتضافر بين ايران ومصر من شأنه ان يقلص الهيمنة الامريكية فلا يبقي اي مجال للتدخل الامريكي في المنطقة،‮ ‬ان اي تقارب في العلاقات الثنائية بين الدولتين يثير قلق الاعداء لانهم يدركون عندئذ بان وقوف الدولتين الي جانب بعضهما من شأنه الا يبقي مجالا لهيمنة وسيطرة الاعداء علي المنطقة‮. ‬لقد وقفت ايران بمفردها امام امريكا،‮ ‬وبمفردها هزمت امريكا فماذا اذا وقفت مصر الي جانب ايران؟ عندئذ سنري ما قد يحدث في المستقبل‮. ‬سيكون علي امريكا عندئذ الانسحاب من المنطقة كلية‮.‬
‮< ‬هناك من يقول بان انسحاب امريكا من العراق يمهد لانهاء مفاعل ايران النووي وملف‮ »‬مقتدي الصدر‮« ‬والنظام السوري؟
‮<< ‬ليست هناك علاقة بين المسائل الثلاثة،‮ ‬الانسحاب الامريكي من العراق هو انتصار للشعب العراقي والذي سيقود بدوره الي انتصار كل شعوب المنطقة التي تتضافر في كراهية امريكا والكيان الصهيوني‮.‬
‮< ‬امريكا قامت بحشد دولي للحصول علي الدعم في اي اجراء تتخذه ضد ايران،‮ ‬هل يمكن ان يقود ذلك الي حصار اكبر لايران من اجل عزلها دوليا؟
‮<< ‬هذه معركة وامريكا تبذل كل جهدها فيها،‮ ‬ونحن بالتبعية نبذل اقصي جهدنا،‮ ‬الامريكيون يأملون في ضرب ايران ولكن لا يستطيعون ويجب علي الجميع ان يعلم بانه لم يحدث طوال التاريخ ان نجح اي عدو في مبتغاه ضد ايران‮.‬
‮< ‬وتبقي اسرائيل هي المحرض الاكبر ضد ايران هل ترون بانها قد وصلت في محاولاتها الي طريق مسدود؟
‮<< ‬يكفي ان تعلمي بانه لو قدر اجراء استفتاء لاستطلاع رأي الشعوب حول بقاء هذا الكيان الصهيوني في المنطقة فسيجمع الكل علي رفضه،‮ ‬ان هذا الكيان اشبه ما يكون بكلية وضعت بجسد ولم يتقبلها ولفظها،‮ ‬هذا الكيان دخل جسد المنطقة وتتطلع جميع الشعوب الي الخلاص منه وطرده منها وعامة فان مآله الي التلاشي،‮ ‬نعم سينهار حتما وسيكون زواله قريبا‮.‬
‮< ‬في اطار المحاولات لتقريب العلاقات بين مصر وايران ما الذي ترونه؟
‮<< ‬نحن نحب مصر وشعب مصر،‮ ‬الدولتان تجمعهما اواصر حضارة وتاريخ مشترك وكل من الدولتين في جبهة واحدة الا وهي جبهة العدالة والانسانية التي يجب ان تقف في مجابهة جبهة الباطل والظلم‮. ‬مصر ثقل وتاريخ وحضارة نفتخر بها والتقارب بيينا يصب في مصلحة الدولتين‮.‬
‮< ‬ومتي تأتون الي مصر؟
‮<< ‬في اي وقت توجه الدعوة الرسمية لي سأتي علي الفور،‮ ‬وانا متفائل بان موعدها آت إن شاء الله،‮ ‬انا احب المصريين جميعا من صميم قلبي،‮ ‬واتمني لمصر الازدهار والتقدم‮.‬

السبت، 5 نوفمبر 2011

جماعة الإخوان المسلمين الليبية تدعو إلى العمل على تأسيس دولة (مدنية ديمقراطية) - بوابة الشروق

جماعة الإخوان المسلمين الليبية تدعو إلى العمل على تأسيس دولة (مدنية ديمقراطية) - بوابة الشروق

جماعة الإخوان المسلمين الليبية تدعو إلى العمل على تأسيس دولة (مدنية ديمقراطية)

آخر تحديث يوم السبت 5 نوفمبر 2011 - 2:14 م ا بتوقيت القاهرة


طرابلس - أ ش أ

دعت جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا إلى "التأسيس الصحيح لمرحلة الدولة المدنية الديمقراطية" المأمولة في المستقبل القريب وذلك بعد سقوط نظام معمر القذافي.

