الاثنين، 1 نوفمبر 2010

القدس العربي - أصوات جديدة وقديمة ومرجعيات مختلفة: مختارات عربية معاصرة حول الاسلام السياسي


أصوات جديدة وقديمة ومرجعيات مختلفة: مختارات عربية معاصرة حول الاسلام السياسي
ابراهيم درويش
2010-10-31


كثيرة هي الكتب الصادرة في دور النشر الغربية عن ظاهرة الاسلام السياسي، الاسلاميين او اي اسم تختاره لتصف عملية الحراك الاسلامي في العالم الاسلامي منذ عهد الدولة الوطنية وحتى انهيار برجي مركز التجارة العالمي عام 2001. فمع مرور عقد من الزمان على ذلك الحادث فان ثمةحاجة الى قراءة رشيدة لماهية الخطاب الاسلامي بتنوعاته وتعقيداته المحلية والعامة. لكن الناظر الى مشهدية الخطاب الاسلامي اليوم وطبيعته واهدافه يجد ان الاسماء التي تحكم مساره او تلك التي تستخدم للحكم عليه هي تلك الاسماء القديمة التي قدمت اجوبة لتحديات جوهرية عاشتها وقامت بتحديها عبر عدد من الاشكال. فالكاتب المعاصر عن الاسلام السياسي لا يمكنه التخلي عن اطروحات سيد قطب التي تسيدت الخطاب الاسلامي فيما بعد الهزيمة 1967 وحتى الآن، وكذا تعريفات سيد ابو الاعلى المودودي عن الجاهلية والحاكمية والحكم الاسلامي، بل ان خطابات تراجعت نتيجة للضغط السياسي وقمع الدولة الوطنية- العلمانية عادت وتمظهرت بخطابات ذات جاذبية جديدة في مجتمعات اسلامية خارج الاطار الذي ولدت فيه كما حدث لتجربة حزب التحرير التي تعولمت.

الظاهرة ليست كلها عنفا

وفي السياق تسيد الخطاب الجهادي الفكر والممارسة منذ الثمانينات من القرن الماضي نتيجة'لعدد من التطورات لعل اهمها الغزو السوفييتي لافغانستان وولادة الجهادية الافغانية في تنوعاتها التي ادت الى ولادة الجهادية العالمية المتمثلة الان بالقاعدة واخواتها، ولا يغفل الدارسون للاسلام السياسي المعاصر اثر الثورة الاسلامية وتراجع دور الايديولوجيات القومية واليسارية في ازدهار الظاهرة الاسلامية. وتظل الاخيرة مصدرا للنقاش حول طبيعتها وما تحتوي عليه من تنوعات فهي بعيدا عن كونها ظاهرة عنف متطرف كما يحبذ الاعلام الغربي التعامل معها خاصة في مرحلة ما بعد 9/11 تظل مصدرا مهما للنقاش النقدي في الصراع ضد الانظمة الشمولية ومحاولات فرض النظام العالمي من قبل الولايات المتحدة وكذا الصراع ضد العنف البيئي والاقتصادي لليبرالية الجديدة وغير ذلك. وهي بالتالي اي الاسلامية تظل محلا للجدل والنقاش حول تعريفها فهي ظاهرة مفتوحة لانها تتغذى من الماضي الذي تسعى لاعادة احيائه والحاضر الذي ترغب بتقديم حلول له. ومع ان الظاهرة تظل كما بدأنا مصدر جذب للكتاب في الاكاديميات الغربية وتحولت لصناعة بعد الهجمات على نيويورك، الا ان ما يقدم عنها يظل محكوما بوجهات نظر غربية ودراستها تبقى ضمن التعريفات والتقاليد المعروفة في تلك المؤسسات سواء اكاديمية او صناعة قرار ام مراكز بحث تغذي صناعة القرار.

