الأربعاء، 1 سبتمبر 2010

الأهرام : ملحق ع الهوا - المخابرات الإسرائيلية تستغل المسلسلات لإشعال نار الفتنة الطائفية!

ملحق ع الهوا - المخابرات الإسرائيلية تستغل المسلسلات لإشعال نار الفتنة الطائفية!
المخابرات الإسرائيلية تستغل المسلسلات لإشعال نار الفتنة الطائفية!


رصد تقرير استخباري صادر عن أحد مراكز الأبحاث المعروفة والتي تتبع بشكل مباشر المخابرات الإسرائيلية , الخلاف الذي نشب في لبنان مؤخراً في أعقاب قيام قناتين لبنانيتين بعرض حلقات مسلسل " السيد المسيح" الإيراني .


الذي يجسد شخصية نبي الله عيسي أبن مريم وهو الأمر الذي أثار حفيظة المسيحيين في لبنان, حيث رأت تل أبيب أنه من الممكن استغلال هذا الخلاف في توسيع دائرة الفتنة داخل الأراضي اللبنانية من خلال تسليط الأضواء على هذا المسلسل والحديث عن خلفيات إنتاجه ودوافع منتجيه بهدف إثارة الطائفة المسيحية على الرغم من قرار محطتي المنار وnbn وقف عرض حلقات المسلسل.
بطبيعة الحال فأنه يجب في البداية الحديث عن أن هناك أجهزة قائمة داخل إسرائيل مهمتها البحث عن كل صغير وكبيرة يمكن من خلالها إذكاء نيران الفتن الطائفية والصراعات المذهبية داخل العالمين العربي والإسلامي وهو الأمر الذي نجحت فيه مراراً على مدار العقود الماضية.
ومنذ بداية شهر رمضان الكريم هذا العام حشدت إسرائيل طاقتها الإستخباراتية التي تجندها في كل عام بمناسبة هذا الشهر الكريم للبحث عن أشياء يمكن أن تستغلها , ففي الماضي القريب استغلت تل أبيب عرض مسلسلات تتناول من قريب أو بعيد مسألة الصراع العربي – الإسرائيلي في الحديث عن معادة السامية في الإعلام المصري والعربي , كما حدث مع مسلسل فارس بلا جواد للفنان القدير محمد صبحي.
ومع بدء أيام الشهر الفضيل تمكن خبراء مركز معلومات المخابرات والإرهاب من رصد مسلسل يمكن استخدامه في خدمة الأهداف والأغراض الإسرائيلي, وللتذكرة فأن هذا المركز البحثي يتبع بشكل مباشر وصريح جهاز المخابرات الإسرائيلية وهدفه الأساسي مراقبة وسائل الإعلام العربية والإسلامية المسموعة والمرئية والمقروءة وإعداد تقارير ودارسات دورية ويومية تتناول ما يعرض فيها خاصة كل ما هو ذو علاقة بإسرائيل واليهود والصهيونية باعتباره أمر ترفضه إسرائيل لأنه يحض بحسب رأيها على الكراهية والإرهاب وهي أمور بالطبع تدعي إسرائيل أنها تسعي من أجل التخلص منها في عالمنا المعاصر وإحلال مفاهيم السلام والحب والتآخي بدلا منها.
حيث رصد تقرير صادر عن المركز بتاريخ الخامس والعشرين من أغسطس 2010 وقائع عرض مسلسل "السيد المسيح" الذي أنتجته إيران , مشيراً إلي أن محطات التلفزيون التي تتبع الطائفة الشيعية في لبنان وعلى رأسها محطتي المنار التابعة لحزب الله وnbn التابعة لحركة أمل كانتا قد أعلنتا عن عزمهما عرض حلقات المسلسل طوال شهر رمضان, وأعتبر التقرير الإسرائيلي هذا المسلسل بأنه يتضمن مشاهد وعبارات لا تعادي فقط السامية واليهود ولكن تصل إلي حد معادة المسيحيين والمسيحية , مشيراً إلي أنه ومع بدء عرض حلقات هذا المسلسل المدبلج إلى العربية والذي تستند حلقاته إلى فيلم إيراني إنتاج 2008 , ثارت ثائرة المسيحيين في لبنان الأمر الذي دفع محطتي المنار وnbn لوقف عرض المسلسل.