وقالت الجماعة "إننا نعتبر أن المرحلة الإنتقالية القادمة غاية في الأهمية من حيث العمل على بسط الأمن وإرجاع شؤون الحياة في الدولة والمجتمع إلى حالة الاستقرار والفاعلية بما يخدم مصالح الليبيين كافة، والعمل على التأسيس الصحيح لمرحلة الدولة المدنية الديموقراطية المأمولة في المستقبل القريب".

جاء ذلك في "بيان تهنئة" بعثت به جماعة الاخوان المسلمين الليبية للدكتور عبدالرحيم الكيب بمناسبة تكليفه رئاسة الحكومة الإنتقالية فى ليبيا بعد نيله ثقة المجلس الوطنى الإنتقالي.

وحيت الجماعة فى البيان رئيس واعضاء المجلس الوطنى الإنتقالي على "الشفافية والمنهجية العلمية للعملية الإنتخابية التى تمت لإختيار رئيس الحكومة الإنتقالية للمرحلة القادمة".

واضاف البيان " وإذ نبارك هذه الشفافية وهذا الاختيار، ونؤكد على أهمية المرحلة، نضع كل إمكاناتنا خدمة لهذا الوطن، ولن نتوانى إطلاقا في تقديم الدعم والمعونة في هذا الوقت وفي كل وقت للرقيّ ببلادنا وخدمة لشعبها كافة بكل ما نملك."

وكان وزير العدل وحقوق الإنسان الليبى محمد العلاقى قد أكد أن ليبيا سوف تكون دولة مدنية، وستكون الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع وليس الوحيد، مشيرا إلى أنه سوف تصدر قوانين جديدة لإقرار الحريات العامة انسجاما مع أهداف ثورة 17 فبراير.



واشنطن تعلن أنها ستكون "راضية" إذا فاز الإخوان المسلمون في الانتخابات | الدستور

واشنطن تعلن أنها ستكون "راضية" إذا فاز الإخوان المسلمون في الانتخابات | الدستور
واشنطن تعلن أنها ستكون "راضية" إذا فاز الإخوان المسلمون في الانتخابات

صرح المسؤول الذي عينه الرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون انتقال السلطة في الشرق الأوسط الجمعة بان واشنطن ستكون "راضية" إذا اسفرت انتخابات برلمانية نزيهة في مصرعن فوز الإخوان المسلمين.

وصرح وليام تايلور المعين في المنصب المستحدث كمنسق خاص لانتقال السلطة في الشرق الأوسط: "اعتقد أن الإجابة هي نعم، اعتقد أننا سنكون راضين إذا كانت انتخابات حرة ونزيهة"، وذلك ردا على سؤال حول رد فعل واشنطن إذا تصدر الإسلاميون الانتخابات التي تبدأ خلال هذا الشهر.

وقال تايلور خلال منتدى بالمجلس الأطلسي، وهو معهد للأبحاث في واشنطن أن "ما يتعين علينا فعله هو أن نحكم على الناس وعلى الأحزاب والحركات بناء على أفعالها وليس على تسمياتها".

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون صرحت في (يونيو) أن واشنطن أجرت "اتصالات محدودة" مع جماعة الإخوان المسلمين في إطار مسعاها للتكيف مع التغيرات السياسية التي تحصل في مصر.

غير أن تلك المحادثات أثارت غضب بعض النواب الأميركيين من الحزب الجمهوري الذين أعربوا عن قلقهم من سعي الإخوان المسلمين لفرض الشريعة الإسلامية في مصر وشمال افريقيا.

فقد شهدت تلك المنطقة تغيرات غير مسبوقة هذا العام في إطار ما سمي بالربيع العربي، خاصة في مصر وليبيا وتونس حيث سقطت ديكتاتوريات متجذرة في غطار احتجاجات شعبية.

وقال تايلور "تلك الثورات، هذا الحراك نحو الديموقراطية قادر على رفض مسار الأحداث التي يريدها الإرهابيون".

غير أن مصر اعترتها القلاقل هذا الأسبوع حينما أعلنت الحكومة الانتقالية التي يسيطر عليها المجلس العسكري خططا للسيطرة بشكل اكبر على مسار صياغة دستور مصري جديد.

وقال تايلور: "أرى في ذلك مشكلة". وقد زار القاهرة الأسبوع الماضي والتقى عددا من اعضاء المجلس العسكري الحاكم، وحذر من احتمال عودة الجيش للاستيلاء على السلطة في مصر قائلا: أن تحركا من هذا القبيل "سيقود إلى وضع سيء -- وضع استبدادي مجددا".

