الجمعة، 24 يونيو 2011

Elnashra - شخصية العميل لاسرائيل

Elnashra - شخصية العميل لاسرائيل

شخصية العميل لاسرائيل

الخميس 23 حزيران 2011، آخر تحديث 13:19 د. أحمد محمود عياش - طبيب نفسي وباحث اجتماعي

من الواضح ان الظروف الموضوعية في المنطقة العربية مؤاتية ومناسبة جدا لهجوم اسرائيلي مباغت ضدّ المقاومة اللبنانية والجمهورية العربية السورية فلبنان يشهد انقساما حادا بين شرائحه الاجتماعية وصراعا حاقدا بين طوائفه وغموضا بالنيات الخبيثة بين سياسييه، والجيش العربي السوري مرهق من التجوال بين درعا وجسر الشغور ومعرّة النعمان من ناحية ومن ناحية اخرى تنهال المؤمرات الدولية والعربية على النظام لاسقاطه لا بل للانتقام منه ومن رموزه بينما تجتاح المشاعر الطائفية الكثير من المسلمين ضدّ الشيعة تمهيدا للضربة القاضية للجمهورية الاسلامية في ايران.
ومن العلامات والدلالات المنفرة لهذه الحرب القادمة وجود عملاء للعدو الاسرائيلي يصولون ويجولون بين القرى والمدن كأنّ لا حصانة و لا مناعة نفسية او وطنية او قومية او دينية بين الناس. فما الذي يجعل رجالنا او نساءنا ضحية سهلة لجهاز الاستخبارات الاسرائيلية؟
من المعلوم انّ المال من اهمّ وسائل الاغراء للمواطن العربي كي يقع في فخ التعامل إلاّ ان المال لوحده لا يكفي لكي يلطخ المواطن سجل تاريخه وتاريخ عائلته بالعار والدليل وجود بعض العملاء ميسوري الحال او على الاقلّ ليسوا بحاجة قصوى للمال الذي يفسّر التعامل.
ومن المعلوم ايضاَ ان النساء استخدمن في حالات كثيرة لتجنيد الكثيرين لخدمة العدو اكان ذلك عن طريق الحبّ او الابتزاز او التورّط بفضائح جنسية بمختلف اشكالها وصحيح ان المواطن العربي من اكثر المواطنين ضعفاَ امام الجمال الجنسي للنساء نتيجة اسباب متعددة لا مجال لذكرها إلاّ انّ الجنس خلا في الكثير من التحقيقات مع العملاء ولم نجد اثرا لامرأة في التحقيق لا بل علمنا من اهل قرى العملاء ان الزوجات كنّ بابا من ابواب فضح العملاء لاسباب تتعلق بالغيرة من امراة اخرى او شكّ ما بوجود امراة ثانية تتسبب بغياب الزوج.
المال والجنس رغبتان موجودتان عند معظم الرجال والنساء وليس في الوطن العربي فقط لا بل في كلّ انحاء العالم لذلك فان هاتين الرغبتين عاملان من العوامل المؤسسة لانجرار المواطن في سلك العملاء ولكن ليس بشرط اساسيّ.
انّ لشعور اللا إنتماء الى جماعة ما او الى وطن ما من العوامل الخطيرة والمساعدة للاستهتار ولعدم المبالاة عند تقديم معلومات لايّ كان مقابل تحقيق شيء ما من الرغبات الذاتية ولو كان آنيا ولكن ايضا ليس كلّ من آمن باللاإنتماء الى وطن ما خانه وعمل ضدّه ففي كل المجتمعات اناس تخطوا يتفكيرهم الحدود المرسومة للاوطان وحلقوا في فضاء الاممية او العالمية ولكنهم لم يعملوا ولو للحظة ضدّ الاوطان بل تباهوا في مناسبات كثيرة بموطن المنشأ.
ان لكراهية المواطن لشعبه ولوطنه دورا اساسيا في تحوّله لعميل لايّ كان ضدّ من يحقد عليهم طامحا في الثأر ومؤكدا لنفسه انتقامه من ظلامية يشعر بها إن كانت من فرد اساء له ولا يستطيع النيل منه ام كانت من مجموعة ما الحقت به الضرر المادي او المعنوي- النفسي واعتبرها اي المجموعة تمثل كل الوطن او كل الدين او كل القومية والامثلة كثيرة في حياتنا اليومية، فمن ضربه رجال الامن حقد على كل الدولة ومن ضربه احد مقاتلي التنظيمات الفلسطينية حقد على كل فلسطين ومن اعتبر ان جاره الشيعي يستفزه، حقد على كل الشيعة، اذن الكراهية والحقد وتعميم السوء واسقاطه على المجموعة التي تقف خلف مسبب السوء لعوامل مهمة في شخصية المواطن لكي يتحول الى عميل ما.
نعم، ليس كل قلب حاقد و فكر مليء بالكراهية بالضرورة مشروع عميل لكن إذا اضيفت الى ما سبق رغبة لعب دور البطل(!) المختفي او الممثل السرّي المغيّر للاحداث من حوله ناسبا لنفسه القدرة السحرية على التدخل والتأثير ليعوّض في خياله ما يفتقده من دور في واقعه لوجدنا ان شخصية العميل اصبحت اكثر وضوحا لنا.
انّ الميل للغموض بين الناس و الجلوس في العتمة لمشاهدة الآخرين ولقلة الكلام والاستماع الكثير للآخر ولتوزيع الابتسامات التي في آخرها استهزاء او استعلاء غامض غير مبرّر وخارج عن محتوى الحديث والذي عادة لا يترك الراحة عند الاخر لمن العلامات المهمّة في شخصية العميل السرّي الغارق في نرجسيته الغير معلنة والمنكفئة الى اعماقه لاسباب تتعلق بماضيه نتيجة صدمة ما او خيبة غير متوقعة جرحت نرجسيته المعلنة مما اضطرّه لذكائه الاكيد الى الانغلاق عليها مخرجا اسلحة الكراهية والحقد والانتقام والدور الخفي للبطل الوهمي الذي يلحق الاذى بمن يعتقدهم سببا للخطر عليه ولو في خياله.
يعتقد العميل عادة انّ الاحداث من حوله ككلّ تديرها اجهزة المخابرات وانّ الحماية والامن لا تؤمنها إلآّ اجهزة امنية فائقة القوة كالمخابرات او ما شابهها لذلك فهو يعتبر ان كل رجال السلطة ما تبوؤا مناصبهم إلآّ عن طريق المخابرات و حتى لو حدّثته عن غاندي لأجابك ان المخابرات تركته بحاله لينتصر لأن من مصلحة المخابرات انتصاره! من هنا يعمل العميل بجدّ لكي يصل الى السلطة كمكافاة يقدّمها له اسياده ولا نبالغ ان قلنا ان في بعض الاحيان يكفيه تهنئة واعجاب من مشغّليه ليشعر بالغبطة ,وليشبع نرجسيته اعجابا.


ليست هناك تعليقات:

شارك

Share |