الخميس، 3 فبراير 2011

:: وكالة تونس افريقيا للانباء::أخبار, سياسة , اقتصاد, رياضة من تونس:: - كتب كانت بالامس ممنوعة وصارت اليوم معروضة


كتب كانت بالامس ممنوعة وصارت اليوم معروضة
تونس 1 فيفري 2011 /وات/ تغير المشهد العام بتونس منذ 14 جانفي المنقضي تاريخ الاطاحة بالنظام السابق واندلاع ثورة شعب اصر على ان يشمل الاصلاح مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية

وفي ما يخص المجال الثقافي فقد عانى العديد من الكتاب والمبدعين من ال"صنصرة" ومنع ترويج انتاجهم في الاسواق ومع انبلاج فجر الحرية والكرامة اثر سقوط الطاغية سارع أهل الفكر والقلم الى المطالبة بضمان حرية التعبير والنشر فضلا عن توريد الكتب بما يعزز حرية الاعلام والرأي

وهذا ما تحقق منذ يوم 22 جانفي الماضي حيث تقرر عدم اخضاع توريد الكتب والمنشورات والافلام لاي ترخيص مسبق لدخول البلاد التونسية

وانعكس هذا الاجراء على واجهات مكتبات العاصمة حيث أصبح بامكان القارىء أن يعثر على ضالته من الكتب التي كانت الى وقت قريب ممنوعة أو مفقودة

ويتبين في اعقاب جولة قصيرة لمندوب/ وات/ عبر شوارع العاصمة ان المكتبات بدأت تنهض من سباتها وتقوم بعرض كتب ذات مضامين متنوعة وجريئة في مختلف الاغراض الادبية والعلمية والفكرية والسياسية والاقتصادية

ففي واجهة احدى المكتبات الرئيسية في تونس العاصمة وهي مكتبة "الكتاب" بشارع الحبيب بورقيبة تبرز للعيان ولاول مرة كتب كانت تعتبر من المحظورات التي تعرض ماسكها للمساءلة وربما لاشد العقاب منها كتاب "حاكمة قرطاج" الذي يفضح ممارسات زوجة المخلوع وكتاب "صديقنا بن علي"وفيه العديد من أسرار وفضائح الديكتاتور الهارب وهما كتابان كانا قد صدرا بباريس في السنوات القليلة الماضية

وقد استرعت هذه العناوين انتباه احد الشبان الذي انبرى قائلا" تونس تتغير والمكتبات تتجدد وهذا رائع" قبل ان يضيف اخر "لسنا في حاجة بعد الآن للبحث عن النسخ الرقمية على شبكة الانترنات لكتب كانت محظورة"

ويرى قارىء اخر ان تصفح النسخة الورقية يتيح متعة فكرية فريدة وهي تبقى افضل من النصوص الالكترونية"ومن ناحية اخرى دعت احدى الطالبات الى فتح السوق امام جميع المصنفات الادبية وعدم الاقتصار على الكتب والمنشورات ذات المنحى السياسي فضلا عن مراجعة اسعارها لتكون في متناول القراء من مختلف الشرائح الاجتماعية وتامل احدى المولعات بمطالعة الكتب ان يجد القارىء صدى لهذا الانفتاح على مختلف المنشورات والدراسات والبحوث والكتب الادبية والفكرية والسياسية القادمة من مختلف بلدان العالم في الدورة المقبلة لمعرض تونس الدولي للكتاب

وفي رصد لشهادات بعض اصحاب المكتبات الذين عانوا الامرين من ويلات الرقابة المفروضة على مختلف المصنفات الادبية والفكرية كان اللقاء مع السيد كمال حمايدي المسؤول عن المبيعات في مكتبة "الكتاب" الذي صرح بان اصحاب المكتبات اليوم تمكنوا من استرجاع حقهم وحق الجمهور التونسي مذكرا بالضغط المعنوي والمالي الذي تعرضت له المنظومة المكتبية خلال العشرين سنة الماضية

واوضح في هذا الصدد ان اغلبية الكتب التي كانت تتعرض للمنع تطرح قضايا سياسية ودينية والان توفرت كل الكتب دون تمييز على غرار "قوة الطاعة" و"صديقنا بن على" و"ايديولوجيا الاسلام السياسي والشيوعي" و"المفكرون الجدد في الاسلام" وغيرها بما سيتيح تنشيط حركة المبيعات ودعم دور قطاع المكتبات الخاصة في الساحة الثقافية

وفي مكتبة "العيون الصافية" التي تستقبل يوميا عددا لابأس به من الحرفاء الذين يرغبون في اقتناء كتب اكاديمية وادبية تحدثت نرجس التوكابري عن الانعكاسات السلبية للرقابة المفروضة على نوعية الكتب مما ادى الى اغلاق عدة مكتبات في السنوات الاخيرة

وقالت ان الرقابة على الكتب هي عملية تضييق ثقافية مناهضة لحق التعليم والمطالعة مضيفة ان مكتبة "العيون الصافية" كانت في ظل الرقابة عاجزة عن توفير حتى الكتب العلمية الضرورية للطلبة والباحثين للقيام بدراساتهم وابحاثهم

ومن جهته ابدى السيد محمد الدبوسي وكيل مكتبة "المعرفة" اهتماما كبيرا بمسألة انخفاض أسعار الكتب وقال ان الغاء رخصة توريد الكتب يشكل قرارا هاما لكن ينبغي اتخاذ عدة اجراءات أخرى في هذا الاتجاه ملاحظا ان الدولة عليها ان توظف الدعم الموجه للكتاب توظيفا اكثر ايجابية

واشار الى ان الناشرين التونسيين يمثلون عنصرا اساسيا في الساحة الثقافية ولهذا ينبغي ان يسجلوا حضورهم بقوة في معارض الكتاب الوطنية والدولية لمزيد التعريف بالكتب والموءلفين التونسيين

وحول الاجراءات الديوانية قال ان السبيل الامثل هو تعويض الاجراءات التقليدية مثل "ملف الاستيراد" بوصل اقتناء مباشر عن طريق الانترنات

ليست هناك تعليقات:

شارك

Share |