وكانت جماعة الإخوان المسلمين المصرية القوية وغيرها من الأحزاب الإسلامية الأصغر حجما قد هددت بتظاهرة مليونية في الشوارع لمعارضة تلك الخطط.

وقال تايلور أنه رغم عدم اجتماعه بمسؤولين من الإخوان المسلمين في القاهرة، إلا أنه "كان سيفعل" لو اتيحت له الفرصة.

وقال: "طالما لم تنتهج الأحزاب أو الكيانات العنف أو تتخذه مسلكا، فسنتحدث معها".

وأجرى تايلور مقارنات واسعة بين الإخوان المسلمين في مصر وحزب النهضة الإسلامي في تونس الذي حصل على أكبر عدد من مقاعد المجلس التأسيسي الذي سيعهد إليه صياغة الدستور في تونس، وذلك خلال الانتخابات التي شهدتها أخيراً تونس حيث يسعى الآن لتشكيل ائتلاف للحكم.

وبشأن الأسلاميين الذين يصلون إلى السلطة قال: "هذا شيء اعتدنا عليه، ولا ينبغي أن نخشاه. ينبغي أن نتعامل معه.


الثلاثاء، 1 نوفمبر 2011

مصرس : بيان وثيقة الأزهر يُطالب قوى الثورة بالابتعاد عن العنف وإراقة الدماء والاستقواء بالخارج..ويؤكد: مواجهة الاحتجاج بالقوة نقض لميثاق الحكم ويسقط شرعية السلطة.. وحق الشعوب المقهورة فى عزل الحكام المتسلطين

بيان وثيقة الأزهر يُطالب قوى الثورة بالابتعاد عن العنف وإراقة الدماء والاستقواء بالخارج..ويؤكد: مواجهة الاحتجاج بالقوة نقض لميثاق الحكم ويسقط شرعية السلطة.. وحق الشعوب المقهورة فى عزل الحكام المتسلطين