الاسطرة والتحليلات الخاطئة

ومنذ بروز ظاهرة الاسلام السياسي و 'انتصارها' في فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي فقد تمت ترجمة العديد من ادبيات كتابها ونشطائها للغات اوروبية، فكتابات سيد قطب وحسن البنا والمودودي وغيرهم من آباء الحركة الاسلامية باتت متوفرة بين المهتمين بهم في اللغات الاوروربية، وتبقى قيمة الترجمات وطريقتها انتقائية ام ضعيفة - مجالا آخر للجدل. لكن ادبيات الحركة الاسلامية ترجمت بأيدي اوروبيين وناشطين من ابناء الحركة كما في حالة الجماعة الاسلامية الباكستانية وحزب التحرير وبعض ادبيات الاخوان المسلمين. المهم في الامر ان المشكلة ليست غياب ادبيات الاسلاميين في اللغات الاوروبية ولكن عدم وجود ادبيات لاصوات متعددة تعبر عن اصالة وحركية النقاش الاسلامي. وهذا ما ادى الى انتشار كثير من مظاهر الاسطرة من مثل الحديث عن سيد قطب بانه 'الأب الروحي للاصولية الاسلامية' واكثر من ذلك انه الرجل الذي قادت افكاره لتدمير البرجين وغير ذلك من الاساطير التي صنعها الاعلام وتلقتها مراكز البحث على انها يقينيات. فتقييد ظاهرة الاسلام السياسي المعاصر بالعنف وتغيير نظام الحكم والعالم يعمي النظر احيانا عن النقاشات الاخرى التي يطرحها الاسلاميون حول التاريخ والماضي والتعليم ونظام العالم والفكر المعاصر. وهي قضايا ليس امام الكاتب المسلم لانه وحركته جاءا نتاجا لعوامل محلية ووطنية وعالمية.
تبدو مشكلة الخطاب الاسلامي المعاصر على الرغم من فقره الظاهري مشكلة تتعلق بالعرض والنظر، فهناك حاجة كما يرى ابراهيم ابو ربيع، معد كتاب جديد يحتوي على مختارات لكتاب من مفكرين وناشطين اسلاميين معاصرين للتعامل بطريقة مختلفة عما يراه غنى في طبيعة الموضوع والرؤية التي يتعامل فيها الاسلاميون مع واقعهم، سواء كان محليا ام عالميا، خاصة ان مجمل الكتابات الصادرة في الغرب تركز على النقد، وهو الذي ازدادت حدته بعد عام 2001. كما ان هناك مشكلة يراها معد الكتاب هذا في طريقة التعامل الغربي هي محاولتها الفصل بين محاولة المسؤولين الغربيين التفريق بين الاسلام كدين والاسلام السياسي كخطاب الذي يرونه مصدر الخطر على الغرب، وهو ما اسمعنا اياه جورج بوش، الرئيس الامريكي بعد هجمات ايلول (سبتمبر) الذي تحدث عن هذه الفكرة المتناقضة. لكن بوش وغيره من الساسة الغربيين في تفرقتهم هذه يحاولون 'اسكات' الاسلام كخطاب سياسي وتحديده ممارسة دينية فقط، وبالتالي غلق الباب امام النقاش حول الطريقة التي يقوم بها الاسلام السياسي بتنوعاته تحدي وتوسيع الحقل المطرد للمقاومة السياسية. وهذه هي الفكرة التي يريد الكتاب ومعده اطلاع القارئ الغربي عليها. فهناك حاجة الى معرفة تمظهرات وحقائق الاسلام السياسي التي تجسدها فكرة الدعوة الى الاسلام واحيائه وهذا يقود الباحث عادة الى دراسة اصول الاسلام السياسي المعاصر، التي يرى البعض انها مستمرة في فكرة الاصلاح الاسلامي. فماهية الاصلاح الاسلامي جاءت ردا على التمدد الاستعماري في العالم الاسلامي، والحداثة وانهيار فكرة الجامعة الاسلامية التي حلت محلها فكرة الجامعة الوطنية وانتهت الاخيرة بالدولة القطرية ودخول الولايات المتحدة كعنصر مؤثر في المجال العالمي خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، وبداية الحرب الباردة.

