الأحد، 7 نوفمبر 2010

احسان اوغلي: العداء للاسلام مشابه لصعود اللاسامية في ثلاثينات القرن الماضي

احسان اوغلي: العداء للاسلام مشابه لصعود اللاسامية في ثلاثينات القرن الماضي


القدس العربي

2010-11-05


جدة ـ ا ف ب: قال الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلي في مقابلة مع وكالة فرانس برس ان العداء للاسلام في الغرب حاليا يشبه صعود العداء لليهود في ثلاثينات القرن الماضي.

وذكر المسؤول عن المنظمة التي تضم 58 عضوا ان القيادة الامريكية تقف في وجه هذه الظاهرة لكن البعض من المسؤولين في اوروبا يركبون موجة العداء للمهاجرين المسلمين لتحقيق مكاسب سياسية وحصد الاصوات الانتخابية ما يعزز موقع المجموعات السياسية المتطرفة التي تكره المسلمين.

وقال احسان اوغلي 'ان المشكلة تحولت الى اجندة سياسية، وما يقلقني هو ان بعض السلطات السياسية او الحزبية تقوم باستخدام هذه الظاهرة لاغراض سياسية ولكسب المزيد من التأييد في الانتخابات، بدلا من محاربتها'.

واضاف 'اخشى اننا نمر بوضع مشابه لبداية الثلاثينات في القرن الماضي عندما تحولت اللاسامية الى مسالة سياسية مهمة الى جانب صعود الفاشية والنازية... اعتقد اننا حاليا في المراحل الاولى من ظاهرة مشابهة'.

وبحسب احسان اوغلي، وهو تركي الجنسية، فان 'عدوى النظر الى الاسلام كانه الشر' تنتشر بشكل متسارع بحسب مرصد العداء للاسلام او 'الاسلاموفوبيا' الذي اسسته منظمة المؤتمر الاسلامي لمراقبة هذه الظاهرة حول العالم.

واشار احسان اوغلي بشكل خاص الى المعارضة لانشاء المركز الاسلامي بالقرب من موقع اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر في نيويورك والى الحركة المناهضة للنقاب في اوروبا، فضلا عن الاعتداءات الجسدية على مسلمين في الغرب.

وبحسب احسان اوغلي فهناك 'من يدنس قبور جنود مسلمين قتلوا خلال الحرب العالمية الاولى اثناء مدافعتهم عن بعض الدول الاوروبية، وذلك فقط لانهم مسلمون ... انها مسألة بغاية الخطورة'. ويبقى الخوف الاكبر بالنسبة للمسؤول الاسلامي، من مأسسة الشعور المعادي للمسلمين في اوروبا، عبر مبادرات مثل قانون منع المآذن في سويسرا والمبادرات التي تتخذ ضد النقاب.

وقال في هذا السياق 'ان قضية البرقع (او النقاب) باسرها قصة حزينة لان هناك قلة تلبسه ... انها مجرد تقاليد لبعض العشائر في بعض الدول ولا علاقة لذلك بالاسلام'. وبالرغم من ذلك، فان دولا مثل فرنسا واسبانيا وهولندا ترد على النقاب بتشريعات تمنعه.

وقال في هذا السياق 'انه شكل من العداء للآخر ورفض حقوق الاخر ... والقيم التي دافعت عنها اوروبا لسنوات كثيرة مثل التعدد الثقافي والتعددية عامة، بات يرفضها الآن في بلادهم اولئك الذين دافعوا عنها لعقود'. ورأى احسان اوغلي ان العداء للمسلمين لا يجب ربطه بعنف المجموعات الاسلامية المتطرفة لاسيما تنظيم القاعدة. وقال في هذا السياق 'اعتقد انه يجب ان يترك التطرف خارج هذا النقاش، فهو موضوع مختلف'.

واعتبر ان المشكلة الحقيقية هو تسرب المشاعر المعادية للمسلمين الى مستويات مرتفعة من النقاش السياسي في بعض الدول الاوروبية.

لكنه رأى في نفس الوقت ان العداء للمسلمين ليس بنفس الحدة في الولايات المتحدة، وعزا ذلك جزئيا الى كون المهاجرين المسلمين في الولايات المتحدة يحظون بمستوى تعليمي افضل ولانهم يتماشون مع الولايات المتحدة التي كانت تاريخيا ارضا تستقبل المهاجرين من ديانات مختلفة على حد قوله. واشاد ايضا بسعي الادارة في واشنطن على مقاومة تسرب المشاعر المعادية للاسلام الى السياسة العامة. وقال 'على سبيل المثال، فان القس المغمور الذي اراد ان يحرق القرآن الكريم، واجهته الحكومة بمسؤولية وتكلمت معه واقنعته بان يعدل عن ذلك، كما ان الرأي العام لم يشجعه وكذلك الاعلام وتم تهميشه'.

واكد احسان اوغلي ان لا موقف له ازاء مشروع بناء المركز الاسلامي في نيويورك بالقرب من موقع اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر. وقال في هذا السياق 'ان المهم بالنسبة لنا هو ان للمسلمين هناك الحق ببناء مساجدهم والقيام بنشاطاتهم، ولم يتم تجريدهم من هذا الحق'. وبالرغم من تأييده للتفاهم على المستوى الثقافي، الا انه اكد ان هناك بعض الخطوط الحمر التي لا يمكن تجاوزها، واعطى مثالا على ذلك الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية التي تعرضت للنبي محمد.

وقال 'ان يطلب منا القبول بهذه الرسوم كالطلب بان تكون الشتيمة امرا طبيعيا. كيف يمكن ان يطلب منا القبول بهذه الرسوم، هذا غير مقبول'.

واعتبر احسان اوغلي ان الوقت كفيل بحل بعض المسائل مثل مسألة النقاب، مع تطور اسلوب حياة بعض المجتمعات المسلمة المتشددة.

الى ذلك، رفض المسؤول التركيز على مسألة اندماج المهاجرين المسلمين.

وقال 'لماذا الاندماج، اذا كانت اوروبا والغرب يدافعان عن حقوق الاقليات عبر العالم فلماذا عندما يتعلق الامر باوروبا يتحدثون عن اندماج. هذا مجددا يظهر مبدأ الكيل بمكيالين'. واضاف 'على اوروبا ان تفهم واقع الاسلام اليوم، وهو ان الاسلام ليس دينا غريبا عن اوروبا بل هو دين اوروبي'. وخلص الى القول 'نحن بتنا اسرى مجموعات هامشية على الجانبين الاوروبي والاسلامي'.



ليست هناك تعليقات:

شارك

Share |