لؤى على اليوم السابع : 31 - 10 - 2011


أصدر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بيان الأزهر والمثقفين لدعم إرادة الشعوب العربية، والذى احتوى على ستة بنود، الإمام الأكبر أكد أنه، انطلاقًا من إدراك كبار علماء الأزهر، ومجموعة المثقفين المشاركين لهم لمتطلبات المرحلة التاريخية المفصلية، التى تمر بها شعوب الأمة العربية فى نضالها المشروع للحرية والعدالة والديمقراطية، واستئناف مسيرتها الحضارية؛ واستلهاماً لروح التحرر فى الإسلام، والقوانين الفقهية لمشروعية السلطة، ودورها فى الإصلاح وتحقيق المقاصد والمصالح العليا للأمة.
واتساقاً مع مواقف الأزهر الشريف، وقادة الفكر فى مصر والوطن العربى، فى دعم حركات التحرر من المستعمر الغاشم والمستبد الظالم، وإيماناً من الجميع بضرورة يقظة الأمّة للأخذ بأسباب النّهضة والتّقدُّم، وتجاوز العَثَرات التاريخية، وإرساء حقوق المواطنين فى العدالة الاجتماعية، على أساسٍ راسخٍ من مبادئ الشريعة وأصولها، بما تتضمَّنه من حِفظ العقل والدِّين والنّفس والعِرْضِ والمال، وسَدِّ الطريق أمام السُّلطة الجائرة التى تحرم المجتمع العربى والإسلامى من دخول عصر التّألُّق الحضارى، والتقدم المعرفى، والإسهام فى تحقيق الرخاء الاقتصادى والنّهضة الشاملة، انطلاقًا من كل ذلك، فإنّ المجموعة التى أصدرت وثيقة الأزهر ومثّلت مختلف ألوان الطيف الفكرى فى المجتمع المصرى، قد أدارت عِدَّة حوارات بنّاءة، حول ما حققته الثورات العربية مِن تفاعُل خصبٍ، وتجاوب حميم بين مختلف المشارب والتيارات، وتوافَقَت على جُملة المبادئ المستمدة من الفكر الإسلامى، والطموحات المستقبلية للشعوب العربية، وانتهت برعاية الأزهر الشريف إلى إعلان ضرورة احترام المواثيق التالية وهى:
أن تعتمدُ شرعية السُّلطة الحاكمة من الوجهة الدينية والدستورية على رضا الشُّعوب، واختيارها الحرّ، من خلال اقتراع عَلَنِى يَتمُّ فى نزاهة وشفافية ديمقراطية، باعتباره البديل العصرى المنظِّم لما سبقت به تقاليد البَيْعَة الإسلامية الرّشيدة، وطبقًا لتطوُّر نُظُم الحكْم وإجراءاته فى الدّولة الحديثة والمعاصرة، وما استقرَّ عليه العُرف الدستورى من توزيع السُّلُطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، والفصل الحاسم بينها، ومن ضبط وسائل الرّقابة والمساءلة والمحاسبة، بحيث تكون الأمّة هى مصدر السُّلطات جميعًا، ومانحة الشرعية وسالبتها عند الضرورة.
وقد دَرَجَ كثيرٌ من الحكّام على تعزيز سلطتهم المطلقة مُتشبِّثينَ بفهم مبتور للآية القرآنية الكريمة: "وأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِى الأَمْرِ مِنكُمْ "{4/59}، متجاهلين سِيَاقَها الواضح الصريح فى قوله تعالى قبل ذلك فى الآية التى تسبق هذه الآية مباشرة: "إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ" {4/58}، ممّا يجعل الإخلال بشروط أمانة الحكْم وعَدَم إقامة العدل فيه مُسَوِّغًا شرعيًّا لمطالبة الشعوب حكامهم بإقامة العدل، ومقاومة الظلم والاستبداد، ومن قال من فقهائنا بوجوب الصبر على المتغلب المستبد من الحكام حرصًا على سلامة الأمة من الفوضى والهرْج والمرْج، فقد أجاز فى الوقت نفسه عزل المستبد الظالم إذا تحققت القدرة على ذلك، وانتفى احتمال الضرر والإضرار بسلامة الأمة ومجتمعاتها.
وأضاف عندما يرتفع صوت المعارضة الوطنية الشعبية والاحتجاج السِّلمى، الذى هو حقٌّ أصيلٌ للشُعوب لتقويم الحكّام وترشيدهم، ثم لا يستجيب الحكّام لنداء شعوبهم، ولا يُبادرونَ بالإصلاحات المطلوبة، بل يُمْعِنونَ فى تجاهل المطالب الوطنية المشروعة التى تنادى بالحرية والعدالة والإنصاف، فإن هؤلاء المعارضين الوطنين لا يُعَدُّون من قَبيل البُغاة أبَدًا، وإنّما البُغاة هم الّذين تحدَّدت أوصافُهم فِقهيًا بامتلاك الشَّوكة والانعزال عن الأمَّة، ورَفع الأسلحة فى مواجهة مخالفيهم، والإفساد فى الأرض بالقُوّة، أمّا الحركات الوطنية السِّلميّة المعارضة، فهى من صميم حقوق الإنسان فى الإسلام التى أكّدتها سائر المواثيق الدّوليّة، بل هى واجب المواطنين لإصلاح مجتمعهم وتقويم حُكّامهم، والاستجابة لها واجبٌ على الحكّام وأهل السُّلطة، دونَ مُراوغةٍ أو عنادٍ.
