السبت، 1 يونيو 2013

الوطن :: وما أدراك.. ما التعليم!!! - تعليق آخر على دراسة د.فوزي أيوب

وما أدراك.. ما التعليم!!!
وما أدراك.. ما التعليم!!!
فاطمة حسين
2012/04/19   11:37 م




التقيم الحالي 5/5
writer image



انطلاقا من موقعي كمواطن تابعت حلقات ملف (أزمة التعليم.. لماذا؟) عبر صحيفة «القبس» والذي أعده باقتدار عجيب الدكتور فوزي ايوب الاستاذ من الجامعة اللبنانية والمتخصص بالمناهج وقدمه فريق الصحيفة بصورة مهنية مميزة.
تابعت فقط لأنني انتمي الى جماعة تحترق يوميا وهي تسمع وتقرأ عن الآلاف من الابناء الخريجين يستجدون الوظيفة وآلاف اخرى تبحث عن موقع قدم في مكان ما وجامعة ما لإتمام دراستهم في وطن يكاد ينفجر من تكدس ارقام الوافدين من مشارق الارض ومغاربها للقيام بأدوار لا تصعب على الكويتي (ان حظي هذا الاخير بتعليم جيد).
يقول لي العالمون بالأمر بأن ميزانية التعليم ضعيفة وجلها يصرف على الرواتب والاجور، واقول – من موقعي اللا مسؤول: اذن لماذا لا نعرض (التعليم) على المقاول اسوة بأعمال اخرى اهديناها له وليس في ذلك ضير ان اعترفنا بأنه ليس بالإمكان افضل مما كان مع اليقين بأن ما هو كائن سيأخذ (الوطن) الى منحدر خطير يحتاج لصحوة وفطنة عاجلة وسريعة.
ان التعليم – كما يقول العالمون بمفاصله – هو صياغة بشر وليس مجرد مبان وصالات وملاعب، والصياغة هذه تحتاج لادارة عالمة، ومسار علمي وعملي يحمل كامل الجاهزية لتحويل تلك الاجساد صغيرها وكبيرها الى طاقة فكرية متنامية جاهزة للعطاء في حركة نمو جذورها ذاتية، نعم لكن فروعها واغصانها وثمارها اجتماعية تجه نحو الحداثة والنور حيث نهضة الوطن المستحقة.
بصراحة كنت اظن في متابعتي لتلك الدراسة المميزة بأنني – ربما – سوف احتفظ بمكاني ما بين الامل واليأس، لكن الارقام التي اثبتت بها (الدراسة) والمسوغات لذاك التخلف وموقعنا من العالم ونحن ندعي بأننا جزء لا يتجزأ منه والتفاوت بين الجهد المبذول – وليس المال – وبين جهود الغير ملحقا بالنتائج المؤلمة ألبستني لباس اليأس رغم رفضي الشديد لذلك..
لم يفاجأ كثيرون بالنتائج مثلي نظراً لقربهم من العملية ذاتها لكن المنحى الذي اتخذته الصحافة هذه المرة قد ينفع.. قد يحرك ساكنا رغم فشل الكثيرين من دارسي العملية من قبل بالتحديد أو مع شمولية الامر وسط قضايا اخرى سياسية وثقافية وقانونية مثل دراسة بلير وغيره…
اليوم اظن ان الجرس اصبح اعلى صوتا فهل تسمع الوزارة وهل تسمع الحكومة حتى تتحرك لانقاذ ما يمكن انقاذه؛ فالعالم لا ينتظرنا نحن الذين ننتظره.. الحفرة كبيرة جدا وردمها صعب ولكنه ضرورة حياتية فهل يوجد بيننا من يعي هذه المأساة؟؟؟؟
ولما كان الشيء بالشيء يذكر، فقد كان لي لقاء خاطف مع احدى القياديات في وزارة التربية التي اوضحت لي اموراً تعليقاً على كلامي قبل اسبوعين فيما يخص توقيت بعثات المتعاقدين والمنافسة واقتراحي بالتفكير بالتكويت…
لقد اسرت لي بشيء غاية في الخطورة وهو رفض بعض معلمات الاطفال التحرك نحو تعليم الفئات الاكبر سنا – رغم قدرتهن وتأهيلهن لذلك – بسبب ساعات الدوام فساعات رياض الاطفال اقصر من ساعات من يكبرونهم… تخيلوا معي هذا النوع من السلوك؟؟ وهذا النوع من الادارة المدرسية؟؟
فهل تتوقعون تعليما ينقلنا من الظلمات الى النور؟؟ ام اننا سنبقى ونبقى على طماط المرحوم حتى يكتب على جباهنا شعب تعلم ألا يتعلم وسعد به.
اتقوا الله في الوطن يا سادة يا كرام.
لستم دائمين ولكن الوطن دائم بكم وبغيركم من بعدكم.
ارفعوا أيديكم عن العملية التعليمية حتى تسير بسلام.
لقد أصبح لزاما علينا ان نستنجد بولي الأمر الشيخ صباح الأحمد الصباح ليأمر بإنقاذ ما يمكن انقاذه؛ لأن فساد الذمم قد استشرى، والربح العلمي السريع تفوق على الجهد الجهيد؛ والبلاد على منحدر خطر لا ينقذها سوى التعليم الجاد والحقيقي.

فاطمة حسين

ليست هناك تعليقات:

شارك

Share |