الأربعاء، 11 مايو 2011

صحيفة الحياة - ابن لادن ..هل مات حياً؟ - زياد الدريس

ابن لادن ..هل مات حياً؟
صحيفة الحياة

الاربعاء, 11 مايو 2011
زياد الدريس *

تحذير3:
وإذ لم يحمِني التحذير رقم 1 والتحذير رقم 2 في مطلع مقالتي الأسبوع الماضي، من اتهامي من لدن البعض بالتعاطف مع الإرهاب، والوقوع في فخ نظرية المؤامرة، فإن التحذير رقم 3 هنا سأكرسه للتذكير بأن: العالم الآن أوسع من أن يضيق عن الأفكار الخيّرة .. وأضيق من أن يتّسع للأفكار الشريرة!

* *
1
كنا نستخف بالمبدأ «البوشي» الفاصل: إذا لم تكن معي فأنت ضدي. لكن عند المحكّات نكتشف أننا كلنا مصابون بهذا الداء المعرفي والوجداني في تحليل الأحداث والمواقف منها.
إذا لم تكن مع الرواية الأميركية، بكل تفاصيلها، لمقتل بن لادن .. فأنت مع الإرهاب و»القاعدة».
وإذا لم تكن ضد الرواية الأميركية كلها أيضاً .. فأنت مع أميركا والإمبريالية والصليبية.
وعجبت لماذا يحق لصحيفة «الغارديان» البريطانية أن تهزأ من التخبطات الأميركية في رواية مقتل بن لادن، وأن تصف هذا بأن من شأنه التشكيك في صدقية الإعلام الغربي برمته. في حين لا يحق لوسائل إعلام عربية أن تفعل!
وعجبت لماذا يحق لكاتبة أميركية (جينيفر هاربر) في صحيفة «واشنطن تايمز» أن تقول أن «غياب الحقيقة يقوي نظرية المؤامرة» .. في حين لا يحق لكاتب عربي أن يقول ذلك!
وعجبت أشد العجب، لماذا يحق لكاتب أميركي يهودي بحجم ناعوم تشومسكي أن يقول كلاماً خطيراً وملغوماً، موجزه: «قرار رمي الجثّة في البحر أدّى كما هو متوقع إلى إثارة الغضب والتشكيك في العالم الإسلامي». ويضيف تشومسكي: قد نسأل أنفسنا كيف ستكون ردّة فعلنا لو أن قوّات كوماندوز عراقيّة هبطت في مجمّع جورج بوش السكني، اغتالته، ثم قذفت بجثته في المحيط الأطلسي. جرائمه من دون جدل تتجاوز جرائم بن لادن، بالإضافة إلى كونه ليس «مشتبهاً به» بل من دون شك «صاحب القرار» الذي أعطى أوامر لاقتراف «أعظم الجرائم الدوليّة التي تختلف عن بقية الجرائم فقط في كونها تحتوي على مجموع الشر المتراكم»! كيف يحق لتشومسكي أن يقول كل هذا بينما لا يحق لشرق أوسطي أن يقول جزءاً من هذا الكلام، من دون أن يتهم بالتطرف والتحيز والمؤامرة؟!
هل يجب أن نكون أميركيين حتى نستطيع أن ننقد أميركا بحرية، ومن دون أن نوصف بالإرهابيين؟!

2
السؤال الأيديولوجي الأهم:
هل يجب أن أختار، اختياراً تاماً ومطلقاً، بين التحيز لأميركا أو بن لادن؟
كنا سنفعل لو أن الصراع بين أميركا وبن لادن هو صراع بين الخير والشر!
أما وهو صراع بين خير مغلّف بالشر وشر مغلَف بالخير، فإن الاختيار بينهما سيكون أكثر تعقيداً من أن يبسط في ثنائية الأبيض والأسود .. الخير والشر .. معي أو ضدي.
هناك الكثيرون ممن يكرهون سياسة أميركا، منهم من يفعل ذلك دينياً مثل بن لادن، أو أيديولوجياً مثل تشومسكي، أو تنافسياً مثل روسيا، أو ثقافياً مثل فرنسا، أو ثورياً مثل كاسترو، أو ثورياً تهريجياً مثل تشافيز والقذافي، (حين كان ثورياً شعبياً جماهيرياً قبل أن يتحول منذ شهرين فقط إلى رئيس ليبيا!).
المعترضون على تفاصيل رواية القتل لم يترحّموا على بن لادن، رغم أن أميركا العدو الأول له قد ترحّمت عليه حين صلت على جنازته في السفينة، ودعت حتماً في التكبيرة الثالثة بحسب طقوس صلاة الميت الإسلامية أن يغفر الله لبن لادن ويدخله فسيح جناته.
هل رأيتم أحداً يصلي على ميت ويدعو بأن يدخله الله جهنم؟!

3
بإيجاز:
بن لادن مات .. وتنظيم «القاعدة» تهمّش وتهشّم، ولله الحمد، قبـــــل تاريخ 3 أيار (مايو). وقد تم استصدار «شهادة الـــــوفاة» يوم استطاع شباب الربيع العربي خــــلخلة «القمة» من دون اســـتخدام تفجيرات «القاعدة».
والسخرية من سذاجة وتخبطات الرواية الأميركية لا تعني التشكيك في موت بن لادن أو الرغبة في حمايته من القتل، بل هي الرغبة في حماية عقولنا من القتل!

* كاتب سعودي.

الخميس، 5 مايو 2011

الموقع الرسمي لجريدة الشرق القطرية :: وزارة الأوقاف تطلق موقع (ن) للقرآن الكريم وعلومه



يتضمن مخطوطات نادرة للمصحف والقراءات العشر...وزارة الأوقاف تطلق موقع (ن) للقرآن الكريم وعلومه غدا
2011-04-30


د. العكبري:الموقع هو الأحدث من نوعه وبتبرع سخي من محسنين قطريين
عبدالله مهران:
تحت رعاية وحضور سعادة الدكتور غيث بن مبارك الكواري وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية تحتفل الوزارة يوم غد الأحد بإطلاق موقع (ن) لخدمة القرآن الكريم وعلومه بحضور عدد كبير من المهتمين بخدمة كتاب الله من داخل وخارج البلاد.
وقد أوضح الدكتور علي العكبري الخبير الشرعي بمكتب سعادة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المشرف على الحفل أن موقع (ن) للقرآن الكريم وعلومه يعد إضافة حقيقية وخطوة مباركة لأهل قطر في طريق خدمة كتاب الله عز وجل، مبيناً أن الموقع جاء بتبرع سخي من أهل الفضل والإحسان في قطر الخير ومن المتخصصين في خدمة كتاب الله عزّ وجلّ فهم من مُحبّي العمل الدعويّ وقد أرادوا أن يكون عملهم خالصاً لله تعالى متسلحين باليقين بأن أفضل الأعمال وأجلها إلى الله أن ينفق العبد بيمينه دون أن تعلم شماله وأن الصدقة الخفية أجرها عند الله أكبر.
وأضاف د.العكبري أنّ موقع (ن) تم إعداده على مدى سنوات عدة حتى خرج بمحتويات كافية بعد جهود كبيرة لفريق عمل متكامل طاف العديد من الدول العربية والإسلامية لجمع المخطوطات وللوقوف على علم القراءات وقد حاز الموقع قبل إطلاقه رسمياً في دولة قطر على إعجاب وتزكية عدد من علماء المسلمين المتخصصين في القرآن وعلومه من داخل وخارج دولة.
وأشار الدكتور علي العكبري إلى أهم ما يتميّز به موقع (ن) للقرآن الكريم وعلومه عن سائر المواقع الأخرى إذ يعد أكبر مرجع إلكترونيّ شامل لكل ما يتعلّق بقراءات القرآن الكريم في العالم وهو الأضخم لشموله على القراءات العشر للقرآن الكريم وفقاً لما نصّ عليه علماء الرسم لأول مرة، كما يشتمل على مخطوطات نادرة للقرآن وعلومه من جميع أنحاء العالم ويضم تراجم لأشهر القراء على مستوى العالم بجانب الفروق بين القراءات والفتاوى المتعلقة بالقرآن الكريم.
وعن النواحي الفنية لموقع (ن) للقرآن الكريم وعلومه أكد المشرف على حفل التدشين أن الموقع تم تصميمه بحيث يكون موجهاً لجميع المسلمين ليستفيد منه الناس على اختلاف درجاتهم.
2011 © Al Sharq . All Rights Reserved

الأربعاء، 4 مايو 2011

الدستور الأصلي :: سامي شرف يكتب: عبد الناصر والدائرة الإسلامية..تصويب وتذكرة لعل الذكرى تنفع المؤمنين | الدستور

سامي شرف يكتب: عبد الناصر والدائرة الإسلامية..تصويب وتذكرة لعل الذكرى تنفع المؤمنين

بدأت فى الأيام الأخيرة حملات لتصفية حسابات مع حقبة وتجربة الرئيس جمال عبد الناصر الانسانية وللأسف شارك بقصد او بدونه بعض الرموز السياسية والدينية ممن احترمهم ولهم وزنهم فى المجتمع وبناء عليه فقد رأيت من واجبى ان اصوّب وأصحح وضعا للأمور فى نصابها وسياقها الصحيحين وبالمناسبة ومما يؤسف له ان من شاركوا فى الحملة هم جميعا ممن تعلموا بالمجان فى جميع مراحل تعليمهم حتى الجامعى ونالوا شهادات الدكتوراه من الخارج على نفقة دولة عبد الناصر .