وأضاف، تُعَدُّ مواجهة أى احتجاج وطنى سِلمى بالقوّة والعُنفِ المسلَّح، وإراقة دماء المواطنين المسالمين، نقضًا لميثاق الحكْم بين الأمّة وحكّامها، ويُسقِطُ شرعيّةَ السُّلطة، ويهدر حقَّها فى الاستمرار بالتَّراضِى، فإذا تمادتِ السُّلطةُ فى طُغيانها، وركبت مركب الظلم والبغى والعدوان واستهانت بإراقة دِماء المواطنينَ الأبرياء، حِفاظًا على بقائها غير المشروع - وعلى الرغم من إرادة شعوبها - أصبحت السلطة مدانة بجرائم تُلَوِّثُ صفحاتها، واصبح من حق الشعوب المقهورة أن تعمل على عزل الحكام المتسلطين وعلى محاسبتهم، بل تغيير النِّظام بأكمله، مهما كانت المعاذير من حرص على الاستقرار أو مواجهة الفِتَنِ والمؤامرات، فانتهاكُ حرمة الدَّم المعصوم هو الخطّ الفاصل بين شرعية الحكم وسقوطه فى الإثم والعدوان. وعلى الجيوش المنظّمة – فى أوطاننا كلِّها - فى هذه الأحوال أن تلتزم بواجباتها الدّستورية فى حماية الأوطان من الخارج، ولا تتحوّل إلى أدواتٍ للقمع وإرهاب المواطنين وسفك دمائهم؛ فإنه" مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا "{5/32}.
وتابع: يَتعيَّنُ على قوى الثورة والتّجديد والإصلاح أن تبتعد كليًا عن كل ما يؤدى إلى إراقة الدماء، وعن الاستقواء بالقوى الخارجية، أيًا كان مصدرها، ومهما كانت الذرائع التى تتدخل بها فى شؤون دولهم وأوطانهم وإلا كانوا بغاة خارجين على أمتهم وعلى شرعية دولهم، ووجب على السلطة حينئذ أن تردهم إلى وحدة الصف الوطنى الذى هو أول الفرائض وأوجب الواجبات، وعلى قوى الثورة والتجديد أن تتّحدَ فى سبيل تحقيق حُلمِها فى العدل والحريّة، وأن تتفادى النزاعات الطائفية أو العرقية أو المذهبية أو الدينية، حِفاظًا على نسيجها الوطنى، واحترامًا لحقوق المواطنة، وحَشدًا لجميع الطّاقات من أجل تحوُّل ديمقراطى يتمُّ لصالح الجميع، فى إطار من التّوافُق والانسجام الوطنى، ويهدف لبناء المستقبل على أساسٍ من المساواة والعدل، وبحيث لا تتحوَّلُ الثّورة إلى مغانم طائفية أو مذهبية، أو إثارة للحساسيات الدّينية، بل يتعيّن على الثوار والمجددِّين والمصلِحِين الحفاظ على مؤسسات دولهم، وعدم إهدار ثرواتها، أو التّفريط لصالح المتربِّصينَ، وتفادى الوقوع فى شرك الخلافات والمنافسات، والاستقواء بالقوى الطامعة فى أوطانهم أو استنزاف خيراتها.
وأكد أنه بناءً على هذه المبادئ الإسلامية والدستورية، المعبِّرَة عن جوهر الوَعْى الحضارىّ؛ فإن علماء الأزهر وقادة الفكر والثقافة يُعلنونَ مناصرتهم التّامة لإرادة الشعوب العربية فى التجديد والإصلاح ومجتمع الحرية والعدالة الاجتماعية، والتى انتصرت فى تونس ومصر وليبيا، ولا تزال محتدمة فى سوريا واليمن، ويدينون آلات القمع الوحشية التى تُحاول إطفاء جذوتها، ويَهيبونَ بالمجتمع العربى والإسلامى أن يتّخذ مبادرات حاسمةً وفعّالة لتأمين نجاحها بأقلِّ قَدْرٍ من الخسائر، تأكيدًا لحقِّ الشُعوب المطلق فى اختيار الحُكّام، وواجبِها فى تقويمهم مَنعًا للطُّغيان والفساد والاستغلال، فشرعيّةُ أيّة سُلطةٍ مرهونةٌ بإرادة الشّعب، وحقّ المعارضة الوطنيّة السّلمية غير المسلحة مكفولٌ فى التّشريع الإسلامى فى وجوب رفع الضّرَر، فضلاً عن كونه من صميم حقوق الإنسان فى المواثيق الدّولية جميعًا.
وتابع: يُناشدُ علماء الأزهر والمثقّفون المشاركون لهم النّظم العربيّة والإسلاميّة الحاكمة الحرص على المبادرة إلى تحقيق الإصلاح السياسى والاجتماعى والدستورى طَوْعًا، والبَدْء فى خَطَوات التّحوُّل الدِّيمقراطى، فصَحْوَةُ الشّعوب المضطهدة قادمة لا محالةَ، وليس بوسع حاكمٍ الآنَ أن يحجبَ عن شعبه شمس الحريّة، ومِن العار أن تظلَّ المنطقة العربية وبعض الدول الإسلامية قابعة دون سائر بلاد العالم فى دائرة التّخلُّف والقَهْر والطُّغيان، وأن يُنسَبَ ذلك ظُلمًا وزورًا إلى الإسلام وثقافته البريئة من هذا البُهتان، كما يتعيَّن على هذه الدُّوَل أن تشرع على الفَوْر فى الأخذ بأسباب النّهضة العلمية والتّقدُّم التكنولوجى والإنتاج المعرفى، واستثمار طاقاتها البشريّة وثرواتها الطبيعية خِدمةً لمواطنيها، وتحقيقًا لسعادة البشرية كلِّها.



انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.

شارك

Share |