الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

رئيس تحرير لوموند ديبلوماتيك: تحالف خليجى غربى لإفشال الربيع العربى - بوابة الأهرام

رئيس تحرير لوموند ديبلوماتيك: تحالف خليجى غربى لإفشال الربيع العربى - بوابة الأهرام
رئيس تحرير لوموند ديبلوماتيك: تحالف خليجى غربى لإفشال الربيع العربى
محمد سعد
4-9-2011 | 09:17
ثورة 25 يناير

قال المعارض السوري سمير العيطة رئيس تحرير النشرة العربية لصحيفة "لوموند ديبلوماتيك" الفرنسية إن الثورة في مصر لم تنته بل هي في أول الطريق واحتمالات الخطر والفشل التي تحدق بها أكثر بكثير من احتمالات النجاح.
وأوضح العطية في الندوة التي عقدت مساء أمس بدار ميريت للنشر أن مخاطر الثورة المضادة التي تقودها دول خليجية بالتعاون مع الغرب كبيرة، وأشار إلي وجود "مال سياسي" يأتي إلي أحزاب وحركات سياسية مصرية من الخارج لتحقيق أهداف معينة تحجم الثورة المصرية.
وقال إن الثورة في سوريا هي مفترق طرق الربيع العربي، وإذا نجحت سوريا سينجح الربيع العربي أو يتحول إلي شتاء طويل.
وأضاف أن النظام السوري بحكم الساقط لأنه لا يقدر أن يحكم إلا بحكم السلاح، وهو أمر لن يمتد إلي الأبد، وقال إن بشار الأسد كان هو الأمل بالنسبة للشعب السوري قبل اندلاع الأحداث الأخيرة، ولكن ما تورط فبه من إصدار أوامر للجيش بالقتل يجعل من وجوده علي رأس السلطة الآن أمراً مستحيلاً، حتي ولو كان علي سبيل إدارة عملية انتقالية.
ونفي العيطة الذي يري أن الربيع العربي هو تسونامي جاء ليضرب سلطة ما فوق الدولة بشدة أن يكون الجيش السوري عقائدياً، أو أن يكون مسيطراً عليه من قبل أقلية علوية، وحذر من أن انقسام الجيش السوري سيضع سوريا في موضع خطر أكبر مما هي فيه الآن.
وأكد في نفس الوقت أن سوريا لن تتجه إلي دولة دينية بل هي مضطرة للذهاب إلي أبعد من مطالب الدولة المدنية بمصر إلي النموذج التركي للدولة في ظل وجود طوائف متعددة بسوريا.
وشدد العيطة علي أن السوريين يرفضون أي تدخل عسكري خارجي، فالإحساس الوطني لدي السوريين عال للغاية، وهم ليسوا علي استعداد للقبول بتدخل خارجي برغم وجود قسم من المعارضة يدفع بهذا الاتجاه.
وكشف عن أن قيام الثورة المصرية أنقذ تونس من محاولة القذافي تخريبها بدفع أموال بعد هروب بن علي حيث شغلته الثورة المصرية.
ومن جانب آخر، شدد العيطة علي أنه لا يجوز أن نسمح بأن ينتهي الربيع العربي نتيجة التحالف بين الممالك الخليجية وإنجلترا وفرنسا، للهيمنة علي الجمهوريات العربية، فمخاطر انهيار الربيع العربي بثورة مضادة من الخليج وإنجلترا وفرنسا ليست قليلة، وأعطي مثالاً لذلك بتأخر الحسم في الوضع باليمن علي الرغم من انتهاء علي عبد الله صالح عملياً.
وقال إن من تؤخر ساعة الحسم هي السعودية ذاتها التي تخشي من نتائج نجاح الثورة هناك، وقال إننا نري اليوم مشروع عروبة جديدا يأتي من الخليج ليحل محل عروبة عبد الناصر يكون عماده مجلس التعاون الخليجي.
وقال إن إقامة دولة قمعية تعطي سلطات مطلقة للحاكم يعلو بها علي الدولة تتطلب وجود أموال لشراء الولاءات، وبهذا المعني فقد تم تعميم النظام السعودي النفطي في معظم الدول العربية حتي غير النفطية منها.
وانتقد العيطة، الذي اعتبر الثورة المصرية حدثاً تاريخياً علي مستوي الإنسانية، عدم وجود إعلان للحقوق في الثورة المصرية، الأمر الذي يهدد بضياع القيم التي قامت من أجلها الثورة، فالثوار يعبرون عن مطالبهم وقيمهم بصور معلقة علي الجدران، ولكن لا يوجد نص للاتفاق عليه بين القوي السياسية يكون أساساً لمرحلة ما بعد الثورة.
وقال إذا كانت الناس تلتف علي النصوص المكتوبة فما بالك بعدم وجود نص أصلاً ، وأضاف أن التحرك في مصر لا يبدو تحركاً كالذي يحدث في الثورات.
وقال إن النقاشات حول الدستور في مصر أقل بكثير من نظيرتها في تونس التي قامت الهيئة العليا للثورة فيها تنظيم الإنتخابات التي سوف تحدد اللجنة التي تكتب الدستور بعيداً عن أي أغلبية أو أقلية سياسية.
وأشار العيطة في هذا السياق إلي أنه وعلي الرغم من أن شرارة الثورة انطلقت من تونس فإن وقع الثورة في مصر كان أهم من تونس، فالعالم قد يحتمل الثورة في تونس لفترة طويلة ولكنه لا يحتمل عدم استقرار سياسي في مصر لفترة طويلة لأسباب متعددة تتعلق بوضع مصر الإقليمي.
وأكد أن الديمقراطية ليست هدفاً في حد ذاتها، فالديمقراطية قد تحدث فوضي وعدم استقرار سياسي، ولكن الهدف الحقيقي هو البحث في كيفية إقامة نظام ديمقراطي يضمن تداول السلطة ويؤسس لدولة القانون ويضمن الحقوق.


ليست هناك تعليقات:

شارك

Share |