وتطرق كاتب التقرير بعد ذلك للحديث بشكل مفصل عن خلفيات إنتاج المسلسل , مشيراً إلي أنه تم الاتفاق بين منتجي المسلسل الإيرانيين مع محطتي المنار و وnbn وبعد القيام بعملية دبلجة الحوار بالعربية على عرضه خلال شهر رمضان على اعتبار أنه الشهر الذي يحظي بأعلى نسبة مشاهدة في العالم العربي , كما تم الاتفاق على عرضه في قناة الكوثر الإيرانية التي تبث باللغة العربية وتستهدف جمهور المشاهدين في العالم العربي.
وذكر التقرير الإسرائيلي أنه ومع بدء عرض الحلقات الأولي من المسلسل , استشاط المسيحيين في لبنان غضباً من بدء عرضه واضطرت قناتي المنار و وnbn لوقف العرض فيما أصرت قناة الكوثر الإيرانية على استكمال عرضه وعدم الالتفات للصخب والجدال الناشب بين المسيحيين في لبنان.
ووصل كاتب التقرير إلي نتيجة مفادها أن لدى أتباع الطائفة الشيعية في لبنان رغبة متكررة كل عام على إلحاق الأذى والضرر النفسي بجماهير المشاهدين المسيحيين في لبنان , مشيراً إلي أن مسلسل السيد المسيح ليس الأول الذي تعرضه القنوات الشيعية ويمس المسيحيين , حيث سبق , كما أشار إلي قيام محطة المنار التابعة لحزب الله بعرض مسلسل الشتات الذي يسرد رؤية منتجيه السوريين لقصة الشعب اليهودي والصهيونية وجرى عرضه في عام 2003 كما نجح منتجيه في تسويقه لعدد آخر من قنوات التلفزيون العربية , وذكر أن هذا المسلسل امتلئ بالأكاذيب ومعادة السامية ووصف اليهود بأنهم يستخدمون دماء الأطفال المسيحيين في أعداد فطائر عيد الفصح اليهودي , وقال أنه أبان عرض هذا المسلسل اعترضت أمريكا الأمر الذي دفع وزير الخارجية اللبنانية في حينه للدفاع عن حق قناة المنار في عرضه مؤكداً أن منع العرض يتعارض مع مبدأ حرية الرأي , وفي محاولة من كاتب التقرير لجذب الانتباه لهذه المسألة عقد مقارنة بين تلك الواقعة وواقعة مسلسل السيد المسيح مشيراً إلي أن السؤال الذي يطرح ذاته الآن لما أوقفت قناتي المنار وnbn عرض المسلسل مع أنهم في لبنان تحدثوا فيما مضي عن أن وقف المسلسلات يتعارض مع مسألة حرية التعبير والرأي.
وعاد كاتب التقرير الإسرائيلي للحديث من جديد عن مسلسل "السيد المسيح" حيث وصف إياه بأنه مسلسل يحمل طابع معادي للمسيحية والسامية ويسرد تفاصيل قصة المسيح من وجهة نظر إيرانية – إسلامية تقوم على أن المسيح كان نبي فحسب وهنا يتدخل كاتب التقرير ليثير الفتنة مشيراً إلي أن أحداث المسلسل تبرز أن نبي الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام أفضل من المسيح وأكثر منه أهمية , كما تحدث عن نفي صانعي المسلسل لعقيدة التثليث التي يؤمن بها المسيحيين والتي تتضمن فكرة أن المسيح هو أبن الله , بل يسعوا من جانبهم لدحض هذه الفكرة وإنكارها ونفيها من جذورها.
وواصل كاتب التقرير عملية انتقاء بعض المشاهد التي تتفق مع الهوى المخابراتي الإسرائيلي بدافع دفع المسيحيين في لبنان وإثارتهم , مشيراً إلي أن الحلقات الأولي من المسلسل تضمنت إساءات بالغة للمسيح , وذكر منها مشهد يظهر فيه الشيطان أمام المسيح محاولاً دفعه كي يحيد عن طريق النبوة ويدفعه من أجل الاعتقاد بأنه أبن الله , لكن المسيح ينجح في الاختبار ولا يقبل بتاؤيلات الشيطان ومحاولاته.
ويستمر التحريض إذ أشار كاتب تقرير مركز معلومات المخابرات والإرهاب إلي أن أحد المشاهد في المسلسل تظهر الممثل الذي يجسد شخصية المسيح وهو يقول على الملأ أنه لا يعلم سوي القليل مما يعلمه باقي أنبياء الله ويتدخل مرة أخرى الكاتب في السياق مشيراً إلي أن هذا الكلام لا يعني سوي أن المسيح قليل المعرفة مقارنة بباقي الأنبياء وعلى رأسهم بالطبع نبي الإسلام محمد.
