الأحد، 23 يناير 2011

جريدة النهار - سامريو نابلس امتهنوا التنجيم والفتاحة عبر الفلك

جريدة النهار


سامريو نابلس امتهنوا التنجيم والفتاحة عبر الفلك
جبل جرزيم مقصد فلسطينيين والدفع ربما بالذهب
الأحد 23 كانون الثاني 2011 - السنة 78 - العدد 24104

على امتداد شارع الجامعة في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، تعلو دكاكين مطلية بالابيض لافتات كتبت عليها اسماء كهنة من الطائفة السامرية الصغيرة المشهورة في الاراضي الفلسطينية، بالتنجيم والفتاحة. يقصد هذه المحال بعض الفلسطينيين الذين يعتقدون ان مشكلاتهم المستعصية ستحلها الفتاحة والتنجيم عند السامريين، الذين يطلق عليهم بالعامية "السمرا"، كما يقصدون جبل جرزيم، حيث يسكن السامريون.
يعتبر السامريون انفسهم السلالة الحقيقة لشعب بني اسرائيل، التي خرجت مع النبي موسى من مصر. وهم يعيشون على قمة جبل جرزيم، المقدس بالنسبة اليهم، في بيوت قرميدية جميلة في نابلس. ويقول الكاهن حسني السامري (67 عاما): "توارثنا كتب الفلك والتنجيم من آلاف الاعوام، وآخر كتاب نستخدمه عندنا عمره نحو 450 عاما". ويتدارك: "الفتاحة تقتصر على فئة الكهنة التي تشكل ثلث الطائفة السامرية، وتضم 370 شخصا في مدينة نابلس في الضفة الغربية، و380 في حولون في اسرائيل".
ويشير الى "اننا لا نؤمن بالسحر والفتاحة بالكف والمندل واخراج الجن من الجسد. كل ذلك كذب لا اساس له. نقوم بالفتاحة من طريق الفلك، والسؤال عن الاسم واسم الام او اسم الزوج او الزوجة، ونفتح للمرض وفشل الزواج او خسارة في العمل". ويشرح ان "كل حرف من احرف الاسم له معنى عندنا، ولغتنا العبرية القديمة تتكون من 22 حرفا، وكل حرف يعني عضوا من اعضاء الجسم".
تعلّم الكاهن حسني الفلك والفتاحة وهو في الثانية عشرة، "اي من 45 عاما". ويشير الى ان "السامريين يمتلكون كتبا فلكية غير موجودة في العالم، ويستطيعون معرفة مطلع كل رأس شهر قمري وتواريخ الكسوف والخسوف مسبقا". ويربط معرفتهم بالفتاحة والفلك، لانهم يعتبرون انفسهم من سلالة سبط لاوي وسبط النبي يوسف الذي كان يفسر الاحلام وقال "لم يكن علم النبي يوسف بتفسير الاحلام، الا بعد ان تعلم من كتاب "تارفيم" وهو كتاب جده لامه، التي أعطته اياه".
معظم الكتب القديمة "بيع بسبب الفقر"، على ما يفيد، "وهي موجودة اليوم في مكتبات موسكو وليننغراد وفي مكتبات الولايات المتحدة". وينأى بطائفة السامريين عن الساحر السامري الذي ذكر اسمه في القرآن واضل بني اسرائيل في سيناء وجعلهم يعبدون العجل، قائلا: "كان اسمه قارون السامري، ولم يكن في ذلك الوقت سامريون ويهودا، كانوا بني اسرائيل".
ويروي: "حدث الانقسام عند شعب بني اسرائيل بعد 450 عاما من العيش في الاراضي الكنعانية وفلسطين، عندما بنى الملك سليمان معبده في القدس وسماه الهيكل، عندها صار هناك يهود يؤمنون بهيكل سليمان. ونحن السامريين نؤمن بان الهيكل الحقيقي هو على جبل جرزيم في نابلس، وسمينا بالسامريين نسبة الى شومريم، اي المحافظين على التوراة".
من جهته، يشير عقيل خليل الجوهري، وهو صاحب محل بجانب دكاكين السامريين في نابلس، الى "انه يحضر فلسطينيون، معظمهم من القرى، يعتقدون ان فتاحة السمرا لا يعلى عليها. كذلك يأتي فلسطينيون يعيشون في الولايات المتحدة عندما يزورون البلاد".
ويفيد ان "السمرا يعمل من الثامنة صباحا حتى الاولى بعد الظهر، وسعر تسجيل الزيارة لتسمية نوع المشكلة تبدأ بـ150 شاقل (اي نحو 40 دولارا) وتسمى تمريخة، وقد تكلف عملية الفتاحة من 500 شاقل (نحو 140 دولارا) الى 5 آلاف شاقل (اي نحو 1400 دولار)". ويشير الى ان "السامريين اناس مسالمون ولطيفون".
ام فراس (28 عاما)، فلسطينية من مدينة القدس، ترددت مرات عدة قبل اشهر للتنجيم عند السامريين. "ذهبت للفتاحة عند السمرا في جبل جرزيم، عندما اشتد الخلاف بيني وبين زوجي، واعطيتهم اسمي واسم زوجي واولادي وكل ما طلب مني من معلومات"، على ما تروي. "عملوا حجابا لي، واخذوا مني اونصة ذهب مع زرد سعرها اكثر من الفي دينار اردني (2860 دولارا). كنت يائسة وفي حاجة الى حل. لكن ذلك لم ينفعني شيئا، لانني تطلقت وتزوج زوجي من روسية تعمل معه، وخسرت ذهبي عند السومريين". وتتدارك: "كنت جاهلة واعتقدت ان الفتاحة ستعيد لي زوجي".
غير ان الكاهن حسني السامري يشدد على "اننا لا نطالب الناس باعطائنا الذهب. نقول لهم : ما تهبه نفسك لنا. وفي النهاية عندما يفرغ الكاهن نفسه للتفكير والسهر على حل المشكلة، ويحسب ويحلل ويقرأ كتب الفلك، وهو امر قد يستغرق اياما، يحق له بان يحصل على اتعاب مثل اي عمل آخر". ويختم: "نأخذ الذهب اذا هي او هو وهبه لنا. لا نجبر اي امرأة او اي رجل على خلع ذهبه وتقديمه الينا".

و ص ف


.........................................................................................................................................................................................
جميع الحقوق محفوظة - © جريدة النهار 2011

ليست هناك تعليقات:

شارك

Share |