فى كتاب فلسفة الثورة ، تناول جمال عبد الناصرالدوائر التى ستتحرك فيها السياسة المصرية ومنها الدائرة الإسلامية التى تتداخل مع الدائرة العربية والدائرة الأفريقية وتعد مصر جزء فاعل فيها .

كان الخليفة الراشد أبو بكر الصديق هو أول من بدأ جمع القرآن الكريم فى مصحف وذلك بعد إلحاح من عمر بن الخطاب رضى الله عنه بعد مقتل معظم حفظة القرآن فى حروب الردة ، والخليفة الراشد عثمان بن عفان هو صاحب أول مصحف تم جمع وترتيب سور القرآن الكريم به ، والرئيس جمال عبد الناصر هو أول حاكم مسلم فى التاريخ يتم فى عهده جمع القرآن الكريم مسموعا ( مرتلا و مجودا ) فى ملايين الشرائط و الأسطوانات بأصوات القراء المصريين >

فى عهد جمال عبد الناصر تم زيادة عدد المساجد فى مصر من أحد عشر ألف مسجد قبل الثورة إلى واحد وعشرين ألف مسجد عام 1970 ، أى أنه فى فترة حكم 18 سنة للرئيس جمال عبد الناصر تم بناء عدد ( عشرة ألاف مسجد ) وهو ما يعادل عدد المساجد التى

بنيت فى مصر منذ الفتح الإسلامى وحتى عهد جمال عبد الناصر

فى عهد عبد الناصر تم جعل مادة التربية الدينية ( مادة إجبارية ) يتوقف عليها النجاح أو الرسوب كباقى المواد لأول مرة في تاريخ مصر بينما كانت اختيارية في النظام الملكي.

فى عهد عبد الناصر تم تطوير الأزهر الشريف وتحويله لجامعة عصرية تدرس فيها العلوم الطبيعية المدنية بجانب العلوم الدينية ، يقول الأستاذ محمد فائق فى كتابه ( عبدالناصر و الثورة الأفريقية ) أن الرئيس عبد الناصر أمر بتطوير الأزهر بعد أن لاحظ من متابعته لأوضاع المسلمين فى أفريقيا أن قوى الاستعمار الغربى كانت حريصة على تعليم المسيحيين العلوم الطبيعية ( الطب – الهندسة – الصيدلة ) ومنع تعليمها للمسلمين مما أدى لتحكم الأقليات المسيحية فى دول أفريقية غالبية سكانها من المسلمين ، وكانت هذه الأقليات المسيحية تتحكم فى البلدان الأفريقية المسلمة وتعمل كحليف يضمن مصالح قوى الإستعمار الغربى التى صنعتها، لذا صمم الرئيس عبد الناصر على كسر هذا الإحتكار للسلطة وتعليم المسلمين الأفارقة علوم العصر ليستطيعوا حكم بلدانهم لما فيه مصلحة تلك البلدان .

أنشأ عبد الناصرمدينة البعوث الإسلامية التى كان ومازال يدرس فيها عشرات الآلاف من الطلاب المسلمين على مساحة ثلاثين فداناً تضم طلاباً قادمين من سبعين دولة إسلامية يتعلمون في الأزهر مجانا ويقيمون فى مصر إقامة كاملة مجانا أيضا ، وقد زودت

الدولة المصرية بأوامر من الرئيس عبد الناصر المدينة بكل الإمكانيات الحديثة وقفز عدد الطلاب المسلمين في الأزهر من خارج مصر إلى عشرات الأضعاف بسبب ذلك.

أنشأ عبد الناصر منظمة المؤتمر الإسلامى التى جمعت كل الشعوب الإسلامية.

- فى عهد عبد الناصر تم ترجمة القرآن الكريم إلى كل لغات العالم.

- فى عهد عبد الناصر تم إنشاء إذاعة القرآن الكريم التى تذيع القرآن على مدار اليوم.

- فى عهد عبد الناصر تم تسجيل القرآن كاملا على أسطوانات وشرائط للمرة الأولى فى التاريخ وتم توزيع القرآن مسجلا فى كل أنحاء العالم.

- فى عهد عبد الناصر تم تنظيم مسابقات تحفيظ القرآن الكريم على مستوى الجمهورية، والعالم العربى ، والعالم الإسلامى ، وكان الرئيس عبد الناصر يوزع بنفسه الجوائز على حفظة القرآن.

- فى عهد عبد الناصر تم وضع موسوعة جمال عبد الناصر للفقه الإسلامى والتى ضمت كل علوم وفقه الدين الحنيف فى عشرات المجلدات وتم توزيعها فى العالم كله.

- فى عهد عبد الناصر تم بناء آلاف المعاهد الأزهرية والدينية فى مصر وتم افتتاح فروع لجامعة الأزهر فى العديد من الدول الإسلامية.

ساند جمال عبد الناصر كل الدول العربية والإسلامية فى كفاحها ضد الإستعمار.

كان الرئيس جمال عبد الناصر أكثر حاكم عربى ومسلم حريص على الإسلام ونشر روح الدين الحنيف فى العدالة الاجتماعية والمساواة بين الناس.

سجلت بعثات نشر الإسلام فى أفريقيا وأسيا فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر أعلى نسب دخول فى الدين الإسلامى فى التاريخ ، حيث بلغ عدد الذين اختاروا الإسلام دينا بفضل بعثات الأزهر فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر 7 أشخاص من كل 10 أشخاص وهى نسب غير مسبوقة و غير ملحوقة فى التاريخ حسب إحصائيات مجلس الكنائس العالمى.

في عهد عبد الناصر صدر قانون بتحريم القمار ومنعه ، كما أصدر عبد الناصر قرارات بإغلاق كل المحافل الماسونية ونوادى الروتارى والمحافل البهائية ، كما تم إلغاء تراخيص العمل الممنوحة للنسوة العاملات بالدعارة التى كانت مقننة فى العهد الملكى وتدفع العاهرات عنها ضرائب للحكومة مقابل الحصول على رخصة العمل والكشف الطبى .

فى عهد عبد الناصر وصلت الفتاة لأول مرة إلى التعليم الديني كما تم افتتاح معاهد أزهرية للفتيات وكان الهدف هو تمكين الأم المسلمة من المشاركة فى بناء المجتمع المصرى والعربى والاسلامى عملا بقاعدة ان الأم مدرسة .

وأقيمت مسابقات عديدة في كل المدن لتحفيظ القرآن الكريم، وطبعت ملايين النسخ من القرآن الكريم ، وأهديت إلى البلاد الإسلامية وأوفدت البعثات للتعريف بالإسلام في كل أفريقيا و أسيا ، كما تمت طباعة كل كتب التراث الإسلامى في مطابع الدولة طبعات شعبية لتكون في متناول الجميع، فيما تم تسجيل المصحف المرتل لأول مرة بأصوات كبار المقرئين وتم توزيعه على أوسع نطاق فى كل أنحاء العالم كان جمال عبد الناصر دائم الحرص على أداء فريضة الصلاة يومياً كما كان حريصاً أيضاً على أداء فريضة صلاة الجمعة مع المواطنين فى المساجد توفى الرئيس جمال عبد الناصر يوم الاثنين 28 سبتمبر 1970 والذى يوافق هجريا يوم 27

رجب 1390، صعدت روح الرئيس جمال عبد الناصر الطاهرة إلى بارئها فى ذكرى يوم الإسراء والمعراج ، وهو يوم فضله الدينى عظيم ومعروف للكافة .

وبخصوص الدين المسيحى كانت علاقة الرئيس جمال عبد الناصر ممتازة بالبابا كيرلس السادس ، وكان جمال عبد الناصر هو الذى سأل البابا كيرلس السادس عن عدد الكنائس التى يرى من المناسب بناؤها سنويا ، وكان رد البابا ( من عشرين إلى ثلاثين ) ، وكان الرئيس عبد الناصر هو الذى أمر بأن يكون عدد الكنائس المبنية سنويا خمسا وعشرين كنيسة ، وأن يكون التصريح بها بتوجيه من البابا نفسه إلى الجهات الرسمية.

وعندما طلب البابا كيرلس السادس من الرئيس عبد الناصر مساعدته فى بناء كاتدرائية جديدة تليق بمصر ، وأشتكى له من عدم وجود الأموال الكافية لبنائها كما يحلم بها ، قرر الرئيس عبد الناصر على الفور أن تساهم الدولة بمبلغ 167 ألف جنيه فى بناء الكاتدرائية الجديدة ، وأن تقوم شركات المقاولات العامة التابعة للقطاع العام بعملية البناء للكاتدرائية الجديدة. وكلف سامى شرف مع المهندس عدلى ايوب بالتوجه للكاتدرائية وتسليم البابا كيرلس الشيك وبدأت عملية البناء فى نفس اليوم .

و بناء على أوامر الرئيس جمال عبد الناصر كان يعقد اجتماع أسبوعى كل يوم اثنين بين سامى شرف - وزير شئون رئاسة الجمهورية - والأنبا /صمويل - أسقف الخدمات - لبحث وحل اى مشاكل تطرأ للمسيحيين .

كما أولى الرئيس جمال عبد الناصر اهتماما شديدا بتوثيق العلاقات بينه وبين الإمبراطور هيلاسيلاسى حاكم الحبشة ( أثيوبيا ) مستغلا فى ذلك كون مسيحيي أثيوبيا من الطائفة الأرثوذكسية ، ودعا الإمبراطور هيلاسيلاسى لحضور حفل إفتتاح الكاتدرائية المرقصية فى العباسية عام 1964 ، كما دعم توحيد الكنيستين المصرية والأثيوبية تحت الرئاسة الروحية للبابا كيرلس السادس ، كان الرئيس عبد الناصر كعادته بعيد النظر فى ذلك فقد أدرك أن توثيق الروابط بين مصر وأثيوبيا يضمن حماية الأمن القومى المصرى لأن هضبة الحبشة تأتى منها نسبة حوالى 85% من المياه التى تصل مصر. للأسف الشديد بعد وفاة الرئيس عبد الناصر والانقلاب على الثورة فى 13 مايو 1971 وما أعقب حرب أكتوبر 1973 من ردة شاملة على سياسات عبد الناصر ، تدهورت العلاقات المصرية الأثيوبية وكذلك الإفريقية ، ومازالت متدهورة نسبيا حتى الآن ، وقد أنفصلت الكنيسة الأرثوذوكسية الأثيوبية عن الكنيسة المصرية ،وأستطاعت إسرائيل أن تحتل مكانة مصر فى أثيوبيا ، وفى أفريقيا كلها .0

فى عهد جمال عبد الناصر لم تقع حادثة واحدة طائفية بين المسلمين والمسيحيين، ولم تنتشر دعاوى تكفير الأخر ومعاداته. كان هناك دور واحد معروف ومحدد هو الاستعمار الأمريكى وذيله الصهيونى فى الوطن العربى وكان هناك مشروع قومى يوحد طاقات الأمة كلها يجمعها لتحقيق أهدافها فى التقدم والنهوض. لم يكن جمال عبد الناصر معاديا للدين ولم يكن ملحدا ، بل كان أقرب حكام مصر فهما لروح الدين ودوره فى حياة الشعوب وأهمية إضفاء المضمون الاجتماعى فى العدالة والمساواة عليه ، وقد صام عبد الناصر فى شهر رمضان اثناء انعقاد مؤتمر باندونج وافطر الشيخ احمد حسن الباقورى وادى عبد الناصر فريضة الحج والكثير من العمرات .

وفى النهاية احب ان اقرر ان الاشتراكية التى نادى بها عبد الناصر لم تكن تطبيق ماركسى شيوعى بل هى الكفاية فى الانتاج والعدالة فى التوزيع اى تطبيق مبادىء الاسلام الحنيف من ان الناس شركاء فى الماء والكلأ والنار . . والذى قال فيه الشاعر الكبير احمد شوقى عن نبينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام : الاشتراكيون انت امامهم . . .

روزاليوسف :: الطيب: الإخوان لم يغيبوا يومًا عن الأزهر.. والغرب سبب الإرهاب

الطيب: الإخوان لم يغيبوا يومًا عن الأزهر.. والغرب سبب الإرهاب







في أول لقاء يجمع بين شيخ الأزهر ومرشد جماعة الإخوان المسلمين استقبل الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أمس بمقر المشيخة د.محمد بديع مرشد الجماعة للاتفاق علي التعاون بينهما العمل الدعوي، وقال د.الطيب عقب اللقاء إن هناك تعاونًا مشتركًا بين الجميع لتقديم خطاب وسطي للم الشمل ممن تشتتوا وتفرقوا، مؤكدًا أن اللقاء مع الإخوان لم يغب يومًا عن الأزهر، فالإخوان متواجدون علي الساحة الأزهرية باستمرار، ونصف جماعة الإخوان أزهروين ولم تكن هناك حرب مع التيار الإخواني لكن الجو العام الآن سمح لنا بهذا باللقاء الرسمي.

وأكد الطيب أن الأزهر ليس هيئة سياسية حتي نتحدث في العمل السياسي، وأن التعاون مع الإخوان في العمل الدعوي سيكون مثمرًا، مشيرًا إلي أن الأزهر سيعقد مؤتمر قادمًا سينظمه الأزهر بعنوان مستقبل مصر إلي أين والإخوان من أوائل المدعوين له.

وعن سبل توحيد الخطاب الدعوي قال إن أهم وسيلة هو الالتقاء بين الدعاة علي منهج واحد، والقضاء علي بدعة التكفير والإقصاء وبدعة التفسيق حتي لا تنشأ الجمعيات المتصارعة بيننا.

وعن قضية موت بن لادن قال: هذا ليس بسيطًا علي العالم الإسلامي لكن لا ينبغي لأحد أن يعتقد أنه بقتل بن لادن انتهي العنف والإرهاب في الشرق الأوسط، لأن الأسباب الحقيقية من الغرب وليس من الشرق، وبوجود إسرائيل كقوة مستبدة ومستعمرة، سيظل الإرهاب لأنها هي السبب الأول في الإرهاب.

نصر فريد واصل يرفض التجديد في أصول الفقه

نصر فريد واصل يرفض التجديد في أصول الفقه

الشيخ نصر فريد واصل يرفض التجديد في أصول الفقه



الشيخ نصر فريد واصل



كتب rosadaily

رفض د. نصر فريد واصل مفتي الجمهورية السابق التجديد في اصول الفقه واعتبر أن دعوة التجديد في الفقه الإسلامي هي دعوة لإلغاء الفقه السابق والاعتداد بفقه جديد يعتمد فقط علي كتاب الله وسنة رسوله وهو أمر مرفوض ولا يتواءم مع المصلحة ، فالتجديد لا ينبغي أن يكون في ذات الدين وإنما في الأمور التي يحيا بها الإنسان ويحقق المقاصد الكلية للشريعة الإسلامية.

وقال ردا علي ما اثير في ندوة التجديد، التي عقدت الأحد الماضي، علي لسان العالم المغربي احمد الريسوني بضرورة التجديد في أصول الفقه :" إن الدين الإسلامي متجدد بذاته في كل زمان ومكان ، ولا تجديد في أصول الدين ولا عقيدته ولا شريعته وإنما التجديد في الفكر البشري الإنساني الذي يجب أن يكون متوائما وفاهما وفاقها لهذا الدين عقيدة وشريعة من خلال نصوصه التي نزلت وحيا من السماء في كتاب الله وسنة رسوله ، ومن خلال أصول فقه هذا الدين وهو ما نطلق عليه أصول الفقه، ولابد أن يجمع الفقيه المجتهد الذي يشمل أصول الفقه الذي هوي أصول الدين وبين الفقه الذي هو مناط التجديد.

بينما طالب د. محمد مختار المهدي عضو مجمع البحوث الإسلامية بفهم النصوص في طبيعة العلاقة مع الآخر ، حتي لا ياولها البعض وفق ما يري ، كما طالب بهيئة من علماء المسلمين في المشرق والمغرب تنظر في النواكب التي تنزل علي الأمة الإسلامية ويكون فتواها هو المهيمن علي كل العالم الإسلامي دون بلبلة.

وأوضح أن التجديد يتطلب إزالة البدع التي التصقت بالإسلام، وهي ليست منه حتي يظهر بصورته الواضحة التي نزلت كما هي علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، وتقديمها بصورة مواكبة للعصر، أما التجديد بتنزيل النصوص علي واقع الحياة واستنباط الحكام في النوافل فذلك محط انظار الجميع إلي أن يفهموا تلك الضوابط التي لابد منها لهذا التنزيل.

كما أشار د. طه أبو كريشة عضو مجمع البحوث الإسلامية إلي أن قضية التجديد وثيقة الصلة بقضية الأصالة والمعاصرة في عصرنا التي تتداولها الألسنة ، وأن المسلم الحق يجمع في حياته بين الأصالة والمعاصرة علي سبيل الفرض فإذا كان التمسك بالأصالة فرض ، فالتجاوب مع قضايا العصر فرض كذلك.

وأوضح أن هناك ثوابت لا سبيل لأحد أن يقول فيها رأي يهدف من ورائه تجديدا فالعقيدة والعبادات والخلاق والمعاملات فهي من الثوابت والأصالة التي لا سبيل للتجديد فيها .

Hijab, A Scientific View



Hijab, A Scientific View


Dr. M.R. Haydari[1]


Hijab or the Islamic modest dress that covers natural contours of body and spots of beauty has several beneficial aspects that are commonly known. Being the divine command which is obligatory for the followers of Islam, the Muslims, both males and females must observe Islamic modest dress code. In this short article, the scientific aspects of hijab will be discussed briefly.

First of all, let us briefly analyze the verses of Qur’an where Allah commands believers, both males and females to observe certain codes of conduct in their lives: 

  ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ

Say to the believing men that they cast down their looks and guard their private parts; that is purer for them; surely Allah is Aware of what they do. [24:30]
 ﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ

And say to the believing women that they cast down their looks and guard their private parts and do not display their ornaments except what appears thereof, and let them wear their head-coverings over their bosoms, and not display their ornaments except to their husbands or their fathers, or the fathers of their husbands, or their sons, or the sons of their husbands, or their brothers, or their brothers' sons, or their sisters' sons, or their women, or those whom their right hands possess, or the male servants not having need (of women), or the children who have not attained knowledge of what is hidden of women; and let them not strike their feet so that what they hide of their ornaments may be known; and turn to Allah all of you, O believers! so that you may be successful. [24:31]

In these verses, Allah commands following [as underlined]:

1) For both believing men and women: Cast down their looks and guard their private parts

2) For believing women:  

A) Not to display their ornaments (with exceptions).

B) Not strike their feet unless their ornaments become known

‘Casting down their looks’ is one of the common command for both men and women and in addition women are shouldn’t ‘display’ their ornaments. What this has to do with the command of hijab ? What could be possible implications of ‘keeping down’ one’s look while living in society where everyone doesn’t observe a modest dress code ? Let us look at it from scientific angle.

Human nervous system is the divinely made computer with over 100 billion neurons. These neurons are like highly sophisticated microchips and scientists have failed so far to calculate exact storage capacity and processing speed of even a single neuron.

Brain receives its inputs via sensory modalities, such as eyes, ears, smell, taste, touch etc. This information is then stored, processed in different areas of brain that are connected together and form the basis of further thought processes, development of new ideas, decision making and the physical actions, or outputs. Thus input to the brain usually matches with its output. The most striking point is that over 80% of all the sensory information that goes into the human brain comes from eyes only. 

Thus, controlling the input of sensory stimuli from eyes can significantly affect the overall functioning and subsequent tasks such as memory, analysis of stored information, thought processing, learning, emotional and social aspects related to received information, carried out by the nervous system.

A major task of neurons is to store and process all the information in appropriate areas of brain and make it ready for accurate and timely retrieval in future. Finally, the output which is seen in the form of words, behavior, and physical actions, is dependent on the previous step. Thus, if wrong or incorrect sensory stimuli enter into brain, the neurons will be storing and processing that information, leading to bad ideas, thoughts and finally bad words and actions. A simple model of it is presented in figure below:



                                                  

Thus, when an environment has abundance of provocative stimuli, especially from the visual system, i.e. eyes, this leads to relevant aggressive and provocative words, behaviors and actions. Vulnerable individuals, and young and immature minds that lack appropriate training and self-control, and cannot handle the sensory information going into their brains, are automatically prone to give similar output in the form words, behavior and actions that correlate with sensory input.

For example, kids or adolescents who watch movies with violence or play video games with similar themes, indulge into to similar type of aggressive and uncontrolled behavior.

In today’s world, the sensory information mostly enter eyes via special environmental scenes at parties, in universities, at gatherings, interaction of males and females at work place and in other situations, and exposure to media, cinema etc, pictures, magazines, TV and computer screen, IPod and mobile phone screen, and other such gadgets.

Unless a person blocks the unwanted information from going into his brain by controlling his eyes and where he looks, or selectively deciding not to expose oneself to a specific environment, the information cannot be prevented from entering brain.

This is much more difficult in a society where no modest dress code exists or where liberal culture prevails, leading to a bombardment of sensory stimuli to brain every day. In this situation, the only way for the males and females to protect their thoughts from getting corrupted is to control their gaze.

Additionally, the females can block provocative sensory stimuli entering into a male’s brain by wearing an unprovocative, loose and simple dress that perfectly hides body contour and spots of beauty, adopting a modest and decent behavior and minimum social interaction that wouldn’t lead to unwanted emotional or social consequences.

Scientific data on aggression and sexual violence against girls and women in Western societies is a common norm and it is accepted as such to be a part of the Western culture. By the age of 21, almost 98% of women suffer from some form of sexual aggression in US, Europe and other liberal societies.

These societies have adapted themselves to this injustice and degradation against women which is considered to be a part of their lives. There are special centers to deal with sexual violence and treat those who suffer on day to day basis and there are emergency phone numbers available to deal with immediate situations, if the victim needs medical and emotional support. Assistance is also provided to the girls and women who have suffered from sexual violence by NGOs or various governmental organizations.

However, these societies have failed to deal with the basic issue outlined earlier in this article which is controlling the environmental stimuli that lead to these crimes against women in the form of output. Islamic dress code for women and Islamic teachings about controlling one’s gaze act as powerful filters to protect brain from being exposed to provocative stimuli and keep it protected from getting corrupted by blocking all subsequent steps mentioned earlier. Thus, the brain doesn’t store bad and provocative stimuli in the form of memory, doesn’t process bad thoughts and ideas and doesn’t develop any unwanted emotional and social attachments. Accordingly, the output is seen in the form of controlled, logical and good words, behaviors and actions.

Perhaps, this is the reason that Qur’anic verses dealing with hijab or Islamic dress code mention the consequences of such actions [looking down and protecting oneself] lead to purity for believing men.  And for believing women [by not displaying their ornaments, observing prescribed dress code and thus protecting themselves] and men it is eternal success because most of the provocative stimuli come from the females. Truly a society can become eternally successful, safe for women and pure for both men and women if Islamic dress code and Islamic teachings for decent behavior are observed.

Imam Ja’far al-Sadiq (as) said: ‘Whenever the eye looks at something forbidden, a knot of desire is tied in the person's heart, and that knot will only be untied by one of two conditions: either by weeping out of grief or regret in true repentance, or by taking possession of what one desired and looked at.’  

Certainly several crimes and illegal actions against women can be prevented if eyes don’t look at what is unlawfully exposed in the name of liberalism, modernity and fashion to be seen, provoking lust among males and if women realize that observing Islamic modest dress is in their own interest and for their protection.

***

Bibliography:

Chrisler JC, Ferguson S. Violence against women as a public health issue. Annals of New York Academy of Sciences, 2006; 1087:235-49.
 
Campbell R, Wasco SM. Understanding rape and sexual assault: 20 years of progress and future directions. Journal of Interpersonal Violence, 2005; 20(1):127-31.

Ja’far Ibn Muhammad al-Sadiq [as] (d. 756 C.E.) Misbah al-Shariah [Lantern of the Path]. English translation by Shaykh Fadhlallah Haeri. Ansariyan Publications, Qom, IR Iran. Available online at http://www.al-islam.org/lantern-of-the-path  





Notes:
[1]Baqiyatallah University of Medical Sciences, IR Iran.

الثلاثاء، 3 مايو 2011

Second Life: لعبة وكالة الاستخبارات المركزية المفضّلة!

02/05/2011 Second Life: لعبة وكالة الاستخبارات المركزية المفضّلة!