وفي إطار عملية الانتقاء الإسرائيلي الدافع للفتنة, تحدث كاتب التقرير عن مشهد أخر يظهر فيه أحد تلاميذ المسيح واقفاً أمامه ويحدثه بقوله"هل نذهب الآن لكي نصطاد السمك؟ فيجيبه المسيح بقوله"بلا أذهبوا واصطادوا بني البشر؟.
وكأن صانعي المسلسل يصورن المسيح على أنه شخصية غير تلك التي نعرفها جميع تدعو للحب والسلام وهو بالطبع أمر لم يهدف صانعي المسلسل من قريب أو بعيد الحديث عنه خاصة وأنه أمر لا يتفق مع مما جاء في الإسلام الذي يكن كل احترام وتقديس للمسيح , لكن بالطبع يحاول كاتب التقرير أن يدخل بعض التاؤيلات والتفسيرات الشاذة بغرض الإثارة والوقيعة بين المسلمين والمسيحيين في لبنان.
وعلى طريقة أتباع مثل ضرب عصفورين بحجر واحد وجد كاتب التقرير أنه من الممكن استغلال أحداث المسلسل في القول بأنه يعادي السامية واليهود , خاصة وأنه يدرك جيداً أن محاولاته الدؤبه للوقيعة والفتنة باللبنانيين قد لا تؤتي ثمارها خاصة بعد تعليق قناتي المنار و nbn عرض حلقات المسلسل حتى لا تثير مشاعر باقي مواطني الدولة اللبنانية من الطائفة المسيحية.
وتحدث كاتب التقرير عن أن حلقات مسلسل السيد المسيح لا تضر بشخص المسيح فحسب ولكنها تتضمن إساءات بالغة لليهود وللسامية , مشيراً إلي أن جميع الحلقات تلصق باليهود صفات مثل الكذب والخيانة والخوف والقبح وأتباع الشيطان ومجرمون , وتظهر اليهود في القدس في زمن المسيح وكأنهم لا يتورعون عن ارتكاب أي جرم أو أي عمل قبيح , ونوه الكاتب إلي أن جميع هذه الصفات تمكن من حصرها من خلال متابعة الحلقتين الأولي والثانية فقط دون متابعة باقي حلقات المسلسل في إشارة منه إلي أنه من المؤكد أن باقي الحلقات تمتلئ بغير ذلك من الصفات الذميمة والقبيحة في حق اليهود , وقال أن الحلقات التالية في المسلسل تسرد تفاصيل واقعة تسليم اليهود للرومان الأمر الذي من المؤكد أنها ستحمل معها أوصاف أكثر قبحاً لليهود أكثر من تلك التي عرضت في الحلقات الأولي.
ثم تحدث كاتب التقرير عما أسماه بالعداء الواضح لليهود في حلقات مسلسل السيد المسيح إذ أشار إلي أن أحدي الحلقات تبرز قيام اليهود بتزييف النقود بهدف بناء هيكل سليمان وتصف الكهنة اليهود بأنهم أبناء أفاعي وفي أكثر من مناسبة وقال أن تصوير اليهود على أنهم أبناء أفاعي أمر اعتادت عليه إسرائيل حيث جرى تصويرهم مراراً وتكراراً بأنهم يحملون هذه الصفة المقيتة.
كما أشار إلي أن صانعي المسلسل أرادوا الوقيعة بين اليهود والمسيحيين إذ أصروا على تصوير اليهود وكأنهم مطاردون من مسألة نجاح المسيح في توصيل رسالته لأتباعه ويتعدي الأمر ذلك ليصل إلي حد تصوير كهنة اليهود بأنهم من أول المتضررين من المسيح الذي لا تعني رسالته سوي ضياع نفوذهم وقدرتهم على جمع المال.
وذكر كاتب التقرير كذلك وفي إطار محاولاته تلك أن أحد مشاهد المسلسل تتضمن قيام المسيح بالحديث مع أتباعه ووصفه اليهود لهم بأنهم أبناء أفاعي , مقتبساً أحد العبارات الواردة في المسلسل التي قال فيها المسيح"بين بني إسرائيل شياطين كثر لديهم الرغبة في أثارة الحروب الفظيعة بين الأخوة".
