الأربعاء، 16 فبراير 2011

Dar Al Hayat - شعار بديل: «الإعلام» هو الحل

Dar Al Hayat - شعار بديل: «الإعلام» هو الحل
شعار بديل: «الإعلام» هو الحل
الاربعاء, 16 فبراير 2011
زياد الدريس
1

ظل «الإخوان المسلمون» في مصر لسنوات طويلة يسعون إلى التغيير وشعارهم هو: «الإسلام هو الحل».

لم ينتصر التغيير، ليس لأن الشعار خاطئ أو غير وجداني أو نشاز، بل المشكلة الوحيدة في هذا الشعار أنه «شعار»!

ومشكلة هذا النوع من الشعارات ذات الأنساق المغلقة أنه يمكن المزايدة عليها، بل والمزايدة بها أيضاً.

هذا عدا عن أن الصورة النمطية العالمية الآن لاستخدام «الإسلام» هي، مع الأسف، للترهيب أكثر مما هي للترغيب.

هذه حقيقة مؤلمة، لنا كمسلمين، لكننا لا نستطيع التهرب منها، بغض النظر عن المتسبب في خلق هذه الصورة النمطية المشوهة، وتحديد نسبة مسؤولية المسلمين ونسبة مسؤولية أعداء الإسلام في تكوين هذه الصورة.

جانب آخر من سوء استخدام هذا الشعار هو إقصاء الآخر... وليس الآخر هنا هو غير المسلم فحسب، بل الآخر يتمدد هنا ليشمل كل من هو غير إسلامي. أي أن هذا الشعار النبيل قد يتحول في يد الاقصائيين إلى شعار لتهميش غير المسلمين وغير الإسلاميين... على السواء.

أؤكد هنا، أني لا أتحدث عن محتويات الشعار بل عن حاوياته!

الإسلام هو العدالة والأمانة والكرامة، وهذه المفاصل للحكم الرشيد لا تُخدم بشعار فضفاض، بل بشعارات تفصيلية وتطبيقية تحقق الهدف الأساسي الذي ينادي به الإسلام وهو (الحكم الرشيد). ومن هنا أتت أهمية ما كتبه عصام العريان، وهو أحد رموز «الإخوان المسلمين»، عن ثورة 25 يناير: «لم نأت بأجندة خاصة بنا، فأجندتنا هي أجندة الشعب المصري التي تم التأكيد عليها منذ بداية الانتفاضة. نحن نهدف إلى تحقيق الإصلاح والحقوق للجميع. ليس فقط للإخوان المسلمين، ولا للمسلمين وحدهم، بل للمصريين جميعاً». وهو تفكيك إيجابي وتعايشي من الشعار الفضفاض إلى أجندة إصلاحية.

2

إذاً... (الإعلام هو الحل). نقول هذا ونحن لا ننسى أن الإعلام هو الحل وهو المشكلة في آن. لكن لا خيار لنا لتقليص مشكلات الإعلام سوى استحلاب الحلول منه، و... داوني بالتي كانت هي الداء!

3

لنستحضر مقارنة بسيطة، مع الفارق، بين الثورة الإيرانية 1979 والثورة المصرية 2011.

الثورة الإيرانية استغرقت 14 شهراً وقرابة 60 ألف قتيل. الثورة المصرية استغرقت 18 يوماً وقرابة 300 قتيل، فقط.

ما السبب في هذه الفروقات العددية المتباينة؟

هل الشعب الإيراني أقل بأساً من الشعب المصري، أم أن الجيش الإيراني أشد بأساً من الجيش المصري، أم أن شاه إيران أشد تمسكاً بالكرسي من «شاه مصر»؟!

من المجازفة القول أن لا يمكن التعويل على شيء من هذه الأسباب الآنفة في تفسير الفروقات الرقمية. رغم الاحترام والعرفان الذي استحقه الجيش المصري «النبيل» في تعامله الأخلاقي المنضبط مع الشعب.

السبب الذي يمكن التعويل عليه هو الفارق بين عامي 1979 و 2011 في وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي تحديداً. فـ «الفايسبوك» و «تويتر» و «اليوتيوب» زادت من سرعة انتشار عناصر الثورة وقلّصت في الوقت نفسه من سرعة انتشار عناصر القمع، الذي أصبح من غير الممكن إخفاؤه عن أنظار العالم.

لسنوات طويلة مضت، ونحن نردد الحديث عن «ثورة الاتصالات» التي تغشى العالم، أما اليوم فسيصبح الحديث عن ثورة ثورة الاتصالات!

هذه هي الجولة الأولى من الحسم في معركة الإعلام القديم والإعلام الجديد... الإعلام الرسمي والإعلام الشعبي... الإعلام الموجَّه والإعلام الموجِّه.

أين ومتى وكيف ستنتهي المعركة؟.. لا أحد يستطيع التنبؤ! لكن على الجميع التنبؤ بأنها لن تكون معركة سهلة كما قد يظن البعض.

* كاتب سعودي

ليست هناك تعليقات:

شارك

Share |