تجليات الرد الاسلامي على الغرب

وتظل الظاهرة الاسلامية المعاصرة تجليا من تجليات الرد'الاسلامي على التحديات الخارجية والداخلية التي عاشتها المجتمعات الاسلامية، فالباحثون في الفكر الاسلامي عادة ما يفرقون بين ثلاث مراحل للاصلاح وهي مرحلة الاصلاح الاسلامي في فترة 'ما قبل الحداثة' وفترة الحداثة واخيرا الاسلامية المعاصرة بكل تمظهراتها. واحيانا ما يصار الى محاولة الفكر الاسلامي بفهمه من خلال رد الفعل على الحداثة الاوروبية جهاديا/رفضا، تقبلا بكل ما في الحداثة الاوروبية، ومزاوجة وانتقائية في التعامل مع الحداثة الاوروبية. وعليه فلا يمكن فهم الفكر الاسلامي بمعزل عن الحداثة الاوروبية، وبالتالي فالظاهرة الاسلامية او الفكر الاسلامي المعاصر هو في النهاية فكرا حداثيا مرتبطا بالحاضر اكثر من دعوته للعودة للماضي. وان كانت الامبريالية البريطانية والاستعمار قد اسهما في تشكل رد الفعل الجهادي او الاصلاحي سلفية عبده والافغاني فالفكر الاسلامي المعاصر لا يمكن فهمه بمعزل عن صعود امريكا كقوة مهيمنة والحرب الباردة اللتين اديتا الى ظاهرة تقسيم العالم العربي الى معسكرين: غربي وشرقي والى دعم انظمة غربية لانظمة شمولية عربية. كما وأدت الظروف هذه الى حالات من التعاون بين جماعات اسلامية او قطاعات منها وبين انظمة شمولية وفي احيان اخرى تلاقت مصالح الاسلام السياسي والغرب ضد الشرق الشيوعي كما حدث في الساحة الافغانية. وفي حالات اخرى تصادمت الحركة الاسلامية مع النظام السياسي وادى هذا الى اضعاف الحركة الاسلامية وخروجها من ساحة التنافس السياسي، كما في الحالة السورية. ولا يمكن حصر الحالة الاسلامية في هذا السياق بنوع واحد من انواع الكفاحات ضد النظام القائم- سياسي او عسكري/ جهادي، ففي بعض المرات تم احتواء العمل الاسلامي ومنحه مساحة للتنفس وغير ذلك .

منعطف الطريق والمهمة غير المنجزة

لكن المهم في هذا السياق هو ان الحركات الاسلامية ايا كان نوعها وتوجهها، تقف على منعطف طرق وبعد مرور 70 عاما لم تحقق بعد اهدافها من اقامة الحكومة الاسلامية والعدالة الاجتماعية التي تريدها. ويعتقد الكاتب ان قصة الحركات الاسلامية المعاصرة هي قصة من القمع الذي مارسته الحكومات المحلية التي لعبت دور التابع للدول الغربية وظلت حاجزا امام اي دعوة ديمقراطية وعملت على اضعاف قوى العمل المدني ومؤسساته. ولكن القصة لن تكون مكتملة بدون مراجعة الحركات الاسلامية'لأولوياتها واهدافها واعادة في ادبيات الآباء والمؤسسين الذين كانوا يردون على اوضاعهم. والاهم من ذلك ان اليقينيات التي بناها الباحثون الغربيون حول الخطر الاسلامي الذي استبدل بالخطر الشيوعي. وفكرة الخطر الاسلامي صارت حقيقة بعد هجمات ايلول/سبتمبر 2001.
ومن هنا تظل محاولة الكثير من الباحثين الغربيين مقارنة الاسلام السياسي بالظاهرة الشيوعية خطلا لان الاخيرة كانت ظاهرة موحدة وتعبر عن مشروع سياسي واحد فيما تعبر الظاهرة الاسلامية عن رؤية وان كانت واحدة الا ان سياقاتها متعددة كونها ظاهرة احتجاجات على اوضاع مختلفة مع ان محاولات جرت لمأسستها في كل من ايران وافغانستان والسودان. ولان الاسلامية ظاهرة احتجاج فقد ظلت مرتهنة بالتغيرات السياسية والمجتمعية، صعودا ونزولا، كما حدث بعد نهاية الاتحاد السوفييتي. وتركت العولمة اثرها على الاسلاميين من ناحية انها ادت الى تعزيز سلطة النظام الشمولي واضعفت مؤسسات المجتمع المدني وفاقمت المشاكل الاجتماعية والاقتصادية من ناحية زيادة الفجوة بين الفقراء والاغنياء.

