وجهات نظر | الإسلام والغرب | Al Ittihad Newspaper - جريدة الاتحاد
لإسلام والغربتاريخ النشر: الجمعة 31 مايو 2013يعود التفاعل بين العالم الإسلامي والغرب إلى قرون خلت، ورغم أن نقاط الاختلاف بين الطرفين معروفة، فإن فترات تعايشهما المشترك لم تكن شيئاً غير عادي على مر التاريخ. وقد جاء عصر الثورة في تكنولوجيا الاتصالات ليتيح تصويب الانتقادات وتصحيح الصور النمطية المتبادلة. ويناقش الكتاب الذي نعرضه هنا، وعنوانه «الإسلام والغرب... حوار حضاري»، الكيفية التي تطورت بها العلاقات بين الغرب والعالم الإسلامي، ويركز على أن المصالح المشتركة تلتقي وتتباعد، وكذلك احتمالات التعايش السلمي المشترك. والكتاب يضم أوراق الندوة التي نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في مايو 2011، وشارك فيها خبراء ومفكرون بارزون، منهم إغناطيوس غوتيريث دي تيران الذي يتناول «النموذج الأندلسي وسبل توظيفه لتفعيل الحوار الإسلامي المسيحي الحديث». وفي رأيه أن البحث في الحضارة الأندلسية يوفر وسيلة لتعزيز جهود التقارب بين المجتمعات الإسلامية في الشرق والمسيحية في الغرب. فقد ازدهرت الحضارة الأندلسية في شبه الجزيرة الإيبيرية منذ قرون، وربما أمكن استخدام نموذجها العام في العديد من الحالات، بما في ذلك وضع الإطار النظري والعملي لمبادئ هذا الحوار ومحتواه وأهدافه.وفيما يخص «وسائل الإعلام الغربية من وجهة نظر العالم الإسلامي»، يشدد صالح محمد النصيرات على أهمية الإعلام، باعتباره الوسيلة الأكثر تأثيراً في الأفراد والمجتمعات والدول. ولذلك فقد تنبهت الدول العظمى منذ وقت مبكر جداً إلى أهمية وسائل الإعلام في تحقيق أهدافها، فخصت مناطق بعينها، ومنها المنطقة العربية، ببثِّ ما ترى أنه مفيد لتحقيق سياساتها وإيصال رسالتها. وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، أصبحت المعركة بين القوى الغربية وقوى التشدد الإسلامي معركة إعلامية بامتياز، فاستخدم المتشددون الإنترنت للوصول إلى مناصريهم، وكان الرد الغربي بتأسيس شبكات إخبارية غربية جديدة. ورغم ذلك توضح ميلاني مكاليستر في ورقتها البحثية حول «مفاهيم وسائل الإعلام وتصوراتها الخاطئة»، أن الأفلام الحديثة والتلفزيون ووسائل الإعلام الإخبارية والأدب والثقافة المرئية، تقدم تصورات متنوعة حول الشرق الأوسط، وإن كان من الواضح أنها لا تصب دائماً في مصلحة الإسلام، ثم تتساءل: كيف تعمل التصورات حول الإسلام في الولايات المتحدة؟ ولأي هدف؟ وتحت عنوان «المواطنة الثقافية والتكامل وتمثيل الأقليات المسلمة»، يوضح مصطفى بيومي كيف أن المسلمين الذين يعيشون في الغرب وجدوا أن ولاءهم للدول التي يعيشون فيها أصبح موضع تساؤل منذ هجمات 11 سبتمبر. ولم ينحصر الأمر في التساؤلات حول حقوقهم الشرعية كمواطنين فحسب، بل إن قدرتهم الجماعية ورغبتهم في الاندماج أصبحت موضع شك أيضاً. ويتساءل نادر هاشمي: «لماذا تعد فلسطين المحور الرئيسي في حل إشكالية العلاقة بين الإسلام والغرب؟»، ليتناول قضية الصورة النمطية «البغيضة»، مبيناً كيف أن مجموعة كبيرة ذات رأي مؤثر، اعتقدت -بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر- أن أساس الصراع بين الإسلام والغرب هو الصدام الجذري بين القيم الأساسية لكل من الجانبين، فيما يساور المسلمين قلق عميق حيال جوانب من السياسات الخارجية للدول الغربية الرئيسية، كونها سياسات معادية لحقوق الشعب الفلسطيني. وحول «المجتمع المدني والحوار بعد 11 سبتمبر»، تنظر ريم سبيلهاوس إلى تطور الارتياب وعدم الثقة بين المسلمين والغرب منذ عام 2001 الذي شكل لحظة مفصلية، حيث تحول التركيز على المهاجرين المسلمين وأحفادهم إلى تحقيقات حول الإسلام وقضايا سياسية لاحقة. وأخيراً يلقي عبدالعزيز الجبوري نظرة على «آفاق التعايش بين الأمم وإشكاليته»، ليوضح كيف أن تأثير العولمة اجتاح الأوساط السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وحتى السلوكية والأخلاقية، وكيف أنها شملت النظم الحياتية للأفراد والجماعات والمجتمعات الإنسانية كافة. محمد ولد المنى --------- الكتاب: الإسلام والغرب.... حوار حضاري المؤلفون: جماعة الناشر: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية تاريخ النشر: 2013 | |||
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق