الأحد، 17 يوليو 2011

محيط ::: نيويورك تايمز: طاجيكستان تدرس قانون يمنع الأطفال من الصلاة في المساجد


نيويورك تايمز: طاجيكستان تدرس قانونا يمنع الأطفال من الصلاة في المساجد

ترجمة ـ دعاء عبد المقصود

[طلاب المدارس فى طاجيكستان]
طلاب المدارس فى طاجيكستان
دوشانبي: نشرت صحيفة "نيويور تايمز" السبت تقريرا عن اتجاه سكان طاجيكستان هذه الجمهورية السوفيتية السابقية الفقيرة إلي التمسك بتقاليد الإسلام بشكل أقوي من السابق.

وأكملت الصحيفة أن السلطات في طاجيكستان تتخوف من شبح التطرف الإسلامي والتحديات التي تفرضها القيادات الدينية المؤثرة بشكل متزايد، مما دفعها للحد من حرية التعبير الديني في البلاد.

وأشارت "نيويورك تايمز" إلي قيام السلطات بحملات اعتقال عشوائية للرجال الملتحين، وبمنع النساء من إداء خدمات دينية هذا العام كما طالبت الطلاب الذين يدرسون الدين في الخارج بالعودة إلي ديارهم.

وقد أغلقت الشرطة المساجد ومواقع إلإسلامية على شبكة الانترنت، كما رصد مراقبو الحكومة خطبة الجمعة.

ففي الشهر الماضي، اتخذ العديد من المشرعين خطوة جذرية أخرى تمثلت في تمرير قانون يمنع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما من حضور الشعائر الدينية في المساجد ومنع غيابهم من المدارس لحضور الصلوات محملا الآباء مسئولية هذا الأمر.

ومن جانبهم، وصف منتقدي الحكومة ما تقوم به من إجراءات لمنع مشاركة الشباب في الأنشطة الدينية داخل المساجد، بـ"النمط السوفيتي" الذي عارض الإسلام كثيرا.

وحذر محمدالي الحيط نائب رئيس حزب "النهضة الإسلامية" المعارض في طاجيكستان من استدراج الشباب لمنظمات غير قانونية إذا طبق هذا القانون، مما قد يزيد وفق ما قاله من مستوي التطرف في البلاد.

وينظر زعماء المنطقة السلطويين في طاجيكستان والجمهوريات السوفياتية السابقة المجاورة إلى التدين المتزايد علي أنه تهديد صريح لحكمهم الذي دام لعقود طويلة.

وارتفعت حدة المخاوف بعد تفاقم تمرد حركة طالبان في أفغانستان المجاورة، خاصة مع سعي الولايات المتحدة لسحب قواتها من هناك.

وربطت السلطات بين الهجمات المتكررة التي تعرضت لها الشرطة ووحداتها العسكرية في العام الماضي بالاشتباكات على طول الحدود بين طاجيكستان وأفغانستان، خاصة مع تأكيد الطاجيك علي تلقيهم التدريب الديني في أفغانستان بسبب سهولة السفر نسبيا بين البلدين.

ولفتت الصحيفة إلي تحذير الرئيس إيماموالي رحمانوف في خطابه الذي ألقاه في ابريل/ نيسان من محاولات الجماعات المتطرفة والتيارات المختلفة تجنيد الشباب عديمي الخبرة.

ونقلت الصحيفة عن خبراء مستقلين قولهم بأن تحذير السلطات في طاجيكستان من التطرف الإسلامي مجرد ذريعة لقمع المعارضين السياسيين ومؤيديهم.

واعتبر زعيم إسلامي بارز وعضو سابق في البرلمان الطاجيكي أن الحديث عن التطرف الإسلامي "كذبة" الهدف منها خداع الناس، وتعزيز الديكتاتوريات، وإنفاق المزيد من الأموال على الأسلحة وأجهزة الاستخبارات.

وبالرغم من عدم دخول قانون منع الأطفال من الصلاة في المساجد حيز التنفيذ، إلا أن منتقدي الحكومة والشخصيات الدينية يؤكدون تطبيقه في بعض المناطق حيث يتم تغريم الموقوفين بسبب تعلم الدين دون إذن من الحكومة.

وذكرت الصحيفة أن الآباء في طاجيكستان سيواجهون مشكلة دفع غرامات باهظة الأمر الذي قد يصل إلي السجن في حال تمت المصادقة علي هذا القانون.

وقال مافلون ماخيتروف نائب رئيس لجنة الشئون الدينية وهي هيئة حكومية أن القانون لن يمنع الأطفال أو أي شخص آخر من الصلاة، مشيرا إلي ضرورة التزام التلاميذ فى مدارسهم من أجل تلقي العلم.

وأضاف ماخيتروف أن القانون لن يمنع الطلاب من دراسة الإسلام في المدارس التي تديرها الحكومة بطاجيكستان أو في الجامعات، لافتا إلي وجود حوالي 20 مدرسة فقط من هذا النوع في البلاد البالغ تعدادها 7.6 مليون شخص.

ومن جانبها، أدانت الحكومات الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة ما وصف بالانتهاكات المنتظمة والمستمرة والفاضحة للحرية الدينية في طاجيكستان.

وانتقد آخرون حملة الحكومة ووصفوها بـ"المضللة"، مؤكدين عدم فعاليتها في التضييق علي المتعصبين دينيا لكونها لا تعالج الأسباب الجذرية للتطرف مثل مشكلة الفقر.

ليست هناك تعليقات:

شارك

Share |