منعطف افغانستان

نعم اثرت العولمة على الظاهرة الاسلامية لكن الحركات الاسلامية استفادت من مرحلة ما بعد هزيمة المشروع الناصري واكثر من هذا يمكن اعتبار فترة الثمانينات من القرن الماضي البوتقة التي جلبت الكثير من التغييرات على التيار الاسلامي من ناحية تسيد التيار الجهادي العمل الاسلامي، حيث دخلت فيه الحركات الاسلامية لاسباب مختلفة- رفض النظام الحاكم او الانجرار لمحاربة الشيوعيين- ويعتقد ابو ربيع ان احتلال الجيش الاحمر لكابول عام 1979 كان رحمة للانظمة العربية الشمولية التي استطاعت ولفترة قصيرة التغلب على مخاوفها من تصاعد الاسلام السياسي بارسال الاسلاميين وتسهيل ذهابهم الى افغانستان. ولكن الانظمة التي شجعتهم للذهاب لاحقتهم بعد عقد او عقدين خاصة بعد هجمات 2001«'وتظل تجربة افغانستان بالنسبة للجهاديين المختبر الذي حاولوا من خلاله نقل التجربة الى بلادهم ومن لم يعد منهم الى بلاده ذهب الى مكان آخر باحثا عن تجربة جهادية في الشيشان والبوسنة وكوسوفو. ما يهم الكاتب هنا ان تنوعات التجربة الاسلامية المعاصرة سواء كانت في اطارها الرسمي المرتبط بالدولة او التيار الرئيس للحركة الاسلامية وهو التيار الغالب واخيرا التيار المتشدد الذي لا يمثل سوى اقلية وهذه الاقلية التي تحظى بالاهتمام والملاحقة من الاعلام الاعلامي، تقوم على تنوعات في الخطاب يؤكد احيانا الجانب التنظيري المتعلق برفض الظاهرة الاسلامية من اولها او التنظير للحركة باعتبارها 'الواجب' كما في كتابات فتحي يكن وسعيد حوى او النقد للتجربة وترشيدها كما في كتاب محمد الغزالي ويوسف القرضاوي. اما عن طبيعة القضايا العملية التي شغلت الكتاب الاسلاميين فهي تتنوع من تأصيل التجربة الجهادية هل هي فرض كفاية ام عين كما يبدو في كتاب الشيخ عبدالله عزام او كتابات الجهاديين المصريين 'الفريضة الغائبة' او التنويع على فهم معنى الجهاد في اطاره النفسي والروحي. ولا يستطيع الباحث في تجربة الاسلام السياسي المعاصر تجنب قراءة اثر فلسطين ضياعها والجهاد من اجل استعادتها واثر الصهيونية واسرائيل على كتابات الاسلاميين. ابو ربيع معني بالدرجة الاولى بتقديم عينات او كتابات 'اصيلة' لاسلاميين وترجمتها للانكليزية لجعلها متوفرة امام الباحثين، والاسماء التي يقدمها يبدو انها اختيرت لتعبيرها عن الموضوع وليس لانها ترتبط بشخصيات مؤثرة في الفكر الاسلامي المعاصر اي اصحاب توجهات ومدارس مع ان الكثير من الاسماء متحدثة باسم الاسلام السياسي وتعبر عن مواقفه في كتاباتها- دفاعا، نقدا او رفضا- ويخالف ابو ربيع الكتب او المختارات العامة التي تقدم مختارات من ادبيات النهضة، الاصلاح والنشاط الاسلامي كما فعل جون اوزبوزيتو وجون دونهو في كتابهما 'الاسلام في مرحلة تحول' وتشارلس كيرزمان في ما اسماه 'الاسلام الليبرالي' (جزآن) من بين عدد من الكتب التي تحاول توفير مواد للتحليل والقراءة لطلاب الدراسات الاسلامية في الاكاديميات الغربية.

