الشرق - جريدة القراء– الحمقى يمثلون الإسلام!!
الحمقى يمثلون الإسلام!!
طل علينا منذ أيام رجل يدعى هشام العشري عرف نفسه بأنه مؤسس جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مصر وأنه جاء لتطبيق الشريعة الإسلامية وتخليص المجتمع، في تصريحات أقل ما توصف بأنها غريبة وشاذة على المجتمع المصري.
وقد تسابقت وتسارعت وسائل الإعلام المختلفة من صحف ومجلات وقنوات فضائية لإجراء الأحاديث الصحفية معه، وأفردت له مساحات لتوضيح وعرض آليات عمل هذه الهيئة المزعومة.
ولا أعرف لماذا تتهافت المنابر الإعلامية على لقاء شخص أقل مايقال عنه أنه جاهل وفي حاجة إلى علاج نفسي ، ولكن اللوم ليس عليه فقط ولكن على هؤلاء الذين يبحثون دائما على الإثارة والتسويق، ويجعلون أمثال هذا الشيخ المزيف أبطالا ونجوما.
هذا الشيخ - الذي يقول إنه جاء من الولايات المتحدة وكان يعمل ترزي رجالي - أشار في حديثه لأحد الصحف أنه قدم طلبا لوزارة الداخلية ليكون الذراع اليمنى لها في تطبيق الشريعة، وأن الهيئة ستدعو الإخوة الأقباط إلى اعتناق الإسلام عن طريق توزيع منشورات وبيانات على أبواب الكنائس في كل مصر في الفترة المقبلة ، وأن الهيئة ستجبر نساء الأقباط على الحجاب، وستُحرم "المساج" والخمور، وأن تطبيق الشريعة الإسلامية سيكون من خلال وزارة الداخلية والأزهر الشريف، بعد أن يكون مِلكاً لهم.
ليست هذه أول مرة - ولن تكون الأخيرة - التي تهتم بها وسائل الإعلام المصرية بهؤلاء الحمقى الذين أصبحوا يتحدثون عن الإسلام ويتكلمون عنه بل ويزعمون أنهم يمثلونه ، فأتذكر أمثلة لأشخاص غريبي الأطوار يطلون علينا كل فترة على القنوات الفضائية والصحف منهم من دعا إلى هدم الأهرامات وأبوالهول والمعابد الفرعونية لأنها ليست سوى أصنام ويجب تحطيمها، ومنهم من طالب بتزويج الفتيات في سن التاسعة...الخ ، وللأسف الشديد تتهافت وسائل الإعلام على هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم دعاة وشيوخا وأحيانا تهلل لهم وتمجدهم.
كنت أتصور أنه في إعلام ما بعد الثورة قد تغير الفكر وتحرر العقل من هذه الخزعبلات ومن هذه الخرافات ومن هذا العبث ، إلى المدى الذي يبدأ فيه بالاهتمام بالقضايا الحقيقية للأمة و محاولة البحث عن حلول جذرية لمشاكلنا وقضايانا، ولكن للأسف هناك بعض المنابر الإعلامية التي لا تريد لهذه الأمة التقدم والازدهار، و كل مرادهم هو الرجوع بهذا الوطن مرة أخرى إلى عصر التخلف والظلمات .
إن أمثال هذا الشيخ منتشرون جدا في مصر ويزداد عددهم كل يوم ، ولكن ما يحولهم إلى رموز و قادة عظام هي تلك الأبواق الإعلامية التي تنتقيهم من دون خلق الله و تسلط عليهم الأضواء وتعطيهم أهمية غير مبررة وتركز على ما يقولونه وكأنه دستور أو قانون.
فكفى تلويثا لإسماعنا وأبصارنا ، وكفى تشويها لعقولنا ،وكفى تضييعا لوقتنا وجهدنا في تتبع كلام فارغ يخرج من أفواه الجهال والحمقى لا يغنى ولا يثمن من جوع، وكفى استهزاء بالإسلام وتقديما لنماذج تدعى أنها تمثله وهو منهم براء ، فنحن بهذه الحالة لن نكون بحاجة إلى مؤامرة لتشويه صورة الإسلام، لأن أمثال هؤلاء من أنصاف الدعاة وأنصاف المتعلمين سيوفرون لكارهي ومشوهي الإسلام جهدهم وسيحققون لهم مرادهم.
المصدر: عمرو وجدى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق