الجمعة، 12 أغسطس 2011

قلق الفاتيكان من الإسلام على نصارى الشرق الأوسط - مترجم من اللغة الإنجليزية - موقع المترجمات - شبكة الألوكة

قلق الفاتيكان من الإسلام على نصارى الشرق الأوسط - مترجم من اللغة الإنجليزية - موقع المترجمات - شبكة الألوكة

وثيقة قساوسة الكاثوليك وقلق الفاتيكان من الإسلام على نصارى الشرق الأوسط

بقلم راشيل دوناديو

مترجم للألوكة من اللغة الإنجليزية

ترجـمة: مصطفى مهدي

حول فاعليَّات زيارة بابا الفاتيكان بندكت السَّادس عشر لمنطقة الشَّرق الأوسط، وزيارة قبرص ولقائِه بالكاثوليك وممثّلي الأرثوذكس، وتعْبيره عن مخاوفه من تأثير الإسلام على نصارى الشَّرق الأوسط، كتبت راشيل دوناديو على موقع صحيفة نيويوك تايمز مقالاً تقول فيه:

في وثيقةٍ قدَّمها بابا الفاتيكان بندكت السَّادس عشر، طالبَ قساوسة الشَّرق الأوْسط النَّصارى بأن يُصبحوا أكثر فاعليَّة تجاه القضايا الَّتي تعصف بالمنطقة، وأن يُعالجوا ارتِفاع معدَّل انخفاض كثافتِهم السكَّانيَّة، والتي ساهمتْ فيها الحرْب الفلَسْطينيَّة الإسرائيليَّة، والحروب التي تشْهدها العراق ولبنان.

وقد نعى بندكت السَّادس عشَر نموَّ ما أسْماه بالإسلام السِّياسي، زاعمًا مُعاناة النَّصارى بالبلْدان الإسلاميَّة الَّتي لا تفرِّق بين الدّين والسياسة.

هذا، وقد اتَّسمت فترة بندكت السَّادس عشر البابويَّة البالغة خَمس سنوات بإثارة التوتّر مع المسلمين واليهود، والَّتي فشلت في تهدِئتها زيارته للأردن وإسرائيل والضفة الغربيَّة العام الماضي.

وقد تضمَّنت الوثيقة ورشة عمل لقاء القساوسة المرتقب في الخريف القادم بروما، الَّتي تهدف إلى مُعالجة القضايا المثيرة للنِّزاع المتعلِّقة بسياسة الشَّرق الأوْسط، وخلق توازُن تِجاه القضايا المثارَة.

وعقِب ختامه لرحلةٍ دامت ثلاثة أيَّام لقبرص، طالب بندكت ببذْل جهود دوليَّة عاجلة لتهدئة أجواء التوتُّر بالشَّرق الأوْسط، خصوصًا بالأراضي المقدَّسة، قبل أن تؤدّي هذه التوتُّرات إلى المزيد من إراقة الدِّماء.

وتُعتبر زيارته هذه هي الأولى الَّتي يقوم بها بابا الفاتيكان لقبرص بهدف تقْوية العلاقات بين الكاثوليك والأرثوذكس، ولفت الانتِباه إلى موقف نصارى الشَّرق الأوْسط وأحوالهم.

إلاَّ أنَّه في ظلِّ هذه الدَّعاوى للسَّلام والحِوار، ألْقت حادثة مقْتل القسّ التّركي لويجي بادوفيس - رئيس مؤتَمر قساوسة ترْكيا، وأحد كاتِبي الوثيقة - بظلالِها على الأجواء، والَّتي اتهم فيها سائقه الخاصّ عقب إلقاء القبض عليه، وقد أكَّد البابا أنَّ هذه الحادثة جريمة شخصيَّة، ولا تعلُّق لها بالدَّوافع الدينيَّة أو السياسيَّة، بالرغم من أنَّ ملابسات الجريمة لا تزال غامضة.

ومن الجدير بالذِّكْر الإشارة إلى أنَّ نصارى الشَّرق الأوسط قد انخفضتْ كثافتُهم من 20% من الكثافة السكَّانيَّة للمنطقة إلى تشكيل 5%، ولا تزال النِّسْبة في انخفاض مستمرّ، وقد علقتْ وثيقة القساوسة على هذا قائلة: "اليوم الهجرة مفضَّلة بسبب الصّراع الفلَسطيني الإسرائيلي، وعدم الاستِقْرار النَّاتج بالمنطقة".

وقالت أيضًا: "إنَّ تهديدات الوضْع الاجتماعي بالعِراق، وعدم الاستِقرار السياسي بلبنان يُساهِمان في تضخيم الظَّاهرة".

وأشارت كذلك إلى أنَّ احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينيَّة قد شكَّل صعوبات كبيرة على مُجْريات الحياة اليوميَّة، وحرّيَّة الحركة والحياة الاقتِصاديَّة والدينيَّة، بالإضافة إلى تعْسير الدّخول إلى بعض الأماكن الَّتي يقدِّسُها النَّصارى بالضفة الغربيَّة؛ مثل: كنيسة المهْد ببيت لحم.

هذا، وقد أكَّد موردخاي ليفي - السَّفير الإسرائيلي لدى الفاتيكان - أنَّ بيان الوثيقة لحال النَّصارى بإسرائيل أو الأراضي الفلسطينيَّة واقعيّ إلى درجةٍ ما، ولكنَّه انتقد أن تكون المعركة الصهْيونيَّة الفلسطينيَّة هي السَّبب الرَّئيس في هجْرة النَّصارى؛ حيث قال: "نَحن نرفُض أيَّ رأْيٍ يُشير إلى أنَّ المعركة بيْننا وبين الفلسطينيِّين هي سبب عدم الاستِقْرار بالمنطقة"، مؤكِّدًا أنَّ المنطقة "غير مستقرَّة بدون هذه المعركة".

وأمَّا الفقرة المعنيَّة ببروتستانت الولايات المتَّحدة من وثيقة القساوسة، فقد أشارت إلى أنَّ "هناك بعض العلماء المتطرِّفين - الأصوليِّين - من النَّصارى يستدلُّون بنصوص من الكتُب المقدَّسة لتبْرير احتِلال إسرائيل لفلسطين، ممَّا يَجعل موقف النَّصارى العرب أكثر حساسية".

وبالنسبة للنُّسخة الإيطاليَّة من الوثيقة، فقد تضمَّنت انتقادًا حادًّا لإسرائيل، وأشارت إلى أنَّه "يجب ألا تُستخدم نصوصُ الكتاب المقدَّس لتسْويغ الظُّلم السياسي المفروض على الفلسطينيّين".

وتعليقًا على ذلك، فقد أشار المتحدِّث باسم الفاتيكان "فردريكو لومباردي" إلى أنَّ نسختي الوثيقة رسميَّتان معترف بهما، إلاَّ أنَّ هناك بعض الاختلافات بينهما ولكن هذه النسخة من الوثيقة معمول بها.

هذا، وقد شارك في صياغة هذه الوثيقة عددٌ كبير من القساوسة وكبار مسؤولي الفاتيكان، بالإضافة إلى بطريرك القدس اللاَّتيني وقساوسة من مصر وسوريا وإيران، وقدِ اعتمدت هذه الوثيقة التَّوصيات الَّتي أشار بها قساوسة بلدان الشَّرق الأوْسط قُبيل لقاء القساوسة بروما شهر أكتوبر.

وقد أكَّد بندكت السَّادس عشر أنَّه لا يَرى النَّصارى كأقلّيَّة يزداد انحدارُها، بل كأقلّيَّة مُبدِعة؛ طبقًا لما قاله أندريه ريكاردي، مؤسّس جمعية سان إيديجو الكاثوليكيَّة الناشطة بِمجال حوار الأديان، والَّتي ساهمت في تنظيم زيارة البابا إلى قبرص.

وقد أشار بندكت إلى أنَّ وجود الأقلّيَّة النَّصرانيَّة بالشَّرق الأوسط من الأهمّيَّة بمكان؛ لمنْع الهيْمنة الإسلاميَّة، كما أشارت الوثيقة إلى أنَّ العلاقة بين المسلمين والنَّصارى غالبًا ما تكون صعبة؛ بسبَب عدم تفْرِقة المسلمين بين الدّين والسياسية، ممَّا يَدفع النَّصارى إلى منزلة تَجريدهم من المُواطنة، بالرَّغم من أنَّ الحقيقة تُشير إلى أنَّ النَّصارى مواطنون ببلادهم من قبل صعود نجم الإسلام".

وقد علَّق عدنان مقرني - أستاذ الدّراسات الإسلاميَّة التونسي بجامعة بونتيفيكال جورجيان بروما - على هذا الارتِباط بين الدين والسياسة، مشيرًا إلى تأثُّره "بالتَّاريخ والثقافة" أكثر من الإسلام، مؤكِّدًا أنَّ المشكلة الحقيقة هي الدكتاتوريَّة الَّتي دائمًا تحاول تسْويغ استِخْدامها للدِّين والقوميَّة.


ليست هناك تعليقات:

شارك

Share |