مستويات متعددة لكن؟

تمثل القراءات التي يقدمها الكتاب الحالي مستويات متعددة من النظرات والافكار وهي تنم عن اصوات تمثل اجيالا مختلفة وحركيين ونقادا وكتابا يتكئون على مرجعيات ثقافية متعددة، تقليدية وممن تعلموا في المدارس العلمانية الوطنية، اذا اخذنا بعين الاعتبار ان القيادات الجديدة للحركة الاسلامية ممن قادت النضال الاسلامي خرجت من ساحة الجامعة- الحديثة وليس من داخل المدرسة التقليدية بل ان معظم قيادات الحركة الاسلامية الا قليلا منهم كانت لهم مواقفهم الشاكة من ممثلي الاسلام الرسمي في الازهر والمعاهد الشرعية في انحاء العالم العربي. ومعد المختارات واع لهذه القضية ويعرف طبيعة التمثيلات التي يعبر عنها المشاركون او من اختار اعمالهم لترجمتها. وتشتمل مادة الكتاب على 33 مقالا منها 18 ترجمت للمرة الاولى للانكليزية وتضم مقالات للمسيري والمسعري وياسر الزعاترة ومنير شفيق وجميل حمامي وراشد الغنوشي ومحمد حسين فضل الله واسحق الفرحان وعبدالله انس، واحمد الريسوني ورمضان عبدالله شلح، ومالك بن نبي، ولا يوجد هناك اي اسم لامرأة مع ان الكاتب ترجم ما كتبه الغزالي عن قضاياها في كتابه الشهير. وكما قلنا فمعد الكتاب يقدم هذه الاصوات ليس باعتبارها- في ظني- تمثل حركات اسلامية او توجهات فكرية داخل نوع من انواع الاسلام السياسي لكن باعتبارها مظهرا من مظاهر الجدال او الرد على هموم وانشغالات كتاب 'اسلاميين' بما يعتور التيار الاسلامي من اشكاليات وما يطرح على ساحة الجدل الاسلامي من افكار، والهدف من وراء المقالات هو نقل النقاش بين الكتاب الغربيين من اطاره التعميمي الذي يركز على جانب واحد من الظاهرة الاسلامية ويعممها او يتخذها تكؤة للحكم على اي فكر او رد اسلامي. فالكتاب ليس معنيا بالقول ان الظاهرة الاسلامية متنوعة ولكنه يريد تقديم ثمرات التنوع من خلال التركيز على تعدد وتشابك الموضوعات التي تهم 'المثقف' الاسلامي في العالم العربي اليوم. الا ان طبيعة اختياراته واستراتيجيتها تثيران''اسئلة حول ما هو الاهم ومن هو المهم لانه ترك اسماء كثيرة يمكن ان تسهم في تأكيد التنوع في الظاهرة الاسلامية، وليس هذا فحسب تعقد الخطاب الاسلامي. وعندما يتعلق الامر بالاختيارات فالاسئلة تظل قائمة حول من اختار ولماذا قدم هذا على ذاك ولماذا ترك هذا وركز على هذا وهي معضلة قديمة لم يفلت منها اصحاب المختارات الشعرية والنثرية منذ القدم. ومع ذلك فلنا ان نتساءل والتساؤل مشروع عن غياب اصوات من السودان واليمن وليبيا وموريتانيا وهي مناطق شهدت جدالا مختلفا ومراجعات يغني فكرة الغنى وتعددية الخطاب الاسلامي ومجالاته. ويظل الكتاب الحالي بملامحه وتوجهاته وافكاره اضافة الى حقل القراءة والدعوة لفهم الحركة الاسلامية في وقت صعب، وهو ايضا اضافة لجهود ابو ربيع في مجال الدراسات الاسلامية المعاصرة بعد كتابه 'الفكر العربي المعاصر' عن خطاب الاسلاميين والعروبيين عن ما بعد الهزيمة 2005 وكتابه 'دليل بلاكويل للفكر الاسلامي المعاصر' ودراسات اخرى عن بديع الزمان النورسي وغير ذلك. ويعمل ابو ربيع في جامعة البرتا.
ناقد من اسرة 'القدس العربي'
The Contemporary Arab Reader on Political Islam
Edited with an Introduction by:
Ibrahim M. Abu- Rabiص
Pluto Press,
London / 2010

ليست هناك تعليقات:

شارك

Share |