الجمعة، 24 سبتمبر 2010

روزاليوسف : الرسول مات ولم ينته

الرسول مات ولم ينته

شيوخ وعلماء > الرسول مات ولم ينته



حالفني الحظ يوم الجمعة الماضي لحضور إحدي الندوات الصوفية التي نادرا ما تسفر عن وجود سخونة في حوارها نتيجة لخلاف يحدث، فغالبا يكون هناك اتفاق بين الحاضرين من اتباع الطرق الصوفية علي كل ما يقال في المؤتمر أو الندوة الصوفية .. لكن هذه المرة كان هناك اختلاف بسبب اقحام الكاتب عمار علي حسن المتخصص في الشئون الصوفية مسألة السنة وموت الرسول في قضية كانت بعيدة عن موضوع الندوة التي دارت حول دعوات حرق القرآن الكريم.

الكاتب عمار أراد خلال الندوة عمل مقارنة بين حب المسلمين للرسول وسنته في أزمة الرسوم المسيئة وبين حبهم للقرآن في أزمة دعوة القس الأمريكي لحرقه يوم 11 سبتمبر ، وقال:" إن هذا يعطي لديه اسقاطا بأن الناس أصبحوا يهتمون بالسنة أكثر من اهتمامهم بالقرآن مع أنه هو الأصل في الدين،» كما ان الرسول ـ بحسب قوله ـ "بلغ ومات أما القرآن فما زال باقيا وهو الذي جعل من المسلمين أمة".

في الحقيقة كلام الدكتور عمار لم يكن موفقا، فطالب الناس بألا يحبوا الرسول ولا السنة بشدة، واتهم المسلمين بانهم يحبون القرآن أقل من السنة وهو أمر غير صحيح.

وردا علي إسقاطات الدكتور عمار نقول: "إن الأمر في الرسوم المسيئة كان جديدا علي العقلية المسلمة ولم ير المسلمون بشاعة في الاستهزاء برسولهم اكثر من تلك الرسوم ولم يكن أمامهم سوي ما فعلوه وأظهروه، وهم مثابون عليه لأنهم يدافعون عن نبيهم الذي جاء بالرسالة وبلغ الأمة كلام الله ، أما دعوة حرق المصحف فلم تكن حادثة جديدة فقد تم الحرق أثناء غزو العراق، وعلي مدي الزمان هوجم القرآن أكثر من ذلك، والمسلمون واثقون من حفظ كتاب الله، وانه لو حرقت نسخ من القرآن فستطبع منه ملايين النسخ، وأن عليهم أن يتصرفوا بعقلانية بعد الأزمة التي واجهوها نتيجة رد الفعل الغاضب في أزمة الرسوم، فكل هذه أمور منطقية في رد فعل المسلمين علي دعوة حرق المصحف.

وما كان لينبغي علي الباحث الفاضل أن يسير بالمسألة لحد القول بأن الرسول صلي الله عليه وسلم "بلغ وانتهي" اي مات ، فالرسول دوره في حياة المسلمين لم ينته بموته فسنته وأفعاله وأقواله ما زالت هي القدوة والمثل الذي امرنا الله باتباعه حيث قال في كتابه الكريم في سورة الأحزاب :" لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يرْجُو اللَّهَ وَالْيوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً"، كما أن الرسول سيظل بحكم الله تعالي شاهدا علينا .

والغريب ان الدكتور عمار لم يعجبه ما تم التعليق عليه من قبل الحاضرين من الصوفية العاديين الذين رفضوا كلمته عن الرسول واتهم احدهم بأنه يكفره وهو ما لم يحدث ، ولكن الشعور بالوقوع في خطأ لفظي خاص بالرسول جعله منفعلا واعتبر أن من حوله يكفرونه. إن القرآن الكريم هو دستور المسلمين ومنهاجهم في الحياة ، كما أن السنة مفسرة لهذا القرآن وموجهة للمسلمين في تطبيقهم له ، ولا ينبغي ان نعقد مقارنات بين الاهتمام بالسنة والاهتمام بالقرآن فكلاهما من منبع واحد لكننا مطالبون بتحري الأحاديث الصادقة الصحيحة عن الرسول صلي الله عليه وسلم ، وتطبيق ما جاء فيها .

ليست هناك تعليقات:

شارك

Share |