أدوات الإعلام الجديد: عوالم افتراضية قائمة بذاتها (9)
خاص مدونة شؤون استراتيجية
للوهلة الأولى، قد تبدو Second life مجرد لعبة ثلاثية الأبعاد، لكن عند الخوض في عالم "الحياة الثانية" سُرعان ما يتبين أنها تخاطب ما هو أبعد بكثير من حس الترفيه لدى مستخدمي أدوات الإعلام الجديد.
تمتلك دولة "السويد" سفارة افتراضية افتتحتها الخارجية السويدية رسميا في لعبة Second Life، وكذلك حال وكالة "رويترز" وهيئة الإذاعة البريطانية "BBC" وشركات "تويوتا" وIBM" و"DELL" وعشرات كبرى الشركات العالمية التي تمتلك جميعها فروعا لها في اللعبة.
"سكِند لايف" أو "الحياة الثانية"هي لعبة عالم افتراضي تم إطلاقها بشكل ثلاثي الأبعاد على الإنترنت في العام 2003، كحياة ثانية موازية للحياة البشرية. سكان هذا العالم يُعدون اليوم بالملايين من جميع الدول، "يتعايشون ويبيعون ويشترون. يمكنهم شراء الأراضي والجزر وبناء البيوت والبحث عن الترفيه والسعادة".
في 23 حزيران 2003، أطلقت "مختبرات ليندن" العالم الافتراضي "الحياة الثانية". تحوي اللعبة عشرات التطبيقات البرمجية المجانية التي تسمح للاعبين (أو السكان) بالتفاعل مع بعضهم البعض من خلال اختيار شخصيات ( كاراكتيرز) الكترونية تُعرف باسم "أفاتار".
حتى مطلع العام 2011، تجمع اللعبة ما يقارب الـ 25 مليون مستخدم او "افاتار".
تاريخ وفلسفة اللعبة
في العام 1999، أسس "فيليب ليندن" مختبرات ليندن المتخصصة في تطوير قطع الكترونية وبرمجيات تحاكي عوالم افتراضية. كان ليندن يسعى قبل تأسيس شركته في صناعة اجهزة كومبيوتر يمكن ارتداؤها كالثياب، لكن رواية للكاتب "نيل ستيفنسون" حول عوالم خيالية احدثت تحولا في طريقة تفكير الشاب الذي درس الفيزياء في جامعة "سان دييغو" في كاليفورنيا.
لاحظ ليندن اهتمام المستثمرين في حقل الألعاب الالكترونية بفكرته حول عالم افتراضي الكتروني يسمح للمستخدم بـ"انتحال" شخصية وتحريكها كما يشاء. هذه المقاربة الجديدة لعالم ألعاب الحاسوب اطلقت نقاشا مستمرا حول هوية "الحياة الثانية": هل هذه عالم افتراضي، لعبة الكترونية أم محاكاة لحياة البشر؟
الجواب الأقرب الى الحقيقة هو ان "الحياة الثانية" تجمع ما بين عدة مفاهيم وأهداف، بما يفوق دقة تسميتها واحدة من هذه الخيارات.
لا تحوي "الحياة الثانية" على نظام او قوانين تحدد فائزين او خاسرين، ولا يوجد أهداف معينة للعبة. وقد تكون هذه الخاصية هي نفسها سبب انجذاب الملايين اليها، فضلا عن أن عوالمها في حالة تطور دائمة، وبالتالي بإمكان المستخدم استكشاف ساحات وخيارات جديدة عند كل استخدام.
باستطاعة كل "أفاتار" (مستخدِم) التفاعل مع المستخدمين الاخرين بأشكال مختلفة بالاعتماد على خدمات مدمجة باللعبة، كما تسمح الشركة المبرمجة للمستخدمين المحترفين بكتابة نصوص برمجية خاصة تتيح لهم ابتكار اشكال جديدة من التفاعل تبعا لرغباتهم.
بإمكان المستخدم اختيار أي "افاتار" يشاء، سواء كان بشرا او حيوانا او نباتا او معدنا او مزيجا من اكثر من خيار!
ومع ان "الحياة الثانية" مجانية بالكامل، لكن باستطاعة من يرغب في الاستعانة بخدمات تقنية معمقة الحصول على اشتراك خاص بدفع مبلغ يناهز الـ 72 دولارا اميركيا سنويا.
خدمات "الحياة الثانية"
يستطيع كل "افاتار" (مستخِدم) التواصل مع الاخرين من خلال المحادثة الفردية او الجماعية (chat) او برنامج محادثة مدمج يوفر خاصية نقل الصوت أيضا، بشرط أن يكون الراغبون في التواصل موجودين في مسافة قريبة (في عوالم اللعبة). كما باستطاعة أي "افاتار" ارسال بريد الكتروني الى أفاتار اخر، من دون قيود مسبقة.
تتضمن "الحياة الثانية" اقتصادا قائما بذاته. العملة المستخدمة هي "دولار ليندن". يمكن شراء او استئجار او بيع اراضٍ ومبانٍ وسيارات وقطع الكترونية ومجوهرات وثياب وأعمال فنية وممتلكات. اما الخدمات المتوفرة للشراء فتتنوع ما بين "ادارة الأعمال" و"حملات اعلامية" و"خدمات ترفيهية" و"أعمال زراعية" و"أعمال بناء".
يمكن شراء كمية غير محددة من العملة الخاصة بـ"الحياة الثانية" عبر دفع مبالغ محددة بالدولار الأميركي لمصلحة "مختبرات ليندن" او من خلال المعاملات مع مستخدمين اخرين.
غير أن عددا قليلا من المستخدمين استطاع او اهتم بجني المال الحقيقي من "الحياة الثانية".
بحسب احصاءات "مختبرات ليندن"، حقق 233 مستخدما مبالغ تفوق الخمسة الاف دولار اميركي من عمليات بيع شراء عبر اللعبة في شباط/ فبراير 2009.
ويقدّر حجم التعاملات المالية الافتراضية "للحياة الثانية" بربع الناتج القومي للولايات المتحدة الأميركية في العالم الحقيقي.
الانتشار عالميا
في العام 2007، أصبحت البرازيل الدولة الأولى التي تملك وجودا رسميا افتراضيا في "الحياة الثانية"، حيث تدير شركة خاصة ممتلكات واصول البرازيل في اللعبة.
وفي وقت لاحق من العام نفسه، وقعت "مختبرات ليندن" اتفاقا مع شركة كورية جنوبية لإنشاء بوابة معلومات عن كوريا في "الحياة الثانية". وتبع ذلك انضمام عشرات الدول والمنظمات الدولية للعبة.
تتوفر اللعبة أيضا باللغات الألمانية والكورية واليابانية. وباستطاعة المستخدمين من دول مختلفة التحدث مع بعضهم البعض بلغتهم الأم لتقوم "الحياة الثانية" باجراء ترجمة فورية عبر تطبيق برمجي مدمج.
وتشهد "الحياة الثانية" طفرة في استخدامها في مجالات عديدة كالتعليم في المدارس والمعاهد والكليات وفي المنظمات الحكومية حول العالم وفي عمليات التدريب على مناهج البحث العلمي، كما تفعل مثلا العديد من الشركات البتروكمياوية الأميركية ومختبرات تطوير التقنية في وادي "سيليكون فالي" الشهير في الولايات المتحدة.
عربيا، لا تزال شهرة "الحياة الثانية" دون التوقعات، ويقتصر الحضور فيها على مستخدمين أفراد، وجهة اعلامية وحيدة هي موقع "اسلام اونلاين" المصري المقرب من جماعة الإخوان المسلمين التي اشترت أرضا في العالم الافتراضي للسماح للمستخدمين بزيارة "مكة المكرمة" والتعرف الى طقوس الحج" في "الحياة الثانية".
تبقى الإشارة الى أن تقارير صحفية عديدة تتحدث عن اهتمام وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بـ"الحياة الثانية" لتجنيد افراد من مختلف أنحاء العالم، كما للتدريب واستشراف اساليب مبتكرة استخبارية وعقد اجتماعات غير سرية!
أرقام وإحصاءات
ـ في كانون الثاني/ يناير 2008، أمضى مستخدمو "الحياة الثانية" ما مجموعه 28 مليوناً ومئتين وأربعة وسبعين ألف ساعة على الموقع.
ـ بلغ أكبر عدد من المستخدمين الموجودين في اللعبة في ساعة واحدة 88 ألفا.
ـ في العام 2008، مُنح مؤسس اللعبة جائزة "ايمي" العالمية عن فئة التقنيات والهندسة.
ـ تمتلك العديد من الدول سفارات لها في "الحياة الثانية"، كجزر المالديف، السويد، صربيا، استونيا، كولومبيا، مقدونيا، الفليبين، البانيا، مالطا، وجيبوتي، فضلا عن دول العالم الأول. كما وتجدر الإشارة الى وجود اسرائيلي أيضا في "عوالم" اللعبة، غير ان الحكومة الاسرائيلية لا تتبنى حتى الساعة هذا الوجود.

