الثلاثاء، 17 أغسطس 2010

منشق عن القاعدة يكشف عن انضمام شيعة للتنظيم وخبير يعتبر تحالفه الجديد أخطر من سابقه

منشق عن القاعدة يكشف عن انضمام شيعة للتنظيم وخبير يعتبر تحالفه الجديد أخطر من سابقه
منشق عن القاعدة يكشف عن انضمام شيعة للتنظيم وخبير يعتبر تحالفه الجديد أخطر من سابقه
الكاتب واع - القاهرة
السبت, 14 أغسطس 2010 13:31


كشف قيادي منشق عن تنظيم القاعدة، السبت، عن تحول عدد من الشخصيات الشيعية وعناصر من الصحوة للعمل مع التنظيم الذي أصبح ورقة تلعب بها جهات داخلية وخارجية ويعمل لمن يدفع أكثر، وبينما يقول وزير الداخلية أن ارتفاع نسبة الحوادث الأمنية طبيعي ولا يقارن بالوضع الأمني خلال العامين الماضيين، يؤكد خبير أمني أن تحالف القاعدة الجديد مع عدة تنظيمات مسلحة ومن بينها حزب العودة أخطر من سابقه، مشيرا إلى أن عصابات الجريمة المنظمة التي تمول القاعدة غالبيتها شيعية.

ويأتي هذا الكشف بعد أن اتهم قائد الفرقة الأمريكية المسؤولة عن بغداد والانبار الجنرال رالف بيكر "تنظيم القاعدة وعناصر شيعية متطرفة مدعومة من إيران بتنفيذ الهجمات المسلحة الأخيرة التي وقعت خلال الأسابيع الماضية، فيما أكد امتلاكه معلومات استخباراتية تشير إلى أن إيران تأوي بعض العناصر السنية التخريبية لتنفيذ هجمات داخل العراق.
عناصر شيعية انضمت للقاعدة للتخفيف من الضغط الإيراني ويقول القيادي المنشق عن القاعدة الملا ناظم الجبوري والمسؤول حالياً عن صحوة الضلوعية إن "القاعدة أصبحت ورقة تلعب بها جهات من داخل العراق وخارجه وهي تعمل لمن يدفع أكثر"، كاشفاً أن "عدداً من الشخصيات الشيعية تحولت للعمل مع القاعدة فضلا عن مواطنين سنة بسبب يأسهم من وعود الحكومة في تحقيق المصالحة الوطنية".
ويقول الجبوري في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "تنظيم القاعدة غير تكتيكاته بشكل كبير خلال الفترة القليلة الماضية وهو ليس تنظيماً هيناً وله تواجد فضلا عن العراق في عدد كبير من الدول"، مبيناً أن "التنظيم يستمد وجوده وقوته من وجود المشكلة الطائفية وهو ما يبرر نشاطه بشكل أكبر في المناطق الشيعية".
ويضيف القيادي المنشق أن "تنظيم القاعدة هو المستفيد من الوضع السياسي المتدهور في البلاد وليس السنة أو الشيعة"، مؤكداً أن "القاعدة باتت تعمل لمن يدفع أكثر كأداة بيد جهات داخلية وخارجية سواء حكومات أو جهات مستقلة تستفيد من الوضع الحالي بعدما كانت تعلن جهاراً أنها تسعى لتحرير العراق".
ويوضح الجبوري أن "انعدام الثقة بين الحكومة والسنة بسبب تخلفها عن تحقيق المصالح الوطنية وملف الصحوات أدت إلى عودة العشرات من عناصر الصحوات لتنظيم القاعدة، إضافة إلى رغبة بعض الأطراف بعودة القاعدة إلى المناطق السنية واتخاذها كقاعدة انطلاق للمحافظة على الهوية السنية".
ويتابع بقوله إن "الجيل الجديد للقاعدة يصعب رصده لأنه من الخلايا النائمة غير المعروفة للأجهزة الأمنية وحتى غير معروفة للجيل الأول من أعضاء القاعدة"، مبينا أن "الجيل الجديد لا يظهر عليه التدين والالتزام بل تجده يسرح شعره وقد يكون موظفاً أو طالبا يصعب التعرف عليه أو اعتقاله"، بحسب قوله.
ويكشف الجبوري أن "تنظيم القاعدة تمكن خلال الفترة الماضية من ضم عناصر شيعية إلى صفوفه، وبات يستفيد من الكثير من الشخصيات الشيعية التي تغيرت فكرياً إلى المذهب السني دون أن تظهر ذلك وأصبح هؤلاء يشكلون جزءاً من الخلايا النائمة التي وضعها التنظيم في مواجهة أي ضرر يتعرض له في المستقبل"، بحسب قوله.
ويرى القيادي المنشق عن القاعدة أن "ظاهرة انتماء عناصر شيعية للقاعدة ليست جديدة أو محصورة في منطقة معينة لأن العشرات من شيعة مدينتي الناصرية والبصرة تحولوا إلى المذهب السني ثم إلى التيار السلفي خلال العام 2007 وأطلق عليهم في حينها (المرجئة) لأنهم لم يؤمنوا باللجوء للخيار المسلح والقتال"، مستدركا بالقول إن "الكثير منهم وبسبب الوضع الطائفي والتدخل الإيراني والخوف على الهوية السنية أصبحوا على قناعة باستخدام للعنف للتخفيف من الضغط الإيراني".
ويرى الملا ناظم أن "عددا كبيرا من عناصر الجماعات المسلحة الأخرى التي ماتت سريريا ولا تتواجد إلا على الانترنت انضمت إلى القاعدة الأمر الذي سيزيد من فاعلية التنظيم على الساحة"، مبينا أن "قيادات أنصار السنة الذين كانوا يقيمون في سوريا الذين نحاهم زعيما القاعدة أبو أيوب المصري والبغدادي، بدأت القاعدة بالاستفادة منهم لقرب إيديولوجيتهما حيث يؤمن الطرفان بتكفير الشيعة".
ويقول الملا ناظم بشأن تمويل تنظيم القاعدة إن "طرق تمويل القاعدة متعددة ومنها الدعم المالي من بعض شركات النفط التي كانت تنقل النفط خارج العراق وعن طريق فرض إتاوات على شركات مقابل عدم استهدافها". وكان قائد الفرقة الأمريكية المسؤولة عن بغداد والانبار الجنرال رالف بيكر الجنرال الأمريكي، ذكر في حديث لـ"السومرية نيوز"، على هامش مؤتمر صحافي عقده داخل المنطقة الخضراء ببغداد في الـ9 من آب الحالي، أن "القوات الأميركية تقوم بجمع معلومات تشير إلى أن إيران تقوم بتقديم الدعم إلى تنظيم القاعدة بصورة غير مباشرة"، موضحا أن "التغيير في نوع الهجمات المسلحة التي تنفذها المجاميع المسلحة على قوات الأمن والمدنيين العراقيين، يشير إلى وجود تعاون بين الجهتين بصورة غير مباشرة"، مبينا أن "المعلومات تشير إلى قيام إيران بإيواء عناصر سنية تخريبية لتنفيذ هجمات داخل العراق".