ثم تحدث مرة أخرى عن المشكلة التي أثارتها عرض الحلقات الأولي من المسلسل في صفوف الطائفة المسيحية في لبنان, مشيراً إلي أن وقف عرض المسلسل جاء في أعقاب جملة من الاعتراضات من قبل المسيحيين هناك , وقال أن الحلقات الأولي من المسلسل التي تمكن جمهور المشاهدين في لبنان من متابعتها , أضرت كثيراً بمشاعر أتباع الدين المسيحي ودفعتهم للاعتراض علي استكمال عرضه والقول بأنه من شأن هذا المسلسل إذا ما تم استكمال حلقاته أن يفضي إلي وقوع حرب أهلية جديدة في لبنان معتبرين من جانبهم هذا المسلسل بمثابة خرق واضح للميثاق الوطني اللبناني ومبدأ الشراكة في الحياة بين أطياف الشعب اللبناني.
وقال كاتب التقرير الإسرائيلي أن إداراتي قناة المنار وnbn ورضوخاً منهما لحالة الجدال والاعتراض المسيحية في لبنان وفي أعقاب قيام جهاز الأمن العام اللبناني المسئول عن الرقابة في الأراضي اللبنانية بمطالبتهما بوقف بث المسلسل, وافقتا على ذلك فوراً.
ثم تحدث عن تبريرات وقف العرض من قبل قناتي المنار وnbn وقال أنهما أصدرتا بياناً مشترك في الثالث عشر من شهر أغسطس الحالي ذكرتا فيه أن وقف البث جاء في أعقاب الإدراك بأن استمرار البث من شأنه أن يثير الأحقاد ولهذا تقرر وقفه كي لا يستغل بشكل سلبي من قبل البعض , وأكدا على المسلسل يقدم بكل تقدير واحترام حياة المسيح وتضحياته.
وأردف كاتب التقرير مشيراً إلي أن الأمر الذي يدعو للدهشة هو أنه وعلى الرغم من الاعتراضات المسيحية في لبنان على عرض المسلسل استمرت قناة الكوثر الإيرانية في بثه والأكثر من هذا قام موقع الإنترنت التابع للقناة بتخصيص ملف عن المسلسل يتم من خلاله تسجيل ردود فعل جمهور قرأ الموقع وقال أن الكثير من هذه الردود حملت طابع التأييد والثناء على المسلسل وما يعرضه من أفكار.
المثير للدهشة أن المركز الإسرائيلي وكعادته في كل مرة حاول أن يحمل مصر مسئولية عرض هذه المسلسلات وغيرها من المواد التلفزيونية التي تحض على كراهية الآخر ونشر مفاهيم العداء للسامية , إذ أشار كاتب التقرير إلي أن مصر التي تمتلك قمر النيل سات الصناعي والسعودية التي تمتلك النصيب الأكبر في قمر عرب سات وغيرها من الدول الأجنبية تمنح حزب الله القدرة على بث أفكارها عبر السماح لها بوضع قناة المنار على تلك الأقمار , وقال أن قناة المنار التي تبث عبر قمر النيل سات المصري وأقمار أخرى يصل إرسالها لسائر أنحاء منطقة الشرق الأوسط وأنحاء العالم وللولايات المتحدة وأوروبا معتبراً أن استمرار بث هذه القناة أمر له تأثيرات سلبية للغاية خاصة وأنها تنضح ببرامج تحريضية , لكن وفي كل مرة تنجح هذه المحطة في تجاوز الأزمات والمشاكل التي تعترض طريقها وأخرها مشكلة عرض مسلسل السيد المسيح.
وأنهي كاتب تقرير المركز الإسرائيلي حديثه بالقول" الحديث لا يدور عن حزب الله فحسب ولكن حماس كذلك التي منحتها هذه الدول الفرصة في بث أفكارها عبر قناة الأقصى التي يصل إرسالها للكثير من المشاهدين في أنحاء العالم.
إجمالاً فأن محاولات إسرائيل للوقيعة بين المسلمين والمسيحيين في لبنان وسعيها الدؤب لإذكاء نيران فتنة الحرب الأهلية في لبنان مجدداً نجاح طرفي القضية في لبنان في إخمادها فور إدراكهما بأن هذا المسلسل من شأنه أن يستغل من قبل بعض الأطراف وعلى رأسها إسرائيل في تسريب الفتنة لداخل الأراضي اللبنانية من جديد وهو الأمر الذي يدفعنا جميعا من أجل التيقظ لهذه المحاولات التي تقوم بها إسرائيل وتترصدها من آن لآخر.

ليست هناك تعليقات:

شارك

Share |