الأربعاء، 7 يوليو 2010

نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين بالجزائر: العالم الإسلامي يعيش اليوم على هامش التاريخ - جريدة الشرق الأوسط

نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين بالجزائر: العالم الإسلامي يعيش اليوم على هامش التاريخ

عمار الطالبي لـ «الشرق الأوسط»: ضرورة إعادة النظر في المنظومة التربوية والتعليمية
د. عمار الطالبي نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين بالجزائر («الشرق الأوسط»)
القاهرة: محمد خليل
دعا الدكتور عمار الطالبي، نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين في الجزائر والرئيس السابق لجامعة الأمير عبد القادر، إلى إعادة النظر في المنظومة التربوية والتعليمية، وتغيير المناهج في التفكير كمقدمة عملية للإصلاح الشامل في العالم الإسلامي، قائلا إن العالم الإسلامي يعيش اليوم على هامش التاريخ رغم كثرة سكانه وثرواته. وقال الدكتور الطالبي إن العلوم الإسلامية تعاني من الضعف، موضحا، في مقابلة مع «الشرق الأوسط»، على هامش مشاركته في فعاليات الملتقى الدولي الخامس للرابطة العالمية لخريجي الأزهر، أن السبيل للخروج من الأزمة التي تعيشها الأمة الإسلامية، يكون بالبدء في إصلاح منظومة التربية والتعليم لتكوين العقلية العلمية النقدية التي تستطيع الوصول لرؤية صحيحة إزاء الأحداث الجارية.

وأكد الطالبي أن الألعاب الرياضية إذا ترتب عليها وقوع أي أضرار مادية أو نفسية تعد حراما طبقا للقاعدة الشرعية «لا ضرر ولا ضرار».

* في رأيك، كيف يمكن إصلاح منظومة التربية والتعليم في بلدان العالم الإسلامي؟

- أرى أن إصلاح المجتمع يتوقف على إصلاح منظومة التربية، وإصلاح التربية يتوقف على جودة المنهج الذي يكوِّن العقلية العلمية النقدية، وهذا يستلزم أن نؤكد على أهمية تدريس علوم الرياضيات والطبيعيات في المرحلة الأولى من مراحل التعليم، لأن الرياضيات لها تأثير كبير على استقامة الذهن والتفكير السليم، فإذا ما تعوَّد الإنسان على هذا النوع من التفكير فإن المقدمات تؤدي إلى نتائج سليمة، كما يجب تلافي التلقين والحفظ في مراحل التعليم المختلفة، ولا بد أن نشجع على الاجتهاد والإبداع والابتكار، ولا بد أن ندرب أطفالنا منذ الصغر على مشاهدة الأشياء وخصائصها، وبالتالي لا بد من إعادة النظر في المنظومة التربوية والتعليمية، والعمل على تغيير مناهجنا في التفكير كمقدمة عملية للإصلاح الشامل في العالم الإسلامي، لأن التربية الإسلامية مبنية على الجمع بين النظر والعمل، وربما تفوق غير المسلمين بسبب إصلاح مناهج التربية والتعليم وتعويد الطلاب على البحث الذاتي فيكون محور الدراسة هو التلميذ أو الطالب، ولا يكون هذا المحور هو حفظ الكتاب، فالأمة الإسلامية والعربية بحاجة إلى أن تنهض من كبوتها، وتتخلص من ضعفها وتخلفها لتكون لها كلمة مسموعة في أحداث العالم وما يجري فيه.

العالم الإسلامي اليوم يعيش على هامش التاريخ، على الرغم من كثرة عدد سكانه، وكثرة ثرواته وتنوعها، واتساع أرضه، وبالتالي فالحاجة تدعونا إلى أن نتأمل شروط هذه النهضة، وأن نهيئ لأمتنا هذه الشروط؛ وأهمها إصلاح منظومة التربية والتعليم والبحث العلمي.

* ما تعليقك على الآراء التي ترى أن إصلاح التعليم يجب أن يركز على الفصل بين العلوم الإسلامية والأخرى الكونية؟

- هذا غير صحيح، لأن مشكلة الفصل بين العلوم الإسلامية والأخرى الكونية أنه يؤدي لتكوين عقليتين متنافرتين كل واحدة تتهم الأخرى، فصاحب العقلية الأولى يتهم الثاني بأنه علماني والثاني يتهم الأول بأنه جامد، لكن لا بد من أن يدرس طالب الكليات الشرعية مدخلا للعلوم الكونية، كما أن طالب الجامعات العلمية لا بد أن يدرس مدخلا للعلوم الشرعية فيما يسمى بالجزع المشترك، فالعالم الإسلامي يعيش في الوقت الراهن مشكلة حقيقية، فيما يتعلق بالمعرفة والعلم بسنن الله القرآنية والكونية، التي أهملناها لمدة طويلة، في حين أن قوة الأمم اليوم إنما هي قوة المعرفة والعلم، التي بها يقوى الاقتصاد، وتُبنى بها الجيوش، كما تقوى بها سياسات الدول.

* ما مدى مشروعية قيام بعض المسلمين بالتشدد في مناصرة فريق رياضي ضد فريق رياضي آخر؟

- الرياضة أمر مشروع في الإسلام، فالإسلام دعا إلى تعلم السباحة والرماية والفروسية، لكنه نهى عن استغلال الرياضة في إحداث المشكلات والخلافات في المجتمع الإسلامي، لأنه في الوقت نفسه أكد على قوة المسلمين ووحدتهم، وكون الإنسان يشجع هذا الفريق أو ذاك أمر عادي، لكن يجب ألا يخرج الأمر عن كونه لعبا، أي لا تأخذ الأمور أكثر من حجمها.

* بم تفسر ما يحدث من مشاحنات بسبب لعب مباراة كرة قدم بين فريقين؟

- هذا أمر مؤسف، ويؤكد لنا فشل منظومة التربية والتعليم في بلدان العالم الإسلامي في تكوين عقلية علمية صحيحة، وبالتالي فإن العواطف الهوجاء تصبح هي المسيطرة، مما يؤدى في الغالب إلى فقدان التعقل وفقدان الشعور بالتاريخ المشترك والدين واللغة والهوية. وبالإضافة إلى ما سبق نجد أن الإعلام في هذه البلدان غالبا لا يؤدي رسالته كما ينبغي، حيث نجد للأسف كثيرا من الإعلاميين الذين لا يملكون رؤية صحيحة ولا يخشون من عواقب ما يفعلون من قيامهم بشحن للنفوس، خاصة فئة المراهقين وعامة الناس الذين يتأثرون بسرعة جدا وليس لديهم عقلية نقدية ويؤثرون الكراهية ويتأثرون بها.

* ما الحكم الشرعي إذا ترتبت على مسابقات الألعاب آثار سلبية في المجتمع الإسلامي؟

- كل ما يؤدي إلى ضرر مادي أو نفسي نتيجة للعب مباريات كرة القدم وغيرها من الألعاب الأخرى يعد حراما شرعا طبقا للقاعدة الشرعية «لا ضرر ولا ضرار».

ليست هناك تعليقات:

شارك

Share |