مصراوي :: مفتي الجمهورية يستقبل وفداً من الاتحاد العالمي لعلماء الصوفية

مفتي الجمهورية يستقبل وفداً من الاتحاد العالمي لعلماء الصوفية


وفد الاتحاد العالمي لعلماء الصوفية بصحبة مفتي الجمهورية

احفظ الخبراطبعأضف تعليق ارسل4/14/2011 5:51:00 PM

كتب - هاني ضوَّه :
استقبل فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية في مكتبه بدار الإفتاء وفد الاتحاد العالمي لعلماء الصوفية برئاسة الدكتور حسن الشافعي رئيس الاتحاد، في إطار السعي لتكثيف الجهود من اجل وضع لبنة الأساس للإتحاد بمباركة الرموز الإسلامية الكبرى متمثلة فى فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وسماحة مفتي الجمهورية وعدد كبير من رجال العلم والمعرفة.
ومن جانبه قال الشيخ محمد يحيى الكتاني المتحدث الإعلامي باسم الاتحاد -في تصريحات خاصة لمصراوي- إن فضيلة مفتي الجمهورية قد أعرب عن ترحيبه بتأسيس الاتحاد العالمي لعلماء الصوفية، مؤكداً دعمه المعنوي له.
وأضاف: "إن فضيلة المفتي قد طالب بضرورة الإسراع في إنهاء إجراءات الإشهار القانونية ليأخد الاتحاد العالمي لعلماء الصوفية دوره في نشر فكر الوسطية الأزهري والتعريف بالتصوف القويم القائم على الكتاب والسنة وكذالك علوم الصوفية الراشدين الذين كانت لهم أدوار متميزة فى تاريخنا الإسلامي من أجل نهضة الأمة وتبني قضاياها الكبرى".
وتقدم الاتحاد بخالص الشكر والتقدير للدكتور علي جمعة مفتي الجمهوية على استقابله الطيب ورحابه صدره خلال لقاءه بوفد الاتحاد.
جدير بالذكر أن الإتحاد العالمي لعلماء الصوفية سيعلن قريباً عن أول مؤتمراته الحاشدة بعد اجتماع الجمعية العمومية والذى سينعقد من اجل مناقشة سبل تفعيل دور الإتحاد فى تحقيق الأهداف المنشودة ومنها إصلاح الطرق الصوفية تدريجيا مما قد يشوبها من أمور تخالف الشريعة، والسعي لمحاربة البدع والمنكرات التي تنسب - ظلما وزورا - إلى التصوف الإسلامي الصحيح، وتربية من يسلك الطرق الصوفية تربية دينية سديدة، وكذلك التعاون على إقامة الشعائر المحمدية ونصرتها وتأكيد الانتماء إلى الجناب النبوي العظيم.


اقرأ أيضا:

شيخ الأزهر يوافق على تأسيس ''الاتحاد العالمي لعلماء الصوفية''



محيط :: المفتي والأزهر يطالبان بدفن بن لادن وفقاً للشريعة الإسلامية


المفتي والأزهر يطالبان بدفن بن لادن وفقاً للشريعة الإسلامية


اسامة بن لادن



القاهرة : طالب اليوم الأثنين كل من شيخ الازهر الدكتور احمد الطيب ومفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة بدفن زعيم تنظيم القاعدة الراحل اسامة بن لادن وفقاً للشريعة الإسلامية.

يأتي ذلك علي الرغم من إعلان الولايات المتحدة انه تم دفن بن لادن في البحر بعد الصلاة عليه وفقاً للشريعة الإسلامية ما أثار العديد من الشكوك حول هذا الاعلان .

هذا وقد أدان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ،شيخ الأزهر ، ما تناقلته وسائل الإعلام بخصوص إلقاء جثة أسامة بن لادن في البحر ، وأكد إن هذا يتنافي مع كل القيم الدينية والأعراف الإنسانية.

مشيراً إلي أنه أنه لا يجوز في الشريعة الإسلامية التمثيل بالأموات مهما كانت مللهم وافكارهم وتوجهاتهم فإكرام الميت دفنه.

وعلق الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الازهرمؤكداً علي أن الإسلام ضد التمثيل بجثث الموتي ايا كانوا سواء كانوا مؤمنين او كفار .

وان الانسان بمجرد وفاته تتخلي عن جسده صفة الجريمة ويجب ان يدفن ، والالقاء بالجسد في البحر يعتبر نوع من التمثيل والتشفي المقيت .

وأكد موضحاً رأيه الشخصي في الولايات المتحدة قائلاً : " رأي الشخصي أن تنظيم القاعدة صنعته الولايات المتحدة ، وكعادة القوي الرأسمالية العظمي أنها تصنع الديكتاتوريات والطغاة في بلادنا ثم تأتي لتقتلها ، وشعوبنا هي التي تدفع الثمن ، ولذلك فإن مصداقية الحرية وحقوق الانسان في هذا العالم المتعجرف مشكوك فيها ".

الاثنين، 2 مايو 2011

www.altawhid.org :: حول إشكالية البرنامج الاقتصادي لدى الإسلاميين …بقلم المفكر الاسلامي د.راشد الغنوشي

حول إشكالية البرنامج الاقتصادي لدى الإسلاميين …بقلم المفكر الاسلامي د.راشد الغنوشي


ماذا يمكن أن يفعل الإسلاميون في المجال الاقتصادي لو قامت لهم سلطة أو أسهموا فيها؟ هل لديهم حلول واقعية لمعالجة الوضع الاقتصادي ومشكلاته المتعددة؟ أو بعبارة أخرى: ما هي إضافات المشروع الإسلامي في المجال الاقتصادي وإمكانية تطبيقها؟




