الاثنين، 11 يوليو 2011

جريدة الراي - محليات - وكيل «الأوقاف»: الكويت تستضيف مؤتمر «فقه الواقع والتوقع» المقبل - - 11/07/2011

أكد امتلاك رصيد ضخم من الأحكام الشرعية التي هي في حاجة للمواءمة مع العصر
وكيل «الأوقاف»: الكويت تستضيف مؤتمر «فقه الواقع والتوقع» المقبل
| كتب عبدالله راشد |
أعلن وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الدكتور عادل الفلاح عن استضافة الكويت للمؤتمر العالمي «فقه الواقع والتوقع» المقبل، لافتا خلال كلمته أمام المؤتمر المنعقد في مدينة إفران بالمملكة المغربية الى أن الأمة الإسلامية تمتلك رصيدا ضخما وكما هائلا من موروث فقه الأحكام الشرعية، مشيرا الى أن «هذا النوع من الفقه امتد في حياتنا واستبحر كثيراً وبلغ الفقهاء في تفريع مسائله وتشقيق فروعه مبلغا كبيرا حفلت به مكتباتنا العلمية مخطوطا ومطبوعا».
وبين الفلاح أن «أساس الخلل في مسيرتنا الحضارية يرجع الى النمو في فقه الحكم، والضمور في فقه المحل، وتلك هي الإشكالية التي تقتضي منا اجتهادا وعملا فكريا جادا، لأن فقه الواقع يتطلب تأطيرا وتحديدا للقواعد والأسس التي يقوم عليها»، موضحا أننا بحاجة الى تخصصات معرفية في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية لابد من توافرها إلى جانب العلم الشرعي في فقه الحكم وأن النظر في مناط الأحكام بربطها بالواقع هو عين موضوع التجديد المطروح في الساحة.
وأوضح أن فقه المجتمع أوالواقع يوازي فقه النص ويضاهيه أهمية، ومن دون فقه الواقع ومعرفة الاستطاعة بشكل علمي وموضوعي سوف تستمر المجازفات وهدر الطاقات، والعبث بالأحكام الشرعية، والمساهمة السلبية بالإساءة إليها، بل ويصل الحد الى إراقة الدماء وهتك أمن المجتمعات، ويجب أن نصحح هذا المفهوم وبكل جرأة.
وأضاف أن «الفقيه من يتمكن من تطبيق الأحكام وموازنتها بالواقع، وينفذ الواجب بحسب استطاعته لا من يلقي العداوة بين الواجب والواقع فلكل زمان حكم، والشريعة إنما أُنزلت ليُعمل بها، لا لتكون في بطون الكتب والمجلدات ومن ثم فالاجتهاد كل الاجتهاد اليوم لا بد أن ينصرف، في ما نرى، إلى محل تنزيل النص ومورده، ذلك أن النصوص أصبحت محفوظة وميسور الوصول إليها».
وتابع: «نحن حينما توافقت رؤيتنا مع الإخوة العلماء في المركز العالمي للتجديد والترشيد في لندن في التمحور حول فقه الواقع، لم يكن طموحنا الحديث عن تحقيق المناط بمفهومه الأصولي العلمي الضيق، وهو البحث عن علة الأصل ووجودها في الفرع لإجراء القياس، إنما أردنا من وراء ذلك مشروعا حضاريا تجديديا للأمة نبدأ به مسيرة تقعيد لفقه تم تجاهل تأطيره تحت ضغوط وأسباب كثيرة ليكون فقهاً له قواعد وأسس، يبحث من خلالها في الأشياء المحكوم فيها على حقيقتها، ومعرفة الواقع ومكوناته، والأشياء وأوصافها، والأفعال وأسبابها وآثارها ونقل ما هو نظري إلى الواقع». وقال «آن الأوان للتحول من عنوان، الشريعة خالدة وصالحة لكل زمان ومكان كشعار مرفوع، إلى محاولة التفكير والاجتهاد في كيفية تنزيل هذا الشعار وتجسيده في واقع الناس، والممارسة العملية لأحكام الشريعة واستعادة حيويتها وامتدادها بحسب الاستطاعة، وتحويل أصول الفقه من قواعد وآليات نظرية مجردة إلى الواقع التطبيقي العملي».
وبين ان «هذا النوع من الاجتهاد التجديدي لا يمكن ان يتأتى إلا من خلال عقول وثابة خلاقة للأفكار على معرفة جيدة بواجب الشرع وواجب الوقت والممكن والمستطاع وإتماما لهذه المنظومة التجديدية سعينا في الكويت من خلال المركز العالمي للوسطية وبتوجيه من سمو أمير البلاد إلى تصميم برنامج علماء المستقبل والذي يعنى بتخريج علماء متخصصين في علوم الشريعة يتصفون بالوسطية في الفكر والسلوك ويجمعون بين أصالة المنهج والوعي بمتطلبات العصر ويهدف إلى الإسهام في سد احتياجات البشرية إلى علماء ربانيين يتميزون برسوخ العلم واعتدال الفكر وتكوين فلسفة فكرية علمية تجمع بين مميزات التعليم الأصيل وإمكانات أدوات التعليم الحديث إلى غير ذلك من المشاريع التي تدعم بقوة منهجية الموازنة الدقيقة بين معطيات الشرع ومستجدات الواقع».
وأكد الفلاح، كامل استعداد وزارة الأوقاف في الكويت للمساهمة في مجال تعزيز الوسطية، ومد يد التعاون والتواصل مع أي جهة ترغب في التواصل معنا ونقل خبراتنا إليها.
وشكر الفلاح وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية على حسن تنظيمهم للمؤتمر ودقة ترتيباته، كما شكر القائمين على المركز العالمي للتجديد والترشيد في لندن وإلى الشيخ المجدد عبدالله بن بيه، على جهوده في تأطير فقه الواقع فكرة ومنهجا وتطبيقات، متمنيا أن تحقق الورشة أهدافها في سبيل نشر سماحة الإسلام ووجهه الحضاري المشرق على النحو الذي جاء به الإسلام بعيدا عن الإفراط والتفريط.

ليست هناك تعليقات:

شارك

Share |