وكانت مناطق متعددة في العراق شهدت تصعيدا امنيا خلال الأسابيع الماضية تمثلت بسلسلة تفجيرات واغتيالات وعمليات مسلحة كان أهمها في منطقة الأعظمية شمال العاصمة العراقية بغداد يوم الخميس المصادف 29 من تموز الماضي، ونفذها مجهولون على عدد من نقاط التفتيش التابعة للقوات العراقية من جيش وشرطة في شارع عمر بن عبد العزيز، أسفرت عن مقتل 16 من عناصر الجيش والشرطة، كما قام المسلحون بإحراق جثث ستة من الجنود القتلى إضافة إلى خمس عربات عسكرية، كما شهدت بغداد تصعيدا في الاغتيالات ضد رجال المرور ذهب ضحيتها أكثر من 40 منهم بين قتيل وجريح، كما شهدت محافظات الأنبار وواسط والبصرة خلال اليومين الماضيين سلسلة تفجيرات بعضها انتحارية وأدت إلى مقتل وإصابة ما لا يقل عن 500 شخص. البولاني: نحن بحاجة للوحدة السياسية للقضاء على الجماعات المسلحة بدوره، يشير وزير الداخلية العراقي جواد البولاني إلى أن "ارتفاع نسبة الحوادث الأمنية في البلاد طبيعية ولا يمكن مقارنتها بالوضع الأمني خلال العامين الماضيين"، مؤكداً أن "البلاد بحاجة إلى وحدة سياسية للقضاء على الفتنة التي تحاول التنظيمات المسلحة إثارتها بين المواطنين". ويدعو البولاني في حديث لـ"السومرية نيوز"، الكتل السياسية إلى الإسراع "في تشكيل الحكومة المقبلة لمنع الجماعات المسلحة من استغلال الفراغ السياسي الحاصل في البلاد لتنفيذ هجماتها"، لافتا إلى "أهمية المرحلة الحالية لتأثيرها المباشر على جميع الأوضاع في البلاد"، بحسب قوله.
ويضيف البولاني أن "قوات وزارة الداخلية جاهزة لتسلم الملف الأمني في العاصمة بغداد بعد انسحاب القوات الأمريكية"، كاشفا أن "الوزارة تنفذ العمليات الأمنية في بغداد منذ عام ونصف العام من دون إسناد من القوات الأمريكية، الأمر الذي يؤكد الشعور بالثقة تجاه قوات وزارة الداخلية في إدارة الملف الأمني بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق".
وكانت حكومتا الولايات المتحدة الأميركية والعراق وقعتا في عام 2008 اتفاقية أمنية تتضمن تحديد الأحكام والمتطلبات الرئيسة التي تنظم الوجود المؤقت للقوات العسكرية الأميركية في العراق وأنشطتها فيه وانسحابها من العراق . وتنص الاتفاقية على أن تنسحب جميع قوات الولايات المتحدة من جميع الأراضي العراقية في موعد لا يتعدى 31 ديسمبر/كانون الأول عام 2011 ، وبموجب هذه الاتفاقية انسحبت هذه القوات بحلول نهاية شهر حزيران من عام 2009 من جميع المدن العراقية وسلمت الملف الأمني فيها إلى لأجهزة الأمنية العراقية.
القاعدة تحالفت مع عدة تنظيمات مسلحة لتنفيذ إستراتيجية جديدة ويقول الخبير الأمني العراقي علي الحيدري إن "تنظيم القاعدة بدأ بتطبيق إستراتيجية جديدة في تنفيذ عملياته بعد تحالفه مع عدة تنظيمات مسلحة"، مؤكدا أن "عصابات الجريمة المنظمة التي تمول القاعدة غالبيتها شيعية".
ويوضح الحيدري في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "تنظيم القاعدة بدأ بتنفيذ إستراتيجية جديدة بعد تحالفه مع تنظيمات إرهابية أخرى"، مبينا أن "تلك الإستراتيجية تتضمن تنفيذ عدد من العمليات المسلحة في مناطق متفرقة وفي وقت واحد بغية تشتيت تركيز الأجهزة الأمنية ضمن الدولة الواحدة".
ويواصل بقوله إن "التحالفات الجديدة تضم دولة العراق الإسلامية وحماس العراق وحزب العودة، إضافة إلى مجموعات شيعية مرتزقة"، مؤكدا أن "تنظيم القاعدة دخل في تحالفات بمحافظات شيعية تضم عناصر من الصداميين وحزب العودة، إضافة إلى شخصيات شيعية".
ويلفت الحيدري إلى أن "عدداً كبيراً من قيادات حزب العودة وأكثر من 60% من عناصره هم شيعة الأمر الذي يطرح عدوا جديدا لديه إمكانيات جديدة وليس كالذي واجهناه خلال فترة التدهور الأمني خلال العام 2007"، مؤكدا أن "المجرمين لا يفكرون بأن هذا سني وهذا شيعي إنما كيف يحصلون على المال".
ويعتبر الحيدري أن "تحالف القاعدة الجديد أخطر من سابقه"، عازيا السبب إلى أن "ازدياد أطراف التحالف الإجرامي يؤدي إلى ازدياد إمكانياتهم وقدراتهم المادية والتعبوية مما سيشكل خطورة كبيرة وتهديدا جديا للحكومة الحالية والمقبلة".
وكانت العاصمة بغداد شهدت، صباح اليوم، مقتل اثنين من عناصر الشرطة الاتحادية وإحراق جثتيهما بقنابل حرارية بهجوم مسلح على دورية ثابتة للشرطة الاتحادية بالقرب من مهد المعلمات الواقع في شارع المسبح بمنطقة بغداد الجديدة، شرق العاصمة، فيما هاجم مسلحون دورية ثابتة للشرطة الاتحادية وقتلوا اثنين من عناصرها واحرقوا جثتيهم بقنابل حرارية في تقاطع الملحانية بمنطقة حي العامل جنوب بغداد، ويرى مراقبون أن الحراك السياسي والتعطيل والخروق التي تشهدها عملية تشكيل الحكومة أعطى تنظيم القاعدة في العراق المتمثل بتنظيم ما يعرف بـ"دولة العراق الإسلامية"، أرضية خصبة لإعادة نشاطه وانتشاره، في ظل ضعف الأجهزة الاستخبارية العراقية والمنظومة الأمنية والتي تشهد وفقاً لتقارير صحافية اختراقا واضحا من قبل التنظيم.

ليست هناك تعليقات:

شارك

Share |