المفكر الدكتور راشد الغنوشي
من المهم في هذا الصدد إبداء الملاحظات التالية:
الملاحظة الأولى: تاريخيا اقترنت الإجابة عن هذا السؤال -إشكالية البرنامج- بالمشروع الإسلامي منذ ظهور الصحوة الإسلامية المعاصرة خاصة على مستوى العالمين العربي، والإسلامي.
وازدادت تلك الإشكالية حدة وتعقيدًا منذ دخل الإسلاميون المعترك السياسي، واقتربوا من مناطق السلطة في العديد من الحالات. وحدهم طولبوا ببرامج تفصيلية ولما يتحقق لهم ولا لقوى المعارضة عامة ولو الحد الأدنى من الحريات حتى ولا ضمان حق الحياة، فضلا عن غياب الشفافية، وحجب الحكومات المستبدة القائمة للمعلومات الصحيحة حول حقائق الوضع الاقتصادي مما هو ضروري لكل تقويم علمي لهذه الأوضاع، وتقديم البدائل الكفيلة بإخراج البلاد من أوضاع التأزم والتخلف.
ولكن أنَّى لأي معارضة جادة في ظل هذه العتمة وفي مناخات القمع السائدة أن تحقق إنجازات معتبرة في مجال التجديد والإبداع والتطوير، بينما همُّها منصرف إلى ضمان حق الوجود إزاء ملاحقتها بوصف “المحظورة” وإدارة رحَى القمع والملاحقة عليها، رغم أنه من حيث الأصل طبيعي أن يطالب الإسلاميون ببرنامج أو رؤية واضحة لمعالجة معضلات الواقع الاقتصادي وكيفية مواجهة أخطار الأزمة الاقتصادية الخانقة، خاصة أنهم أصبحوا يشكلون رقمًا سياسيًّا مهمًّا في الحسابات السياسية المحلية والدولية.
إن جوهر الصراع الدائر يتعدى مسألة البرامج والبدائل والسياسات، ويتجاوز بشكل عام البعد الاقتصادي لأزمة البلاد؛ لأنه باختصار يكمن في: غياب الحريات وسيادة دولة الاستبداد، وإقصاء الأطراف السياسية والاجتماعية الجادة، ومنعها من المساهمة في معالجة الأوضاع والتفكير الجماعي في مصلحة البلاد ومستقبلها، الأمر الذي جعل المعارضة عامة أقرب إلى حركة تحرر وطني منها إلى أحزاب سياسية تناضل من أجل تطبيق برامج جزئية تفصيلية، كما يحدث عادة في دولة ديمقراطية حديثة توافقت فيها النخب على معادلة معقولة للحكم على أساس ضمان حقوق للمواطنة، توفر للجميع التداول السلمي للسلطة بين مختلف الفرقاء.
وفي غياب مثل هذا الإطار التوافقي بسبب سيادة الاستبداد، يغدو النضال ضد الاستبداد من قبل كل أنصار الحريات الديمقراطية هو جوهر البرنامج الوطني على غرار ما كان يحدث زمن الحرب ضد الاحتلال، حيث كان النضال يتمحور حول مهمة واضحة هي طرد الاحتلال دون الزج بقوى المقاومة في أتون الصراعات الأيديولوجية المفرّقة.
ولذا لم يكن عجبًا أن تتألف هيئة وطنية في تونس من قبل أحزاب وجمعيات وشخصيات تنتمي إلى اتجاهات ليبرالية ويسارية وإسلامية مختلفة على أساس برنامج وطني يتلخص في الحرية: حرية التعبير، وحرية التنظيم، وحرية المساجين مصممة عن وعي على تأجيل صراعات أيدولوجية طالما أنهكتها طيلة نصف قرن من دولة الاستقلال، دولة الاستبداد.
وهو ما يجعل الجدل المستمر في مسألة البرامج والبدائل ليس في المحصلة سوى مزايدة سياسية وتَعلَّة مقنّعة لإقصاء طرف سياسي وخصم عقائدي من الساحة، والحيلولة دون انسيابه في المجتمع ما ظلت أبواب الحريات العامة موصدة والقمع متواصلا وتداول السلطة ممنوعا حتى التلفظ به.
إن الحديث عن برنامج إسلامي اقتصادي ليس حديثًا عن مشروع غيبي أو سحري مثلما يروج لذلك خصوم الحل الإسلامي، مع ما للبعد الغيبي من أهمية من وجهة النظر الإسلامية في إنجاز التنمية وإحداث النهضة الاقتصادية المطلوبة، وهو أيضا ليس حديثًا عن مشروع أخلاقي، مع ما للأخلاق من دور في النهوض بالمجتمعات.
ولكن البرنامج الإسلامي المقصود، هو برنامج يتعدى الدائرة الاقتصادية البحتة ليشمل كل الدوائر التي تحيط بها وتتكامل معها، وخاصة الدائرة الثقافية والاجتماعية والسياسية التي يتشكل في إطارها البرنامج الاقتصادي، ويعمل متكاملا معها ليفرز معالجات لصيقة بهوية المجتمع وخصائصه التاريخية والحضارية، ويوفر لمواطنيه ضرورات وحاجات اجتماعهم وتمدنهم وعزتهم.
الملاحظة الثانية: حول الاقتصاد والسياسة: من المسلم به أنه لا يمكن الفصل بين الاقتصاد والسياسة وعلى الأخص في هذه الأيام. ومن المسلم به أيضا أن القضايا الاقتصادية والسياسية لا توجد في فراغ ولكنها تنشأ في مجتمع إنساني منظم ينتسب إلى مثالية معينة، فكلا النظامين الاقتصادي والسياسي في أي مجتمع يشتق مبادئه من هذه المثالية، ولا يمكن أن ينجح قط أي نظام يصادم ما يؤمن به الشعب من مثالية، سواء كانت ليبرالية حرة أو ماركسية اشتراكية أو إسلامية أو غير ذلك.
ومن تحصيل الحاصل تقرير أن معظم حكومات العالم الإسلامي لا تعرف المثالية الإسلامية، ولا تريد أن تتعرف إليها، ولا تؤمن بها، وتحاول جاهدة أن تطمس معالمها وتمحوها من صدور الناس، وفي الأقل لا تلقي لها بالا، ولا تخصها بغير الهامش مكانًا، وهو ما يفسر الهوة المتزايدة اتساعا بين نخبة الدولة والاقتصاد من ناحية، وبين جمهرة الشعب من ناحية أخرى ويعمق انعدام الثقة.
الملاحظة الثالثة: إنه في ظل استمرار التجزئة التي فرضتها موازين القوة الغاشمة على أمتنا وما ولّدته من أوضاع استتباع وفساد واستبداد لا يبدو لمشاريع التنمية المستقلة التي تريدها أمتنا آفاقا مزدهرة واعدة، وذلك بصرف النظر عن نوع المنهج الاقتصادي المتبع، وهو ما دفع إلى تقلبات ذات اليمين وذات الشمال بحثا عن مخرج وسط السراب ولكن دون جدوى.
فشواهد التجربة لا تؤكد سوى تفاقم الفقر والمديونية واتساع الفوارق وتعمق التبعية للخارج مقابل تضاؤل الاعتماد المتبادل بين اقتصاديات دول الأمة، بما يؤكد حقيقة أنه في ظل استمرار التجزئة لا آمال كبيرة جادة يحملها لشعوبنا أي برنامج وإذا كان بينها من فوارق فهي فوارق جزئية.
الملاحظة الرابعة: إن الإسلام الذي قاد اجتماع أمتنا وعصور ازدهارها الحضاري المديدة، وظل مرجعيتها العليا التي استوحت منها كل مناهج حياتها الثقافية والتشريعية والاقتصادية، وتأسست في ظلها مجتمعات راجت فيها أسواق الدنيا جنبًا لجنب مع أسواق الآخرة تجسيما للمثل الإسلامي الجامع بين المادي والروحي، وحتى في عصور الانحطاط، ظلت هذه المجتمعات منتجة لحاجياتها وزيادة حتى كانت تصدِّر الأقوات للدول الأوروبية وتسدي لها القروض (مصر أقرضت إنجلترا والجزائر أقرضت فرنسا، وكلاهما قبل الاحتلال)..
إن الإسلام هذا ما عجز طيلة القرون التي حكم فيها عن إنتاج القمح الوفير وما احتاجته مجتمعاته من آلات إنتاج وحرب ومن معارف وتقنيات، وذلك قبل أن ينحَّى بقوة السيف عن عرشه ويدفع إلى الهامش وتستبدل به أيديولوجيات أخرى كما فعل الحلفاء إذ فرضوا على تركيا إثر الحرب العالمية الأولى التخلي عن الخلافة وعن الشريعة في اتفاقية لوزان.
إن هذا الإسلام لا يزال أهم مقوم في هوية الأمة ومحرك لطاقاتها لو أنها وظفت في مشاريع التنمية كما حصل في تجربة ماليزيا وتركيا وإندونيسيا…
إن الإسلام الذي قاد اجتماع أمتنا وشكل وعيها وضميرها ولا يزال، من الطبيعي أن يكون رجاله الأقدر على تعبئة شعوبنا لأي مشروع تنموي وتجسير الهوة الشاسعة التي شقتها المناهج التغريبية بين نخبة الحكم والثقافة من جهة، وبين جمهرة الناس من جهة أخرى التي غدت النخب وكأنها تناديها من مكان بعيد وبلغات واصطلاحات لا تكاد تفقه منها شيئا.
الملاحظة الخامسة: إن الحركة الإسلامية لا تزال عمومًا في المعارضة والعلمانية في الحكم، فليست مسؤولة عن أوضاع التأزم السائدة لدرجة العجز عن إنتاج الأقوات الضرورية والأسلحة الدفاعية، وهو ما يمثل تهديدًا حقيقيًّا للأمن القومي، إنها مسؤولية الجماعات العلمانية التي حولت دولنا أجهزة مرعبة للقمع والنهب وإهدار ما تبقى من الاستقلال الوطني.
ومع أن الحركة الإسلامية ليست فحسب في المعارضة بل تدور عليها غالبًا رحى الحرب الدولية والمحلية، ومع ذلك ففي الأحوال التي التقطت فيها بعض الأنفاس قدمت رصيدًا معتبرًا من الممارسات التنموية الناجحة وبالخصوص ضمن مؤسسات المجتمع المدني.
فقد طورت فكرة الاقتصاد الإسلامي حتى تبلورت في علم تقوم على تدريسه كليات في كثير من الجامعات، وبعضها في الغرب مثل جامعة لافبرا في إنجلترا، وتنعقد له المؤتمرات العلمية وتقوم على خدمته موسوعات ومجلات ومئات من المؤلفات.
كما يجسّده في الواقع الاقتصادي المحلي والدولي ما لا يقل عن مائتي بنك إسلامي تدير مئات المليارات من الدولارات، وتمثل قطب جذب وإغراء كبير للرأسمال ليس الإسلامي فحسب، بل غير الإسلامي أيضا لما يوفره النظام المالي الإسلامي المتطهر من سوأة الربا من ضمانات، مقارنة بالاقتصاد التقليدي أي الربوي.
وهو ما دفع بلدًا يتوفر على ثالث اقتصاد عالمي هو إنجلترا إلى افتتاح بنك إسلامي بريطاني، كما دفع كبريات البنوك الدولية مثل سيتي بنك وباركليز بنك وغيرها إلى فتح فروع لها تعمل وفق الشريعة الإسلامية، بما أمكن معه تأسيس وإدارة محافظ مالية واستثمارية صغيرة ومتوسطة وضخمة وشركات تأمين ومضاربات وفق الشريعة الإسلامية، حتى غدت المصرفية الإسلامية علما قائما بذاته وأوعيتها المالية ملاذا للرأسمال المذعور بحثا عن مأمن من موجات الإفلاس التي اجتاحت مؤسسات الاقتصاد الرأسمالي، بما جعل الحديث عن اقتصادا لا يتأسس على الإقراض الربوي حديثا جادا وليس مدعاة للتندر كما حسب البعض.
ومن جهة أخرى أمكن للإسلاميين الذين قادوا كبريات النقابات المصرية مثل نقابات: الأطباء والمحامين والصيادلة والجامعيين… إلخ، أن يثبتوا جدارة متميزة في الارتقاء بمستوى الخدمات في تلك النقابات وهو ما أكسبهم ثقة قواعدها، ولولا أن الإخوان حدّوا من مستوى مشاركتهم: الثلث لوقعت كل النقابات بأيديهم، ولا يختلف ذلك عن مستوى إدارتهم للمدارس الخاصة، وهو ما يفسر شدة التنافس والطلب عليها.
أما إدارتهم للبلديات ونهوضهم بها فالمثال التركي ناصع تشهد عليه بلدية إسطنبول التي رفعهم أداؤهم الراقي فيها وفي المدن التركية الكبرى التي كانت بلدياتها تعاني حالة البؤس والإفلاس زمن القيادات العلمانية اليسارية واليمينية، رفعهم إلى سدة الحكم بانفراد، ليحققوا في المستوى الاقتصادي نهوضًا غير مسبوق أمكنهم به أن يعيدوا للعملة التركية اعتبارها حتى حذفت منها ستة أصفار لم تكن تعني شيئًا مذكورًا.
وخفضوا ديون تركيا بنسبة الثلث خلال ثلاث سنوات، ونزلوا بالتضخم والبطالة إلى معدلات الدول المتقدمة، ونجا اقتصادهم مما أصيبت به الاقتصاديات الرأسمالية من انهيارات. وليس وراء هذه النجاحات من سبب واضح غير الإسلام، باعتباره العنصر الفارق.
فالإسلاميون مثل زملائهم العلمانيين درسوا في نفس الجامعات، متمكنون مثلهم من نفس العلوم والتقنيات والمعارف الحديثة، والإدارة زاخرة بالكفاءات الإسلامية العالية علما وخبرة، غير أنهم يتفوقون عليهم في أمور:
الأول: خطابهم هو الأقرب لأوسع قطاعات الجماهير؛ لأنهم يخاطبونهم بمفاهيم وقيم ومواريث متغلغلة في أعماقهم، بينما العلماني كأنه يخاطبهم من مكان بعيد فلا يحرك فيهم شيئًا كبيرًا، أما الإسلامي فتبدو قدرته كبيرة على تعبئتهم وتحريكهم في اتجاه ما يريد من أهداف.
والعامل الثاني: أن سلوك الإسلامي يوحي بالثقة أكثر من غيره لأنه يجسم النموذج المستقر في أعماق الجماهير لما ينبغي أن يكون عليه الإنسان المسلم، بارًّا بوالديه وأقاربه وجيرانه، صادقا في معاملاته، مُؤْثِرًا على نفسه، تقيًّا ورعًا، يؤمهم في المساجد ويشهد جنائزهم وأفراحهم، ويجدونه إلى جوارهم كلما حزبهم أمر وحلّت بهم النكبات وما أكثرها، وكل ذلك راجع إلى الإسلام.
والأمر الثالث متأتّ من أن للإسلام عاملا تربويا قيميا يتمثل فيما يمتلكه من قدرات على ضبط الاندفاع نحو الاستهلاك، بما يدع نصيبًا للادخار الضروري لكل نمو. وغالبًا ما لا يقف النهم للاستهلاك عند حد الدخل المتوفر للأفراد بمن فيهم القائمون على مؤسسات الدولة، بل تمتد أيديهم إلى المال العام لنهبه إشباعا لمنافعهم الشخصية وأسرهم وأحزابهم، بينما الإسلام يربي أهله على التقلّل، ويلزمهم بالحلال شرطًا لقبول عباداتهم، فيكبح جماح الاستهلاك، وينذرهم بأشد العقاب إذا هم ولغوا في الحرام، مما يشكّل عاملا تنمويًّا مهمًّا جدًّا لا يمتلكه غير الإسلاميين، خصوصا إذا تعزّز بوسائل الرقابة في المجتمعات الديمقراطية، التي لم تجد وحدها نفعًا في كبح الفساد آفة النظم المعاصرة.
أما في ظل الأنظمة الدكتاتورية فيجتمع غياب الرقابة القانونية، مع غياب الرقابة الدينية، فتكون كارثة الانهيار محتمة ولو بعد حين.
إن دور التربية الأخلاقية إلى جانب دور القضاء والإعلام في كبح معامل الفساد مهم جدا حتى إن الوزير الأول في حكومة الثورة الأولى في تونس لم يتردد -رغم تورطه ولو بالصمت والتوقيع على عقود النهب- في الإعلان عن أنه لولا الفساد لتجاوزت نسبة النمو 5% ولبلغت 8% أو أكثر، وهو فارق هائل كان يمكن أن يستوعب البطالة المتفاقمة التي كانت عاملا أساسيا في انهيار نظام المخلوع وقيام الثورة.
إن نجاح الشيخ نجم الدين أربكان رحمه الله وتلاميذه غير المسبوق في تركيا في القضاء على آفة الفساد التي اجتاحت طبقة سياسية في جملة أحزابها الفساد المستفحل -سواء كان ذلك خلال نهوضهم بتنمية بلديات مفلسة أو كان من خلال توليهم سلطة البلاد، حيث رفعوا خلال سنوات معدودات من مستويات الدخول الفردية، وحدّوا من مستويات التضخم المتصاعدة ومن البطالة ووضعوا تركيا اقتصاديا وسياسيا وحقوقيا على طريق التمدن الحديث- يمثل شهادة نيرة للإسلام وما حققه من تجديد وتشبيب للنخبة السياسية الهرمة.
وهو ما يمكن أن ينجزه (الإسلاميون) في كل مكان اليوم، بما يفرض اعتبار البرنامج الاقتصادي ليس مجرد مخططات أيا كانت دقتها وجماليتها بقدر ما هو قبل كل شيء مشروع ثقافي تربوي إنساني.
الملاحظة السادسة: تحاول حكومات في بلاد العرب شبعت فسادا ودكتاتورية تحت ضغط خارجي صارم إقامة نظام اقتصادي رأسمالي حر. ومعنى هذا في لغة الغربيين إيجاد نظام سياسي ديمقراطي يتسم بحرية الفرد في إبداء رأيه وفي اختيار ممثليه وفي مزاولة مهنته وفي معاملاته المادية مع غيره، وفي إصدار قراراته الخاصة بإنتاجه واستهلاكه.
لذلك كان أول ما يجب على هذه الحكومات إن أرادت أي إصلاح أن تكون منطقية مع نفسها وأن تزاوج بين الحرية الاقتصادية والحرية السياسية، إذ بدون ذلك لن تتمكن من تحقيق ما تعد به الشعب من رخاء اقتصادي وإن قل، فالحرية لا تتجزأ. ولأن الفساد متغلغل في أحشائها وجزء لا يتجزأ من بنيتها فتخليصها منه هو من قبيل القضاء عليها، بما يجعل الأمل في إصلاحها ميؤوسا منه.
هذا منطق البديهة، وهو ما قال به أصحاب المذهب الليبرالي في القرن التاسع عشر، وهو عين ما يقوله معتنقو هذا المذهب في هذا القرن، وهو ما قال به الإسلام في القرن السابع، على أن يتأسس ذلك ويجري في سياق فلسفة خلقية تعطي الأولوية للإنسان فردًا وجماعة بما يعنيه ذلك من رعاية التوازن بين حاجاته المادية والروحية والخلقية، واعتباره جزءًا من أسرة وجماعة ومجموع إنساني وفي علاقة ضرورية ومصيرية بالبيئة، فما ينبغي التمركز حول بعد واحد منها في مشروع تنموي جاد مثل الربح المادي مقابل إهمال بقية الأبعاد، كما فعلت وتفعل النماذج الرأسمالية أو الاشتراكية.
فهل تستجيب الحكومات التي تريد الإصلاح؟ ولأن السياسة الاقتصادية هي في أرفع مفاهيمها، تحتاج مع التخطيط ومع التشريعات ومع الاستثمارات ومع التعليم والتكوين المهني.. وربما قبل ذلك كله إلى جو سياسي مشجع، ومناخ نفسي مساعد، وظروف اجتماعية هادئة، وقوانين عادلة، فإن الحكومات التي أفرزتها ثورات عارمة

شارك

Share |